إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

96 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


96

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

رابعاً اليوم الفصل

 7 ـ تحرير دمشق وبلاد الشام

لم تنته مهمة الملك المظفر بعد ما زال هناك تتار في دمشق، وحمص وحلب وغيرها من المدن الشامية فكانت دمشق هي أولى المحطات الإسلامية التي تقع تحت سيطرة التتار، وهي تقع على مسافة مائة وخمسين كيلو متراً تقريباً من عين جالوت إلى الشمال الشرقي منها، فقبل وصوله إلى دمشق أرسل رسالة عظيمة تحمل بشريات النصر الكبير وكان مما جاء في هذه الرسالة:أما النصر الذي شهد الضرب بصحته، والطعن بنصيحته، فهو أن التتار خذلهم الله، استطالوا على الايام وخاضعوا بلاد الشام واستنجدوا بقبائلهم على الإسلام وهذه عساكر الإسلام مستوطنة في مواطنها ما تزلزل لمؤمن قدم إلا وقدم إيمانه راسخة ولا تثبت لأحد حجة إلا وكانت الجمعة ناسخة ولا عقدت برجمة ناقوس إلا وحلها الآذان ولا نطق كتاب إلا وأخرسه القرآن ولم تزل أخبار المسلمين تنتقل إلى الكفار، وأخبار الكفار تنتقل إلى المسلمين، إلى أن خلط الصباح فضته بذهب الاصيل، وصار اليوم كأمس ونُسخت آية الليل بسورة الشمس إلى أن تراءت العين بالعين واضرمت نار الحرب بين الفريقين، فلم تر إلا ضرباً يجعل البرق نضوا ويترك في بطن كل من المشركين شلوا، وقتل من المشركين كل جبار عنيد، ذلك بما قدمت أيديهم* وما ربك بظلام للعبيد * [23]. وصل الخبر لأهالي دمشق قال ابن كثير: واتبع الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان، إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب وهرب من بدمشق منهم وكان هربهم منها يوم الأحد السابع والعشرين من رمضان صبيحة النصر الذي جاءت فيه البشارة بالنصر على عين جالوت فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون ويأسرون وينهبون الاموال فيهم ويستفكون الاسارى من أيديهم قهراً ولله الحمد والمنن على جبره الإسلام ومعاملته إياهم بلطفه الحسن، وجاءت بذلك البشارة السارة، فجاوبتها البشائر من القلعة المصورة وفرح المؤمنون يومئذ بنصر الله فرحاً شديداً، وأيد الله الإسلام وأهله تأييداً وكُبت أعداء الله النصارى واليهود والمنافقون وظهر دين الله وهم كارهون ونصر الله دينه ونبيه ولو كره الكافرون، فتبادر عند ذلك المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها، وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها، فأحترقت دور كثيرة للنصارى، وملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً، وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة، وهمت طائفة بنهب اليهود، فقيل لهم: إنهم لم يكن منهم فيما ظهر من الطغيان، كما كان من عبدة الصُلبان، وقتلت العامة في وسط الجامع شيخاً رافضياً، كان مصانعاً للتتارعلى اموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف الكنجي، كان خبيث الطوية ممالئاً لهم على أموال المسلمين وقتلوا جماعة مثله من المنافقين الممالئين على المسلمين "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" * الأنعام:آية:45 * [24].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق