إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 605 ظهور أحمد بن عيسى العلوي


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 605


 ظهور أحمد بن عيسى العلوي
 
  وظهر بعده بالري أحمد بن عيسى بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ودعا إلى الرضا من آل محمد، وحارب محمد بن طاهر، وكان بالري، فانهزم عنه وسار إلى مدينة السلام، فدخلها العلويَ.

 ظهور الكركي بقزوين

 وفي هذه السنة- وهي سنة خمسين ومائتين- ظهر بقزوين الكركي وهو الحسن بن إسماعيل بن محمد بن عبد اللّه بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، وهو من ولد الأرقط، وقيل: إن اسم الكركي الحسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد اللّه بن علي بق الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فحاربه موسى بن بُغَا، وصار الكركي إلى الديلم، ثم وقع إلى الحسن بن زيد الحسيني فهلك قبله.

 ظهور الحسين بن محمد العلوي

 وظهر بالكوفة الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد اللهّ بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فسرح إليه محمد بن عبد اللّه بن طاهر من بغداد جيشاً عليه ابن خاقان فانكشف الطالبي واختفى لترك أصحابه له، وتخلفهم عنه، وكان ذلك في سنة إحدى وخمسين ومائتين.

 عزم على أخذ البيعة لابنه

 وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عقد المستعين لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة، وعزم على البيعة له، فأخرها لصغر سنه، وكان عيسى بن فرخاتشاء قال لأبي علي البصير الشاعر أن يقول في ذلك شعراً يشير فيه بالبيعة له، فقال في ذلك قصيدة طويلة يقول فيها:         
  بك اللّه حاط الدين وانْتَـاشَ أهـلـه                      من الموقف الدَحْض الذي مثله يْرْىِ
  فولِّ ابنك العبـاس عـهـدك إنـه                      له موضع واكتب إلى الناس بالعهد
  فإن خَففته السن فالعـقـل بـالـغ                      به رتبة الشيخ الموفّقِ لـلـرشـد وقد كان يحيى أوتي العلم قبله صبياً، وعيسى كَلّم الناس في المهد.

 بين محمد بن طاهر وأبي العباس المكي

 وقال أبو العباس المكي: كنت أنادم محمد بن طاهر بالري قبل مواقعته الطالبيين، فما رأيته في وقت من الأوقات أشد سروراً منه ولا أكثر نشاطاً قبل ظهور العلوي بالري، وذلك في سنة خمسين ومائتين، وقد كنت عنده ليلة أتحدث، والخير وافد والسَّتْرُ مسبل، إذ قال: كأني أشتهي الطعام فما آكل. قلت: صدر دراج أو قطعة من جلي باردَة، قال: يا غلام، هات رغيفاً وخلاً وملحاً، فأكلا من ذلك، فلما كان في الليلة الثانية قال: يا أبا العباس، كأني جائع فما ترى أن آكل. قلت: ما أكَلْتَ البارحة، فقال: أنت لا تعرف فرق ما بين الكلامين، قلت البارحة: كأني أشتهي الطعام، وقلت الليلة: كأني جائع، وبينهما فرق، فدعا بالطعام، ثم قال لي: صف لي الطعام والشراب والطيب والنساء والخيل، قلت: أيكون ذلك منثوراً أو منظوماً. قال: لا، بل منثوراً، قلت: أطيب الطعام ما لقي الجوع بطعم وافق شهوة، قال: فما أطيب الشراب. قلت: كأس مدام تبرد بها غليلك، وتعاطي بها خليلك، قال: فأي السماع أفضل. قلت: أوتار أربعة، وجارية متربعة، غناؤها عجيب، وصوتها مصيب، قال: أي الطيب أطيب. قلت: ريح حبيب تحبه، وقرب ولد ترثه، قال: فأي النساء أشهى. قلت: من تخرج من عندها كارِهاً، وترجع إليها والهاً. قال: فأي الخيل أفرهُ. قلت: الأشدق الأعين الذي إذا طُلِبَ سبق، وإذا طَلَبَ لحق، قال: أحسنت، يا بشر أعطه مائة فى ينار، قلت: وأين تقع مني مائتا دينار. قال: أو قد زدت نفسك مائة دينار. يا غلام أعطه المائة كما ذكرنا، والمائة الأخرى لحسن ظنه بنا، فانصرفت بمائتي دينار، فما كان بين هذا الحديث وبين تنحيه من الري إلا جمعة.

 معرفة المستعين بالأخبار

 وكان المستعين حسن المعرفة بأيام الناس وأخبارهم، لهجاً بأخبار الماضين.
 وحدث محمد بن الحسن بن دُرَيْد قال: أخبرني أبو البيضاء مولى جعفر الطيار، وكان طيب الحديث، قال: وَفَدْنَا في أيام المستعين من المدينة إلى سامرا وفينا جماعة من آل أبي طالب وغيرهم من الأنصار، فأقمنا ببابه نحواً من شهر، ثم وصلنا إليه، فكل تكلّم وعبر عن نفسه فقرب وانس، وابتدأ بذكر المدينة ومكة وأخبارهما، وكنت أعرف الجماعة بما شرع فيه، فقلت: أيأذن أمير المؤمنين في الكلام. قال: ذلك إليك، فشرعت معه فيما قد إليه وتسلسل بنا الكلام إلى فنون من العلم في أخبار الناس، ثم انصرفنا وأقيم لنا الإِنزال والإفضال.

 عروة بن حزام
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق