إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 31 يناير 2014

(صور) لــماذا تعتبر قناة السويس ... شريان الحياة للسفن الحربية الأمـــريكية ... !!!


(صور) لــماذا تعتبر قناة السويس ... شريان الحياة للسفن الحربية الأمـــريكية ... !!!

تعتبر قناة السويس للعديد من القراء ... "جملة" تتعلق بتأميم الرئيس جمال عبدالناصر لشركة إدارتها يوم 26 يوليو 1956 ...

ومهما شرحت ... ومهما كتبت ... فهناك بعض الصور التى قد تشرح للقارىء .. أهمية هذا الشريان المائى .. ولماذا قامت كل من إنجلترا وفرنسا "بالتآمر" مع إسرائيل من أجل السيطرة عليه ..

عندما تشرت هذه الصور ...

أردت أن أوجه النظر الى حقيقة هامة ، بأننا فى منطقة قناة السويس لم يحدث أن عاصرنا أن تقوم "القوات العسكرية" لأى سفينة عابرة بحماية سفنها

عندما تدرسون القانون الدولى وقانون السيادة المحلية ، سيظهر لكم الفرق ..

إذن يبقى السؤال ... الهـــــــام ...

ما هى قناة السويس ... هل هى مجرى ملاحة مصرى ... أو دولى محايد ...

هل يسمح غدا عند مرور سفينة حربية إسرائيلية ، بأن تقوم طائرات الهليوكوبتر الأسرائيلية لحراسة سفنها ؟؟؟؟؟

هل ينطبق نفس الشىء على السفن الحربية لكل دولة تعبر المجرى الملاحى ... ؟؟؟

هذا يعنى ...

تخلى مصر عن سيادتها على منطقة من أراضيها والسماح للدول بحراسة سفنهم ...

وما هو الحال عندما يكون السفينة تجارية ولكنها تحمل مواد عسكرية ..

وما هو الحال عندما تكون ناقلة بترول تحمل إمدادات للجيوش ...الأمريكية أو اليابانية .. أو الأسرائيلية ؟؟؟

هذا الوضع ليس موجود فى أى إتفاقية تتعلق يالملاحة فى فناة السويس سواء محلية أو دولية ...
وبتعارض مع إتفاقية القسطمطينية 1888

علاوة على ذلك ...

يعنى أن مصر قد نخلت عن سيادتها على منطقة القناة .. وبالتالى .. أهدرت بتاريخها القومى وحرب الأنتصار 1956 ... وحروب 1967 (النكية) وحرب الأستنزاف (1967 - 1970) وحرب العبور العظيمة 1973 ...

وهذا يعنى نكســـة وتخلى عن المسئولبة القومية

أما الوضع الأخير ، فيعنى ، أن مصر ليست على القدرة من أن تحمى أراضيها ... والسفن التى تمر فى القنة وهذا يتنافى مع المعاهدات السارية وقوانين الملاحة ... مما سيؤدى مستقبلا الى زيادة رسوم العبور ويؤيد ويدعم إسرائيل فى تحقيق القناو الموازية (المنافسة) إيلات - إشدود

.ولمــاذا قال سير أنطونى إيدن ... إن عبدالناصر وضع يده على مخل الهواء الى رئتينا ....

كل ذلك ، سيوضح ... لمـــاذا ... "حرب العدوان الثلاثى الذى بدأ يوم الأربعاء 29 أكتوبر 1956 ، ولماذا ... الغزو الأنجلوفرنسى لبورسعيد ...

"غزو مظلى"أنجلوفرنسى" يوم الأثنين 5 نوفمبر 1956 - قبل وبعد الظهر - ، وغزو برمائى أنجلوفرنسى طوال اليوم يصاحبه أول إنزال رأسى بالهليوكويتر فى العالم ... يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 1956 "بريطانى" ، وإنزال معدات ، إعتبارا من بعدظهر الأربعاء 7 نوفمبر 1956

... ولماذا قاومت بورسعيد ... ما يزيد على ثلاثون الف جندى بريطانى فرنسى ... "مظلات ، كومتندو رويال مارين ، الفرقة الأجنبية ، دبابات ، جيش ... بحرية ... الخ الخ الخ .... " ولماذا أستمر القتال حتى ظهر يوم الخميس 8 نوفمبر 1956 ...

وحيث أن أفضل الصور ... هى التى تنتسب الى حاضرنا القريب ... أنقل اليكم الصور التالية .. مع التعليقات على بعضهم ...

وأعتقد ... سيتفهم العديد .. لمــــاذا ... تحوز قناة السويس على أهمية عسكرية ... للـــغـــرب .... لا ينبغى التغاضى عنها ... ؟؟؟؟ !!!!!!!



يحى الشاعر




الصور التالية ، منقولين من مشاركة Crash_Override فى منتدى بورسعيد أون لاين ... وحتى يتم شرح السفن أو المواقف المسجلة فى الصورة ، قمت بالتعليق على أهم كل منهم بشكل منفرد فى الرسالة المرفقة كرد .. "المصدر [url=http://www.portsaid-online.com/xmb/index.php]] ..."
[SIZE=4]


كتبت بواسطة Crash_Override[/i]

النقل الحرفى للصور " ..........



 Egypt.Com - منتدي مصر
المصدر




 Egypt.Com - منتدي مصر
المصدر





 Egypt.Com - منتدي مصر

المصدر




 Egypt.Com - منتدي مصر

المصدر




 Egypt.Com - منتدي مصر



 Egypt.Com - منتدي مصر

المصدر



 Egypt.Com - منتدي مصر


المصدر





 Egypt.Com - منتدي مصر

المصدر




 Egypt.Com - منتدي مصر

المصدر




 Egypt.Com - منتدي مصر

المصدر




يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

مظاهر الحضارة المصرية القديمة



مظاهر الحضارة المصرية القديمة


قد شهدت مصر خلال الحقبة الفرعونية العديد من مراحل النهضة
والتقدم التى تركت إرثاً هائلاً من مظاهر وآثار الحضارة والعمران والعلوم والفنون .

ويقسم المؤرخون الحقبة الفرعونية فى تاريخ مصر إلى ثلاثة أقسام متتالية هى :

- الدولة القديمة .
- الدولة الوسطى .
- الدولة الحديثة .

كما يقسم المؤرخون هذه الحقبة إلى ثلاثين أسرة حاكمة مقسمة على هذه المراحل الثلاث من تاريخ مصر.

العصر العتيق (الأسرتان 1 , 2)

يعود للملك " مينا " الفضل فى تحقيق الوحدة
السياسية لمصر حوالى سنة 3200ق . م ، و استطاع أن يؤسس أول أسرة حاكمة في
تاريخ مصر الفرعونية ، و قد أراد مينا أن يؤمن وحدة البلاد فأقام مدينة قرب
رأس الدلتا سميت فيما بعد بأسم "ممفيس" ، وكانت هذه الوحدة عاملاً هاماً
فى نهضة مصر فى شتى نواحى الحياة .

الدولة القديمة ( الأٍسرات من 3إلى 6 ) :

يعتبرعصر هذه الدولة فترة شباب مصر وقد تميزت بالاستقرار و
الأمن و السلام ، مما يسر تقدمها أقتصادياً و ثقافياً و فنياً ، و قد انعقد
لواء الحكم لملوك الدولة القديمة من بناة الأهرامات حوالي 2800 ق . م بعد
أن انتقل عرش البلاد إلى منف على يد الفرعون زوسر صاحب أقدم هرم معروف و
هو الهرم المدرج بسقارة ، و ازدهرت حضارة مصر في أيام هذه الدولة ، وليس
أدل علي ذلك من أهرامات الجيزة الضخمة للملك خوفو وخفرع ومنكاورع .

العصر المتوسط الأول ( الأسرات من7 إلى 10 ):

بدأ هذا العصر حوالي سنة 2200 ق . م حين انفلت زمام الحكم
من يد الفرعون حتى استطاع " منتوحتب الثاني" توحيد البلاد مرة ثانية .

الدولة الوسطى ( الأسرات 11 , 12) :

بعد أن تمكن" منتوحتب الثاني " أمير طيبة حوالي سنة 2065 ق
. م من إعادة توحيد البلاد قام بتأسيس حكومة قوية نجحت في توطيد النظام و
استتاب الأمن مما ساعد علي انتعاش البلاد اقتصادياً و تقدم الفنون و
العمارة ثم بدأ سنة 2000 ق . م حكم رجل عظيم هو أمنمحات الأول صاحب الفضل
الأكبر في بناء النهضة التي ظهرت أيام الدولة الوسطى .

ولقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية فى
ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين ، مثل "أحمس" بطل
التحرير, " امنحوتب الأول" العادل الذى أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع
المعايير العادلة للأجور والحوافز, و"تحتمس الأول" المحارب الذى وسع الحدود
المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع فى فتح المناجـم وصناعـة
التعديـن ، و " تحتمس الثاني" و" تحتمس الثالث" الإمبراطور صاحب العبقرية
العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم فى تاريخ العالم , و " تحتمس الرابع"
الدبلوماسي الذى كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية ,
و"امنحوتب الثالث" أغنى ملك فى العالم القديم والذي فتح المدارس " بيوت
الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية ، و"إخناتون" أول
الموحدين وأول ملك فى تاريخ الإنسانية نادى بوحدانية الله خالق كل شـــــئ ,
و" توت عنخ آمون" الذى حاز شهرة فى العالم المعاصر, ومن أشـهـر ملـكات هذه
الأسرة عـلى سبـيـل المـثـال المـلـكـة " اياح حتب" زوجـــة الـــمــلك "
سقنن رع" ، والـــمــلــكــة " أحمس نفرتارى " زوجة أحمس الأول ، والملكة "
تى" بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم إخناتون ، والملكة " نفرتيتى"
زوجة " إخناتون" والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما
وبلغت مصر فى عهدها أعلى قمة فى الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث
أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية إلى بلاد " بونت" كذلك شيدت واحدا
من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد " الدير البحري"
على الشاطئ الغربي للنيل فى مواجهة الأقصر وهو معبد فريد فى تصميمه وليس له
مثيل بين معابد العالم القديم كلها ، كما شهد هذا العصر أيضا " ثورة
إخناتون الدينية" حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ
عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون".

العصر المتوسط الثانى ( الاسرات من 13 الى 17 ) :

خلال عصر الأسرة الثانية عشرة حوالي سنة 1725 ق

م قامت القبائل الرعوية التي كانت تسكن في فلسطين و أطلق عليها أسم
"الهكسوس" بالإغارة على مصر واجتياح اراضيها ، فلما أخذت قوة الهكسوس في
الضعف ، هب أمراء طيبة يكافحون في سبيل استرداد حرية بلدهم المسلوبة و قد
كتب الله لهم النجاح وتمكن أحمس من الاستيلاء على عاصمتهم في الدلتا و
طردهم من البلاد .


الدولة الحديثة ( الاسرات من 18إلى 20 ) :

بعد أن طرد احمس الهكسوس رجع الى بلاده سنة 1571 ق . م حيث
قضى على ثورات النوبيين جنوباً واتجه الى الاصلاح الداخلى فى البلاد واهتم
بإنشاء جيش عامل منظم وسلحه بكل الأسلحة المعروفة فى ذلك الوقت وزوده
بالعجلات الحربية، ويُعد رمسيس الثانى من أشهر ملوك هذه الدولة وتعتبر
حروبه آخر المجهودات التى بذلها ملوك الدولة الحديثة فى سبيل المحافظة على
الوحدة وقد انتهت خصومته مع ملك الحيثيين بتوقيع معاهدة عدم اعتداء بين
الطرفين بعد معركة قادش ، وتُعد هذه المعاهدة أول معاهدة سلام فى التاريخ
واصبحت مصر قوة كبرى ، وصارت بذلك امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف .

العصر المتأخر ( الأسرات من 21إلى 30) :

كان هذا العصر فصل الختام في التاريخ الفرعوني حيث تعرضت
مصر منذ حكم الأسرة 21 وحتى الأسرة 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م
، ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة الــ 30 ودخول الإسكندر
الأكبر مصر .

فنون الحضارة الفرعونية :

العمارة : برع
المصريون فى فن العمارة وآثارهم الخالدة خير شاهد على ذلك ففي الدولة
القديمة شيدت المصاطب والأهرامات وهى تمثل العمائر الجنائزية، وأول هرم بنى
هو " هرم زوسر" ، ثم "هرم ميدوم"، إلا أن أشهرها جميعاً أهرامات الجيزة
الثلاث وتمثال أبو الهول وشيدت فى عهد الأسرة الرابعة وبلغ عدد الأهرامات
التي بُنيت لتكون مثوى للفراعنة 97 هرماً .

ثم بدأ انتشار المعابد الجنائزية فى عصر الدولة الوسطى واهتم ملوك الأسرة
الـ 12 بمنطقة الفيوم بأعمال الري فيها، وأشهر معابد أنشأها ملوك هذه
الأسرة معبد " اللابرانت" أو "قصر التيه" كما سماه الإغريق والذي شيده
الملك " أمنمحات الثالث" فى هوارة قرب الفيوم كما شيد القلاع والحصون
والأسوار على حدود مصر الشرقية. ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة
عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة التي تظهر
على حوائط بعض المعابد الضخمة المتنوعة التصميمات كالكرنك والأقصر وأبو
سمبل .

ويعتبر عهد " تحتمس الأول" نقطة تحول فى بناء الهرم ليكون
مقبرة، ونحت مقابر مختفية فى باطن الجبل فى البر الغربي بالأقصر تتسم
بالغنى والجمال فى أثاثها الجنائزي ويظهر ذلك بوضوح فى مقبرة الملك " توت
عنخ آمون" .

وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ على نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر
الغائر والبارز بروزاً بسيطاً حتى لا تتعرض للضياع أو التشويه، وآخر ما
اكتشف من مقابر وادى الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثاني التي تُعد من أكبرها
مساحة وتحتوى على 15 مومياء .

أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام فى ازدواج أمام مداخل
المعابد وهى منحوتة من الجرانيت، ومن أجمل أمثلة عمائر عصر الإمبراطورية
المصرية القديمة معابد "آمون" و"خـــوفـو"و"الــكـرنـــك"و"الأقـــصر"
و"الـرمـسيــوم" و" حتشبسوت" بالبر الشرقي والمعابد الـمـنـحـوتة في
الـــصخـر مـثـل"أبـو سـمـبل الـكــبــيـر" و"أبو سمبل الصغير " .
وظهرت اتجاهات جديدة فى فنون العمارة والفنون التشكيلية
والتطبيقية وضحت بصورة واضحة فى فن نحت التماثيل الضخمة والصغيرة وزخرفة
أعمدة المعابد والنقوش الجدارية .

الأدب :

تؤكد آثارالمصريين براعتهم فى الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون
من آثار، ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الإنسانية فى اختراع الكتابة
التي سماها الأغريق "بالخط الهيروغليفي" وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من
24حرفاً .. واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة
على أوراق البردى .

وبرع المصريون فى الأدب الديني الذى تناول العقائد الدينية
ونظرياتهم عن الحياة الأخرى وأسرار الكون والأساطير المختلفة للآلهة
والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثلة الأدب الديني " نصوص الأهرامات و "كتاب
الموتى " .

كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص وحرص على أن
تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية
تراثهم من الحكم والأمثال وعلى ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم .
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم على تسجيل وتدوين
تاريخهم والأحداث التي تعرضوا لها فى حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر
العديد من الأدباء والحكماء والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا تدل
على مدى رقي الفكر والثقافة فى مصر .

الموسيقي :

أحب المصرى الموسيقى والغناء، وأقبل المصريون على الموسيقى واستخدموها في تربية النشء
وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة فى الجيش، وكذلك استخدموها فى
الصلوات ودفن الموتى. وقد عرف المصريون فى عصر الدولة القديمة آلات النفخ
والوتريات مثل "الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتى) وابتدعوا أنماطا وأشكالا
من الآلات التي تؤدى الإيقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر
مراحل تاريخهم القديم .

التزين :

عرف المصريون التزين بالحلى , وتميزت مصنوعاتهم بالدقة
الفنية العالية وجمال التشكيل ، واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل
نبات البردى والنخيل وزهرة اللوتس والأحجار الكريمة ، واستخدموا التمائم
التى اعتقدوا انها تحميهم من قوى الشر ، وحرصت المرأة بصفة خاصة على
الإهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد
والحنة، كما اختلفت الملابس فى مصر الفرعونية من طبقة إلى أخرى ، وكانت
الملابس تصنع من الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد
سوريا القديمة، كما تنوعت الملابس باختلاف المناسبات

مقومات الحضارة المصرية



إن إلقاء نظرة فاحصة على الجوانب المختلفة للحضارة المصرية القديمة وعلى الكثير من الجوانب فى حياتنا المعاصرة، سوف تؤكد لنا أن هناك تواصلاً بين الماضي والحاضر فى الكثير من تقاليدنا التى ورثناها وكذلك فى بعض المعتقدات الدينية.

لقد حظيت مصر بحدود طبيعية آمنة، وصحراوات في الشرق والغرب، وبحر في الشمال، وجنادل تعترض مجرى نهر النيل في الجنوب، ومنحها الله مصدراً ثابتاً للمياه، وهو نهر النيل، وأرضاً منبسطة سهلت الاتصال بين المصريين بعضهم البعض، وبينهم وبين جيرانهم، ومناخاً معتدلاً حقق لهم الخير، وأشاع في نفوسهم البهجة والاطمئنان، وموقعاً متميزاً ربطهم بقارات الدنيا الثلاث الرئيسية.

كل هذه العوامل وغيرها جعلت من الإنسان المصري إنساناً متميزاً يملك من الإمكانات ما يجعله ينجز ويبدع، لتتبوأ مصر مكانتها المرموقة عبر العصور.

ونجح إنسان ما قبل التاريخ في مصر في شمال البلاد ووسطها وجنوبها في أن يضع اللبنات الأولى للإبداع المادي والفكري، وشكل أساسيات حياته، فأوقد النار، واستأنس الحيوان، وعرف الزراعة. وما أن تحقق له الاستقرار، وبدأ حينئذ يتوجه بنظرة المتأمل إلى الطبيعة الكونية، ومظاهرها الموحية، لاسيما دورة الموجودات بين الولادة والحياة والممات والبعث. وبقدرته على الملاحظة واستقراء الأمور، أدرك الإنسان المصري أنه لابد وأن يمر بنفس الدورة، يعيش لفترة مؤقتة، ويموت لفترة مؤقتة، ثم يبعث من جديد إلى أبد الآبدين. ومن هنا كانت البداية، بداية تلك الكلمتين السحريتين اللتين غلفتا الحضارة المصرية بقوة الدفع والإبداع، ألا وهما: البعث والخلود.

وهكذا فالمصري القديم إنسان آمن بأنه يحيا ويبدع وينجز لكي يتحقق له كل ما يتمناه في عالم بلا فناء، وهو عالم الخلود.

وهكذا هذا شمر الإنسان المصري عن ساعديه، وأعمل العقل والفكر، وبدأ مسيرة الإبداع.

وكانت البداية في التفكير في القوى التي تحرك هذا الكون، ومن الذي خلق هذا الكون وما فيه من كائنات. فاتخذ لنفسه آلهة وإلهات، ولأنه لم يكن يستطيع أن يحدد ماهية هذه الآلهة، فقد اختار لها رموزاً آدمية أو حيوانية، أو طيوراً أو غيرها، إذ رأى أن بها خصائص تلك الآلهة التي فكر في عبادتها.

وخطا خطواته الأولى نحو الفن، وبدأ يضع ضوابط المدارس الفنية في النحت والنقش والرسم، وفعل الشيء نفسه بالنسبة للزراعة والصناعات الحرفية، والإدارة وتقاليد الملكية، بعدما توحدت البلاد على يد مجموعة من القادة، من بينهم نعرمر وعحا.

وتوج المصري إبداعاته بمعرفته للكتابة التي جعلت مصر من أسبق شعوب الأرض في هذا المجال. ولم يكتف المصري بخط واحد هو الخط الهيروغليفي، وإنما توج فكره ومنح مصر خطوطاً أخرى، هي: الهيراطيقي، والديموطيقي، والقبطي. وعاشت اللغة المصرية أطول فترة في تاريخ لغات العالم القديم. ولا تزال تعيش بين ظهرانينا في أسماء بلدنا ومدننا وقرانا، بل وفي لغتنا الفصحى والعامية.

ومن العلامات البارزة على الطريق توصُّل المصري لصناعة الورق من نبات البردي، لينتقل من مرحلة الكتابة على الحجر إلى الكتابة على مادة سهلة خفيفة الحمل، وليلعب البردي دوراً كبيراً في نقل الإبداع عبر الأرض المصرية في سهولة ويسر، ولنقل الثقافة المصرية خارج أرض مصر. ويتابع المصري مسيرة الإبداع في العمارة والهندسة والفلك والطب والكيمياء والجيولوجيا، وتفوق على نفسه في هذه العلوم من خلال الشواهد التي تمثل علامات بارزة على طريق الحضارة المصرية القديمة.

ونقف جميعاً مبهورين أمام رأس عجائب الدنيا السبع (الهرم الأكبر)، من حيث دقة الزوايا وأسلوب البناء. ويظل الهرم شامخاً معبراً عن فكر هندسي ومعماري متميز، وعن عقيدة واضحة، ملهماً لكل الأجيال، ومذكراً لنا نحن الأحفاد بعظمة الأجداد، وضارباً بعرض الحائط كل دعاوى الحاقدين على الحضارة المصرية، والمتشككين في مصرية هذا الإعجاز الذي نشتم فيه فكر وجهد وعرق المهندس والمعماري والعامل المصري.

ويسبق المصريون غيرهم في معرفة فنون الكتابة، ولاسيما بعد التوصل إلى صناعة الورق من نبات البردي. وفي مجال الأدب خلفوا الكثير من الروائع في مجال الحكم والنصائح والأناشيد التى كانت مصدر إلهام فى الآداب الشرقية القديمة، فالصلة بين نشيد اخناتون والمزمور 104 من مزامير النبي داود ما زالت ماثلةً أمامنا. وحكم "آمون إم أوبت" كانت مصدراً لسفر الأمثال. وليس هذا فحسب، بل كان للمصريين الريادة في الفنون، فأثروا فنون المسرح والموسيقى في بلاد اليونان وغيرها.

ومن مظاهر الحضارة المصرية القديمة

--* أولا الحياة الدينية --*

أسباب غموض الديانة المصرية القديمة

1- تقديس الحيوان والطير :

1.اعتقد المصري القديم أن هناك قوى ترمز إلى ربه تتمثل عنده في الطير والحيوان والحجر فقدسها.
2.أدى ذلك إلى غموض الديانة المصرية القديمة واتهام المصريين بفساد التفكير لعبادتهم الطير والحيوان .

2- العودة إلى الماضي :

1.تميز المصري القديم بالميل للعودة إلى الماضي ومزجه بالحاضر.
2.لذلك يلاحظ أن ما قدسه المصريون في أيامهم الأولى قدسوه أيضا إلى جانب ما قدسوه فيما بعد.
3.أدي ذلك إلى أن المعتقدات القديمة عاشت إلى جانب الجديدة فتعقدت النظريات الدينية.

3- الاعتماد على السحر:

1.اعتقد المصريون القدماء في السحر والقوى الخفية التي تتحكم في أعمالهم فتفننوا في ألوان السحر وفنونه
2.أدى ذلك إلى جو من الغموض في الديانة المصرية القديمة
لكن العلماء رغم كل هذه الصعوبات توصلوا إلى معرفة الكثير من الحقائق عن عقائد المصريين القدماء

خصائص الديانة المصرية القديمة

تعدد الآلهــــــــــــــة:

1- كان لكل إقليم معبود خاص التف الناس حوله ولجأوا إليه وقت الحاجة.
2- كانت هذه المعبودات من وحي الطبيعة والبيئة كالوحش والطير وغيرها.
3- قدسوا الأسد اتقاء لشره وقدسوا الصقر عندما لاحظوا قدرته على الطيران فجعلوه رمزا للشمس.
4- أعجبوا بطير من فصيلة أبو قردان لقدرته على البحث واتخذوا منه رمزا للعلم ( الإله تحوت ) قدسوا البقرة للرحمة والأمومة فيها وأسموها ( الآلهة حتحور )
5- قدسوا عناصر الطبيعة مثل الماء والهواء والأرض والسماء والشمس والقمر.
--* الإلهة المصرية و مراكز عبادتها --*

الآلهة ومراكز عبادتها :

أوزوريس العرابة المدفونة سوهاج حتحور دندرة غرب قنا حورس إدفو بتاح منف أمون طيبة أتون تل العمارنة أنوبيس أبيدوس

--* الاعتقاد في البعث والخلود:

1- اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سيبعث ثانية بعد الموت ويحيا حياة الخلود.
2-لذلك دفن المصريون أمواتهم منذ ما قبل التاريخ ومعهم الطعام والشراب وما يحتاجون إليه
3- كانت الطبيعة المصرية هي السبب في التفكير في البعث فالشمس تغرب ثم تشرق من جديد في الصباح . والنيل ينقص ماؤه ثم يفيض من جديد
4- استلزم اتصال الروح بالجسد مرة أخرى حفظ الجسد سليما ولذلك وضعوا الأجساد في قبور حصينة بعيدا عن الماء والرطوبة وأيدي اللصوص
5- ملأ المصريون جدران القبر برسوم للميت وصور من حياته وصنعوا للميت تماثيل زيادة للتأكد.

--*الإيمان بالثواب والعقاب:

أ‌- اعتقد المصري القديم أن الروح تتعرض للحساب فيقف الميت أمام محكمة تتكون من 42 قاضي يمثلون أقاليم مصر ويقوم بذكر أعماله الحسنة ويتبرأ من الأعمال السيئة كالسرقة والقتل والكذب واكل مال اليتيم وشهادة الزور.
ب‌- يتم وزن قلب الميت بوضعه في احدي كفتي ميزان وفي الكفة الأخرى ريشة تمثل ( الآلهة معات ) آلهة الحق والصدق فإذا رجحت موازينه كان دليل على طهره وان خفت موازينه كان ذلك دليلا على انه شرير فيذهب إلى عذاب الجحيم.
ج- للعالم الآخر عند المصريين القدماء صورة خاصة عندهم حيث كانت الجنة لديهم حقولا خضراء وكانت صورة الجحيم مروعة

السمـو إلى التوحيـــــــد:

مر المصريون في حياتهم الدينية بثلاث أطوار هي:-

ا- طور التعدد: اتخذ فيه الناس أربابا مختلفة فكان لكل قبيلة رب ولم تكن النظم الاجتماعية تقرب بين القبائل وبعضها.
ب- طور التغليب والترجيح
--* استمر فيه الناس على عبادة أربابهم ولكنهم غلبوا أشهر الأرباب ورجحوها فكانت لها الزعامة
--* الدولة القديمة : جعلوا الشمس أول معبودا تهم وجعلوا الإله ( بتاح ) في مدينة منف رأس المعبودات.
--* الدولة الوسطى والدولة الحديثة : كان للإله آمون المركز الأول فكان ملك الآلهة جميعا
ج- طور النضج في التفكير الديني والسياسي والاجتماعي :

نادي اخناتون باله واحد هو الشمس ويرسل الأشعة للأرض فيحمل النور والحياة.
لم يرمز للإله الواحد إلا بهذه الصورة ولم ينحت له تمثالا ولم يجعل له زوجة أو أولاد
1-اعتقد المصريون في وجود آلهة تحكم على أعمالهم فحرصوا على إرضاء هذه الآلهة بإقامة الصلوات والشعائر لها
2-قام المصريين بتنفيذ أوامر الآلهة من الفضائل مثل الصدق والأمانة والحب فكانت حياتهم نقية صالحة.
3-امتزج الدين بحياة المصريين فأثر في علومهم وفنونهم وآرائهم كما في فن العمارة وفي الطب لحفظ الأجساد وفي الكيمياء.
4-تمتع رجال الدين بمكانة ممتازة بين أفراد الشعب.


فضل الحضارة المصرية القديمةعلى حضارات العالم القديم

توافرت لمصر كل المقومات التي يمكن أن تؤدي إلى قيام حضارة ناجحة، فهي تتمتع بموقع متميز عند ملتقى ثلاث قارات هي أسيا وأفريقيا وأوروبا، ويمر عبر أراضيها نهر النيل العظيم الذي قامت على شاطئيه الحضارة. وتوافرت لمصر أيضاً الحدود الطبيعية الآمنة، فصحراءٌ في الشرق والغرب، وجنادل تعترض مجرى مياه النيل في الجنوب، والبحر المتوسط في الشمال، وهي حدود حققت لها قدراً لا بأس به من الأمن والاستقرار.

وتمتعت مصر بميزة سهولة الاتصال بين أجزائها المختلفة، ومرجع ذلك عدم وعورة أراضيها، وعدم وجود سلاسل جبلية تقف حائلاً أمام ذلك، وتمتعت بمناخ مستقر إلى حد كبير، هيأ للإنسان المصري فرصة لأداء عمله في ظل ظروف مناخية مناسبة.
ثم هناك الإنسان المصري الذي كان مؤهلاً للنهوض بعبء هذه الحضارة، والذي تفاعل مع كل المقومات السابقة، فنتج عن هذا التفاعل ذلك الإبداع الحضاري المتميز. وكان الإنسان المصري القديم واثقاً من قدراته على الريادة، ولهذا أطلق على نفسه: "شعب السماء"، أو "شعب النيل"، وهو الشعب الذي خلق من دمع العين، وكل ما عداه من شعوب الأرض خلقت من سائل مهين.

شعب يمتلك كل هذه المقومات، مقومات البناء المادي والمعنوي، كان لابد أن تأتي إبداعاته على مستوى ما تهيأ له من مقومات.
إن الحضارة المصرية منذ أن استوطن الإنسان أرض مصر (في الألف الخامس قبل الميلاد وطوال العصر الفرعوني). قد حققت تقدماً كبيراً في العديد من مجالات الحياة، فأفادت به الكثير من الحضارات المعاصرة، والتي سلمته بدورها للحضارات التي أعقبتها، وهو ما يمكن تتبعه في بعض الجوانب، حتي في حضارة العصر الحديث.

وإذا كانت الحضارة الغربية تدين بالفضل فيما وصلت إليه للحضارة اليونانية، وقلما يسألون أنفسهم عن نشأة الحضارة اليونانية وتطورها، وعن صلتها بالحضارة المصرية، ومدى تأثرها بها.

ورغم أنه لا يمكن للإنسان أن ينكر فضل الحضارة اليونانية في مجالات الفلسفة والطب والفلك والرياضة وكافة فروع الفن، فإنه في نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل اعتراف العديد من العلماء اليونانيين بفضل حضارة مصر وغيرها من حضارات الشرق الأدنى القديم عليهم، فقد درس بعضهم في مصر، وتعلموا الكثير من علمائها في مجالات العلوم والفنون، وقد يتساءل البعض عما إذا كانت الحضارة المصرية القديمة هي أقدم حضارات العالم القديم، أم أن هناك حضارات سبقت أو بدأت في نفس الوقت.

الواقع أن التعريف المحدد لكلمة حضارة سوف يساعد بلا شك على الإجابة عن هذا التساؤل. فإذا كان المقصود بالحضارة مظاهر التقدم التي حققها الإنسان في حياته، فليس من شك في أن الإنسان قد نجح في تحقيق ذلك في العديد من بقاع الأرض في وقت واحد، غير أنه لم يستمر بها ويدفعها للأمام ويطور من نفسه، ويحقق المزيد من الإبداعات كما فعلت الحضارة القديمة.

فالحضارة المصرية مع أنها أقدم الحضارات، إلا أنها في نفس الوقت أكثر الحضارات عراقة وأصالة دواماً وتأثيراً على الحضارات المعاصرة واللاحقة. ورغم هذه الريادة والتأثير الواضح على الحضارات الأخري، إلا أن المرء لا يستطيع أن ينكر فضل الحضارات الأخري في عصور لاحقة، كحضارات البابليين والآشوريين في بلاد النهرين، وحضارة الفينيقيين في سوريا، والحضارة الفارسية في بلاد فارس، والحضارتين اليونانية والرومانية في بلاد اليونان والرومان.

وعندما نلقي نظرة على بعض الجوانب الحضارية، فإننا نتأكد من مدى ريادة وعمق تأثير الحضارة المصرية، فالكتابة مثلاً توصلت إليها مصر حوالي عام 3500 قبل الميلاد، حيث ظهرت الكتابة الهيروغليفية، ثم الكتابة الهيراطيقية، ثم الخط الديموطيقي، ثم الخط القبطي، وذلك قبل غيرها من حضارات العالم القديم.

وإذا كانت مصر لم تعرف الأبجدية الكاملة، حيث قام بناؤها الصوتي على أساس علامات ذات حرف واحد، وأخرى ذات حرفين، وثالثة ذات ثلاثة حروف، وإذا كان الفينيقيون في سوريا هم أول الشعوب التي عرفت الأبجدية الكاملة، فإنهم قد تأثروا في ذلك بالأبجدية السينائية (نسبة إلى شبه جزيرة سيناء)، والتي كشف عن علاماتها في صخور جبل المغارة، وسرابيط الخادم في جنوب سيناء. ومن الأبجدية الفينيقية اشتقت الأبجديتان اليونانية واللاتينية، واللتان اشتقت منهما الأبجديات الأوروبية الحديثة.

وفي مجال مواد الكتابة، فقد نجح المصريون في صناعة الورق قبل غيرهم من نبات البردي، وهو نبات مثلث الساق كان ينمو في الأحراش والمستنقعات، وعلى ضفتي النيل وشواطئ البحيرات.

وظل ورق البردي مستخدماً طوال العصر الفرعوني، وفي العصرين اليوناني والروماني، واستورده من مصر اليونان والرومان، وكان يصدر لبلاد الشرق عن طريق أحد موانئ البحر المتوسط (وهو ميناء جبيل بالقرب من بيروت)، والذي عرف في النصوص اليونانية باسم "بيبلوس"، وهو اسم مشتق من الكلمة الدالة على البردي (Papyrus). وظل العرب يستخدمون ورق البردي حتي القرن العاشر حين أخذوا بالطريقة الصينية في صناعة الورق. ولا يزال ورق البردي يستخدم حالياً في مصر وخارج مصر للأغراض السياحية، وتعبيراً عن التواصل بين الماضي والحاضر.

وفي مجال الأدب (وخصوصاً أدب الحكم، والنصائح والأمثال، والأناشيد)، بلغ المصريون القدماء شأناً عظيماً حيث ترك هذا النوع من الأدب أثراً كبيراً في آسيا، فنشيد اخناتون (أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة والذي حكم في القرن 14ق.م)- هو أول فكر مصري يدعو للوحدانية التي تقوم على عبادة إله واحد هو: آتون (قرص الشمس)، ونبذ تعددية الآلهة التي كانت سائدة في مصر قبل أن يخرج اخناتون على العالم القديم بدعوته الجديدة، واختار مكاناً غير العاصمة طيبة (الأقصر حالياً)، وهذا المكان هو تل العمارنة (مركز ديرمواس، محافظة المنيا)، لكي يقيم فيه، ويدعو منه لإلهه آتون.

لقد ناجى أخناتون إلهه الجديد بنشيد رائع سجل على جدران مقبرة أحد معاونيه، وهو "آي" كبير كهنة آتون، والذي أصبح ملكاً لمصر فيما بعد. ولقد رأي الباحثون في علم الأديان المقارنة أن هناك تطابقاً يكاد يكون كاملاً بين ما ورد في النشيد وما ورد في المزمور 104 من مزامير النبي داود عليه السلام.

ولعل الفقرات التالية التي تم اختيارها من نشيد اخناتون (وهو يعدد هبات وعطايا إلهه آتون) تؤكد هذا التطابق. يقول اخناتون مخاطباً آتون:

"أنت تطلع ببهاء في أفق السماء
يا آتون الحي يا بداية الحياة
عندما تبزغ في الأفق الشرقي
تملأ كل البلاد بجمالك
إن أشعتك تحيط بكل الأراضي التي خلقتها
وعندما تغرب في الأفق الغربي.
تصبح الأرض سوداء كما لو كان كان قد حل بها الموت
ويلف الظلام كل شيء ويعم الأرض السكون
أيها الخالق لبذرة الحياة في النساء
إنك أنت الذي يعنى بالطفل في بطن أمه
لقد خلقت الدنيا كما شئت
أنت الذي يعطي الحياة لكل البلاد الأجنبية
لقد خلقت السماء البعيدة لتشرق فيها
الناس يحيون عندما تشرق، ويموتون عندما تغرب"

هكذا كانت دعوة إخناتون بمثابة الصيحة الأولي في تاريخ البشرية التي تقترب من التوحيد الذي جاءت به الأديان السماوية.

وهناك الحكم التي صدرت عن الحكيم آمون أم أوبت، والتي كانت مصدراً لسفر الأمثال، مما يؤكد فضل المصريين على العبرانيين في تكوين جانب من ثقافتهم عندما بدأوا في القرن الثالث قبل الميلاد في كتابة بعض أجزاء من كتاب العهد القديم.

وفي مجال القصة والرواية، كانت مصر رائدة بين بلدان الشرق القديم، ولا تزال قصص "سنوهي" و "القروي الفصيح" و"نجاة الملاح" وغيرها تمثل البدايات الأولي لأدب القصة والرواية في تاريخ الأدب العالمي.

وفي مجال العلوم، خطا المصريون خطوات واسعة، ففي الطب برع المصريون في فروعة المختلفة، ونعرف من الدولة القديمة أطباء متخصصين في العيون وأمراض الباطنة والجراحة، وسجلوا تفاصيل خبرتهم في هذه الفروع في كثير من البرديات الطبية. وذاعت شهرة الأطباء المصريين طوال عصور الحضارة المصرية، فالطبيب "إيمحتب" من الأسرة الثالثة (وهو نفسه المهندس الذي خطط وأشرف على بناء مجموعة الملك زوسر في سقارة). قد نال قدسية عبر العصور، حتي أنه اعتبر إلهاً، وقارنه اليونانيون بإله الطب لديهم: "إسكلبيوس". ونعرف من خلال الوثائق المصرية القديمة ووثائق الحضارات المعاصرة أن حكام بلاد النهرين وسوريا وفارس وأسرهم كانوا يفدون إلى مصر للتداوي، كما كانوا يبعثون في طلب الأطباء المصريين لمعالجتهم وللبقاء في بلاطهم أحياناً.

وفي علم الفلك بلغ المصريون درجة كبيرة، ويكفي أن نعرف أنهم عرفوا التقويم، حيث قسموا السنة إلى 12 شهراً، وثلاثة فصول، ضم كل فصل أربعة شهور. وكان عدد أيام السنة 360 يوماًً تضاف إليها أيام النسيء الخمسة. وكان رأس السنة المصرية يوافق بدء الفيضان الذي يوافق ظهور نجم الشعرى اليمانية، والذي يحدث حوالي يوم 19 يوليو في تقويمنا الحالي.
وكان المصريون أول من اخترعوا المزولة التي تحدد ساعات النهار، والساعة المائية التي تحدد ساعات الليل. وفي مجال الهندسة والعمارة فيكفي أن يقف الإنسان أمام الهرم الأكبر ليري عبقرية المهندس المصري القديم في ضبط الزوايا وفي أسلوب البناء. وليس يخفى على أحد تأثير العمارة المصرية على العمارة في الكثير من حضارات العالم القديم.

أما في مجال الموسيقى، فالثابت أن الموسيقى المصرية قد انتشرت في ربوع آسيا، ويكفي أن نعلم أن الموسيقى اليوناني "بثاجوراس" واضع أصول النوتة الموسيقية والسلم الموسيقى - قد تعلمها مصر، وأن المهاجرين من المصريين كانوا يعلمون أصول الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية التي اخترعها المصري القديم، والتي انتقلت إلى الحضارات الآخرى (كالناي، والجيتار وغيرها).

وفي مجال المسرح، كانت مصر رائدة في هذا الميدان، فمنذ آلاف السنين وأسطورة أوزير تمثل على المسرح المصري القديم، وهي تعتبر بحق أقدم مسرحيات العالم القديم، وتعلم الأغريق الكثير من المصريين في هذا المجال.

أما في مجال الفن، سواء الفنون التشكيلية كالنحت والنقش والرسم، أو الفنون الصغرى كالحلي والتمائم والأختام وأدوات الحياة اليومية، فقد بلغت آفاقاً بعيدة من الإبداع، وألقت إشراقاتها آثاراً على فنون العالم القديم، فانتشرت بعض خصائص الفن المصري في بعض مناطق الشرق كالساحل الشرقي للهند وبعض جزر الملايو.

وتأثير الفن المصري القديم في فنون حضارات غرب آسيا واضح إلى حد كبير، فقد كانت سوريا وفلسطين على صلة وثيقة بمصر منذ أقدم العصور، وعلى امتداد التاريخ المصري كله. ومنذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، توطدت علاقة مصر ببلدان أخرى في الشرق الأدنى القديم، وترك الفن المصرى بصماته في هذه البلاد، كأشور وفنيقيا وفارس والأناضول، وفي الجزيرة العربية، وخصوصاً في جنوبها في حضارتي سبأ ومعين.

وفي الزراعة يمكن للمرء أن يتبين مدى ما وصل إليه المصري القديم في هذا المجال من خلال أدوات الزراعة التي تزخر بها متاحف مصر والمتاحف العالمية، والتي تأثرت بها الكثير من الحضارات الزراعية في العالم القديم.

هذا بالإضافة إلى ما اكتسبه المصري القديم من خبرة واسعة في مجال تشييد السدود، وشق القنوات، واستصلاح الأراضي، والتي استفادت منها بعض الحضارات. وفي الصناعة أبدع المصري في صناعة أدوات الحياة اليومية والملابس والعتاد والحلي والصناعات الخشبية والمعدنية والأصباغ وغيرها.

وفي مجال الديانة والعقائد المصرية القديمة، يكفي أن بعض بلدان آسيا قد تأثرت ببعض الآلهة المصرية، كما عبد بعضها في بلاد اليونان والرومان. ومن أشهر الآلهة إيزيس التي أقيمت لها المقاصير في أماكن مختلفة في بلاد اليونان والرومان.

ويعتبر الكتاب المقدس نفحة من نفحات الشرق الأدنى القديم، فبقدر ما استمد الكثير من أصوله من بلاد النهرين، إلا أنه استلهم الكثير أيضاً من ثقافة مصر التي سادت بلاد فلسطين لآلاف السنين.

وفي مجال العادات والتقاليد تركت الحضارة المصرية القديمة بعض بصماتها في أفريقيا، إذ لا تزال بعض القبائل الأفريقية تمارس عادات مصرية قديمة، بالإضافة إلى بعض الطقوس الدينية التي تتمثل في وسيلة اختبار قدرة زعيم القبيلة على الاستمرار في إدارة شئون القبيلة، وذلك بمصارعة حيوان قوى، وعندما يصرعه الزعيم يحق له الاستمرار في قيادة القبيلة. هذا الطقس يرجع بجذوره الأولى إلى عيد "سد" أو "العيد الثلاثيني"، وهو العيد الذي كان يجري في بداية التاريخ المصري بعد انقضاء ثلاثين عاما على حكم الملك، وذلك للتأكد من سلامة الحاكم جسدياً وعقلياً، وذلك بالعدو خلف ثور لمدة محدودة، وجذبه من ذيله وإسقاطه أرضاً. وقد تغيرت طقوس هذا العيد من حيث توقيت الاحتفال وأسلوبه، واصبح الملك يكتفي بتقديم القرابين للآلهة للسماح له بالاستمرار في حكم البلاد.

وفي مجال الرياضة البدنية، كانت مصر رائدة بين حضارات العالم القديم، حيث مارس المصريون رياضات كثيرة قبل غيرهم، وتشهد على ذلك المناظر المسجلة على جدران المعابد والمقابر، ولعل أشهرها مناظر المصارعة الرومانية التي سجلت على جدران مقابر بني حسن (مركز أبو قرقاص محافظة المنيا)، والتي ترجع للدولة الوسطي (القرن 20 ق.م) وقد سجل الفنان في إحدي المقابر أكثر من 200 حركة مصارعة مختلفة. وإذا كان الرياضيون قد اعتادوا قديماً وحديثاً أن تبدأ شعلة الأولمبياد من جبل أوليمبوس في بلاد اليونان، فالواجب أن تبدأ من مصر التي عرفت الرياضة قبل اليونان بمئات السنين. وأخذ تأثير الحضارة المصرية على حضارة أوروبا يزداد يوماً بعد يوم، وقد أصاب الأوربيين الانبهار بهذه الحضارة، فخرجوا علينا بما يسمى باسم "الهوس بمصر" Egyptomania، وعبروا عن ذلك الهوس والانبهار بتقليد الحضارة المصرية في عمارتهم وفنونهم وأثاثهم وملبسهم، وفي الكثير من جوانب حياتهم. ومنذ القرن السابع عشر الميلادي والحضارة المصرية تملك على الناس عقولهم. وكان الكشف عن حجر رشيد (احدي مدن محافظة البحيرة) عام 1799 على يد الحملة الفرنسية في مدينة رشيد وفك رموز الكتابة المصرية القديمة (على يد العالم الفرنسي شامبليون عام 1822) بمثابة الشرارة التي انطلق بعدها علم المصريات (Egyptology)، وهو علم دراسة الآثار المصرية، والذي أصبح يدرس في عدد كثير من جامعات العالم، مما يعد تعبيراً عن البحث في أصول الريادة الحضارية التي نبتت في أرض مصر.

وهكذا يتضح من خلال هذا العرض الموجز أن الحضارة المصرية - بحكم عمق جذورها وريادتها وطول عمرها وإبداع عقل الإنسان المصري الذي حمل عبء هذه الحضارة – قد تمكنت من أن تترك بصمات واضحة في الكثير من حضارات العالم القديم، بل ولا تزال بصماتها واضحة في إبداعات ورثة هذه الحضارات القديمة، في معظم قارات الدينا. وتظل الحضارات المعاصرة مدينة للحضارة المصرية ببعض ما أنجزت وتنجز مادياً وروحانياً. ويتزايد عشق شعوب الأرض للحضارة المصرية يوماً بعد يوم، ولا تزال الحضارة المصرية القديمة تجذب الباحثين يوما بعد يوم ينقبون ويدرسون ليتعلموا المزيد من الجوانب الإبداعية لهذه الحضارة.

وإذا كانت الحضارة المصرية القديمة قد تركت بصمات واضحة على بعض الحضارات القديمة، ومن ثم على ورثة هذه الحضارات، فإنها قد تركت بصمات أكثر وضوحاً على جوانب مختلفة من حياة المصريين، لا تزال حية بينهم حتى يومنا هذا، فالكثير من العادات الدنيوية والدينية المصرية القديمة ورثناها بدقائقها، ولا زلنا نمارسها حتي الآن.

وأسماء قرانا ومدننا التي نتداولها الآن هي أسماء مصرية قديمة، وإذا ما أنعمنا النظر في لغتنا العربية، فإننا ندرك أن عدداً كبيراً من المفردات الفصحى والعامية ترجع بأصولها إلى كلمات مصرية قديمة. وبنظرة على الأسماء التى أطلقت على بلدنا عبر العصور القديمة، يتأكد لنا أن ما ورثناه من أجدادنا كثير، ويعبر في نفس الوقت عن تواصل بين حضارة الأجداد وحضارة الأحفاد.





يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

مصادر كتابة التاريخ المصري القديم



مصادر كتابة التاريخ المصري القديم

اعتمد مؤرخو التاريخ المصري القديم في تسجيل أحداث هذا التاريخ على المصادر الأربعة الآتية:

الآثار، والحضارات المعاصرة، وكتابات الرحالة اليونان والرومان، والكتابين السماويين" التوراة والقرآن الكريم".

الآثار

ويقصد بها ما خلفته الحضارة المصرية القديمة من تراث مكتوب وغير مكتوب؛ كالأهرامات والمعابد والمقابر وأوراق البردي واللوحات الجنائزية والتوابيت والعلوم والآداب.

أهم المصادر الأثرية :

1- اللوحات الصغيرة والصلابات ومقامع الملوك :.

وهي اللوحات الصغيرة من الحجارة أو العاج أو الأبنوس والأخشاب وقد بدأ بها المصريون في عصر ما قبل التاريخ بتسجيل الأحداث والأعمال ثم مع بداية الأسرة الأولى توصل المصريون إلى معرفة الكتابة وكتابة بعض أسماء الملوك ولكن ظلوا يسجلون أيضا بالصورة أو النقش ما يرغبون في التعبير عنه من أحداث تاريخهم أو مشاريع معينة تنسب إلى ملوكهم الأوائل مثل رأس مقمعة القتال الخاصة بالملك العقرب ث صلابة الملك تعرمر التي تعبر نقوشها علي إتمام عملية الوحدة السياسية للبلاد .

2- القوائم الملكية :

وهي تعتبر من أهم ما تقدمه الأثرية بالنسبة لأحداث تاريخ مصر وهي تلك القوائم أو مسارد الملوك التي تدون أسمائهم مرتبة ترتيبا زمنيا مع ذكر مدد حكمهم وأهم أحداث عصرهم .

ومن حسن الحظ أنه وصل إلينا بعض من هذه القوائم الملكية سليمة إلى حد ما وأكثر هذه المصادر دقة إلي ترتيب بالملوك .

-حجر بالرمو :وهو موجود بمتحف بالرمو بإيطاليا وهو عبارة عن لوحة كبيرة من حجر الديوريت الأسود حطمت غلي ستة قطع واحدة في بالرمو وأربعة في المتحف المصري وقطعة سادسة في متحف الجامعة بلندن (وهي تؤرخ ملوك من الأسرة الأولي وحتى الأسرة الخامسة ) .

- قائمة الكرنك : وجدت منقوشة في معبد الكرنك وهي من عهد تحتمس الثالث وهي تؤرخ من ملوك الأسرة الرابعة حتى عهد الملك وأسقطت ملوك عصر الانتقال الأول .

- قائمتا أربيدوس : وعشر عليها في معبد سيتي الأول ورمسيس الأول في أربيدوس كانت الأولى منقوشة علي لوحة موجودة الآن في المتحف البريطاني والقائمة الثانية موجودة مدونة علي الجدران الداخلية للمعبد .وتذكر من اسم منا حتى اسم مؤسس الأسرة التاسعة عشرة رمسيس الأول .

- لوحة سقارة : وقد عثر عليها مارييت في سقارة وذكر عليها حوالي 58 اسم ملك لم يبقي منها سوي 51 الآن وتذكر بعض أسماء ملوك الأسرة حتى رمسيس الثاني .
-بردية تورين : وهي بالهيراطيقية عهد رمسيس الثاني وتضم 300 اسما من الملوك من عصر ما قبل الأسرات وحتى الأسرة السابعة عشرة وتوجد البرزيه في متحف تورين بإيطاليا .

- لوحة الأنساب (موجودة في متحف برلين وهي قائمة كبار منف من الأسرة 22 وتنزل بالنسب إلى لأسرة 11 وتذكر حوالي 60 كاهنا وأقام اسم كل منهم الملك الذي عاصو وقد اكتفي بعض هذه القوائم بتسجيل تتابع أسماء الملوك بينما أضاف بعضها إلى اسمائهم ذكر فترات الحكم بالأعوام والشهور والأيام كما سجلت بعضهم أهم ما اشتهرت به عهودهم من منشآت خاصة وعامة وأعياد وحروب وبعثات تجارية .

وليس من شك في أن هذا المصدر هو أهم وأصدق مصادر دراسة التاريخ المصري القديم . ورغم هذا لا يمكن للباحث المدقق أن يأخذ بكل ما سجل على الآثار كحقيقة مسلم بها، لأن المصريين القدماء لم يكتبوا بقصد تسجيل الأحداث التاريخية بمفهومنا الحالي فجاء بعض ما سجلوه غير معِّبر عن الحقيقة، ونضرب مثلا على ذلك ادعاء بعض الملوك بأنهم أحرزوا نصراً حاسماً في معركة معينة على الرغم من أن المنطق والواقع والمصادر الأخرى التي تتحدث عن نفس المعركة لا يمكن أن تؤكد هذا النصر الحاسم؛ وليس أمام الباحث من طريق سوى عقد مقارنة موضوعية ليتوصل إلى الحقيقة أو ما يقترب منها.

الحضارات المعاصرة

ويقصد بها ما ورد في كتابات الحضارات المعاصرة للحضارة المصرية القديمة كالحضارات البابلية والأشورية والفينيقية والحيثية واليونانية وغيرها. وإذا كان التدقيق مطلوباً بالنسبة للآثار المصرية، فإنه واجب فيما يتعلق بما ذكرته هذه المصادر التي لم تكن موضوعية في بعض الأحوال عند تسجيل الأحداث، فترفع من شأنها إذا كانت تخدم هدفاً لهم أو تقلل من أهميتها إذا كان ذلك سيؤدي إلى الإقلال من أهمية الطرف الآخر لديهم.

كتابات الرحالة اليونان والرومان

يمثل المصدر الثالث ما ورد في كتابات الرحالة اليونان والرومان الذين زاروا مصر في فترات مختلفة ابتداء من القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن الثاني للميلاد. ويعتبر هذا المصدر أقل المصادر دقة لأسباب عدة، منها أن هؤلاء الرحالة لم يكونوا على علم باللغة المصرية القديمة عندما زاروا مصر فاعتمدوا في تسجيل الأحداث على المترجمين والوسطاء فجاءت كتاباتهم مبتورة ومشوهة ومنافية للحقائق في بعض الأحيان. ومن الأسباب أيضا أنهم زاروا مصر في فترات ضعفها أو كانت بلادهم في حالة عداوة مع مصر، ونذكر منهم على سبيل المثال "هيرودوت" و"ديودور الصقلي" و"بلو تارخ الروماني"، ويكفي أن يرجع القارئ إلى كتابات هيرودوت عن مصر ليلحظ ما فيه من التجني وعدم الموضوعية في معظم ما ذكروه عن مصر وشعبها.

بدأ الرحالة الإغريق يفدون إلي مصر اعتبارا من القرن السادس قبل الميلاد ومنذ ذلك الحين لم ينقطع وفودهم إليها والتجول في بعض أرجائها ، وقد كتب عن جغرافيتها وعادات سكانها وتقاليدهم ، وجانب من ديانتهم وتاريخهم ، تبعهم عدد من الرحالة الرومان ،

ومن اشهرهم :

1 ــ هيكاته المليتي :

نسبة إلي مليته الإغريقية بآسيا الصغرى وقد زار مصر ، ويعتبر أول من زارها من الرحالة الإغريق وكان ذلك 520 ق . م ، وضع عنها كتابا ، قيل أن هيرودوت اقتبس بعض كتابته منه .

2 ــ هيرودوت :

هو المؤرخ الإغريقي المشهور الذي لقب بأبو التاريخ ، وقد وضع هيرودوت عن مصر الجزء الثاني من كتابه العام في التاريخ ، تحدث فيه عن بعض جغرافيتها والأحداث التاريخية التي مرت به وسجل هيرودوت كل ما سمعه دون تدقيق فجاء كتابه جامعا لكثير من الحقائق بجانب العديد من الأكاذيب .

3 ــ هيكاته الابدري :

نسبة إلي بلدة ابديرا باليونان وقد وضع كتابا عن مصر بصفة عامة وقد اتسعت كتابته بروح التحيز لوطنه .

4 ــ ديودور الصقلي :

زار مصر حوالي 59 ق . م ، ووضع الجزء الأول من كتابه في تاريخ العالم ، وتحدث فيه عن العقائد الدينية والآلهة المصرية .

وتميزت كتابته باعتماده علي الكثير من المصادر ، وبحسن عرضه لأراء من سبقوه بدقة وكذلك نزوعه إلي البحث عن الحقيقة .

5 ــ سترابون :

هو العالم الجغرافي الإغريقي وقد وصف مصر ومعالمها في جزئين من كتاب له عن الجغرافيا بعد ما صحب واليها الروماني ايليوس جالوس في رحلة إلي مصر العليا مما أتاح له فرصة مشاهدة الكثير من المدن والأقاليم المصرية وما بها من الآثار الهامة .

6 ــ بلوتارك :

وهو مؤرخ روماني ، وقد كتب مؤلفا بعنوان إيزيس وأوزوريس ، كما كتب عن العقائد الدينية .
ويعد من أكثر المؤرخين القدماء أمانة في النقل .



الكتب السماوية "التوراة والقرآن الكريم"

وردت في الكتابين السماويين إشارات إلى مواقع قديمة وأحداث تاريخية. ورغم إيماننا بكل كلمة وردت في الكتابين السماويين وبإمكانية الاستفادة منها، إلا أنهما ليسا كتابين للتاريخ والتأريخ، وإنما أنزلهما الله سبحانه وتعالى للعظة والعبرة، كما لم يرد فيهما ذكر صريح لأسماء ملوك أو حكام. والواقع أن آثار المصريين القدماء تظل هي أصدق وأدق المصادر لكتابة تاريخهم، ولعلنا نشير إلى بعض الوثائق المهمة التي تركوها لنا وخصوصا القوائم التي تضمنت أسماء الملوك وهي:

حجر بالرمو

ينسب هذا الحجر إلى مدينة بالرمو عاصمة جزيرة صقلية حيث يوجد بمتحفها منذ عام 1877، والذي يؤرخ بنهاية الأسرة الخامسة أو أوائل الأسرة السادسة. والحجر عبارة عن قطعة صغيرة من حجرالشست يبلغ طولها5.43 سم، كانت جزءًا من حجر كبير سجل على وجهيه أسماء من حكموا مصر منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى الأسرة الخامسة، حيث إن آخر اسم هو اسم "نفر اير كا رع" أحد ملوك هذه الأسرة ولسبب ما تحطم هذا الحجر ولم يعثر إلا على ست قطع منه أكبرها قطعة بالرمو، وتوجد في المتحف المصري بالقاهرة أربع قطع، على حين توجد القطعة السادسة في متحف الجامعة في لندن.

لوحة الكرنك

نقشت هذه اللوحة في عهد الملك تحتمس الثالث أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة وكانت قائمة في حجرة صغيرة بجانب صالة الأعياد في معبد الكرنك، وقد نقلت إلى متحف اللوفر بباريس. تضم اللوحة أسماء 16 ملكاً من أسلاف تحتمس الثالث طُمس الأسم الأول منها وتلاه اسم الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة ثم أسماء ملوك بعض الأسرات حتى نهاية الأسرة السابعة عشرة.

لوحة سقارة

عثرعلى هذه اللوحة في مقبرة أحد الكهنة في سقارة والذي عاش في عهد الملك رمسيس الثاني ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وتوجد اللوحة في المتحف المصري بالقاهرة وتضم على وجهيها أسماء 58 ملكاً بادئة بملوك الأسرة الأولى ومنتهية برمسيس الثاني نفسه.

لوحة أبيدوس

عثرعليها في معبد أبيدوس "العرابة المدفونة حالياًّ- مركز البلينا محافظة سوهاج" وتضم اللوحة- التي ترجع لعهد الملك سيتي الأول أحد ملوك الأسرة التاسعة عشرة -أسماء 76 ملكاً مبتدئة بأسماء ملوك الأسرة الأولى ومنتهية بالملك سيتي نفسه، مع إغفال بعض الملوك من أسرات مختلفة.

بردية تورين

تنسب هذه البردية إلى مدينة تورين الايطالية حيث تحفظ بمتحفها؛ وقد ذكر أنه عثر عليها في منف وأنها وصلت إلى إيطاليا في أوائل القرن التاسع عشر، وتؤرخ البردية لعهد الأسرة التاسعة عشرة وتضم 300 اسم مبتدئة بأسماء الآلهة الذين حكموا مصر ومنتهية بأسماء ملوك الأسرة السابعة عشرة، أي نهاية حكم الهكسوس.

تاريخ مانيتون

مانيتون مؤرخ مصري قديم من مدينة سمنود في محافظة الغربية؛ كان كاهناً في عهد الملك بطليموس الثاني "فيلادلفوس 280.ق.م" الذي كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة. أخذ مانيتون هذه المهمة على عاتقه واعتمد في كتاباته على الوثائق التي خلفتها الحضارة المصرية والتي كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد بالإضافة إلى كل ما وجده في متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها؛ ولسوء الحظ فقدت النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون أثناء حريق مكتبة الإسكندرية، ولم يصلنا من هذا التاريخ إلا مقتطفات نقلها بعض المؤرخين، ومنهم على سبيل المثال المؤرخ اليهودي "يوسيفوس" الذي حاول أن يرفع من شأن بني جنسه ذاكراً أنهم هم الهكسوس الذين غزوا مصر بعد انهيار الدولة الوسطى. ومن المؤرخين كذلك المؤرخ الإفريقي "جوليوس" الذي نقل في مؤلفه بعض أسماء الملوك التي كانت مدونة في تاريخ مانيتون الأصلي.

نصوص الأنساب

ويقصد بها النصوص التي تحكي نسب عائلة معينة، وقد انتشرت عادة تسجيل النسب في العصور المتأخرة المصرية، وترجع أهميتها إلى أنها تساعد على معرفة تتابع بعض الملوك التي عاشت أسر أصحاب هذه النصوص في عهودهم. ومن أشهر هذه الأنساب، نسب كاهن عاش في الأسرة الثانية والعشرين، نقش على لوحة من الحجر محفوظة بمتحف برلين. وقد ذكر الكاهن أسماء 60 جداًّ وأمام اسم كل منهم الملك الذي عاصره. هذا ولا يمكن الاعتماد التام على هذه النصوص إلا بعد مقارنتها بالمصادر الأخرى للتأكد من دقة ما ورد فيها من معلومات؛ وإذا كانت كل هذه المصادر السبعة لا تسجل إلا حياة الملوك كما هو الحال بالنسبة لنقوش المعابد والمقابر الملكية، فإن ففأنن نقوش مقابر الأفراد في العصور المختلفة والتي توجد في مناطق متعددة تحوي الكثير من النقوش والمناظر التي تصور الطبقة المتوسطة وطبقة العمال والفلاحين. وهذه الآثار على كثرتها في مصر وفي المتاحف الأجنبية لا تعني أنه قد تم كتابة كل فصول التاريخ المصري القديم، وسد كل الثغرات فيه لأن تراب مصر لا يزال يخفي الكثير من الكنوز التي سيؤدي الكشف عنها إلى إعادة كتابة بعض فصول هذا التاريخ.





يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

الفلك والعلوم الفرعونيه



الفلك والعلوم الفرعونيه

الرياضيات
القياس
الفلك
المصنفات الطبية
السحر
الزراعة
اقتصرت الموضوعات العلمية التي اهتم بها المصريون القدماء علىالرياضيات والفلك والطب والكيمياء وما وجدناه يدل على التطور والرقي الذي وصل إليهالمصري القديم في هذه العلوم وكانت الدقة من أهم صفات المصري القديم التي مكنتهبجانب العلم من عمل هذه الصروح على أسس علمية صحيحة.
الرياضيات:
ما تمأكتشافه عبارة عن مسائل رياضية وتمارين حسابية وحلولها النموذجية ولكننا لا نجدنظريات ولا قواعد ومثال على ذلك ما وجدناه في بعض البرديات مثل بردية " رند" حيثوجد فيها جدول لقسمة الأعداد الفردية على 2 وبعض المسائل الحسابية مثل :-
-قطعة أرض مستديرة قطرها 9 خت (قراريط) أوجدمساحتها.
-وعاء مستدير ارتفاعه 9 أذرع وقطره 6 أذرع ما كمية الحبوب التيتملؤه؟
القياس:
كان عيار الكيل هو:-
بوشل ( البوشل مكيال للحبوب يساوي 8 جالونات تقريباً أي 32 لتراًونصف لتر)
أما بالنسبة للسوائل كانت هناك أكيال ذات مسميات أخرى، ولكن لمنستطع مساواتها بأي الوحدات الموجودة حالياً .
ولقياس الأطوال استخدموا نوعين هما:-
الذراع الملكي (الطويل) يساوي 52.3 سم وكان يستخدم فيالمعمار.
والثاني هو الذراع العادي ( القصير) يساوي 45 سم.
أما في المسافات استخدموا وحدة تسمى الوحدة النهرية تساوي 10305 كمأي 20 ألف ذراع.
أما في المساحات والأوزان :-
فكانت وحدة المساحة هي:- مست جات =100 ذراع مربع 2/3 أكر (الأكر = 4آلاف متر)
أما وحدة الوزن هي:-الدبن = 91 جرام
قياس الزمن:
كان قياس الزمن بالسنوات حيث كانت السنة تتكون من 12 شهراً كل شهر 30 يوماً والشهر 3 أسابيع كل أسبوع10 أيام وفي نهاية السنة كان يضاف 5 أيام مكملةليصبح عدد أيام السنة 365 يوماً .
كما وقسمت السنة إلي 3 فصول كل منها 4 أشهر هي:-
فصل الفيضان ، فصل الشتاء ، فصل الصيف .
وكان اليوم 24 ساعة يتساوى فيها عدد ساعات الليلوالنهار. كذلك كان طول الساعة الزمنية يختلفحسب الفصول. ولقياس الزمن استخدموا المزاولوالساعات المائية وكان يصاحب الساعة المائية تدريج لتعديل طول الساعة الزمنية حسبالأشهر.
الفلك:
عني المصريون بدراسة الفلك وساعد على ذلك مناخ مصر الجاف حيث تخلوالسماء من الغيوم إلا في القليل النادر من ثم تكون دراسة السماوات سهلةميسرة. وكانت مواضع المجموعات ومساراتالكواكب معروفة وذلك لان عمليات الرصد بدأت في وقت مبكر.
وكانت أهم مجموعتين من النجوم هما :نجوم الدب الأكبر السبعة و التيكانت معروفة بالنجوم الخالدة أما المجموعة الثانية فهي : اريون (ساحو) والذي كانيعتبر معبودا. وأهم النجوم التي عرفوها هوالنجم الشعري (سيروس ) أو سوتيس، و تكمن أهميته أن ظهوره كان دليلا على الفيضانوكان يحتفل بظهوره في الفجر في الصيف كعيد ديني وكانوا يعتبرون هذا النجم روحالايزيس، وهناك أسطورة تقول ان الدموع التي تسكبها ايزيس عند الذكرى السنوية لموتزوجها اوزوريس هي التي تأتي بالفيضان..
وكانت هناك نصوصا وجدت على توابيت من الأسرة 9 وعرفت هذه النصوصباسم التقديم القطري أو ساعة النجوم القطرية ، وهذه النصوص تعطي اسماء الديكونات (أي النجوم التي تظهر كل 10ايام وقت شروق الشمس واحصوا منها 36 نجما) وكانت هذهالنصوص توضع علي مقبرة الميت لمساعدته على تمييز أوقات الليل والنهار، وقد تطورتهذه النصوص بعد ذلك فأصبحت اكثر دقة . (كما في مقبرة رمسيس السادس). كما وجد في مقابر بعض ملوكالدولة الحديثة تمثال لرجل جالس معه شبكة من النجوم، ووجد أيضا في النصوص المرافقة ( المتعلقة باليومين الأول والسادس عشر من كل شهر) مواقع للنجوم عن كل ساعة : نجمفوق الأذن اليسرى ثم نجم فوق الأذن اليمنى وهكذا دواليك.
بالنسبة لمواقع الأبراج فإنها دخلت في الأرصاد الفلكية المصرية فيالعصريين البطلمي واليوناني.
أما بالنسبة للسنة ومدتها فقد استبعد الفلكيون السنة القمريةالمكونة من 360 يوما ولكن مع الاحتفاظ بتقسيم السنة إلى 12 شهرا يضم كل منها 30يوما ثم أضافوا 5 أيام زائفة ليجعلوا السنة تتفق مع الحقائق الفلكية وقد كان هناكتقويمان في العصر الفرعوني هما: التقويم المدني (الرسمي ) والتقويم الشمسي (الفلكي) .
والتقويم الرسمي تتكون فيه السنة من 365 يوما ولا توجد سنوات كبيسةبمعنى أن السنة كانت تفقد يوما كل 4 سنوات وقد ارتبط هذا التقويم بحادثة فلكيةواحدة وهي الشروق السنوي للنجم (سيروس أو سيريوس) مع شروق الشمس نفسها ( شروقاًشمسيا) وقد تم تحديد هذا اليوم حسب التقويم اليولياني ( نسبة إلي يوليوس قيصر) وهويوم 19 يوليو.
أما بالنسبة للتقويم الفلكي (الشمس) فهو يتكون من 4/1 365 يوما لذاكان يضاف يوما كل أربع سنوات للتقويم مما جعل بمرور الوقت السنة الرسمية (المدنية) تسبق السنة الفلكية بشهر كل 120سنة
كما نجد التقويمين يتطابقان كل 1460 سنة لمدة 4 أيام .
وكان التقويم الفلكي يستخدم في الزراعة وتحديد الأعياد الدينية وقدقام أحد اليونانيين (يدعى سنسورنيوس ) باستنتاج تاريخين لسنتين حدث فيهما شروقاًشمسياً للنجم سيريوس أيام الفراعنة ، كما وصلت إلينا نصوص تذكر أيام الشروق الشمسللنجم سيريوس .
وتكمن أهمية هذه التواريخ في معرفة أزمنة حكم الملوك الذين حدثأثناء حكمهم شروق شمسي للنجم سيريووس بفضل النصوص التي وصلت إلينا بتلك الفترة . Egypt.Com - منتدي مصر
المصنفات الطبية:
من المعروف أن المصري القديم عمل بالطب وقام بتشريح جسم الإنسان وعالج كثيرا من الأمراض وكتب طريقة علاجها .
والمصنفات الطبية التي وصلت إلينا مدونة على ورق البردي منها ثلاثةيرجع تاريخها إلي عهد الأسرة 12 وهي من أقدم البرديات.
ونجد بعضها مكتوب بالخط الهيروغليفي وليس كالهيراطيقي كما هو معتاد ( وهذا يدل على أنها تم تأليف الهيراطيقية قبل زمن كتابتها بوقت طويل) وهذا الجزءيتناول موضوع علاج تصلب الأطراف وهناك جزء أخر يحتوي على تعاويذ ووصفات لحالاتالحمل والحضانة.
وعلى الرغم مما وصلوا إليه في مجال الطب كان السحر أيضا من الأموراللازمة للعلاج لدى قدماء المصريين حيث كانوا يعتقدون أن معظم الأمراض تسببهاالشياطين ،لذا كان الدواء يستخدم بمصاحبة التعاويذ .
وكانت الأدوية تحتوي على شحوم الحيوانات ودمائها وعلى النباتاتوالأعشاب والعسل والسوائل المعروفة. كما قاموا بصناعة المراهم التي كانت تخلط بالعسل أوالشحم الحيواني مثل دهن الاوز. كما مارس المصريون أيضاً الجراحة وبرعوا فيها لكنهم لميلجئوا إليها إلا في علاج الإصابات .
وعثر على بردية ثانية وهي بردية (ادوين سميث) وهذه البردية تشرحالاستخدام الصحيح للجراحة في علاج جروح الرأس والصدر، كما عثر أيضاً على برديةثالثة و هي بردية ( ايبرس بليبزج) وهذه البردية بها معلومات عن العلاجات الجراحيةعن البقاليل والأكياس المائية الناجمة عن الحروق وأيضا عن أمراض النساء والتوليدألا ترى معنا أن المصري القديم درس وتعمق في مجالات كانت معقدة وغامضة وصعبة علىالأمم القديمة ورغم كل هذا أجادها المصري القديم وبرع فيها.
السحر:
كان المصريون القدماء مثل كافة الأمم القديمة يؤمنون بالسحر، و وجودالقوى الخفية التي كانت تتحكم فيهم ، لذا فقد مارسوا السحر وأجادوه . وقد كان السحر بأشكاله المختلفة يدخل في كثير من موضوعاتالأدب المصري القديم .
كما أننا نجد أن المصريين أفردوا برديات كاملة للتحدث عن السحرالخالص ، كما نجد مدونات تتضمن رقيات ضد الأمراض والنوازل. وقد جعل المصريون القدماء خاصية سحرية لكليوم من أيام السنة تجعله يوم سعد أو يوم نحس أو بين بين ، لذا فقد قاموا بوضع تقويملأيام السعد والنحس للرجوع إليها وقت الحاجة.
ونجد في إحدى البرديات مجموعة من الأحلام مع تأويلاتها (تفسيرها) ، ويبدأ كل حلم منهابـ"إذا رأي إنسان نفسه في حلم" وبعد ذلك وصف مقتضب للحلم ثم عبارة توضح إذا كانالحلم جيد أم سيئ وأخيراً تفسير الحلم .
مثال:
إذا رأي إنسان نفسه في حلم يأكل لحم حمار ، جيد ، يعني ترقيته
جالساً على شجرة ، جيد ، يعني زوال كل أمراضه.
يحدق في جب عميق ، سيئ ، يعني وضعه في السجن.
يأكل بيضة ، سيئ ، يعني تلف ممتلكاته فلا يمكن إصلاحها.
ومن هذه البردية نجد أن المصريين مارسوا تأويل الأحلام واخترقوا نفسالحالم وفسروا ما يراه في الحلم.
وكانت المشاكل تعالج باستشارة العراف ، كما كانت وظائف الدولةالكبرى حتى وظيفة الملك تشغل أحياناً عن طريق الوحي الهابط على أحد المتنبئين،والمنازعات بين المتخاصمين كانت تفض عن طريق العرافين ويوجد الكثير من البرديات فيذلك الشأن . لكننا لانريد التعمق فيها لأنها قد تؤدي إلي التشتت.
ويوجد أيضاً احجبة طويلة تحتوي على لفائف صغيرة من البردي بها نصوصغامضة للوقاية من أنواع البلايا. وقد استمر السحر الفرعوني حتى بعد اندماج مصر فيالإمبراطورية الرومانية.
وقد كان المصري القديم يستخدم السحر في ضروريات الحياة ، حيث اعتقدأنه يصرف الزوبعة والعاصفة ويحمي في الصحراء ضد السباع وفي الماء يحمي ضد التماسيح، وفي كل مكان في مصر يحمي ضد الثعابين والعقارب، ولذا فقد زودت أهرامات الملوكالقدماء بالرقي ضد هذه الأخطار.
كما كان السحر يساعد عند الولادة ويتلى عند إعداد الأدوية ويحاربجميع السموم والجروح والأمراض ، كما يحارب الذين يأتون بالأمراض وهم الموتى، حيثكان يعتقد أن الموتى الأشرار يتركون مقابرهم ويتربصون بالشر ،ولذا فقد كان المصريونالقدماء يستخدمون الرقي للحماية من هذه ال Egypt.Com - منتدي مصرمخاطر وكانت الأم تعلق تميمة لطفلهاالصغير لحمايته.
الزراعة:
كان اكتشاف الزراعة من أهم الأمور التي غيرت مجرى حياة المصريالقديم لأن الإنسان بذلك انتقل من حياة الصيد والقنص إلي حياة الزراعة ، أي تحولالمصري من حياة التجوال إلي حياة الاستقرار والإقامة . وترجع بداية عصر الزراعة إلي نحو8000 أو 10000سنة مضت ( أي منذ العصر الحجري الاخير). وكما هو معروف فإن حضارة مصر كانت حضارة زراعية وكانتأموال الفلاح المصري خيراً من أحوال أي فلاح في الأمم الأخري.
ولكن في نفس الوقت كانت حياته شاقة إلا أنه كان يحصد ثمارعمله والفضل في ذلك الوضع المرضي كان للنيل ثم للمناخ المستقر، حيث كان على المصريالقديم مع تجدد الفيضان أن يحرث الأرض ثم يبذر البذور ثم يتعهد المحصول برعايته حتىيتم حصاده
4وكانت بداية السنة الزراعية عقب انحسار مياه الفيضان وبعد ذلك يبدأتمهيد الأرض بسرعة قبل الزراعة حتى لا تجف الأرض وتتصلب، وكانت هذه العملية تشمل : تنظيف قنوات الري وإزالة الحفر وإعادة تخطيط الأراضي ووضع علامات حدود الحقول .
وكان هذا العمل الضخم يحتاج لجهود جماعية لذلك كانت العمالة تسخرإجبارياً إذا لزم الأمر. وكان هذا العمل حتمي مما جعل المصريون يعتقدون بأنهاضرورة في الحياة الأخرى، ومنذ الدولة الوسطى اصبح المتيسرون يضعون تماثيل الاوشباني (تمثال وكيل عنه) كما ذكرنا من قبل لينوبوا عنهم في الحياة الأخرى.
وبعدعملية التمهيد كانت زراعة المحاصيل تبدأ وكانوا في بعض الأحيان يستخدمون الترعوالقنوات في الري ولكن الغالب كانوا يتركون المحاصيل حتى تنضج دون مزيد من الري ،ثم في الدولة الحديثة تم إدخال نظام الري المستديم ،وكان موسم حصاد المحاصيل هو فصلالربيع الذي كان ينتهي عادة في نهاية شهر مايو، ثم تترك الأرض بوراً لمدة شهرين قبلمجئ الفيضان الجديد أما إذا كانت الأراضي عالية كانت تروى بالشادوف الذي يرفع الماءوالشادوف من آلات الري الخفيف ولا يصلح للري الشامل للحقول .
أما أهم المحاصيل فكانت: الحبوب ، والكتان ، ومن أمثلة الحبوبالايمر (القمح البري) والشعير بالإضافة إلي القمح العادي، وكان الشعير يستخدم فيصناعة الخبز وفي إنتاج الجعة . أما الكتان فقد كان من المحاصيل المهمة وكان يزرع للحصولعلى ألياف لصنع الأقمشة الكتانية التي تعرف باسم التيل ، كما كان نبات البردي منأهم المحاصيل للكتابة.
وقد استخدم المصريون في حرث الأرض المحراث أما التربة الصلبة التيلا يصلح معها المحراث فقد كانتتكسر بالفئوس والمعازق. وعند الحصاد كانت الحبوب تضمباستخدام مناجل خشبية ثم تجمع في سلال كبيرة ثم تنقل إلي المخازن على ظهر الحميروبعد ضم الحبوب كانت تجري عمليتا الدرس والتذرية ثم التخزين.
وبالنسبة للدرس كانت الماشية تقوم بدرس الحبوب وعملية الدرس تعنيفصل الحبوب عن القش وأثناء الدرس كانت السنابل الميتة تستبعد .
أما عملية التذرية كانت تتم باستخدام مراوح خشبية حيث كان الهواءالذي ينتج من هذه المراوح يقوم بتضريب الحبوب وأخيراً كانت الحبوب الصافية تنقل إليالصوامع لتخزينها.
وبعد تمام الحصاد كان لابد من تسديد الضريبة ، وكانت أرض مصر كلهامن الناحية النظرية ملكاً للفرعون ولكن كانت هناك أراض ملك أفراد . حيث كان الفرعون يهديها للمعابدوالنبلاء وبعض الأفراد لذا فقد وجب على هؤلاء تسديد الضرائب.
وبالإضافة إلي المحاصيل المهمة التي تم ذكرها كان هناك محصولانمهمان الذان يستخرج منهما الزيت والنبيذ (وهما في الحقيقة من الصناعاتالاستخراجية). وقد كان الزيت يحل محل الحبوب في المقايضة كما كان يستخدم في الطبخوالإضاءة وصناعة العطور والمراهم والتحنيط . وكان الزيت يستخرج من ثمار اليابروع ومن الخس والخروعوبذور الكتان والهجليج (البلانوس ) والسمسم والفجل أما النبيذ كان يستخرج من العنبوالبلح.
وكان من نتائج الزراعة تربية المواشي والطيور واستئناسها حيث لمينحصر اهتمامهم بها من أجل الطعام فقط ولكن كانت لها أهمية في الأغراض التعبديةوالطقوس الدينية حيث كانت التضحيات تقدم يومياً ، و بالإضافة إلي المواشي ثم تربيةالحيوانات الصحراوية كالمها والظباء وكانت المواشي توشم (لتمييزها) بأداة وشم علىهيئة قرنين وقد كان الفلاح المصري يفخر بماشيته، أما الطيور فقد كان الإوز منالطيور التي استؤنست بالإضافة إلي الطيور البرية .وقد كان صيد الطيور رياضة تمارس عنطريق استخدام عصاه الصيد المعقوفة. . أما القطط فكانت وظيفتها إجفال الطيور حتى يسهلصيدها.
و بانتهاء الزراعة نكون قد انتهينا من جزء العلوم المصرية القديمة،و التي أوضحت أن حضارة مصر كان عمادها العلوم والمعرفة.





يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

الخميس، 30 يناير 2014

الأرصاد الفلكية المصرية



الأرصاد الفلكية المصرية

عني المصريون بدراسة الفلك وساعد على ذلك مناخ مصر الجاف حيث تخلوالسماء من الغيوم إلا في القليل النادر من ثم تكون دراسة السماوات سهلةميسرة. وكانت مواضع المجموعات ومساراتالكواكب معروفة وذلك لان عمليات الرصد بدأت في وقت مبكر.
وكانت أهم مجموعتين من النجوم هما :نجوم الدب الأكبر السبعة و التيكانت معروفة بالنجوم الخالدة أما المجموعة الثانية فهي : اريون (ساحو) والذي كانيعتبر معبودا. وأهم النجوم التي عرفوها هوالنجم الشعري (سيروس ) أو سوتيس، و تكمن أهميته أن ظهوره كان دليلا على الفيضانوكان يحتفل بظهوره في الفجر في الصيف كعيد ديني وكانوا يعتبرون هذا النجم روحالايزيس، وهناك أسطورة تقول ان الدموع التي تسكبها ايزيس عند الذكرى السنوية لموتزوجها اوزوريس هي التي تأتي بالفيضان..
وكانت هناك نصوصا وجدت على توابيت من الأسرة 9 وعرفت هذه النصوصباسم التقديم القطري أو ساعة النجوم القطرية ، وهذه النصوص تعطي اسماء الديكونات (أي النجوم التي تظهر كل 10ايام وقت شروق الشمس واحصوا منها 36 نجما) وكانت هذهالنصوص توضع علي مقبرة الميت لمساعدته على تمييز أوقات الليل والنهار، وقد تطورتهذه النصوص بعد ذلك فأصبحت اكثر دقة . (كما في مقبرة رمسيس السادس). كما وجد في مقابر بعض ملوكالدولة الحديثة تمثال لرجل جالس معه شبكة من النجوم، ووجد أيضا في النصوص المرافقة ( المتعلقة باليومين الأول والسادس عشر من كل شهر) مواقع للنجوم عن كل ساعة : نجمفوق الأذن اليسرى ثم نجم فوق الأذن اليمنى وهكذا دواليك.
بالنسبة لمواقع الأبراج فإنها دخلت في الأرصاد الفلكية المصرية فيالعصريين البطلمي واليوناني.
أما بالنسبة للسنة ومدتها فقد استبعد الفلكيون السنة القمريةالمكونة من 360 يوما ولكن مع الاحتفاظ بتقسيم السنة إلى 12 شهرا يضم كل منها 30يوما ثم أضافوا 5 أيام زائفة ليجعلوا السنة تتفق مع الحقائق الفلكية وقد كان هناكتقويمان في العصر الفرعوني هما: التقويم المدني (الرسمي ) والتقويم الشمسي (الفلكي) .
والتقويم الرسمي تتكون فيه السنة من 365 يوما ولا توجد سنوات كبيسةبمعنى أن السنة كانت تفقد يوما كل 4 سنوات وقد ارتبط هذا التقويم بحادثة فلكيةواحدة وهي الشروق السنوي للنجم (سيروس أو سيريوس) مع شروق الشمس نفسها ( شروقاًشمسيا) وقد تم تحديد هذا اليوم حسب التقويم اليولياني ( نسبة إلي يوليوس قيصر) وهويوم 19 يوليو.
أما بالنسبة للتقويم الفلكي (الشمس) فهو يتكون من 4/1 365 يوما لذاكان يضاف يوما كل أربع سنوات للتقويم مما جعل بمرور الوقت السنة الرسمية (المدنية) تسبق السنة الفلكية بشهر كل 120سنة
كما نجد التقويمين يتطابقان كل 1460 سنة لمدة 4 أيام .
وكان التقويم الفلكي يستخدم في الزراعة وتحديد الأعياد الدينية وقدقام أحد اليونانيين (يدعى سنسورنيوس ) باستنتاج تاريخين لسنتين حدث فيهما شروقاًشمسياً للنجم سيريوس أيام الفراعنة ، كما وصلت إلينا نصوص تذكر أيام الشروق الشمسللنجم سيريوس .
وتكمن أهمية هذه التواريخ في معرفة أزمنة حكم الملوك الذين حدثأثناء حكمهم شروق شمسي للنجم سيريووس بفضل النصوص التي وصلت إلينا بتلك الفترة




يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

الفلك عند الفراعنه



الفلك عند الفراعنه

الفلك عند الفراعنه
ان ما دفع بقدماء المصريين للاهتمام بالنجوم و الاجرام الكونيه هو ربطهم بعباداتهم حيث عبدوا الشمس و اطلقوا عليها اسم (رع) وقد تصوروها وهي محموله على قارب وتسبح في الفضاء الذي اطلقوا عليه اسم (شو) وقد اعتقدوا ان الشمس عندما تغيب في الأفق الغربي ويحل الظلام تنزل الى العالم السفلي وأسموه (دات) ويأتي نائبه القمر واطلقوا عليه الاله (تحوت). وقد كانت الحضارات القديمه تقدس الانثى وانها المحتوى للخلق لذلك جعلوا منها آلهة للكون وتجلت هذه النظره عند قدماء المصريين حيث مثلوا الارض وهي على شكل رجل مستلقي على بطنه اسمه الاله(جب) وكل شي في الارض من احياء وجماد على ظهره، وتصوروا السماء امرأه منحنيه محيطه بالارض ترتكز على اطراف اصابع يديها وقدميها واطلقوا عليها الآلهه (تحوت) حيث يحملها اله الفضاء شو. ابتكر الفراعنه ادوات بسيطه للرصد الفلكي وتحديد مواقع الاجرام الفلكيه، وكانت اهم آله اعتمدوا وهي عباره عن اداتين تستخدم من قبل راصدين اثنين، فالأداة merkht عليها هي (المركت) الأولى عبارة عن غصن بلح قصير وسميك من احد طرفيه حيث يوجد في الطرف السميك شق رفيع، اما الأداة الثانيه فهي عباره عن مسطره ذات شاقول وهو خيط رفيع مربوط في اسفله قطعه من الرصاص حتى يشد الخيط ليصبح عاموديا، و تحمل بشكل أفقي. وطريقة استخدام المركت هو ان يقوم شخص بالجلوس بإتجاه الشمال و الآخر بإتجاه الجنوب بالنسبة للراصد، وتحدد الساعات عندما يجتاز النجم الخيط العامودي في المسطره الأفقيه بحيث تمر بالقلب او بالعين اليسرى او اليمنى او في اي جزء من جسم المشاهد فمثلا يقال ( النجم أري فوق العين اليسرى للمشاهد الساعه الثالثه). اما في النهار فقد استخدموا المزوله الشمسيه (قياس ظل عامود مثلا) لتحديد الوقت. كان قدماء المصريين اول الحضارات التي قسمت السنه الى (360) يوم، حيث قسموا السنة الشمسيه الى ثلاثة فصول كل فصل يتألف من أربعة شهور، وقد اطلقوا على الفصل الأول الفيضان او (قحط) والفصل الثاني هو (بيرث) او فصل الشتاء ويعني انزياح الماء من الاراضي، واطلقوا على الفصل الثالث الصيف أو (شمو) ويعني شح المياه. وكانو يطلقون على السنين التي تمر عليهم رموزا خاصه تدل على الحاكم في تلك السنين.وقد حسبوا أيضا ايام السنه الشمسيه عن طريق شروقين متتاليين لنجم "الشعرى اليمانيه" وهي ألمع نجم في كوكبة (الكلب الأكبر) . وكان سبب اهتمامهم بهذا النجم انه يرتبط بموعد فيضان نهر النيل حيث تتساقط الأمطار الموسمية على مرتفعات الحبشة فتتدفق السيول نحو النيل فيرتفع منسوب المياه فيحدث الفيضان السنوي، وقد توقف حدوث الفيضان في الوقت الحاضر بسبب بناء السد العالي جنوب مصر. لذلك لاحظ الفراعنه ان الفيضان يحدث عند شروق نجم الشعرى اليمانيه فاتخذوها ساعه كونيه واحد اهم الأسس في التقويم الفرعوني لتحديد موعد قرب حدوث الفيضان، والغريب ان نجم الشعرى اليمانيه يرتفع عن الأفق الشرقي درجه واحده فقط عند شروق الشمس خلال فترة الفيضان مما يجعل رصدها صعب بسبب الشمس مما يجعل رصدها صعبا وقد أثار ذلك استغراب العلماء في الوقت الحالي. كما استخدم الفراعنه ايضا السنه القمريه وعرفوا الشهر القمري من خلال شروقين متتاليين للهلال و قسموا السنه القمريه الى اثنا عشر شهرا، وقد اعتمدوا على التقويم القمري ليحددوا موعد الطقوس و المناسبات الدينيه حيث في كل سنه قمريه ثلاثة عشر عيدا رسميا ودينيا. اهتم الفراعنة بالنظر الى السماء و مراقبة النجوم ربما بسبب صفاء الجو معظم ايام السنه حيث رصدوا النجوم و المجموعات النجميه كالشعرى اليمانيه (لأهميته في تحديد وقت الفيضان) واطلقوا تسميات وتصورات خاصه بهم على المجموعات النجميه حيث تصورا (الدب الأكبر) Big Dipper على شكل رجل ممدود الذراعين على شكل عربه يجرها حصان و شبهوا كوكبة الدجاجه Cygnus وغيرها من المجموعات النجميه. أيضا اهتموا بالنجوم و اطلقوا على النجوم المحيطه بنجم الشمال بالنجوم الخالده, ومن احد اسباب اهتمامهم بها هو ان بعضها يمثل الفردوس لأرواح ملوك الفراعنه. واهتموا ايضا بالكواكب السياره الخمسة التي تشاهد على شكل نجوم لامعة واطلقوا عليها (النجوم التي لا ترتاح ابدا) بسبب حركتها المستمره بين النجوم وقد اطلقوا على كوكب المريخ (الحوري الأحمر ) واطلقوا ايضا على المشتري (بالنجم الثاقب) وزحل (حورس الثور) وقد اطلقوا ايضا على الزهره وعطارد (بنجمتي الصباح )عند ظهورهم في الصباح و (نجمتي المساء) عند ظهورهم بعد الغروب. ولقد كانت أرصادهم دقيقه للغايه حيث يتجلى ذلك في تعامد اشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبي سنبل بأسوان مرتين في السنه. التعامد الأول يحدث في يوم مولده وهو 22 فبراير و التعامد الثاني يحدث في 22 اكتوبر وهو يوم تتويجه للعرش. ظن الناس منذ فتره ان الاهرامات هي فقط عباره عن مقابر لحفظ جثث الفراعنه وممتلكاتهم وقد تبين بعد ذلك انها صممت لأهداف اخرى واول من بدأ قصة الاكتشاف شاب بلجيكي هو روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس الدينيه لقبائل الداغون يدعى (لغز الشعرى اليمانيه)The Sirius Mystery حيث درجوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا النجم. وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا بالمراصد الفلكية الكبيرة، و الغريب في الأمر انه كيف استطاعوا تحديد هذه المده بالذات، هل يعقل ان تكون صدفة .. لا أحد يعلم؟!!! لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا الفرعونيه وتوقع انه يكتنفها العديد من الأسرار، وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه (خوفو ، خفرع، منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او (حزام الجبار) وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفه في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم (دلتا الجبار) يقل لمعانه عن النجمين الآخرين و ايضا ينحرف عن مستواهما وعندما اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما من الهرمين الآخرين اضافه لإنحرافه عن مستواهما وبذلك بدت الصوره مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار مما يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, و يستدل على ان الموضوع ليس مصادفه من خلال ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل و نجوم النطاق تقع غرب نهر المجره (الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما. ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل اكتشفوا ان الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجره مما يدل على ان نهر النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كانت درب التبانه تشاهد وكأنها تقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه بهذا الشكل. ولقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبتدأ من غرفة الملك وتنتهي بسطح الهرم، حيث وجدت فوهتين في غرفة الملك خوفو واثنتين ايضا في غرفة الملكه، احدى هاتين الفوهتين في غرفة خوفو تتجه جنوبا بإرتفاع 45 درجه تماما و الأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه، اما فوهات الملكه فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجه و نصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه. وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عباره عن مسالك للتهويه و لكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرها حيث الخلود. لذلك عندما نظر بدوي خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى (فرجينيا تمبل) التي درست تغير اماكن النجوم نتيجة ترنح الاعتدالين وهي حركه بطيئة تتغير فيه مواقع النجوم الظاهرية في السماء بدرجه واحده كل 70 سنه فوجدت ان زمن ميلاد الأهرامات اي قبل حوالي 2450 سنه كانت الفوهه الجنوبيه في غرفة الملك خوفو تتجه نحو حزام الجبار او بالأخص نجم (زيتا الجبار) والغريب بالأمر ان الهرم نفسه يطابق موقع هذا النجم, مما يدعم نظرية ان بناء الاهرامات تتطابق مع نجوم النطاق، و ايضا تتجه الفوهه الشماليه الى نجم الفا التنين (الثعبان) الذي كان النجم القطبي زمن الفراعنه وقد تغير موقعه بسبب الحركه الترنحيه للأرض. وقد وجد الباحثون ان الفوهة الجنوبيه في غرفة الملكه تتجه نحو نجم (الشعرى اليمانيه )، والفوهه الشماليه في غرفة الملكه فتتجه الى نجم بيتا الدب الأصغر(كوشاب) وهو ألمع الفرقدين. وليس أهرام الجيزه فقط التي تصور السماء بل ايضا الأهرامات الأخرى كهرم ابو رواش الذي يقع شمال الجيزه يمثل نجم كابا الجبار وهرم زاوية العريان الذي يمثل نجم غاما الجباروهو ما يسمى عند العرب بــ( الناجذ) و الهرم الأحمر الذي يمثل نجم الدبران وايضا الهرم المنحني الذي بجانبه ويمثل نجم (ابسلون الثور) او مايسمى عند العرب بــ (القلائص).
عندما درس علماء الآثار الأهرام المصريه وجدوا فيها العديد من الأمور الغريبه و المدهشه في نفس الوقت وممكن تلخيصها في عدة نقاط وهي:


1) الجهات الأربع لهرم خوفو يتجه الى الجهات الرئيسيه الأربع بشكل غايه في الدقه تفوق دقة اتجاه بعض المراصد العالميه.


2) لو اخذت المسافه بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم وقسمناها على الف سيكون الناتج 2138 وهو عدد السنين التي سبقت ميلاد النبي عيسى عليه اثناء بناء الأهرامات.


3) نسبة مجموع وزن حجارة الهرم الى كتلتها يماثل نسبة مجموع وزن الأرض الى كتلتها.


4) الظل الساقط من هرم خوفو يتحرك في كل يوم مقدار درجه واحده( بسبب انتقال موقع الشمس الظاهري في كل يوم مقدار درجة واحده) ولو حسبنا مقدار هذه الدرجات لوجدنا ان الظل يكمل 365 مره في السنه وهو عدد ايام السنه الشمسيه.

يعد علم الفلك من اقدم العلوم البشرية على الاطلاق، وتطور مع تطور معرفة الانسان بالطبيعة التي هو جزء منها، اذ ان ذكاء الانسان وعقله المفكر والمبدع الذي يتميز به سائر المخلوقات على الارض، جعله يفكر في السماء واجرامها المختلفة، فادرك مدى عظمتها وروعتها. في العصور القديمة، حيث عاش الانسان الاول في الكهوف المظلمة، وعندما يحل الظلام، وتظهر النجوم البراقة اللامعة بالوانها ولمعانها، والقمر المنير الذي يضيء له الارض ليلا، او ان يقع حدث فلكي طبيعي مثل خسوف القمر، او كسوف الشمس، او ظهور مذنب لامع يحتل مساحة واسعة من السماء بطول ذيله، فيظن بان ذلك نذير شؤم، او اشارة الى موت ملك عظيم، او نزول كارثة متوقعة، كل ذلك شد اهتمام الانسان بالسماء واشغل تفكيره وخياله. وهكذا كانت السماء قد استعمرت عقل الانسان بشكل متواصل منذ القدم، واخذ يتابع رصد النجوم والاجرام السماوية الاخرى ليلا بعد ليل.

وكان قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيلة طويلة يتوسطها نهر النيل الذي ينبع من نهر أعظم يجري حولها تسبح فوقه النجوم الآلهة. والسماء ترتكز علي جبال بأركان الكون الأربعة و تتدلى منها هذه النجوم.

لهذا كان الإله رع يسير حول الأرض باستمرار. ليواجه الثعبان أبوبي (رمز قوى الظلام الشريرة) حتى يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء. وهناك يهزم رع ويسقط, فيحل الظلام. وفي الصباح ينتصر رع علي هذه القوي الشريرة ويستيقظ من جهة الشرق. بينما حورس إله القمر يسير بقاربه ليطوف حول العالم. وكان القمر بعتبر إحدي عينيه. و يلاحقه أعداؤه لفقيء هذه العين بإلقائها في النيل وينجحوا مجتمعين في هذه المهمة فيظلم القمر. لكن الإله رع يهب لنجدة عين حورس (القمر) ويعيدها لحورس.

وتمكنوا منذ 3000 سنة ق.م. بالقيام بالرصد الفلكي وقياس الزمن وتحديده من خلال السنة والأشهر. وبنوا الأهرامات أضلاعها (وجوهها) متجهة للجهات الأربع الأصلية. ومن خلال هذا نجدهم قد حددوا الشمال الحقيقي. والفلك الفرعوني لم يهتموا به عكس بلاد الرافدين ولاسيما بالدورة القمرية. واهتموا بالشمس لأنها كانت ترمز للإله رع.

وفي احدى الرسومات يصور المصريون السماء على انها بقرة عظيمة, حُليت بطنها بالنجوم, وتحتها يقف الاله شو (اله الفضاء) ويرفعها بذراعيه.

ايضا تصور المصريون الشمس وحركاتها كأنها عجل ذهبي, في الصباح يولد من رحم بقرة السماء, ويكبر خلال النهار الى ان يصبح ثورا في المساء, فيلقح امه لكتي تلد شمساً جديدة في الصباح التالي.

وتصوروها أيضا بأنها جُعل يدفع الشمس نحو السماء, كما يفعل الجعل بدحرجة كرة من الروث امامه.

وتصوروها أيضا بأنها امرأة لها طفل يكبر خلال النهار, وفي المساء يصير كهلا ويختفي بعد الغروب في العالم السفلي.

لعل إيمان المصري بالبعث والخلود بعد حياة مؤقتة وموت مؤقت، لأكبر دليل على شغف الإنسان المصري بالملاحظة؛ فهو الذي لاحظ أن الشمس تشرق ثم تغيب، ثم تشرق من جديد؛ وأن القمر يسطع ثم يأفل، ثم يضيء من جديد؛ وأن النيل يفيض ثم يغيض، ثم يفيض من جديد؛ وأن النبات ينمو ثم يحصد، ثم ينمو من جديد.

دائرة البروج الفلكية بمعبد دندرة (zodiac)

ولابد أنه وهو مشغول بدنياه وأخراه قد أخذ يتأمل في بعض الظواهر الفلكية التي يعايشها، كتعاقب الليل والنهار، وحركة الشمس في السماء في وقت النهار، واختفائها في الليل الذي يضيئه القمر بشكل متغير، بالإضافة إلى لألاءِ بعضِ النجوم.

كما عايش الظروف المناخية المتغيرة، بين شمس ساطعة قوية، وبرد قارص، فترك ذلك تأثيره الواضح على حياته، ليبحث في فترة عن مأوى يقيه من وهج الشمس، وفى فترة أخرى يبحث عن شمس ساطعة تمنحه بعض الدفء.

وما أن عرف المصري الزراعة حتى ارتبط بقدوم الفيضان، وسعى لتحديد موعد بداية كل عام، ومن ثم تحديد الدورة الزراعية.

فهكذا كان الواقع يعكس لنا حقيقة أن المصري القديم كان يمتاز عن باقي أمم العالم القديم بقوة ملاحظته، وميله إلى الأشياء العملية والعلمية، وبعده عن الفلسفة ونظرياتها إلا في الإطار الديني في الأغلب، كما نرى ذلك في بحوثه في علوم الرياضيات، والطب، والهندسة، وغيرها.

التقـويم

لما كانت النجوم تتألق في سماء مصر الصافية في حسن لا يحيط به الوصف، فإن أنظار سكان وادي النيل لابد وأن تكون قد اتجهت إليها منذ العصور الباكرة جداً.

ومع أن المصريين لم يقدموا لها فروض العبادة بوصفها آلهةً كما كان الحال في بلاد "بابل" و"آشور"، إلا أنهم ربطوا البعض منها بأرباب معينة، فصار نجم "الشِّعرَى" مثلاً (والمسمى "سوتيس") يعد روحاً للمعبودة "إيزة" (إيزيس)، وصار النجم "أوريون" روحاً للمعبود "حور" (حورس).

اسماء الشهور بمصر القديمة

بيد أنه إلى جانب هذه النظرة ذات النزعة الدينية للنجوم، فقد كوَّن المصريون في الدولة الحديثة -إن لم يكن قبل ذلك بعصر طويل- مبادئَ علم فلك حقيقي؛ فقد حاولوا من ناحيةٍ أن يتعرفوا طريقتهم في السماوات بعمل خرائط للأبراج أملاها عليهم الخيال؛ فأتت خرائط يقتصر تمثيلها بطبيعة الحال على جزء صغير من السماء. ومن جهةٍ أخرى اصطنعوا جداول غريبة بيَّنوا فيها مواقع بعض النجوم. ولقد كان الغرض العملي الذي يهدفون إليه من وراء ذلك هو تحديد الوقت، وقياس الزمن.

وتزخر المصادر المصرية القديمة بالكثير من الأدلة التي تبرز معرفة المصريين بعلم الفلك، وقدرتهم على استخدام هذا العلم في الكثير من جوانب حياتهم. ولقد لعبت الشمس كجرم سماوي دوراً كبيراً في معتقدات المصريين، وفي حياتهم العملية.

فلقد اهتدى علماء مدينة "أون" (عين شمس) إلى معرفة وابتداع التقويم الشمسي الذي نفذوه وبدءوه فيما يبدو منذ حوالي 2773 قبل الميلاد، واحتسبوا أيام السنة على أساس 365 يوماً، وقسموها إلى اثني عشر شهراً، ضمَّنوا كل شهر منها ثلاثين يوماً، ثم اعتبروا الأيام الخمسة الأخيرة أعياداً تحتفل فيها الدولة بمولد الأرباب: "أوزير" (أوزيريس)، و"إيزة" (إيزيس)، و"ست"، و"نبت حت" (نفتيس)، و"حور" (حورس)؛ وهي الأيام التي عرفت باسم (أيام النسيء الخمسة)، والتي تحتفظ بها السنة الزراعية "القبطية" حتى الآن.

اسماء الأيام إلى اليوم السابع والعشرين

والظاهر أن المصريين القدماء كانوا قد اهتدوا إلى تقويم سنوي قبل التقويم الشمسي، وهو الذي يمكن أن يعرف اصطلاحاً بالتقويم النيلي، وهو التقويم الذي يبدأ ببداية وصول الفيضان إلى منطقة بعينها من الأماكن ذات الأهمية السياسية أو الدينية، وهي فيما يبدو منطقة توسطت مدينتي "أون" (عين شمس، والمطرية)، و"إنـب حـچ" (منف)، وتقرب من (جزيرة الروضة) الحالية.
ولقد اهتدى المصريون قبل التقويم الشمسي إلى التقويم النيلي، أو التقويم الذي يبدأ ببداية وصول فيضان النيل إلى منطقة معينة ذات أهمية سياسية أو قيمة حيوية. وإذا كان المصريون قد اهتدوا إلى التأريخ بالشهور قبل عهده (وهذا مؤكد)، فهو تاريخ اعتمد على الدورة القمرية الشهرية التي يمكن ترسيم بدايتها ونهايتها في يسر وسهولة.

وطوال احتفالهم بوفاء نيلهم بقدوم الفيضان، لاحظ قدماء المصريين شيئا فشيئاً أن هذا الحدث (فجر وصول فيضانه) يقترن بظاهرة سماوية معينة بعينها، وهى استمرار ظهور نجم "الشَّعرَى اليمانية" ذي الضوء الساطع، والذي اعتبروه أنثى، وأطلقوا عليه اسم "سوبدة" (سوبدت). ولما استقرت هذه الظاهرة في أذهانهم، أصبحوا يترقبونها عن قصد، وأطلقوا على هذا النجم اسم "جالبة الفيضان".

وقد اعتبروا خلال التاريخ المصري جميعه يومَ بدء فصل الفيضان - الذي يوافق بزوغ نجم "الشعرَى اليمانية"، وظهوره في الفجر المبكر (حوالي 19 يوليو من التقويم الحالي) - بمثابة أول يوم، في أول شهر، في أول فصلٍ من فصول السنة الثلاثة، وهو فصل الفيضان"آخت"، وعدّوا هذا اليوم (يوم رأس السنة).

طريقة المصري القديم لتحديد الشمال المغناطيسي

ثم حسب الفلكيون المصريون القدماء ما بين كل طلوعٍ صادقٍ وطلوعٍ صادقٍ آخر للنجم "سوبدة"، فوجدوه 365 يوماً، ووجدوه يتضمن اثني عشر شهراً قمرياً، وكسوراً لا تصل إلى نصف شهر؛ فأكملوا العدة الخاصة بكل شهر قمري ثلاثين يوماً، وتبقت عندهم خمسة أيام احتسبوها نسيئاً وأعياداً؛ واعتبروا السنة ثلاثة فصول، وقسموها كالتالي:

- اولاً (Ax.t، آخـت)، وهو: (فصل الفيضان):ويبدأ من منتصف شهر يوليو، وحتى منتصف نوفمبر. ويتم فيه بذر الحبوب، أي أن هناك ربط بين كلمة "آخت" بمعنى "الأفق"، وفصل "آخت"؛ وذلك على أساس أن عملية بذر الزرع تشبه بزوغ الشمس من الأفق. ويضم فصل "الفيضان" أربعة أشهر، أسماؤها كما وصلتنا في القبطية هي: (تحوت، باؤفي، أتحير أو حتحور، كحوياك

-ثانياً (prt ، پـرت)، وهو (فصل خروج النبت من الأرض): وهو يوازي فصل الشتاء.ويبدأ من منتصف شهر نوفمبر، وحتى منتصف مارس. ويظهر فيه خروج الزرع بالكامل من الأرض، أي أنه (فصل الإنبات). ويضم فصل (بذر البذور) أربعة أشهر، أسماؤها كما وصلتنا في القبطية هي: (طيبي، مخير، فمنوث، فرموتي.

- ثالثاً (Smw ، شمـو)، أي: (فصل التحاريق"، أو: فصل الصيف):ويبدأ من منتصف شهر مارس، وحتى منتصف يوليو. ويتم فيه نضج النبات وحصاده، وتصاب فيه الأرض بالجفاف. ويضم فصل (جـني المحصـول) أربعة أشهر، أسماؤها كما وصلتنا في القبطية هي: (پـاخونس، پـيني، إپـيفي، مسوري.

وكان من المتوقع أن تتم هذه الخطوة البارعة في عصر نشيط نزع أهله إلى التجديد، إلا أنه من المؤسف أن المصريين لم يسجلوا شيئاً عن مراحل هذه الخطوة في حينها، أو في عهد آخر من عهود الدولة القديمة، أو في عهد الملك "زوسر"، ولكنهم أرّخوا بالفصول والشهور الإثني عشرة بالفعل بعد عهد "زوسر".

غير أن هذه الخطوة - التي يغلب أن المصريين ربطوا بينها وبين دورة الشمس، كما ربطوا بينها وبين دورة نجم "الشِّعَرَى اليمانية"، وقسموا الشهور على أساسها إلى اثني عشر شهراً، وسبقوا بها شعوب العالم القديم جميعاً - لم تكن بغير نقيصة تؤخذ عليها.

والجدير بالذكر أنه عندما قسم المصريون القدماء الشهور إلى اثني عشر شهراً - قد سبقوا في ذلك العالم القديم كله. فهم قد احتسبوا سنتهم 365 يوماً، وليس 365 يوماً وربع يوم؛ حيث كان من شأن ربع اليوم أن يصبح يوماً كل أربع سنوات، ويصبح شهراً كل 121 عاماً وربع عام تقريباً. وبمعنى آخر كان من شأن بداية السنة الشمسية (أو الشعرية) أن تتأخر عن البداية الفعلية للفيضان شهراً بعد كل 121 عاماً وربع العام، ثم لا تعود لتتفق معها إلا بعد أن يبلغ الفارق بينهما حولاً كاملاً، بعد 1456 عاماً.

ولم تتكرر ظاهرة الاتفاق بين البدايتين (بداية السنة، وبداية الفيضان) غير ثلاث مرات منذ أن بدأ المصريون توقيتهم، في عام 2773 قبل الميلاد (وهو عام البداية)، وعام 1317 ق.م. (وهو عام تولي الملك "سيتي الأول")، ثم عام 139م. وقد سجل هذه المرة الأخيرة الكاتب الروماني (CENSORINUS)، وأثبت فيها أن النجم "سوبدة" قد ظهر في موعده.

والظاهر أن المصريين قد أدركوا هذا الفارق، ولكنهم لم يعملوا على تلافيه إلى أن أشار قرار "كانوب"(أبو قير)-الذي أصدره مجمع الكهنة المصريين عام 237 قبل الميلاد - إلى اتجاه النية إلى إضافة يوم إلى (أيام النسيء الخمسة)؛ وذلك حتى لا تأتي أعياد الشتاء في فصل الصيف نتيجة لتغير الشمس يوماً كل أربع سنوات، وحتى تصبح أعياد الصيف الحالية أعياداً شتوية في المستقبل كما كانت في الماضي.

غير أن هذا التجديد لم يستمر، ولم يعدل التقويم بصورة علمية إلا في عهد الامبراطور الروماني "أغسطس" (عام 30 ق.م) حين ظهر (التقويم الـچولياني)، وأصبح العام بمقتضاه 365 يوماً وربع.

وليس أدل على أن المصريين القدماء قد برعوا في رصد الشمس من أنه كان في مدينة "عين شمس" كاهن لمراقبة حركة الشمس يعرف باسم "ور ماءاو"، أي: (كبير الرائين). وكان من بين كهنة المعابد كهنة لمراقبة سير النجوم.

وتزخر مقابر المصريين ومعابدهم ووثائقهم البردية بمناظر سماوية، وذلك من منطلق أن غالبية الكائنات الدينية والجنائزية قد اعتبرت بصورة أو بأخرى كائنات كونية. فمثلاً ربة السماء "نوت" اعتقد المصريون أنها تنشر جسدها السماوي الممتلئ بالنجوم فوق الأرض، وبهذا يمكنها أن تحمى المعابد.

وفي (نصوص الأهرام) ما يؤكد إيمان المصريين بأن الموتى يمكن أن يولدوا من جديد على هيئة نجوم قطبية، الأمر الذي أدى إلى تصوير عدد من النجوم على أسقف وجدران غرف وحجرات الأهرامات التي دونت بها نصوص الأهرامات. ومن بين تعاويذ (نصوص الأهرام) ذلك النداء الموجّه للربة "نوت" بأن تعطي المتوفى بجسدها حتى يتمكن من أن يتبوأ مكانه بين نجوم السماء التي لا تفنى، وبذلك يحظى بحياة أبدية.

طقس (شد الحبل)، التى تحدد موقع نجم "أوريون" (الدب الأكبر) باستخدام أداة المعرفة "مرخت" (mrxt)، والتي تشبه في وظيفتها آلة (الإسطرلاب)، وهي أداة تحديد النجوم

إن الثقافة الفلكية للكهنة والمعماريين المصريين يمكن أن يستدل عليها من الأمثلة المبكرة من الأسرة الثانية لطقس (pD Ss ، پـچ شس)، أي: (طقس شد الحبل)، والذي يمثل أول خطوات تأسيس المعبد وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وهو الطقس الذي ظهر لأول مرة على كتلة جرانيتية من عهد الملك "خع سخموي" (الأسرة الثانية، 2686 ق.م)؛ حيث تعتمد هذه الطريقة على تحديد موقع نجم "أوريون" (الدب الأكبر) باستخدام أداة المعرفة "مرخت" (mrxt)، والتي تشبه في وظيفتها آلة (الإسطرلاب)، وهي أداة تحديد النجوم.

وكانت هذه الآلة تصنع من الفرع الأوسط من أوراق سعف النخيل. وبهذا يتم تحديد أساسات الأهرامات ومعابد الشمس مع الاتجاهات الأصلية الأربعة. ومن بين النصوص التي سجلت على هذه الآلة (مرخت): "أنا أعرف قدوم الشمس والنجوم كل إلى مكانه".

وكان يتم تحديد ساعات الليل، وذلك أثناء مرور بعض النجوم عبر الخط الرأسي، حيث يحدد مكان النجوم حسب وضعها بالنسبة لجسم الكاهن الذي يقوم بهذه المهمة، وتدوّن القراءات في قوائم تقسم على مربعات، حيث تظهر فيها صورة الكاهن جالساً تحيط به النجوم.

والمعروف أن الكلمة المصرية القديمة الدالة على (الساعة) كانت تخصص بنجم، مما يؤكد أن حساب ساعات الليل كان يرتبط برصد النجوم.

وتدل مناظر وضع أساسات المنشآت المصرية القديمة والطقوس الدينية المتصلة بها على أن جميع عمليات البناء (وخصوصاً بالنسبة للمنشآت الدينية) كانت تبدأ برصد النجوم، ليتمكنوا من معرفة الاتجاه الصحيح للمعبد الجاري تشييده، وكذلك الأهرامات، وغيرها.

ولقد تعرف المصريون القدماء على بعض الظواهر الطبيعية السماوية، فرصدوا الخسوف والكسوف، ويقال أن كاهناً مصرياً قام بالشرح لجنود "الإسكندر" المذعورين عن سبب ظاهرتي الخسوف والكسوف.

ومن أقدم النصوص المرتبطة بالفلك هي التقويمات أو (الساعات النجمية) المرسومة على أغطية التوابيت الخشبية، والتي ترجع للدولة الوسطى (القرن 20 ق.م).

وتتكون هذه التقويمات من ست وثلاثين مجموعة تتضمن قوائم مجموعات النجوم الستة والثلاثين، والتي تنقسم إليها سماء الليل. وكانت كل مجموعة ترتفع فوق الأفق عند الفجر لفترة تستغرق عشرة أيام، وكان أكثرها لمعاناً نجم "سوبدت" (الشِّعَرَى اليمانية)، والذي تطابق ظهوره مع ظهور فيضان النيل الذي كان يمثل حدثاً فلكياً هاماً.

وقد ربط المصريون بين "سوبدة" (جالبة الفيضان)، وبين الربة "إيزة"، زوجة "أوزير" رب الفيضان. ويحتمل أن هذا الربط هو الذي أدى إلى التقليد الشعبي بتسمية ليلة الفيضان باسم (ليلة النقطة)، أي: الليلة التي بكت فيها "إيزة"، وأراقت الدموع على زوجها الفقيد "أوزير"، فجرى الفيضان على إثر هذه الدموع.

وبالإضافة إلى الساعات النجمية في الدولة الوسطى، فقد استخدم لاحقاً نظام النجوم في تصاوير المقابر والمعابد، بدءاً من مقبرة "سننموت" في "طيبة" الغربية 1460 ق.م، والسقف النجمي في (الأوزيريون) في "أبيدوس" 1290 ق.م. ومقبرة "رعمسيس الرابع" 1150 ق.م في "وادي الملوك" تتضمن نصوصاً فلكية تصف مدة السبعين يوماً التي تقضيها كل مجموعة نجمية في العالم السفلي.

وأما عن رصد المصريين القدماء للنجوم، فتذكر (متون الأهرام) أنها كانت تنقسم إلى نوعين:

- "النجوم التي لا تفنى" (إخمو سك: Ixmw sk)، أي التي تكون ظاهرة بشكل دائم في السماء.
- "النجوم التي لا تتعب" (إخمو ورس: Ixmw wrs)، وهي (النجوم السيّارة).

وقد استطاع المصريون -على الأقل منذ الدولة الوسطى- تمييز خمسة من هذه (النجوم السيارة)، وتصويرها كربة تبحر في قوارب عبر السماء، وهي:

- المُشترَى: "حور الذي يحدد القطرين".
- المرِّيخ: "حور الأفق"، أو: "
- عَطارد: معبود ارتبط بالمعبود "ست".
- زُحَل: "حور، ثور السماء".
- الزهرة: "الذي يعبر"، أو: "رب الصباح".

وقد رأينا أسقف العديد من المقابر الملكية في "وادي الملوك" مزينة بمناظر سماوية؛ ففي مقابر "رعمسيس" (الخامس، والسابع، والتاسع) -والتي تعود إلى النصف الثاني من القرن الثاني عشر ق.م- توجد مجموعة مكونة من أربعة عشر كائناً جالسين يمثلون نجوماً كانت تسمح بمرور الزمن من خلال النجوم عبر السماء.

وسائل قياس الزمن

وقد عرف المصريون وسائل قياس الزمن، فهناك ساعات الليل، وأخرى للنهار. ومن بين وسائل قياس ساعات الليل (الساعة المائية)، والتي يرجع أقدم مثال لها لعهد الملك "أمنحتـپ الثالث"، والتي عثر عليها في معبد "الكرنك". وهي على شكل إناء من الحجر، به ثقب بالقرب من القاعدة، صورت على سطحه الخارجي مناظر فلكية، بينما قسم السطح الداخلي إلى خطوط أفقية تحدد المستوى الذي وصلت إليه المياه في شكل ساعة، وتقسيمات رأسية تحدد كل شهر من السنة.

الساعة المائية القديمة

كما قيست ساعات النهار بأنواع أخرى من الساعات تعتمد أساساً على الظلال بتحديد اتجاهها أو طولها أثناء النهار؛ حيث لاحظ المصري أن طول الظلال (أثناء ساعات النهار) يختلف حسب فصول السنة.

الساعة النجمية. على تابوت خيتى بأسيوط

ومنذ الدولة الحديثة شغلت المناظر الفلكية مساحات كبيرة من أسقف العديد من المعابد ومقابر الملوك والأفراد، وهي مناظر تمثل المجموعات النجمية، والأجرام السماوية، والكواكب، والأشهر القمرية، وساعات الليل والنهار؛ ولعل أشهرها تلك التي تضمها مقبرة "سيتي الأول" في "وادي الملوك"، ومعبد "رعمسيس الثاني" في غرب "طيبة"، ومقبرة "سننموت" مهندس الملكة "حتشبسوت"، وغير ذلك.

حساب الزمن

قد عرف المصريون وسائل حساب الزمن، فهناك ساعات الليل، وأخرى للنهار. ومن بين وسائل قياس ساعات الليل (الساعة المائية)، والتي يرجع أقدم مثال لها لعهد الملك "أمنحتـپ الثالث"، والتي عثر عليها في معبد "الكرنك". وهي على شكل إناء من الحجر، به ثقب بالقرب من القاعدة، صورت على سطحه الخارجي مناظر فلكية، بينما قسم السطح الداخلي إلى خطوط أفقية تحدد المستوى الذي وصلت إليه المياه في شكل ساعة، وتقسيمات رأسية تحدد كل شهر من السنة.

كما قيست ساعات النهار بأنواع أخرى من الساعات تعتمد أساساً على الظلال بتحديد اتجاهها أو طولها أثناء النهار؛ حيث لاحظ المصري أن طول الظلال (أثناء ساعات النهار) يختلف حسب فصول السنة.

ومنذ الدولة الحديثة شغلت المناظر الفلكية مساحات كبيرة من أسقف العديد من المعابد ومقابر الملوك والأفراد، وهي مناظر تمثل المجموعات النجمية، والأجرام السماوية، والكواكب، والأشهر القمرية، وساعات الليل والنهار؛ ولعل أشهرها تلك التي تضمها مقبرة "سيتي الأول" في "وادي الملوك"، ومعبد "رعمسيس الثاني" في غرب "طيبة"، ومقبرة "سننموت" مهندس الملكة "حتشبسوت"، وغير ذلك.

الحسابات الفلكية - من مقبرة "سننموت" في "الدير البحري"

والواقع أن أساس الفلك المصري كان يرتكز في معظمه على النجوم، مما يدل على روح قوة الملاحظة العملية التي كانت تميز المصري القديم في كل أعماله.

وأخيراً، فلولا أن الكهنة المصريين قد أحاطوا علومهم بسياج من السرية، وصبغوها دائماً بالرموز الغامضة، لأمكننا استخلاص الآراء والنظريات العلمية التي كان لهم السبق فيها، وخصوصاً بعد أن امتزجت حضارة اليونانيين بحضارتهم.

رسم مأخوذ من الألبوم النابوليونى لزودياك إسنا الصغير

وقد عرف المصري القديم حساب المثلثات، وتفوق في علمي الهندسة والرياضيات، واستفاد من مزج هذه العلوم بمعارفهم الفلكية، والدليل على ذلك قائم حتى الآن، ويعد من عجائب الدنيا السبع، ألا وهو (الهرم الأكبر) الذي يعتبر عملاً من الأعمال الهندسية المعجزة في التاريخ الإنساني.


الأبراج السماوية

دائرة البروج الفلكية بمعبد دندرة (zodiac)

أما الأبراج السماوية (zodiac)، فلم تظهر إلا في العصر البطلمي، ولعل أقدم مثال لها ذلك الذي ظهر في معبد "إسنا" من عهد الملك "پطلميوس الثالث" (حوالي 200 ق.م). وتوالى ظهورها في معابد "دندرة"، و"إدفو"، و"كوم أمبو"، و"فيلة" وغيرها. ومن بين الأبراج: (الحَمَل، والثور، والقوس، والعقرب، والسرطان، والأسد، والجَوزاء).

تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.

أسماء البروج

النجوم

رصد المصريين القدماء النجوم، فتذكرلنا (متون الأهرام) أنها كانت تنقسم إلى نوعين:

- "النجوم التي لا تفنى"
(إخمو سك: Ixmw sk)، أي التي تكون ظاهرة بشكل دائم في السماء.
- "النجوم التي لا تتعب"
(إخمو ورس: Ixmw wrs)، وهي (النجوم السيّارة).
- المُشترَى: "حور الذي يحدد القطرين".
- المرِّيخ: "حور الأفق"، أو: "حور الأحمر".
- عَطارد: معبود ارتبط بالمعبود "ست".
- زُحَل: "حور، ثور السماء".
- الزهرة: "الذي يعبر"، أو: "رب الصباح".

وقد رأينا أسقف العديد من المقابر الملكية في "وادي الملوك" مزينة بمناظر سماوية؛ ففي مقابر "رعمسيس" (الخامس، والسابع، والتاسع) - والتي تعود إلى النصف الثاني من القرن الثاني عشرقبل الميلاد - توجد مجموعة مكونة من أربعة عشر كائناً جالسين يمثلون نجوماً كانت تسمح بمرور الزمن من خلال النجوم عبر السماء.

الحسابات الفلكية - من مقبرة "سننموت" في "الدير البحري"

والواقع أن أساس الفلك المصري كان يرتكز في معظمه على النجوم، مما يدل على روح قوة الملاحظة العملية التي كانت تميز المصري القديم في كل أعماله.
وأخيراً، فلولا أن الكهنة المصريين قد أحاطوا علومهم بسياج من السرية، وصبغوها دائماً بالرموز الغامضة، لأمكننا استخلاص الآراء والنظريات العلمية التي كان لهم السبق فيها، وخصوصاً بعد أن امتزجت حضارة اليونانيين بحضارتهم.

دائرة البروج الفلكية بمعبد دندرة (zodiac)

وقد عرف المصري القديم حساب المثلثات، وتفوق في علمي الهندسة والرياضيات، واستفاد من مزج هذه العلوم بمعارفهم الفلكية، والدليل على ذلك قائم حتى الآن، ويعد من عجائب الدنيا السبع، ألا وهو (الهرم الأكبر) الذي يعتبر عملاً من الأعمال الهندسية المعجزة في التاريخ الإنساني.

الشهور

أما عن أسماء الشهور المصرية، والتي تُعزى إلى مصر قديماً، وتُعرف الآن باسم (الأشهر القبطية)، فقد أُخذت أسماؤها من أعياد قديمة كانت تقام للمعبودات التي اقترنت بها، وهي:

فصول السنة. معبد دندرة

- (أيام النسيء الخمسة).
- ثم الشهور "توت" (تحوت Thoth)؛ و"بابـه"؛ و"هاتور" (أتحير Athyr، أو" حتحور)، و"كيهك"؛ ويتألف من هذه الأشهر (فصل الفيضان).
- ثم "طوبة" (طيبي Typi)، و"أمشير" (مخير Mechir)؛ و"برمهات" (فمنوث Phamenoth)])، و"برمودة" (فرموتيPharmouti)، ويتألف من هذه الأشهر (فصل النبت).
- ثم "بشنس" (پـاخونسPakhons)؛ و"بئونة" (پـينيPayni)؛ و"أبيب" (إپـيفي Epiphi)؛ ومسرَى (مسوريMesore)؛ ويتألف من هذه الأشهر (فصل الصيف).

وقد حفلت البرديات المصرية في العصر الروماني بمعلومات كثيرة عن الفلك، ومن أهم هذه البرديات برديتا "كارلسبرج" (الأولى، والتاسعة)، واللتين تؤرخان بالقرن الثاني الميلادي، واللتين تأثرتا بالمناظر الفلكية الواردة على مقبرة "سيتي الأول".

ولا يفوتنا أن نذكر أن أسماء الشهور الزراعية (الأشهر القمرية المسماة بالأشهر القبطية)، والتي لا زلنا نأخذ بها في الزراعة في زمننا الحالي، إنما هي أسماء مصرية قديمة



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

علم الفلك اقدم العلوم البشرية

علم الفلك اقدم العلوم البشرية

يعد علم الفلك من اقدم العلوم البشرية على الاطلاق، وتطور مع تطور معرفة الانسان بالطبيعة التي هو جزء منها، اذ ان ذكاء الانسان وعقله المفكر والمبدع الذي يتميز به سائر المخلوقات على الارض، جعله يفكر في السماء واجرامها المختلفة، فادرك مدى عظمتها وروعتها. في العصور القديمة، حيث عاش الانسان الاول في الكهوف المظلمة، وعندما يحل الظلام، وتظهر النجوم البراقة اللامعة بالوانها ولمعانها، والقمر المنير الذي يضيء له الارض ليلا، او ان يقع حدث فلكي طبيعي مثل خسوف القمر، او كسوف الشمس، او ظهور مذنب لامع يحتل مساحة واسعة من السماء بطول ذيله، فيظن بان ذلك نذير شؤم، او اشارة الى موت ملك عظيم، او نزول كارثة متوقعة، كل ذلك شد اهتمام الانسان بالسماء واشغل تفكيره وخياله. وهكذا كانت السماء قد استعمرت عقل الانسان بشكل متواصل منذ القدم، واخذ يتابع رصد النجوم والاجرام السماوية الاخرى ليلا بعد ليل.

الفلك في حضارة وادي الرافدين
تميّزت حضارة وادي الرافدين بكونها اكثر الحضارات القديمة تقدماً في علم الفلك، وقد درس الباحثون المتخصصون في علم الفلك هذه الحضارة وقدّموا كثيراً من المعلومات الفلكية القيمة التي فاقت بها الحضارات المعاصرة لها. عندما يتحدث الباحثون المتخصصون في علم الفلك والحضارات القديمة يقولون إن حضارة العراق القديمة تعدّ اهم حضارة فلكية في التاريخ القديم، وقد أكد هذه الاهمية اكثر من باحث علمي، يقول الاستاذ طه باقر: من الأمور التي أجمع عليها مؤرخو العلوم أن اسس علم الفلك، مثل الرياضيات، قد وضعت في حضارة وادي الرافدين قبل نحو4000 سنة. وحين تتحدث الكاتبة الفرنسية "مارغريت روثن" عن علم الفلك الرافديني تقول: إن من بين سائر العلوم التي أنشأها البابليون واستخدمها الكلدانيون يحتل علم الهيئة مكاناً مرموقاً، لا يعلو فوقه سوى الرياضيات. وتقول أيضاً: تظهر اللوائح واليوميات المدوّنة بموجب الرصد روحاً علمية حقه. غير ان المعارف التي وصلتنا لا تبيّن لنا بأن البابليين ـ الكلدانيين توصلوا إلى شرح هذه الظواهر وفق نظم الفيزياء، انما ظلت منوطة إلى آخر الأمر بمفاهيمهم الدينية التي كان علم الفلك خاضعاً لها، فبقيت النظريات الفلكية عرضاً وصفياً. والذي لا ريب فيه أن الفلك والتنجيم يتداخلان في هذه الحضارة كما في سائر الحضارات القديمة الأخرى.
فعلم الفلك عند اهل بلاد الرافدين ذو طبيعة دينية تنجيمية، يقول هاري ساكز: تنص قصة الخليقة بشكل خاص على ان الارض هي القسم المقابل للسماء، ولذا فان أي حدث في السماء لابد أن يكون له مقابل على الارض. ويتحدث هاري ساكز عن علاقة الفلك بالتنجيم في وادي الرافدين بقوله: ومن الأمور المسلم بها بصورة عامة ان علم الفلك نشأ عن التنجيم، غير أنّ الأدلة من بلاد بابل لا تؤيد هذا الاستنتاج بصورة جلية، ومن المؤكد ان بعض الارصادات الفلكية الاولى قد استخدمت لتزويد المادة لقراءة الطالع. غير ان الاستاذ "طه باقر" يؤكد ان التنجيم كان من التائج الثانوية لعلم الفلك حيث نشأ هذه العلم من الحاجات لضبط الفصول والتقويم والزمن وقياسه وحسابه. لقد لعب تقدمهم في الرياضيات دوراً مهماً في تطوير المعلومات الفلكية وجعلها علماً منظماً دقيقاً ولاسيما انهم في عصورهم المتأخرة -منذ القرن السادس قبل الميلاد- استبدلوا الرصد المباشر للاجرام السماوية بالحسابات الفلكية فنشأ الفلك الرياضي وبلغ اوج تقدمه في العصر السلوقي في العراق -القرن الرابع قبل الميلاد- حيث دخلت الحسابات الأرضية في الفلك. لقد اهتمت حضارة وادي الرافدين بالاجرام السماوية التي تستطيع رصدها بالعين المجردة، ومن التلال وببضعة ادوات فلكية بسيطة، كالنجوم والكواكب السيارة والشمس والقمر والظواهر الكونية الواضحة. ولا شك أن الهدف لم يكن علمياً بالمعنى العلمي المنهجي، لكن هذا الاهتمام أنتج في الاثناء فلكاً وارصاداً سماوية جمة.
ويذكر الباحثون ان اهم ما خلف لنا سكان وادي الرافدين من انجازات مهمة هو "نظام العد الستيني" فقد جعلوا الوحدة الكبيرة في العد هي (الستين)، فقسّموا الدائرة إلى 360 درجة، وقاسوا الزوايا بالدرجات والدقائق والثواني وهذا النظام فاق النظام العشري ببعض الميزات ولا سيما في الحسابات التي تضمّ الكسور التي كانت أيسر قمسة، لان الترقيم ستين يقبل القسمة على عدد كبير من الارقام: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 10، 12، 15، 20، 30. لقد كان ابناء العراق القدامى راصدين متقدمينً جيدين، يعتقد الباحثون في تاريخ العلوم أنه ليس هناك دليل ـ في الوقت الحاضر ـ على وجود ارصاد فلكية منظمة في الالف الثالث قبل الميلاد، وان اقدم الامثلة المعروفة لمثل هذه الارصادات جاء من عهد الملك (امي صادوقا) احد ملوك سلالة بابل الأولى. وجداول (الزهرة ـ امي صادوقا) هي الواح طينية تحتوي على ارصاد خاصة بالزهرة أجريت زمن الملك امي صادوقا، وهي من أهم الأرصاد الفلكية المدونة الواصلة الينا من العهد البابلي، وهي تتحدت أساساً عن شروق الزهرة وغروبها. وقد اخذت على الاكثر لقراءة الطالع ومن خلال هذه الارصاد عرف البابليون اول ظهور الزهرة وآخر ظهور لها، وعرفوا ايضاً مدة اختفائها. إضافة إلى ذلك ادرك العراقيون القدماء (في العصر البابلي) اموراً فلكية عديدة منها: ان الشمس والقمر والسيارات الخمسة اتبعت في مسيرها منطقة محددة في السماء عرفت بمنطقة البروج. وهي منطقة مقسمة إلى اثني عشر قسما، والقسم الواحد ثلاثون درجة (أي 12 برجاً) كما نعرف الآن، والبروج هي عبارة عن مجموعات نجمية ذات اشكال محددة. ان ملاحظة ورصد البابليين للسماء وبشكل مستمر افرز ارصاداً فلكية كثيرة ومادة علمية جيدة اغنت الفلك القديم، وكان تنظيم التقويم يتطلب من البابلييين القيام بوضع يوميات تخص الشمس والقمر والنجوم. وكانوا قد ثبتوا في عهد قمبيز لوائح باتصالات القمر بالكواكب الخمسة الأخرى ولائحة أخرى تمدد اتصالات الكواكب فيما بينها. وعرف سكان وادي الرافدين ادوات فلكية بسيطة كالمزاول وادوات أخرى، والمحصلة النهائية ان المعلومات والملاحظات الفلكية التي وفرها البابليون والارصاد الكثيرة التي قام بها سكان وادي الرافدين جعلتهم أهم الحضارات القديمة في مجال علم الفلك.

الفلك عند الفراعنه
ان ما دفع بقدماء المصريين للاهتمام بالنجوم و الاجرام الكونيه هو ربطهم بعباداتهم حيث عبدوا الشمس و اطلقوا عليها اسم (رع) وقد تصوروها وهي محموله على قارب وتسبح في الفضاء الذي اطلقوا عليه اسم (شو) وقد اعتقدوا ان الشمس عندما تغيب في الأفق الغربي ويحل الظلام تنزل الى العالم السفلي وأسموه (دات) ويأتي نائبه القمر واطلقوا عليه الاله (تحوت). وقد كانت الحضارات القديمه تقدس الانثى وانها المحتوى للخلق لذلك جعلوا منها آلهة للكون وتجلت هذه النظره عند قدماء المصريين حيث مثلوا الارض وهي على شكل رجل مستلقي على بطنه اسمه الاله(جب) وكل شي في الارض من احياء وجماد على ظهره، وتصوروا السماء امرأه منحنيه محيطه بالارض ترتكز على اطراف اصابع يديها وقدميها واطلقوا عليها الآلهه (تحوت) حيث يحملها اله الفضاء شو. ابتكر الفراعنه ادوات بسيطه للرصد الفلكي وتحديد مواقع الاجرام الفلكيه، وكانت اهم آله اعتمدوا وهي عباره عن اداتين تستخدم من قبل راصدين اثنين، فالأداة merkht عليها هي (المركت) الأولى عبارة عن غصن بلح قصير وسميك من احد طرفيه حيث يوجد في الطرف السميك شق رفيع، اما الأداة الثانيه فهي عباره عن مسطره ذات شاقول وهو خيط رفيع مربوط في اسفله قطعه من الرصاص حتى يشد الخيط ليصبح عاموديا، و تحمل بشكل أفقي. وطريقة استخدام المركت هو ان يقوم شخص بالجلوس بإتجاه الشمال و الآخر بإتجاه الجنوب بالنسبة للراصد، وتحدد الساعات عندما يجتاز النجم الخيط العامودي في المسطره الأفقيه بحيث تمر بالقلب او بالعين اليسرى او اليمنى او في اي جزء من جسم المشاهد فمثلا يقال ( النجم أري فوق العين اليسرى للمشاهد الساعه الثالثه). اما في النهار فقد استخدموا المزوله الشمسيه (قياس ظل عامود مثلا) لتحديد الوقت. كان قدماء المصريين اول الحضارات التي قسمت السنه الى (360) يوم، حيث قسموا السنة الشمسيه الى ثلاثة فصول كل فصل يتألف من أربعة شهور، وقد اطلقوا على الفصل الأول الفيضان او (قحط) والفصل الثاني هو (بيرث) او فصل الشتاء ويعني انزياح الماء من الاراضي، واطلقوا على الفصل الثالث الصيف أو (شمو) ويعني شح المياه. وكانو يطلقون على السنين التي تمر عليهم رموزا خاصه تدل على الحاكم في تلك السنين.وقد حسبوا أيضا ايام السنه الشمسيه عن طريق شروقين متتاليين لنجم "الشعرى اليمانيه" وهي ألمع نجم في كوكبة (الكلب الأكبر) . وكان سبب اهتمامهم بهذا النجم انه يرتبط بموعد فيضان نهر النيل حيث تتساقط الأمطار الموسمية على مرتفعات الحبشة فتتدفق السيول نحو النيل فيرتفع منسوب المياه فيحدث الفيضان السنوي، وقد توقف حدوث الفيضان في الوقت الحاضر بسبب بناء السد العالي جنوب مصر. لذلك لاحظ الفراعنه ان الفيضان يحدث عند شروق نجم الشعرى اليمانيه فاتخذوها ساعه كونيه واحد اهم الأسس في التقويم الفرعوني لتحديد موعد قرب حدوث الفيضان، والغريب ان نجم الشعرى اليمانيه يرتفع عن الأفق الشرقي درجه واحده فقط عند شروق الشمس خلال فترة الفيضان مما يجعل رصدها صعب بسبب الشمس مما يجعل رصدها صعبا وقد أثار ذلك استغراب العلماء في الوقت الحالي. كما استخدم الفراعنه ايضا السنه القمريه وعرفوا الشهر القمري من خلال شروقين متتاليين للهلال و قسموا السنه القمريه الى اثنا عشر شهرا، وقد اعتمدوا على التقويم القمري ليحددوا موعد الطقوس و المناسبات الدينيه حيث في كل سنه قمريه ثلاثة عشر عيدا رسميا ودينيا. اهتم الفراعنة بالنظر الى السماء و مراقبة النجوم ربما بسبب صفاء الجو معظم ايام السنه حيث رصدوا النجوم و المجموعات النجميه كالشعرى اليمانيه (لأهميته في تحديد وقت الفيضان) واطلقوا تسميات وتصورات خاصه بهم على المجموعات النجميه حيث تصورا (الدب الأكبر) Big Dipper على شكل رجل ممدود الذراعين على شكل عربه يجرها حصان و شبهوا كوكبة الدجاجه Cygnus وغيرها من المجموعات النجميه. أيضا اهتموا بالنجوم و اطلقوا على النجوم المحيطه بنجم الشمال بالنجوم الخالده, ومن احد اسباب اهتمامهم بها هو ان بعضها يمثل الفردوس لأرواح ملوك الفراعنه. واهتموا ايضا بالكواكب السياره الخمسة التي تشاهد على شكل نجوم لامعة واطلقوا عليها (النجوم التي لا ترتاح ابدا) بسبب حركتها المستمره بين النجوم وقد اطلقوا على كوكب المريخ (الحوري الأحمر ) واطلقوا ايضا على المشتري (بالنجم الثاقب) وزحل (حورس الثور) وقد اطلقوا ايضا على الزهره وعطارد (بنجمتي الصباح )عند ظهورهم في الصباح و (نجمتي المساء) عند ظهورهم بعد الغروب. ولقد كانت أرصادهم دقيقه للغايه حيث يتجلى ذلك في تعامد اشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبي سنبل بأسوان مرتين في السنه. التعامد الأول يحدث في يوم مولده وهو 22 فبراير و التعامد الثاني يحدث في 22 اكتوبر وهو يوم تتويجه للعرش. ظن الناس منذ فتره ان الاهرامات هي فقط عباره عن مقابر لحفظ جثث الفراعنه وممتلكاتهم وقد تبين بعد ذلك انها صممت لأهداف اخرى واول من بدأ قصة الاكتشاف شاب بلجيكي هو روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس الدينيه لقبائل الداغون يدعى (لغز الشعرى اليمانيه)The Sirius Mystery حيث درجوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا النجم. وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا بالمراصد الفلكية الكبيرة، و الغريب في الأمر انه كيف استطاعوا تحديد هذه المده بالذات، هل يعقل ان تكون صدفة .. لا أحد يعلم؟!!! لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا الفرعونيه وتوقع انه يكتنفها العديد من الأسرار، وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه (خوفو ، خفرع، منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او (حزام الجبار) وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفه في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم (دلتا الجبار) يقل لمعانه عن النجمين الآخرين و ايضا ينحرف عن مستواهما وعندما اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما من الهرمين الآخرين اضافه لإنحرافه عن مستواهما وبذلك بدت الصوره مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار مما يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, و يستدل على ان الموضوع ليس مصادفه من خلال ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل و نجوم النطاق تقع غرب نهر المجره (الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما. ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل اكتشفوا ان الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجره مما يدل على ان نهر النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كانت درب التبانه تشاهد وكأنها تقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه بهذا الشكل. ولقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبتدأ من غرفة الملك وتنتهي بسطح الهرم، حيث وجدت فوهتين في غرفة الملك خوفو واثنتين ايضا في غرفة الملكه، احدى هاتين الفوهتين في غرفة خوفو تتجه جنوبا بإرتفاع 45 درجه تماما و الأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه، اما فوهات الملكه فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجه و نصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه. وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عباره عن مسالك للتهويه و لكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرها حيث الخلود. لذلك عندما نظر بدوي خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى (فرجينيا تمبل) التي درست تغير اماكن النجوم نتيجة ترنح الاعتدالين وهي حركه بطيئة تتغير فيه مواقع النجوم الظاهرية في السماء بدرجه واحده كل 70 سنه فوجدت ان زمن ميلاد الأهرامات اي قبل حوالي 2450 سنه كانت الفوهه الجنوبيه في غرفة الملك خوفو تتجه نحو حزام الجبار او بالأخص نجم (زيتا الجبار) والغريب بالأمر ان الهرم نفسه يطابق موقع هذا النجم, مما يدعم نظرية ان بناء الاهرامات تتطابق مع نجوم النطاق، و ايضا تتجه الفوهه الشماليه الى نجم الفا التنين (الثعبان) الذي كان النجم القطبي زمن الفراعنه وقد تغير موقعه بسبب الحركه الترنحيه للأرض. وقد وجد الباحثون ان الفوهة الجنوبيه في غرفة الملكه تتجه نحو نجم (الشعرى اليمانيه )، والفوهه الشماليه في غرفة الملكه فتتجه الى نجم بيتا الدب الأصغر(كوشاب) وهو ألمع الفرقدين. وليس أهرام الجيزه فقط التي تصور السماء بل ايضا الأهرامات الأخرى كهرم ابو رواش الذي يقع شمال الجيزه يمثل نجم كابا الجبار وهرم زاوية العريان الذي يمثل نجم غاما الجباروهو ما يسمى عند العرب بــ( الناجذ) و الهرم الأحمر الذي يمثل نجم الدبران وايضا الهرم المنحني الذي بجانبه ويمثل نجم (ابسلون الثور) او مايسمى عند العرب بــ (القلائص).
عندما درس علماء الآثار الأهرام المصريه وجدوا فيها العديد من الأمور الغريبه و المدهشه في نفس الوقت وممكن تلخيصها في عدة نقاط وهي:

1. الجهات الأربع لهرم خوفو يتجه الى الجهات الرئيسيه الأربع بشكل غايه في الدقه تفوق دقة اتجاه بعض المراصد العالميه.
2. لو اخذت المسافه بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم وقسمناها على الف سيكون الناتج 2138 وهو عدد السنين التي سبقت ميلاد النبي عيسى عليه اثناء بناء الأهرامات.
3. نسبة مجموع وزن حجارة الهرم الى كتلتها يماثل نسبة مجموع وزن الأرض الى كتلتها.
4. الظل الساقط من هرم خوفو يتحرك في كل يوم مقدار درجه واحده( بسبب انتقال موقع الشمس الظاهري في كل يوم مقدار درجة واحده) ولو حسبنا مقدار هذه الدرجات لوجدنا ان الظل يكمل 365 مره في السنه وهو عدد ايام السنه الشمسيه.

الفلك عند الاغريق
بدا علم الفلك الإغريقي من عام 600ق.م تقريبًا، حيث طور علماء الإغريق وفلاسفتهم عددًا من الأفكار الفلكية. فاعتقد فيثاغورث ـ الذي عاش في القرن السادس ق.م ـ أن الأرض كروية الشكل، وحاول أيضًا شرح طبيعة الكون وتركيبه ككل، وبذلك طور نظامًا كونياً في وقت مبكر. وفي نحو عام 370ق.م صمم يودوكسوس أوف كنيدوس نظامًا ميكانيكيًّا لشرح حركات الكواكب. ونادى يودوكسوس بأن الكواكب والشمس والقمر والنجوم تدور حول الأرض. وفي القرن الرابع قبل الميلاد أدخل أرسطو هذه النظرية الهندسية، نظرية مركزية الأرض، في نظامه الفلسفي. كذلك اقترح "هيراقليدس أوف بونتس" خلال القرن الرابع ق.م الميلاد، أن الحركة الظاهرية للأجرام السماوية ناحية الغرب راجعة في الحقيقة إلى دوران الأرض حول محورها في اتجاه الشرق. كما اعتقد أن عطارد والزهرة يدوران حول الشمس وليس حول الأرض. وخلال القرن الثالث قبل الميلاد ذهب أريستاركوس أوف ساموس لأبعد من ذلك فاقترح دوران الكواكب بما فيها الأرض حول الشمس ودوران الأرض حول محورها. وكان كل من هيراقليدس وأريستاركوس سابقين زمانهما ومع ذلك لم تستطع أفكارهما أن تحل محل نظرية مركزية الأرض. وفي حوالي عام 125ق.م قسم فلكي إغريقي يدعى هيبارخوس النجوم التي أمكنه رؤيتها إلى أنواع من التوهج. ونظام الأقدار الذي يستخدمه الفلكيون حاليًا صورة مطورة من هذا المقياس القديم. ويعرف هيبارخوس في التراث العربي والإسلامي باسم "أبوخس". اما نظرية مركزية الأرض التي وضعها الفلكي الإغريقي بطليموس فقد سادت علم الفلك حتى القرن السادس عشر الميلادي. وهذا الشكل للكون ومركزه الأرض مأخوذ من كتاب نشر عام 1524م. خلال القرن الثاني الميلادي، طور الفلكي الإغريقي "كلاوديوس بطليموس" الذي عاش في الإسكندرية بمصر نظريات أرسطو وهيبارخوس. وضمَّن بطليموس كتابه المجسطي أفكاره وملخص أفكار الفلكيين الإغريقيين وخصوصًا هيبارخوس. ويعد المجسطي المصدر الرئيسي لمعارفنا عن الفلك الإغريقي. وقد انتقد أبو محمد جابر بن الأفلح هذا الكتاب في كتابه المعروف بكتاب إصلاح المجسطي، ودعم انتقاده هذا عالم آخر أندلسي هو نور الدين أبو إسحق الأشبيلي في كتابه الهيئة. ظلت نظرية بطليموس عن مركزية الأرض سائدة لنحو 1500 عام. وتقبل الفلكيون جزءًا من أفكاره وجداوله التي وضعها للكواكب مسبقًا. وخلال معظم هذه الفترة أولى الأوربيون قليلاً من الاهتمام بعلم الفلك. هذا في الوقت الذي واصل فيه الفلكيون العرب رصد السماء وتنقيح ما جاء في كتابات بطليموس والمحافظة عليها. وأخيرًا ظهرت ترجمة المجسطي باللاتينية في القرن الثاني عشر فقدمت أفكار بطليموس إلى أوروبا.

الفلك عند المسلمين
عرفت الحضارات القديمة علم الفلك وارتبط فيها بالتنجيم ومعرفة الغيب، وهو ما ألقى بظلاله على علم الفلك عند المسلمين حتى عهد قريب، ولكن في حضارة الإسلام، تلك الحضارة التي نبذت التنجيم واعتبرته مخالفًا لعقيدتها، انفصل علم الفلك عن التنجيم، وأصبحت له قواعده العلمية التي يرتكز عليها. ولم يكن هذا الانفصال وليد الصدفة، بل وليد التجربة العلمية والقياس والاستنباط، والحاجة الإسلامية لتحديد مواعيد الصلاة واتجاه القبلة، حتى أصبحت المساجد الجامعة لا تخلو من فلكي يقوم بتحديد الوقت من خلال واحدة من الآلات الفلكية التي عرفها وابتكرها المسلمون. لقد كان علم الفلك في الحضارات القديمة تائهًا، ولكن مع العصر العباسي وفي خلافة المأمون بن هارون الرشيد، صار لهذا العلم موقع خاص، فلأول مرة نرى مراصد كبيرة لها مواقعها الثابتة والمتميزة، وآلاتها الضخمة المصنعة بعناية، والرعاية التي حظيت بها من قبل الدولة، وعدد الفلكيين الذين ارتبطت أسماؤهم بها. ويرى آيدين صاييلي -أبرز الباحثين الأتراك الذين درسوا المراصد الفلكية- أنه نشأت ظروف اقترنت بالإسلام، وكانت مواتية لتطور المراصد كمؤسسات، ذلك أن هناك ما يبرر القول بأن الإسلام شكل بيئة مناسبة لنشأة المراصد وتطورها، فلقد كانت هناك مرتبة خاصة لعلم الفلك في العالم الإسلامي، وكان هناك اهتمام بالرصد المباشر، وبدقة القياسات، وبالنظريات الرياضية، وبزيادة حجم الآلات، وبالإصرار على ممارسة الفلكيين أعمالهم في مجموعات، وبالميل إلى التخصص في مجالات ضيقة، وبالنزعة التجريبية عند علماء الإسلام. اهتم المسلمون بدراسة علم الفلك، لمعرفة أوقات الصلاة بحسب الموقع الجغرافي والفصل الموسمي، وتحديد اتجاه المسلمين إلى القبلة في صلواتهم، ورؤية هلال رمضان، والصوم، واخترعوا حسابات وطرقاً بديعة لم يسبقهم إليها أحد من اليونان والهنود والفرس. ويعود إلى المسلمين فضل تحرير علم الفلك وتطهيره من الشعوذة والدجل الذي واكب ظهور علم التنجيم في الأمم السابقة، وجعله علماً خالصاً يعتمد على النظريّة والبرهان، حيث أبطلت الشريعة الإسلامية التنجيم وأنكرته وكفّرت القائلين به، وردّت الحوادث كلّها إلى قدرة الله تعالى. وكان العلماء العرب يرون في علم الفلك علماً رياضيّاً مبنياً على الرصد والحساب، وعلى فروض تفضي لتعليل ما يرى من الحركات والظواهر الفلكيّة، وأقاموا كثيراً من المراصد، وسجّلوا ما رصدوه بمقاييس على أعظم جانب من الأهميّة، فقد رصدوا الكسوف والخسوف، ورصدوا الاعتدالين، وقاسوا محيط الأرض، وقدّروا أبعاد الكواكب والأجرام السماويّّّة، وصنعوا كثيراً من الآلات الفلكيّة، ووضعوا الأزياج الدقيقة (حول حركات الكواكب)، وكانت آراؤهم في الفلك هي التي مهّدت للنهضة الفلكيّة الكبرى. وكانت من اهم الاعمال التي قام بها الفلكيون العرب برعاية الخليفة العباسي المأمون، قياس محيط الأرض، ونقل الدكتور عبد الرحمن بدوي رواية سند بن علي فقال: قال ابن يوسف المصري في كتابه (الزيج الكبير الحاكمي): ذكر سند بن علي في كلام وجدته له أنّ المأمون أمره هو وخالد بن عبد الملك المروزي، أن يقيسا مقدار درجة من أعظم دائرة من دوائر سطح كرة الأرض، قال: فسرنا لذلك جميعاً، وأمر علي بن عيسى الإسطرلابي، وعلي بن البحتري بمثل ذلك، فسارا إلى ناحية أخرى. وأضاف سند بن علي قائلاً: فسرت أنا وخالد بن عبد الملك إلى ما بين واحة واسط وتدمر، وقسنا هنالك مقدار درجة من أعظم دائرة تمر بسطح كرة الأرض فكان سبعة وخمسين ميلاً، وقاس علي بن عيسى ، وعلي بن البحتري، فوجدا مثل ذلك، وورد الكتابان من الناحيتين في وقت واحد. وابتكروا جداول خطوط الطول والعرض لمواضع مختلفة في أرجاء العالم، واستخلصوا وسائل تحديد المواقع، وصحّحوا أغاليط القدماء، وأبدوا آراء صائبة في طبيعة الأجرام السماويّة. ورسموا خرائط النجوم المنظورة، مطلقين على القدر الأعظم منها أسماءً عربيّة، وصنعوا آلات جديدة للرصد، واخترعوا الآلات الفلكية لقياس الوقت بالساعات المتنوّعة، وكانوا السابقين لاستعمال الساعة الرقاصة، وطبّقوا حساب المثلثات على الأرصاد الفلكيّة. وقام أحمد بن يوسف ، وعبد الله بن سهل بن نوبخت، والفرغاني، الذين جدّوا في إصلاح الأزياج اليونانيّة، بتعيين أقصى بعد للشمس، وعنوا بأرصاد الاعتدال الشمسي، فأدّت هذه الأرصاد إلى تعيين دقيق لطول السنة، وكان للخسوف والكسوف وظهور النجوم المذنّبة والحوادث السماويّة نصيب كبير من البحث الدقيق، ولم يغب عن أولئك أكلاف الشمس. واكتشف أبو عبد الله محمد بن جابر البتّاني صاحب الأعمال العجيبة والأرصاد المتقنة، تغير أوج الشمس، وحسب السنة بمقدار 365 يوماً و5 ساعات و 46 دقيقة و24 ثانية، والفلكيّون اليوم يحسبونها 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و47 ثانية، ووضع البتاني أزياجاً مضاعفة، توجب من الظلال ما يطابق سموت الشمس، ومن السموت ما يطابق الظلال، وصحّح بعض ما توصل إليه بطليموس وصحّح بعض حركات القمر والكواكب السيّارة، وتثبت من مواقع كثير من النجوم. ووصف أبو الريحان البيروني في كتابه (القانون المسعودي) حركة الكرة السماويّة اليوميّة الظاهريّّة حول الأرض، وكتب في عروض البلدان، وصورة الأرض، وسمت القبلة، وأوضاع المدن المشهورة. وعيّن الجهات الأصليّة بسبع طرق مختلفة، وقاس طول السنة بدقة متناهية، وشرح ظاهرة المدّّ والجزر، وفسّر ظاهرة كسوف الشمس، واستنتج معادلة لقياس محيط الأرض.

وضع علماء الفلك المسلمين كتباً كثيرةً مشهورة في علم الفلك منهم: محمد بن جابر البتاني صاحب كتاب: (معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك) و(الزيج) و(شرح المقالات الأربع لبطليموس) وعلي بن عبد الرحمن بن يونس صاحب كتاب: (الزيج الحاكمي) ومحمد بن أحمد البيروني ، صاحب كتاب: (القانون المسعودي في الهيئة والنجوم) و(التفهيم لأوائل صنعة التنجيم). يعتبر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أوّل واضع للتاريخ فى الإسلام، وذلك حين كتب أبو موسى الاشعري إلى عمر أنّه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب لا ندري على أيّها نعمل فقد قرأنا صكاً محلّه شعبان فما ندري أي الشعبانين أهو الماضي أم القابل، وقيل رفع لعمر صك محلّه شعبان فقال: أي شعبان هذا هو الذي نحن فيه أو الذي هو آت، ثم جمع وجوه الصحابة رضي الله عنهم وقال: إنّ الأموال قد كثرت وما قسّمناه غير مؤقت فكيف التوصّل إلى ما يضبط به ذلك، فقال له الهرمزان وهو ملك الاهواز وقد أسر عند فتوح فارس وحمل الى عمر وأسلم على يديه: إنّ للعجم حساباً يسمونه ماه روز ويسندونه إلى من غلب عليهم الأكاسرة فعرّبوا لفظة ماه روز، ومصدره التاريخ واستعملوه في وجوه التصريف، ثم شرح لهم الهرمزان كيفيّة استعمال ذلك فقال لهم عمر: ضعوا للناس تاريخاً يتعاملون عليه وتصير أوقاتهم فيما يتعاطونه من المعاملات مضبوطة، فقال بعض من حضر من مسلمي اليهود: إنّ لنا حساباً مثله مسنداً إلى الإسكندر فما ارتضاه الآخرون لما فيه من الطول، وقال قوم: نكتب على تاريخ الفرس، قيل: إنّ تواريخهم غير مسندة إلى مبدأ معيّن بل كلما قام منهم ملك ابتدأوا التاريخ من لدن قيامه وطرحوا ما قبله فاتفقوا على أن يجعلوا تاريخ دولة الاسلام من لدن هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنّ وقت الهجرة لم يختلف فيه أحد بخلاف وقت ولادته ووقت مبعثه صلّى الله عليه وسلّم. من فروع علم الهيئة وهي صناعة حسابيّة على قوانين عدديّة فيما يخصّ كل كوكب من طريق حركته، وما أدّى إليه برهان الهيئة في وضعه من سرعة وبطؤ واستقامة ورجوع وغير ذلك يعرف به مواضع الكواكب في أفلاكها لأي وقت فرض من قبل حسبان حركاتها على تلك القوانين المستخرجة من كتب الهيئة ولهذه الصناعة قوانين كالمقدّمات والأصول لها في معرفة الشهور والأيّام والتواريخ الماضية وأصول متقرّرة من معرفة الأوج والحضيض والميول وأصناف الحركات واستخراج بعضها من بعض يضعونها في جداول مرتّبة تسهيلاً على المتعلّمين وتسمى الأزياج، ويسمى استخراج مواضع الكواكب للوقت المفروض لهذه الصناعة تعديلاً وتقويماً وللناس فيه تآليف كثيرة من المتقدّمين والمتأخّرين مثل البناني وابن الكماد. عرّف صاحب مدينة العلوم: علم الزيجات والتقاويم بأنّه: علم يتعرف منه مقادير حركات الكواكب سيما السبعة السيّارة وتقويم حركاتها وإخراج الطوالع وغير ذلك منتزعا من الأصول الكليّة ومنفعته معرفة الاتصالات من الكواكب من المقارنة والمقابلة والتربيع والتثليث والتسديس والخسوف والكسوف وما يجري في هذا المجرى. جاء في (كشّاف إصطلاحات الفنون) منفعته معرفة موضع كل واحد من الكواكب السبعة بالنسبة إلى فلكه وإلى فلك البروج وانتقالاتها ورجوعها واستقامتها وتشريقها وتغريبها وظهورها واختفائها في كل زمان ومكان وما أشبه ذلك من اتصال بعضها ببعض وكسوف الشمس وخسوف القمر وما يجري هذا المجرى، والغرض منه أمران: أحدهما ما ينتفع به في الشرع وهو معرفة أوقات الصلوات، وسمت القبلة والساعات وأحوال الشفق والفجر، وثانيهما: معرفة الأحكام الجارية في عالم العناصر وهذه المعرفة لكونها مبنيّة على أمور واهية ودلائل ضعيفة لا تفيد شبهة فضلا عن حجّة، ولهذا لا يعتد بها في الشرع والذي يصح منها في بعض الأوقات فإنّما هو بطريق الاتفاق وذلك لا يدلّ على الصحة. وانفع الزيجات الإيلخاني الذي تولاه خواجه نصير الدين الطوسي وأتقنها زيج ألوغ بيك بن شاهرخ مرزا ابن أمير تيمور، وقد تولاّه بسمرقند غياث الدين جمشيد ، وتوفاه الله تعالى في مبادىء أحواله، ثم تولاّه قاضي زاده الرومي، وتوفاه الله تعالى أيضا قبل إتمامه، وإنّما أتمّه وأكمله علي بن محمد القوشجي، وأهل مصر يعتنون بالزيج المصطلح، وأهل الشام يعتنون بزيج ابن شاطر، والزيجات غير ما ذكر كثيرة يعرفها أهلها. والزيج عبارة عن كتاب يحوي جداول حركات الكواكب، ويؤخذ منها التقويم، ومن أشهر الأزياج وأفضلها (زيج ابن يونس) لعلي بن عبد الرحمن بن يونس، بالإضافة إلى (الزيج الصابي) لمحمد بن جابر البتّاني، ووضع أبو العباس الفضل بن حاتم التبريزي (الزيج الكبير) على مذهب السند هند، و(الزيج الصغير) وصنّف محمد بن عبد الله البازيار (زيج البازيار) وأبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (زيج الدينوري) ومن الأزياج: (الزيج الرضواني) وصاحبه رضوان أفندي الفلكي، و(الزيج المأموني) وصاحبه الخليفة المأمون ، و(الزيج المصري) المعروف بزيج يونس لعلي بن عبد الرحمن بن يونس الصدفي، و(زيج إيلخاني) لنصير الدين محمد بن الحسن الطوسي، و(الزيج الشامل) لأبي الوفا محمد بن أحمد البوزجاني، و(زيج ابن الشاطر) لابن الشاطر الأنصاري الدمشقي، و(زيج ألوغ بيك) لمحمد شاهرخ. وصار من حق الشرق أن يفخر بإنجازات أبي معشر جعفر بن محمد بن عمر الفلكي في مجال دراسة الحوادث السماويّة (الكسوف والخسوف)، وأبناء موسى بن شاكر ، في وضع تقاويم منازل السيّارات، وابني أماجور، في منازل القمر، وأبي سهل الكوهي في رصد الانقلاب الصيفي، ورصد الاعتدال الخريفي، وأبي الوفاء البوزجاني في تصحيح الأرصاد القديمة، وأبي عبد الله البتاني في الأرصاد المتقنة، وامتحان حركة الكواكب، والعناية بأحكام النجوم، والفرغاني في تناول الحركات السماويّة، وأبي الريحان البيروني في استخدام حساب المثلثات لقياس محيط الأرض، ووضع التقويم الجلالي ـ نسبة إلى السلطان السلجوقي ملكشاه ـ في مدينة إصفهان، واشترك في وضعه وإصلاحه أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام، بتشجيع الوزير نظام الملك. وبلغ من اهتمام المسلمين بهذا العلم أنّهم أنشأوا مدارس لتعليمه، ففي الأندلس أقام مسلمة بن أحمد المجريطي، إمام الرياضيّين في وقته، وأعلم من كان قبله لعلم الأفلاك وحركات النجوم، مدرسته المشهورة التي تخرّج منها نخبة من علماء الفلك أمثال: أحمد بن عبد الله بن عمر المعروف بابن الصفّار، وأبي السمح إصبغ بن محمد بن أبي السمح، وأبي الحسن علي بن سليمان الزهراوي، وعمر بن أحمد بن خلدون. وذكر الأستاذ محمد المنوني (حضارة الموحّدين) أنّه عثر على أثر نفيس يدل على ما كان حينئذ من الاعتناء بمراقبة الأهلّة، وذلك أنّه كان يوجد في هذا العصر خارج باب الجيسة من فاس، قبلة سيدي علي المزالي، برج جليل يسمى برج الكوكب، كان مخصوصاً بمراقبة الهلال، وقد جعل في أعلاه نوافذ على عدد شهور السنة يراقب كل شهر من واحدة منها. وذكر حاجي خليفة أنّ لعبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري الحنفي المفتي بمكة المقتول سنة 1037 كتاب مختصر ألّفه في شعبان سنة خمس وألف أوّله ما بزغت من مطالع الألفاظ أهلّة المعاني، اخترع فيه طريقةً يستخرج منها غرّة الهلال من سني الهجرة إلى غير النهاية ورتبه على ثلاثة أبواب وخاتمة. أما ما ينسب إلى العرب من اختراع آلات الرصد، وقياس ارتفاع الكواكب، وتحديد مطالع البروج، واختراع جهاز الإسطرلاب أحد منجزات العقل العربي في هذا المضمار، وجعله علماً فيدلّ على سمو فكرهم وارتقائه. كان للمراصد في عصر المأمون عدة سمات هامة لعل أهمها البرامج البحثية المحددة، كانت المهمة الكبرى لتلك المراصد الأولى إيجاد جداول فلكية مبنية على أرصاد حديثة للشمس والقمر فقط. ولكن فضلاً على كون البرامج المرسومة لها محدودة، فإنها كانت بُدائية بعض الشيء من حيث الإدارة والتنظيم المالي، والواقع أن طبيعة العمل المحددة التي نيطت بمرصدي المأمون في الشماسية وقاسيون قد جعلتهما لا يرقيان إلى مستويات المراصد المتكاملة التي عرفها العالم الإسلامي فيما بعد. ظهر المرصد الإسلامي بشكل أكثر تطورًا بعد زمن المأمون بحوالي قرن ونصف قرن، وكان أكثر تنظيمًا من الناحية الإدارية، وعندما نشأ مرصد شرف الدولة أصبح له مدير يشرف على تدبير شؤونه، واقترن ذلك بتوسعة برنامج الرصد بحيث صار يشمل الكواكب كافة، ولقد أمكن تحقيق هذا الجانب الأخير من تطور المراصد على مرحلتين، ذلك أن هناك دليلاً على أن بعض برامج الرصد قد اقتصرت على مشاهدة الكواكب السريعة فقط إلى جانب الشمس والقمر. كانت المهمة الرئيسية للأعمال التي يضطلع بها المرصد تتمثل في إقامة جداول فلكية جديدة لكل الكواكب مبنية على أرصاد حديثة. وكان هناك ميل واضح نحو تصنيع آلات تزداد حجمًا على مر الزمن ونزوع إلى توفير هيئة عاملة متميزة، وذلك بموجب التقدم الذي أمكن تحقيقه في هذا الاتجاه أيضًا، ومن شأن التطورات أن تعمل على تعزيز اعتقاد مفاده أن نشأة المراصد، باعتبارها مؤسسات، ترجع في أصلها إلى الخلفاء والملوك. ويعد المرصد الذي شيده السلطان السلجوقي ملك شاه في بغداد مرحلة أخرى من مراحل تطور العمل في المراصد، وإن لم يتوافر لدينا إلى الآن معلومات كافية حول عمل هذا المرصد، وظل هذا المرصد يعمل لفترة تزيد على عشرين عاماً، وهي فترة زمنية طويلة نسبيًّا بالنسبة لعمر المراصد، وقد رأى الفلكيون آنذاك أنه يلزم لإنجاز عمل فلكي فترة زمنية لا تقل عن 30 عاماً. يعد القرن السابع الهجري أهم حقبة في تاريخ المراصد الإسلامية؛ لأن بناء مرصد المراغة تم هذا القرن، ويعد هذا المرصد واحدًا من أهم المراصد في تاريخ الحضارة الإسلامية، وتقع المراغة بالقرب من مدينة تبريز. بُني المرصد خارج المدينة، ولا تزال بقاياه موجودة إلى اليوم، وقد أنشأه "مانجو" أخو "هولاكو". كان مانجو مهتمًا بالرياضيات والفلك، وقد عهد إلى جمال الدين بن محمد بن الزيدي البخاري بمهمة إنشاء هذا المرصد، واستعان بعدد هائل من العلماء منهم: نصير الدين الطوسي، وعلي بن عمر الغزويني، ومؤيد الدين العرضي، وفخر الدين المراغي، ومحيي الدين المغربي وغيرهم كثير. ويعد مرصد المراغة أول مرصد استفاد من أموال الوقف؛ إذ وقفت عليه عقارات وأراضٍ، لكي يتم ضمان استمرارية العمل به؛ ولذا ظل العمل جاريًا في المرصد إلى عام 1316م وشهد حكم سبعة سلاطين اهتموا به وبرعايته. وتكمن السمة الثالثة لمرصد المراغة في النشاط التعليمي الهام الذي تم فيه، فقد تم تعليم العديد من الطلبة في المرصد علم الفلك والعمل على الآلات الفلكية. كما كان بالمرصد مكتبة ضخمة ضمت آلاف المخطوطات في شتى مجالات المعرفة. أسس مرصد مراغه "أولغ بك" حفيد "تيمورلنك" في سمرقند، وفي عام 1908 تم الكشف عن موقع هذا المرصد حين نجح "ج.ل فاتكن" في العثور على وقفية من وقفياته تحدد مكانه بالضبط في المدينة، واستطاع في أثناء تنقيباته الأثرية أن يعثر على قوس كبيرة كانت تستخدم في تحديد منتصف النهار، وتعتبر أهم الأدوات الفلكية في المرصد. يقع المرصد الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 21 مترا على تل ذي قاعدة صخرية، وتبلغ مساحة السطح لذلك التل حوالي 85 مترًا من الشرق إلى الغرب، وحوالي 170 مترًا من الشمال إلى الجنوب. وتحيط بالمبنى الرئيسي للمرصد حديقة، وأماكن إقامة لغرض السكن. وهذا ما يدل على فخامة المبنى وعظمته، ويستدل من الاكتشافات الأثرية أن ذلك المبنى كان أسطواني الشكل وذا تصميم داخلي دقيق ومحكم. ولم يكن دمار مرصد سمرقند وزواله ناجمين، في رأي فاتكن، عن عوامل طبيعية؛ إذ من المحتمل أن يكون بعض الدمار قد نجم عن استخدام رخامه في عمليات بناء أخرى. وقد وضعت جداول فلكية في المرصد، عرفت بجداول "أولغ بك" وتعد من أدق الجداول في العالم. ومن المعروف أن قبة المرصد، استغلت في وضع الجداول؛ حيث كان يوجد بها نقوش تحدد الدرجات والدقائق والثواني وأعشار الثواني لأفلاك التدوير، وللكواكب السبعة، وللنجوم المتحيرة، وللكرة الأرضية بتقسيماتها من حيث الأقاليم والجبال والصحارى. وممن عملوا في هذا المرصد "غياث الدين الكاشي" الذي برع في ميدان النماذج الميكانيكية للحركات السماوية.

و من من أشهر علماء الفلك العرب
البتاني :
هو أبو عبد الله بن جابر بن سنان الحراني ولد في بتان بالقرب من حران وإليها يعود نسبه ، توفى سنة 317 هجرية 929 م وقف البتاني حياته على رصد الافلاك عام 877 م وبقى كذلك طال حياته من إنجازاته الفلكية الهامة أنه تمكن من تحديد ميل دائرة البروج وحدده بأنه يساوي 23 جدرة – 35 دقيقة .
لقد حسب الفلكي لالند ميل دائرة البروج بعد ألف سنة من البتاني ووجده يساوي 23 درجة – 35 دقيقة – 41 ثانية أي أن الفرق بين حسابات البتاني وحسابات لالند لميل دائرة البروج هو الثاوني فقط 41 ثانية وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة البتاني الذي أطلق عليه بطليموس العرب ويدل ذلك أيضاً على مدى تقدم ودقة آلات الرصد العربية في تلك العصور وينسب إلى البتاني أيضا

1. أنه أول من كشف السمت وحدد الفصول والمدار الحقيقي والمتوسط للشمس كما حدد طول السنة المدارية أيضاً .
2. تصحيحه لارصاد القدماء من مواقع النجوم وفضلاً عن كل ما سبق فإن البتاني يعتبر مؤسس علم الفلك كتبه الهامة وهي كثيرة منها ( زيج الصابي ) الذي ألفه سنة 299 هجري وترجم إلى اللاتينية عدة مرات ونقل إلى الاسبانية في القرن الثالث عشر اعتماد البتاني في كتاب زيج الصابي على أرصاده الشخصية ولكتابة أثر كبير في علم الفلك وعلم المثلثات خلال العصور الوسطى وفي أوائل عصر النهضة .
3. تمكن البتاني من تحديد السنة الشمسية بأنها 365 يوما – 5 ساعات – 46 دقيقة – 24 ثانية وتقل هذه المدة عن القيمة الصحيحة بدقيقتين و22 ثانية فقط.

أبن الشاطر
هو ابو الحسن علاء الدين علي بن ابراهيم بن محمد الأنصاري المعروف بابن الشاطر وهو من مواليد دمشق سنة 1304 هجري وتوفى سنة 1375 هجري من انجازات ابن الشاطر الفلكية أنهابتكر الاسطرلاب وصحح الساعة الشمسية المزولة وشرح نظريات بطليموس وانتقدها برهنت ارصاد ابن الشاطر الفلكية على عدم صحة نظرية بطليموس القائلة بوقوع الأرض في مركز الكون . من مؤلفات ابن الشاطر (الزيج الجيد) الذي اعتمد فيه على التجربة والمشاهدة والاستنتاج وقدم فيه نماذج فلكية تعتمد على ذلك.

البيروني هو أبو الريحان محمد بن احمد البيروني 973-1048 م ، اشتهر البيروني بعلم الفلك ومن إنجازاته في هذا المجال :

• استنتاجه أن الشمس أكبر من الأرض وأكبر من القمر
• حسابه محيط الأرض بحدقة وتحديده القبلة بتطبيق قوانين رياضية
• تقريبه للنسبة التقريبية ( ط ) إلى أقرب عدد مستخدم حالياً وهو 3.14183
• ذكر البيروني أن الشمس ليست السبب في تفاوت الليل والنهار بل أن الأرض هي التي تدور حول نفسها كما تدور مع الكواكب والنجوم حول الشمس الإضافة إلى اشتهاره بعلم الفلك فالبيروني فيلسوف وعالم جغرافي من علماء الفيزياء والرياضيات.
• حدد البيروني الكثافة النوعية لعدة معادن وأحجار بدقة قريبة من التقديرات الحديثة لها تنبأ البيروني عن حدوث التطورات الأرضية البطيئة فقد كان اعتقاده أن نهر السند كان قديماً حوضاً بحرياً ملأته الرواسب التي حملها النهر وبالإضافة إلى كل ذلك فقد كان البيروني على معرفة بوجود قوى الجاذبية بين الأجسام قل أن يكتشفها نيوتن.


الفلك في عصر النهضة الاوروبية
بدا علم الفلك في عصر النهضة الاوروبية سنة 1543 م، عندما قدم نيكولاس كوبرنيكس نموذج مركزية الشمس للمجموعة الشمسية.ثم جاء غاليليو غاليلي ويوهانس كيبلر مدافعين عن عمل كوبرنيكوس، ثم قاموا بتوسيعه وتصحيحه. وواصل غاليليو ابتكاراته مستخدماً التلسكوب لتعزيز ملاحظاته. ويعد كبلر أول من وضع نظام لوصف تفاصيل حركة الكواكب مع الشمس في المركز بشكل صحيح. ومع ذلك، لم ينجح كبلر في صياغة نظرية تدعم القوانين التي دونها.وجاء اختراع نيوتن للديناميات السماوية وقانون الجاذبية ليفسر حركة الكواكب. كما طور نيوتن التلسكوب العاكس. وجاءت المزيد من الاكتشافات متزامنة مع تحسينات في حجم وجودة التليسكوب.كما أنتج لاكايل المزيد من القوائم النجمية.وقام عالم الفلك وليم هرشل بعمل قائمة مفصلة حول الضبابية والتكتلات، كما اكتشف كوكب أورانوس في عام 1781، وهو أول كوكب جديد يُكتشف. تم تحديد أول مسافة لنجم في عام 1838 عندما قام فريدريش بسل بقياس تزيح النجم الثنائي 61 Cygni. وخلال القرن التاسع عشر، أدي اهتمام ويلر، وكليروت، ودالمبرت بمشكلة الجسم الثلاثي، إلى وجود تنبؤات أكثر دقة حول حركة القمر والكواكب. وقام لاغرانج وولابلاس بتلقيح هذا العمل، مما سمح بتقدير كتلة الأقمار والكواكب. ظهر تقدم كبير في مجال علم الفلك مع إدخال التكنولوجيا الجديدة، بما في ذلك منظار التحليل الطيفي، والتصوير الفلكي. واكتشف فراونهوفر حوالي 600 مجموعة من الألوان داخل طيف الشمس في 1814-15، والتي أرجعها كيرشوف في عام 1859 إلى وجود عناصر مختلفة. وثبت أن النجوم مشابهة للشمس الأرضية، ولكن مع اختلاف كبير في درجة الحرارة، والكتلة، والحجم. ولم يثبت وجود مجرة كوكب الأرض، مجرة درب التبانة، باعتبارها مجموعة منفصلة من النجوم إلا في القرن العشرين، بالإضافة إلى المجرات "الخارجية"، والتوسع الكوني الملحوظ في تراجع معظم المجرات عنا.واكتشف علم الفلك الحديث العديد من الأجسام الغريبة مثل النجوم الزائفة، والنباض، والمتوهجات، والمجرات الراديوية، كما استخدم تلك الاكتشافات لتطوير النظريات الفيزيائية التي تصف بعض هذه الأجسام بالتساوي مع الأجسام الغريبة مثل الثقوب السوداء، والنجوم النيوترونية. وتقدم علم الكونيات الفيزيائي خلال القرن العشرين، من خلال نموذج الانفجار الكبير والذي دعمته أدلة من علم الفلك والفيزياء مثل إشعاع الخلفية الميكروني الكوني، وقانون هابل، والتوافر الكوني للعناصر.



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ