( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 694
متـى نَـنْـشَـطُ لـــلأكـــل فقـد أصـلـحـت الـجـونــه
وقـد زَينـهـا الـطــاهـــي لنـا أحْـسَـنَ مـــا زينـــه
فجـاءت وَهْـيَ مــن أطـــي ب مـا يؤكـل مـشـحـونـــه
فمـن جَـــدْي شَـــوَيْنَـــاهُ وعـصـبـنـا مـصـارينـــه
ونضدنا عليه نعنع البقل وطرخونه
وفرخ وافر الزور أجَـدْنَـا لـك تـسـمــينـــه
وطـــيهـــوج وفــــروج أجَـدْنَـا لـك تـطـجــينـــه
وسـنـبـوسـجة مـقــلـــو ة فـي إثــر طـــردينـــه
وحـمـراء مـن الـــبـــيض إلـى جـانـب زيتـــونـــه
وأوســـاط شَـــطِـــيرَاتٍ بزيت الـمـاء مـدهــونـــه
يولـدن لـذي الــتـــخـــمة جوعــاً ويُشَـــهِّـــينَـــهْ
تدرنـج بـكـسـور الـــنـــدِّ بالـعـنـبـر مـعـجـونـــه
وحـريف مـن الـجـــبْـــنِ به الأوسـاط مـقـــرونـــه
وطـلـع كـالـلالــي فـــي سمـوط الـغـيد مـكـنـونــه
وخـل تـــرعـــف الانـــا ف مـنـه وهـي مـخـتـونـه
وبــاذنـــحـــان بـــوران بخـه نَـفْـسُـك مـفـتـونــه
وهليون وعهدي بك تستعذب هليونه
ولوزينجة في الدهن والسكر مَدْفُونَهْ
وعندي لك رستيجة مطبوخ وقنينة
وساق وَعَدَتْ بالوصل منـه عـطـفة الـنــونـــه
له شـــدة ألـــحــــــاظ وفـي ألـفـاظـه لـــينـــه
وقُــمْـــرِيُّ يغـــنـــيك لحـونـاً غـير مـلـحـونـــه
ألا يا مـن لــمـــحـــزون نأى عـن دار مـحــزونـــه
فمــا عـــذرك فـــي أن لا ترى مـن سـكـره طـينـــه
لابن الرومي في وصف وسط
فقال المستكفي: أحسنت وأحسن القائل فيما وصف، ثم أمر بإحضار كل ما يجري في وصفه مما يمكن إحضاره، ثم قال: هاتوا، مَنْ معه شيء في هذا المعنى. فقال آخر: في هذا المعنى لابن الرومي في صفة وسط:
يا سائلي عن مجمـع الـلـذات سألت عنه أنْعَـتَ الـنُّـعَّـاتِ
فهاك ما أنشأتـه مـن قـصـه مسلماً من شوبـه ونـقـصـه
خذ يا مريد المـأكـل الـلـذيذ جردقَتَيْ خبز مـن الـسـمـيذ
لم تر عيناً ناظِرٍ مثـلـيهـمـا فقشر الحرفين عن وجهيهـمـا
حتى إذا ما صارتا طفـاطـفـا فاضفُ على إحداهما تفـايفـا
من لحم فروج ولـحـم فَـرْخٍ تذوب جوذاباهما بـالـنـفـخ
واجعل عليها أسطراً مـن لـوز معارضات أسطراً مـن جـوز
إعجابها الجبن مـع الـزيتـون وشكلها النعنع بالـطـرخـون
حتى ترى بينهما مثل الـلـبـن مقسومة كأنها وَشْـيُ الـيمـن
واعمد إلى البيض السليق الأحمر فَدَرْهِم الـوَسـطَ بـه وَدَنَـرِ
وَتَرِّب الأسطر بالـمـلـح، ولا تكثر ولكن قـدراً مـعـتـدلا
وَرَدِّدٍ الَعينـين فـيه لـحـظـا فإن للعينـين مـنـه حـظـا
وَمَـتـع الـعـين بـه مَـلِـيّاً وأطبق الخبـز وكـل هـنـيا
وأمسك بنابـيك وأكـدم كـدمـا تسرع فيما قد بنـيت هَـدْمَـا
طوراً ترى كحـلـقة الـدولاب حروفـه ودوره كـالـــداب
وتارة مثل الرحى بِلا سَـغَـبْ قد شذبت عنها بنابيك الـشـذب
لهفي علـيهـا وأنـا الـزعـيم بمعـدة شـيطـانـهـا رجـيم
في وصف سنبوسج
وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لإسحاق بن إبراهيم الموصلي في صفه سنبوسج:
يا سائلي عن أطيب الطـعـام سألت عنه أبْـصَـرَ الأنـام
أعمد إلى اللحم اللطيف الأحمر فَدُقَّهُ بالشحم غير مُـكْـثـر
واطرح عليه بصـلاً مـدورا وكرنباً رطباً جنياً أخـضـرا
والق السذاب بعـده مـوفـراً ودار صيني وكف كـزبـرا
وبعده شيء من القـرنـفـل وزنجبيلٍ صالـح وفـلـفـل
وكَفّ كمون وشيء من مري وملء كَفّيْنِ بملـح تـدمـر
فدُقّـهُ يا ســيدي شـــديداً ثم أوْقِد الـنـار لـه وقـودا
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق