إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

112 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


112

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

سادساً أسباب إنتصار المسلمين في عين جالوت

 4 ـ إحياء روح الجهاد

كانت الغاية من التوجيه المعنوي في الجيش المملوكي التذكير بالجهاد والحث عليه والترغيب وشحن النفوس بمقارعة ومحاربة العدو، وصون الديار، والحرمة الإسلامية، القوة المعنوية يركز عليها في كل الجيوش فلا ينتصر جيش بدون معنويات، ولهذا فإن القيادة تسعى دائماً إلى زيادة هذه القوة ورفعها، فهي تحاول أن يكون السلاح حديثاً موثوقاً به والشئون الإدارية بحالة جيدة كالطعام واللباس والحاجيات الأخرى، ولقد أكثر المماليك من الوسائل التي ترفع هذه القوة كالمكافآت والترقيات، وإغداق الأموال، ولكن هذه الوسائل كانت موقتة للسكن الذي لا يلبث أن يعود الجندي إلى حالته الطبيعية ولكن هناك وسيلة كبيرة هي العقيدة التي كانت تأمر بالقتال وأن النتيجة مع المقاتلين في النصر أو الإستشهاد، وقد أشعل هذه الناحية المشايخ في الجيش المملوكي فأججوها، ورفعوا بها إلى المكان الذي يمكن أن يأخذوا من الجندي كامل طاقته وقدرته[33]، وإذا أردنا أن تحمل بواعث المعنويات عند الجيش المملوكي في معركة عين جالوت لخصناها كما يلي:

ـ زيادة حجم الجيش المملوكي وتفوقه على خصمه.

ـ الثقة في الله في تحقيق النصر.

ـ الانتقام من المغول الذين طغوا وبغوا في البلاد التي احتلوها والثأر لكل المظلومين والمقهورين.

ـ العقيدة التي أججت في المقاتلين روح التضحية والفداء وجعلتهم يقدمون على الموت وهو أحب إليهم من الحياة.

ـ الاستعداد الكامل والتحضير لهذه المعركة، وحشد كل الطاقات والإمكانات لنجاحها.

ـ تراخي العدو وعدم إكتراثه وعدم تطبيقه الأسس والمبادئ الحربية وعدم أخذ الحيطة والحذر[34].

إن الذي يلفت النظر في موضوع المعنويات هو العقيدة، فيها اجتمعوا وتوحدوا على مستوى واحد، وأرضية واحدة، فالمملوكي مهما كانت طبقته وقوميته فهو عقائدي وبهذا الإنتماء قدم الجهاد، وبهذه المزية إندفع بمعنوية لا تقابلها معنوية في الجيش المغولي، فذاك قطز نادي بأعلى صوته * وا إسلاماه *  فاجتمع له الجيش بفئاته المختلفة بمعنويات عالية، ذلك لأن هذا النداء العقائدي أجج في نفوس القادة والجنود كل إمكانيات المقاتل القتالية، وجعله يقدم الإرادة حباً وتضحية وفداء واستبسالاً، على هذا النداء قاتل الجيش المملوكي قتال رجل واحد، فانتصروا على أكبر قوة في تلك الحقبة[35].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق