( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 624
فأوجع ما أجِنُّ عليه قـلـبـي كَرِيمٌ عَضَه زمـن عـتـوت
كفى حزنا ًبِضَـيْعَة ذي قـديم وأبناء العبيد لها الـتـخـوت
وقد أسْهَرْتُ عيني بعد غَمْض مَخَافَة أن تَضِيعَ إذا فَـنِـيتُ
وفي لطف المهيمن لي عَزَاءَ بمثلك إن فنيت وإن بـقـيتُ
وإن يشتد عظمك بعد مـوتـيِ فلا تقطعك جائحة سـنـوت
وقل: بالعلم كان أبـي جَـوَاداً يُقال: ومن أبوك. فقل: يموت
تُقرّ لك الأبـاعـد والأدانـي بعلم ليس يجحده الـبـهـوت وللمهتدي أخبار حسان قد أتينا على ذكرها فيما سلف من كتبنا، واللّه ولي التوفيق.
ذكر خلافة المعتمد على اللّه
وبويع المعتمد أحمد بن جعفر المتوكل يوم الثلاثاء لأرْبَعَ عَشْرَةَ ليلةً بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وهو ابن خمس وعشرين سنة، ويكنى أبا العباس، وأمه أم ولد كوفية يُقال لها فتيان، ومات في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، وهو ابن ثمان وأربعين سنة، فكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة.
ذكر جمل من أخباره وسيره
ولمع مما كان في أيامه
وزراؤه
ولما أفْضَتِ الخلافة إلى المعتمد على اللّه استوزَرَ عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل، فلما مات عبيد الله استوزر الحسن بن مخلد، ثم صارت الوزارة إلى سليمان بن وهب، ثم صارت إلى صاعد.
حرب صاحب الزنج
وخلع المعتمد على أخيه أبي أحمد الموفق وعلى مفلح، يوم الخميس مستهلَّ ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين، وأشخصهما إلى البصرة لمحاربة صاحب الزنج، فأوقع مفلح التركي بصاحب الزنج يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين، فأصاب مفلحاً سهم في صُدْغِه، فأصبح يوم الأربعاء ميتاً، وحمل إلى سامرا فدفن بها، وانصرف أبو أحمد عن محاربه صاحب الزنج.
الإمام الثاني عشر
وفي سنة ستين ومائتين قبض أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في خلافة المعتمد، وهو ابن تسع وعشرين سنة، وهو أبو المهديِّ المنتظر، والإِمام الثاني عشر عند القطِعيَّة من الإِمامية، وهم جمهور الشيعة وقد تنازع هؤلاء في المنتظر من آل النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة الحسن بن علي وافترقوا على عشرين فرقة، وقد ذكرنا حِجَاجَ كل طائفة منهم لما اجتبته لنفسها واختارته لمذهبها، في كتابنا المترجم بسر الحياة وفي كتاب: المقالات، في أصول الديانات وما ذهبوا إليه من الغيبة وغير ذلك.
وقد كان المهتدي سير بقبيحة أم المعتز وعبد اللّه بن المعتز وإسماعيل بن المتوكل وطلحة بن المتوكل وعبد الوهاب بن المنتصر إلى مكة، فلما أفْضَتِ الخلافة إلى المعتمد بعث بحملهم إلى سامرا.
يعقوب الصفار
وفي سنة اثنتين وستين ومائتين كان مسير يعقوب بن الليث الصَفّار نحو العراق في جيوش عظيمة، فلما نزل دير العاقول على شاطئ دِجْلَة بين واسط وبغداد، وقد أتينا في كتابنا أخبار الزمان على بَدْء خبر يعقوب بن الليث ببلاد سجستان، وكونه في حال صغره صفاراً، وخروجه من مطوعة سجستان إلى حرب الشراة، واتصاله بدرهم بن نصر، وخبر شادرق مدينةِ الشراة مما يلي بلاد سجستان المعروفة، بأوق، وترقي الأمر بيعقوب إلى أن كان من أمره ودخوله بلاد زابلستان- وهي بلاد فيروز بن كبك ملك زابلستان- وما كان من أمره مع رسول ملك الهند على جسر بسط ودخوله بلاد هَرَاةَ ثم بلخ، وإعماله الحيلَةَ إلى أن دخل بلاد نيسابور، وقبضه على محمد بن طاهر بن عبد اللّه بن طاهر بن الحسين، ثم دخوله إلى بلاد طبرستان، ومواقعته الحسن بن زيد الحسني، مع ما قدمنا قبل وصفنا من خبر حمزة بن أدرك الخارجي، وما كان من أمره في أيام عبد اللّه بن طاهر، وإليه تضاف الحمزية من الخوارج، وانتهينا بأخبار يعقوب بن الليث من بدئه إلى غايته ووفاته ببلاد جندي سابور من كُوَرِ الأهواز.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق