إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

45 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


45

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

المبحث الثاني سلطنة المماليك بين شجرة الدر وعز الدين أيبك

 2 ـ سلطانة مصر:

كان للدور الذي لعبته شجرة الدر بعد وفاة زوجها نجم الدين أيوب وتصرفها حيال الصليبيين وأسر الملك لويس التاسع أبلغ الأثر لدى المماليك بعدما  شاهدوا ما تتصف به من حماس سياسي وحنكة ومهارة في تصريف أمور الدولة في ذلك الوقت العصيب الذي كادت أخطار الحرب والاستيلاء على دمياط أن تفت في عضد أي حاكم آخر[3]، لقد عملت شجرة الدرّ على تحرير دمياط من الصليبيين، لمّا أخفت موت نجم الدين أيوب على الجيش المصري الذي كان يقاتل الغزاة، إذ لو أعلنت نبأ وفاة الملك والجيوش المسلمة والصليبية في التحام وعراك لأفلت الأمر من  أيدي القادة المماليك وبعث فيهم نبأ وفاة الملك شياً من الضعف والتخاذل والتواكل، الأمر الذي لم يحدث ـ بفضل الله ـ ثم بسبب حنكة شجرة الدرّ، وحكمتها وهي التي تمّت الوفاة بحضرتها فكتمت هذا الأمر، وأمرت العبيد أن يحمل الملك سراً في محفّة دون علمهم بموت الملك، ثم أن يوضع في قارب حمله إلى قلعة الروضة، ريثما تنجلي المعركة، عن نصر قريب، ولم يفت شجرة الدرّ أن تعهد إلى الأمير فخر الدين بقيادة الجيش وأن تبعث فيه روح المثابرة والعزيمة والجهاد ومواصلة الحرب لاسترجاع دمياط من أيدي الصليبيين هذا من جهة، ومن جهة ثانية، راحت شجرة الدر، وبالاتفاق مع بعض الأعوان من الخدم والأطباء تعمل على إدخال كبار الموظفين والأطباء إلى قاعة الملك، بحجّة أن السلطان حي يرزق، بل راحت توقع الأوامر والمراسم بتوقيع السلطان وهي التي حذقت تقليد توقيعه، ومحاكاة خطه، وإن قال بعضهم إن الذي حذق تقليد الملك وتوقيعه، هو خادم لشجرة الدرّ اسمه سهيل، كتم الأمر وخضع له، خدمة لمولاته السلطانة[4] بهذا التدبير الحكيم ، وذلك الآسلوب المميّز والحنكة الفريدة استطاعت شجرة الدر أن تحفظ للجيش وحدته وتماسكه، وأن تحول دون تصدّع صفوفه، وانفراط عقده، كما إستطاعت أن تبعث  في الجنود روح مواصلة الجهاد، ومتابعة الكفاح، دونما ضعف أو خور أو ميل إلى الخضوع[5] والاستسلام، كان الرصيد الجهادي لشجرة الدر مؤهلاً لها للتربع على كرسي السلطة بعد مقتل تورنشاه، ويتبارى المؤرخون في سرد الأسباب والدوافع التي جعلت المماليك يرضون بها سلطانه عليهم، فهل يرجع ذلك إلى العلاقة التي تربطها بزوجها الراحل نجم الدين أيوب وابنها خليل؟ أم لزعامتها العسكرية والسياسية وقت الأزمات؟ أم لحاجة المماليك إلى وجود صلة بين الأيوبيين وبين وجودهم بصورة قانونية؟ لقد رفعوها لتتربع على عرش مصر وأطلقوا عليها لقب * أم خليل * [6]، وهكذا أصبحت هذه الجارية أمة السلطان صالح نجم الدين أيوب، والتي تزوجها بعدما أعتقها ملكة المسلمين في مصر وسلطانة المماليك البحرية، يخطب لها على المنابر، ويدعون لها عليها من بعد الدعاء لخليفة المسلمين العباسي[7].

يتبع

  [IMG]http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif[/IMG]

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق