( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 695
واجعله في القدر وَصُبَّ الماء من فوقه واجعل له غطـاء
حتى إذا الماء فـنـى وَقَـلا ونشفته النـار عـنـه كـلا
فلفه إن شـئت فـي رُقَـاقِ ثم احكم الأطراف بالإلـزاق
أو شئت خذ جزءاً من العجين معتدل التقريك مسـتـلـين
فابسطه بالسويق مسـتـديراً ثم اطفرن أطرافه تطفـيرا
وَصُبَّ في الطابق زيتاً طيبـاً ثم اقْلُهُ بالزيت قلياً عجـبـا
وضعه في جام له لـطـيف ووسطه من خردل حـريف
وكله أكلا طيبـاً بـخـردل فهو ألَذُّ المأكل المـعـجـل
في وصف هليون
فقال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمود بن الحسين بن السندي كشاجم الكاتب في وصف هليون:
لنا رماح في أعـالـيهـا أوَدْ مُفَتَلاَت الجسم فتلاً كَالمَسَـدْ
مستحسنات ليس فيها من عُقَـدْ لها رؤوس طالعات في جَسَدْ
مكسوة من صنعة الفَرْد الصَّمَدْ منتصبات كالقداح في العمـد
ثوب من السندس من فوق بَرَدْ قد أشربت حمرة لون يتـقـد
كأنها ممزوجة حـمـرة خـد قد قرصت حمرَتَهُ كَفُّ حرد
فخالطتـه حـمـرة خـد وَيَدْ كأنها في صحن جامِ أو بَـرَدْ
مُنَضِّدَات كتنـاضـيد الـزَّرَدْ نسائج العسجد حسناً منتضـد
كأنها مطرف خز قد مـهـد لو أنها تبقى على طول الأبـد
كانت فصوصاً لخواتيم الخـرد من فوقها مري عليها يطـرد
يجول في جانبها جَـزْر ومـد قكْسُوَة من زيتها ثـوب زبـد
كأنه من فوقـه حـين لـبـد شراك تبر أو لجين قد مسـد
فلو رآها عابد أو مجـتـهـد أفْطَرَ مما يشتهيها وَسَـجَـدْ
فلما فرع منها قال له المستكفي: هذا مما يتعذر وجوده في هذا الوقت بهذا الوصف في هذا البلد، إلا أن نكتب إلى الإخشيد محمد بن طغج يحمل إلينا من ذلك البر من دمشق، فأنشدونا فيما يمكن وجوده.
في وصف أرزية
قال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمد بن الوزير المعروف بالحافظ الدمشقي في صفة أرزية:
للَّـه در أرزَّةٍ وافـى بـهـا طاهٍ كحسن البدر وسط سماء
أنقى من الثلج المضاعف نَسْجُه من صنعة الأهواء والأنـداء
وكأنها في صحـفة مـقـدودة بيضاء مثل الدرة البـيضـاء
بَهَرَتْ عيون الناظرين بضوئها وتريك ضوء البدر قبل مساء
وكأن سُكَّرَها على أكْنَافـهـا نُورٌ تَجَسَّدَ فوقهـا بـضـياء
في وصف هريسة
فقال آخر: يا أمير المؤمنين، أنشدت لبعض المتأخرين في هريسة:
ألَذًّ ما يأكـلـه الإنـسـان إذا أتى من صيفه نـيسـان
وطالت الجديان والخرفـان هريسة يصنعها النـسـوان
لهنَّ طيب الكف والإتـقـان يُجْمَع فيها الطير والحملان
وتلتقي في قِدْرِهَا الأدهـان واللحم والألية والشحمـان
وبـعـده إوزة سـمــان وَالْحِنْطَةُ البيضاء والجلبـان
وبعد هذا الـلـوز والإِبـان جَوَّدَهَا بطَحْنِهِ الطَّـحـان
وبعده الملح وخولـنـجـان قد تعبت لعقدهـا الأبـدان
تخجل من رؤيتهـا الألـوان إذا بدت يحملها الغلـمـان
تضمها الصحفة والْـخِـوان وفوقها كالقَبْـوِ خـيزران
يمسكه سقف له حـيطـان مُقَبَّـبٌ ومـا لـه أركـان
أبرزها للأكِـل الـولـدان تفتر من لهيبها الـعـينـان
والمرء فيها فلـه مـكـان يؤثرها الْجَائِع والشبـعـان
ويشتهيها الأهل والضيفـان لها على أضرابها السلطان
تصفو بها العقول والأذهـان وانتفعت بأكلـهـا الأبـدان
أبدعها في عصره ساسـان وأعجبت كسرى أنو شروان
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق