إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

87 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


87

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

المبحث الثاني مقدمات معركة عين جالوت وسير أحداثها

من نتائج سقوط بلاد الشام في ايدي المغول

 1 ـ مجلس شورى حربي

كانت الرسالة بمثابة التحدي النهائي لآخر قيادة إسلامية، وعلى ضوء الموقف الذي ستقرر هذه القيادة اتخاذه سيتوقف مصير عالم الإسلام وحضارته التي وضعها كدح القرون الطوال، كل المؤشرات كانت تقود إلى الاستلام للتحدي والإذعان لضروراته.. ولكنه الإيمان له منطق آخر، أنه لا يمنح القدرة عل الحركة في ظروف الشلل التام، فحسب، لكنه بصيرة تخترق حجب العمى والظلام، لكي تطل على الأفق يشع ضياء، وبالحركة القديرة، والرؤية الصائبة تجابه القيادات الفذة تحديات التاريخ ومحنه وويلاته، فتخرج منها ظافرة، وتحقق بالاستجابة قفزة نوعية في مجرى الفعل والتحقق[25]، قرأ سيف الدين قطز الرسالة واستدعى الأمراء ليعرض الأمر عليهم وجرى هذا الحوار:

قطز: ماذا ترتؤن؟

ناصر الدين قميري: إن هولاكو فضلاً عن أنه حفيد جنكيز خان، فإن شهرته وهيبته غنية عن الشرح والبيان وإن البلاد الممتدة من تخوم الصين إلى باب مصر كلها في قبضته الآن، فلو ذهبنا إليه نطلب الأمان فليس في ذلك عيب وعار، ولكن تناول السم بخداع النفس واستقبال الموت، أمران بعيدان عن حكم العقل، أنه ليس الإنسان الذي يطمأن إليه، فهولا يتورع عن إحتراز الرؤوس، وهو لا يفي بعهده وميثاقه، فإنه قتل فجأة الخليفة وعدداً من الأمراء بعد أن أعطاهم العهد والميثاق، فإذا سرنا سيكون مصيرنا هذا السبيل.

قطز: والحالة هذه فإن كافة ديار بكر وربيعة والشام ممتلئة بالمناحات الفجائع، وأصبحت البلاد من بغداد وحتى الروم خراباً يباباً، وقضى على جميع ما فيها من حرث ونسل، فلو أننا تقدمنا لقتالهم وقمنا بمقاومتهم فسوف تخرب مصر خراباً كغيرها من البلاد، وينبغي أن تختار مع هذه الجماعة التي تريد بلادنا واحد من الثلاثة: الصلح أو القتال أو الجلاء عن الوطن، أما الجلاء عن الوطن فأمر متعذر ذلك لأنه لا يمكن أن نجد مفراً إلا المغرب، وبيننا وبينهم مسافات بعيدة[26].

قميري: وليس هناك مصلحة أيضاً في مصالحتهم، إذ أنه لا يوثق بعودهم[27].

عدد من الأمراء: ليس لنا طاقة ولا قدرة على مقاومتهم، فمر بما يقضيه رأيك.

قطز: إن الرأي عندي هو أن نتوجه جميعاً إلى القتال، فإذا ظفرنا فهو المراد، وإلا فلن نكون ملومين أمام الخلق.

الظاهر بيبرس: أرى أن نقتل الرسل، ونقصد كتبغا ـ قائد المغول ـ متضامنين، فإذا إنتصرنا أو هزمنا فسوف نكون في تلك الحالتين معذورين.

أيد الأمراء المجتمعون كافة هذا الرأي، وكان على قطز أن يتخذ قراره وقد إتخذه فعلاً[28].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق