إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 716 والاخيرة المؤلف يختم كتابه بذكر صنيعه وتخويف من يغيِّر في كتابه



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 716 والاخيرة


 المؤلف يختم كتابه بذكر صنيعه وتخويف من يغيِّر في كتابه
 
  قال أبو الحسن علي بن الحسين بنِ علي المسعودي رحمه اللّه: قد ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب أنواعاَ من الأخبار، وفنوناً من العلم من أخبار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والملوك وسيرها، والأمم وأخبارها وأخبار الأرض والبحار، وما فيها من العجائب والآثار، وما اتصل بذلك، ليستدل به على ما سلف من كتبنا، ومدخلاً إلى ما تقدم من تصنيفنا في أنواع العلوم مما قَدَمنا ذكره، ولم نترك نوعاً من العلوم، ولا فَنّاً من الأخبار، ولا طريفاً من الآثار، إلا أوردناه في هذا الكتاب مُفَصَلا، أو ذكرناه مجملاً، أو أشرنا إليه بضرب من الإشارات، أو لَوّحْنَا إليه بِفَحْوَى من العبارات، من أخبار العجم والعرب والكوائن والأحداث في سائر الأُمم، فمن حَرَّفَ شيئاً من معنى هذا الكتاب، أو أزال ركناً من مَبْنَاه، أو طَمَسَ واضحة من معانيه، أو لَبًسَ شاهرة من تراجمه، أو غَيَّره، أو بَدَّله، أو انتحله، أو اختصره، أو نسبة إلى غيرنا، أو أضافه إلى سوانا، أو أسقط منه ذكرنا، فوافاه من غضب اللّه وسرعة نقمته وفَوَادح بلاياه ما يعجز عنه صَبْرُه، ويَحَار له فكره، وجعله اللّه مُثْلَةً للعالمين، وعبرة للمعتبرين، وآية للمتوسمين، وسلبه اللّه ما أعطاه، وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوة ونعمة مُبْدِعُ السموات والأرض، من أيِّ الملل كان أو الآراء، إنه على كل شيء قدير، وقد جعلنا هذا التخويف في أول كتابنا هذا وآخره، وكذلك نقول في سائر ما تقدم من تصنيفنا، ونظمناهُ من تأليفنا، فليراقب امرؤ ربه، وليحاذر منقلبه، فالمدة يسيرة، والمسافة قصيرة، وإلى اللّه المصير.

 معذرة المؤلف

 وقد قَدًمنا الاعتذار فيما سلف من هذا الكتاب من سَهْوٍ إن عَرَضَ، أو تصحيف أو تغيير من الكاتب إن وقع، ولما قد دُفِعْنَا إليه، من الأسفار المتواترة، والحركة المتصلة: تارة مُشَرِّقين، وتارة مغربين، وطوراً متيامنين، وطوراً متشائمين، وما يلحقنا من سهو الإِنسانية، ويصحبنا منِ عجز البشرية، عن بلوغ الغاية، وتَقَصِّي النهاية، ولو كان لا يؤلف كتاباً إلا مَنْ حَوَى جميع العلوم إذاً ما ألف أحد كتاباً، ولا أتى له تصنيف؛ لأن اللّه عز وجل يقول:  وَفَوْقَ كلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيِمِ  جعلنا الله ممن يُؤْثر طاعته، وَيُوَفّقُ لرشده، ونسأله أن يمحو بخير شَرّاً، وبِجد هَزْلاً، ثم يعي علينا بعد ذلك بعفوه، ويتغمدنا بفَضْله، إنه جَوَاد مَنَّان، لا إلهَ إلا هو رب العرش العظيم وصلى اللّه على سيد الأنام محمدٍ وعلى آله الطاهرين وسلم تسليماً.
 



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 715


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 715


  ثم كانت سنة ست وخمسين ومائتين حج بالناس كعب البقر محمد بن أحمد بن عيسى بن جعفر بن المنصور، ثم كانت سنة سبع وخمسين ومائتين حج بالناس الفضل بن العباس بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة ثمان وخمسين ومائتين حج بالناس الفضل بن العباس أيضاً، ثم كانت سنة تسع وخمسين ومائتين حج بالناس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن برّية، ثم كانت سنة ستين ومائتين حج بالناس ابن برّية أيضاً، ثم كانت سنة إحدى وستين حج بالناس الفضل بن العباس بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة اثنتين وستين ومائتين حج بالناس الفضل بن العباس أيضاً، ثم كانت سنة ثلاث وستين ومائتين حج بالناس الفضل بن العباس أيضاً، ثم كانت سنة أربع وستين ومائتين حج بالناس إلى سنة ثمان وسبعين ومائتين خمس عشرة حجة متوالية هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، ثم كانت سنة تسع وسبعين ومائتين حج بالناس إلى سنة سبع وثمانين ومائتين تسع حجج متوالية أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن داود بن عيسى بن موسى، ثم كانت سنة ثمان وثمانين ومائتين حج بالناس محمد بن هارون بن العباس بن إبراهيم بن عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور، ثم كانت سنة تسع وثمانين ومائتين حج بالناس الفضل بن عبد الملك بن عبد اللّه بن العباس بن محمد بن علي، ولم يزل يحج بالناس كل سنة إلى سنة خمس وثلاثمائة، ثم كانت سنة ست وثلاثمائة حج بالناس أحمد بن العباس بن محمد بن عيسى بن سليمان بن محمد بن إبراهيم الإمام، وهو المعروف بأخي أم موسى الهاشمية قهرمانة شغب أُم المقتدر باللّه، ثم كانت سنة سبع وثلاثمائة حج بالناس أحمد بن العباس أيضاً، ثم كانت سنة ثمان وثلاثمائة حج بالناس إلى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة إسحاق بن عبد الملك بن عبد الله بن عبيد اللّه بن العباس بن محمد، ثم كانت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة حج بالناس الحسن بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، ثم كانت سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة حج بالناس أبو طالب عبد السميع بن أيوب بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس بن محمد بن محمد خليفةً لعمه الحسن، وكذلك سنة أربع عشر وثلاثمائة، ثم كانت سنة خمس عشرة وثلاثمائة حج بالناس عبد اللّه بن سليمان بن محمد الأكبر عبد اللّه بن عبيد اللّه بن محمد المعروف بأبي أحمد الأزرق خليفةً للحسن بن عبد العزيز العباسي، ثم كانت سنة ست عشرة وثلاثمائة حج بالناس أبو أحمد الأزرق أيضاً، ثم كانت سنة سبع عشرة وثلاثمائة، فدخل سليمان بن الحسن صاحب البحرين مكة، وقد حضر عمر بن الحسن بن عبد العزيز المقدم نسبُ أبيه لإقامة الحج خليفةً لأبيه، فكان من أمر الناس ما كان فيما قَدَّمنا ذكره فيما سلف من هذا الكتاب، ولم يتم حج في موسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة هذه من أجل حادثة القَرَامِطَة لعنهم اللّه إلا لقوم يسير غزواً، وأقيم حجهم دون إمام، وكانوا رَجَّالة، ثم كانت سنة ثمان عشرة وثلاثمائة فحج بالناس عمر بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي خليفةً لأبيه الحسن بن عبد العزيز، ثم كانت سنة تسع عشرة وثلاثمائة حج بالناس فيها جعفر بن علي بن سليمان خليفةً للحسن بن عبد العزيز، ثم كانت سنة عشرين وثلاثمائة حج بالناس فيها عمر بن الحسن بن عبد العزيز خليفةً لأبيه أيضاً، ولم يزل يحج بالناس إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وهو على قضاء مكة في هذا الوقت، وهو جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وإليه قضاء مصر وغيرها.

 المؤلف يختم كتابه بذكر صنيعه وتخويف من يغيِّر في كتابه
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 714



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 714


  ثم كانت إلى ست عشرة ومائتين حج بالناس عبد اللّه بن عبيد اللّه أيضاً، ثم كانت سنة سبع عشرة ومائتين حج بالناس سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي، ثم كانت سنة ثمان عشرة ومائتين حج بالناس سليمان أيضاً، ثم كانت سنة تسع عشرة ومائيتن حج بالناس صالح بن العباس بن محمد، ثم كانت سنة عشرين ومائتين حج بالناس صالحِ بن العباس أيضاً، ثم كانت سنة إحدى وعشرين ومائتين حج بالناس أيضاً صالح بن العباس بن محمد، ثم كانت سنة اثنتين وعشرين ومائتين حج بالناس محمد بن داود بن عيسى محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، ثم كذلك إلى سنة ست وعشرين ومائتين، ثم كانت سبع وعشرين ومائتين حج بالناس المتوكل بن المعتصم بن الرشيد، ثم كانت سنة ثمان وعشرين ومائتين حج بالناس إلى سنة خمس وثلاثين ومائتين محمد بن داود بن عيسى، ثم كانت سنة ست وثلاثين ومائتين حج بالناس محمد المنتصر بن المتوكل، ومعه جدته شاجع، ثم كانت سنة سبع وثلاثين ومائتين حج بالناس علي بن موسى بن جعفر بن المنصور، ثم كانت سنة ثمان وثلاثين ومائتين إلى سنة إحدى وأربعين ومائتين حج بالناس عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم كانت سنة اثنتين وأربعين ومائتين حج بالناس إلى سنة أربع وأربعين ومائتين عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم كانت سنة خمس وأربعين ومائتين حج بالناس إلى سنة ثمان وأربعين ومائتين محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الِإمام، ثم كانت سنة تسع وأربعين ومائتين حج بالناس عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله، ثم كانت سنة خمسين ومائتين حج بالناس جعفر بن الفضل بن موسى بن عيسى بن موسى، ويلقب بشاشات، ثم كانت سنة إحدى وخمسين ومائتين، فوقف بالناس إسماعيل بن يوسف لعلويُّ المقدم ذكره فيما مضى من هذا الكتاب، وَبَطَلَ الحج إلا بسيراً لأن إسماعيل هذا طلع على الحاج وهم بعرفَةَ في جموعه، فقتل من المسلمين خلقاً عظيماً حتى زعموا أنه كان يسمع بالليل تلبية القتلى، وكان شأنه في الفساد عظيماً، ثم كانت سنة اثنتين وخمسين ومائتين حج بالناس كعب البقر محمد بن أحمد بن عيسى بن جعفر بن المنصور، ثم كانت سنة ثلاث وخمسين ومائتين حج بالناس عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله الرسِّيُّ، ثم كانت سنة أربع وخمسين ومائتين حج بالناس علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة خمس وخمسين ومائتين حج بالناس علي بن الحسن أيضاً.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 713



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 713


  ثم كانت سنة اثنتين وسبعين ومائة فحج بالناس عبد الصمد بن علي، ثم كانت سنة ثلاث وسبعين ومائة حج بالناس هارون الرشيد، خرج محرماً من عسكره إلى مكة، ثم كانت سنة أربع وسبعين ومائة حج بالناس هارون الرشيد إلى سنة تسع وسبعين ومائة، ثم كانت سنة ثمانين ومائة حج بالناس موسى بن عيسى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة إحدى وثمانين ومائة حج بالناس هارون الرشيد، ثم كانت سنة اثنتين وثمانين ومائة حج بالناس موسى بن عيسى، ثم كانت سنة ثلاث وثمانين ومائة، حج بالناس العباس بن موسى المهدي، ثم كانت سنة أربع وثمانين ومائة حج بالناس إبراهيم بن المهدي، ثم كانت سنة خمس وثمانين ومائة حج بالناس المنصور بن المهدي، ثم كانت سنة ست وثمانين ومائة حج بالناس هارون الرشيد، ثم كانت سنة سبع وثمانين ومائة حج بالناس عبد اللّه بن العباس بن محمد بن علي، وقيل: منصور بن المهدي، ثم كانت سنة ثمان وثمانين ومائة حج بالناس هارون الرشيد، ثم كانت سنة تسع وثمانين ومائة حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة تسعين ومائة حج بالناس عيسى بن موسى بن محمد، ثم كانت سنة إحدى وتسعين ومائة حج بالناس العباس بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي جعفر المنصور، ثم كانت سنة اثنتين وتسعين حج بالناس العباس بن عبد اللّه أيضاً، ثم كانت سنة ثلاث وتسعين ومائة حج بالناس داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة أربع وتسعين ومائة حج بالناس علي بن الرشيد، ثم كانت سنة خمس وتسعين ومائة حج بالناس داود بن عيسى بن موسى، ثم كانت سنة ست وتسعين ومائة حج بالناس العباس بن موسى، إلى ثمان وتسعين، ثم كانت سنة تسع وتسعين ومائة حج بالناس محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، ووثب ابنُ الأفْطَس العلويُ بمكة فقبض عليها فتنحى محمد بن داود، وخرج الناس، فوقفوا بغير إمام، فلما كانوا بالمزدلفة طلع عليهم ابن الأفْطَس فأقام لهم باقي حجتهم، ثم كانت سنة مائتين حج بالناس أبو إسحاق المعتصم، ثم كانت سنة إحدى ومائتين حج بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة اثنتين ومائتين حج بالناس إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، وهو أول طالبي أقام للناس الحج في الإِسلام، على أنه أقامه متغلباً عليه، لا مُوَلّى من قبل خليفة وكان ممن سَعَى في الأرض بالفساد، وقتل أصحاب إبراهيم بن عبيد الحجبي وغيره في المسجد الحرام، ويزيد بن محمد بن حنظلة المخزوم وغيره من أهل العبادة، ثم كانت سنة ثلاث ومائتين حج بالناس عبد اللّه، جعفر بن سليمان بن علي، ثم كانت سنة أربع ومائتين حج بالناس عبد اللّه بن الحسن بن عبد اللّه ابن العباس بن علي بن أبي طالب، من قبل المأمون، وهو واليه على الحرمين، ثم كانت سنة خمس ومائتين حج بالناس عبيد اللّه بن الحسن أيضاً، ثم كانت سنة ست وسبع ومائتين حج بالناس أبو عيسى بن الرشيد، ثم كانت سنة ثمان ومائتين حج بالناس صالح بن الرشيد، ومعه زبيدة ، إلى سنة عشر ومائتين، ثم كانت سنة إحدى عشرة ومائتين حج بالناس إسحاق بن العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة اثنتي عشرة ومائتين حج بالناس المأمون، ثم كانت سنة ثلث عشرة ومائتين حج بالناس أحمد بن العباس، ثم كانت سنة أربع عشر ومائتين حج بالناس إسحاق بن العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة خمس عشرة ومائتين حج بالناس عبد اللّه بن عبيد اللّه أيضاً.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 712 في عهد بني العباس


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 712


 في عهد بني العباس
 
  قال المسعودي: فهذا آخر ما حج بنو أمية، ثم كانت سنة اثنتين وثلاثين ومائة فحج بالناس داود بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، ثم كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة حج بالناس زياد بن عبيد اللّه بن عبيد اللّه بن عبد المَدَان الحارثي، ثم كانت سنة أربع وثلاثين ومائة حج بالناس عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، ثم كانت سنة خمس وثلاثين ومائة حج بالناس سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم كانت سنة ست وثلاثين ومائة حج بالناس أبو جعفر المنصور، وفيها بويع لأبي جعفر المنصور، ثم كانت سنة سبع وثلاثين ومائة حج بالناس إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن العباس، ثم كانت سنة ثمان وثلاثين ومائة حج بالناس الفضل بن صالح بن علي، ثم كانت سنة تسع وثلاثين ومائة حج بالناس العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة أربعين ومائة حج بالناس أبو جعفر المنصور، ثم كانت سنة إحدى وأربعين ومائة حج بالناس صالح بن علي، ثم كانت سنة اثنتين وأربعين ومائة حج بالناس إسماعيل بن علي، ثم كانت سنة ثلاث وأربعين ومائة حج بالناس عيسى بن موسى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة أربع وأربعين ومائة حج بالناس أبو جعفر المنصور ثم كانت سنة خمس وأربعين ومائة فحج بالناس السَّرِيُ بن عبد اللّه بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب، ثم كانت سنة ستة وأربعين ومائة حج بالناس عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، ثم كانت سنة سبع وأربعين ومائة حج بالناس أبو جعفر المنصور، ثم كانت سنة ثمان وأربعين ومائة فحج بالناس جعفر بن أبي جعفر المنصَور وقيل: محمد بن إبراهيم الإمام، وقيل: بل المنصور، ثم كانت سنة تسع وأربعين ومائة حج بالناس عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي، ثم كانت سنة خمسين ومائة حج بالناس عبد الصمد بن علي، ثم كانت سنة إحدى وخمسين ومائة حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي، ثم كانت سنة اثنتين وخمسين ومائة حج بالناس أبو جعفر المنصور، ثم كانت سنة ثلاث وخمسين ومائة حج بالناس المهدي محمد بن عبد اللّه المنصور بن محمد بن علي، ثم كانت سنة أربع وخمسين ومائة حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي 4 ثم كانت سنة خمس وخمسين ومائة حج بالناس عبد الصمد بن علي، ثم كانت سنة ست وخمسين ومائة حج بالناس العباس بن محمد بن علي، ثم كانت سنة سبع وخمسين ومائة حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة ثمان وخمسين ومائة حج بالناس إبراهيم بن يحيى أيضاً، ثم كانت سنة تسع وخمسين ومائة حج بالناس يزيد بن منصور بن عبد اللّه بن شهير بن يزيد بن منّوب الحميري، ثم كانت سنة ستين ومائة حج بالناس المهدي محمد بن المنصور، ثم كانت سنة إحدى وستين ومائة فحج بالناس الهادي موسى بن المهدي، وهو ولي عهد، ثم كانت سنة اثنتين وستين ومائة حج بالناس إبراهيم بن جعفر بن أبي جعفر، ثم كانت سنة ثلاث وستين ومائة حج بالناس علي بن محمد بن المهدي، ثم كانت سنة أربع وستين ومائة حج بالناس صالح بن أبي جعفر، ثم كانت سنة خمس وستين ومائة حج بالناس صالح أيضاً، ثم كانت سنة ست وستين ومائة حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي، ثم كانت سنة سبع وستين ومائة حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي، ثم كانت سنة ثمان وستين ومائة حج بالناس علي بن محمد الهادي، ثم كانت سنة تسع وستين ومائة حج بالناس سليمان بن أبي جعفر المنصور، ثم كانت سنة سبعين ومائة حج بالناس هارون الرشيد، ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة حج بالناس يعقوب بن المنصور.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 711



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 711


  ومائة حج بالناس خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وقيل: مَسْلَمة بن عبد الملك، ثم كانت سنة ثمان عشرة ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل، ثم كانت سنة تسع عشرة ومائة حج بالناس مَسْلَمة بن هشام بن عبد الملك أبو شاكر، وقيل: بل مسلمة بن عبد الملك، ثم كانت سنة عشرين ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل، ثم كانت سنة إحدى وعشرين ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل، إلى سنة أربع وعشرين ومائة، ثم كانت سنة خمس وعشرين ومائة حج بالناس يوسف ابن أخي الحجاج بن يوسف، ثم كانت سنة ست وعشرين ومائة حج بالناس عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك، ثم كانت سنة سبع وعشرين ومائة حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ثم كانت سنة ثمان وعشرين ومائة حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. ثم كانت سنة تسع وعشرين ومائة حج بالناس عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، وكان أبو حمزة المختار بن عوف الخارجِيُّ من الأزد داعيَةُ المعروف بطالب الحق قد وقف وخرج تلك السنة، فكلّمه الناس حتى نزل عبدُ الواحد يصلي بالناس ويخرج إلى منزله، ثم كانت سنة ثلاثين ومائة حج بالناس محمد بن عبد الملك بن مروان، ثم كانت سنة إحدى وثلاثين ومائة حج بالناس الوليد بن عروة بن محمد بن عطية السعدي بكتاب افتعله على لسان عمه عبد الملك بن محمد وهو والي الحجاز واليمن لمروانً بن محمد.مائة حج بالناس خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وقيل: مَسْلَمة بن عبد الملك، ثم كانت سنة ثمان عشرة ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل، ثم كانت سنة تسع عشرة ومائة حج بالناس مَسْلَمة بن هشام بن عبد الملك أبو شاكر، وقيل: بل مسلمة بن عبد الملك، ثم كانت سنة عشرين ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل، ثم كانت سنة إحدى وعشرين ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل، إلى سنة أربع وعشرين ومائة، ثم كانت سنة خمس وعشرين ومائة حج بالناس يوسف ابن أخي الحجاج بن يوسف، ثم كانت سنة ست وعشرين ومائة حج بالناس عمر بن عبد اللّه بن عبد الملك، ثم كانت سنة سبع وعشرين ومائة حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ثم كانت سنة ثمان وعشرين ومائة حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. ثم كانت سنة تسع وعشرين ومائة حج بالناس عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، وكان أبو حمزة المختار بن عوف الخارجِيُّ من الأزد داعيَةُ المعروف بطالب الحق قد وقف وخرج تلك السنة، فكلّمه الناس حتى نزل عبدُ الواحد يصلي بالناس ويخرج إلى منزله، ثم كانت سنة ثلاثين ومائة حج بالناس محمد بن عبد الملك بن مروان، ثم كانت سنة إحدى وثلاثين ومائة حج بالناس الوليد بن عروة بن محمد بن عطية السعدي بكتاب افتعله على لسان عمه عبد الملك بن محمد وهو والي الحجاز واليمن لمروانً بن محمد.

 في عهد بني العباس
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 710 في زمن بني أمية



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 710


 في زمن بني أمية
 
  ثم كانت سنة إحدى وأربعين فحج بالناس عُتْبَةُ بن أبي سفيان، ثم كانت سنة اثنتين وأربعين، فحج بالناس عُتْبَةُ بن أبي سفيان، ثم كانت سنة ثلاث وأربعين فحج بالناس مروان بن الحكم، ثم كانت سنة أربع وأربعين حج معاوية بن أبي سفيان، ثم كانت سنة خمس وأربعين حج بالناس مروان بن الحكم، ثم كانت سنة ست وأربعين حج بالناس عتبة بن أبي سفيان، ثم كانت سنة سبع وأربعين حج بالناس عتبة بن أبي سفيان ثم كانت سنة ثمان وأربعين حج بالناس مروان بن الحكم، ثم كانت سنة تسع وأربعين حج بالناس سعيد بن العاص، ثم كانت سنة خمسين حج بالناس يزيد بن معاوية، ثم كانت سنة إحدى وخمسين فحج بالناس معاوية بن أبي سفيان، ثم كانت سنة اثنتين وخمسين، حج بالناس سعيد بن العاص عامين، ثم كانت سنة أربع وخمسين، حج بالناس مروان بن الحكم، ثم كانت سنة خمس وخمسين، حج بالناس مروان بن الحكم، ثم كانت سنة ست وخمسين فحج بالناس عتبة بن أبي سفيان، ثم كانت سنة سبع وخمسين حج بالناس الوليد بن عتبة عامين، ثم كانت سنة تسع وخمسين، حج بالناس عثمان بن محمد بن أبي سفيان، ثم كانت سنة ستين حج بالناس عمرو بن سعيد بن العاص، ثم كانت سنة إحدى وستين، حج بالناس الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ثم كانت سنة اثنين وستين، حج بالناس الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ثم كانت سنة ثلاث وستين، حج بالناس عبد اللّه بن الزبير، إلى سنة إحدى وسبعين، ثم كانت سنة اثنتين وسبعين فحج بالناس الحجاجُ بن يوسف فأتوا مِنِى ولم يطوفوا بالبيت العتيق، ثم كانت سنة ثلاث وسبعين فحج بالناس الحجاجُ أيضاً، وقتل عبد اللّه بن الزبير، ثم كانت سنة أربع وسبعين فحج بالناس الحجاج بن يوسف، ثم كانت سنة خمس وسبعين حج بالناس عبد الملك بن مروان، ثم كانت سنة ست وسبعين حج بالناس إلى سنة ثمانين إِبَانُ بن عثمان بن عفان، ثم كانت سنة إحدى وثمانين حج بالناس سليمان بن عبد الملك بن مروان، ثم كانت سنة اثنتين وثمانين حج بالناس أبَانُ بن عثمان بن عفان، ثم كانت سنة ثلاث وثمانين حج بالناس إلى سنة خمس وثمانين هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ثم كانت سنة ست وثمانين حج بالناس العباسُ بن الوليد بن عبد الملك، ثم كانت سنة سبع وثمانين حج بالناس عمر بن عبد العزيز بن مروان، ثم كانت سنة ثمان وثمانين حج بالناس الوليد بن عبد الملك، ثم كانت سنة تسع وثمانين حج بالناس عمر بن عبد العزيز، ثم كانت سنة تسعين حج بالناس عمر بن عبد العزيز، ثم كانت سنة إحدى وتسعين حج بالناس الوليد بن عبد الملك، ثم كانت سنة اثنتين وتسعين حج بالناس عمر بن عبد العزيز، ثم كانت سنة ثلاث وتسعين حج بالناس عثمان بن الوليد بن عبد الملك وقيل: بل عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، ثم كانت سنة أربع وتسعين حج بالناس مَسْلَمة بن عبد الملك، ثم كانت سنة خمس وتسعين حج بالناس بشر بن الوليد بن عبد الملك، ثم كانت سنة ست وتسعين حج بالناس أبو بكر محمد بن عمرو بن حَزْم، ثم كانت سنة سبع وتسعين حج بالناس سليمان بن عبد الملك، ثم كانت سنة ثمان وتسعين حج بالناس عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، ثم كانت سنة تسع وتسعين حج بالناس أبو بكر محمد بن عمرو بن حَزْم، ثم كانت سنة مائة حج بالناس أبو بكر أيضاً، ثم كانت سنة إحدى ومائة حج بالناس عبد العزيز بن عبد اللّه أمير مكة، ثم كانت سنة اثنتين ومائة حج بالناس عبد الرحمن بن الضحاك الفهريًّ، ثم كانت سنة ثلاث ومائة حج بالناس عبد اللّه بن كعب بن عمير بن سبع بن عوف بن نصر بن معاوية النَصْرِيًّ، ثم كانت سنة أربع ومائة حج فيها أيضاً، ثم كانت سنة خمس ومائة حج بالناس إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزوميًّ، ثم كانت سنة ست ومائة حج بالناس هشام بن عبد الملك، ثم كانت سنة سبع ومائة حج بالناس إبراهيم بن هشام المخزوميُّ، إلى سنة اثنتي عشرة ومائة. ثم كانت سنة ثلاث عشرة ومائة حج بالناس سليمان بن هشام بن عبد الملك. ثم كانت سنة أربع عشرة ومائة حج بالناس خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن العاص بن أمية، ثم كانت سنة خمس عشرة ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة، ثم كانت سنة ست عشرة ومائة حج بالناس الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وهو ولي عهد، ثم كانت سنة سبع عشرة 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 709 ذكر تسمية من حج بالناس من أول الإسلام إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة أول من حج بالناس نيابة عن الرسول


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 709


 
 ذكر تسمية من حج بالناس

 من أول الإسلام إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
 
 أول من حج بالناس نيابة عن الرسول

 قال المسعودي: فتح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مكة في شهر رمضان، سنة ثمان من الهجرة، ورجع إلى المدينة، واستعمل عَتَّابَ بن أسيد بن أبي العيص بن أمية على مكة، فحج بالناس سنة ثمان، وقيل: بل حج الناس أوْزَاعاً ليس عليهم أحد.

 ثم حج أبو بكر

 ثم كانت سنة تسع، فحج بالناس أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه، حين خرج من المدينة مع ثلاثمائة، وبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم معه عشرين بَدَنَةً، ثم أرسل على أثره علي بن أبي طالب، رضي اللّه عنه، فأدركه بالعَرج ومعه سورة براءة، فأذَّنَ بها يوم النحر عند العقبة، فأقام أبو بكر الحجًّ، وخطب أبو بكر بمكة قبل التّرْوِية بيوم، ويوم عرفة بعرفة، ويوم النحر بمنى.

 حجة الوداع

 ثم كانت سنة عشر، فحجَّ بالناس سيد المرسلين، رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وفي هذه السنة توفي.

 أيام الخلفاء الراشدين

 ثم كانت سنة إحدى عشرة، فحج بالناس عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
 ثم كانت سنة اثنتي عشرة، فحج بالناس أبو بكر الصديق، رضي اللّه عنه.
 ثم كانت سنة ثلاث عشرة، فحج بالناس عبد الرحمن بن عَوْفٍ رضي اللّه عنه.
 ثم كانت سنة أربع عشرة، فحج بالناس عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
 ثم كانت سنة خمس عشرة، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت ست عشرة فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت سنة سبع عشرة، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت سنة ثمان عشرة، فحج بالناس عمر بن الخطاب ثم كانت سنة تسع عشرة، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت سنة عشرين، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت سنة إحدى وعشرين، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت سنة اثنتين وعشرين، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم كانت سنة ثلاث وعشرين، فحج بالناس عمر بن الخطاب، ثم قتل رضي اللّه عنه آخر ذي الحجة.
 ثم كانت سنة أربع وعشرين فحج بالناس عبد الرحمن بن عَوْفٍ.
 ثم كانت سنة خمس وعشرين، فحج بالناس عثمان بن عفان، إلى سنة أربع وثلاثين.
 ثم كانت سنة خمس وثلاثين، فحج بالناس عبد اللّه بن عباس بأمر عثمان، وهو محصور.
 ثم كانت سنة ست وثلاثين، فحج بالناس عبد اللّه بن عباس.
 ثم كانت سنة سبع وثلاثين، بعث علي بن أبي طالب على الموسم عبد الله بن العباس، وبعث معاوية بن أبي سفيان يزيد بن شجرة الرهاوي، فاجتمعا بمكة، وَتَنَازعا الِإمارة ولم يُسَلَم أحدهما لصاحبه، فاصطلحا على أن يصلي بالناس شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد اللّه بن عبد العُزَّى بن عثمان بن عبد الدار حاجب البيت الجمحي، ففعل ذلك.
 ثم كانت سنة ثمان وثلاثين فحج بالناس قُثَمُ بن عباس نائب مكة.
 ثم كانت سنة تسع وثلاثين فحج بالناس شيبة بن عثمان.
 ثم كانت سنة أربعين والتنازع بين معاوية والحسن بن علي في الخلافة، فحج بالناس المغيرةُ بن شعبة عن كتابِ، يُقال: إنه افتعله عن معاوية.

 في زمن بني أمية
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 708


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 708


  قال المسعودي: وسِنُو الهجرة قمرية، وبين هذا التاريخ وتاريخ أصحاب الأخبار والسير تفاوت من زيادات الشهور والأيام، ومُعَوَّلنا- فيما ذكرنا من التاريخ من الهجرة إلى هذا الوقت- على ما وجدنا في كتب الزيجات، إذ كان أهل هذه الصناعة يُرَاعُونَ هذه الأوقات، ويحصلون علمها على التحديد، والذي نقلناه من التاريخ فمن زيج أبي عبد اللّه محمد بن جابر البناني وغيره من الزيجات إلى هذا الوقت، فأما ما قدمنا ذكره في هذا الكتاب- من الهجرة إلى هذا الوقت- فإنا نعيد ذكره مفصلاً في هذا الباب، لكي يقرب تناوله على الطالب به، ولا يبعد عما ذكرناه من الزيجات.

 من مبعث الرسول

 فالذي صح من تاريخ أصحاب السير والأخبار من أهل النقل والآثار، أنه بعث صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أربعين سنة، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وهاجر عشراً، وقبض وهو ابن ثلاث وستين سنة، صلى الله عليه وسلم.
 أبو بكر: سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام.
 عمر بن الخطاب: عشر سنين وستة أشهر وأربع لَيَالٍ.
 عثمان بن عفان: اثنتا عشرة سنة إلا ثمانية أيام.
 علي بن أبي طالب: أربع سنين وتسعة أشهر وثمان لَيَالٍ.
 الحسن بن علي: ستة أشهر وعشرة أيام.
 معاوية بن أبي سفيان: تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوماً.
 يزيد بن معاوية: ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا ثمان لَيَالٍ.
 معاوية بن يزيد: شهراً واحداً وأحد عشر يوماً.
 مروان بن الحكم: ثمانية أشهر وخمسة أيام.
 عبد الملك بن مروان: إحدى وعشرين سنة وشهراً ونصفاً.
 الوليد بن عبد الملك: تسع سنين وثمانية أشهر ويومين.
 سليمان بن عبد الملك: سنتين وثمانية أشهر وخمسة أيام.
 عمر بن عبد العزيز: سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام.
 يزيد بن عبد الملك: أربع سنين وشهراً ويومين.
 هشام بن عبد الملك: تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وإحدى عشرة الوليد بن يزيد: سنة وشهرين واثنين وعشرين يوماً. يزيد بن الوليد: خمسة أشهر وليلتين.
 مروان بن محمد: خمس سنين وعشرة أيام.
 عبد الله بن محمد السفاح: أربع سنين وتسعة أشهر.
 المنصور: اثنتين وعشرين سنة إلا تسع لَيَالٍ.
 المهدي: عشر سنين وشهراً وخمسة عشر يوماً.
 الهادي: سنة وثلاثة أشهر.
 الرشيد: ثلاثاً وعشرين سنة وستة أشهر.
 الأمين: أربع سنين وستة أشهر.
 المأمون: إحدى وعشرين سنة سَوَاء.
 المعتصم: ثمان سنين وثمانية أشهر.
 الواثق: خمس سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوماً.
 المتوكل: أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسع لَيَال.
 المنتصر: ستة أشهر.
 المستعين: ثلاث سنين وثمانية أشهر.
 المعتز: أربع سنين وستة أشهر.
 المهتدي: أحد عشر شهراً.
 المعتمد: ثلاثاً وعشرين سنة.
 المعتضد: تسع سنين وتسعة أشهر ويومين.
 المكتفي: ست سنين وسبعة أشهر واثنين وعشرين يوماً.
 المقتدر: أربعاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وستة عشر يوماً.
 القاهر: سنة وستة أشهر وستة أيام.
 الراضي: ست سنين وأحد عشر شهراً وثمانية أيام.
 المتقي: ثلاث سنين وأحد عشر شهراً وثلاثاً وعشرين يوماً.
 المستكفي: سنة وثلاثة أشهر.
 المطيع إلى غرة جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة: سنة وثمانية أشهر وخمسة عشر يوماً.

 ونحن نؤمل من الله تعالى البقاء والزيادة في العمر، لنزيد في هذا الكتاب ما يحدث في أيامهم، وما يكون في المستقبل من دولتهم.

 فهذا جمل التاريخ من الهجرة إلى هذا الوقت، وهو جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وقد أوردنا في الكتاب ما ذكر الفريقان جميعاً، لكي لا يبعد فهم ذلك على مريح والطالب له، إن شاء اللّه تعالى.

 والتاريخ من المولد إلى هذا الوقت معلوم، ومن المبعث إلى الوفاة معروف غير مجهول، ولا يتعذّرُ تناوله على ذي الدراية من هذا الكتاب، إلا أن مُعَوَلَ الناس أن بدء التاريخ من الهجرة، على حسب ما بينا فيما سلف من كتبنا من مشاورة عمر الناس في التاريخ عند حدوث أمُورٍ وجب تدوينها، وما قاله الناس من كل فريق منهم، وأخذه بقول علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، أن يؤرخ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتركه أرض الشرك، وأن ذلك كان من عمر رضي اللّه عنه في سنة سبع عشر أو ثماني عشرة، على حسب التنازع في ذلك، واللّه أعلم.

 ذكر تسمية من حج بالناس

 من أول الإسلام إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 707 ذكر الخلفاء من بني هاشم



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 707


 ذكر الخلفاء من بني هاشم
 
  أبو العباس عبد اللّه بن محمد: أربع سنين وثمانية أشهر ويومين فذلك مائة سنة وخمس وثلاثون سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً، وحتى انتهت البيعة إلى المنصور أربعة عشر يوماً، فذلك مائة سنة وخمس وثلاثون سنة وأحد عشر شهراً وثمانية وعشرون يوماً.

 أبو جعفر عبد اللّه بن محمد المنصور: إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وثمانية أيام فذلك مائة وسبع وخمسون سنة وأحد عشر شهراً وستة أيام وحتى انتهى الخبر إلى المهدي اثني عشر يوماً؛ فذلك مائة وسبع وخمسون سنة وأحد عشر شهراً وثمانية عشر يوماً.

 المهدي: عشر سنين وشهراً واحداً وخمسة أيام، فذلك مائة سنة وثمانية وستون سنة وثلاثة عشر يوماً، وحتى انتهى الخبر إلى الهادي ثمانية أيام، فذلك مائة سنة وثمان وستون سنة وشهر واحد ويوم واحد.

 الهادي: سنة واحدة وشهراً واحداً وخمسة عشر يوماً، فذلك مائة سنة وتسع وستون سنة وشهران وستة عشر يوماً.
 الرشيد: ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وستة عشر يوماً، فذلك مائة واثنتان وتسعون سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام، وحتى انتهى الخبر إلى الأمين ابنه اثنا عشر يوماً، فذلك مائة سنة واثنتان وتسعون سنة وخمسة أشهر وخمسة عشر يوماً.
 الأمين حتى خلع وحبس: ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً، فذلك مائة وخمس وتسعون سنة وستة أشهر وعشرة أيام، ومكث محبوساً يومين، فذلك مائة وخمس وتسعون سنة وستة أشهر واثنا عشر يوماً، وأخرج وبويع له وحارب وحوصر حتى قتل سنة وستة أشهر وثلاثة عشر يوماً.

 المأمون: عشرين سنة وخمسة أشهر واثنين وعشرين يوماً، فذلك مائتان وسبع عشرة سنة وستة أشهر وتسعة عشر يوماً.

 المعتصم: ثمان سنين وثمانية أشهر ويومين؛ فذلك مائتان وستة وعشرون سنة وشهران وتسعة عشر يوماً.
 الواثق: خمس سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام؛ فذلك مائتان وإحدى وثلاثون سنة وأحد عشر شهراً وأربعة وعشرون يوماً.

 المتوكل: أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وسبعة أيام؛ فذلك مائتان وست وأربعون سنة وتسعة أشهر ويوم واحد.
 المنتصر: ستة أشهر، فذلك مائتان وسبع وأربعون سنة وثلاثة أشهر ويوم واحد، وإلى أن انْحَدَرَ المستعين إلى مدينة السلام سنتين وتسعة أشهر وثلاثة أيام، فذلك مائتان وخمسون سنة وأربعة أيام وإلى أن بويع للمعتز بسامرا عشرة أيام، فذلك مائتان وخمسون سنة وأربعة عشر يوماً وإلى أن خطب للمعتز بمدينة السلام أحَدَ عشر شهراً وعشرين يوماً، فذلك مائتان وإحدى وخمسون سنة وأربعة أيام، وإلى أن خلع المعتز ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً، فذلك مائتان وأربع وخمسون سنة وستة أشهر وسبعة وعشرون يوماً، وإلى بيعة المهتدي يومين، فذلك مائتان وأربع وخمسون سنة وسبعة أشهر.

 المهتدي: أحد عشر شهراً وثمانية عشر يوماً، فذلك مائتان وخمس وخمسون سنة وستة أشهر وسبعة عشر يوماً.
 المعتمد: ثلاثاً وعشرين سنة وثلاثة أيام، فذلك مائتان وثمان وسبعون سنة وستة أشهر وعشرون يوماً.
 المعتضد: تسع سنين وتسعة أشهر ويومين، فذلك مائتان وثمان وثمانون سنة وثلاثة أشهر واثنان وعشرون يوماً.
 المكتفي: ست سنين وستة أشهر وعشرين يوماً، فذلك مائتان وأربع وتسعون سنة وعشرة أشهر واثنا عشر يوماً.
 المقتدر حتى خلع: إحدى وعشرين سنة وشهرين وخمسة أيام، فذلك ثلاثمائة سنة وست عشرة سنة وتسعة عشر يوماً.
 ابن المعتز حتى خلع: يومين، فذلك ثلاثمائة سنة وست عشرة سنة وأحد وعشرون يوماً.
 المقتدر حتى قتل: ثلاث سنين وتسعة أشهر وثمانية أيام، فذلك ثلاثمائة وتسع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة عشر يوماً.

 القاهر حتى خلع: سنة وستة أشهر وعشرة أيام، فذلك ثلاثمائة سنة وإحدى وعشرون سنة وأربعة أشهر وتسعة أيام.
 الراضي: ست سنين وأحد عشر شهراً وثمانية أيام، فذلك ثلاثمائة وثمانية وعشرون سنة وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوماً.

 المتقي: ثلاث سنين وتسعة أشهر وسبعة عشر يوماً، فذلك ثلاثمائة واثنتان وثلاثون سنة وشهر واحد وثلاثة أيام.
 المستكفي: سنة وثلاثة أشهر، فذلك ثلاثمائة سنة وثلاث وثلاثون سنة وأربعة أشهر وثلاثة أيام.
 المطيع للّه إلى غرة جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة: سنتين وثمانية أشهر وخمسة عشر يوماً، فذلك ثلاثمائة وخمس وثلاثون سنة وأربعة أشهر إلا ثلاث ليال.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 706 ذكر جامع التاريخ الثاني من الهجرة إلى هذا الوقت



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 706


 ذكر جامع التاريخ الثاني من الهجرة

 إلى هذا الوقت
 

 تقدمة

 وهو جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة الذي فيه انتهينا من الفراغ من هذا الكتاب.
 
  قد أفردنا فيما سلف من هذا الكتاب باباً في تاريخ العالم والأنبياء والملوك إلى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومَبْعثه إلى هجرته، ثم ذكرنا هجرته إلى وفاته، وأيام الخلفاء والملوك إلى هذا الوقت، على حسب ما يوجبه الحساب وما في كتب السير وأصحاب التواريخ ممن عُنِيَ بأخبار الخلفاء والملوك، ولم نعرض فيما ذكرنا من ذلك لما في كتب الزيجات مما ذكره أصحاب النجوم، على حسب ما يوجبه تاريخهم، فلنذكر في هذا الباب جميع ما أثبتوه في كتب زيجات النجوم من الهجرة إلى هذا الوقت المؤرخ، ليكون ذلك أكثر لفائدة الكتاب، وأجمع لمعرفة تباين أصحاب التواريخ من الأخباريين والمنجمين وما اتفقوا عليه من ذلك.

 المبدأ ومقابلة من تاريخ الإسكندر

 فالذي وجدناه من ذلك في كتاب الزيجات أن الابتداء في يوم الجمعة مستهلَّ المحرم سنة إحدى للتروية، وذلك يوم ستة عشر من تموز سنة تسعمائة وثلاثة وثلاثين لذي القرنين، وكانت هجرة النبي من مكة إلى المدينة سنة إحدى بعد أن مضى منها شهران وثمانية أيام، فمكث بها حتى قبض صلى الله عليه وسلم تسع سنين وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً؛ فذلك عشر سنين وشهران- أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه: سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام، فذلك اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام.

 زمن عمر

 عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: عشر سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوماً، فذلك اثنتان وعشرون سنة وأحد عشر شهراً وخمسة وعشرون يوماً.

 وكانت الشورى بعد عمر ثلاثة أيام، فذلك اثنتان وعشرون سنة وأحد عشر شهراً وثمانية وعشرون يوماً.

 عثمان

 عثمان بن عفان رضي اللّه عنه: إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وتسعة عشر يوماً فذلك أربع وثلاثون سنة وأحد عشر شهراً وسبعة عشر يوماً.

 علي

 علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: أربع سنين وسبعة أشهر، فذلك تسع وثلاثون سنة وثمانية أشهر وسبعة عشر يوماً.
 وإلى بيعة معاوية بن أبي سفيان ستة أشهر وثلاثة أيام، فذلك أربعون سنة وشهران وعشرون يوماً.

 معاوية

 معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنه: تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وخمسة وعشرون يوماً، فذلك تسع وخمسون سنة وستة أشهر وخمسة وعشرون يوماً.

 يزيد بن معاوية

 يزيد بن معاوية: ثلاث سنين وثمانية أشهر، فذلك ثلاث وستون سنة وشهران وخمسة عشر يوماً.

 معاوية بن يزيد

 معاوية بن يزيد بن معاوية: ثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوماً، فذلك ثلاث وستون سنة وستة أشهر وسبعة أيام.

 مروان

 مروان بن الحكم: أربعة أشهر، فذلك ثلاث وستون سنة وعشرة أشهر وسبعة أيام.

 عبد اللَّه بن الزبير

 عبد اللّه بن الزبير: ثمان سنين وخمسة أشهر، فذلك اثنتان وسبعون سنة وثلاثة أشهر وسبعة أيام.

 عبد الملك بن مروان

 عبد الملك بن مروان حتى قتل ابن الزبير: سنة وشهرين وستة أيام، فذلك ثلاث وسبعون سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام.

 ذكر أيام بني مروان بن الحكم

 عبد الملك بن مروان بن الحكم: اثنتي عشرة سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام.
 الوليد بن عبد الملك: تسع سنين وتسعة أشهر وعشرين يوماً.
 سليمان بن عبد الملك: سنتين وسبعة أشهر وعشرين يوماً.
 عمر بن عبد العزيز بن مروان: سنتين وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوماً.
 يزيد بن عبد الملك: أربع سنين ويوماً واحداً.
 هشام بن عبد الملك: تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وسبعة أيام، فذلك مائة سنة وأربعة وعشرون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام.
 الوليد بن يزيد بن عبد الملك حتى قتل: سنة وشهرين وعشرين يوماً، فذلك مائة سنة وخمس وعشرون سنة وخمسة أشهر وسبعة وعشرون يوماً، وكانت الفتنة بعد مقتله شهرين وخمسة وعشرين يوماً، فذلك مائة سنة وخمس وعشرون سنة وثمانية أشهر وعشرون يوماً.

 يزيد بن الوليد بن عبد الملك: شهرين وسبعة أيام، فذلك مائة وخمس وعشرون سنة وأحد عشر شهراً ويوم واحد.
 إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك حتى خلع: شهرين وأحد عشر يوماً، فذلك مائة سنة وست وعشرون سنة وشهر واثنا عشر يوماً.
 مروان بن محمد حتى قتل: خمس سنين وشهرين، فذلك مائة سنة وإحدى وثلاثون سنة وثلاثة أشهر واثنا عشر يوماً.

 ذكر الخلفاء من بني هاشم
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 705


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 705


  وقد أتينا في الكتاب الأوسط الذي كتابُنَا هذا تَالٍ له، والأوسَطُ تال لكتابنا أخبار الزمان، ومن أباده الحدثان من الأًمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الداثرة على ما كان منه، ومحاربته الِإخشيد محمد بن طغج بالعريش من بلاد مصر، وانكشافه، ورجوعه إلى دمشق، وما كان من قتله لأخي الإخشيد محمد بن طغج باللجون من بلاد الأردن، وما كان قبل وقعة العريش بينه وبين عبد اللّه بن طغج، وما كان معه من القواد، وانكشافهم عنه، واستئمان من استأمن منهم إليه مثل محمد بن تكين الخاصة وتكين الخاقاني غلام خاقان المفلحي وغيرهما، وغير ذلك من أخباره وأخبار غيره، وذكرنا مقتل طريف السكري في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة على باب طرسوس، وما كان من وقعته مع الثميلية، وهم غلمان ثميل الخادم، فأغنى ذلك عن إعادته مبسوطاً في هذا الكتاب.

 وإنما تغلغل بنا الكلام في التصنيف فيما ذكرنا من أخبار الديلم والجبل وما كان من أمر أسفار بن شيرويه ومرداويج عند ذكرنا لآل أبي طالب وأمر الداعي الحسن بن القاسم الحسني صاحب طبرستان ومقتله، وخبر الأطروش الحسن بن علي الحسني.

 قال المسعودي: وقد أتينا على ذكر سائر الأحداث والكوائن في أيام مَنْ ذكرنا من الخلفاء والملوك في كتابينا أخبار الزمان والأوسط، وذكرنا في هذا الكتاب ما يكتفي به الناظِرُ فيه، وانتهى بنا التصنيف فيه إلى هذا الوقت، وهو جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ونحن بفسطاط مصر، والغالب على أمر الدولة والحضرة أبو الحسن أحمد بنْ الديلمي المسمَّى مُعِز الدولة، وأخوه الحسن بن بُوِيْهِ صاحب بلاد أصبهان وكُوَرِ الأهواز وغيرها المسمى ركن الدولة، وأخوهما الأكبر، والرئيس فيهم المعظم عليُّ بن بُوَيْهِ الملقب بعميد الدولة المقيم بأرض فارس، والمدبر منهم لأمر المطيع أحمدُ بن بُوَيْهِ مُعِزُّ الدولة، وهو المحارب للبريديين بأرض البصرة، والمطيع معه على حسب ما ينمو إلينا من أخبارهم، ودلننا في كتابنا هذا بالقليل على الكثير، وبالخبر اليسير على الجليل الخطير، وذكرنا في كل كتاب من هذه الكتب ما لن نذكره في الآخر إلا ما لا يسع تركه، ولم نجد بداً من إيراده لما دعت الضرورة إلى وصفه، وأتينا على أخبار أهل كل عصر وما حَدَث فيه من الأحداث، وما كان فيه من الكوائن إلى وقتنا هذا، مع ما أسلفناه في هذا الكتاب من ذكرنا البر والبحر، والعامر منهما والغامر، والملوك وسيرها، والأمم وأخبارها.

 وأرجو أن يَفْسَحَ اللّه تعالى لنا في البقاء، ويمد لنا في العمر، ويسعدنا بطول الأيام؛ فنعقب تأليف هذا الكتاب بكتاب آخر نضمنه فنوناً من الأخبار، وأنواعاً من طرائف الآثار، على غير نَظْم من التأليف، ولا ترتيب من التصنيف، على حسب ما يَسْنَحُ من فوائد الأخبار، ويوجد من نوادر الآثار، ونترجمه بكتاب وصل المجالس بجوامع الأخبار ومختلط الآثار تالياً لما سلف من كتبنا، ولاحقاً بما تقدم من تصنيفنا.

 وجميع ما أوردناه في هذا الكتاب لا يَسَعُ ذوي الدراية جهله، ولا يُعْذَرُ في تركه والتغافل عنه؛ فممن عَدَّ أبواب كتابي هذا ولم يمعن النظر في قراءة كل باب منه لم يبلغ حقيقة ما قلنا، ولا عرف للعلم مقداره؛ فلقد جمعنا ما فيه في عدَّة السنين باجتهاد وتعب عظيم، وَجَوَلان في الأسفار، وطواف في البلدان من الشرق والغرب في كثير من الممالك غير مملكة الإسلام.
 فمن قرأ كتابنا هذا فليتدبره بعين المحبة، وليتفضل بهمته بإصلاح ما أنكر منه مما غَيَّره الناسخ وصَحَّفه الكاتبُ، وليرع لي نسبة العلم، وحرمة الأدب، وموجبات الرواية، وما تجشمت من التعب فيها، فإن منزلتي فيه وفي نظمه وتأليفه بمنزلة من وَجَدَ جوهراً منثوراً ذا أنواع مختلفة وفنون متباينة فَنَظَمَ منها سلكاً، واتخذ عقداً نفيساً، ثميناً باقياً لطلابه.
 وليعلم من نظر فيه أني لم أنتصر فيه لمذهب، ولا تحيزت إلى قَوْلٍ، ولا حكيت عن الناس إلا مجالس أخبارهم، ولم أعرض فيه لغير ذلك.

 فلنذكر الآن الباب الثاني من جماع التاريخ على حسب ما قدمنا الوَعْدَ بإيراده في صدر هذا الكتاب وباللّه أستعين، وعليه أتوكل.

 ذكر جامع التاريخ الثاني من الهجرة

 إلى هذا الوقت

 تقدمة

 وهو جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة الذي فيه انتهينا من الفراغ من هذا الكتاب.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 704


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 704


  وكان نمي إليه من كتابه ومن أطاف به من أتباعه، من دُهَاة العالم وشياطينه، أن الكواكب ترمي بشعاعها إلى بلاد أصبهان، فيظهر بها ديانة، وينصب بها سرير ملك، ويُجْبى له كنوز الأرض، وأن الملك الذي يليها يكون مصفر الرجلين ويكون من صفته كيت وكيت، وأن مدة عمره في الملك كذا وكذا، ثم يتلوه من ولده من بعده في هذه المملكة أربعون ملكاً، وقربوا له الزمان في ذلك وحددوه وتقربوا إليه بأشياء من هذه المعاني مما مال إليه هَوَاه واستدعاه منهم واستهواه وأظهر أنه المصفر الرجلين الذي يتملك الأرض، وكان معه من الأتراك نحو أربعة آلاف مماليك له في خاصته، دون مَنْ في عسكره من الأتراك، مع ما عنده من الأمراء والأتراك، وكان سيء الصحبة لهم، كثير القتل فيهم، فعملوا على قتله، وتحالفوا وقد كان على المسير إلى مدينة السلام، والقبض على الملك، وتوليه أصحابه مدن الإِسلام بأسرها في شرق البلاد وغربها مما في يد ولد العباس، وغيرهم، فأقْطَعَ الدور ببغداد لأهله، ولم يشك أن الأمر في يده والملك له، فخرج ذات يوم إلى الصيد وهو فرح مسرور، وانصرف وهو كذلك لما قد تم له من الأمر وتأتى له من الملك، فدخل الحمام بعد رجوعه في قصر أحمد بن عبد العزيز بن أبي دُلَفَ العِجْلِيِّ بأصبهان فدخل إليه غلام من وجه الأتراك، وهو بجكم، وكان من خواص الغلمان، ومعه ثلاثة نَفَرٍ من وجوه الأتراك أرى أحدهم توزون مدبر الدولة بعد بجكم، فقتلوه، فخرج بجكم ومن معه، وقد كان أعلم الأتراك بذلك فكانوا له متأهبين دون سائر مَنْ في العسكر، فركبوا من فَوْرِهِم- وذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في خلافة الراضي- وتفرق الجيش عند وقوع الضجة. وانتهب بعض الناس بعضاً، وأخذت الخزائن وانتهبت الأموال، ثم إن الجبل والديلم ثابوا واجتمعوا وتشاوروا، وقالوا: إن بقينا على ما نحن عليه من التحزب بغير رئيس ننقاد إليه هلكنا، فاجتمع أمرهم على مبايعة وشمكير أخي مرداويج، وتفسير وشمكير بالعربية الأخذ وتفسير مرداويج معلق الرجال، وقد يكتب مزداويجِ بالزاي فبايعوا وشمكير بعد أن تفرق كثير من الجيش، ففرق فيهم كثيراً مما بقي من الأموال، وأحسن إليهم، وَتَوَجَّهَ فيمن معه من العساكر إلى الريِّ فنزلها، وسار بجكم التركي فيمن معه منَ الأتراك وقد جمعوا أنفسهم إلى أن يخلصوا من الديلم، وسار إلى بلاد الدِّينَوَرِ فجبى منها الخراج وأخذ كثيراً من الأموال، وسار إلى النهروان على أقل من يومين من مدينة السلام، فراسل الراضي، وكان الغالب على أمره الساجية وعدة من الغلمان الحجرية، فأبوا أن يتركوه يصل إلى الحضرة خوفاً أن يغلب على الدولة، فمضى بجكم لما منع من الحضرة إلى واسط إلى محمد بن رائق، وكان مقيماً بها، فأدناه، وَحَيَّاه، وغلب عليه، وقوى أمر بجكم واصطنع الرجال، وضعف أمر ابن رائق عنه، فكان من أمره ما قد اشتهر، وقد قدمنا ذكره فيما سلف من كتبنا: من اختفائه وخروج بجكم مع الراضي إلى الموصل ومعهم علي بن خلف بن طباب إلى ديار بني حَمْدَان من بلاد الموصل وديار ربيعة، وظهور محمد بن رائق ببغداد، ومعونة الغَوْغَاء له، ومسيره إلى دار السلطان وقتله لابن برد السيرافي، وخروجه عن الحضرة ومن تبعه من الجبل والقرامطة، مثل رافع وعمارة وغيرهما، وكانوا أنصاره، ومسيره إلى ديار مضر، ونزوله الرقة وما كان بينه وبين نميرة، ودخول يأنس المؤنسي في جملته، ومسيره إلى جند قنسرين والعواصم، وإخراجه طريفاً السكري عنها وتوليته الثغر الشامي.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 703



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 703


  وكان يقال له: السقطي، فسأله عن أمره فيهم، فأمره أن يطوف بهم الديلم والجبل بحرابهم وخناجرهم فيؤتي عليهم، فأطافت بهم الرجال من الديلم، قأتى على القوم جميعاً، وألحقوا بمن مضى منهم، وبعث منها بقائد من قواده، يعرف بابن علان القزويني وكان يلقب بخواجة، وذلك أن أهل خراسان إذا عَظّموا الشيخ فيهم سَمَّوه خواجة، في عسكر من عساكره إلى مدينة الدينور، ومن همذان إليها ثلاثة أيام، فدخلها بالسيف، وقتل من أهلها في اليوم الأول سبعة عشر ألفاً في قول المقلل، والمكثر يقول: خمسة وعشرين ألفاً، فخرج إليه في مستوري أهل الدينور وصوفيتها وزهادها رجل يُقال له بن مشاد وبيده مصحف قد نشره فقال لابن علان المعروف بخواجه أيها الشيخ، اتَّقِ اللّه وارفع السيف عن هؤلاء المسلمين، فلا ذنب لهم ولا جناية يستحقون بها ما قد نزل بهم، فأمر بأخذ المصحف من يده، فضرب به وجهه، ثم أمر به فذبح، وسبى الأموال والدماء والفروج، وبلغت عساكر مرداويج وجنوده إلى الموضع المعروف بالشجرتين، وهو فرز بين بلاد الجبل وأعمال حلوان مما يلي العراق، وذلك بين يلادطرر والمطامير ومرج القلعة، قتلاً وسَبْياً، وغنم الأموال ثم ولت جيوشه راجعة وقد غنمت الأموال، وقتلت الرجال، وملكت الأولاد، وأخذوا الغلمان وتملَّكوهم، وسَبَوْا من بلاد الدينور وقرماسين والزبيديه إلى حيث ما بلغوا مما وصفنا من البلاد مما أدركه الإِحصاء من الجواري العواتق والغلمان في قول المقلل خمسين ألفاً، وفي قول المكثر مائة ألف، فلما تم لمرداويج ما وصفنا وحملت إليه الأموال والغنائم بعث بها إلى أصبهان بجماعة من قواده في قطعة من عساكره، فملكوها، وأقيمت لهم الأنزال، والغلوفات، وعمرت لهم قصور أحمد بن عبد العزيز بن أبي دُلَفَ العِجْلِيِّ، وهيئت له البساتين والرياض، وزرع له فيها أنواع الرياحين على حسب ما كان في آل عبد العزيز، فسار مرداويج إلى أصبهان، فنزلها وهو في نحو خمسين ألفاً، وقيل: أربعين، سوى ماله بالري وقم وهمذان، وسائر أعماله من العساكر، وقد كان أنفذ جماعهَ من قواده وعساكره مع أبي الحسن محمد بن وهبان الفضيلي، وهو الذي استأمن بعد ذلك إلى السلطان، ثم قصد بعد ذلك إلى محمد بن رائق، وهو بالرقة من بلاد ديار مضر، قبل دخول الشام ومحاربته الإخشيد محمد بن طغج، فاحتال عليه رافع القرمطي.

 وكان من قواد ابن رائق، حتى فرق بينه وبين عسكره وغرقه في الفرات، وذلك نحو رحبة مالك بن طَوْق، وقد أتينا على خبره، وما كان من الحيلة في أمره، ومدة بقائه في الماء مقيداً إلى أن خرج، ثم قتل بعد ذلك، في الكتاب الأوسط في أخبار محمد رائق، وسار ابن وهبان فيمن معه من العساكر إلى صقع كور الأهواز، وذلك على طريق مناذر وتستر وأيذج، واحتوى على هذه البلاد وجبى أموالها، وحمل ذلك إلى مرداويج فطَغَى مرداويج وتكبر، وعظمت جيوشه وأمواله وعساكره، وضرب سريراً من الذهب، رُصِّعَ له بالجوهر، وعملت له بدلة وتاج من الذهب، وجمع في ذلك أنواع الجواهر، وقد كان سأل عن تيجان الفرس وهيآتها، فصورت له ومُثِّلَتْ فاختار منها تاج أنوشروان بن قباذ.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 702



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 702


  وقتل ابن أخت مرداويج صاحب الجيش والمعروف بأبي الكراديس بن علي بن عيسى الطلحي، وكان من وجوه قواد مرداويج، وولت الديلم نحو مرداويج أوْحَشَ هزيمة، فلما أتاه الخبر وضَجَّتْ أخته ورأى ما نزل بها من أمر ولدها سار عن الري في جيوشه حتى نزل مدينة همذان على الباب المعروف بباب الأسد، وإنما سمي هذا البابُ بباب الأسد لأن أسداً من حجارة كان على رَبْوَة من الأرض على الطريق المؤدية إلى الري فيَ وجَادَّةِ خراسان أعظم ما يكون من الأسد كالثور العظيم أو كالجبل البارك كأنه أسد حي حتى يدنو الِإنسان منه فيعلم أنه حجر قد صور أحسن صورة ومثل أقرب ما يكون من تمثيل الأسد، فكان أهل همذان يتوارثون أخبارهم عن أسلافهم مستفيضاً فيهم أن الإسكندر بن فيلبس بَنَى همذان حين انصرف من بلاد خراسان ورجوعه من مطافه من الهند والصين وغيرهما، وأن ذلك الأسد جعل طِلّسْماً للمدينة وسرها، وأن خراب البلد وفناء أهله وهدم سورها والقتل الذريع يكون عند كسر ذلك الأسد وقَلْعه من موضعه، وأن ذلك من وجهة الديلم والجبل، وكان أهل همذان يمنعون من يجتاز بهم من العساكر والسابلة والمتولعة من أحداثهم أن يقلبوا ذلك الأسد أو يكسروا شيئاً منه، ولم يكن ينقلب لعظمه وصلبه حجره إلا بالخلق الكثير من الناس، وقد كان عسكر مرداويج الذي سيره مع ابن أخته إلى همذان نزلوا على هذا الباب وانبسطوا في تلك الصحراء قبل الوقعة بينهم وبين أصحاب السلطان، فقلب على ما ذكر هذا الأسد فكسر، فكان من أمر الواقعة ما ذكرنا، وذلك على طريق الولع من الديلم، فلما سار مرداويج ونزل على هذا الباب، ونظر إلى مصارع أصحابه، وقتل أهل همذان لابن أخته اشتد غضبه لذلك، فكانت بينه وبين أهل همذان ثورة، ثم ولى القوم وقد أسلمهم قبل ذلك أصحاب السلطان، ورحلوا عنهم، فقتلوا في اليوم الأول في قول المقلِّل من الناس على ما ذكر لنا ممن أدركه الإِحصاء ممن حمل السلاح في المعركة، نحواً من أربعين ألفاً، وأقام السيف يعمل فيهم ثلاثة أيام والنار والسبي، ثم نادى برفع السيف في اليوم الثالث، وأمَنَ بقيتهم، وناس أن تخرج البلد ومستوروه إليه، فلما سمعوا النداء أمَّلُوا الفرج، فخرج من وثق بنفسه، من الشيوخ وأهل الستر، ومن لحق بهم، فخرجوا إلى المصلى، فدخل إليه صاحب عذابه.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 701


 
( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 701


  فلما قرب مرداويج من عساكر أسفار راسَلَ قواده وكاتبهم في معاونته على الفتك بأسفار، وأعلمهم مظاهرة سلار عليه، وقد كان القواد وسائر أصحابه سئموا أيامه، ومَلُّوا دولته، وكرهوا سيرتَه، فأجابوا مرداويج إلى ذلك، فلما دنا من الجيش استشعر أسفار بن شيرويه البلاد، وعلم ضجةَ الحيلة عليه، وأن لا ناصر له من أصحابه ولا غيرهم لما تقدم من سوء سيرته؛ فهرب في نفر من غلمانه، فوافى مرداويج وقد فاته أسفار، فاستولى على الجيش وحاز الخزائن والأموال، وأحضر وزير أسفار المعروف بمطرف الجرجاني، فاستخرج منه الأموال، وأخذ البيعة على القواد والرجال، وفرق فيهم الأموال من الأرزاق والجوائز، وزاد في أنزالهم، وأحسن إليهم بما لم يكونوا يعرفونه من أسفار، ومضى أسفار إلى نحو مدينة السارية من بلاد طبرستان فلم يجد له ملجأ يقصده، وحار في أمره، فرجع يريد قلعة من قلاع الديلم منيعة تعرف بقلعة الموت، وكان فيها شيخ من شيوخ الديلم يعرف بأبي موسى مع عِدَّةٍ من الرجال قِبَلهُ ذخائر أسفار بن شيرويه وكثير من خزائنه وأمواله، وكان مرداويج لما توجَّه له ذلك وملك الجيش والأموال خرج يتصيد على أميال من قزوين نحو الطريق الذي سلكه أسفار ليستعلم أمره، وأي البلاد سلك، وإلى أي القلاع لجأ، فمال إلى القلعة فنظر إلى خيل يسيرة في بعض الأودية؛ فأسرع أصحابه نحوها ليأخذوا خبرها فوجدوا أسفار بن شيرويه في عِدةٍ يسيرة من غلمانه يؤمُّ القلعة ليأخذ ماله فيها من الأموال ويجمع الرجال من الديلم والجبل ويعود إلى حرب مرداويج. فلما وقعت عينه عليه نزل فذبحه من ساعته، وأقبل رجال الديلم والجبل نحو مرداويج؛ لما ظهر من بَذْله وإحسانه إلى جنده، وتسامع الناس بإدْرَاره الأرزاقَ على جنده، فقصدوه من سائر الأمصار، فعظمت عساكره، وكثرت جيوشه، واشتد أمره، ولم يَسْعه ما في يديه من الأمصار، ولا كفى رجاله ما فيها من الأموال، ففرق قواده إلى بلاد قم وكرخ ابن أبي دلف والبرج وهمذان وأبهر وزبجان، فكان ممن أنفذ إلى همذان ابن أخت له في جيش كثيف مع جماعة من قواده ورجاله، وكان بها جيش للسلطان مع أبي عبد اللّه محمد بن خلف الدينوري السرماني، ومعه خفيف غلام أبي الهيجاء عبد اللّه بن حَمْدَان في جماعة من قواد السلطان؛ فكانت لهم مع الديلم حروب متصلة ووقائع كثيرة، وعاون أهل همذان أصحاب السلطان، فقتل من رجال مرداويج خلق كثير من الديلم والجبل نحو أربعة آلاف.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 700


 
( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 700


  فقال له وزيره: إن في استفتاح الخراج في غير وقته مضرة على أرباب الضياع، وخراب البلاد، وجلاء لكثير من أهل الضياع قبل إدراك غلاتهم، قال له أسفار: فما الوجه. قال الوزير: الخراج إنما يخص بعض الناس من أرباب الضياع خاصة، وهاهنا وجه يعم سائر الناس من أرباب الضياع وغيرهم من المسلمين، سائر أهل الملل من أهل هذه البلاد وغيرهم عن الغرباء، من غير ضرر عليهمِ ولا كثير مؤنة، بل إعطاء شيء يسير، وهو أن تجعل على كل رأس ديناراً، فيكون في ذلك ما اشترط علينا حمله من المال وزيادة عليه كثيرة، فأمره أسفار بذلك، فكتب أهل الأسواق والمحال من المسلمين وأهل الذمة حتى وصل في الإِحصاء إلى مَنْ في الفنادق والخانات من الغرباء من التجار وغيرهم، وحشَرَ الناس إلى دار الخراج بالري وسائر أعمالها، فطولبوا بهذه الجزية، فمن أدى كتب له براءة بالأداء مختومة على حسب ما تكتب براءة أهل الذمة عند أدائهم الجزية في سائر الأمصار، فأخبرني جماعة من أهل الري وغيرهم ممن طرأ عليهم من الغرباء من التجار وغيرهم- وأنا يومئذ بالأهواز وفارس- أنهم أدوا هذه الجزية وأخفوا هذه البراءة بأدائها، فاجتمع من ذلك أموال عظيمة حمل منها ما اشترط عليه، وكان الباقي من ذلك ألف ألف دينار ونيفاً، وقيل: أضعاف ما ذكرنا على حسب الخلائق الذين بالري وأعمالها، ورجع صاحب خراسان إلى بخارى، وعظم أمر أسفار على خلاف ما عهد، وبعث برجل من أصحابه كان صاحب جيش من الجبل يُقال له مرداويج بن زياد إلى ملك من ملوك الديلم مما يلي قَزْوِين، وهو صاحب الطرم من أرض الديلم، وهو ابن أسْوَار المعروف بسلار الذي ولده في هذا الوقت صاحب أذربيجان وغيرها، ليأخذ عليه البيعة لأسفار بن شيرويه والعَهدَ والدخول في طاعته، فسار مرداويج إلى سلار فتشاكيَا ما نزل بالإسلام من أسفار بن شيرويه، وإخرابه البلاد، وقتله الرعية؛ وتركه العمارة والنظر في عواقب الأمور، فتحالفا وتعاقدا على التظافر على أسفار والتعاون على حربه، وقد كان أسفار سار في عساكره إلى قَزْوين؛ وقرب من تُخوم الديلم من أرض الطرم من مملكة ابن أسوار منتظراً لصاحبه مرداويج بن زياد وأنه إن لم يَنْقَذِ ابن أسوار إلى طاعته ورجع إليه رسوله بما لا يحب وطئ بلاده، وسلار هذا هو خَالُ علي بن وهوذان المعروف بابن حسان ملك أخر كن ملوك الديلم، وهو الذي قتل بالري، قتله ابن أسوار هذا في خبر بطول ذكره.
 


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 699



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 699


  فسير المقتدر هارون بن غريب في الحال نحو قزوين فكانت له معه حروب، فانكشف هارون وقتل من أصحابه خلق كثير، وذلك بباب قزوين، وقد كان أهل قزوين عاونوا أصحاب السلطان، فقتلوا منهم عِدّة، فكانت لهم بعد هزيمة هارون بن غريب مع الديلم حروب، وسار إليهم أسفار بن شيرويه؛ فأتى على خَلْقٍ عظيم بها، وملك القلعة التي في وسط قزوين، وتدعى بالفارسية: كشوين وهو الحصن الذي كان للمدينة أولاً في نهاية المَنَعَة، مما كانت الفرس جعلته ثغراً بإزاء الدَّيلم وشحنته بالرجال، لأن الديلم والجبل- مذ كانوا- لم ينقادوا إلى ملّة، ولا استحبوا شرعاً ثم جاء الإِسلام، وفتح اللّه على المسلمين البلاد، فجعلت قزوين للديلم ثغراً هي وغيرها، مما أطاف ببلاد الديلم والجبل وقصدها المطوعة والغزاة؛ فرابطوا وغزوا ونفروا منها، إلى أن كان من أمر الحسن بن علي العلويِّ الداعي الأطروش؛ وإسلام من ذكْرنا من ملوك الجبل والديلم على يديه ما تقدم ذكره في صدر هذا الباب من خبره، والآن قد فسدت مذاهبهم وتغيرت آراؤهم وألحد أكثرهم، وقد كان قبل ذلك جماعة من ملوك الديلم يدخلون في الإسلام، وينصرون مَنْ ظهر ببلاد طبرستان من آل أبي طالب، مثل الحسن ومحمد ابني زيد الحسيني؛ وخَرَّب أسفار بن شيرويه قزوين لماكان من فعل أهلها ومعاونتهم أصحاب السلطان على رجاله، وقلع أبوابها، وسبى، وأباح الفروج، وسمع المؤذن يؤذن على صومعة الجامع، فأمر أن ينكس منها على أمِّ رأسه، وخرب المساجد، ومنع الصلوات، فاستغاث الناس- في المساجد في أمصار المشرق، واستفحل أمره، وسار صاحب خراسان يريد الريَّ لحرب أسفار بن شيرويه في عساكره وانفصل عن مدينة بخارى، وهي دار مملكة صاحب خراسان في هذا الوقت، وعبر نهر بلخ فنزل مدينة نيسابور، وسار أسفار بن شيرويه إلى الري، وجمع عساكره، وضم إليه رجاله من الأطراف، وعزم على محاربة صاحب خراسان فأشار عليه وزيره- وهو مطرف الجرجاني، وكان يخاطب بالرئيس- أن يلاطف صاحب خراسان، ويراسله ويطمعه في المال وإقامة الدعوة؛ فإن الحرب تارات، وأوقاتها سجال، والإنفاق عليها من رأس المال، فإن جَنح إلى ما دعوته إليه وراسلته به، وإلا فالحرب بين يديك، لأن من معك من الأتراك وأكثر فرسان خراسان إنما هم رجاله، وإنما قد تملكتهم بالِإحسان إليهم، ولا تدري لعله إذا قرب منك صاروا مع صاحبهم، فقبل قوله: وأمر بمكاتبته، فلما وردت الكتب على صاحب خراسان أبى أن يقبل شيئاً من ذلك، وعزم على المسير إليه، فأشار عليه وزيره أن يقبل منه ما بذل، وأن يَرْضى منه بما تحمل من الأموال وإقامة الدعوة، فإن الحرب عَثَرَاتُهَا لا تُقَال، ولا يدرى إلى ما تؤول، لأن الرجلِ قوي بالمال والرجال، فإن هزم لم يكن في ذلك كبير فتح، إذ كان رجلاً من رجالك انتدبته لحرب عدوك وضممت إليه عساكرك وغلمانك، فخالف عليك، وإن كانت وعائذ باللّه عليك لم تستقل من ذلك، فشاوَرَ صاحب خراسان ذوي الرأي من قواده وأصحابه فيما قال وزيره فسددوا رأيه، وصَوَّبوا قوله، فجنح إلى قولهم، وما أشير عليه، فأجاب أسفار بن شيرويه إلى ما سأل، وأعطاه ما طلب، من بعد شروط اشترطها عليه من حمل أموال وغير ذلك، فلما ورد الكتاب على أسفار بن شيرويه قال لوزيره: هذه أموال عظيمة قد اشترط علينا حملها، ولا سبيل إلى إخراجها من بيت المال، فالواجب أن نستفتح خراج هذه البلاد.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 698


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 698


  وكان خروج أبي عبد الرحمن العجمي على أحمد بن طولون بصعيد مصر وما كان من أمره إلى أن قتل.

 ظهور محسن بن الرضا بدمشق

 ومن ذلك ظهور ابن الرضا، وهو محسن بن جعفر بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، في أعمال دمشق سنة ثلاثمائة، فكان له مع أميرها أحمد بن كيغلغ أحداث فقتل صبراً، وقيل: قتل في المعركة، وحمل رأسه إلى مدينة السلام فنصب على الجسر الجديد بالجانب الغربي.

 ظهور الأطروش بطبرستان

 وظهر ببلاد طبرستان والديلم الأطروش، وهو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، وأخر عنها المسودة، وذلك في سنة إحدى وثلاثمائة، وقد كان أقام في الديلم والجبل سنين، وهم جاهلية ومنهم مجوس؛ فدعاهم إلى اللّه تعالى فاستجابوا وأسلموا إلا قليلاً منهم في مواضع من بلاد الجبل والديلم في جبال شاهقة وقلاع وأوْدِية ومواضع خشنة على الشرك إلى هذه الغاية، وبنى في بلادهم مساجد، وقد كان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين وشالوس وغيرهما من بلاد طبرستان، وقد كان بمدينة شالوس حصن منيع وبنيان عظيم بنته ملوك فارس، يسكن فيه الرجال المرابطون بإزاء الديلم، ثم جاش الإسلام فكان كذلك إلى أن هدمه الأطروش وقد كان بين الأطروش والحسن بن القاسم الحسني الداعي حروب على بلاد طبرستان، فكانت بينهم سجالاً، وكان الحسن بن القاسم الحسني الداعي وَافى الريَ، وذلك في سنة سبْعَ عشرة وثلاثمائة في جيوش كثيرة من الجبل والديلم ومعه ماكان بن كاكي الديلمي أحد فتاك الديلم ووجوهها فأخرج عساكر نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحبه عنها، فكتب المقتدر إلى نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان يُنْكر عليه ذلك ويقول: إني ضمَّنْتُكَ المال والدم، فأهملت أمر الرعية؛ وأضعفتها، وأهملت البلد، حتى دخلته المبيضة، وألزمه إخراجهم عنه، فوقع اختيار نصر صاحب خراسان على إنقاذ رجل من أصحابه من الجبل، يقال له أسفار بن شيرويه، وأخرج معه ابن المحتاج، وهو أمير من أمراء خراسان، في جيش كثير ليحارب مَنْ مع الداعي وماكان بن كاكي من الديلم لما كان بين الجبل والديلم من الضغائن والتنافر، فسار أسفار بن شيرويه الجبلي فيمن معه من الجيوش إلى حدود الري، فكانت الوقعة بين أسفار بن شيرويه الجبلي وبين ما كان بن كاكي الديلمي، فاستأمن أكثر أصحاب ماكان بن كاكي الديلمي وقواده، مثل مشير وتلْجين وسليمان بن شركلة الأشكري ومرد الأشكري وهشونه بن أومكر في آخرين من قواد الجبل، فحمل عليهم ماكان في نفر يسير من غلمانه سبع عشرة حملة، وصبرت له عساكر خراسان ومن معه من الأتراك، فولّى ماكان ودخل بلاد طبرستان، وانهزم الداعي بين يديه، وماكان على حاميته؛ فلحقته خيول خراسان والجبل والديلم والأتراك، فيهم أسفار بن شيرويه، ومضى ماكان لكثرة الخيول وانحاز الداعي وقد لحق بقرب آمل قصبة بلاد طبرستان إلى طاحونة هنالك وقد تخلى عنه من كان معه من الأنصار، فقتل هنالك، ولحق ماكان بالديلم، واستولى أسفار بن شيرويه على بلاد طبرستان، والري، وجرجان، وقزوين، وزنجان، وأبره، وقم، وهمذان، والكرخ، ودعا لصاحب خراسان واستوثقت له الأُمور، وعظمت جيوشه وكثرت عُدَّته، فتجبر وطغى، وكان لا يدين بملة الإسلام، وعصى صاحب خراسان وخالف عليه، وأراد أن يعقد التاج على رأسه، وينصب بالري سريراً من ذهب للملك، ويتملك على ما في يديه مما قد ذكرنا من البلاد ويحارب السلطان وصاحب خراسان.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 697



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 697


          
  فانـــثـــنـــينـــا إلـــى رياض عـــيون                      ناظـــرات مـــا إنْ بـــهِـــنَ احْـــوِرَارُ
  ومـكـان الـجـفـون مـنـهــا ابـــيضـــاض                      ومـكـان الأحـداق مـنـهـــا اصـــفـــرار
  بينـمـا نـحـن عـنـدهـــا صَـــرَخَ الـــوَرْ                      دُ: إلـــينـــا يا أيُّهَـــا الـــسُّـــمَّــــار
  عنـدنـا قـهـوة تـغــافـــل عـــنـــهـــا                      دهـرهـا فـالـوجـود مـنـهـــا خُـــمَـــارُ
  وانثنينا للورد من غير أن تنبو عَنِ النّرْجِس المُضَاعف دار
  فرأى النّرْجِس الذي صنع الوَرْ                      د، فـنـادى مـسـتـصـرخـــاً: يا بَـــهَـــارُ
  ورأى الورد عسكرين من الصفر فنادى فجاءه الْجُلَّـنَـارُ
  واستجاشا تُفّاحَ لُبْنَان لمَّا                      حَمِـيَتْ مـــن وطـــيســـهـــا الأوتـــار
  واستجاش البَهَارُ جيشاً من الأتْرُجِّ فيه صِغَارُه والكـبـار
  فرأيت الربيع في عسكَرِ الصفر وقلبي يشفه الاحْمِرَارُ
  ليس إلا لحمرة من خُدُودٍ                      من أنَـاس بَـغَـوْا عـــلـــينـــا وَجَـــارُوا فلم أر المستكفي منذ ولي الخلافة أشد سروراً منه في ذلك اليوم، وأجاز جميع مَنْ حضر من الجلساء والمغنين والملهين، ثم أحضر ما حضره في وقته من عَيْنٍ وَوَرِقٍ مع ضيق الأمر إليه، فواللّه ما رأيت له بعد ذلك يوماً مثله، حتى قَبَضَ عليه أحمد بن بُوَيْهِ الديلمي، وسَمَلَ عينيه، وذلك أن الحرب لما طالت بين أبي محمد الحسين بن عبد اللّه بن حمدان- وكان في الجانب الشرقي ومع الأتراك- وابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان، وبين أحمد بن بُوَيْهِ الديْلَمِي في الجانب الغربي، والمستكفي معه، اتهم الديلمي المستكفي بمسألة بني حَمْدَان ومكاتبتهم بأخباره، وإطلاعهم على أسراره، مع ما كان تقدم له في نفسه، فَسَمَلَ عينيه، ووَلّى المطيع، وأعمل الديلمي الحيلة في البيان بالديلم، فحملهم في السفن مع بوقات ودسَّابات فيِ الليل، وألقاهم في مواضع كثيرة من الشارع إلى الجانب الشرقي؛ فتَوَجَّهَتْ له على بني حَمْدَان الحيلة فخرجوا نحو الموصل من بعد أحداث كثيرة بين الأتراك وبينهم ببلاد تكريت، واستوثق الأمر لأحمد بْن بُوَيْهِ الديلمي، وشرع في عمارة البلد، وسد البُثُوقَ، على حسب ما ينمو إلينا من أخباره، واتصل بنا من أفعاله، على بعد الدار، وفساد السبل، وانقطاع الأخبار، وكوننا ببلاد مصر والشام.
 قال المسعودي: ولم يتأتَّ لنا من أخبار المستكفي- مع قِصَرِ أيامه- غير ما ذكرنا، واللّه الموفق للصواب.

 ذكر خلافة المطيع للّه

 وبويع المطيع للّه- وهو أبو القاسم الفضل بن جعفر المقتدر- لسبع بَقِينَ من شعبان سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: إنه بويع في جمادى الأولى من هذه السنة، وغَلَبَ على الأمر ابن بُوَيْهِ الديلمي، والمطيع في يده لا أمر له ولا نَهْيَ، ولا خلافة تعرف، ولا وزارة تذكر، وقد كان أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد يدبر الأمر بحضرة الديلمي، قيماً بأمر الوزارة برسم الكتابة، ولم يُخَاطَبْ بالوزارة إلى أن استأمن الحسين بن عبد اللّه بن حَمْدَان إلى الجانب الغربي، وخرج معه عند خروجه إلى ناحية الموصل، إلى أن اتَّهَمَهُ بتغريته الأتْرَاك عليه؛ فسمل عينيه، وقد قيل: إن أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن مُقْلَة يعرض الكتب على الديلمي والمطيع، ويتصرف برسم الكتابة، لا برسم الوزارة في هذا الوقت، وهو جمادي الأولي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ولم نفرد بجوامع تاريخ المطيع باباً مفصلاً عن أخباره كإفرادنا لغيره مما سلف ذكره في هذا الكتاب لأنا في خلافته بَعْدُ.

 قال المسعودي: وقد كُنَّا شرطنا على أنفسنا في صَدْر كتابنا هذا أن نذكر مَقَاتل آل أبي طالب، ومن ظهر منهم في أيام بني أمية وبني العباس، وما كان من أمرهم من قتل أو حبس أو ضرب، ثم ذكرنا ما تأتى لنا ذكره من أخبارهم، من قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، وبقي علينا من ذلك ما لم نورده، وقد ذكرناه في هذا الموضع، وِفَاء بما تقدم من شرطنا في هذا الكتاب.

 طالبي يظهر بصعيد مصر أيام ابن طولون

 فمن ذلك أنه ظهر بصعيد مصر أحمد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، فقتله أحمد بن طولون، بعد أقاصيص قد أتينا على ذكرها فيما سلف من كتبنا، وذلك نحو سنة سبعين ومائتين.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 696


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 696


          
  إذا رآها الجَائِع الغَـرْثَـانُ                      لم يُعْطَ صبراً معها الجيعان
 في وصف المضيرة

 وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لبعض المتأخرين في صفة المَضِيرَة:  
      
  إنَّ المَضِيرَةَ في الطعام                      كالبدر في ليل التـمـام
  إشراقها فـوق الـمـوا                      ئد كالضياء على الظلام
  مثل الهلال إذا بدا للناس                      في خَلَـل الـغـمـام
  في صحفة مملوءة للناس                      من جـزع الـتِّـهَـام
  قد أعجبت لأبي هـريرة                      إذ أتت بين الـطـعـام
  حتى لقد مال الـهـوى                      بهواه عن طلب الصيام
  ولقد رأى في أكـلـهـا                      حَظّا فبادر بـالـقـيام
  ولقد تنـكَّـبَ أن يكـو                      ن مؤاكلاً عنـد الِإمـام
  إذ ليس ثَـمَّ مَـضِـيرَةٌ                      تشفي السقيم من السَّقَام
  لا غَرْوَ في إتـيانـهـا                      من غير إتيان الحـرام
  فهي اللذيذة والـغـريبة                      والعجـيبة فـي الأنـام

 في وصف جوذابة

 وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمود بن الحسين في صفة جوذابة:         
  جوذابة مـن أرز فــائق                      مصفرة في اللون كالعاشق
  عجيبة مشـرقة لـونُـهَـا                      من كَفِّ طاهٍ محكم حـاذق
  نسيجة كالتبر في حُـمْـرَة                      وَرْدِية من صنعة الخالـق
  بسكر الأهواز مصـبـوغة                      فطعمها أحلى من الـرائق
  غريقة في الدهن رَجْـرَاجَة                      تَدُور بالنَّفْـخ مـن الـذائق
  لينة مـلـمـسـهـا زبـدة                      وريحها كالعنبر الـفـائق
  كأنها في جامهـا إذ بَـدَتْ                      تزهر كالكوكب في الغاسق
  عقيقة صفْرَتُـهَـا فـاقـعِ                      في جيد خودٍ بَضّة عاتـق
  أحلى من الأمن أتى مؤمنـاً                      إلى فؤاد قـلـقٍ خـافـق

 في وصف جوذابة

 وقال آخر: يا أمير المؤمنين، معي لبعض المحدثين في صفة جوذابة:         
  وجوذابة مثل لـون الـعـقـيق                      وفي الطعم عندي كطعم الرحيق
  منِ السكر المحض مـعـمـولة                      ومن خالص الزعفران السحيق
  مُغرَّقة بـشـحـوم الـدَّجَـاج                      وبالشحم، أكْرِمْ بها من غـريق
  لذيذةُ طعمٍ إذا اسـتـعـمـلـت                      وفي اللون منها كلون الخلـوق
  عليها اللالـئ مـن وفـقـهـا                      تضم جوانبـهـا ضـم ضِـيقْ
  يُرَدِّدهـا فـي الإِنـا نـفــخة                      وما في حلاوتها من مـطِـيق

 في وصف قطائف

 وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمود بن الحسين كشاجم في صفة قطائف:         
  عندي لأصحابي إذا اشتدَّ السغب                      قطائف مثل أضابير الكـتـب
  كأنه إذا ابتدى من الـكـثـب                      كَوَافر النحل بياضاً قد ثـقـب
  قد مَجَّ دهن اللوز مما قد شرب                      وَابْتَل مما عام فـيه وَرَسَـبْ
  وجاء ماء الورد فـيه وذهـب                      فهي عليه حَبب فوق حَـبَـبْ
  إذا رآه واله القـلـب طـرب                      مدرج تدريج أبناء الـكـتـب
  أطيب منه أن تراه ينـتـهـب                      كل امرئ لَذَّتُهُ فـيمـا أحـب
 لأبي نواس في وصف باطرنجا
 فأقبل المستكفي على معلم كان يعلمه في صباه طيب النفس، وكان يضحك منه ويستطرفه، فقال له: قد أنشدنا ما سمعت، فأنشدنا أنت، قال: لا أدري ما قال هؤلاء، وما أنشدوا، غير أني مضيت في أمس يومنا هذا أدور حتى أتيت باطرنجا، فرأيت رياضها، فذكرت قول أبي نُوَاس فيها، فواللّه لقد شجاني، وذهب بي كل مذهب، فقال له المستكفي: وما الذي قال أبو نُوَاس، ووصف من أمرها. قال:         
  نومُ عـينـــيك يا ابـــن وهـــب غِـــرَارُ                      ولـنـار الـهـوى بـقــلـــبـــك نـــار
  باطرنجا بها ثَوَائي ولي فيها إذا دارت الكؤوس اعتبار
  من حديثي أني مررت بها يَوْ                      ماً وقـلـبـي مـن الـهـوى مُـسْـتَــطَـــار
  وبـهـا نَـرْجِـــسٌ ينـــادي غـــلامـــي                      قف فـقـد أدرَكَـتْ لـدينـا الـــعـــقـــار
  وتغنَّى الدرَّاج واستمطر اللهو وجادت بِنَوْرِهَا الأزهار 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 695



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 695


          
  واجعله في القدر وَصُبَّ الماء                      من فوقه واجعل له غطـاء
  حتى إذا الماء فـنـى وَقَـلا                      ونشفته النـار عـنـه كـلا
  فلفه إن شـئت فـي رُقَـاقِ                      ثم احكم الأطراف بالإلـزاق
  أو شئت خذ جزءاً من العجين                      معتدل التقريك مسـتـلـين
  فابسطه بالسويق مسـتـديراً                      ثم اطفرن أطرافه تطفـيرا
  وَصُبَّ في الطابق زيتاً طيبـاً                      ثم اقْلُهُ بالزيت قلياً عجـبـا
  وضعه في جام له لـطـيف                      ووسطه من خردل حـريف
  وكله أكلا طيبـاً بـخـردل                      فهو ألَذُّ المأكل المـعـجـل

 في وصف هليون

 فقال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمود بن الحسين بن السندي كشاجم الكاتب في وصف هليون:         
  لنا رماح في أعـالـيهـا أوَدْ                      مُفَتَلاَت الجسم فتلاً كَالمَسَـدْ
  مستحسنات ليس فيها من عُقَـدْ                      لها رؤوس طالعات في جَسَدْ
  مكسوة من صنعة الفَرْد الصَّمَدْ                      منتصبات كالقداح في العمـد
  ثوب من السندس من فوق بَرَدْ                      قد أشربت حمرة لون يتـقـد
  كأنها ممزوجة حـمـرة خـد                      قد قرصت حمرَتَهُ كَفُّ حرد
  فخالطتـه حـمـرة خـد وَيَدْ                      كأنها في صحن جامِ أو بَـرَدْ
  مُنَضِّدَات كتنـاضـيد الـزَّرَدْ                      نسائج العسجد حسناً منتضـد
  كأنها مطرف خز قد مـهـد                      لو أنها تبقى على طول الأبـد
  كانت فصوصاً لخواتيم الخـرد                      من فوقها مري عليها يطـرد
  يجول في جانبها جَـزْر ومـد                      قكْسُوَة من زيتها ثـوب زبـد
  كأنه من فوقـه حـين لـبـد                      شراك تبر أو لجين قد مسـد
  فلو رآها عابد أو مجـتـهـد                      أفْطَرَ مما يشتهيها وَسَـجَـدْ

فلما فرع منها قال له المستكفي: هذا مما يتعذر وجوده في هذا الوقت بهذا الوصف في هذا البلد، إلا أن نكتب إلى الإخشيد محمد بن طغج يحمل إلينا من ذلك البر من دمشق، فأنشدونا فيما يمكن وجوده.

 في وصف أرزية

 قال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمد بن الوزير المعروف بالحافظ الدمشقي في صفة أرزية:         
  للَّـه در أرزَّةٍ وافـى بـهـا                      طاهٍ كحسن البدر وسط سماء
  أنقى من الثلج المضاعف نَسْجُه                      من صنعة الأهواء والأنـداء
  وكأنها في صحـفة مـقـدودة                      بيضاء مثل الدرة البـيضـاء
  بَهَرَتْ عيون الناظرين بضوئها                      وتريك ضوء البدر قبل مساء
  وكأن سُكَّرَها على أكْنَافـهـا                      نُورٌ تَجَسَّدَ فوقهـا بـضـياء

 في وصف هريسة

 فقال آخر: يا أمير المؤمنين، أنشدت لبعض المتأخرين في هريسة:         
  ألَذًّ ما يأكـلـه الإنـسـان                      إذا أتى من صيفه نـيسـان
  وطالت الجديان والخرفـان                      هريسة يصنعها النـسـوان
  لهنَّ طيب الكف والإتـقـان                      يُجْمَع فيها الطير والحملان
  وتلتقي في قِدْرِهَا الأدهـان                      واللحم والألية والشحمـان
  وبـعـده إوزة سـمــان                      وَالْحِنْطَةُ البيضاء والجلبـان
  وبعد هذا الـلـوز والإِبـان                      جَوَّدَهَا بطَحْنِهِ الطَّـحـان
  وبعده الملح وخولـنـجـان                      قد تعبت لعقدهـا الأبـدان
  تخجل من رؤيتهـا الألـوان                      إذا بدت يحملها الغلـمـان
  تضمها الصحفة والْـخِـوان                      وفوقها كالقَبْـوِ خـيزران
  يمسكه سقف له حـيطـان                      مُقَبَّـبٌ ومـا لـه أركـان
  أبرزها للأكِـل الـولـدان                      تفتر من لهيبها الـعـينـان
  والمرء فيها فلـه مـكـان                      يؤثرها الْجَائِع والشبـعـان
  ويشتهيها الأهل والضيفـان                      لها على أضرابها السلطان
  تصفو بها العقول والأذهـان                      وانتفعت بأكلـهـا الأبـدان
  أبدعها في عصره ساسـان                      وأعجبت كسرى أنو شروان 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 694



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 694


          
  متـى نَـنْـشَـطُ لـــلأكـــل                      فقـد أصـلـحـت الـجـونــه
  وقـد زَينـهـا الـطــاهـــي                      لنـا أحْـسَـنَ مـــا زينـــه
  فجـاءت وَهْـيَ مــن أطـــي                      ب مـا يؤكـل مـشـحـونـــه
  فمـن جَـــدْي شَـــوَيْنَـــاهُ                      وعـصـبـنـا مـصـارينـــه
  ونضدنا عليه نعنع البقل وطرخونه
  وفرخ وافر الزور                      أجَـدْنَـا لـك تـسـمــينـــه
  وطـــيهـــوج وفــــروج                      أجَـدْنَـا لـك تـطـجــينـــه
  وسـنـبـوسـجة مـقــلـــو                      ة فـي إثــر طـــردينـــه
  وحـمـراء مـن الـــبـــيض                      إلـى جـانـب زيتـــونـــه
  وأوســـاط شَـــطِـــيرَاتٍ                      بزيت الـمـاء مـدهــونـــه
  يولـدن لـذي الــتـــخـــمة                      جوعــاً ويُشَـــهِّـــينَـــهْ
  تدرنـج بـكـسـور الـــنـــدِّ                      بالـعـنـبـر مـعـجـونـــه
  وحـريف مـن الـجـــبْـــنِ                      به الأوسـاط مـقـــرونـــه
  وطـلـع كـالـلالــي فـــي                      سمـوط الـغـيد مـكـنـونــه
  وخـل تـــرعـــف الانـــا                      ف مـنـه وهـي مـخـتـونـه
  وبــاذنـــحـــان بـــوران                      بخـه نَـفْـسُـك مـفـتـونــه
  وهليون وعهدي بك تستعذب هليونه
  ولوزينجة في الدهن والسكر مَدْفُونَهْ
  وعندي لك رستيجة مطبوخ وقنينة
  وساق وَعَدَتْ بالوصل                      منـه عـطـفة الـنــونـــه
  له شـــدة ألـــحــــــاظ                      وفـي ألـفـاظـه لـــينـــه
  وقُــمْـــرِيُّ يغـــنـــيك                      لحـونـاً غـير مـلـحـونـــه
  ألا يا مـن لــمـــحـــزون                      نأى عـن دار مـحــزونـــه
  فمــا عـــذرك فـــي أن لا                      ترى مـن سـكـره طـينـــه
 لابن الرومي في وصف وسط
 فقال المستكفي: أحسنت وأحسن القائل فيما وصف، ثم أمر بإحضار كل ما يجري في وصفه مما يمكن إحضاره، ثم قال: هاتوا، مَنْ معه شيء في هذا المعنى. فقال آخر: في هذا المعنى لابن الرومي في صفة وسط:         
  يا سائلي عن مجمـع الـلـذات                      سألت عنه أنْعَـتَ الـنُّـعَّـاتِ
  فهاك ما أنشأتـه مـن قـصـه                      مسلماً من شوبـه ونـقـصـه
  خذ يا مريد المـأكـل الـلـذيذ                      جردقَتَيْ خبز مـن الـسـمـيذ
  لم تر عيناً ناظِرٍ مثـلـيهـمـا                      فقشر الحرفين عن وجهيهـمـا
  حتى إذا ما صارتا طفـاطـفـا                      فاضفُ على إحداهما تفـايفـا
  من لحم فروج ولـحـم فَـرْخٍ                      تذوب جوذاباهما بـالـنـفـخ
  واجعل عليها أسطراً مـن لـوز                      معارضات أسطراً مـن جـوز
  إعجابها الجبن مـع الـزيتـون                      وشكلها النعنع بالـطـرخـون
  حتى ترى بينهما مثل الـلـبـن                      مقسومة كأنها وَشْـيُ الـيمـن
  واعمد إلى البيض السليق الأحمر                      فَدَرْهِم الـوَسـطَ بـه وَدَنَـرِ
  وَتَرِّب الأسطر بالـمـلـح، ولا                      تكثر ولكن قـدراً مـعـتـدلا
  وَرَدِّدٍ الَعينـين فـيه لـحـظـا                      فإن للعينـين مـنـه حـظـا
  وَمَـتـع الـعـين بـه مَـلِـيّاً                      وأطبق الخبـز وكـل هـنـيا
  وأمسك بنابـيك وأكـدم كـدمـا                      تسرع فيما قد بنـيت هَـدْمَـا
  طوراً ترى كحـلـقة الـدولاب                      حروفـه ودوره كـالـــداب
  وتارة مثل الرحى بِلا سَـغَـبْ                      قد شذبت عنها بنابيك الـشـذب
  لهفي علـيهـا وأنـا الـزعـيم                      بمعـدة شـيطـانـهـا رجـيم
 في وصف سنبوسج
 وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لإسحاق بن إبراهيم الموصلي في صفه سنبوسج:         
  يا سائلي عن أطيب الطـعـام                      سألت عنه أبْـصَـرَ الأنـام
  أعمد إلى اللحم اللطيف الأحمر                      فَدُقَّهُ بالشحم غير مُـكْـثـر
  واطرح عليه بصـلاً مـدورا                      وكرنباً رطباً جنياً أخـضـرا
  والق السذاب بعـده مـوفـراً                      ودار صيني وكف كـزبـرا
  وبعده شيء من القـرنـفـل                      وزنجبيلٍ صالـح وفـلـفـل
  وكَفّ كمون وشيء من مري                      وملء كَفّيْنِ بملـح تـدمـر
  فدُقّـهُ يا ســيدي شـــديداً                      ثم أوْقِد الـنـار لـه وقـودا 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 693



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 693


          
  فجوزَهَا عني عُقَارا ترى لـهـا                      إلى الشرف الأعلى شعاعا مطنبا وقال:         
  قال: ابْغِنِي المصباح، قلت لَه: اتئدْ                      حَسْبِي وحَسْبُكَ ضوؤها مصباحا
  فسكبت منها في الزجاجة شـربة                      كانت لنا حتى الصباح صبـاحـا

 قال: وله في هذا الفن أشياء كثيرة قد وصفها في مشابهة النار ومجانسة الأنوار والرفع للظلام، وتصيير الليل نهاراً والظلم أنواراً، مما هو إغراق الواصف واشتطاط المادح، قال: وليس إلى صفة لونها ونورها ما هو أحسن مما وصفها، إذ ليس بعد الأنوار شيء في الحسن، قال: فداخل المستكفي سرور وفرح وابتهاج بما وصف، فقال: ويحك فرج عني في هذا الوصف، قال: نعم يا سيدي.

 قال عبد اللّه بن محمد الناشئ: وقد كان المستكفي تَرَكَ النبيذ حين أفْضَتِ الخلافة إليه، فدعا بها من وقته، ودعا إلى شربها، وقد كان المستكفي- حين أفضت الخلافة إليه- طَلَبَ الفضل بن المقتدر، على حسب ما قدمنا، لما كان بينهما من العداوة فيما ذكرنا، وغير ذلك مما عنه أعرضنا، فهرب الفضل، وقيل: إنه هرب إلى أحمد بن بُوَيْهِ الديلمي متنكراً، وأحسن إليه أحمد ولم يظهره، فلما مات توزون ودخل الديلمي إلى بغداد وخرج عنها صار إلى ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد اللّه بن حَمْدَان، وانحدر معه هو وابن عمه عبد اللّه بن أبي العلاء، فكان بينه وبين ابن بُوَيْهِ الديلمي من الحرب ما قد اشتهر، وانحاز الديلمي إلى الجانب الغربي ومعه المستكفي والمطيع مُخْتَفٍ ببغداد، والمستكفي يطلبه أشدَّ الطلب، وأنزل المستكفي في بيعة النصارى المعروفة بدُرْنَا من الجانب الغربي.

 لابن المعتز في وصف سلة كوامخ

 فذكر أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق المعروف بابن الوكيل، ومنزلتُهُ من خدمة المستكفي ما قدمنا، قال: كان المستكفي في سائر أوقاته فازعاً وَجِلاً من المطيع أن يلي الخلافة، ويُسَلّم إليه فيحكم فيه بما يريد، فكان صدره يضيق لذلك، فيشكو ذلك في بعض الأوقات إلى من ذكرنا ممن كان يألفه من ندمائه فيشجعونه ويهونون عليه أمر المطيع، إلى أن قال لهم في بعض الأيام: قد اشتهيت أن نجتمع في يوم كذا كذا فنتذاكر أنواع الأطعمة وما قال الناس في ذلك منظوماً، فاتفق معهم على ذلك، فلما كان في اليوم الذي- حضروا أقبل المستكفي فقال: هاتوا، ما الذي أعَدَّه كل واحد منكم. فقال واحد منهم: قد حضرني يا أمير المؤمنين أبيات لابن المعتز يصف سلة فيها سكارج كوامخ، فقال: هاتها، قال:         
  أمتع بسلة قضبـان أتـتـك وقـد                      حَفَتْ جوانبها الجامات أسـطـار
  فيها سكارج أنـواع مـصـفـفة                      حمر وصفر وما فيهنَّ إنـكـار
  فيهن كامخ طرخون مـبـوهـرة                      وكامخ أحمـر فـيهـا وكـبـار
  أعطته شمسُ الضحى لوناً فجاء به                      كأنه من ضياء الشمس عـطـار
  فيهنَّ كامخ مَرْزَ نجُوشَ قـابـلـه                      من القرنفل نوع منه مـخـتـار
  وكامخ الدار صيني فـلـيس لـه                      في الطعم شِبْة ولا في لونه عار
  كأنه المسك ريحاً في تنـسـمـه                      حريف في طعمه والريح معطار
  وكامخ الزَّعْتر الـبـريِّ إن لـه                      لوناً حكاه لدينا المسـك والـقـار
  وكامخ الثوم لما أن بصـرت بـه                      أبصرت عطراً له بالأكل أمَّـارُ
  كأن زيتونها فيهـا ظـلام دُجًـى                      في الجنب منه من الممقور أسفار
  إذا تأملت ما فيهن مـن بـصـل                      كأنهـنَّ لـجـين حَـشْـوُهُ نـار
  وسَلْجَمٌ مستدير القـد خـالـطـه                      طعم من الخل قد حازته أسطـار
  كأن أبـيضـه فـيه وأحـمـره                      دراهم صففـت فـيهـن دينـار
  في كل ناحية منها يلوح لها نجـم                      إلينا بضوء الـفـجـر نـظَّـارُ
  كأنها زهرة البستان قـابَـلَـهَـا                      بدر وشمـس وإظـلام وأنـوار

 في وصف سلة نوادر

 قال المستكفي: تحضر هذه الجونة بعينها على هذا الوصف، وهاتوا، فلسنا نأكل اليوم إلا ما تصفون، فقال آخر من الجلساء: يا أمير المؤمنين لمحمود بن الحسين الكاتب المعروف بكشاجم في صفة سلة نوادر: 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ