( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 696
إذا رآها الجَائِع الغَـرْثَـانُ لم يُعْطَ صبراً معها الجيعان
في وصف المضيرة
وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لبعض المتأخرين في صفة المَضِيرَة:
إنَّ المَضِيرَةَ في الطعام كالبدر في ليل التـمـام
إشراقها فـوق الـمـوا ئد كالضياء على الظلام
مثل الهلال إذا بدا للناس في خَلَـل الـغـمـام
في صحفة مملوءة للناس من جـزع الـتِّـهَـام
قد أعجبت لأبي هـريرة إذ أتت بين الـطـعـام
حتى لقد مال الـهـوى بهواه عن طلب الصيام
ولقد رأى في أكـلـهـا حَظّا فبادر بـالـقـيام
ولقد تنـكَّـبَ أن يكـو ن مؤاكلاً عنـد الِإمـام
إذ ليس ثَـمَّ مَـضِـيرَةٌ تشفي السقيم من السَّقَام
لا غَرْوَ في إتـيانـهـا من غير إتيان الحـرام
فهي اللذيذة والـغـريبة والعجـيبة فـي الأنـام
في وصف جوذابة
وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمود بن الحسين في صفة جوذابة:
جوذابة مـن أرز فــائق مصفرة في اللون كالعاشق
عجيبة مشـرقة لـونُـهَـا من كَفِّ طاهٍ محكم حـاذق
نسيجة كالتبر في حُـمْـرَة وَرْدِية من صنعة الخالـق
بسكر الأهواز مصـبـوغة فطعمها أحلى من الـرائق
غريقة في الدهن رَجْـرَاجَة تَدُور بالنَّفْـخ مـن الـذائق
لينة مـلـمـسـهـا زبـدة وريحها كالعنبر الـفـائق
كأنها في جامهـا إذ بَـدَتْ تزهر كالكوكب في الغاسق
عقيقة صفْرَتُـهَـا فـاقـعِ في جيد خودٍ بَضّة عاتـق
أحلى من الأمن أتى مؤمنـاً إلى فؤاد قـلـقٍ خـافـق
في وصف جوذابة
وقال آخر: يا أمير المؤمنين، معي لبعض المحدثين في صفة جوذابة:
وجوذابة مثل لـون الـعـقـيق وفي الطعم عندي كطعم الرحيق
منِ السكر المحض مـعـمـولة ومن خالص الزعفران السحيق
مُغرَّقة بـشـحـوم الـدَّجَـاج وبالشحم، أكْرِمْ بها من غـريق
لذيذةُ طعمٍ إذا اسـتـعـمـلـت وفي اللون منها كلون الخلـوق
عليها اللالـئ مـن وفـقـهـا تضم جوانبـهـا ضـم ضِـيقْ
يُرَدِّدهـا فـي الإِنـا نـفــخة وما في حلاوتها من مـطِـيق
في وصف قطائف
وقال آخر: يا أمير المؤمنين، لمحمود بن الحسين كشاجم في صفة قطائف:
عندي لأصحابي إذا اشتدَّ السغب قطائف مثل أضابير الكـتـب
كأنه إذا ابتدى من الـكـثـب كَوَافر النحل بياضاً قد ثـقـب
قد مَجَّ دهن اللوز مما قد شرب وَابْتَل مما عام فـيه وَرَسَـبْ
وجاء ماء الورد فـيه وذهـب فهي عليه حَبب فوق حَـبَـبْ
إذا رآه واله القـلـب طـرب مدرج تدريج أبناء الـكـتـب
أطيب منه أن تراه ينـتـهـب كل امرئ لَذَّتُهُ فـيمـا أحـب
لأبي نواس في وصف باطرنجا
فأقبل المستكفي على معلم كان يعلمه في صباه طيب النفس، وكان يضحك منه ويستطرفه، فقال له: قد أنشدنا ما سمعت، فأنشدنا أنت، قال: لا أدري ما قال هؤلاء، وما أنشدوا، غير أني مضيت في أمس يومنا هذا أدور حتى أتيت باطرنجا، فرأيت رياضها، فذكرت قول أبي نُوَاس فيها، فواللّه لقد شجاني، وذهب بي كل مذهب، فقال له المستكفي: وما الذي قال أبو نُوَاس، ووصف من أمرها. قال:
نومُ عـينـــيك يا ابـــن وهـــب غِـــرَارُ ولـنـار الـهـوى بـقــلـــبـــك نـــار
باطرنجا بها ثَوَائي ولي فيها إذا دارت الكؤوس اعتبار
من حديثي أني مررت بها يَوْ ماً وقـلـبـي مـن الـهـوى مُـسْـتَــطَـــار
وبـهـا نَـرْجِـــسٌ ينـــادي غـــلامـــي قف فـقـد أدرَكَـتْ لـدينـا الـــعـــقـــار
وتغنَّى الدرَّاج واستمطر اللهو وجادت بِنَوْرِهَا الأزهار
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق