إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

69 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


69

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

الفصل الثاني معركة عين جالوت الخالدة

 5 ـ سقوط ميّافارقين واستشهاد الكامل

بعد أن تمّ للمغول الاستيلاء على اربل، أمر هولاكو الأمراء يشموت وايلكا نويان وسونتاي بالتوجه إلى مدينة ميّفارقين،ولما بلغوا حدودها أرسلوا رسولاً من قبلهم إلى الملك الكامل الايوبي صاحبها يدعونه إلى الخضوع، والطاعة لهم ويتوعدونه بالهلاك والدمار في حالة عصيانه لهم، إلا أن الملك الكامل قابل ذلك التهديد بالرفض الشديد، وذلك لما كان يعرفه عن المغول من الخيانة ونكث العهود حيث رد عليهم قائلاً:إنني لن أنخدع بكلامهم المعسول، ولن أخشى جيش المغول وسأضرب بالسيف ما دمت حيا[10]، ونتيجة لهذا الرد الحاسم من الملك الكامل، إتفق الأمراء المغول على مهاجمة ميافارقين، وإنتزاعها بالقوة من يد حكامها وفي الوقت نفسه أخذ الملك الكامل يعد نفسه وقواته لمواجهة ذلك الخطر، حيث عمد إلى تطييـب خواطر سكان مدينته ورفع روحهم المعنوية، بإعطائهم وعداً ببذل كل ما يملك من الذهب والفضة والغلال الموجودة بالمخازن في سبيل الدفاع عن مدينتهم، فاتحد معه سكان المدينة جميعاً وأعلنوا له أنهم رهن إشارته، وعلى إستعداد للجهاد ضد العدوان المغولي الذي بات يهدد مدينتهم بالخراب والدمار، واستطاع مسلمو ميافارقين أن يصمدوا واستبسلوا في القتال[11]، وصمدت المدينة الباسلة، وظهرت فيها مقاومة ضارية، وقام الأمير الكامل محمد في شجاعة نادرة يشجع شعبه على الثبات والجهاد، وكان من المفروض في هذا الحصار البشع الذي ضرب على ميافارقين أن يأتيها المدد من الإمارات الإسلامية الملاصقة لها، ولكن هذا لم يحدث لم تتسرب إليها أي أسلحة ولا أطعمه ولا أدوية، لقد احترم الأمراء المسلمون النظام الدولي الجديد الذي فرضته القوة الأولى في العالم ـ التتار ـ على إخوانهم وأخواتهم وأبناهم وبناتهم وآبائهم وأمهاتهم المسلمين والواقع أنني أتعجب من رد فعل الشعوب، أين كانت الشعوب؟

ـ لم يكن الشعوب تملك حريتها وقرارها بل كانت خاضعة لإرادة حكامها.

ـ كانت هناك عمليات * غسيل مخ *  مستمرة لكل شعوب المنطقة فلا شك أن الحكام ووزراءهم وعلماءهم كانوا يقنعون الناس بحسن سياستهم وبحكمة إدارتهم.

ـ من لم يقنعه العلماء والخطب والحجج فإقناعه يكون بالسيف، لقد تعودت الشعوب على القهر والبطش والظلم من الولاة[12].

أقبل المغول على فرض حصار شديد على مدينة ميافارقين، اشتركت فيه فرق أرمينية ومسيحية شرقية وقابله المسلمون داخل المدينة بصمود هائل عجز أمامه المغول على اقتحامها مدة طويلة، وكان في جيش الملك الكامل فارسان بارعان أذهلا قادة المغول ودوخاهم وأوقعاهم في الدهشة والحيرة، إذ كان لبسالتهما وأحكامهما الرماية سبباً في إنزال أفدح الخسائر في الجيش المغولي، حتى اضطر هولاكو الذي أدرك عجز قواته عن اقتحام المدينة إلى إرسال مدد جديد بقيادة الأمير أرقتو، وانضم هذا القائد الجديد بجموعه إلى الجهة التي فيها جيش الأمير المغولي إيلكيا نويان، ونظراً لطول الحصار الذي فرضه المغول على المدينة، نفذت الأرزاق من داخلها وعم القحط وانتشر الوباء وتهدمت الأسوار من شدة ضرب المنجنيقات، حتى هلك أكثر سكان المدينة[13]، فقد وقعت المجاعة فيها بسبب الحصار الطويل وفي عام 658هـ 1260م سقط آخر معقل للمقاومة في الجزيرة ودخل التَّتار ميَّافارقين"فوجدوا جميع سُكَّنها موتى، ما عدا سبعين شخصاً نصف أحياء، وقبضوا على الكامل الأيوبي؛ فعنَّفه هولاكو وأمر بتقطيعه[14]، وأخذوا يقطعون لحمه قطعاً صغيرة ويدفعون بها إلى فمه حتى مات، ثم قطعوا رأسه وحملوه على رمح وطافوا به في البلاد وذلك في سنة 657هـ/1259م[15]، حتى وصل دمشق، فعلَّقوه على باب الفراديس، حتى أنزله الأهالي ودفنوه وقتل المغول كل من وجدوه في ميَّافارقين وهدموها، وهذا يدل على شدة حنق المغول من الملك الكامل، ومن مقاومته لهم وربما كان أيسر ما كلفتهم إياه هو الخسائر البشرية والمادية فهي ـ بلا شك ـ ساهمت في تحطيم سُمعتهم الحربية المرعبة لأن مقاومة الكامل أصبحت رمزاً لإرادة المقاومة ضد التَّتار، وأصبح الكامل بموته قدوة ومثالاً للتضحية والشهادة[16]. وكذلك مدينة ميافارقين التي تقع الآن في شرق تركيا إلى الغرب من بحيرة"وان" فقد كانت جيوش الكامل الأيوبي تسيطر على شرق تركيا، بالإضافة إلى منطقة الجزيرة، وهي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات من جهة الشمال، أي أنه يسيطر على الشمال الغربي من العراق وعلى الشمال الشرقي من سوريا[17].

يتبع

  [IMG]http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif[/IMG]

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق