إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 701


 
( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 701


  فلما قرب مرداويج من عساكر أسفار راسَلَ قواده وكاتبهم في معاونته على الفتك بأسفار، وأعلمهم مظاهرة سلار عليه، وقد كان القواد وسائر أصحابه سئموا أيامه، ومَلُّوا دولته، وكرهوا سيرتَه، فأجابوا مرداويج إلى ذلك، فلما دنا من الجيش استشعر أسفار بن شيرويه البلاد، وعلم ضجةَ الحيلة عليه، وأن لا ناصر له من أصحابه ولا غيرهم لما تقدم من سوء سيرته؛ فهرب في نفر من غلمانه، فوافى مرداويج وقد فاته أسفار، فاستولى على الجيش وحاز الخزائن والأموال، وأحضر وزير أسفار المعروف بمطرف الجرجاني، فاستخرج منه الأموال، وأخذ البيعة على القواد والرجال، وفرق فيهم الأموال من الأرزاق والجوائز، وزاد في أنزالهم، وأحسن إليهم بما لم يكونوا يعرفونه من أسفار، ومضى أسفار إلى نحو مدينة السارية من بلاد طبرستان فلم يجد له ملجأ يقصده، وحار في أمره، فرجع يريد قلعة من قلاع الديلم منيعة تعرف بقلعة الموت، وكان فيها شيخ من شيوخ الديلم يعرف بأبي موسى مع عِدَّةٍ من الرجال قِبَلهُ ذخائر أسفار بن شيرويه وكثير من خزائنه وأمواله، وكان مرداويج لما توجَّه له ذلك وملك الجيش والأموال خرج يتصيد على أميال من قزوين نحو الطريق الذي سلكه أسفار ليستعلم أمره، وأي البلاد سلك، وإلى أي القلاع لجأ، فمال إلى القلعة فنظر إلى خيل يسيرة في بعض الأودية؛ فأسرع أصحابه نحوها ليأخذوا خبرها فوجدوا أسفار بن شيرويه في عِدةٍ يسيرة من غلمانه يؤمُّ القلعة ليأخذ ماله فيها من الأموال ويجمع الرجال من الديلم والجبل ويعود إلى حرب مرداويج. فلما وقعت عينه عليه نزل فذبحه من ساعته، وأقبل رجال الديلم والجبل نحو مرداويج؛ لما ظهر من بَذْله وإحسانه إلى جنده، وتسامع الناس بإدْرَاره الأرزاقَ على جنده، فقصدوه من سائر الأمصار، فعظمت عساكره، وكثرت جيوشه، واشتد أمره، ولم يَسْعه ما في يديه من الأمصار، ولا كفى رجاله ما فيها من الأموال، ففرق قواده إلى بلاد قم وكرخ ابن أبي دلف والبرج وهمذان وأبهر وزبجان، فكان ممن أنفذ إلى همذان ابن أخت له في جيش كثيف مع جماعة من قواده ورجاله، وكان بها جيش للسلطان مع أبي عبد اللّه محمد بن خلف الدينوري السرماني، ومعه خفيف غلام أبي الهيجاء عبد اللّه بن حَمْدَان في جماعة من قواد السلطان؛ فكانت لهم مع الديلم حروب متصلة ووقائع كثيرة، وعاون أهل همذان أصحاب السلطان، فقتل من رجال مرداويج خلق كثير من الديلم والجبل نحو أربعة آلاف.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق