إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 687 ومن صفات الخيل


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 687


 ومن صفات الخيل
 
  وحدث محمد بن عبد اللّه الدمشقي قال: لما انحدرنا مع المتقي من الرحبة وصرنا إلى مدينة عانة دعا بالرقي وكلامه فحادثاه، وتسلسل بهم القول إلى فنون من الأخبار، إلى أن صاروا إلى ذكر الخيل، فقال المتقي: أيكم يحفظ خبر سليمان بن ربيعة الباهلي مع عمر بن الخطاب فقال الغلام: ذكر أبو عمرو بن الْعَلاَء يا أمير المؤمنين أن سليمان بن ربيعة الباهلي كان يُهَجِّنُ الخيل ويعربها في زمن عمر بن الخطاب، فجاءه عمرو بن معد يكرب بفرس كميت فكتبه هَجيناً، فاستعدى عليه عمر وشكاه إليه، فقال سليمان: ادع بإناء رَجْرَاج قصير الجُدَر، فدعا به، فصبَّ فيه ماء، ثم أتى بفرس عتيق لا شك في عتقه، فأسرع وبرك وشرب، ثم أتى بفرس عمرو الذي كان هجن فأسرع فصب سنبكَه ومد عنقه كما فعل العتيق، ثم ثَنَى أحد السنبكين قليلاً فشرب، فلما رأى ذلك عمر بن الخطاب وكان ذلك بمحضره قال: أنت سليمان الخيل، فقال المتقي: فما عندكم عن الأصمعي وغيره من علماء العرب في صفاتها. قال الرقي: ذكر الرياشي عن الأصمعي قال: إذا كان الفرس طويل أوظِفَهِ اليدين قصير أوْظِفَةِ الرجلين طويل الذراعين قصير الساقين طويل الفخذين طويل العضدين مفرع الكتفين لم يكد يُسْبَقُ، وقال: إذا سلم من الفرس شيآن لم يضره عيب سواهما: مغروز عنقه في كاهله، ومغروز عجزه في صلبه، وإذا جادت حوافره فهو هو، وأنشدنا المبرد:         
  ولقد شهدت الخيل تحمل شِكَّتِـي                      عَتَدٌ كسرحان القصيمة مِنهـب
  فرس إذا استقبلـتـه فـكـأنـه                      في العين جزع من أوال مشرب
  وإذا اعترضت له استوَتْ أقطاره                      فكأنه مستـدبـر مـتـصـوب وسأل يا أمير المؤمنين معاوية مطر بن دراج: أي الخيل أفضل وأوجز. فقال: الذي إذا استقبلته قلت نافر، وإذا استدبرته قلت زاخر، وإذا استعرضته قلت زافر، سوطه عنانه، وهَوَاه أمامه، قال: فأي البراذين شر. قال: الغليظ الرقبة، الكثير الجَلَبة، الذي إذا أرسلته قال: أمسكني، وإذا أمسكته قال: أرسلني، قال الغلام: أحسن ما قيل في الفرس ووصفه قول بعضهم:         
  خير مـــا يركَـــبُ الـــشـــجـــاع إذا مـــــا                      قيل يومـــاً ألا اركـــبـــوا لـــلـــغِـــــوَار
  كلُّ نَهْدٍ أقَبَّ معتدل الخلق متين الشّـظَـى عـتـيق الـنِّـجَـارا
  سلجم اللحْي واسع السَّحْر حد الأذن وافي الدماغ والوجه عار
  ما حَمَتْه الحرار واشتذَ عليا                      ه فـأكْــدَى مُـــحْـــدَوْدِبـــاً بـــالـــعـــوار
  محضر القصر مكرب الرسغ دامي الإبْطِ ساعى الجفون والأشفار
  مُشْرِف مُقْبل يخبّ إذا أد                      بَرَ مُــسْـــتَـــدْبـــر كـــكـــر مـــغـــار
  فَهْــوَ فـــي خـــلـــقـــه طـــوال ورحـــب                      وعـــراض إلـــى ســـداد قـــــصـــــــار طال هاديه والذراعانْ والأضلاع منه فقيم في جفار         
  ثم طـــالـــت وأبـــدت فــــــخـــــــذاه                      فهـو كـفـت الـوثــوب ثـــبـــت الـــخـــيار
  والرحيب الفروج والجلد والمشفر قُدَّام منـخـر كـالـوجـار
  والعريض الوظيف والجنب والأو                      راك والـجـبـهة الـــعـــريض الـــفـــقـــار
  والـحـديد الـفـؤاد والـــســـمـــع والـــعـــر                      قوب والـــطـــرف حـــدة فـــي وقــــــار
  فهـو صــافـــي الأديم والـــعـــين والـــحـــا                      فر غـــمـــر بـــديهة الِإحــــضـــــــار
  والقصير الكُرَاع والظهر والرسغ القصير العسيب والصلب وار
  لم تخن متنه القطاة ولم يسلمه تركيبها إلى استئخار
  مطمئن النسور بين حزام                      كل لأم أحًـــمَ كـــالـــمـــنـــقـــــــار
  يكـفـت الـمـشـي كــالـــذي يتـــخـــطّـــى                      طُنُـبــاً أو يشـــق كـــالـــمـــســـمـــار
  وإذا مـا اسـتــمـــرَّمـــن غـــير مـــا بـــأ                      س بــه مـــانـــع مـــن اســـتـــمـــرار
  لَانَ فـــاهْـــتـــزَ مـــقـــبـــلاً فـــإذا أد                      برَ أهـــوى مـــتـــابـــــع الإدبـــــــار
  في تعاقيب كالتماثيل أو كالجن أو كالظـبـاء أو كـالـحـوار
  فإذا ما طَحَا به الجري فالعقبان تهـوي كـواسـر الأعـسـار


 من أخبار حلبة الخيل
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق