إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

39 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


39

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

رابعاً أسباب سقوط الدولة الأيوبية

 8 ـ ضعف الحكومة المركزية

قسمّ صلاح الدين دولته إلى أقاليم إدارية يتمتع كل منها بإمكاناته الخاصة وطابعه المميز، مثل مصر والشام وشمالي العراق والنوبة والمغرب واليمن والحجاز وقضى أكثر سنين حكمه في ميادين القتال يمارس سياسة التخطيط والتنفيذ والإشراف وتوجيه سياسة الدولة العليا، ثم يترك حرية التنفيذ في الأمور المحلية في الاستعداد والدفاع للولاة وفقاً لظروف وإمكانات كل إقليم، وهو ما يُعبَّر عنه في مفهومنا الحديث*  اللا مركزية الإدارية * [28]. والحقيقة أن صلاح الدين لم يضع كافة السلطات في يده على الرغم من أنه كان الحاكم الذي يدير دفة الحكومة المركزية، والراجح أنه أدرك أن توزيع السلطات يجعل من كل سلطة رقيبة على السلطة الأخرى، وموازتة لها في ممارسة اختصاصاتها، كما أن تقسيم العمل بين عدة أشخاص أكفاء يحقق عدة مزايا تتعلق بإجادة العمل وسرعة انجازه[29]، وقد ارتبطت الدولة الأيوبية التي بناها صلاح الدين الأيوبي بصفاته وسجاياه وشخصيته الفذة، فحين توارت هذه الشخصية من على مسرح التاريخ في المنطقة حدث فراغ كبير أضرّ بالجانب الإسلامي وعاد بالفائدة على الجانب الصليببي إذ كانت شخصيته ومواهبه وأداؤه السياسي والعسكري هو الذي حفظ الدولة من التفكك، ولم تكن هناك مؤسسات تضمن استمرار بقاء هذه الدولة الكبرى من ناحية، كما أن صلاح الدين قسَّم دولته، كما يُقسمَّ الإرث، بين أبنائه وأخوته وبني عمومته على نحو ما كان مألوفاً هي تلك العصور وكان طبيعياً ان تعود المنطقة إلى الوراء مرة اخرى نتيجة المنازعات والتشرذم السياسي الناجم عن الخلاف بين ورثة صلاح الدين، لقد كان خليفة صلاح الدين في مصر ابنه أبو الفتوح عثمان وكان وقت وفاة أبيه مقيماً بالقاهرة، وعنده جُل العساكر والأمراء من الأسدية والصلاحية والأكراد[30]، وتولى أخوه الأفضل نور الدين على حكم دمشق، على حين تولى الملك العادل الكرك والشوبك وولي الظاهر غازي حكم بلاد الشام الشمالية وكانت حلب عاصمته وتولى بقية أجزاء الدولة غير المهمة أبناء عمومته، ففي حمص حكم أفراد من أسرة تقي الدين عمر بن شاهنشاه[31]، وهكذا تفككت عُرى الدولة الإقليمية الكبرى التي جاهدت ثلاثة أجيال في إقامتها بمنطقة العراق والشام ومصر، عماد الدين زنكي، نور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبي، لقد كان تقسيم الدولة على نحو، كتقسيم التركات الخاصة سبباً في انهيار الوحدة السياسية للمنطقة وإطالة عمر الكيان الصليبي من ناحية أخرى[32]، فتفتت دوله صلاح الدين، وضعفت الحكومة المركزية بعد وفاته، وقامت الحروب بين ملوك بني أيوب بدافع التملك والتوسع.

يتبع

  [IMG]http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif[/IMG]

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق