إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

137 والاخيرة السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


 137 والاخيرة

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

أهم المراجع والمصادر

1 ـ تاريخ الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، مؤسسة الإعلامي بيروت.

2 ـ تاريخ بيت المقدس في العصر المملوكي، محمد أحمد النظر، دار البداية، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2006م ـ1426هـ.

3 ـ تاريخ المغول والمماليك، د.أحمد عودات، جميل بيضون، شحادة الناطور،دارالكتدي ،إربد ، 1990.

4 ـ قيام دولة المماليك الاولى في مصر والشام، أحمد مختار العبادي، دار النهضة العربية، بيروت لبنان.

5 ـ كتاب الروضتين في اخبار الدولتين، لأبي شامة عبد الرحمن اسماعيل، تحقيق د.حلمي أحمد القاهرة سنة 1956م.

6 ـ الفخري في الآدب السلطانية، لابن طباطبا، محمد بن علي، القاهرة سنة 1326 هـ بيروت دار صادر، 1389 هـ/ 1966م.

7 ـ المواعظ والاعتبار للمقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر ط القاهرة 1270.

8 ـ تاريخ ايران بعد الإسلام، عباس إقبال، نقله إلى العربية د.محمد علاء منصور، نشر دار الثقافة العربية 1415 هـ 1994م.

9 ـ دولة آل سلجوق للأصفهاني، للبنداري، القاهرة طبعة قديمة 1900م.

10 ـ جنكيز خان قاهر العالم غروسية نقله إلى العربية خالد أسعد عيسى، دمشق 1982م.

11 ـ صبح الأعش في صناعة الإنشا للقلقشندي.

12 ـ أخبار الدولة السلجوقية، تصحيح محمد إقبال لاهور.

13ـ الملك الصالح وانجازاته السياسية والعسكرية، فاطمة زبار الحمداني، كلية الآداب، جامعة بغداد رسالة ما جستير عام 1995م.

14 ـ في التاريخ الأيوبي والمملوكي د.أحمد مختار العبادي مؤسسة شباب الجامعة الإسكنرية.

15 ـ الأيوبيون بعد صلاح الدين أو الحملات الصليبية، الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، على محمد الصلابي.

16 ـ قصة التتار من البداية إلى عين جالوت د.راغب السرجاني مؤسسة اقرأ، الطبعة الأولى 1427هـ ـ 2006م.

17 ـ أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ، د.إبراهيم علي شعوط، المكتب الاسلامي، الطبعة السادسة 1408 هـ 1988م.

18 ـ منهج الرسول في غرس الروح الجهادية د.سيد نوح.

19 ـ مصر في عهد بناة القاهرة، ابراهيم شعوط.

20 ـ تاريخ الشعوب الإسلامية، كارل بروكلمان نقله إلى العربية نبيه أمين فارس، منير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت طبعة 14 يناير 2000م.

21 ـ دولة المماليك سمير فراج، مركز الراية للنشر والإعلام.

22 ـ السلطان المظفر سيف الدين قطز، قاسم عبده، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى 1419هـ ـ 1998م.

23 ـ صفحات مطوية من حياة سلطان العلماء العز بن عبد السلام سليم عيد الهلالي، دار ابن الجوزي الطبعة الأولى 1410 هـ 1990م.

24 ـ العز بن عبد السلام للزحيلي، دار القلم دمشق الطبعة الأولى 1412 هـ ـ 1992م.

25 ـ بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة، محمد محمد حسن شُراب، دار القلم دمشق، الطبعة الأولى 1415 هـ ـ 1994م.

26 ـ تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة، محمد سهيل طقوش، دار النفائس الطبعة الولى 1420هـ/ 1999م.

27 ـ تاريخ الحروب الصليبية، محمود سعيد عمران، دار النهضة الطبعة الثانية 1999م.

28 ـ الشرق الأدنى في العصور الوسطى الأيوبيين د.السيد الباز العريني، دار النهضة العربية.

29 ـ السلوك لمعرفة دول الملوك، أحمد بن علي المقريزي، تحقيق محمد مصطفى زيادة، نشر لجنة التاليف والترجمة والنشر القاهرة 1971م دار الكتب القاهرة 1972م.

30 ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة المؤسسة المصرية العامة لتأليف والترجمة، ابن تغري بردي جمال الدين أبو المحاسن يوسف.

31 ـ نهاية الأرب في فنون الأدب أحمد عبد الوهاب النويري الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1395هـ.

32 ـ الجواري والغلمان في مصر في العصرين الفاطمي، والأيوبي نجوى كمال كيرة، مكتبة زهراء الشرق القاهرة، مصر الولى 2007م.

33 ـ كنز الدرر وجامع الغرر، أبو بكر بن عبد الله الدوادراي تحقيق صلاح الدين المنجد القاهرة 1961م.

34 ـ مذكرات جوانفيل، جان جوانفيل، ترجمة د.حسن حبشي، دار المعارف، مصر 1968م.

35 ـ الحروب الصليبية بين الشرق والغرب د.محمد مؤنس عوض، الطبعة الأولى 1999/2000م، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية.

36 ـ شفاء القلوب في مناقب بني أيوب لأحمد إبراهيم الحنبلي، مكتبة الثقافة الدينية، طبعة سنة 1996م،1415هـ.

37 ـ في تاريخ الأيوبيين والمماليك قاسم عبده قاسم طبعة 2007م مزيدة ومنقحة عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية.

38 ـ بدائع الزهور في وقائع الدهور إبن أبي أياس أبي البركات الناصري محمد بن أحمد بن إياس الحنفي الطبعة الأولى 1975م.

39 ـ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبد الرحمن الجبرتي القاهرة الطبعة 1958م.

40 ـ الدولة الأيوبية تاريخها السياسي والحضاري د. عرب دعكور، دار المواسم طبعة سنة 2006م بيروت لبنان.

41 ـ في التفسير الإسلامي للتاريخ، نعمان السامرائي مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1406هـ/1995م.

42 ـ أيعيد التاريخ نفسه، محمد العبده، الطبعة الثالثة، 1419هـ ـ 1999م.

43 ـ هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس د. ماجد عرسان الكيلاني، الدار السعودية للنشر والتوزيع الطبعة الأولى 1405هـ/1985م، جدة.

44 ـ الجبهة الإسلامية لمواجهة المخططات الصليبية، جبهة الشام وفلسطين ومصر د. ماجد غنيم أبو سعيد، دار السلام، القاهرة، الطبعة الأولى 1428هـ/2007م.

45 ـ السنن الإلهية د. عبد الكريم زيدان، دار الرسالة.

46 ـ الدولة الأموية عوامل الإزدهار، وتداعيات الإنهيار د. على محمد الصَّلاَّبي، دار المعرفة، بيروت، لبنان الطبعة الأولى 1426هـ/2005م.

47 ـ التفسير الكبير لفخر الدين الرازي.

48 ـ الجامع لأحكام القرآن، محمد بن أحمد القرطبي، دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الخامسة 1417هـ/1996م.

49 ـ رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابن تيمية.

50 ـ تفسير الألوسي روح المعالي في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، إدارة الطباعة بالهند، بدو ذكر سنة الطبع.

51 ـ في التأصيل الإسلامي للتاريخ، عماد الدين خليل.

52 ـ نظام الحكم في الإسلام بين النظرية والتطبيق د. أحمد عبد الله مفتاح، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

53 ـ صحيح البخاري، عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري أعني به أبو صهيب الكرمي، بيت الأفكار الدولية، الرياض 1419هـ/1998م.

54 ـ الضعف المعنوي، وأثره في سقوط الأمم، د. حمد بن صالح السحيباني، كتاب المنتدى، الطبعة الأولى 1423هـ/2002م.

55 ـ دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى في الجهاد ضد الصليبيين خلال الحركة الصليبية د. آسيا سليمان نقلي، مكتبة العبيكان الطبعة الأولى 1423هـ/2002م.

56 ـ تاريخ مصر الإسلامية، زمن سلاطين بني أيوب د. أحمد فؤاد سيد، مكتبة مدبولي القاهرة، 2002م.

57 ـ صلاح الدين الأيوبي للصًّلاَّبي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1429هـ/2008م.

58 ـ السلاطين في المشرق العربي، معالم دورهم السياسي والحضاري د. عصام محمد شباور، دار النهضة العربية طبعة 1994م.

59 ـ شجرة الدُّر قاهرة الملوك، نور الدين خليل دار الكتب المصرية.

60 ـ موسوعة تاريخ مصر، لأحمد حسين.

61 ـ شجرة الدُّر، د. يحي الشامي، دار الفكر العربي، بيروت لبنان، الطبعة الأولى 2004م.

62 ـ ولاية المرأة في الفقه الإسلامي، إعداد حافظ محمد أنور، دار بلنسية، السعودية.

63 ـ تدوين الدستور الإسلامي، أبو الأعلى المودودي.

64 ـ جامع البيان، للطبري، محمد بن جرير الطبري، المكتبةالتجارية، مكة المكرمة 1408هـ.

65 ـ قيام دولة المماليك الأولى للعبادي، أحمد مختار العبادي طبعة 2002م، مؤسسة شباب الجامعة.

66 ـ العدوان الصليبي على بلاد الشام، د. جوزيف نسيم دار النهضة عام 1981م بيروت.

67 ـ العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية، د. منذر الحايك، الطبعة الأولى 2006م الأوائل دمشق سوريا.

68 ـ معاهدات الصلح والسلام بين المسلمين والفرنج، د. يوسف حسن غوانمة، الطبعة الأولى 1415هـ/1995م، دار الفكر.

69 ـ تاريخ القبائل العربية، محمود السيد، مؤسسة شباب الجامعة.

70 ـ تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء، يوسف العظم.

71 ـ سير أعلام النبلاء، للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة 1990م بيروت، لبنان.

72 ـ نزهة الأنام في تاريخ الإسلام، لصارم الدين إبراهيم بن محمد بن أبدر العلائي الملقب بأبي دقماق، دراسة وتحقيق سمير طبارة، المكتبة العصرية لبنان.

73 ـ التحفة الملوكية في الدولة التركية بيبرس المنصوري، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى 1407هـ/1987م.

74 ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد دار ابن كثير دمشق، بيروت، الطبعة الأولى 1412هـ/1991م.

75 ـ المغول د. السيد الباز العريني، دار النهضة العربية، بيروت لبنان، 1406هـ/1986م.

76 ـ سقوط الدولة العباسية د. سعد الغامدي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1401هـ/1981م.

77 ـ العالم الإسلامي والغزو المغولي، إسماعيل الخالدي مكتبة صلاح الدين، مكتبة الفلاح الكويت، الطبعة الأولى 1404هـ/1984م.

78 ـ الحياة السياسية في العراق، د. محمد صالح القزاز، مطبعة القضاء في النجف 1970م.

79 ـ المغول في التاريخ، للدكتور الصياد، دار النهضة العربية، بيروت لبنان.

80 ـ البدايةوالنهاية للحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن عمر بن كثير القرشي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، مركز البحوث والدراسات العربية الإسلامية بدار هجر طبعة أولى.

81 ـ الدعوة إلى الإسلام، أرنولد.

82 ـ المغول والأوربيون والصليبيون، محمود عمران دار المعرفة الجامعية قناة السويس مصر طبعة 2005م.

83 ـ سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث، تحقيق: عزت عبيد الدعاس، حمص الناشر: محمد السيد.

84 ـ فتح القسطنطينية، ترجمة الدكتور حسن حبشي.

85 ـ تفسير ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل، تحقيق عبد العزيز غنيم ومحمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم مطبعة الشعب، القاهرة، مصر.

86 ـ تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الثاني، د. شوقي.

87 ـ مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري.

88 ـ الغزو المغولي لديار الإسلام، الفريق ركن د. محمد فتحي أمين، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1408هـ/1988م.

89 ـ جنكيز خان، العقيد محمد أسد الله، دار النفائس.

90 ـ حروب المغول، د. أحمد حطيط، دار الفكر اللبناني، الطبعة الأولى 1994م.

91 ـ الدولة العربية الإسلامية في العصر العباسي، د. عبد الجبار ناجي، صلاح عبد الهادي، د. إسماعيل النعيمي، د.مهين مجيد، مركز أسكندرية للكتاب طبعة 2003م.

92 ـ تاريخ المغول عباس إقبال.

93 ـ دائرة المعارف الإسلامية، الترجمة العربية ج 7 العدد الرابع في 137 مادة جنكيز خان المغول صـ343.

94 ـ العرب والتتار، إبراهيم أحمد العدوي، المكتبة الثقافية، القاهرة 1963م.

95 ـ تاريخ الأدب في إيران من الفردوس إلى السعدي ترجمة إلى العربية الدكتور إبراهيم أمين الشواري القاهرة 1373هـ/1954م.

96 ـ تاريخ العراق بين إحتلالين، عباس العزاوي بغداد 1353هـ/1935م.

97 ـ قضايا العالم الإسلامي ومشكلاته النبراوي، محمد نصر مهنا، منشأة المعارف الأسكندرية، الطبعة 1983م.

98 ـ الدولة الخوارزمية د. نافع العبود.

99 ـ معجم البلدات، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت الحموي، بيروت، دار صادر 1979م.

100 ـ مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، جمال الدين محمد سالم بن واصل.

101 ـ الدولة الخوارزمية والمغول، حافظ حمدي دار الفكر العربي.

102 ـ الأتراك الخوارزميون، صبري سليم، مكتبة الثقافة الدينية، مصر طبعة 1419هـ/2000م.

103 ـ دولة السلاجقة، حسنين عبد المنعم مكتبة الأنجلو 1975م.

104 ـ السلاجقة في التاريخ والحضارة، أحمد حلمي، دار السلاسل، الكويت، الطبعة 1406هـ/1986م.

105 ـ العبر في أخبار من غبر للذهبي.

106 ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير، بيروت، دار الكتاب العربي، دار صادر سنة 1979.

107 ـ عودة الروح للخلافة الإسلامية، د.محمد صالح محي الدين، دار طويق، السعودية، الطبعة الأولى 1425هـ/2004م.

108 ـ تاريخ الخلفاء للسيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الطبعة الثانية سنة 1959م.

109 ـ تاريخ مختصر الدول، الطبعة الثانية، المطبعة الكاثوليكية بيروت سنة 1308هـ/1890م.

110 ـ سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، محمد أحمد النسوي، تحقيق حافظ أحمد حمدي، دار الفكر العربي، مصر سنة 1953م.

111 ـ كيف دخل التتار بلاد المسلمين، د. سليمان العودة، دار طيبة للنشر، السعودية الطبعة الثانية 1417هـ/1997م.

112 ـ تاريخ بخارى، للنرشخي، أبو بكر محمد بن جعفر، عرّبه عن الفارسية وحققه د. أمين بدوي نصر الله الطرازي دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثالثة.

113 ـ الإعلام للزركي، خير الدين الزركلي، دار العلم، بيروت، الطبعة الثالثة 1389هـ.

114 ـ هارولدلام جنكيز خان، نقله إلى العربية لواء بهاء الدين نوري، باسم: جنكيز خان إمبراطور الناس كلهم، بغداد سنة 1946م.

115 ـ تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، حسين بن محمد البكري، طبعة مصر 1283هـ.

116 ـ مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، سبط ابن الجوزي، الطبعة الأولى حيدر آباد الهند، سنة 1951 ـ 1952م.

117 ـ الدولة المستقلة في المشرق الإسلامي د. عصام الدين عبد الرؤوف الفقي، دار الفكر العربي، القاهرة مصر 1420هـ/1999.

118 ـ جامع التواريخ، رشيد الدين فضل الله الهمذاني، دراسة وترجمة الدار الثقافية للنشر، الطبعة الأولى 1420هـ/2000.

119 ـ العراق بين سقوط الدولة العباسية والعثمانية، عبد الأمير الرفيعي، الفرات الطبعة الأولى 2000م.

120 ـ رجال الفكر والدعوة في الإسلام، أبو الحسن ندوي، دار ابن كثير، الطبعة الأولى 1420/1999.

121 ـ بنو أمية بين السقوط والإنتحار، د. عبد الحليم عويس، دار الصحوة، دار الوفاء، الطبعة الثالثة 1410هـ/1989م.

122 ـ الفتوحات الإسلامية لبلاد الهند والسند، د. سعد حذيفة الغامدي، مركز دار إشبيلية، الرياض، الطبعة الأولى 1417هـ/1996م.

123 ـ تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان، حتى قيام الدولة التيمورية، عباس إقبال، ترجمة عبد الوهاب عاشوب، المجمع الثقافي أبو طيب 1420هـ.

124 ـ الحوادث الجامعة لابن الغوطي.

125 ـ جهاد المماليك ضد المغول والصليبيين، د. عبد الله سعيد محمد سافر الغامدي، جامعة أم القرى، رسالة دكتوراه.

126 ـ تاريخ مصر لابن ميسر.

127 ـ دولة السلاجقة للصَّلاَّبي، دار المعرفة، بيروت لبنان.

128 ـ وثائق الحروب الصليبية والغزو المغولي محمد ماهر حمادة، بيروت 1399هـ/1979م.

129 ـ دول الإسلام للذهبي، لأبي عبد الله محمد الذهبي، دار صادر، بيروت لبنان، الطبعة الأولى 1999.

130 ـ المختصر في أخبار البشر، أبو الفداء الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل صاحب حماه، بيروت بدون تاريخ طبع.

131 ـ تاريخ ابن خلدون المسمى، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ط 1391هـ/1971م.

132 ـ مجالس المؤمنين للششتري، نور الله بن شريف، طهران 1299هـ.

133 ـ مآثر الأنافة في معالم الخلافة، للقلقشندي، تحقيق عبد الستار أحمد الفرج، عالم الكتب، بيروت لبنان.

134 ـ بغداد مدينة السلام وغزو المغول، سلمان التكريتي، مكتبة الشرف الجديد، بغداد 1988م.

135 ـ تاريخ دولتي المرابطين والموحدين للصَّلاَّبي، على محمد الصًّلاَّبي، دار ابن كثير، دمشق ـ بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ/2007.

136 ـ دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ومقاومة غزو الفرنجة، عبد القادر أحمد أبو صيني رسالة دكتواره معهد التاريخ العربي للتراث العلمي في الدراسات العليا.

137 ـ الدولة العباسية للخضري، محمد الخضري بك، مؤسسة دار الكتاب الحديث، بيروت لبنان 1989م.

138 ـ ذيل مرآة الزمان لليونيني، قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد بن أحمد بن قطب الدين اليونيني البعلبكي، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكة.

139 ـ في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، بيروت ط 11، 1402هـ.

140 ـ مجلة لواء الإسلام العدد الخامس، أبو زهرة.

141 ـ الترف وأثره في الدعاة والمصلحين، محمد موسى الشريف دار الأندلس الخضراء، جدة السعودية، الطبعة الأولى 1424هـ/2003م.

142 ـ أمير المؤمنين المستعصم بالله العباسي، رؤية تصحيحية، يحي محمود بن جنيد، الدار العربية للموسوعات، الطبعة الأولى 2005م/1426هـ.

143 ـ طبقات الشافعية للسبكي، عبد الوهاب علي السبكي، تحقيق عبد الفتاح الحلول وزميله، دار إحياء الكتب العربية القاهرة.

144 ـ فتاوي ابن تيمية، جمع عبد الرحمن قاسم، طبعة الرئاسة العامة للحرمين الشريفين.

145 ـ منهاج السنة، لابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، مؤسسة قرطبة.

146 ـ الوافي بالوفيات، تأليف صلاح الدين آيبك الصفدي، تحقيق: هملوت ريتر ـ طبع: دار النشر فرانز ستانير * ألمانيا *  1381هـ/1962م.

147 .الحروب الصليبية، أرنست باركر، نقله إلى اللغة د. السيد الباز العريني، دار النهضة العربية، بيروت.

148 ـ النظم الإسلامية، حسن إبراهيم حسن.

149 ـ نحو رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي، عبد العظيم الديب، دار الوفاء، مكتبة وهبة، الطبعة الثانية 1418هـ.

150 ـ أصداء الغزو المغولي مأمون جرّار، مكتبة الأقصى الطبعة الأولى 1403هـ/1983م.

151 ـ الدولة العثمانية للصَّلاَّبي، على محمد الصَّلاَّبي، دار الإيمان الأسكندرية، الطبعة الأولى 2003م.

152 ـ الإغداق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة لابن شداد، المعهد الفرنسي بدمشق للدراسات العربية 1953م.

153 ـ عقيدة الجمان في تاريخ أهل الزمان، البدر محمود بن أحمد بن موسى، تحقيق محمد أمين وزارة الثقافة القاهرة 1992م.

154 ـ أخبار الأيوبيين لابن العميد، مكتبة الثقافة الدينية بورسعيد ـ بلا.

155 ـ المسلمون من التبعية والفتنة إلى القيادة والتمكين، د.عبد الحليم عويس، دار العبيكان، الطبعة الأولى 1427هـ /2006م.

156 ـ دراسات تاريخية عماد الدين خليل، دار ابن كثير، الطبعة الأولى 1426هـ /2005م، دمشق، بيروت.

157 ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني.

158 ـ نيل الأوطان، للإمام الشوكاني.

159 ـ الروض الزاهر في سيرة السلطان الظاهر، محي الدين عبد الله بن رشيد الدين بن عبد الظاهر، تحقيق عبد العزيز الخويطر، الرياض 1396هـ /1976م.

160 ـ الأدب العربي من الانحدار إلى الازدهار، جودت الركابي دار الفكر المعاصر، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية 1422هـ /2001م.

161 ـ الملك المظفر قطز بن عبد الله المعزي، رحاب عكاوي دار الفكر العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى.

162 ـ مصر والشام في عصر الايوبيين، سعيد عبد الفتاح عاشور، دار النهضة العربية بيروت، لبنان.

163 ـ زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة ج 9، بيبرس الدوادار تحقيق زبيدة عطا.

164 ـ معركة عين جالوت، دراسة في الجيش المملوكي والمغولي، محمد ضاهر وتر، الطبعة الأولى 1409هـ /1989م.

165 ـ الفتوح الإسلامية عبر التاريخ، د.عبد العزيز ابراهيم العمري، مركز الدراسات والإعلام، درا اشبيليا، الطبعة الأولى 1418هـ /1997م.

166 ـ من أجل فلسطين، حسني ادهم جرار، مؤسسة الزيتونة للنشر، الطبعة الأولى 1419هـ /1998م الأردن، عمان.

167 ـ تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبد الرحمن بن حسن الجبرتي، دار الجيل بيروت، الطبعة الثانية 1978م.

168 ـ أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، محمد راغب الحلبي، المطبعة العلمية الأولى 1342هـ /1924م.

169 ـ تاريخ ابن الوردي، نعمة المختصر في أخبار البشر، زين الدين عمر بن الوردي، دار المعرفة، بيروت، لبنان 1389هـ /1970م.

170 ـ تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، ماجد عبد المنعم، مكتبة الانجلو المصرية بالقاهرة 1963م.

171 ـ صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، طبع دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، الطبعة الأولى 1374هـ /1955م.

172 ـ تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم، علي محمد الصلابي، دار الصحابة، الشارقة، الطبعة الأولى.

173 ـ سنن سعيد بن منصور.

174 ـ تاريخ مصر، اسكندر عمون، مطبعة المعارف بشارع الفجالة بمصر، الطبعة السادسة 1342هـ /1923م.

175 ـ تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور محي الدين عبد الظاهر، الشركة العربية للطباعة والنشر بالقاهرة 1961م.

176 ـ صفة الغرباء، سلمان العودة، دار ابن الجوزي، الطبعة الثانية 1412هـ /1991م المملكة العربية السعودية.

177 ـ الطائفة المنصورة، سلسلة تصدر عن مجلة البيان.

178 ـ الوحدة الإسلامية بين الأمس واليوم، ابراهيم النعمة، طبعة 1425هـ /2004م، مطبعة الزهراء الحديثة.

179 ـ الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين والمغول في عهد العصر المملوكي، د.فايد حمّا محمد عاشور، جرّوس برس، طرابلس، لبنان، الطبعة الأولى 1995م /1415هـ.

180 ـ الطريق إلى بيت المقدس، د.جمال عبد الهادي محمد، د.وفاء محمد رفعت، الطبعة الثانية 1422هـ /2001م، دار التوزيع والنشر الإسلامية، مصر القاهرة.

181 ـ نهر التاريخ الإسلامي منابعه العليا وفروعه العظمى، د.ابراهيم أحمد العدوي، دار الفكر العربي، القاهرة.

182 ـ ماهية الحروب الصليبية د.قاسم عبده قاسم، ذات السلاسل، الكويت، الطبعة الثانية 1993م.

183 ـ الفقيه والدولة، الفكر السياسي الشيعي، فؤاد ابراهيم، دار الكنوز الأدبية، بيروت، الطبعة الأولى 1998م.

184 ـ التاريخ الإسلامي مواقف وعبر، د.عبد العزيز الحميدي، دار الدعوة، الإسكندرية، الطبعة الأولى 1419هـ /1998م

185 ـ تاريخ الدولة المغولية في إيران، فهمي عبد السلام عبد العزيز، القاهرة 1981م.

186 ـ تاريخ فاتح العالم، عطا ملك الجويني، نقله عن الفارسية محمد التونجي، دمشق 1985م.

187 ـ الإسلام في آسيا منذ الغزو المغولي، محمد نصر مهنا، الطبعة الأولى 1990 ـ 1991م، المكتب الجامعي الحديث.

188 ـ العراق سياقات الوحدة والانقسام، بشير نافع، دار الشروق، الطبعة الأولى 1427هـ /2006م.

189 ـ أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، د.ناصر القفاري، دار الرضا الجيزة مصر، الطبعة الثالثة 1418هـ /1998م.

190 ـ جواهر السلوك في أمر الخلفاء والملوك لابن إياس، تحقيق د.محمد زينهم، الدار الثقافية الطبعة الأولى 1426هـ 2006م.

191 ـ عصر الدولة الزنكية، علي محمد الصّلاّبي، دار ابن كثير، دمشق ـ بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ /2007م.

192 ـ خلفاء بني العباس والمغول أسقطوا بغداد، تأليف السيد حسن شبّر، دار الملاك، الطبعة الأولى 1421هـ /2001م.

193 ـ دراسات في تاريخ الايوبيين والمماليك د.نعمان محمود جبران، د.محمدحسن العمادي، الطبعة الأولى 2000م.

194 ـ الظاهر بيبرس، بيتر توراو، ترجمة محمد جديد.

195 ـ الطريق إلى القدس د.محسن محمد صالح مركز الإعلام العربي، القاهرة الطبعة الأولى 1424هـ /2003م.

196 ـ مصر في العصور الوسطى، محمود محمد الحويري، الطبعة الثانية 2002م، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات سنة 2002م.

197 ـ التتار والمغول د.محمود السيد مؤسسة شباب الجامعة طبعة 2004م.

198 ـ موسوعة تاريخ العرب، عصر المماليك والعثمانيون، عبد المنعم الهاشمي، دار البحار بيروت 2006م.

199 ـ إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات الإعلامية، بالتطبيق على قناة الجزيزة، دار العرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1429هـ /2008م. الشيخ فيصل بن جاسم بن محمد آل ثاني.

200 ـ المظفر قطز، ومعركة عين جالوت، بسام العسلي، دار النفائس، الطبعة السادسة 1408هـ /1988م.

201 ـ دراسات في تاريخ مصر في العصرين الايوبي والمملوكي، سحر السيد عبد العزيز سالم الطبعة 2005م، مؤسسة شباب الجامعة.

202 ـ مصر والشام في عصر الايوبيين والمماليك د.سعيد عبد الفتاح عاشور، دار النهضة العربية.

203 ـ تاريخنا المفترى عليه، يوسف القرضاوي، دار الشروق الطبعة الأولى 1425هـ /2005م.

204 ـ أبطال ومواقف، أحمد فرح عقيلان دار المعراج الدولية، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية 1418هـ /1997م.

205 ـ عين جالوت، فتحي شهاب الدين دار البشير، طنطا، الطبعة الأولى 1418هـ /1998م.

206 ـ الضربات التي وجهت للانقضاض على الأمة الإسلامية، أنور الجندي، دار القلم دمشق، الطبعة الأولى 1418هـ /1998م.

207 ـ ديوان ابن الوردي زين الدين عمر الوردي، دار الآفاق العربية، الطبعة الأولى 1427هـ /2006م مدينة نصر القاهرة.



تم بحمد الله نقل الكتاب 

اتمنى ان ينال الاعجاب 



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


136 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


 136

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

الخلاصة

أهتم الكتاب بجهود المماليك في التصدي للمشروع المغولي، وأنصفهم، وترجم لسيف الدين قطز، ترجمة مفصلة اهتمت بفقهه في إدارة الصراع مع المشروع المغولي ووقفت مع أسباب انتصار المسلمين في عين جالوت مع نوع من التحليل، واستخراج السنن، واستلهام العبر، والدروس، والتي كان من أهمها، القيادة الحكيمة، ووضوح الرؤية والهدف ونقاء الهوية والحرص على الشهادة، وعدم موالاة أعداء الأمة وتوسيد الأمر إلى أهله، والجيش القوي، وأحياء روح الجهاد والأخذ بسنة الأسباب، كملازمة التدريب العقائدي مع التدريب القتالي، والتدريب بشكل متواصل وعبقرية التخطيط وبعد نظر سيف الدين وسياسته الحكيمة وتوفر صفات الطائفة المنصورة في الجيش المملوكي وسنة التدرج ووراثة المشروع المقاوم والاستعانة بالعلماء واستشارتهم والزهد في الدنيا وصراعات داخل بيت الحكم المغولي، وسنة الله في أخذ الظالمين والطغاة سنواصل بإذن الله تعالى دراسة عهد المماليك دراسة شاملة وسيلحق هذا الكتاب، بعض الكتاب حتى نغطي عهد المماليك بإذن الله تعالى، فما كان في هذه المباحث من صواب فهو محض فضل الله علي فله الحمد المنة، وما كان فيه من خطأ فاستغفر الله تعالى، وأتوب إليه، والله بريء منه وحسبي أني كانت حريصاً أن لا أقع في الخطأ وعسى أن لا أحرم الأجر، وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب إخواني المسلمين، وأن يذكرني من يقرؤه في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى، وأختم هذا الكتاب بقوله تعالى:*  ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم *  * الحشر، آية:10 *  وبقول الشاعر الذي عاصر عهد المماليك * ابن الوردي * :

واتق الله فتقوى الله ما        جاوزت قلبَ إمريء إلاَّ وصل

ليس من يقطع طرقاً بطلاً            إنما من يتقِ الله البطل

واهجر الخمرة إن كنت فتىً كيف يسعى في جِنون من عقل

صدّقِ الشرع ولا تركن إلى         رجل يرصد بالليل زحل

حارت الأفكار في قدرة من         قدْ هدانا سُبُلنا عز وجل

كتب الموت على الخلق فكم    فلَّ من جمع وأفنى من دول

أين نمرود وكنعان ومن            ملك الأمر ووليَّ وعزل

أين عادٌ أين فرعون ومن      رفع الأهرام من يسمع يخل

أين من سادوا وشادوا وبنوا     هلك الكلُّ ولم تغنى القلل

أين أرباب الحجا أهل النّهى    أين أهل العلم والقوم الأُول

سيعيد الله كلاً منهم             وسيجزي فاعلا ما قد فعل

أيْ بني اسمع وصايا جمعت  حكماً خُصَّت بها خير الملل

أطلب العلم ولا تكسل فما     أبعد الخير على أهل الكسل

واحتفل للفقه في الدين ولا    تشتغل عنه بمال أو خَوَل

واهجر النومَ وحصِّله فمن يعرف المطلوب يحقر ما بذل

لا تقل قد ذهبت أربابه   كل من سار على الدرب وصل

في ازدياد العلم إرغام العِدى وجمال العلم يا صاحِ العمل

أنا لا أختار تقبيلَ يدِ         قطعها أجمل من تلك القبل

واترك الدنيا فمن عادتها تخفض العالي وتعلي من سفل

قيمة الإنسان ما يحسنه        أكثر الإنسان منه أو أقل

إن نصف الناس أعداء لمن    ولي الأحكام هذا إن عدل

قصَّرِ الآمال في الدنيا تفز     فدليل العقل تقصير الأمل

غِبْ وزُرْ غبّاً تزد حباً فمن    أكثر الترداد أضناه الملل

حبك الأوطان عجز ظاهر  فاغترب تلْقَ عن الأهل بدل

فبمكثِ الماء يبقى آسناً   وسُرى البدرِ به البدر اكتمل[1]

" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"







--------------------------------------------------------------------------------

[1] ديوان ابن الوردي صـ277 إلى 280.



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


135 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


135

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 13 ـ تطوير الجيش المملوكي وتحديث عتاده وأنظمته

إزداد حجم الجيش بعد معركة عين جالوت وتعددت تشكيلاته القتالية، ففي أعقاب المعركة وفي زمن الملك الظاهر كان هناك ثلاث جيوش، أحدهما في مصر وثانيهما في دمشق وثالثهما في حلب، ولقد أطلق على الجيش الذي يقوده القائد الأعلى جيش الزحف، ويبلغ عدده أربعين ألف مقاتل، وبلغت إحدى التجريدات في عهد الملك الناصر مائة وخمسين ألف مقاتل ثم تطور هذا الجيش، فأصبح يضم قوات مركزية في مصر وقوات إحتياطية ودخل في قوامه جيوش القبائل العربية والتركمان والأكراد، ووصل حجمه إلى ثلاثمائة وسبعة وخمسين ألفاً ، وكذلك فإنه طرأ تطوير كبير على نوعية الأسلحة والاختصاصات المتعددة في الجيش، وتم بناء الجسور والقناطر والترع، كما كان سلاح النفط والنيران في مقدمة الأسلحة التي أصابها التطوير، إذ تنوعت المواد الخارقة وإستخدمت على نطاق واسع وغير ذلك من أنواع الأسلحة[24].

هذه أهم نتائج وآثار معركة عين جالوت على العالم الإسلامي والإنسانية.







--------------------------------------------------------------------------------

[1] الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين والمغول د.فايد صـ122،123.

[2] قصة التتار صـ 345، التتار والمغول د.محمود السيد صـ132.

[3] الجبهة الإسلامية د.حامد غنيم صـ 424، دراسات في تاريخ الايوبيين والمماليك د.نعمان جبران صـ278.

[4] دراسات تاريخية صـ91.

[5] الروض الزاهر صـ48، معركة عين جالوت صـ394.

[6] معركة عين جالوت صـ394.

[7] المصدر نفسه صـ394، ذيل مرآة الزمان (2 ـ 300).

[8] معركة عين جالوت صـ395.

[9] المصدر نفسه صـ396.

[10] معركة عين جالوت صـ396.

[11] دراسات تاريخية صـ89.

[12] المصدر نفسه صـ90.

[13] المصدر نفسه صـ4، عين جالوت فتحي شهاب الدين صـ34.

[14] نهر التاريخ الإسلامي صـ456.

[15] جهاد المماليك صـ356، مصر في العصور الوسطى محمود محمد صـ246.

[16] المصدر نفسه صـ357.

[17] معركة عين جالوت صـ381.

[18] قصة التتار صـ344.

[19] الجها الإسلامي ضد الصليبيين والمغول د. فايد صـ126.

[20] جهاد المماليك صـ357، المظفر قطز العسيلي صـ126.

[21] جهاد المماليك صـ357.

[22] ماهية الحروب الصليبية صـ192.

[23] المصدر نفسه صـ193.

[24] ………………… .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


134 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


134

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 12 ـ الدور الرمزي للخلافة العباسية

تأكد الدور الرمزي والعاطفي للخلافة العباسية، فقد كان إحياء الخلافة العباسية في القاهرة سنة 659هـ/1261م بمثابة الحل السعيد الذي وجده السلطان الظاهر بيبرس لإضفاء الشرعية على دولته العسكرية التي قامت بدور هائل في تصفية الوجود الصليبي، وقد أثبتت الأحداث طوال عصر سلاطين المماليك أن الخلفاء العباسيين في القاهرة لم يكن لهم من الخلافة سوى إسمها، كما تحددت إقامة معظمهم بحيث كانت أقرب إلى الإعتقال[23].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

133 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


133

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 11 ـ ميلاد دولة المماليك الفتية

في الوقت الذي كانت قوات الحملة الصليبية السابعة تنزل على شاطيء البحر المتوسط أمام دمياط، كانت جحافل التتار بقيادة هولاكو تطوي بلدان المشرق الإسلامي وتقترب من عاصمة الخلافة العباسية الواهنة في بغداد، وإذا كانت إنتصارات المماليك في المنصورة وفارسكور سنة 648هـ/1250م هي صرخة الميلاد للدولة المملوكية، فإن معركة عين جالوت ـ التي حسرت المد المغولي ـ كانت تأكيداً للدور التاريخي الذي ينتظر دولة سلاطين المماليك، وهو دور القوة الضاربة المدافعة عن العالم الإسلامي[22]، وتمكنت الدولة الجديدة ـ بقيادة السلطان الظاهر بيبرس ـ أن تغير مصير المنطقة في أكثر من إتجاه إذ طاردت فلول المغول وقضت على بقايا الأيوبيين، كما أحاطت بالمستوطنات الصليبية من كل إتجاه، وعلى الرغم من الضجة التي أحدثها المغول في تاريخ المنطقة إلا أن خطرهم على العالم الإسلامي لم يكن كبيراً مثل خطر الصليبيين الذين كان الصراع ضدهم صراع وجود، ويتأكد هذا القرض من خلال الحقيقة القائلة: أن المغول الذين غزو المشرق الإسلامي لم يلبثوا أن إعتنقوا الإسلام، وصاروا من أكثر المدافعين عنه حماسة بعد جيلين فقط من هزيمة عين جالوت.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

132 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


132

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 10 ـ مدينة القاهرة

لم تقتصر عين جالوت على النواحي السياسية بل تعدت إلى النواحي الحضارية، حيث جنبت مصر ويلات الغزو المدمر القاهرة لما تعرضت له بغداد ودمشق، وغيرهما من مدن إيران والعراق والشام من الخراب والدمار الذي عطل ما كانت تزخر به هذه المدن الإسلامية من الآداب والعلوم والفنون والمعالم الحضارية، وبقية القاهرة مكاناً هادئاً آمناً يهرع إليه العلماء والأدباء والفنانون حتى إكتسبت عاصمة المماليك مكانة ممتازة في هذا المجال إلى جانب مكانتها السياسية، التي برهنت على ما إكتسبه المماليك المسلمون من هيبة وقدرة في شئون السياسة والحرب، وإتضحت في علاقاتهم الخارجية والدولية الواسعة الإنتشار وفي إصلاحاتهم وإداراتهم الداخلية الحازمة[21].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

131 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


131

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 9 ـ إضعاف الوجود الصليبي

كان لإنتصار المماليك في معركة عين جالوت دور كبير في إضعاف بقايا الوجود الصليبي على ساحل بلاد الشام، فالذي لا شك فيه أن الصليبيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد ذلك النصر العظيم والذي حققه المسلمون ضد المغول في هذه المعركة، فسارع زعماؤهم ـ بعد أن أدركوا أن نهايتهم آتية لا محالة ـ بالتقرب إلى السلطان بيبرس، وطلب مراحمه، فعقد معهم معاهدات أملى شروطها بنفسه وقام في الوقت نفسه بإبرام سلسلة من المعاهدات والإتفاقات الودية مع الدول الأجنبية القريبة من بقايا الصليبيين في بلاد الشام، وتمكن من أحكام العزلة على الصليبيين وذلك بحرمانهم من أي معونة خارجية، الأمر الذي عجل بإقتلاع جزورهم نهائياً من ساحل بلاد الشام[20].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

130 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


130

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 8 ـ فشل التحالف بين الصليبيين والتتار

ترتب على إنتصار المماليك في عين جالوت أن ضعف أمل الصليبيين في التعاون مع المغول ضد المسلمين وذلك بسبب ظهور قوة دولة المماليك الإسلامية التي تمكنت من إبعاد الخطر المغولي إلى حدود العراق، بل حاول المماليك غزو العراق وإستخلاصه من التتار[19].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

129 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


129

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 7 ـ إنحسار المد المغولي

بعد هزيمة عين جالوت حاول المغول عدة محاولات لإستعادة مجدهم، ورد إعتبارهم وإرجاع سمعتهم الحربية التي تلطخت بالعار مع الجيش المملوكي، فقد شنو عدة غارات وسيروا الحملات العسكرية لكي ينالوا من المماليك، فالحقد يملأ قلوبهم، والانتقام يتميز غضباً في نفوسهم، أنهم كانوا اقوى جيوش العالم، والآن أصيبوا بالضعف والوهن وزالت هيبتهم[17]، وإستطاع المسلمون أن يتغلبوا في عين جالوت على الهزيمة النفسية التي كانوا يعانون منها، وخروج من الإحباط الشديد وعلموا أن الأمل في الله لا ينقطع أبداً، وأنه مهما تعاظمت قوة الكافرين فإنها بلا شك إلى زوال[18]، قال تعالى : "لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد" * آل عمران ، آية : 196 ـ 197 * .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

128 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


128

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 6 ـ روح جديدة في الأمة

كان لإنتصار المسلمين في معركة عين جالوت من العوامل التي ساهمت على إنتشار الإسلام وقتئذ،فقد بعث هذا الإنتصار روحاً جديدة في المسلمين لا سيما مسلمي فارس الذين إرتفعت روحهم المعنوية وأخذوا يصمدون أمام مناورات المسيحيين وينافسونهم في تبوء مركز الصدارة في دولة المغول في إيران، وصاروا يشرحون للمغول تعاليم الدين الإسلامي حتى كللت متاعبهم بنجاح باهر، أثمر إعتناق المغول في غرب آسيا الدين الإسلامي، بعد أن ثبت لهم صلاحيته لكل زمان ومكان وشموله لكل نواحي الحياة من خلال معاشرتهم لأهله، ولبعده كل البعد عن الخلافات الجوهرية التي إبتلى بها الدين المسيحي وذلك لكون الإسلام خاتم الأديان تكفل الله بحفظه إلى أن يرث الأرض ومن عليها[16].

وسيأتي الحديث عن دخول المغول في الإسلام مفصلاً بإذن الله تعالى في كتابنا القادم عن الملك الظاهر بيبرس.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

127 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


127

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 5 ـ حدث حاسم في تاريخ البشرية

إن إنتصار المسلمين في معركة عين جالوت وما أعقبه من طرد المغول نهائياً من بلاد الشام يعتبر بحق من الحوادث الحاسمة ليس في تاريخ الشام ومصر فحسب، ولا في تاريخ الأمم الإسلامية بمفردها وإنما في تاريخ العالم بأسره، إذ أن ذلك الإنتصار العظيم لم ينقذ العالم الإسلامي وحده، بل أنقذ العالم الأوربي والمدينة الأوربية من شر ذلك الغزو، فلو تم للمغول، إكتساح الأراضي المصرية والنفاذ إلى الشمال الأفريقي لتمكنوا بسهولة من سلوك الطريق التقليدي إلى أوربا عبر صقلية وجبل طارق، لذا فإنه لا يختلف إثنان في أن هذه المعركة تفوق في أهميتها المعارك الحربية الحاسمة في العصور الحديثة[15].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

126 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


126

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 4 ـ إنتصار الإسلام على الوثنية

ليس من المبالغة القول إن عين جالوت شهدت معركة حاسمة على المستويات العسكرية، والسياسية والعقيدية والحضارية عموماً، لقد كان إنتصار المسلمين يعني إنتصار الإسلام على الوثنية، والتحضر على الجاهلية، والقيم على الإنفلات[11]، وفي معركة عين جالوت نشهد المعادلة الواضحة التي لا تمنح جوابها العادل إلا إذا تجمع طرفاها في تكافؤ مقابل، الأخذ بالأسباب، والإيمان الواثق العميق بالله، وبعدالة القضية التي يجاهد المسلمون من أجلها، وبدون تحقق هذا التقابل، فلن يكون نصر أو توفيق، ولن يحتاج الأمر إلى مزيد شواهد أو نقاش، فإن مجرى التاريخ الإسلامي الطويل يعرض علينا عشرات بل مئات وألوفاً من الشواهد على هذا الذي تعرضه علينا واقعة عين جالوت[12]، وهذه شهادة المؤرخ الإنجليزي المعاصر ستيفن رنسيمان في كتابه تاريخ الحروب الصليبية يقول: تعتبر معركة عين جالوت من أهم المعارك الحاسمة في التاريخ، ومن المحقق لو أن المغول عجلوا بإرسال جيش كبير عقب وقوع الكارثة لتيسير تعويض الهزيمة، غير أن أحكام التاريخ حالت دون نقض ما يتخذ في عين جالوت من قرار، فما أحرزه المماليك من إنتصار إنقذ الإسلام من أخطر تهديد تعرض له، فلو أن المغول توغلوا إلى داخل مصر لما بقي للمسلمين في العالم دولة كبيرة شرقي بلادي المغرب، ومع أن المسلمين في آسيا كانوا من وفرة العدد ما يمنع من إستئصال شأفتهم، فأنهم لم يعودوا يألفون العنصر الحاكم ولو إنتصر كتبغا المسيحي، لإزداد عطف المغول على المسيحيين، ولأصبح للمسيحيين في آسيا السلطة لأول مرة منذ سيادة المحن الكبيرة في العصر السابق عن الإسلام[13]، لقد كانت موقعة عين جالوت أول صدمة في الشرق لجيوش المغول وخاناتهم الذن ظن المعاصرون أنهم قوم لا يغلبون[14].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

125 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


125

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 3 ـ خمود القوى المناوئة للمماليك

قضى المماليك على ما تبقى من الايوبيين الذين كانت لهم بعض الزعامات داخل المملكة، فقد ارسل السلطان بيبرس في ربيع الآخر سنة 659هـ / شباط 1260م جيشاً إلى الشوبك فاحتلها[5]، وبعد عدة أشهر أرسل جيشاً آخر إلى الكرك لإظهار قوته[6]، وفي شهر ربيع الآخر سنة 661هـ /شباط1262م توجه الملك الظاهر إلى دمشق وأرسل في طلب المغيث ملك الكرك في حيلة إستطاع على أثرها أن يقبض عليه ويسجنه في سجن القاهرة ثم قتله[7]، وسار بنفسه إلى الكرك مع جيش يحتوي على جميع صنوف الأسلحة بما فيها الصناع والوحدات الفنية والهندسية وضرب الحصار على المدينة، فاستسلمت وأعادها إلى حكم المماليك[8]، وقد حدثت ثورات في الكرك ضد الحكم المملوكي إستطاع الظاهر القضاء عليها، ولم يكتف الظاهر بملاحقة الأيوبيين، وسلاطينهم، بل طاردهم وتعقب فلولهم حتى على مستوى جندي في القوات المسلحة، وذلك بتسريح كل أمراء وضباط وجنود وخدم الأيوبيين، وذلك إعتقاداً منه في توظيف الجيش، وجعله مختصراً فقد على أولئك الضباط والجنود الموالين، فأحال على التقاعد الجندي فخر الدين، وتخلص من الأمير سيف بين نجم الأيوبي[9]، وضايق على الدولة البدرية التي كانت تقع في الجزء الشرقي من سوريا، وتضم الموصل، والجزيرة ونصيبين وماردين، وكان على الموصل الملك الصالح ابن الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ، وفي نهاية المطاف قضى الملك الظاهر بيبرس على الدولة البدرية وضمها إلى الدولة المملوكية وضغط الجيش المملوكي بشدة على قوى الإسماعيلية الذين كانوا يسكنون في مصياف المنطقة الغربية في حمص وحماه وكانت هذه المنطقة تتميز بالقلاع والحصون، وقبل أن يتهيأ الإسماعيليون للحرب فاجأهم بيبرس بهجوم إستولى في نهايته على مصياف ثم توالت هجماته حتى إستولى على قلاعها، وانتصر عليهم إنتصاراً ساحقاً[10].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

124 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


124

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 2 ـ تحقق الوحدة بين الشام ومصر

ومن أهم نتائج هذه المعركة، إعادة الوحدة بين شطري الجبهة الإسلامية، مصر وبلاد الشام، وهي الوحدة التي تعرضت لمحنة التمزق والانقسام منذ مقتل الملك المعظم تورانشاه في المحرم سنة 648هـ والمعلومات التاريخية تفيد أن المظفر قطز كان يدرك أن انتصار المسلمين في عين جالوت لن يؤتي ثماره إلا بتحرير الشام من سيطرة المغول، ومن ثم فإنه جعل هذه الغاية شغله الشاغل، فبمجرد أن تحقق له النصر في عين جالوت، بعث برسالة عاجلة إلى أهل دمشق، يخبرهم ويطمئنهم، وبذل جهده في توحيد الشام بمصر[3]، وعادت الوحدة من جديد وليس ثمة غير الوحدة من طريق في ماضينا وفي حاضرنا، إنه السير على منهج قادة الجهاد، كعماد الدين ونور الدين وجاء صلاح الدين وبنى على جهدهم انتصاراته الحاسمة ضد الصليبيين وحرر القدس وها هي معركة عين جالوت تشد الآصرة مرة أخرى وتمنح المسلمين الأرضية التي سيتحركون عليها عبر العقود القادمة لمجابهة الخصوم، ودفعهم إلى إحدى اثنتين، الإذعان لكلمة الإسلام، أو العودة من حيث جاؤوا.. لقد ملأت المعركة الفراغ المخيف الذي كان يمكن أن يتمخض عن سقوط الخلافة العباسية وتفتت الدويلات الإسلامية كالزنكية والايوبيين والخوارزمية، والسلاجقة، فأتاحت للقيادة المملوكية الشابة أن تقوم بتوحيد الشام ومصر[4].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

123 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك



123


السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 1 ـ تحرير بلاد الشام من المغول

كان لوصول خبر انتصار الإسلام في عين جالوت أثر على أهل دمشق وهرب نواب التتار وأصبحت دمشق بدون حكومة لضبط الأمن، وما قام به المسلمون في دمشق من قتل الخونة والعملاء ومن كاد للإسلام وللمسلمين أثناء وجود حكم التتار للمدينة، لم يكن عملاً متطرفاً أو تعصباً ضد النصارى أو اليهود، بدليل أن العقوبات الشعبية لحقت بكل العناصر حتى المسلمين وكما قال المقريزي: ثار أهل دمشق بجماعة من المسلمين كانوا من أعوان التتار وقتلوهم[1]، وهذا دليل على أن ثورة المسلمين كانت ضد الخونة ومن تعاون مع الأعداء وهذا الأمرمن حق المسلمين تأديب من بغى على أهل الإسلام، وبالفعل تمّ تطهير دمشق من المغول واذنابهم والخونة معهم، وواصل الأمير بيبرس البندقداري مطاردة فلول التتار بعد عين جالوت، واستمر المسلمين في تطهير بلاد الشام وفلسطين وشرق تركيا من المغول، ولم يُسمع عن التتار في هذه المنطقة لعشرات السنين، بعد ذلك واختفى القهر والظلم والبطش والتشريد، وأمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأرضهم وأعراضهم[2].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

122 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


 122

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سابعاً نتائج وآثار معركة عين جالوت

ترتب على انتصار المسلمين على المغول في معركة عين جالوت نتائج وآثار كثيرة منها:

1 ـ تحرير بلاد الشام من المغول

2 ـ تحقق الوحدة بين الشام ومصر

3 ـ خمود القوى المناوئة للمماليك

4 ـ إنتصار الإسلام على الوثنية

5 ـ حدث حاسم في تاريخ البشرية

6 ـ روح جديدة في الأمة

7 ـ إنحسار المد المغولي

8 ـ فشل التحالف بين الصليبيين والتتار

9 ـ إضعاف الوجود الصليبي

10 ـ مدينة القاهرة

11 ـ ميلاد دولة المماليك الفتية

12 ـ الدور الرمزي للخلافة العباسية

13 ـ تطوير الجيش المملوكي وتحديث عتاده وأنظمته


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

121 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


121

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 13 ـ سنة الله في أخذ الظالمين والطغاة:

قال تعالى:"ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" "ابراهيم، آية: 1" وقال تعالى:"إن ربك لبالمرصاد" "الفجر، آية:14" إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، لقد عاش التتار في الأرض فساداً، وتحقق لهم الفوز في غالب معاركهم، واجتاحوا الشرق بأكمله، وتصوروا بعد أن سقطت الشام أمام جحافلهم، أنه ليس أمامهم إلا مصر وبعدها يكونون قد ملكوا أزمة الأمور[99]، وقد انتابهم غرور عظيم مع ظلم وطغيان وأنذر إلى ما جاء في رسالتهم لقطز: .. فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرفق لمن أشتكى، وقتلنا معظم العباد فعليكم بالهرب، وعلينا الطلب فأي أرض تأويكم، وأي طريق تنجيكم وأي بلاد تحميكم؟ فما من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع والعساكر لقتالنا لا تنفع ودعاؤكم علينا لا يسمع[100]. وهذا يعني الغرور الذي لاحد، وحان وقت الخلاص منهم بقدرة السميع العليم وأراد أن تكون هزيمتهم بل مصرعهم وإنهاء ملكهم في الشام على يد السلطان سيف الدين قطز[101].

إن الأسباب في انتصار المسلمين في عين جالوت متشابكة ومتداخلة، ويؤثر كل منها في الآخر تأثيراً عكسياً، فالنجاح السياسي، ويؤثر في الجانب الاقتصادي، ويتأثر به وهكذا وما ذكرنا من الأسباب لا يمكننا أن نقول هذه فقط لا مزيد عليها فقد يأتي غيرنا ويزيد عليها، ومطلوب منا التفكر والتأمل والتدبر لنستخرج الدروس والعبر والسنن والقوانين في قيام الدول وسقوطها، وانتصار الشعوب وهزيمتها، ومعرفة صفات قيادة التمكين، وفقهاء النهوض وعوامل صناعة التاريخ لنستخدمها لنصرة الله عز وجل، ودينه القويم قال تعالى:"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" "يوسف، آية:111".







--------------------------------------------------------------------------------

[1] البداية والنهاية (17 ـ 405).

[2] المصدر نفسه (17 ـ 411).

[3] سيف الدين قطز، قاسم عبده صـ164.

[4] معركة عين جالوت صـ124.

[5] المصدر نفسه صـ126.

[6] فوات الوفيات (2/268) معركة عين جالوت صـ126.

[7] شذرات الذهب نقلاً عن معركة عين جالوت صـ127.

[8] عين جالوت صـ128.

[9] المصدر نفسه صـ128.

[10] قصة التتار صـ353.

[11] الفتوح الإسلامية عبر العصور صـ347.

[12] المصدر نفسه صـ347، الطريق للقدس محسن محمد صـ175.

[13] الفتوح الإسلامية عبر التاريخ صـ348.

[14] التاريخ الإسلامي (16 ـ 388).

[15] المصدر نفسه (16 ـ 391).

[16] المصدر نفسه (16 ـ 392).

[17] قصة التتار صـ355.

[18] المصدر نفسه صـ356.

[19] من أجل فلسطين حسني أدهم جرار صـ102.

[20] البخاري، قصة التتار صـ357.

[21] قصة التتار صـ357.

[22] عين جالوت صـ123.

[23] معركة عبن جالوت صـ128 ـ 136.

[24] من أجل فلسطين، حسني أدهم جرار صـ98.

[25] معركة عين جالوت صـ136.

[26] الوافي في الوفيات (15 ـ 473) معركة عين جالوت صـ137.

[27] النجوم الزاهرة (7 ـ 97) معركة عين جالوت صـ138.

[28] انظر: إدارة الجودة الشاملة للشيخ فيصل بن جاسم بن محمد آل ثاني، حيث تم الحديث عن أساسيات إدارة الجودة الشاملة ومقومات الحصول على الثقة صـ213.

[29] الملك الصالح أيوب وإنجازاته السياسية والعسكرية صـ151.

[30] الأيوبيون بعد صلاح الدين الصَّلاَّبي صـ360.

[31] النجوم الزاهرة (7 ـ 197)، معركة عين جالوت صـ165.

[32] معركة عين جالوت صـ166.

[33] معركة عين جالوت صـ191.

[34] معركة عين جالوت صـ191.

[35] معركة عين جالوت صـ193.

[36] المصدر نفسه صـ250.

[37] معركة عين جالوت صـ151.

[38] المصدر نفسه صـ252، الخطط للمقريزي(2/489).

[39] الخطط(2/489) معركة عين جالوت صـ252.

[40] معركة عين جالوت صـ252.

[41] المصدر نفسه صـ253.

[42] المصدر نفسه صـ254.

[43] المصدر نفسه صـ301.

[44] معركة عين جالوت صـ302.

[45] المصدر نفسه صـ302.

[46] المصدر نفسه صـ302.

[47] المصدر نفسه صـ303.

[48] المصدر نفسه صـ303 ـ 331.

[49] دائرة المعارف الإسلامية (4 ـ 363)، معركة عين جالوت صـ283.

[50] معركة عين جالوت صـ283.

[51] ذيل الزمان اليونيني (1 ـ 361)، معركة عين جالوت صـ283.

[52] معركة عين جالوت صـ283.

[53] المصدر نفسه صـ283.

[54] المصدر نفسه صـ283.

[55] تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار (1 ـ 29)، معركة عين جالوت صـ285.

[56] جامع التواريخ (2 ـ 313)، معركة عين جالوت صـ285.

[57] بدائع الزهور في وقائع الدهور (1 ـ 305)، معركة عين جالوت صـ285.

[58] معركة عين جالوت صـ285.

[59] السلوك والمعرفة نقلاً عن معركة عين جالوت صـ285.

[60] النجوم الزاهرة (7 ـ 79)، معركة عين جالوت صـ285.

[61] جامع التواريخ (2 ـ 316)، معركة عين جالوت صـ286.

[62] معركة عين جالوت صـ286.

[63] معركة عين جالوت صـ287.

[64] أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (2 /290 ـ 291).

[65] معركة عين جالوت صـ287.

[66] النجوم الزاهرة (7 ـ 79)، معركة عين جالوت صـ288.

[67] معركة عين جالوت صـ288.

[68] المصدر نفسه صـ288.

[69] معركة عين جالوت صـ289، المغول للعريني صـ259.

[70] تاريخ ابن الوردي (2 ـ 293)، معركة عين جالوت صـ 290.

[71] ذيل مراة الزمان (1 ـ 366)، معركة عين جالوت صـ 290.

[72] تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى صـ 38.

[73] معركة عين جالوت صـ 291.

[74] النجوم الزاهرة (7 ـ 45،46)، معركة عين جالوت صـ 332.

[75] تشريف الايام والعصور في سيرة الملك المنصور صـ 264.

[76] معركة عين جالوت صـ332.

[77] تاريخ مصر، أسكندر عمون صـ196، معركة عين جالوت صـ333.

[78] سنن أبي داؤد، ك الجهاد رقم 2484.

[79] مسلم رقم 176، الضربات التي وجهت للإنقضاض على الأمة الجندي صـ113.

[80] تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين صـ473.

[81] رواه سعيد بن منصور، ك الجهاد رقم 2376 وله طرق تقوية.

[82] صفة الغرباء، سلمان العودة صـ205.

[83] الطائفة المنصورة، سلسلة تصدر عن مجلة البيان صـ65.

[84] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (2 ـ 375).

[85] الوحدة الإسلامية بين الأمس واليوم صـ23.

[86] المصدر نفسه .

[87] الطائفة المنصورة، سلسلة تصدر عن مجلة البيان صـ7.

[88] جهاد المماليك صـ 289.

[89] من أجل فلسطين صـ102.

[90] جهاد المماليك صـ290.

[91] قصة التتار صـ360.

[92] الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين والمغول د. فايد صـ120.

[93] المصدر نفسه صـ121.

[94] قصة التتار صـ359.

[95] المغول في التاريخ للصايد صـ198.

[96] القبجاق: فرع من الترك مساكنهم الأصلية حوض النهر ارتش وقد تنقلوا حتى استقروا بحوض نهر ارتل "الفلجا" في جنوب روسيا الحالية فعرفت تلك الجهة باسم القبجاق، كما عرفت به أيضاً دولة المغول المسماه القبيلة الذهبية.

[97] جهاد المماليك صـ113.

[98] المغول للعريني صـ257، جهاد المماليك صـ114.

[99] الطريق إلى بيت المقدس صـ141.

[100] السلوك للمقريزي (1/514).

[101] الطريق إلى بيت المقدس صـ141.



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


120 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


120

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 12 ـ صراعات داخل بيت الحكم المغولي

وصلت الأخبار إلى هولاكو بوفاة أخيه الأكبر منكو خان وتنازع أخوية الآخرين "قوبيلاي" "واريق بوقا" على ولاية عرش المغول فوجد نفسه مضطراً إلى العودة إلى مقره الرئيسي مدينة مراغة ليكون قريباً من مجرى الحوادث في منغوليا، ليسهل عليه التحرك إلى منغوليا إذا دعته الحاجة إلى ذلك، وبالرغم من أن هولاكو هو الابن الرابع لتولوي خان من حقه أن ينافس أخويه في تولي ذلك المنصب، غير أنه لم يولي ذلك المنصب اهتماماً، ولعل ذلك راجع إلى ما تهيأ له من النجاح والظفر في ايران والعراق والشام[95]، فضلاً عن خوفه من ازدياد هوة الخلاف وتعقيد الأمور ولكنه في الوقت نفسه كان يرى أن أخاه قوبيلاي أجدر بتولي العرش من أخيه الآخر ارقيق بوقا وحرص على أن يحضر الانتخابات ليزكي ترشيح أخاه قوبيلاي خاناً أعظم للمغول ومن ناحية أخرى لاننسى ما كان من ازدياد العلاقات سوءا بين هولاكو وابناء عمومته خانات القبيلة الذهبية "القبجاق"[96]، الذين باتوا يهددون ممتلكاته ـ وهذا صرفه عن مدّ الامدادات اللازمة للمغول في بلاد الشام، وكذلك لم يستطع قيادة جيش كبير للانتقام من هزيمة معركة عن جالوت ورد الاعتبار والهيبة للمغول ـ إذ أن بركة خان زعيم القبيلة الذهبية كان يميل إلى المسلمين في الوقت الذي كان هولاكو وحاشيته يعملون جاهدين على ارضاء المسيحيين واستمالتهم إليهم وتطور الأمر ببركة إلى أن اعتنق الدين الإسلامي، وتعرض هولاكو للتقريع والتأنيب من قبله وصار بركة يتهدده بالانتقام منه بسبب ما اقترفه من مذابح راح ضحيتها ألوف من المسلمين، وما أنزل بهم من دمار وخراب، فضلاً عما تعرض له الخليفة العباسي من الهوان وتجرئه على قتله، لذلك كثيراً ما وقع الاحتكاك بينهما عند جبال القوقاز التي تفصل بين نفوذهما، بل ذهب بركة خان إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قام باضهاد القبائل المسيحية التي كانت تسكن تلك المناطق وذلك رداً على ما سلكه هولاكو من سياسية تعسفية تجاه المسلمين بقصد اذلالهم، ويبدو أن هولاكو أراد أيضاً حداً لتصرفات التهكم والانتقام التي مارسها بركة ضده، فحاول أن يفرض سلطانه على الجانب الشمالي لجبال القوقاز، ولكن بركة أعد لذلك الأمر عدته، واستطاعت جيوشه أن تنزل بجيوش هولاكو هزيمة ساحقة[97]، وهناك أسباب أخرى ذكرت في دفع هولاكو للعودة إلى عاصمته بالمشرق فإن الذي يهمنا قوله هو أن ذلك الحدث المفاجيء كان تحولاً خطيراً، غير مجرى سياسة المغول التوسعية التي جعلت هولاكو لم يعد إلى فارس بمفرده، بل عاد ومعه جموع من عساكره[98]، وهذا مما ساهم في تحقيق النصر في معركة عين جالوت.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

119 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك



119


السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 11 ـ الزهد في الدنيا

لما تحدثنا عن أسباب سقوط الدولة الخوارزمية، ذكرنا منها، حب الدنيا وكراهية الموت، وكيف كان حب الدنيا مهيمناً على القيادة والشعب في ذلك الوقت، وقد دبت الهزيمة النفسية في قلوب المسلميين وتعلقوا بدنياهم الذليلة تعلقاً ورضوا بأن يبقوا في قراهم ومدنهم ينتظرون الموت على أيدي الفرق المغولية، وقد رأينا، محمد بن خوازم، وجلال الدين بن خوارزم والناصر لدين الله، والحليفة العباسي المستعصم بالله، وبدر الدين لؤلؤ، والناصر الأيوبي، كيف كانت نهايتهم أما قطز وشعبه، فقد فطنوا لهذا المرض، وزهدوا في الدنيا وكان سيف الدين قطز قدوة ومثلاً حياً بين الناس، فقد باع ما يمتلكه ليجهز جيوش المسلمين المتجهة لحرب التتار، ولم يطمع في كرسي الحكم، بل عرض القيادة على الناصر يوسف الأيوبي على قلة شأنه، إذا قبل بالوحدة بين مصر والشام، ولم يطمع في استقرار عائلي أو إجتماعي أو أمن أو أمان، فكرس حياته للجهاد والقتال، على صعوبته وخطورته، ولم يطمع في أن يمتد به العمر، فخرج على رأس الجيوش بنفسه ليحارب التتار في حرب مهلكة، ولا شك أنه يعلم أنه سيكون أول المطلوبين للقتل، ولا شك أنه يدرك كذلك أنه إذا لم يخرج بنفسه، وأخرج من ينوب عنه فإن أحداً لن يلومه؛ لأنه الملك الذي يجب أن يحافظ على نفسه لأجل مصلحة الأمة لكنه اشتاق بصدق إلى الجهاد وتمنى الموت بين صليل السيوف وأسنة الرماح فزهد في هذه الدنيا الفانية وكانت حياته تطبيقاً عملياً كاملاً لكلماته[94]، فكانت تلك الكلمات قد سرت روحها في أركان حربه وجنوده وشعبه وتحركوا لأحد الحسنين فكان النصر الكبير في معركة عين جالوت.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

118 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


118

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 10 ـ الاستعانة بالعلماء واستشارتهم

كانت من القيم الراسخة في دولة المماليك، قيمة العلوم الشرعية وعلماء الدين، فطول أيام الايوبيين في مصر، ومنذ أن رسخ صلاح الدين المذهب السني في مصر بعد قضائه على الدولة الفاطمية، وقيمة العلماء مرتفعة في أعين الناس والحكام على السواء، حتى أنه لما صعدت شجرة الدر إلى كرسي الحكم، وقام العلماء بإنكار ذلك وكتابة الرسائل المعادية للملكة وتحفيز الناس على رفض هذا الأمر، ما استطاعت شجرة الدر ولا أحد من أعوانها أن يوقفوا هذه الحركة الجريئة من العلماء[91]، وكان من طبيعة العلماء في ذلك العصر النزول في ساحات القتال وتحريض الناس على الجهاد كما حدث في الحملة الصليبية السابعة عام 648هـ، وكان من أشهر هؤلاء العلماء العز بن عبد السلام، وكان مقرباً ومحبباً لسيف الدين قطز، وأخذ بترشيده وقتاويه ونفذ ذلك وخصوصاً تلك الفتوى الشهيرة المتعلقة بوجود المال اللازم للإعداد ما يلزم الحرب، فعقد سيف الدين قطز مجلساً للمشورة في قلعة الجبل وحضر قاضي القضاة بدر الدين حسن السنجاري والشيخ عز الدين بن عبد السلام، وكان السؤال حول أموال العامة ونفقتها في العساكر، فقال ابن عبد السلام: إذا لم يبق في بيت المال شيء وأنفقتم الحوائص الذهبية ونحوها من الزينة وساويتم العامة في الملابس سوى آلات الحرب، ولم يبق للجندي إلا فرسه التي يركبها ساغ أخذ شيء من أموال الناس في دفع الأعداء، إلا أنه إذا دهم العدو وجب على الناس كافة دفعه بأموالهم وأنفسهم[92]، وانقضى الاجتماع ويفهم مما تقدم أن المسلمين لم يكونوا يوافقون على فعل شيء أو دفع ضريبة إلا إذا أقرها علماء الإسلام، وأصدروا الفتاوى بجوازها، وهذا يعني الخضوع للشريعة، ومن جهة أخرى فإن السلطان ملتزم بما صدر عن إفتاء العلماء، بل راح الأمراء ورجال الدولة يقدمون ما يملكون وأحضروا ما في بيوتهم من حلي نسائهم وأموالهم، وأقسموا لم يتركوا شيئاً، وذلك طواعية دون إرغام أو تهديد وإنما إستجابة لرأي الشريعة، ولما كانت هذه الأموال لا تقوم بالمطالب إستعان السلطان قطز بالرعية بعد أن تساووا جميعاً، وفرض إجراءات من أجل توفير المال اللازم للحرب، ومن ثم كانت الأموال التي أنفقها المسلمون في حرب التتار في موقعة عين جالوت أموالاً طيبة ساهمت في تحقيق الإنتصار[93]، وكان السلطان سيف الدين قطز يحترم ويقدر وينفذ فتاوى العلماء وكان يستعين بهم ويطلب مشورتهم في النوازل وكان العلماء والفقهاء يقومون بدورهم الكبير في توعية الشعب بالأخطار المحيطة به ويحرضون الناس على طلب الشهادة، والإستجابة لنداء الجهاد، فقد حدث تكامل بين أمراء المماليك والعلماء في مقاومة التتار، فكان ذلك الإنسجام والتعاون المستمر من أسباب النصر في عين جالوت، فبين العلماء أحكام الله تعالى في الجهاد، كيف يتعامل مع أموال العامة، حتى تصبح حلالاً لا ظلم ولا عدوان فيها، مع الإستعداد النفسي لدى السلطان قطز في تنفيذ حكم الله وأثر ذلك على شعور الناس بقيمة العدل التي ساهمت في جعل روح جديدة تسري في كيان الشعب تحت قيادة قطز.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

117 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


117

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 9 ـ سنة التدرج ووراثة المشروع المقاوم

قدم أمراء السلاجقة الكثير من أجل دحر الصليبيين، وقد حقق عماد الدين زنكي إنجازاً عظيماً بوضعه لمشروع رائد ـ ربما رأى الكثيرون في ذلك الوقت ـ إستحالة تحقيقه على بساطته، وهو مشروعه الوحدوي التحرري والذي حقق إبنه نور الدين جزئه الأول، وحقق صلاح الدين قسماً مهما من جزئه الثاني، ولذلك نرى إنتصار صلاح الدين في حطين تتويجاً لمشروع عماد الدين الوحدوي التحرري، فلولا الله ثم متابعة نور الدين لخطا والده في توحيد الشام ثم توحيد مصر مع الشام، لما تحقق هذا النصر[84]، الذي تم بفضل الله ثم جهود التوحيد التي قامت على عقيدة الإسلام الصحيحة التي تدعو للوحدة الإسلامية التي لا تفرق بين جنس أو لون، أو طائفة، وإنما جمعتهم الأخوة في الله والتي لم تفرق بين الأتراك والأكراد والعرب والفرس ولا غيرها من الأمم التي انضوت تحت راية الإسلام، قال الشاعر:

ولست أدري سوى الإسلام لي وطناً      الشام فيه ووادي النيل سيان

وإينما ذكر إسم الله في بلد                عددت أرجاءه من لب أوطاني



ولقد تفاعلت العوامل التي ساعدت على الوحدة في عهد صلاح الدين مع الزمن والوقت، وخضعت لسنة التدرج وأعطت ثمارها في معركة حطين وتوجت بفتح بيت المقدس، وأصبح المؤمنون فبتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى[85]، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الغزاة من أجل تمزيق أرجاء العالم الإسلامي، فقد نجحوا في تقطيع أراضي المسلمين، ولكنهم لم ينجحوا في تمزيق قلوبهم، وظل المسلم محباً لأخيه المسلم، ولسان حال كل منهم[86] يقول:

أبا سليمان قلبي لا يطاوعني          على تجاهل أحبابي وأخواني

إذا إشتكى مسلم في الهند أرقني  وإن بكى مسلم في الصين أبكاني

ومصر ريحانتي والشام نرجستي  وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

أرى بخارى بلادى وهي نائية       وإستريح إلى ذكرى خراسان

فأينما ذكر إسم الله في بلد    عددت ذاك الحمى من صلب أوطان

شريعة الله لمت شملنا وبنت             لنا معالم إحسان وإيمان[87]



إن سلاطين المماليك ساروا على نهج عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين وأخلصوا النية لله وحده وجددوا دعوة الجهاد معاً[88]، فهذا سيف الدين قطز بأقواله وأفعاله يبرهن على ذلك، فبعد معركة عين جالوت وقف خطيباً وقال: لقد صدقتم الله الجهاد في سبيله فنصر قليلكم على كثير عدوكم، إياكم والزهو بما صنعتم، ولكن أشكروا الله واخضعوا لقوله وجلاله إنه ذو القوة المتين، واعلموا انكم لم تنتهوا من الجهاد وإنما بدأتموه، وإن الله ورسوله لن يرضيا عنكم حتى تقضوا حق الإسلام بطرد اعدائه من سائر بلاده، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله[89]، والواقع اننا إذا تتبعنا أعمال سلاطين دولة المماليك في هذا المجال ندرك أن الدافع الاساسي لهم كان الجهاد في سبيل الله للذود عن ممتلكات المسلمين، ولما كان ذلك لا يتأتى إلا بتوحيد كلمة المسلمين، فإنهم قد سعوا جاهدين لتحقيق ذلك، فبدأوا جهودهم بتجميع الفلول الإسلامية التي فرت من وجه العدوان المغولي وحشدها داخل الأراضي المصرية، وخرج السلطان قطز على رأس تلك الجموع بعد أن غرس فكرة الجهاد في نفوسها وأشعل الحماسة في صفوفها إلى بلاد الشام وتمكن من كسر المغول في عين جالوت التي تعتبر بحق بداية النهاية للوجود المغولي في بلاد الشام، ترتب عليها إعادة الوحدة مرة أخرى بين مصر والشام، ليمهد الطريق لمن أتى بعده من السلاطين لمواصلة الجهاد ضد المغول والصليبيين، ذلك الجهاد الذي كان يعد في نظرهم فرض عين على كل مسلم لا يقل عن كونه ركناً من أركان الإسلام[90]، وخلاصة القول أن سلاطين المماليك استفادوا من الجهود التراكمية التي سبقتهم وبنوا عليها وجددوا الدعوة للجهاد وتحرير أراضي المسلمين من المشاريع الغازية المغولية والصليبية.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

116 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


116

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 8 ـ توفر صفات الطائفة المنصورة

لم يظهر سيف الدين قطز من فراغ وإنما سبقته جهود علمية وتربوية على أصول منهج أهل السنة والجماعة، وأصبح ذلك الجيل الذي أكرمه الله بالنصر في معركتي عين جالوت تنطبق فيه كثيراً من صفات الطائفة المنصورة والتي من أهمها:

أ ـ أنها على الحق: وللطائفة المنصورة من ملازمة الحق وإتباعه ما ليس لسائر المسلمين، وهي إنما إستحقت الذكر والنصح وتمسكها بالحق، حين أعرض عنه الأكثرون، ومن الجوانب البارزة في الحق الذي إستمسكت به حتى صارت طائفة منصورة ما يلي:

ـ الاستقامة في الإعتقاد وملازمة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مجانبة البدع وأهلها فهم أصحاب السنة.

ـ الاستقامة في الهدي والسلوك الظاهر والباطن والسلامة من أسباب الفسق والريبة والشهوة المحرمة،

ـ الاستقامة على الجهاد بالنفس والمال والأمر بالمعروف والنهي على المنكر، وإقامة الحق على العاملين.

ب ـ أنها قائمة بأمر الله: وهذه الخصيصة بارزة جداً في الوصف النبوي لهذه الطائفة، فهم أمة قائمة بأمر الله، وقد قامت دولة سيف الدين قطز بأمر الله، من الإعداد، والتخطيط، والدفاع عن الإسلام والمسلمين.

جـ ـ أنها تقوم بواجب الجهاد في سبيل الله: والطائفة المنصورة جاءت الأحاديث النبوية في وصفهم بأنه * يقاتلون على الحق * [78]، أو يقاتلون على أمر الله[79]، وكان سيف الدين قطز وجيشه قاموا بالجهاد الشرعي في سبيل الله وقتال أعداء الله من الكفار وغيرهم[80]، وتحقق نصر الله لهم في معركة عين جالوت.

د ـ أنها صابرة: فقد خص الله الطائفة المنصورة بالصبر، وقد رأيت كيف تسلح سيف الدين قطز وجنوده بالصبر الجميل في جهادهم ولم تستطع القوة الظالمة أن تخرجهم عن منهجهم وهدفهم الذي يسعون إليه، ولهذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء القوم بأنهم: لا يضرهم من كذبهم، ولا من خالفهم، ولا يبالون من خالفهم[81]، وهذه التعبيرات النبوية الكريمة تشير إلى هؤلاء العاملين الذين عرفوا أهدافهم وسلكوا طريقهم فلم ينظروا إلى خلاف المخالفين وعوائق المخزلين ولا تكذيب الأعداء الحاقدين، وكانوا يواجهون كل المتاعب بصبر وثبات ويقين[82]، وهذه الصفات التي جاءت في الأحاديث النبوية لوصف الطائفة المنصورة، قد إنطبقت على جيش سيف الدين قطز والمماليك الذين حققوا النصر في معركة عين جالوت، إن الانتساب إلى الطائفة المنصورة ليس شعاراً ولا هو دعوة وإنما هو تحقيق وعمل وتحقيق للصفات الشرعية لهم، وعمل بالواجبات الشرعية عليهم، فمن حقق الصفات وقام بالواجبات كان من الطائفة المنصورة ولو كان وحده[83]، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون * إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" * الصف ، آيات : 2 ـ 4 * .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

115 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


115

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 7 ـ بعد نظر سيف الدين قطز وسياسته الحكيمة

شعر قطز قبل أن يستلم السلطنة بالخطر على دولة المماليك وبخاصة من قبل المغول الذين دخلوا البلاد واكثروا فيها القتل والعذاب، ولابد له إزاء هذا الخطر أن يتخذ عدة إجراءات سياسية تضمن له النصر على اعدائه الذين لم يلبثوا إلا أياماً معدودات أو شهور حتى يتوجه الجيش المغولي إلى أراضي الشام ومصر، وبدأ التفكك الداخلي واضحاً عند استلام المماليك الاتراك، إذ حكمت إمرأة ولم يوافق الخليفة في بغداد على سلطنتها، وتزوجت فيما بعد من عزالدين أيبك لتحصل على الاعتراف الخليفتي، واحتدم الصراع بينها وبين زوجها أدى إلى قتلهما، واستلم الحكم علي بن أيبك وهو غير قادر على إدارة الحكم لصغر سنه، ولما كان قطز هو نائب السلطان والوصي على الصبي وهو يعلم أنه قادم على معركة فاصلة، أراد لكي تتاح الحرية السياسية والتصرف بالامور العسكرية والسياسية، أن يتخلص من السلطان الصغير، فاستلم الحكم وهذا إجراء سياسي داخلي، اتخذه هذا السلطان بعد أن استلم البلاد وهو مهم بالنسبة للمعركة القادمة، فقد هرب بعض أمراء المماليك البحرية إلى الملك المغيث صاحب الكرك لما رأو أنهم لا يستطيعون أن يؤثرون على المسيرة التي انتهجها قطز لاصلاح البلاد وتحضيرها، هربوا لكي يجدوا الحليف ضد هذا القائد، وحاولوا القتال وزحفوا نحو مصر في سنة 655هـ /1257م، لكن قطز تصدى لهذه المؤامرة وتغلب على الأمراء وأوقع فيهم القتل وردهم على أعقابهم[74]، ولم يمكنهم أبداً من العبث بأمن الدولة وقدرتها  وتصديها للعدو المرتقب، المغولي، وظل صامداً يتابع توجيه السياسة وأصلاح البلاد وتخليصها من الفتن والاضطرابات وتوحيد جبهتها الداخلية، حتى إذا اقتربت معركة عين جالوت وإزداد الخطر رأى أنه من المناسب إعادة الصف بينه وبين الامراء الهاربين الذين حاربوه لتجتمع الكلمة وليستفيد من خبرتهم في الحروب وفي قيادة الجيوش[75]، وهكذا كان الإجماع الداخلي على التصدي للعدو المغولي وتوج هذا الإجماع بقرار مجلس الحرب وبحضور جميع الساسة في البلاد، وتحققت الوحدة الداخلية[76]، وبعد ذلك إهتم بالوضع السياسي الخارجي وعمل على تحييد الصليبيين وعقد معاقدة صلح معهم وإستفاد من المرور بأراضيهم، ولم يقاتل على جبهتين، وقابل المغول في عين جالوت وانتصر عليهم، وإستمرت الأعمال السياسية والإدارية بعد المعركة، فقد أرسل قطز رسلاً إلى بعض الدول يخبرهم فيها عن إنتصاره، كما أعلن ذلك على الشعب في مصر والشام وبذلك ثبت دعائم الأمن والاستقرار السياسي، كما نظم البلاد من الناحية الإدارية، وعين النواب وبسط نفوذه على كل البلاد التي كان يحتلها المغول في الشام[77]. وهذا دليل على بعد نظره وحنكته السياسية.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

114 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


114

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 6 ـ عبقرية التخطيط

إشتهر قادة المماليك بالقدرة على التخطيط والتنفيذ، ومعرفة قوانين الحرب والمبادئ التي تلعب دوراً هاماً لبلوغ النصر وإذا أمعنا النظر في معركة عين جالوت بصورة خاصة والمعارك التي تلت بصورة عامة لأدركنا تماماً أن قادة الجيش المملوكي كانوا يطبقون هذه المبادئ إلى أبعد الحدود ولا سيما الظاهر بيبرس الذي إشترك في هذه المعركة بالذات وفي المعارك التي شهدها بنفسه فيما بعد:

أ ـ الاقتصاد في القوى: لم يشأ قطز القائد الأعلى للجيش أن يشرك القوى جميعها في معركة عين جالوت، ولكنه كان يقود القوى الرئيسية للجيش، وبيبرس كان يقود الطليعة، وقد إشتبكت الطليعة ـ وهي جزء من الجيش ـ مع حامية غزة[49]، كما إشتبكت القوة الرئيسية هذه مع الجيش المغولي، كما إشتبكت الميمنة مع ما يقابلها وكذلك الميسرة بأعداد تناسب القوة التي كانت تجاهها[50]، وكان قطز حريصاً كل الحرص على أن يوزع قواته بصورة تتناسب مع القوات التي تقاتل ضده من الجيش المغولي، فقد أفرز قوة للمجنبات وأخرى للالتفاف القريب، وثالثة للبعيد، ورابعة للكمين، وخامسة لإعاقة وجذب قوى العدو[51]، وأما بيبرس فقد أظهر براعة حربية في الاقتصاد في القوى في هذه المعركة عندما قاد الطليعة وقاتل وهو في طريقه إلى عين جالوت، ثم في الكمين الذي نصبه للعدو[52]، ثم في المطاردة التي كان فيها هذا المبدأ واضحاً كل الوضوح، إذ أرسل القوى المناسبة على كل محور من المحاور وعلى كل إتجاه سلكته القوات المهزومة من الجيش المغولي[53].

ب ـ تجميع وحشد الجيوش على الإتجاهات الرئيسية: لما أراد الجيش المملوكي مقابلة الجيش المغولي في معركة عين جالوت جمع سيف الدين قطز الجيش المصري وأرسل إلى الجيش الشامي وحشد الإمكانات المتاحة، وأرسل في القرى والمدن والبادية يحث الميليشيات الشعبية والتفت هذه التشكيلات جميعاً في أمر المعركة وركزت الجهود الرئيسية نحو تجميع الجيش المملوكي الذي كان يتحرك بإتجاه مرج بن عامر، وسار بإتجاه الساحل بكتلة واحدة، فوحدة الجيش وقتاله ككتلة واحدة متماسكة يساعد الجيش على تحقيق النصر[54] وهو ما قد تم في عين جالوت.

جـ ـ الضغط على الأعداء: كان ذلك واضحاً في معركة عين جالوت عندما تصدى قادة الجيش لقادة الجيش المغولي وثبتوا ثبوت الرواسي أمامه، وأمام كل عنجهيتهم وإنذارهم، ولما تقابلا لم يصمد الجيش المغولي وخرقت جبهته، وتعقبه الجيش المملوكي، ولم ينفصل عنه أبداً حتى إذا أدركه وضع فيه السيف ولحقه إلى أطراف الشام والبادية[55]، وبدأ الضغط واضحاً في عدة أمور، أهمها رفض الإنذار وقتل الرسل[56]، والتفوق العددي الذي أوجس منه خيفة قائد الجيش المغولي وتردد كثيراً في طلب المدد ليكون هناك توازن بين الجيشين[57]، وإجبار الجيش المغولي أن يفتح وأن يقاتل في مكان غير مناسب والسرعة في التحرك وحسم الأعمال القتالية[58]، والصمود القوي أثناء القتال، فما كانت تفتح ثغرة حتى يبادر قطز إلى صدها، وأهم المواقف الصمودية هو الموقف الذي صمدت فيه الجبهة وبخاصة الميسرة الذي كاد أن يتداعى[59]، والهجوم الصاعق الذي أدى إلى قائد الجيش المغولي وقتله[60]، والمطاردة التي ظل فيها الجيش المملوكي على تماس وضغط على الجيش المغولي الذي هرب وظن بهروبه النجاة، ولكنه كان ملاحقاً كيف إتجه ومطارداً أينما سار[61].

ح ـ تحقيق المفاجأة: أن المفاجأة قد تمت في هذه المعركة بالإخفاء والتمويه وبظهور أعداد قليلة من الجيش أمام القوات المغولية في الأراضي السهلية، إنما قوة الجيش الرئيسية فقد بقيت إلى الخلف وراء التلال والمساتر في مرج ابن عامر، وبصمود الجيش المملوكي وقتاله الذي وضع كتبغا في حيرة وتشكيلة القتال الجديدة/، وبنصب الكمائن، وبث الدوريات أمام تقدم القوات المغولية، وبالتطويق الكامل، وبالصمود أمام هجمات المغوليين المتتالية، بقيت المطاردة التي لم تنته إلا بقتل وتشريد المنهزمين وإبادتهم، وبالشدة والتنكيل والقسوة والحزم والبطش الذي لم يكن يتوقعه المغول أبداً، هذه المفاجأة مكنت الجيش المملوكي من تحقيق النصر[62].

س ـ وضوح الهدف: كان قطز القائد الأعلى للجيش واضح الهدف، إذ أعلن القضاء على الجيش المغولي وتدميره والانتصار عليه منذ أن أعلن الحرب وقتل الرسل[63]، هذا هو الهدف النهائي الذي سبقه أهداف مرحلية كالتخطيط لهذا القتال، وإستخدام الرجال والأسلحة التي تستطيع أن تقضي على العدو وجمع الأموال[64] والاتفاق مع الصليبيين في عكا على الإلتزام جانب الحياد[65].

ش ـ المناورة بالقوى والوسائط: وزع قائد الجيش المملوكي القوي الوسائط قبل بدء القتال، وأثناؤه ظهرت ضعف الميسرة، فنقل القوى والوسائط إليها وقواها، وهنا ظهرت عبقرية هذا القائد عندما نقل بعض المجموعات القتالية وسد الثغرة التي أحدثها الجيش المغولي، كما إستطاع أن يقود الإحتياطي الموضوع تحت تصرفه ويناور به ليصل إلى قبالة هذا الخرق فيتصدى للقوات المغولية فيوقفها[66]، كما قام بدور مهم عند نقل بعض القطعات من المجنبات لتقوم مع النسق الثاني بالهجوم المعاكس، وفعلاً كانت السرعة مذهلة في المناورة عندما تحرك هؤلاء الجنود وقاموا جميعاً بهجوم مضاد وقضى على الوحدات والقطعات المغولية التي تسربت خارقة دفاع الجيش المملوكي، وقد ظهرت هذه البراعة أيضاً عندما تلقى قائد الجيش المملوكي معلومات عن قوة العدو وضعفه وأماكن تمركز قوته، فناور بقواته وأعاد تشكيلها، بما يتلاءم مع هذه المعلومات الجديدة[67].

ع ـ السرعة في الأعمال القتالية: تجاوب القائد الأعلى للجيش المملوكي بمجرد سماعه التهديد المغولي وأعلن التعبئة وعقد مجلس الحرب وإتخذ إجراءات تحضيرية سريعة، فتحركت القوات مستجيبة لهذا النداء الجهادي لملاقاة العدو وسبقه إلى أرض المعركة المناسبة قبل أن يتحرك الجيش المغولي فيهاجم الديار المصرية، ويغزو المماليك في عقر دارهم، ومن الأهمية بمكان أن نذكر دور قائد الطليعة وسرعته، والتفويت على قائد * الجيش المغولي بيدرا *  كل مبادرة مما أتاح لبيبرس أن يقضي على حامية كبيرة متقدمة قرب غزة من جراء السرعة التي قام بها رئيس أركان الجيش المملوكي[68].

ص ـ المخابرات العسكرية: بث قطز العيون واعتمد على الأهالي الذين كانوا يتجاوبون مع طلبات الجيش على حقد من المغول وتصرفاتهم، ولهذا فإن المعلومات كانت تصل تباعاً إلى هيئة أركان الجيش المملوكي، في حين أن الجيش المغولي لم يعتمد كثيراً على الاستطلاع، بل إعتمد على قواته وشدته في الحروب ولم يأبه لما يجري حوله، ولم يقم بإجراءات كشف العملاء والجواسيس الذين كانوا يدخلون معسكراته، ويأخذون منها الأخبار ويوصلونها إلى المماليك[69]، وبالإضافة إلى ذلك فإن بيبرس عندما اصطدم بحامية غزة المغولية استطاع أن يتلقى أخباراً صحيحة عن قوة الجيش المغولي وتحركاته واسلحته وقادته[70]، وكذلك فإن قادة الجيش المملوكي ارسلوا حراسات متقدمة عبارة عن مخافر، تصنت وإنذار من مهامها نقل المعلومات عن الانساق وعن تحركات الجيش المغولي[71]، وكان من مصادر الاستخبارات المملوكية، عمال البريد الذين كانوا يكلفون بمهام مخابراتية بالاضافة إلى نقل البريد الحربي، إن هذا الجهاز كان يتحرى أحوال العدو وإمكاناته ومعرفة البؤر والجهات الخطرة من الداخل والتحري من الاعمال الهدامة، أو الاشخاص الذين يقومون بدور العمالة والتجسس على القوات الصديقة وكان يطلق على رئيس هذا الجهاز*  صاحب الخبر والتحري *  الذي كان له خبرة واختصاص[72]، إن للاستخبارات دوراً كبيراً في الحروب الماضية والحاضرة في إحراز النصر، ولقد كانت الاسباب الصحيحة التي تلقاها قادة الجيش المملوكي وبنوا قرارهم على هذه معلومات صحيحة فكان القرار سليماً والنصر محققاً[73].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

113 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


113

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 5 ـ الإعداد وسنة الأخذ بالأسباب

إن إنتصار المسلمين في معركة عين جالوت، لأنهم عرفوا كيف يتعاملوا مع سنة الأخذ بالأسباب، وكان سلاطين المماليك أصحاب فقه عميق بسنة الأخذ بالأسباب، ويظهر ذلك من خلال حرصهم على العمل، وقوله تعالى: "واعدوا لهم من استطعتم من قوة ومن رباط الخيل…" * الأنفال ، آية : 60 * ، لقد فهم قادة المماليك أن أمر التمكين لهذا الدين يحتاج إلى جميع أنواع القوى على إختلافها وتنوعها، ولقد قاموا بشرح هذه الآية عملياً من خلال التدريب والتعليم والتخطيط والتنظيم…الخ .

لقد إهتم قادة المسلمين في مصر بتأهيل الفارس لكي يدخل الحرب وهو على أتم الإستعداد لها، وكان أغلب الملوك والسلاطين والأمراء من الفرسان المعدودين ومن الأبطال الشجعان الذين على علم بالرماية ولعب الرمح وضرب السيف وخفة الحركة في ساحة الميدان وبفنون القتال وباستخدام الأسلحة المعروفة في ذلك العصر، ولم تقتصر الفروسية على الوجهاء، بل كان أغلب الجنود أو قل جميعهم من الفوارس ومن المدربين على تلك الأعمال التي في نظرهم في مقدمة كل أمر، ومن أبرز الصفات عند الجيش المملوكي[36]، والتي كان يركز عليها عند القادة في وقت الإعداد والتدريب والأخذ بالأسباب:

أ ـ العمومية والشمولية: إن التدريب كان يشمل المؤخرة، كما يشمل المقدمة، والتشكيلات كما في القطعات والوحدات، والفرد كما في المجموعات، والجندي كالقائد، والبحرية كالقوات البرية، ولا يستثنى أحد، وكانت هذه التدريبات تتناول جميع أنواع التدريب وأشكاله وطرائقه، كما تتناول جميع أنواع الأسلحة المستخدمة في القتال، والتدريبات التي تحافظ على اللياقة البدنية، وترفع من قدرة الجندي القتالية، كألعاب السباق والمصارعة، وبهذه العمومية والشمولية توصل الجيش المملوكي إلى توازن قتالي بين صفوف قواته وإختصاصاتها المختلفة، وإلى وحدة الجيش الحربية، وإلى ثقل الضغط والخرق، فإن ركز جهوده الرئيسية إلى قطاع من دفاعات العدو تراه يجمع كل الجهود لهذا القطاع، كما حدث تماماً في معركة عين جالوت عندما خرق الدفاع وإستطاع أن ينفذ من اليمين والشمال وأن يصل خلف القوات المغولية بالرغم من الصمود وثبات الدفاع[37].

ب ـ ملازمة التدريب العقائدي مع التدريب القتالي: كان المماليك يدربون على أصول العقيدة وأحكامها ونظرتها إلى الجهاد تحت إشراف مدربين إشتهروا بالتربية والتعليم، وكان يعلمونهم القرآن الكريم حتى أن بعض المدربين كانوا يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب، وكذلك كانت علوم شرعية متنوعة في التفسير والحديث والسلوك واللغة، وبعد نجاحه في أمور العقيدة وإتمامه هذه المرحلة، وبعد أن يكبر، يسلم إلى مدربين في أمور الحرب والقتال، فيتدربون على ركوب الخيل ويتدرجون من السهولة إلى الصعوبة،فيقاتل على ظهرها بسلاح واحد ثم يصل إلى جميع الأسلحة ويتدرب في حالة الركض والوثوب عنها، ثم ينتقل إلى الرمي والدقة في الإصابة على القبق والضرب بالسيف والطعن بالرمح وإستخدام الدبوس ولعب الصولجان، ثم يتدرب على طرق القتال في الميدان وهذه هي أصعب مرحلة في التدريب يخرج من بعدها مقاتلاً قوياً في عقيدته قوياً في قتاله وهو بهذا لا ينقطع عن التدريب العقائدي أو القتالي بل يظل ينمي تدريباته، حتى يصل إلى أعلى مستوى من التدريب [38]المتلازم.

ج ـ التدريب بشكل متواصل: إن المقاتل المملوكي بعد أن ينهي هذه المراحل جميعها لا يتوقف عن التدريب ابدا، وإنما هناك الميادين المتعددة التي يلتقي فيها المقاتلون ليقوموا بتدريباتهم المعتادة ويوصل العسكري المملوكي تدريبه على جميع أنواع القتال وعلى اختلاف الأسلحة في جميع الظروف والأحوال الصعبة، ويبقى من الصباح حتى المساء حتى ولو كان الجو ماطراً أو بارداً أو حاراً[39]، فالمهم عنده تنفيذ البرنامج التدريبي المقرر وكذلك كان التدريب العقائدي فقد كان الموجهون المشايخ كثيرين، وكذلك فإن دور العلم التدريب كانت كثيرة وهي لا تخلو من المقاتلين الذين يلازمون هذه الأماكن التي كانت منتشرة بشكل واسع[40].

س ـ التخصص في التدريب: لقد شاع التخصص في الوظائف العسكرية في الجيش المملوكي فكل مادة لها مدربون خاصون بها، فالنشاب اختص به قادة عسكريون عرفوا به، فهم يقومون بتدريبه وتعليمه للفوارس المبتدئين، كما كانوا يؤلفون الكتب العديدة التي تبحث في هذا السلاح وقواعده رميه وأصوله وأجزائه التي يتألف منها وعمل كل جزء واستخدامه في الميادين وفي ساحات القتال التي تفرض عليه أن يتخذ أوضاعاً مناسبة لكل سلاح، على أن هذا التخصص زاد من المعارف، وأكسب المدربين والمتدربين الدقة والسرعة وأداء الحركات بكل اتقان وفنية عالية[41]، وكان المدرب يتدرج حسب خبرته وتحصيله للعلوم إلى ثلاث درجات الاولى يكون فيها معلماً والثانية أستاذاً. والثالثة رئيساً، ولا يرقى من درجة إلى درجة أعلى إلا إذا حصل على نجاح في الفحص وقدم شيئاً من مؤلفاته وخبرته في العلوم العسكرية[42].

لقد دخل المماليك المعركة بعد إعداد وأخذ بالاسباب وحققوا نصراً ساحقاً على المغول، لقد اتخذ قادة المماليك مجموعة من الاجراءات والأعمال كان الهدف منها التأثير على القوات المغولية في عين جالوت وكان من أهم هذه الاجراءات:

ـ الرد الفوري على الأنذار: درج المغول خلال حروبهم السابقة على توجيه إنذار قتالي إلى زعيم البلاد أو قادتها يحمله مراسلون يتضمن الأعمال المجيدة التي قام بها الجيش المغولي والبطش الذي إستخدمه، والشدة التي عامل بها تلك الجيوش التي تصدت له، مذكراً ما حل بالمعاندين من دمار وخراب ثم يدعوهم إلى الاستسلام والطاعة، فإن أبى الخصم ذلك إبتدأت المعركة على أشدها لا تبقي ولا تذر[43]، أما المماليك فقد كانوا يخشون لقاء المغول، ويتوجسون شراً من الاقتتال معهم، وقبل عين جالوت وصل رسل هولاكو وسلموا الإنذار إلى السلطان قطز زعيم البلاد، وفي هذا الإنذار من الوعد والوعيد وأهم ما يتضمنه الإستسلام، أو القتال، أو الجلاء عن البلاد[44]، إلا أن القيادة المملوكية ردت على هذا الإنذار بقتل الرسل وإعلان الحرب والاستعداد للمجابهة[45].

ـ مجلس الحرب: إنعقد مجلس الحرب في القوات المسلحة المملوكية مباشرة بعد الإنذار، ويتألف من السلطان القائد الأعلى رئيساً، وعضوية كل من أتابك العساكر وشيخ الإسلام وقضاة الإسلام وأمراء المئين، أي قادة التشكيلات المقاتلة وأعيان المشايخ، ومن مهمته النظر في مشروعية الحرب، وتعبئة الجنود، وإعلان النفير العام والتدريب، وتأمين الأسلحة والذخائر، وتحضير الأموال اللازمة وتعيين أمير التجريدة العام والأمراء الذين بصحبته والذين يشكلون أركان الجيش وقادة التشكيلات[46]، ودارت المناقشة التي كان يرأسها قطز، وكان كل عضو يعبر عن رأيه بكل صراحة ووضوح، وكانت المناقشة جادة ومسؤولة، وانفض المجلس على قرار تاريخي، وتحضير قتالي، وإستعداد مع هذا اللقاء الحاسم[47].

ومن الإجراءات التي تم العمل بها، التحضير والإعداد للحرب، تحشيد الناس، والتوجيهات العملياتية، وتقسيم المحاور القتالية والاهتمام بالطليعة والتحييد والحرص على التفوق الكمي والكيفي والإعتناء والإخفاء والتمويه، وإختيار مكان المعركة وزمانها، ومنطقة التمركز، ومخادعة العدو ونصب الكمائن والمطاردة، والتضليل الإستراتيجي والمحافظة على المقاتل والتقليل من الخسائر، الترتيب القتالي، والتشكيلات القتالية، والقتال الإستراتيجي بالجيوش المتلاقية والبريد الحربي ووسائط الاتصال، ومراعاة ميزان القوى، والتصميم للوصول للهدف، وتحقيق النصر السياسي الذي بدوره يقود إلى النصر العسكري[48]، وغير ذلك من الخطوات المهمة التي ساهمت في تحقيق النصر.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

112 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


112

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 4 ـ إحياء روح الجهاد

كانت الغاية من التوجيه المعنوي في الجيش المملوكي التذكير بالجهاد والحث عليه والترغيب وشحن النفوس بمقارعة ومحاربة العدو، وصون الديار، والحرمة الإسلامية، القوة المعنوية يركز عليها في كل الجيوش فلا ينتصر جيش بدون معنويات، ولهذا فإن القيادة تسعى دائماً إلى زيادة هذه القوة ورفعها، فهي تحاول أن يكون السلاح حديثاً موثوقاً به والشئون الإدارية بحالة جيدة كالطعام واللباس والحاجيات الأخرى، ولقد أكثر المماليك من الوسائل التي ترفع هذه القوة كالمكافآت والترقيات، وإغداق الأموال، ولكن هذه الوسائل كانت موقتة للسكن الذي لا يلبث أن يعود الجندي إلى حالته الطبيعية ولكن هناك وسيلة كبيرة هي العقيدة التي كانت تأمر بالقتال وأن النتيجة مع المقاتلين في النصر أو الإستشهاد، وقد أشعل هذه الناحية المشايخ في الجيش المملوكي فأججوها، ورفعوا بها إلى المكان الذي يمكن أن يأخذوا من الجندي كامل طاقته وقدرته[33]، وإذا أردنا أن تحمل بواعث المعنويات عند الجيش المملوكي في معركة عين جالوت لخصناها كما يلي:

ـ زيادة حجم الجيش المملوكي وتفوقه على خصمه.

ـ الثقة في الله في تحقيق النصر.

ـ الانتقام من المغول الذين طغوا وبغوا في البلاد التي احتلوها والثأر لكل المظلومين والمقهورين.

ـ العقيدة التي أججت في المقاتلين روح التضحية والفداء وجعلتهم يقدمون على الموت وهو أحب إليهم من الحياة.

ـ الاستعداد الكامل والتحضير لهذه المعركة، وحشد كل الطاقات والإمكانات لنجاحها.

ـ تراخي العدو وعدم إكتراثه وعدم تطبيقه الأسس والمبادئ الحربية وعدم أخذ الحيطة والحذر[34].

إن الذي يلفت النظر في موضوع المعنويات هو العقيدة، فيها اجتمعوا وتوحدوا على مستوى واحد، وأرضية واحدة، فالمملوكي مهما كانت طبقته وقوميته فهو عقائدي وبهذا الإنتماء قدم الجهاد، وبهذه المزية إندفع بمعنوية لا تقابلها معنوية في الجيش المغولي، فذاك قطز نادي بأعلى صوته * وا إسلاماه *  فاجتمع له الجيش بفئاته المختلفة بمعنويات عالية، ذلك لأن هذا النداء العقائدي أجج في نفوس القادة والجنود كل إمكانيات المقاتل القتالية، وجعله يقدم الإرادة حباً وتضحية وفداء واستبسالاً، على هذا النداء قاتل الجيش المملوكي قتال رجل واحد، فانتصروا على أكبر قوة في تلك الحقبة[35].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

111 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


111

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 3 ـ الجيش القوي

يعتبر الجيش المملوكي في ذلك الوقت من أقوى الجيوش الإسلامية والفضل لله ثم للملك الصالح أيوب، الذي قام بإصلاح عسكري في الدولة الأيوبية ووضع سياسة جديدة تقوم على إستخدام الأتراك المماليك بشكل لم يسبق له مثيل من قبل إسلافه الأيوبيين مكنته من متابعة حروبه الخارجية مع مملكة بيت المقدس والتصدي للحملة الصليبية السابعة[29]، ورافق ذلك التطوير العسكري الإهتمام الديني به من حيث التربية والتعليم حتى أصبح كتائب المماليك تدافع عن عقيدة الإسلام، وأصبحت الدولة تحتفظ بجيش عقائدي ومنتظم ومدرب أحسن تدريب صناعته الحرب والقتال وأيدي من المهارة والبسالة في قتال القوات الصليبية برغم هزيمتهم في بداية الأمر، وتميز القواد المسلمون بوضع الخطط الحربية الممزوجة بالمكر والخدع الحربية[30]،، وتسلم المماليك المؤسسة العسكرية الأيوبية بعد وصولهم للحكم وحافظوا عليها وقاموا بتطويرها، لقد اشترك الجيش المملوكي في معركة عين جالوت بقياداته العسكرية والتشكيلات المقاتلة النظامية، والجيش المركزي، والجيوش الإقليمية، والجيوش الإحتياطية بما فيها القبال العربية والتركمان والأكراد، وقدر المؤرخون في ذلك العصر أن حجم الجيش المملوكي بالكامل كان في حدود 40 ألف مقاتل[31]، وكان عدد الفرسان في حدود عشرة آلاف فارس وأغلبهم من المماليك وقسم قليل من غيرهم من المشتركين في المعركة، وكان عدد الجيش المغولي في عين جالوت 15 ألف مقاتل، وذلك أن القوة الرئيسية من هذا الجيش تحركت بإتجاه فارس مع هولاكو وتوزعت بعض القوى الأخرى في المناطق التي احتلها مروراً ببغداد وإنتهاء بالشام وكان في إعتقاد القادة المغول إن هذا العدد قادر على تحطيم وتدمير الجيش المملوكي بكل سهولة طالما إن له الخبرة في الحروب وسبق أن انتصر على كل الجيوش التي اشتبك معها، وقد أكد على هذا العدد مجموعة من المصادر التاريخية من أهمها، جامع التواريخ، وتاريخ مختصر الدول، وتاريخ الشهابي، وتاريخ الصليبيين، وتاريخ الزمان[32]،

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

110 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


110

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 2 ـ توسيد الأمر إلى أهله

قام سيف الدين قطز بتوسيد الأمور إلى أهلها واهتم بالكفاءة والأمانة، قال تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين" * القصص ، آية : 26 * ، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن إعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إذا ضُيعت الامانة فانتظر الساعة قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة[20]. فإذا تولى الأمور رجال لا يمتلكون كفاءة ولا يتصفون بأمانة، ولم يصلوا إلى مكانهم إلا بواسطة أو قرابة أو رشوة إذا حدث ذلك فاعلم أن النصر بعيد[21]، أما سيف الدين قطز، فقد اسند الأمور إلى أهلها، واختار قادة جيشه وأركانه وكان لهم الفضل بعد الله تعالى في الانتصار على المغول على المستوى التكتيكي والاستراتيجي[22]، ومن أشهر هولاء القادة الذين ساهموا في النصر:

أ ـ الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري: كان في معركة عين جالوت رئيس أركان الجيش المملوكي وقائد الطليعة، طارد بيدرا قائد طليعة الجيش المغولي إلى أرض فامية، ظهرت عليه النجابة والفطنة في سن مبكرة من حياته التي كان فيها مملوكاً وقربه وقدمه الملك الصالح نجم الدين ايوب على الجمدارية الذين كانوا عنده وحضر معه معركة دمياط وأبلى فيها بلاء حسناً ظهرت عبقريته العسكرية وشجاعته الفائقة، لا يزال الكره يملأ قلبه والحقد الكبير على المغول الذين أهانوه وأسروه وعندما كان عمره أربعة عشر عاماً، وباعوه فشروه إلى أن وصل إلى البند قداري الذي سمي الظاهر باسمه، ثم انتقل إلى الملك الصالح وكان من أبطال معركة المنصورة التي كانت من المعارك الحاسمة بين الصليبيين والأيوبيين والتي انتصر فيها الجيش الأيوبي الذي كان في أكثره من المماليك ورأى بنفسه أنه يمكن الانتصار على هؤلاء وغيرهم وأنه بإمكان المماليك، لو نظموا ودربوا، أن ينتصروا على كل طامع وغاصب وقد تميز، بثقافته العسكرية التي كان يتمتع بها، إذ كان شغوفاً بدراسة تاريخ المعارك والحروب وكان يشجع ويحث العسكريين التركيز على هذه الدراسة وبنفس الوقت كان يحب الاساتذة وخبراء الحرب ويميل إليهم ويكرمهم ويهيء لهم الجو الملائم للتدريس وإعطاء مزيد من المعلومات التاريخية العسكرية وكان يقول: سماع التاريخ أعظم من التجارب، وحافظ على التدريب العسكري المتواصل، والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة من الامور المتعلقة بالسياسة والحرب، وقد تمتع بصفات قيادية فذة، وكان يأخذ بالحذر والحيطة لكل الامور، واتخاذ المناسب حيال كل حدث أو اعتداء، والخبرة الطويلة والمدة الزمنية الكبيرة التي قضاها في الحروب الحقيقية[23]، كان من الشخصيات القيادية التي ساهمت في تحقيق النصر في عين جالوت.

ب ـ الأمير فارس أقطاي: المستعرب: أتابك الجيش والذي تولى تجهيزه وإعداده والأشراف على كل أموره، وفوق كل ذلك، فقد كان هو بنفسه من الرجال الموثوق بدينهم، واخلاقهم وشجاعتهم وكفاءتهم في الأعداد والتنظيم والتعبئة[24]، كان مقداما شجاعاً وذا معرفة بالحروب وكان قطز يعول عليه كثيراً، وكان هادئاً ورعاً، محباً للخير، مقرباً إلى الملك قطز ومحبوباً من قبل مرؤوسيه[25].

ج ـ سنجر الحلبي: كان أتابك العسكر في زمن الملك المنصور علي بن آيبك سنة 655هـ/1257م، وكان نائب المظفر قطز في دمشق في أعقاب معركة عين جالوت، ولما جاءه خبر مقتل قطز واستلام الملك الظاهر ومبايعته هرب إلى بعلبك وضيق عليه ثم ألقى القبض عليه وسجن ثم أطلق سراحه وكان على درجة كبيرة من البطولة والشجاعة وقد أبلى بلاءً حسناً في المعركة الفاصلة[26].

د ـ آقوسي الشمس الأمير جمال الدين: كان جندياً قوياً، وأميراً موصوفاً بالشجاعة والإقدام والجرأة في التنفيذ، وقد كان خشداشيا عند الأمير بدر الدين البيسري، كما خدم عند غيره، وقد ظهرت عليه تطلعات الإرتقاء إلى المناصب العالية، حتى إذا كانت معركة عين جالوت، شكل من وحدته العسكرية، وقصد مقر قيادة المغول، حتى إذا كان قاب قوسين أو أدنى من القائد العام للجيش المغولي انقض عليه وأصابه وطرحه أرضاً وأسر كتبغا، ولما رأى الجيش المغولي وقد أسر قائده خارت قواه وضعفت معنوياته، وبهذا فقد حقق آقوشي نصراً لجيشه، بل كان منعطفاً تاريخياً ثم ولي فيما بعد نيابة حلب وبقي فيها حتى توفي[27].

هـ ـ هؤلاء كانوا من أهم قادة جيش المماليك الذين حققوا النصر الكبير في عين جالوت، فكانوا من أسباب النصر، لقد إهتم سيف الدين قطز بالكفاءات والقادة الآخرين فتعاطفوا معه والتفوا حوله وتولدت الثقة التي كانت المفتاح الرئيس لتحقيق التمكين في عين جالوت، وكان سيف الدين قطز يملك مقومات الحصول على الثقة من الأمراء والعلماء، وعامة الناس والتي من أهمها:

ـ التعاطف ويتحقق ذلك من خلال الإهتمام بالآخرين والوقوف إلى صفهم فيما يحدث لهم من خير وشر ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم ومن خلال ذلك تم كسب ثقة القادة والعلماء وعموم الشعب.

ـ الصدق والصراحة، والكفاءة والعمل الجماعي المنظم والإنتماء للإسلام والقدرة على الاتصال بالآخرين، وكل هذه المقومات ساهمت في كسب الثقة في سيف الدين قطز[28].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

109 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


109

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 1 ـ القيادة الحكيمة

أكرم الله الأمة في تلك الفترة التاريخية الحرجة، بالسلطان سيف الدين قطز وكان رجلاً صالحاً، كثير الصلاة في الجماعة، ولا يتعاطى الشرب ولا شيئاً مما يتعاطاه الملوك[1]، وكان شجاعاً وبطلاً، كثير الخير، ممالئاً للإسلام وأهله وهم يحبونه[2]، وكان مقداماً حازماً حسن التدبير، وكانت الأمة في أشد الحاجة لقيادة حكيمة، تتصف بصفات فذة، فقد جاءت مواهبه موافقة لحاجات الأمة[3]، شهد معارك كثيرة مع الأيوبيين مما أتيح له خبرة في الحروب وكان مهيأ نفسياً منذ نعومة أظفاره في أن يكون قائداً فذاً، يشار إليه بالبنان، ويكون صاحب شأن في مجريات الأحداث في مصر والشام، وكان يعتز بعقيدته الإسلامية ويفاخر بها وكان يحمل الضغينة والحقد على المغول الذين أذاقوا خوارزمشاه ومن معه شراً ووطأوا بلادهم وساموهم سوء العذاب، وكان له من الصفات الجسمية ما يؤهله لأن يكون قائداً، فهو قوي البنية، مستدير الوجه، عريض الكفين، ممتلئ الجسم، أشقر، كث اللحية، وكان من البارزين في الفروسية والحاذقين في إستخدام الرمح، فإذا أتاه الخصم من الخلف رمى الرمح أمامه بقدر ثلث حتى إذا كان الرمح بين كتفي قطز أبطله وغرز رمحه في صدره لا محال[4]، ولما داهم الخطر الأرض الشامية والمصرية وتحرك المغول بجيوشهم لكي يقضوا على المماليك إتخذ قطز حينذاك عدة إجراءات دفاعية منها: الترحيب بالهاربين من المماليك، وتناسيه الضغائن والأحقاد والخلافات التي كانت بينه وبينهم، وعزل الملك المنصور علي لصغر سنه وعدم قدرته على ترتيب الأوضاع التي تحتاج إلى حزم ووحدة، وقيادة قادرة على محاربة المغول وذلك سنة 657هـ/1259م، وتحضير الإمكانيات وحشد الطاقات البشرية والاقتصادية ومحاولة التحالف مع الملك الناصر صاحب الشام، وتوحيد القوتين ليكون الجيش أقوى في مواجهة أعدائه[5]، لقد كان سياسياً إستراتيجياً مخططاً أكثر منه مقاتلاً إذ إستطاع في مدة بسيطة أن يسوس بلاد الشام، وأن يحسن إلى الشعب، ويقدم له الأمن والسلامة والاستقرار، وأن يهيء له سبل العيش الكريم، وأن ينظم الأمور الإدارية، ويعين الحكام الإداريين للمدن التي إحتلها واستردها التتار[6].

إنما يتميز به هذا السلطان هو الإيمان بالله عز وجل، الذي لا يرقى إليه ريب ولا شك، والفطرة السليمة التي جبل عليها وتربى في ظلالها والعيش الصعب الذي أهله للصبر والوقوف أمام الشدائد، وتقلبه في البلاد، والحرمان الذي قاساه في صغره، والتربية التي خضع لها، وتمت عقيدته ورسخ إيمانه، وهذب نفسه، وأصلح باله، وقوى من عزيمة الجهاد، ومن الاستهانة بالموت، ومن الإقدام والعزيمة على قتال المغول، ومن الوثوق الكامل في الله بالنصر عليهم[7]، وقد دلت حروب قطز التي خاضها مع الأيوبيين وضد الأمراء الهاربين إلى الكرك، وضد الأمراء الذين حاولوا إغتصاب السلطة، وفي معركة عين جالوت، على أنه قائد حرب إستراتيجي من الطراز الأول، فهو خفيف الحركة على حصانه، وهو الذي أجاد في القتال بالأسلحة المستخدمة آنذاك، وكان صاحب قرار تميز بالوضوح والدقة، والنظر الثاقب، وجلاء الهدف، وبيان الحقيقة خاصة فيما يتعلق بمعركته هذه مع المغول، وهو حازم وقت الشدة ومصمم على بلوغ النصر مهما كانت العقبات أمامه، ومتفهم لقدرة عدوه ومقدر لقوة الصديق، وكان لكل شيء حسابه، ويدقق المعلومات ويحافظ على مرؤوسيه ويستميلهم بأسلوبه الجذاب، ويتعاون مع أركانه ويعطيهم الثقة، ويمنحهم المساعدة والعطاء، وكان منظماً قاد الكتلة الرئيسية من الجيش في معركة عين جالوت، فنظم الميمنة والميسرة والقلب، وأناط لكل جناح قائداً شجاعاً ونسق الصفوف إلى عدة تراتيب، وجعل الميمنة تتقدم بالإحاطة والميسرة بالإلتفاف والقلب بالتقدم البطيء الزاحف، كما بث الحرس المتحرك على الأجناب والكمائن في المواقع التي لا يتوقعها العدو، مما جعله يتمكن من عدوه، ويقضي عليه بعد أن استدرجه للوقوع في النقطة الميتة التي وقع فيها عدد كبير من قتلى المغول، ولقد حدد قطز قواعد وأسس الشئون الإدارية في الجيش المملوكي، إذ إستطاع أن ينظمها ويحدد خطوطها العريضة بخاصة فيما يتعلق بحركتيها وخفتها، وقد ظهر ذلك جلياً عندما حدد لصاحب حماه كيفية ونوع الإمداد، وعندما أكد على أن الجندي يجب أن يكون خفيف الحركة لا يثقله الطعام الكثير المتنوع فأمر بوضع قطعة من اللحم في مخلاة عسكرية[8] ومما يشار إليه أن قطز كان متديناً عفيفاً، صاحب تقوى وورع، وهذه الصفة أكسبته الشجاعة والإقدام في الحروب، وجعلته يستبسل ويقدم روحه رخيصة، ويستهين بالموت، وبخاصة عندما قتل حصانه، واستمر في القتال دون جواد، وكان في مقدمة الجيش يقاتل عن حمية وعقيدة[9]، وكانت له مواقف إيمانية متميزة منها:

أ ـ وضوح الرؤية ونقاء الهوية: كان على إعتقاد جازم بأن النصر لا يكون إلا من عنده سبحانه وتعالى، ولذلك إهتم قطز بالناحية الإيمانية عند الجيش وعند الأمة وعظم دور العلماء وحفز شعبه لحرب التتار من منطلق إسلامي وليس من منطلق قومي أو عنصري، ولخص ذلك في عين جالوت في كلمته العظيمة * وا إسلاماه *  ولم يقل: * وا مصراه * ، أو * وا ملكاه * ، أو * وا عروبتاه * ، لقد كانت الغاية واضحة والهوية إسلامية تماماً، ووضوح الرؤية ونقاء الهوية كان سبباً من أسباب النصر، بل هو أعظمها على الإطلاق[10].

ب ـ الدعاء سلاح فتاك: حرص سيف الدين قطز قبل بدء المعركة أن يتأخر الناس في مواجهة الأعداء كما قال: حتى تدور الشمس وتفيء الظلال وتهب الرياح ويدعو لنا الخطباء والناس في صلاتهم[11]، وكان هذا العمل تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده حيث كانوا يحبون أن يكون القتال بعد الزوال، وقد نشبت المعركة وكان القتال شديداً على المسلمين، حتى أن الأعداء كادوا يزيلونهم عن مواقعهم، وكان السلطان قطز يثبت الناس وينحاز إلى بعض نواح الجيش حينما يحس ضعفاً منهم حتى يقوي من عزيمته ويشجعهم، وكان له عدة مواقف شجاعة أثناء المعركة[12].

جـ ـ الحرص على الشهادة: في معركة عين جالوت، قتل جواده ولم يجد أحداً في الساعة الراهنة من الوشاقية الذين معهم الجنائب فترجل وبقي واقفاً على الأرض ثابتاً والقتال على أشده في المعركة، وهو في موضع السلطان من القلب، فلما رآه أحد الأمراء ترجل عن فرسه وحلف على السلطان ليركبنها، فامتنع وقال لذلك الأمير: ما كنت لأحرم المسلمين نفعك ولم يزل كذلك حتى جاءته الوشاقية بالخيل فركب، فلامه بعض الأمراء وقال: يا خونت لم لا ركبت فرس فلان فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك، وهلك الإسلام بسببك، فقال: أما أنا فكنت أروح إلى الجنة وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عدَّ خلقاً من الملوك، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضع الإسلام[13]. فهذا موقف جليل لهذا الأمير البطل دلَّ على تواضعه وعدم إهتمامه بحفظ نفسه في سبيل مصلحة المسلمين العامة، كما يدل على تذكره عظمة الإسلام، والهدف العالي الذي ينشده المؤمنون حقاً وهو إبتغاء رضوان الله تعالى والجنة[14].

س ـ رؤيا صادقة: كان من أهم الحوافز للأمير سيف الدين قطز على الإقدام على حرب التتار رؤيا صالحة رآها في صغره، وكان يحدث بها أصحابه، حيث قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: أنت تملك الديار المصرية وتكسر التتار، وقول النبي صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيه[15]. فهذه الرؤيا الصالحة كانت هي الدافع الأكبر لمظفر الدين قطز بأن يقدم على قتال التتار بعزم وقوة، بعدما نكل عن ذلك كثير من الأمراء أو قاتلوهم بضعف وخوف، لقد دخل مظفر الدين تلك المعركة وهو على يقين قوي وثقة كاملة بنصر الله تعالى له ولجنده، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يدخلون المعارك وهم يحملون في أفكارهم وعد النبي صلى الله عليه وسبم بالتمكين في الأرض، وما دامت هذه الرؤيا قد انتشرت، فإن الذين علموا بها من جنوده وقادته سيكونون على درجة عالية من الثقة واليقين بالنصر، فكان ذلك دافعاً قوياً له إلى بذل كل ما يستطيعون من طاقة في سبيل الله تعالى[16]، وذلك من أسباب النصر على أعدائهم.

ش ـ القدوة: كان سيف الدين قطز متواضعاً وضرب أفضل الأمثلة لجنوده ولأمته في كل الأعمال، وتربية القدوة أعلى آلاف المرات من تربية الخطب والمقالات، كان سيف الدين قدوة في أخلاقه وفي نظافة يده وفي جهاده وفي إيمانه، وفي عفوه، ولم يشعر الجنود أبداً بأنهم غرباء عن قطز، لقد نزل ـ رحمه الله ـ بنفسه إلى خندق الجنود وقاتل معهم فكان حتماً أن يقاتلوا معه[17].

ع ـ عدم موالاة أعداء الأمة: لم يوال سيف الدين قطز التتار أبداً مع فارق القوة والإعداد بينهما، كما لم يوال أمراء النصارى في الشام مع إحتياجه لذلك، لقد سقط الكثير من الزعماء قبل قطز في مستنقع الموالاة للكفار، وكان منطلقهم في ذلك أنهم يجنبون أنفسهم أساساً، ثم يجنبون شعوبهم بعد ذلك ـ كما يدعون ـ ولايت الحروب، فارتكبوا خطأً شرعياً شنيعاً، بل إرتكبوا أخطاء مركبة، فتجنب الجهاد مع الحاجة إليه خطأ، وتربية الشعب على الخنوع لأعدائه خطأ آخر، وموالاة العدو وإعتباره صديقاً خطأ ثالث، لكن قطز كان واضح الرؤية بفضل الله ثم تمسكه بشرعه سبحانه وتعالى[18]، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" * المادة ، آية : 51 * .

لقد كان سيف الدين قطز من القيادات الحكيمة التي إستطاعت أن تأخذ بعوامل النصر وتتعامل مع أسبابه، وجمع بين الأسباب المادية والمعنوية، وبعد المعركة قرر المظفر قطز مواصلة الجهاد فجمع جيشه وأمراءه ونزل إلى الأرض، ومرغ وجهه بالتراب، وصلى ركعتين شكراً لله على هذا النصر، ووقف فيهم خطيباً، وقال: لقد صدقتم الله الجهاد في سبيله فنصر قليلكم على كثير عدوكم إياكم والزهو بما صنعتم، ولكن اشكروا الله واخضعوا لقوله وجلاله أنه ذو القوة المتين، واعلموا أنكم لم تنتهوا من الجهاد وإنما بدأتموه وإن الله ورسوله لن يرضيا عنكم حتى تقضوا حق الإسلام بطرد أعدائه من سائر بلاده، ويموئذ يفرح المؤمنون بنصر الله[19].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ