إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 700


 
( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 700


  فقال له وزيره: إن في استفتاح الخراج في غير وقته مضرة على أرباب الضياع، وخراب البلاد، وجلاء لكثير من أهل الضياع قبل إدراك غلاتهم، قال له أسفار: فما الوجه. قال الوزير: الخراج إنما يخص بعض الناس من أرباب الضياع خاصة، وهاهنا وجه يعم سائر الناس من أرباب الضياع وغيرهم من المسلمين، سائر أهل الملل من أهل هذه البلاد وغيرهم عن الغرباء، من غير ضرر عليهمِ ولا كثير مؤنة، بل إعطاء شيء يسير، وهو أن تجعل على كل رأس ديناراً، فيكون في ذلك ما اشترط علينا حمله من المال وزيادة عليه كثيرة، فأمره أسفار بذلك، فكتب أهل الأسواق والمحال من المسلمين وأهل الذمة حتى وصل في الإِحصاء إلى مَنْ في الفنادق والخانات من الغرباء من التجار وغيرهم، وحشَرَ الناس إلى دار الخراج بالري وسائر أعمالها، فطولبوا بهذه الجزية، فمن أدى كتب له براءة بالأداء مختومة على حسب ما تكتب براءة أهل الذمة عند أدائهم الجزية في سائر الأمصار، فأخبرني جماعة من أهل الري وغيرهم ممن طرأ عليهم من الغرباء من التجار وغيرهم- وأنا يومئذ بالأهواز وفارس- أنهم أدوا هذه الجزية وأخفوا هذه البراءة بأدائها، فاجتمع من ذلك أموال عظيمة حمل منها ما اشترط عليه، وكان الباقي من ذلك ألف ألف دينار ونيفاً، وقيل: أضعاف ما ذكرنا على حسب الخلائق الذين بالري وأعمالها، ورجع صاحب خراسان إلى بخارى، وعظم أمر أسفار على خلاف ما عهد، وبعث برجل من أصحابه كان صاحب جيش من الجبل يُقال له مرداويج بن زياد إلى ملك من ملوك الديلم مما يلي قَزْوِين، وهو صاحب الطرم من أرض الديلم، وهو ابن أسْوَار المعروف بسلار الذي ولده في هذا الوقت صاحب أذربيجان وغيرها، ليأخذ عليه البيعة لأسفار بن شيرويه والعَهدَ والدخول في طاعته، فسار مرداويج إلى سلار فتشاكيَا ما نزل بالإسلام من أسفار بن شيرويه، وإخرابه البلاد، وقتله الرعية؛ وتركه العمارة والنظر في عواقب الأمور، فتحالفا وتعاقدا على التظافر على أسفار والتعاون على حربه، وقد كان أسفار سار في عساكره إلى قَزْوين؛ وقرب من تُخوم الديلم من أرض الطرم من مملكة ابن أسوار منتظراً لصاحبه مرداويج بن زياد وأنه إن لم يَنْقَذِ ابن أسوار إلى طاعته ورجع إليه رسوله بما لا يحب وطئ بلاده، وسلار هذا هو خَالُ علي بن وهوذان المعروف بابن حسان ملك أخر كن ملوك الديلم، وهو الذي قتل بالري، قتله ابن أسوار هذا في خبر بطول ذكره.
 


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق