( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 663
طفقت تجود بوبـلـهـا جـوذابة فإذا لُبَاب اللوز فيها الـسـكـر
نعم السماء هناك ظل صبِـيبُـهَـا يَهْمِي، ونجم الأرض ظلت تمْطِر
يا حسنها فوق الخوان ودهـنـهـا قدامها بصهيرهـا يتـفـرغـر
ظَلْنَا نُقَشر جلدها عن لحـمـهـا وكأن تبراً عن لـجـين يُقْـشَـر
وتقدمَـتْـهَـا قـبـل ذاك ثـرائد مثل الرياض بمثلـهـنَ يُصَـدر
وَمُرَقًقَات كلـهـن مـزخـرف بالبيض منها ملـبـس ومـدثـر
وأتت قطائف بعد ذاك لـطـائف تَرْضَى اللهاة بها وَيرْضَى الحنجر
ضحك الوجوه من الطبرزد فوقها دمع العيون مع الدهان يقـطـر
وصف اللوزينج
فاستحسن المكتفي باللّه الأبيات، وأومأ إليَ أن أكتبها له، فكتبتها له.
قال محمد بن يحيى الصولي: وأكلنا يوماً بين يديه بعد هذا بمقدار شهر، فجاءت لوزينجة، فقال: هل وصف ابن الرومي اللوزينج. فقلت: نعم، فقال: أنشدنيه، فأنشدته:
لا يخطئني منـك لـوزينـج إذا بَدَا أعجب أو عَـجَّـبَـا
لم يُغْلِقِ الشهوة أبـوابـهـا إلا أبَتْ زلفاه أن يحـجـبـا
لو شاء أن يذهب في صخرة لَسَهَّلَ الطيبُ له س مَذْهَبَـا
يدور بالنفخة فـي جـامـه دوراً ترى الدهن له لولـبـا
عاون فيه منظرٌ مـخـبـراً مستحسن سَاعَدَ مستعـذبـا
كَالحسن المحسن في شـدوه ثم فأضحى مغرياً مطـربـا
مستكشف الحَشْو، ولـكـنـه أرَقّ جلداً من نسيم الصـبـا
كأنـمـا قُـدَّاْ جـلابـيبـه من أعين القَطْر الذي قببـا
يُخَـال مـن رقة أجــزائه شارك في الأجنحة الجُنْدَبَـا
لو أنه صُورَ مـن خـبـزه ثغر لكان الواضحَ الأشْنَـبَـا
من كل بيضاءَ يودّ الفـتـى أن يجعل الكف لها مَرْكَبَـا
مدهونة زرقـاء مـدفـونة شهباء تحكى الأزرَقَ الأشهبا
ذِيقَ له اللـوز فـمـا مُـرَّةٌ مَرَّتْ على الذائق إلا أبـى
وانتقـد الـسـكـر نـقـاده وشارفوا في نقده المذهـبـا
فلا إذا العين رأتهـا نَـبَـتْ ولا إذا الضرس علاها نبـا فحفظها المكتفي، فكان يُنْشِدُهَا.
من شعر المكتفي
ومما استحسن من شعر المكتفي لنفسه:
إني كَلِفْتُ، فلا تَلْـحُـوا، بـجـارية كأنها الشمس، بل زادت على الشمس
لها من الحسن أعْـلاَه؛ فـرؤيتـهـا سَعْدي، وَغَيْبَتُهَا عن ناظري نحسـي وللمكتفي أيضاً:
بلغ النفس ما اشْتَهَتْ فإذا هِي قد اشْتَفَـتْ
إنما العـيش سـاعة أنت فيها وما انقضت
كل من يعذل الحـبَّ إذا ما هَدَا سـكـت وله أيضاً:
مَنْ لي بأن يعلم ما ألْقَى فيعرف الصَّبْوَةَ والعشقا
مازال لي عبداً، وَحُبِّي له صَيَّرني عبداً لـه رِقّـا
أعْتِقَ من رقي، ولكننـي من حبه لا أملك العتقـا
شراب الدوشاب
وأخبرنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن حمدون، قال: تذاكرنا يوماً بحضرة المكتفي أصناف الأشربة، فقال: فيكم مَنْ يحفظ في نبيذ الدوشاب شيئاً. فأنشدته قول ابن الرومي:
إذا أجَدْتَ حبه وَدِبْـسَـهُ ثم أجَدْتَ ضربه وَمَرْسَهُ
ثم أطلت في الِإناء حَبْسَه شربت منه البابليَ نفسه فقال المكتفي: قبحه اللهّ ما أشْرَهَهُ لقد شَوَّقَنِي في هذا اليوم إلى شرب الدوشاب.
قصة هريسة
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق