إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 26 أبريل 2015

[ 350 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 350 ]

تاريخ الطبري ج 5



إلى مسلمة بعث عاملا عليها عبد الرحمن بن سليم الكلبى وعلى شرطتها وأحداتها عمر بن يزيد التميمي فأراد عبد الرحمن بن سليم أن يستعرض أهل البصرة وأفشى ذلك إلى عمر بن يزيد فقال له عمر أتريد أن تستعرض أهل البصرة ولم تمن حصنا بكويفة وتدخل تحتاج إليه فوالله لو رماك أهل البصرة وأصحابك بالحجارة لتخوفت أن يقتلونا ولكن أنظرنا عشرة أيام حتى نأخذ أهبة ذلك ووجه رسولا إلى مسلمة يخبره بما هم به عبد الرحمن فوجه مسلمة عبد الملك بن بشر بن مروان على البصرة وأقر عمربن يزيد على الشرطة والاحداث (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة وجه مسلمة بن عبد الملك سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبى العاص وهو الذى يقال له سعيد خذينة وإنما لقب بذلك فيما ذكر أنه كان رجلا لينا سهلا متنعما قدم خراسان على بختية معلقا سكينا في منطقته فدخل عليه ملك أبغر وسعيد متفضل في ثياب مصبغة حوله مرافق مصبغة فلما خرج من عنده قالوا له كيف رأيت الامير قال خذينية لمته سكينية فلقب خذينة وخذينة هي الدهقانة ربة البيت وانما استعمل مسلمة سعيد خذينة على خراسان لانه كان ختنه على ابنته كان سعيد متزوجا بابنة مسلمة ذكر الخبر عن أمر سعيد في ولاية خراسان في هذه السنة ولما ولى مسلمة سعيد خذينة خراسان قدم إليها قبل شخوصه سورة بن الحر من بنى دارم فقدمها قبل سعيد فيما ذكر بشهر فاستعمل شعبة بن ظهير النهشلي على سمرقند فخرج إليها في خمسة وعشرين رجلا من أهل بيته فأخذ على آمل فأتى بخارى فصحبه منها مائتا رجل فقدم السغد وقد كان أهلها كفروا في ولاية عبد الرحمن ابن نعيم الغامدى ووليها ثمانية عشر شهرا ثم عادوا إلى الصلح فخطب شعبة أهل السغدو وبخ سكانها من العرب وعيرهم بالجبن فقال ما أرى فيكم جريحا ولا أسمع فيكم أنة فاعتذروا إليه بأن جبنوا عاملهم علباء بن حبيب العبدى وكان على الحرب ثم قدم سعيد فأخذ عمال عبد الرحمن بن عبد الله القشيرى الذى ولوا أيام عمر بن عبد العزيز فحبسهم فكلمه فيهم عبد الرحمن بن عبد الله القشيرى فقال له سعيد قد 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 349 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 349 ]

تاريخ الطبري ج 5



وقال أيضا يرثى يزيد بن المهلب أبى طول هذا الليل أن يتصرما * وهاج لك الهم الفؤاد المتيما أرقت ولم تأرق معى أم خالد * وقد أرقت عيناى حولا مجرما على هالك هد العشيرة فقده * دعته المنايا فاستجاب وسلما على ملك يا صاح بالعقر جبنت * كتائبه واستورد الموت معلما أصيب ولم أشهد ولو كنت شاهدا * تسليت إن لم يجمع الحى مأتما وفى غير الايام يا هند فاعلمي * لطالب وتر نظرة إن تلوما فعلى إن مالت بى الريح ميلة * على ابن أبى ذبان أن يتندما أمسلم أن يقدر عليك رماحنا * نذقك بها قئ الاساود مسلما وإن تلق للعباس في الدهر عثرة * نكافه باليوم الذى كان قدما قصاصا ولا نعدوالذى كان قد أتى * إلينا وإن كان ابن مروان أظلما ستعلم إن زلت بك النعل زلة * وأظهر أقوام حياء مجمجما من الظالم الجاني على أهل بيته * إذا أحصرت أسباب أمرو أبهما وإنا لعطافون بالحلم بعد ما * نرى الجهل من فرط اللئيم تكرما وإنا لحلالون بالثغر لا نرى * به ساكا إلا الخميس العرمرما نرى أن للجيران حاجا وحرمة * إذا الناس لم يرعوا لذى الجار محرما وإنا لنقرى الضيف من قمع الذرى * إذا كان رفد الرافدين تجشما وراحت بصراد ملث جليده * على الطلح إرماكا من الشهب صيما أبونا أبو الانصار عمرو بن عامر * وهم ولدوا عوفا وكعبا وأسلما وقد كان في غسان مجد يعده * وعادية كانت من المجد معظما فلما فرغ مسلمة بن عبد الملك من حرب يزيد بن المهلب جمع له يزيد بن عبد الملك ولاية الكوفة والبصرة وخراسان في هذه السنة فلما ولاه يزيد ذلك ولى مسلمة الكوفة ذا الشامة محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط وقام بأمر البصرة بعد أن خرج منها آل المهلب فيما قيل شبيب بن الحارث التميمي فضبطها فلما ضمت 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 348 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 348 ]

تاريخ الطبري ج 5



عنهم الناس فخلوهم فلما رأى ذلك مروان بن المهلب ذهب يريد أن ينصرف إلى النساء فقال له المفضل أين تريد قال أدخل إلى نسائنا فأقتلهن لئلا يصل اليهن هؤلاء الفساق فقال ويحك أتقتل أخواتك ونساء أهل بيتك أنا والله ما نخاف عليهن منهم قال فرده عن ذلك ثم مشوا بأسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا من عند آخرهم إلا أبا عيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل فانهما نجوا فلحقا بخاقان ورتبيل وبعث بنسائهم وأولادهم إلى مسلمة بالحيرة وبعث برؤوسهم إلى مسلمة فبعث بهم مسلمة إلى يزيد بن عبد الملك وبعث بهم يزيد بن عبد الملك إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك وهو على حلب فلما نصبوا خرج لينظر إليهم فقال لاصحابه هذا رأس عبد الملك هذا رأس المفضل والله لكأنه جالس معى يحدثنى (وقال مسلمة) لا بيعن ذريتهم وهم في دار الرزق فقال الجراح بن عبد الله فانا أشتريهم منك لابر يمينك فاشتراهم منه بمائة ألف قال هاتها قال إذا شئت فخذها فلم يأخذ منه شيأ وخلى سبيلهم إلا تسعة فتية منهم أحداث بعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك فقدم بهم عليه فضرب رقابهم فقال ثابت قطنة حين بلغه قتل يزيد بن المهلب يرثيه ألا يا هند طال على ليلى * وعاد قصيره ليلا تماما كأنى حين حلقت الثريا * سقيت لعاب أسود أو سماما أمر على حلو العيش يوم * من الايام شيبني غلاما مصاب بنى أبيك وغبت عنهم * فلم أشهدهم ومضوا كراما فلا والله لا أنسى يزيدا * ولا القتلى التى قتلت حراما فعلى أن أبؤ بأخيك يوما * يزيدا أو أبوء به هشاما وعلى أن أقود الخيل شعثا * شوارب ضمراتقص الاكاما فأصبحهن حمير من قريب * وعكا أو أرع بهما جذاما ونسقى مذحجا والحى كلبا * من الذيفان أنفاسا قواما عشائرنا التى تبغى علينا * تجربنا زكا عاما بعاما ولولاهم وما جلبوا علينا * لاصبح وسطنا ملكا هماما 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 347 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 347 ]

تاريخ الطبري ج 5



مدرك المفضل بن المهلب وقد اجتمعت إليه الفلول بفارس فتبعهم فادركهم في عقبة فعطفوا عليه فقاتلوه واشتد قتالهم إياه فقتل مع المفضل بن المهلب النعمان بن ابراهيم ابن الاشتر النخعي ومحمد بن إسحاق بن محمد بن الاشعث وأخذ ابن صول ملك قهستان أسيرا وأخذ ت سرية المفضل العالية وجرح عثمان بن اسحاق ابن محمد بن الاشعث جراحة شديدة وهرب حتى انتهى إلى حلوان فدل عليه فقتل وحمل رأسه إلى مسلمة بالحيرة ورجع ناس من أصحاب يزيد بن المهلب فطلبوا الامان فأومنوا منهم مالك بن إبراهيم بن الاشتر والورد بن عبد الله بن حبيب السعدى من تميم وكان قد شهد مع عبد الرحمن بن محمد مواطنه وأيامه كلها فطلب له الامان محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان إلى مسلمة بن عبد الملك عمه وابنة مسلمة تحته فأمنه فلما أتاه الورد وقفه مسلمة فشتمه قائما فقال صاحب خلاف وشقاق ونفاق ونفار في كل فتنة مرة مع حائك كندة ومرة مع ملاح الازد ما كنت بأهل أن تؤمن قال ثم انطلق وطلب الامان لمالك بن إبراهيم بن الاشتر الحسن بن عبد الرحمن بن شراحيل وشراحيل يلقب رستم الحضرمي فلما جاء ونظر إليه قال له الحسن بن عبد الرحمن الحضرمي هذا مالك ابن إبراهيم بن الاشتر قال له انطلق قال له الحسن أصلحك الله لم لم تشتمه كما شتمت صاحبه قال أجللتكم عن ذلك وكنتم أكرم على من أصحاب الاخر وأحسن طاعة قال فإنه أحب إلينا أن تشتمه فهو والله أشرف أبا وجدا وأسوأ أثرا من أهل الشأم من الورد بن عبد الله فكان الحسن يقول بعد أشهر ما تركه إلا حسدا من أن يعرف صاحبنا فأراد أن يرينا أنه قد حقره ومضى آل المهلب ومن سقط منهم من الفلول حتى انتهوا إلى قندابيل وبعث مسلمة إلى مدرك بن ضب الكلبى فرده وسرح في أثرهم هلال بن أحوز التميمي من بنى مازن بن عمرو بن تميم فلحقهم بقندابيل فأراد آل المهلب دخول قندابيل فمنعهم وداع بن حميد وكاتبه هلال بن أحوز ولم يباين آل المهلب فيفارقهم فتبين لهم فراقه لما التقوا وصفوا كان وداع بن حميد على الميمنة وعبد الملك بن هلال على الميسرة وكلاهما أزدى فرفع لهم هلال راية الامان فمال إليهم وداع بن حميد وعبد الملك بن هلال وارفض 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 346 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 346 ]

تاريخ الطبري ج 5



ليس بنافع لك في الدنيا وهو ضارك في الاخرة فقتل الاسارى كلهم غير ربيع بن زياد بن الربيع بن أنس بن الرقان تركه فقال له ناس نسيته فقال ما نسيته ولكن لم أكن لاقتله وهو شيخ من قومي له شرف ومعروف وبيت عظيم ولست أتهمه في ود ولا أخاف بغيه فقال ثابت قطنة في قتل عدى بن أرطاة ما سرنى قتل الفزارى وابنه * عدى ولا أحببت قتل ابن مسمع ولكنها كانت معاوى زلة * وضعت بها امرى على غير موضع ثم أقبل حتى أتى البصرة ومعه المال والخزائن وجاء المفضل بن المهلب واجتمع جميع آل المهلب بالبصرة وقد كانوا يتخوفون الذى كان من يزيد وقد أعدوا السفن البحرية وتجهزوا بكل الجهاز وقد كان يزيد بن المهلب بعث وداع بن حميد الازدي على قندابيل أميرا وقال له إنى سائر إلى هذا العدو ولو قد لقيتهم لم أبرح العرصة حتى تكون إلى أولهم فان ظفرت أكرمتك وان كانت الاخرى كنت بقندابيل حتى يقدم عليك أهل بيتى فيتحصنوا بها حتى يأخذوا لانفسهم أمانا أما إنى قد اخترتك لاهل بيتى من بين قومي فكن عند أحسن ظنى وأخذ عليه أيمانا غلاظا ليناصحن أهل بيته ان هم احتاجوا إليه ولجؤا إليه فلما اجتمع آل المهلب بالبصرة بعد الهزيمة حملوا عيالاتهم وأموالهم في السفن البحرية ثم لججوا في البحر حتى مروا بهرم بن القرار العبدى وكان يزيد استعمله على البحرين فقال لهم أشير عليكم ألا تفارقوا سفنكم فان ذلك بقاؤكم وإنى أتخوف عليكم إن خرجتم من هذه السفن أن يخطفكم الناس وأن يتقربوا بكم إلى بنى مروان فمضوا حتى إذا كانوا بحيال كرمان خرجوا من سفنهم وحملوا عيالاتهم وأموالهم على الدواب وكان معاوية بن يزيد بن المهلب حين قدم البصرة قدمها ومعه الخزائن وبيت المال فكأنه أراد أن يتأمر عليهم فاجتمع آل المهلب وقالوا للمفضل أنت أكبرنا وسيدنا وإنما أنت غلام حديث السن كبعض فتيان أهلك فلم يزل المفضل عليهم حتى خرجوا إلى كرمان وبكرمان فلول كثيرة فاجتمعوا إلى المفضل وبعث مسلمة ابن عبد الملك مدرك بن ضب الكلبى في طلب آل المهلب وفى أثر الفل فأدرك 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 345 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 345 ]

تاريخ الطبري ج 5



محمد بن عمرو أن اضرب رقاب الاسراء فقال للعريان بن الهيثم أخرجهم عشرين عشرين وثلاثين ثلاثين قال فقام نحو من ثلاثين رجلا من بنى تميم فقالوا نحن انهزمنا بالناس فاتقوا الله وابدؤا بنا أخرجونا قبل الناس فقال لهم العريان أخرجوا على اسم الله فأخرجهم إلى المصطبة وأرسل إلى محمد بن عمرو يخبره بإخراجهم ومقالتهم فبعث إليه أن اضرب أعناقهم (قال أبو مخنف) فحدثني نجيح أبو عبد الله مولى زهير قال والله إنى لانظر إليهم ليقولون إنا لله انهزمنا بالناس وهذا جزاؤنا فما هو إلا أن فرغ منهم حتى جاء رسول من عند مسلمة فيه عافية الاسراء والنهى عن قتلهم فقال حاجب بن ذبيان من بنى مازن بن مالك بن عمرو بن تميم لعمري لقد خاضت معيط دماءنا * بأسيافها حتى انتهى بهم الوحل وما حمل الاقوام أعظم من دم * حرام ولا ذحل إذا التمس الذحل حقنتم دماء المصلتين عليكم * وجر على فرسان شيعتك القتل وقى بهم العريان فرسان قومه * فيا عجبا أين الامانة والعدل وكان العريان يقول والله ما اعتمدتهم ولا أردتهم حتى قالوا ابد بنا أخرجنا فما تركت حين أخرجتهم أن أعلمت المأمور بقتلهم فما يقبل حجتهم وأمر بقتلهم والله على ذلك ما أحب أن قتل من قومي مكانهم رجل ولئن لامونى ما أنا بالذى أحفل لائمتهم ولا تكبر على وأقبل مسلمة حتى نزل الحيرة فأتى بنحو من خمسين أسيرا ولم يكونوا فيمن بعث إلى الكوفة كان أقبل بهم معه فلما رأى الناس أنه يريد أن يضرب رقابهم قام إليه الحصين بن حماد الكلبى فاستوهبه ثلاثة زياد بن عبد الرحمن القشيرى وعتبة بن مسلم واسماعيل مولى آل بنى عقيل بن مسعود فوهبهم له ثم استوهب بقيتهم أصحابه فوهبهم لهم فلما جاءت هزيمة يزيد إلى واسط أخرج معاوية بن يزيد بن المهلب اثنين وثلاثين أسيرا كانوا في يده فضرب أعناقهم منهم عدى بن أرطاة ومحمد بن عدى بن أرطاة ومالك وعبد الملك ابنا مسمع وعبد الله بن عزرة البصري وعبد الله بن وائل وابن أبى حاضر التميمي من بنى أسيد بن عمرو ابن تميم وقد قال له القوم ويحك إنا لا نراك تقتلنا إلا أن أباك قد قتل وان قتلنا 


يتبع 
 يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 344 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 344 ]

تاريخ الطبري ج 5



ابن عقبة بن أبى معيط (قال أبو مخنف) فحدثني ثابت مولى زهير قال لقد قتل يزيد وهزم الناس وإن المفضل بن المهلب ليقاتل أهل الشأم ما يدرى بقتل يزيد ولا بهزيمة الناس وإنه لعلى برذون شديد قريب من الارض وإن معه لمجففة أمامه فكلما حمل عليها نكصت وانكشفت وانكشف فيحمل في ناس من أصحابه حتى يخالط القوم ثم يرجع حتى يكون من وراء أصحابه وكان لا يرى منا ملتفتا إلا أشار إليه بيده ألا يلتفت ليقبل القوم بوجوههم على عدوهم ولا يكون لهم هم غيرهم قال ثم اقتتلنا ساعة: فكأني أنظر إلى عامر بن العميثل الازدي وهو يضرب بسيفه ويقول: قد علمت أم الصبى المولود * أنى بنصل السيف غير رعديد قال واضطربنا والله ساعة فانكشفت خيل ربيعة والله ما رأيت عند أهل الكوفة من كبير صبر ولا قتال فاستقبل ربيعة بالسيف يناديهم أي معشر ربيعة الكرة الكرة والله ما كنتم بكشف ولا ليام ولا هذه لكم بعادة فلا يؤتين أهل العراق اليوم من قبلكم أي ربيعة فدتكم نفسي اصبروا ساعة من النهار قال فاجتمعوا حوله وثابوا إليه وجاءت كو يفتك قال فاجتمعنا ونحن نريد الكرة عليهم حتى أتى فقيل له ما تصنع ههنا وقد قتل يزيد وحبيب ومحمد وانهزم الناس منذ طويل وأخبر الناس بعضهم بعضا فتفرقوا ومضى المفضل فأخذ الطريق إلى واسط فما رأيت رجلا من العرب مثل منزلته كان أغشى للناس بنفسه ولا أضرب بسيفه ولا أحسن تعبئة لاصحابه منه (قال أبو مخنف) فقال لى ثابت مولى زهير مررت بالخندق فإذا عليه حائط عليه رجال معهم النبل وأنا مجفف وهم يقولون يا صاحب التجفاف أين تذهب قال فما كان شئ أثقل على من تجفافى قال فما هو إلا أن جزتهم فنزلت فألقيته لا خفف عن دابتي وجاء أهل الشأم إلى عسكر يزيد ابن المهلب فقاتلهم أبو رؤبة صاحب المرجئة ساعة من النهار حتى ذهب عظمهم وأسر أهل الشأم نحوا من ثلاثمائة رجل فسرحهم مسلمة إلى محمد بن عمرو بن الوليد فحبسهم وكان على شرطه العريان بن الهيثم وجاء كتاب من يزيد بن عبد الملك إلى 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 343 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 343 ]

تاريخ الطبري ج 5



وبقيت معه جماعة حسنة وهو يزدلف فكلما مر بخيل كشفها أو جماعة من أهل الشأم عدلوا عنه وعن سنن أصحابه فجاء أبو رؤبة المرجئ فقال ذهب الناس وهو يشير بذلك إليه وأنا أسمعه فقال ؟ ؟ هل لك أن تنصرف إلى واسط فانها حصن فتنزلها ويأتيك مدد أهل البصرة ويأتيك أهل عمان والبحرين في السفن وتضرب خندقا فقال له قبح الله رأيك ألى تقول هذا الموت أيسر على من ذلك فقال له فانى أتخوف عليك لما ترى أما ترى ما حولك من جبال الحديد وهو يشير إليه فقال له أما أنا فما أباليها جبال حديد كانت أم جبال نار اذهب عنا إن كنت لا تريد قتالا معنا قال وتمثل قول حارثة بن بدر الغدانى (قال أبو جعفر) اخطأ هذا هو للاعشى أبالموت خشتنى عباد وإنما * رأيت منايا الناس يشقى ذليلها فما ميتة إن متها غير عاجز * بعار إذا ما غالت النفس غولها وكان يزيد بن المهلب على برذون له أشهب فأقبل نحو مسلمة لا يريد غيره حتى إذا دنا منه أدنى مسلمة فرسه ليركب فعطف عليه خيول أهل الشأم وعلى أصحابه فقتل يزيد بن المهلب وقتل معه السميدع وقتل معه محمد بن المهلب وكان رجل من كلب من بنى جابر بن زهير بن جناب الكلبى يقال له القحل بن عياش لما نظر إلى يزيد قال يا أهل الشأم هذا والله يزيد والله لاقتلنه أو ليقتلني وان دونه ناسا فمن يحمل معى يكفيني أصحابه حتى أصل إليه فقال له ناس من أصحابه نحن نحمل معك ففعلوا فحملوا بأجمعهم واضطربوا ساعة وسطع الغبار وانفرج الفريقان عن يزيد قتيلا وعن القحل بن عياش بآخر رمق فأومى إلى أصحابه يريهم مكان يزيد يقول لهم أنا قتلته ويومى إلى نفسه أنه هو قتلني ومر مسلمة على القحل بن عياش صريعا إلى جنب يزيد فقال أما إنى أظن هذا هو الذى قتلني وجاء برأس يزيد مولى لبنى مرة فقيل له أنت قتلته فقال لا فلما أتى به مسلمة لم يعرف ولم ينكر فقال له الحوارى بن زياد بن عمرو العتكى مر برأسه فليغسل ثم ليعمم ففعل ذلك به فعرفه فبعث برأسه إلى يزيد بن عبد الملك مع خالد بن الوليد 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 342 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 342 ]

تاريخ الطبري ج 5



أبو مخنف) فحدثني الغنوى قال هشام وأظن الغنوى العلاء بن المنهال أن رجلا من الشأم خرج فدعا إلى المبارزة فلم يخرج إليه أحد فبرز له محمد بن المهلب فحمل عليه فاتقاه الرجل بيده وعلى كفه كف من حديد فضربه محمد فقطع كف الحديد وأسرع السيف في كفه واعتنق فرسه وأقبل محمد يضربه ويقول المنجل أعود عليك قال فذكر لى أنه حيان النبطي قال فلما دنا الوضاح من الجسر ألهب فيه النار فسطع دخانه وقد اقتتل الناس ونشبت الحرب ولم يشتد القتال فلما رأى الناس الدخان وقيل لهم أجرق الجسر انهزموا فقالوا ليزيد قد انهزم الناس قال ومما انهزموا هل كان قتال ينهزم من مثله فقيل له قالوا أحرق الجسر فلم يثبت أحد قال قبحهم الله بق دخن عليه فطار فخرج وخرج معه أصحابه ومواليه وناس من قومه فقال اضربوا وجوه من ينهزم ففعلوا ذلك بهم حتى كثروا عليه فاستقبلهم منهم مثل الجبال فقال دعوهم فوالله إنى لارجو أن لا يجمعنى الله وإياهم في مكان واحد أبدا دعوهم يرحمهم الله غنم عدا في نواحيها الذئب وكان يزيد لا يحدث نفسه بالفرار وقد كان يزيد بن الحكم بن أبى العاص وأمه ابنة الزبرقان السعدى أتاه وهو بواسط قبل أن يصل إلى العقر فقال إن بنى مروان قد باد ملكهم * فإن كنت لم تشعر بذلك فاشعر قال يزيد ما شعرت قال فقال يزيد بن الحكم بن أبى العاص الثقفى: عش ملكا أو مت كريما وإن تمت * وسيفك مشهورا بكفك تعذر قال أما هذا فعسى ولما خرج يزيد إلى أصحابه واستقبلته الهزيمة فقال باسميدع أرأيى أم رأيك ألم أعلمك ما يريد القوم قال بلى والله والرأى كان رأيك وأناذا معك لا أزايلك فمرنى بأمرك قال أما لا فانزل فنزل في أصحابه وجاء يزيد بن المهلب جاء فقال إن حبيبا قد قتل (قال هشام) قال أبو مخنف فحدثني ثابت مولى زهير ابن سلمة الازدي قال أشهد أنى أسمعه حين قال له ذلك قال لا خير في العيش بعد حبيب قد كنت والله أبغض العيش بعد الهزيمة فوالله ما ازددت له الا بغضا امضوا قدما فعلمنا والله أن قد استقتل فأخذ من يكره القتال ينكص وأخذوا يتسللون 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 341 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 341 ]

تاريخ الطبري ج 5



والمعروف التقى فمن كان منكم خفيا فليلزم الحق وليحبس نفسه عما يتنازع الناس فيه من الدنيا فكفاه والله بمعرفة الله إياه بالخير شرفا وكفى له به من الدنيا خلفا ومن كان منكم معروفا شريفا فترك ما يتنافس فيه نظراؤه من الدنيا ارادة الله بذلك فواها لهذا ما أسعده وأرشده وأعظم أجره وأهدى سبيله فهذا غدا يعنى يوم القيامة القرير عينا الكريم عند الله مآبا فلما بلغ ذلك مروان بن المهلب قام خطيبا كما يقوم فأمر الناس بالجد والاحتشاد ثم قال لهم لقد بلغني أن هذا الشيخ الضال المرائى ولم يسمه يثبط الناس والله لو أن جاره نزع من خص ؟ داره قصبة لظل يرعف أنفه أينكر علينا وعلى أهل مصرنا أن نطلب خيرنا وأن ننكر مظلمتنا أم والله ليكفن عن ذكرنا وعن جمعه الينا سقاط الابلة وعلوج فرات البصرة قوما ليسوا من أنفسنا ولا ممن جرت عليه النعمة من أحد منا أو لانحين عليه مبردا خشنا فلما بلغ ذلك الحسن قال والله ما أكره أن يكرمني الله بهوانه فقال ناس من أصحابه لو أرادك ثم شئت لمنعناك فقال لهم فقد خالفتكم إذا إلى ما نهيتكم عنه آمركم ألا يقتل بعضكم بعضا مع غيرى وأدعوكم إلى أن يقتل بعضكم بعضا دوني فبلغ ذلك مروان بن المهلب فاشتد عليهم وأخافهم وطلبهم حتى تفرقوا ولم يدع الحسن كلامه ذلك وكف عنه مروان بن المهلب وكانت إقامة يزيد بن المهلب منذ أجمع وهو ومسلمة ثمانية أيام حتى إذا كان يوم الجمعة لاربع عشرة خلت من صفر بعث مسلمة إلى الوضاح أن يخرج بالوضاحية والسفن حتى يحرق الجسر ففعل وخرج مسلمة فعبى جنود أهل الشأم ثم ازدلف بهم نحو يزيد بن المهلب وجعل على ميمنته جبلة ابن مخرمة الكندى وجعل على ميسرته الهذيل بن زفر بن الحارث العامري وجعل العباس على ميمنته سيف بن هانئ الهمداني وعلى ميسرته سويد بن القعقاع التميمي ومسلمة على الناس وخرج يزيد بن المهلب وقد جعل على ميمنته حبيب ابن المهلب وعلى ميسرته المفضل بن المهلب وكان مع المفضل أهل الكوفة وهو عليهم ومعه خيل لربيعة معها عدد حسن وكان مما يلى العباس بن الوليد (قال 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 340 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 340 ]

تاريخ الطبري ج 5



عليهم سبرة بن عبد الرحمن بن مخنف الازدي فلما قدم أثنى عليه وقال هذا رجل لاهل بيته طاعة وبلاء ضموا إليه من كان ههنا من أهل الكوفة وبعث مسلمة إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن فعزله وبعث محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة وهو ذو الشامة مكانه فدعا يزيد بن المهلب رؤس أصحابه فقال لهم قد رأيت أن أجمع اثنى عشر ألف رجل فأبعثهم مع محمد بن المهلب حتى يبيتوا مسلمة ويحملوا معهم البراذع والاكف والزبل لدفن خندقهم فيقاتلهم على خندقهم وعسكرهم بقية ليلتهم وأمده بالرجال حتى أصبح فإذا أصبحت نهضت إليهم أنا بالناس فنناجزهم فإنى أرجو عند ذلك أن ينصرنا الله عليهم قال السميدع إنا قد دعوناهم إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد زعموا أنهم قابلوا هذا منا فليس لنا أن نمكر ولا نغدر ولا نريدهم بسوء حتى يردوا علينا ما زعموا أنهم قابلوه منا قال أبو رؤبة وكان رأس طائفة من المرجئة ومعه أصحاب له صدق هكذا ينبغى قال يزيد ويحكم أتصدقون بنى أمية إنهم يعملون بالكتاب والسنة وقد ضيعوا ذلك منذ كانوا إنهم لم يقولوا لكم إنا نقبل منكم وهم يريدون أن لا يعملوا بسلطانهم إلا ما تأمرونهم به وتدعونهم إليه لكنهم أرادوا أن يكفوكم عنهم حتى يعملوا في المكر فلا يسبقوكم إلى تلك أبدوهم بها إنى قد لقيت بنى مروان فو الله ما لقيت رجلا هو أمكر ولا أبعد غورا من هذه الجرادة الصفراء يعنى مسلمة قالوا لا نرى أن نفعل ذلك حتى يردوا علينا ما زعموا أنهم قابلوه منا وكان مروان بن المهلب وهو بالبصرة يحث الناس على حرب أهل الشأم ويسرح الناس إلى يزيد وكان الحسن البصري يثبط الناس عن يزيد بن المهلب (قال أبو مخنف) فحدثني عبد الحميد البصري ان الحسن البصري كان يقول في تلك الايام أيها الناس الزموا رجالكم وكفوا أيديكم واتقوا الله مولاكم ولا يقتل بعضكم بعضا على دنيا زائلة وطمع فيها يسير ليس لاهلها بباق وليس الله عنهم فيما اكتسبوا براض إنه لم يكن فتنة إلا كان أكثر أهلها الخطباء والشعراء والسفهاء وأهل التيه والخيلاء وليس يسلم منها إلا المجهول الخفى 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 339 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 339 ]

تاريخ الطبري ج 5



ربع كندة وربيعة محمد بن اسحاق بن محمد بن الاشعث وبعث على ربع تميم وهمدان حنظلة بن عتاب بن ورقاء التميمي وجمعهم جميعا مع المفضل بن المهلب (قال هشام بن محمد) عن أبى مخنف حدثنى العلاء بن زهير قال والله إنا لجلوس عند يزيد ذات يوم إذ قال ترون أن في هذا العسكر ألف سيف يضرب به قال حنظلة بن عتاب إى والله وأربعة آلاف سيف قال إنهم والله ما ضربوا ألف سيف قط والله لقد أحصى ديواني مائة وعشرين ألفا والله لوددت أن مكانهم الساعة معى من بخراسان من قومي (قال هشام) قال أبو مخنف ثم إنه قام ذات يوم فحرضنا ورغبنا في القتال ثم قال لنا فيما يقوله إن هؤلاء القوم لن يردهم عن غيهم إلا الطعن في عيونهم والضرب بالمشرفية على هامهم ثم قال أنه قد ذكر لى أن هذه الجرادة الصفراء يعنى مسلمة بن عبد الملك وعاقر ناقة ثمود يعنى العباس ابن الوليد وكان العباس أزرق أحمر كانت أمه رومية والله لقد كان سليمان أراد أن ينفيه حتى كلمته فيه فأقره على نسبه فبلغني أنه ليس همهما إلا التماسى في الارض والله لو جاؤا أهل الارض جميعا وليس إلا أنا ما برحت العرصة حتى تكون لى أولهم قالوا نخاف أن تعنينا كما عنانا عبد الرحمن بن محمد قال إن عبد الرحمن فضح الذمار وفضح حسبه وهل كان يعدو أجله ثم نزل قال ودخل علينا عامر بن العميثل رجل من الازد قد جمع جموعا فأتاه فبايعه وكانت بيعة يزيد تبايعون على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى أن لا تطأ الجنود بلادنا ولا بيضتنا ولا يعاد علينا سيرة الفاسق الحجاج فمن بايعنا على ذلك قبلنا منه ومن أبى جاهدناه وجعلنا الله بيننا وبينه ثم يقول تبايعونا فإذا قالوا نعم بايعهم * وكان عبد الحميد بن عبد الرحمن قد عسكر بالنخيلة وبعث إلى المياه فبثقها فيما بين الكوفة وبين يزيد بن المهلب لئلا يصل إلى الكوفة ووضع على الكوفة مناظر وارصادا لتحبس أهل الكوفة عن الخروج إلى يزيد وبعث عبد الحميد بعثا من الكوفة عليهم سيف بن هاني الهمداني حتى قدموا على مسلمة فألطفهم مسلمة وأثنى عليهم بطاعتهم ثم قال والله لقل ما جاءنا من أهل الكوفة فبلغ ذلك عبد الحميد فبعث بعثاهم أكثر من ذلك وبعث 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 338 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 338 ]

تاريخ الطبري ج 5



بسورا فاصطفوا ثم اقتتل القوم فشد عليهم أهل البصرة شدة كشفوهم فيها وقد كان معهم ناس من بنى تميم وقيس ممن انهزم من يزيد من البصرة فكانت لهم جماعة حسنة مع العباس فيهم هريم بن أبى طحمة المجاشعى فلما انكشف أهل الشأم تلك الانكشافة ناداهم هريم بن أبى طحمة يا أهل الشأم الله الله أن تسلمونا وقد اضطرهم أصحاب عبد الملك إلى نهر فأخذوا ينادونه لا بأس عليك إن لاهل الشأم جولة في أول القتال أتاك الغوث قال ثم إن أهل الشأم كروا عليهم فكشف أصحاب عبد الملك وهزموا وقتل المنتوف من بكر بن وائل مولى لهم فقال الفرزدق يحرض بكر بن وائل تبكى على المنتوف بكر بن وائل * وتنهى عن ابني مسمع من بكاهما غلامين شبافى الحروب وأدركا * كرام المساعى قبل وصل لحاهما ولو كان حيا مالك وابن مالك * إذا أوقدوا نارين يعلوا سناهما وابنا مسمع مالك وعبد الملك ابنا مسمع قتلهم معاوية بن يزيد بن المهلب * فأجابه الجعد بن درهم مولى. من همدان نبكى على المنتوف في نصر قومه * ولسنا نبكى الشائدين أباهما أراد فناء الحى بكر بن وائل * فعز تميم لو أصيب فناهما فلا لقيا روحا من الله ساعة * ولا رقأت عينا شجى بكاهما أفى الغش نبكى إن بكينا عليهما * وقد لقيا بالغش فينا رداهما وجاء عبد الملك بن المهلب حتى انتهى إلى أخيه بالعقر وأمر عبد الله بن حيان العبدى فعبر إلى جانب الصراة الاقصى وكان الجسر بينه وبينه ونزل هو وعسكره وجمع من جموع يزيد وخندق عليه وقطع مسلمة إليهم الماء وسعيد بن عمر والحرشى ويقال عبر إليهم الوضاح فكانوا بإزائهم وسقط إلى يزيد ناس من الكوفة كثير ومن الجبال وأقبل إليه ناس من الثغور فبعث على أرباع أهل الكوفة الذين خرجوا إليه وربع أهل المدينة عبد الله بن سفيان بن يزيد بن المغفل الازدي وبعث على ربع مذحج وأسد النعمان بن ابراهيم بن الاشتر النخعي وبعث على 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 337 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 337 ]

تاريخ الطبري ج 5



سرح مع أهل بيتك خيلا من خيلك عظيمة فتأتى الجزيرة وتبادر إليها حتى ينزلوا حصنا من حصونها وتسير في أثرهم فإذا أقبل أهل الشأم يريدونك لم يدعوا جندا من جنودك بالجزيرة ويقبلون إليك فيقيمون عليهم فكأنهم حابستهم عليك حتى تأتيهم فيأتيك من بالموصل من قومك وينفض إليك أهل العراق وأهل الثغور وتقاتلهم في أرض رفيعة السعر وقد جعلت العراق كله وراء ظهرك فقال إنى أكره أن أقطع جيشي وجندي فلما نزل واسط أقام بها أياما يسيرة (قال أبو جعفر) وحج بالناس في هذه السنة عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهرى حدثنى بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره عن اسحاق بن عيسى عن أبى معشر وكذلك قال محمد بن عمر وكان عبد الرحمن عامل يزيد بن عبد الملك على المدينة وعلى مكة عبد العزيز بن عبد الله ابن خالد بن أسيد وكان على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن وعلى قضائها الشعبى وكانت البصرة قد غلب عليها يزيد بن المهلب وكان على خراسان عبد الرحمن بن نعيم ثم دخلت سنة اثنتين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان فيها من مسير العباس بن الوليد بن عبد الملك ومسلمة بن عبد الملك إلى يزيد بن المهلب بتوجيه يزيد بن عبد الملك إياهما لحربه (وفيها) قتل يزيد بن المهلب في صفر ذكر الخبر عن مقتل يزيد بن المهلب * ذكر هشام عن أبى مخنف أن معاذ بن سعيد حدثه أن يزيد بن المهلب استخلف على واسط حين أراد الشخوص عنها للقاء مسلمة بن عبد الملك والعباس ابنه معاوية وجعل عنده بيت المال والخزائن والاسراء وقدم بين يديه أخاه عبد الملك ثم سار حتى مر بفم النيل ثم سار حتى نزل العقر وأقبل مسلمة يسير على شاطئ الفرات حتى نزل الانبار ثم عقد عليها الجسر فعبر من قبل قرية يقال لها فارط ثم أقبل حتى نزل على يزيد بن المهلب * وقد قدم يزيد أخاه نحو الكوفة فاستقبله العباس بن الوليد 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 336 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 336 ]

تاريخ الطبري ج 5



ذلك ولا رأيتموه منذ ولدتم إلا هذه الايام من إمارة عمر بن عبد العزيز فقال الحسن سبحان الله وهذا النضر بن أنس قد شهد أيضا (قال هشام) قال أبو مخنف وحدثني المثنى بن عبد الله أن الحسن البصري مر على الناس وقد اصطفوا صفين وقد نصبوا الرايات والرماح وهم ينتظرون خروج يزيد وهم يقولون يدعونا يزيد إلى سنة العمرين فقال الحسن إنما كان يزيد بالامس يضرب أعناق هؤلاء الذين ترون ثم يسرح بها إلى بنى مروان يريد بهلاك هؤلاء رضاهم فلما غضب غضبة نصب قصبا ثم وضع عليها خرقا ثم قال إنى قد خالفتهم فخالفوهم قال هؤلاء نعم وقال إنى أدعوكم إلى سنة العمرين وإن من سنة العمرين أن يوضع قيد في رجله ثم يرد إلى محبس عمر الذى فيه حبسه فقال له ناس من أصحابه ممن سمع قوله والله لكأنك يا أبا سعيد راض عن أهل الشأم فقال أنا راض عن أهل الشأم قبحهم الله وبرحهم أليس هم الذين أحلوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلون أهله ثلاثة أيام وثلاث ليال قد أباحوهم لا نباطهم وأقباطهم يحملون الحرائر ذوات الدين لا يتناهون عن انتهاك حرمة ثم خرجوا إلى بيت الله الحرام فهدموا الكعبة وأوقدوا النيران بين أحجارها وأستارها عليهم لعنة الله وسوء الدار قال ثم إن يزيد خرج من البصرة واستعمل عليها مروان بن المهلب وخرج معه بالسلاح وبيت المال فأقبل حتى نزل واسط وقد استشار أصحابه حين توجه نحو واسط فقال هاتوا الرأى فإن أهل الشأم قد نهضوا اليكم فقال له حبيب وقد أشار إليه غير حبيب أيضا فقالوا نرى أن تخرج وتنزل بفارس فتأخذ بالشعاب وبالعقاب وتدنو من خراسان وتطاول القوم فان أهل الجبال ينفضون إليك وفى يدك القلاع والحصون فقال ليس هذا برأى ليس يوافقني هذا إنما تريدون أن تجعلونى طائرا على رأس جبل فقال له حبيب فان الرأى الذى كان ينبغى أن يكون في أول الامر قد فات قد أمرتك حيث ظهرت على البصرة أن توجه خيلا عليها أهل بيتك حتى ترد الكوفة فإنما هو عبد الحميد ابن عبد الرحمن مررت به في سبعين رجلا فعجز عنك فهو عن خيلك أعجز في العدة فنسبق إليها أهل الشأم وعظماء أهلها يرون رأيك وأن تلى عليهم أحب إلى جلهم من أن يلى عليهم أهل الشأم فلم تطعني وأنا أشير الان برأى 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 335 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 335 ]

تاريخ الطبري ج 5



تلقوا مدرك بن المهلب على رأس المفازة فقالوا له إنك أحب الناس إلينا وأعزهم علينا وقد خرج أخوك ونابذه فان يظهره الله فانما ذلك لنا ونحن أسرع الناس إليكم أهل البيت وأحقه بذلك وإن تكن الاخرى فوالله مالك في أن يغشينا ما يعرنا فيه من البلاء راحة فعزم له رأيه على الانصراف فقال ثابت قطنة وهو ثابت بن كعب من الازد من العتيك ألم تردوسرا منعت أخاها * وقد حشدت لتقتله تميم رأوا من دونه الزرق العوالي * وحيا ما يباح لهم حريم شنوأتها وعمران بن حزم * هناك المجدو الحسب الصميم فما حملوا ولكن نهنهتهم * رماح الازد والعز القديم رددنا مدركا بمرد صدق * وليس بوجهه منكم كلوم وخيل كالقداح مسومات * لدى أرض مغانيها الجميم عليها كل أصيد دوسرى * عزيز لا يفر ولا يريم بهم تستعتب السفهاء حتى * ترى السفهاء تردعها الحلوم (قال هشام) قال أبو مخنف فحدثني معاذ بن سعد أن يزيد لما استجمع له البصرة قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم أخبرهم أنه يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويحث على الجهاد ويزعم أن جهاد أهل الشأم أعظم ثوابا من جهاد الترك والديلم قال فدخلت أنا والحسن البصري وهو واضع يده على عاتقي وهو يقول انظر هل ترى وجه رجل تعرفه قلت لا والله ما أرى وجه رجل أعرفه قال فهؤلاء والله الاعتاء قال فمضينا حتى دنونا من المنبر قال فسمعته يذكر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم رفع صوته فقال والله لقد رأيناك واليا وموليا عليك فما ينبغى لك ذلك قال فوثبنا عليه فأخذنا بيده وفمه وأجلسناه فوالله ما نشك أنه سمعه ولكنه لم يلتفت إليه ومضى في خطبته قال ثم إنا خرجنا إلى باب المسجد فإذا على باب المسجد النضر بن أنس بن مالك يقول يا عباد الله ما تنقمون من أن تجيبوا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فوالله ما رأينا 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 334 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 334 ]

تاريخ الطبري ج 5



هلكوا فيه وبعث يزيد بن عبد الملك رجالا من أهل الشأم إلى الكوفة يسكنونهم ويثنون عليهم بطاعتهم ويمنونهم الزيادات منهم القطامى بن الحصين وهو أبو الشرقي واسم الشرقي الوليد وقد قال القطامى حين بلغه ما كان من يزيد بن المهلب لعل عينى أن ترى يزيدا * يقود جيشا جحفلا شديدا تسمع للارض به وئيدا * لا برما هدا ولا حسودا ولا جبانا في الوغى عديدا * ترى ذوى التاج له سجودا مكفرين خاشعين قودا * وآخرين رحبوا وفودا لا ينقض العهد ولا المعهودا * من نفر كانوا هجانا صيدا ترى لهم في كل يوم عيدا * من الاعادي جزرا مقصودا ثم إن القطامى سار بعد ذلك إلى العقر حتى شهد قتال يزيد بن المهلب مع مسلمة بن عبد الملك فقال يزيد بن المهلب ما أبعد شعر القطامى من فعله ثم إن يزيد بن عبد الملك بعث العباس بن الوليد في أربعة آلاف فارس جريدة خيل حتى وافوا الحيرة يبادر إليها يزيد بن المهلب ثم أقبل بعد ذلك مسلمة ابن عبد الملك وجنود أهل الشأم وأخذ على الجزيرة وعلى شاطئ الفرات فاستوثق أهل البصرة ليزيد بن المهلب وبعث عماله على الاهواز وفارس وكرمان عليها الجراح بن عبد الله الحكمى حتى انصرف إلى عمر بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن نعيم الازدي فكان على الصلاة واستخلف يزيد بن عبد الملك عبد الرحمن القشيرى على الخراج وجاء مدرك بن المهلب حتى انتهى إلى رأس المفازة فدس عبد الرحمن بن نعيم إلى بنى تميم أن هذا مدرك بن المهلب يريد أن يلقى بينكم الحرب وأنتم في بلاد عافية وطاعة وعلى جماعة فخرجوا ليلا يستقبلونه وبلغ ذلك الازد فخرج منهم نحو من ألفى فارس حتى لحقوهم قبل أن ينتهوا إلى رأس المفازة فقالوا لهم ما جاء بكم وما أخرجكم إلى هذا المكان فاعتلوا عليهم بأشياء ولم يقروا لهم أنهم خرجوا ليتلفوا مدرك بن المهلب فكان لهم الاخرون بل قد علمنا أن تخرجوا لتلقى صاحبنا وها هو ذا قريب فما شئتم ثم انطلقت الازد حتى 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 333 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 333 ]

تاريخ الطبري ج 5



أحكم حرورى من الدين مارق * أضل وأغوى من حمار مجدع فأجابه خليفة الا قطع وما وجهوها نحوه عن وفادة * ولا نهزة يرجى بها خير مطمع ولكنهم راحوا إليها وأدلجوا * بأقرع أستاه ترى يوم مقرع وهم من حذار القوم أن يلحقوا بهم * لهم نزلة في كل خمس وأربع وخرج الحوارى بن زياد بن عمرو العتكى يريد يزيد بن عبد الملك هاربا من يزيد بن المهلب فلقى خالد عبد الله القسرى وعمرو بن يزيد الحكمى ومعهما حميد ابن عبد الملك ابن المهلب قد أقبلوا من عند يزيد بن عبد الملك بأمان يزيد بن المهلب وكل شئ أراده فاستقبلهما فسألاه عن الخبر فخلا بهما حين رأى معهما حميد بن عبد الملك فقال أين تريدان فقالا يزيد بن المهلب قد جئناه بكل شئ أراده فقال ما تصنعان بيزيد شيئا ولا يصنعه بكما قد ظهر على عدوه عدى بن أرطاة وقتل القتلى وحبس عديا فارجعا أيها الرجلان ويمر رجل من باهلة يقال له مسلم بن عبد الملك فلم يقف عليهما فصايحاه وساءلاه فلم يقف عليهما فقال القسرى ألا ترده فتجلده مائة جلدة فقال له صاحبه غربه عنك وأملا ليصرف ومضى الحوارى ابن زياد إلى يزيد بن عبد الملك وأقبلا بحميد بن عبد الملك معهما فقال لهما حميد أنشدكما الله أن تخالفا أمر يزيد ما بعثتما به فإن يزيد قابل منكما وإن هذا وأهل بيته لم يزالوا لنا أعداء فأنشدكما الله أن تقبلا مقالته فلم يقبلا قوله وأقبلا به حتى دفعاه إلى عبد الرحمن بن سليمان الكلبى وقد كان يزيد بن عبد الملك بعثه إلى خراسان عاملا عليها فلما بلغه خلع يزيد بن عبد الملك كتب إليه إن جهاد من خالفك أحب إلى من عملي على خراسان فلا حاجة لى فيها فاجعلني ممن توجهني إلى يزيد بن المهلب وبعث بحميد بن عبد الملك إلى يزيد ووثب عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب على خالد بن يزيد بن المهلب وهو بالكوفة وعلى حمال بن زحر الجعفي وليسا ممن كان ينطق بشئ إلا أنهم عرفوا ما كان بينه وبين بنى المهلب فأوثقهما وسرحهما إلى يزيد بن عبد الملك فحبسهما جميعا فلم يفارقوا السجن حتى 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 332 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 332 ]

تاريخ الطبري ج 5



فإن طلبت الاستقالة حينئذ لم تقل وإن أردت الصلح وقد أشخصت القوم إليك وجدتهم لك مباعدين وما لم يشخص القوم إليك فلم يمنعوك شيئا طلبت فيه الامان على نفسك وأهلك ومالك فقال له يزيد أما قولك إن بقاءك بقائي فلا أبقاني الله حسوة طائر مذعور إن كنت لا يبقيني إلا بقاؤك وأما قولك إن هلاكك مطلوب به من جرته يده فوالله لو كان في يدى من أهل الشأم عشرة آلاف إنسان ليس فيهم رجل إلا أعظم منزلة منك فيهم ثم ضربت أعناقهم في صعيد واحد لكان فراقي إياهم وخلافي عليهم أهول عندهم وأعظم في صدورهم من قتل أولئك ثم لو شئت أن تهدر لى دماؤهم وأن أحكم في بيوت أموالهم وأن يجوزوا لى عظيما من سلطانهم على أن أضع الحرب فيما بينى وبينهم لفعلوا فلا يخفين عليك أن القوم ناسوك لو قد وقعت أخيارنا إليهم وأن أعمالهم وكيدهم لا يكون إلا لانفسهم لا يذكرونك ولا يحفلون بك وأما قولك تدارك أمرك واستقله وافعل وافعل فوالله ما استشرتك ولا أنت عندي بواد ولا نصيح فما كان ذلك منك إلا عجزا وفضلا انطلقوا به فلما ذهبوا به ساعة قال ردوه فلما رد قال أما إن حبسي إياك ليس إلا لحبسك بنى المهلب وتضييقك عليهم فيما كنا نسألك التسهيل فيه عليهم فلم تكن تألو ما عسرت وضيقت وخالفت فكأنه لهذا القول حين سمعه أمن على نفسه وأخذ عدى يحدث به كل من دخل عليه وكان رجل يقال له السميدع الكندى من بنى مالك بن ربيعة من ساكنى عمان يرى رأى الخوارج وكان خرج وأصحاب يزيد وأصحاب عدى مصطفون فاعتزل ومعه ناس من القراء فقال طائفة من أصحاب يزيد وطائفة من أصحاب عدى قد رضينا بحكم السميدع ثم إن يزيد بعث إلى السميدع فدعاه إلى نفسه فأجابه فاستعملوا يزيد على الابلة فأقبل على الطيب والتخلق والنعيم فلما ظهر يزيد بن المهلب هرب رؤوس أهل البصرة من قيس وتميم ومالك بن المنذر فلحقوا بعبد الحميد بن عبد الرحمن بالكوفة ولحق بعضهم بالشأم فقال الفرزدق فداء لقوم من تميم تتابعوا * إلى الشأم لم يرضوا بحكم السميدع 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 331 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 331 ]

تاريخ الطبري ج 5



المنصف فيما بينه وبين القصر وجاءته بنو تميم وقيس وأهل الشأم فاقتتلوا هنيهة فحمل عليهم محمد بن المهلب فضرب مسور بن عباد الحبطى بالسيف فقطع أنف البيضة ثم أسرع السيف إلى أنفه وحمل على هريم بن أبى طلحة بن أبى نهشل ابن دارم فأخذ بمنطقته فحذفه عن فرسه فوقع فيما بينه وبين الفرس وقال هيهات هيهات عمك أثقل من ذلك وانهزموا وأقبل يزيد بن المهلب أثر القوم يتلوهم حتى دنا من القصر فقاتلوهم وخرج إليه عدى بنفسه فقتل من أصحاب الحارث ابن مصرف الاودى وكان من أشراف أهل الشأم وفرسان الحجاج وقتل موسى ابن الوجيه الحميرى ثم الكلاعى وقتل راشد المؤذن وانهزم أصحاب عدى وسمع إخوة يزيد وهم في محبس عدى الاصوات تدنو والنشاب تقع في القصر فقال لهم عبد الملك إنى أرى النشاب تقع في القصر وأرى الاصوات تدنو ولا أرى يزيد إلا قد ظهر وإنى لا آمن من مع عدى من مضر ومن أهل الشأم أن يأتونا فيقتلونا قبل أن يصل إلينا يزيد إلى الدار فأغلقوا الباب ثم القوا عليه ثيابا ففعلوا فلم يلبثوا إلا ساعة حتى جاءهم عبد الله بن دينار مولى ابن عامر وكان على حرس عدى فجاء يشتد إلى الباب هو وأصحابه وقد وضع بنو المهلب متاعا على الباب ثم اتكوا عليه فأخذ الاخرون يعالجون الباب فلم يستطيعوا الدخول وأعجلهم الناس فخلوا عنهم وجاء يزيد بن المهلب حتى نزل دار سالم بن زياد بن أبى سفيان إلى جانب القصر وأتى بالسلاليم فلم يلبث عثمان أن فتح القصر وأتى بعدى بن أرطاة فجئ به وهو يتبسم فقال له يزيد له تضحك فوالله إنه لينبغي أن يمنعك من الضحك خصلتان إحداهما الفرار من القتلة الكريمة حتى أعطيت بيدك إعطاء المرأة بيدها فهذه واحدة والاخرى إنى أتيت بك تتل كما يتل العبد الابق إلى أربابه وليس معك منى عهد ولا عقد فما يؤمنك أن أضرب عنقك فقال عدى أما أنت فقد قدرت على ولكني أعلم أن بقائي بقاؤك وأن هلاكى مطلوب به من جرته يده إنك قد رأيت جنود الله بالمغرب وعلمت بلاء الله عندهم في كل موطن من مواطن الغدر والنكث فتدارك فلتتك وزلتك بالتوبة واستقالة العثرة قبل أن يرمى إليك البحر بأمواجه 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 330 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 330 ]

تاريخ الطبري ج 5



وخثعم وقيس عيلان كلها ومزينة وأهل العالية بالكوفة يقال لهم ربع أهل المدينة وبالبصرة خمس أهل العالية وكانوا بالكوفة أخماسا فجعلهم زياد بن عبيد أرباعا قال هشام عن أبى مخنف وأقبل يزيد بن المهلب لا يمر بخيل من خيلهم ولا قبيلة من قبائلهم إلا تنحوا له عن السبيل حتى يمضى واستقبله المغيرة بن عبد الله الثقفى في الخيل فحمل عليه محمد بن المهلب في الخيل فأفرج له عن الطريق هو وأصحابه وأقبل يزيد حتى نزل داره واختلف الناس إليه وأخذ يبعث إلى عدى ابن أرطاة أن ادفع إلى إخوتى وأنا أصالحك على البصرة وأخليك وإياها حتى آخذ لنفسي ما أحب من يزيد بن عبد الملك فلم يقبل منه وخرج إلى يزيد بن عبد الملك حميد بن عبد الملك بن المهلب فبعث معه يزيد بن عبد الملك خالد بن عبد الله القسرى وعمر بن يزيد الحكمى بأمان يزيد بن المهلب وأهل بيته وأخذ يزيد بن المهلب يعطى من أتاه من الناس فكان يقطع لهم قطع الذهب وقطع الفضة فمال الناس إليه ولحق به عمران بن عامر بن مسمع ساخطا على عدى بن أرطاة حين نزع منه رايته راية بكر بن وائل وأعطاها ابن عمه ومالت إلى يزيد ربيعة وبقية تميم وقيس وناس بعد ناس فيهم عبد الملك ومالك ابنا مسمع ومعه ناس من أهل الشأم وكان عدى لا يعطى إلا درهمين ويقول لا يحل لى أن أعطيكم من بيت المال درهما إلا بأمر يزيد بن عبد الملك ولكن تبلغوا بهذا حتى يأتي الامر في ذلك فقال الفرزدق في ذلك أظن رجال الدرهمين يسوقهم * إلى الموت آجال لهم ومصارع فأحزمهم من كان في قعر بيته * وأيقن أن الامر لا شك واقع وخرجت بنو عمر وبن تميم من أصحاب عدى فنزلوا المربد فبعث إليهم يزيد بن المهلب مولى له يقال له دارس فحمل عليهم فهزمهم فقال الفرزدق في ذلك تفرقت الحمراء إذ صاح دارس * ولم يصبروا تحت السيوف الصوارم جزى الله قيسا عن عدى ملامة * ألا صبروا حتى تكون ملاحم وخرج يزيد بن المهلب حين اجتمع له الناس حتى نزل جبانة بنى يشكر وهو 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 329 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 329 ]

تاريخ الطبري ج 5



بجانب العذيب فمشى هشام قليلا ثم رجع إلى عبد الحميد فقال آجيئك به أسيرا أم آتيك برأسه فقال أي ذلك ما شئت فكان يعجب لقوله ذلك من سمعه وجاء هشام حتى نزل العذيب ومر يزيد منهم غير بعيد فاتقوا الاقدام عليه ومضى يزيد نحو البصرة ففيه يقول الشاعر وسار ابن المهلب لم يعرج * وعرس ذو القطيفة من كنانه وياسر والتياسر كان حزما * ولم يقرب قصور القطقطانه ذو القطيفة هو محمد بن عمرو وأبو قطيفة بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط وهو أبو قطيفة وإنما سمى ذا القطيفة لانه كان كثير شعر اللحية والوجه والصدر ومحمد يقال له ذو الشامة فلما جاء يزيد بن المهلب انصرف هشام بن مساحق إلى عبد الحميد ومضى يزيد إلى البصرة وقد جمع عدى بن أرطاة إليه أهل البصرة وخندق عليها وبعث على خيل البصرة المغيرة بن عبد الله بن أبى عقيل الثقفى وكان عدى بن أرطاة رجلا من بنى فزارة وقال عبد الملك بن المهلب لعدى بن أرطاة خذابنى حميدا فاحبسه مكاني وأنا أضمن لك أن أرد يزيد عن البصرة حتى يأتي فارس ويطلب لنفسه الامان ولا يقربك فأبى عليه وجاء يزيد ومعه أصحابه الذين أقبل فيهم والبصرة محفوفة بالرجال وقد جمع محمد بن المهلب ولم يكن ممن حبس رجالا وفتية من أهل بيته وناسا من مواليه فخرج حتى استقبله فأقبل في كتيبة يهول من رآها وقد دعا عدى أهل البصرة فبعث على كل خمس من أخماسها رجلا فبعث على خمس الازد المغيرة بن زياد بن عمرو العتكى وبعث على خمس بنى تميم محرز بن حمران السعدى من بنى منقر وعلى خمس بكر بن وائل عمران بن عامر بن مسمع من بنى قيس بن ثعلبة فقال أبو منقر رجل من قيس ابن ثعلبة إن الراية لا تصلح إلا في بنى مالك بن مسمع فدعا عدى نوح بن شيبان بن مالك بن مسمع فعقد له على بكر بن وائل ودعا مالك بن المنذر بن الجارود فعقد له على عبد القيس ودعا عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر القرشى فعقد له على أهل العالية والعالية قريش وكنانة والازد وبجيلة 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 328 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 328 ]

تاريخ الطبري ج 5



يا عين أذرى دموعا منك تسجاما * وابكى صحابة بسطام وبسطاما فلن ترى أبدا ما عشت مثلهم * أتقى وأكمل في الاحلام أحلاما بسيهم قد تأسوا عند شدتهم * ولم يريدوا عن الاعداء إحجاما حتى مضوا للذى كانوا له خرجوا * فأورثونا منارات وأعلاما إنى لا علم أن قد أنزلوا غرفا * من الجنان ونالوا ثم خداما أسقى الاله بلادا كان مصرعهم * فيها سحابا من الوسمى سجاما (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة لحق يزيد بن المهلب بالبصرة فغلب عليها وأخذ عامل يزيد بن عبد الملك عليها عدى بن أرطاة الفزارى فحبسه وخلع يزيد ابن عبد الملك ذكر الخبر عن سبب خلعه يزيد بن عبد الملك وما كان من أمره وأمر يزيد في هذه السنة قد مضى ذكرى خبر هرب يزيد بن المهلب من محبسه الذى كان عمر بن عبد العزيز حبسه فيه ونذكر الان ما كان من صنيعه بعد هربه في هذه السنة أعنى سنة 101 ولما مات عمر بن عبد العزيز بويع يزيد بن عبد الملك في اليوم الذى مات فيه عمروبلغه هرب يزيد بن المهلب فكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن يأمره أن يطلبه ويستقبله وكتب إلى عدى بن ارطاة يعلمه هربه ويأمره أن يتهيأ لاستقباله وأن يأخذ من كان بالبصرة من أهل بيته (فذكر هشام بن محمد) عن أبى مخنف أن عدى بن أرطاة أخذهم وحبسهم وفيهم المفضل وحبيب ومروان بنو المهلب وأقبل يزيد بن المهلب حتى مر بسعيد بن عبد الملك بن مروان فقال يزيد لاصحابه ألا نعرض لهذا فنأخذه فنذهب به معنا فقال أصحابه لابل امض بنا ودعه وأقبل يسير حتى ارتفع فوق القطقطانة وبعث عبد الحميد بن عبد الرحمن هشام بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزيز بن أبى قيس بن عبدود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى القرشى في ناس من أهل الكوفة من الشرط ووجوه الناس وأهل القوة فقال له انطلق حتى تستقبله فانه اليوم يمر 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 327 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 327 ]

تاريخ الطبري ج 5



فقال أبو ثعلبة أيوب بن خولى يرثيهم تركنا تميما في الغبار ملحبا * تبكى عليه عرسه وقرائبه وقد أسلمت قيس تميما ومالكا * كما أسلم الشحاج أمس أقاربه وأقبل من حران يحمل راية * يغالب أمر الله والله غالبه فيأهدب للهيجا ويا هدب للندى * ويا هدب للخصم الالد يحاربه ويا هدب من كم من ملحم قد أجبته * وقد أسلمته للرماح جوالبه وكان أبو شيبان خير مقاتل * يرجى ويخشى بأسه من يحاربه ففاز ولاقى الله بالخير كله * وخذمه بالسيف في الله ضاربه تزود من دنياه درعا ومغفرا وعضبا حساما لم تخنه مضاربه وأجرد محبوك السراة كأنه * إذا انقض وافى الريش حجن مخالبه فلما دخل مسلمة الكوفة شكا إليه أهلها مكان شوذب وخوفهم منه وما قد قتل منهم فدعا مسلمة سعيد بن عمرو الحرشى وكان فارسا فعقد له على عشرة آلاف ووجهه إليه وهو مقيم بموضعه فأتاه مالا طاقة له به فقال شوذب لاصحابه من كان يريد الله فقد جاءته الشهادة ومن كان إنما خرج للدنيا فقد ذهبت الدنيا وإنما البقاء في الدار الاخرة فكسروا أغماد السيوف وحملوا فكشفوا سعيدا وأصحابه مرارا حتى خاف الفضيحة فذمر أصحابه وقال لهم أمن هذه الشرذمة لا أبالكم تفرون يا أهل الشأم يوما كأيامكم قال فحملوا عليهم فطحنهم طحنا لم يبقوا منهم أحدا وقتلوا بسطاما وهو شوذب وفرسانه منهم الريان بن عبد الله اليشكرى وكان من المحثين فقال أخوه شمر بن عبد الله يرثيه ولقد فجعت بسادة وفوارس * للحرب سعر من بنى شيبان إعتاقهم ريب الزمان فغالهم * وتركت فردا غير ذى إخوان كمد تجلجل في فؤادى حسرة * كالنار من وجد على الريان وفوارس باعوا الاله نفوسهم * من يشكر عند الوغا فرسان وقال حسان بن جعدة يرثيهم 


يتبع 
 يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 326 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 326 ]

تاريخ الطبري ج 5



عبد الرحمن بن الضحاك فقال عبد الرحمن ما جئت بشئ أترى ابن حزم ضربك في أمر لا يختلف فيه فقال عثمان لعبد الرحمن إن أردت أن تحسن أحسنت قال الان أصبت المطلب فأرسل عبد الرحمن إلى ابن حزم فضربه حدين في مقام واحد ولم يسأله عن شئ فرجع أبو المعز حيان وهو يقول أنا أبو المعز ابن الحيان والله ما قربت النساء من يوم صنع بى ابن أبى حزم ما صنع حتى يومى هذا واليوم أقرب النساء (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة قتل شوذب الخارجي ذكر الخبر عن مقتله قد ذكرنا قبل الخبر عما كان من مراسلة شوذب عمر بن عبد العزيز لمناظرته في خلافه عليه فلما مات عمر أحب فيما ذكر معمر بن المثنى عبد الحميد بن عبد الرحمن أن يحظى عند يزيد بن عبد الملك فكتب إلى محمد بن جرير يأمره بمحاربة شوذب وأصحابه ولم يرجع رسولا شوذب ولم يعلم بموت عمر فلما رأوا محمد بن جرير يستعد للحرب أرسل إليه شوذب ما أعجلك قبل انقضاء المدة فيما بيننا وبينكم اليسر قدتوا عدنا إلى أن يرجع رسولا شوذب فأرسل إليهم محمد إنه لا يسعنا ترككم على هذه الحالة قال غير أبى عبيدة فقالت الخوارج ما فعل هؤلاء هذا إلا وقد مات الرجل الصالح قال معمر بن المثنى فبرزلهم شوذب فاقتتلوا فأصيب من الخوارج نفر وأكثروا في أهل القبلة القتل وولوا منهزمين والخوارج في أعقابهم تقتل حتى بلغوا أخصاص الكوفة ولجأوا إلى عبد الحميد وجرح محمد بن جرير في استه ورجع شوذب إلى موضع فأقام ينتظر صاحبيه فجاآه فأخبراه بما صادرا عليه عمروان قد مات فأقر يزيد عبد الحميد على الكوفة ووجه من قبله تميم بن الحباب في ألفين فراسلهم وأخبرهم أن يزيد لا يفارقهم على ما فارقهم عليه عمر فلعنوه ولعنوا يزيد فحاربهم فقتلوه وهزموا اصحابه فلجأ بعضهم إلى الكوفة ورجع الاخرون إلى يزيد فوجه إليهم نجدة بن الحكم الازدي في جمع فقتلوه وهزموا أصحابه فوجه إليهم الشحاج ابن وداع في ألفين فراسلهم وراسلوه فقتلوه وقتل منهم نفرا فيهم هدبة اليشكرى ابن عم بسطام وكان عابدا وفيهم أبو شبيل مقاتل بن شيبان وكان فاضلا عندهم 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 325 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 325 ]

تاريخ الطبري ج 5



سلمة بن عبد الله بن عبد الاسد المخزومى وذكر محمد بن عمر أن عبد الجبار ابن عمارة حدثه عن أبى بكر بن حزم أنه قال لما قدم عبد الرحمن بن الضحاك المدينة وعزلني دخلت عليه فسلمت فلم يقبل على فقلت هذا شئ لا تملكه قريش الانصار فرجعت إلى منزلي وخفته وكان شابا مقداما فإذا هو يبلغني عنه أنه يقول ما يمنع ابن حزم أن يأتيني إلا الكبر وإنى لعالم بخيانته فجاءني ما كنت أحذر وما أستيقن من كلامه فقلت للذى جاءني بهذا قل له ما الخيانة لى بعادة وما أحب أهلها والامير يحدث نفسه بالخلود في سلطانه كم نزل هذه الدار من أمير وخليفة قبل الامير فخرجوا منها وبقيت آثارهم أحاديث إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا فاتق الله ولا تسمع قول ظالم أو حاسد على نعمة فلم يزل الامر يترقى بينهما حتى خاصم إليه رجل من بنى فهر وآخر من بنى النجار وكان أبو بكر قضى للنجارى على الفهرى في أرض كانت بينهما نصفين فدفع أبو بكر الارض إلى النجارى فأرسل الفهرى إلى النجارى وإلى أبى بكر بن حزم فأحضرهما ابن الضحاك فتظلم الفهرى من أبى بكر بن حزم وقال أخرج مالى من يدى فدفعه إلى هذا النجارى فقال أبو بكر اللهم غفرا أما رأيتنى سألت أياما في أمرك وأمر صاحبك فاجتمع لى على إخراجها من يدك وأرسلتك إلى من أفتانى بذلك سعيد بن المسيب وأبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فسألتهما فقال الفهرى بلى وليس يلزمنى قولهما فانكسر ابن الضحاك فقال قوموا فقاموا فقال للفهرى تقر له أنك سألت من أفتاه بهذا ثم تقول ردها على أنت أرعن اذهب فلا حق لك فكان أبو بكر يتقيه ويخافه حتى كلم ابن حيان يزيد أن يقيده من أبى بكر فإنه ضربه حدين فقال يزيد لا أفعل رجل اصطنعه أهل بيتى ولكني أوليك المدينة قال لا أريد ذلك لو ضربته بسلطاني لم يكن لى قودا فكتب يزيد إلى عبد الرحمن بن الضحاك كتابا أما بعد فانظر فيما ضرب ابن حزم ابن حيان فإن كان ضربه في أمر بين فلا تلتفت إليه وإن كان ضربه في أمر يختلف فيه فلا تلتفت إليه فإن كان ضربه في أمر غير ذلك فأقده منه فقدم بالكتاب على 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 324 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 324 ]

تاريخ الطبري ج 5



قدغا در القوم باللحد الذى لحدوا * بدير سمعان قسطاس الموازين روى عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان قال قال عمر بن عبد العزيز من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن لم يعد كلامه من عمله كثرت ذنوبه والرضا قليل ومعول المؤمن الصبر وما أنعم الله على عبد نعمة ثم انتزعها منه فأعاضه مما انتزع منه الصبر إلا كان ما أعاضه خيرا مما انتزع منه ثم قرأ هذه الاية " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وقدم كتابه على عبد الرحمن ابن نعيم لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار صولحتم عليه ولا تحدثن كنيسة ولا بيت نار ولا تجر الشاة إلى مذبحها ولا تحدوا الشفرة على رأس الذبيحة ولا تجمعوا بين الصلاتين إلا من عذر روى عفان بن مسلم عن عثمان بن عبد الحميد قال حدثنا أبى قال بلغنا أن فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز قالت اشتد علزه ليلة فسهر وسهرنا معه فلما أصبحنا أمرت وصيفا له يقال له مرثد فقلت له يا مرثد كن عند أمير المؤمنين فإن كانت له حاجة كنت قريبا منه ثم انطلقنا فضربنا برؤوسنا لطول سهرنا فلما انتفخ النهار استيقظت فتوجهت إليه فوجدت مرثدا خارجا من البيت نائما فأيقظته فقلت يا مرثد ما أخرجك قال هو أخرجنى قال يا مرثد اخرج عنى فوالله إنى لارى شيئا ما هو بالانس ولا جان فخرجت فسمعته يتلو هذه الاية " تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " قال فدخلت عليه فوجدته قد وجه نفسه وأغمض عينيه وإنه لميت رحمه الله خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان (وفيها) ولى يزيد بن عبد الملك بن مروان وكنيته أبو خالد وهو ابن تسع وعشرين سنة في قول هشام بن محمد ولما ولى الخلافة نزع عن المدينة أبا بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم وولاها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهرى فقدمها فيما زعم الواقدي يوم الاربعاء لليال بقين من شهر رمضان فاستقضى عبد الرحمن 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 323 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 323 ]

تاريخ الطبري ج 5



أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي فأستغفر الله وأتوب إليه وما منكم من أحد تبلغنا عنه حاجة إلا أحببت أن أسد من حاجته ما قدرت عليه وما منكم أحد يسعه ما عندنا إلا وددت أنه ساواني ولحمتي حتى يكون عيشنا وعيشه سواء وأيم الله أن لو أردت غير هذا من الغضارة والعيش لكان اللسان منى به ذلو لا عالما بأسبابه ولكنه مضى من الله كتاب ناطق وسنة عادلة يدل فيها على طاعته وينهى عن معصيته ثم رفع طرف ردائه فبكى حتى شهق وأبكى الناس حوله ثم نزل فكانت إياها لم يخطب بعدها حتى مات رحمه الله (روى خلف بن تميم) قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعد قال بلغني أن عمر بن عبد العزيز مات ابن له فكتب عامل له يعزيه عن ابنه فقال لكاتبه أجبه عنى قال فأخذ الكاتب يبرى القلم قال فقال للكاتب أدق القلم فإنه أبقى للقرطاس وأوجز للحروف واكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن هذا الامر أمر قد كنا وطنا أنفسنا عليه فلما نزل لم نذكره والسلام روى منصور ابن مزاحم قال حدثنا شعيب يعنى ابن صفوان عن ابن عبد الحميد قال قال عمر بن عبد العزيز من وصل أخاه بنصيحة له في دينه ونظر له في صلاح دنياه فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه فاتقوا الله فانها نصيحة لكم في دينكم فاقبلوها وموعظة منجية في العواقب فالزموها الرزق مقسوم فلن يغدر المؤمن ما قسم له فأجملوا في الطلب فان في القنوع سعة وبلغة وكفافا إن أجل الدنيا في أعناقكم وجهنم أمامكم وما ترون ذاهب وما مضى فكأن لم يكن وكل أموات عن قريب وقد رأيتم حالات الميت وهو يسوق وبعد فراغه وقد ذاق الموت والقوم حوله يقولون قد فرغ رحمه الله وعاينتم تعجيل إخراجه وقسمة تراثه ووجهه مفقود وذكره منسى وبابه مهجور وكأن لم يخالط إخوان الحفاظ ولم يعمر الديار فاتقوا هول يوم لا تحقر فيه مثقال ذرة في الموازين * روى سهل بن محمود قال حدثنا حرملة ابن عبد العزيز قال حدثنى أبى عن ابن لعمر بن عبد العزيز قال أمرنا عمر أن نشترى موضع قبره فاشتريناه من الراهب قال فقال بعض الشعراء أقول لما نعى الناعون لى عمرا * لا يبعدن قوام العدل والدين 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 322 ] تاريخ الطبري ج 5


[ 322 ]

تاريخ الطبري ج 5



لم تصبه القرعة جعله في الاربعين وقسم في فقراء أهل البصرة كل إنسان ثلاثة دراهم فأعطى الزمنى خمسين خمسين قال وأراه رزق الفطم * حدثنى عبد الله قال حدثنا أبى قال حدثنا الفضيل عن عبد الله قال بلغني أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أهل الشأم سلام عليكم ورحمة الله أما بعد فإنه من أكثر ذكر الموت قل كلامه ومن علم أن الموت حق رضى اليسير والسلام قال على بن محمد وقال أبو مجلز لعمر إنك وضعتنا بمنقطع التراب فاحمل إلينا الاموال قال يا أبا مجلز قلبت الامر قال يا أمير المؤمنين أهولنا أم لك قال بل هو لكم إذا قصر خراجكم عن أعطياتكم قال فلا أنت تحمله إلينا ولا نحمله إليك وقد وضعت بعضه على بعض قال أحمله إليكم ان شاء الله ومرض من ليلته فمات من مرضه وكانت ولاية عبد الرحمن بن نعيم خراسان ستة عشر شهرا (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة توفى عمارة بن أكيمة الليثى ويكنى أبا الوليد وهو ابن تسع وسبعين زيادة في سيرة عمر بن عبد العزيز ليست من كتاب أبى جعفر إلى أول خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان روى عبد الله بن بكر بن حبيب السهمى قال حدثنا رجل في مسجد الجنابذان عمر بن عبد العزيز خطب الناس بخناصرة فقال أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التى وسعت كل شئ وحرم الجنة التى عرضها السموات والارض ألا واعلموا أنما الامان غدا لمن حذر الله وخافه وباع نافدا بباق وقليلا بكثير وخوفا بأمان ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها بعدكم الباقون كذلك حتى تردد إلى خير الوارثين وفى كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتغيبونه في صدع من الارض ثم تدعونه غير موسد ولاممها ؟ قد فارق الاحبة وخلع الاسباب فسكن التراب وواجه الحساب فهو مرتهن بعمله فقير إلى ما قدم غنى عما ترك فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه وأيم الله إنى لاقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------