إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 698


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 698


  وكان خروج أبي عبد الرحمن العجمي على أحمد بن طولون بصعيد مصر وما كان من أمره إلى أن قتل.

 ظهور محسن بن الرضا بدمشق

 ومن ذلك ظهور ابن الرضا، وهو محسن بن جعفر بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، في أعمال دمشق سنة ثلاثمائة، فكان له مع أميرها أحمد بن كيغلغ أحداث فقتل صبراً، وقيل: قتل في المعركة، وحمل رأسه إلى مدينة السلام فنصب على الجسر الجديد بالجانب الغربي.

 ظهور الأطروش بطبرستان

 وظهر ببلاد طبرستان والديلم الأطروش، وهو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، وأخر عنها المسودة، وذلك في سنة إحدى وثلاثمائة، وقد كان أقام في الديلم والجبل سنين، وهم جاهلية ومنهم مجوس؛ فدعاهم إلى اللّه تعالى فاستجابوا وأسلموا إلا قليلاً منهم في مواضع من بلاد الجبل والديلم في جبال شاهقة وقلاع وأوْدِية ومواضع خشنة على الشرك إلى هذه الغاية، وبنى في بلادهم مساجد، وقد كان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين وشالوس وغيرهما من بلاد طبرستان، وقد كان بمدينة شالوس حصن منيع وبنيان عظيم بنته ملوك فارس، يسكن فيه الرجال المرابطون بإزاء الديلم، ثم جاش الإسلام فكان كذلك إلى أن هدمه الأطروش وقد كان بين الأطروش والحسن بن القاسم الحسني الداعي حروب على بلاد طبرستان، فكانت بينهم سجالاً، وكان الحسن بن القاسم الحسني الداعي وَافى الريَ، وذلك في سنة سبْعَ عشرة وثلاثمائة في جيوش كثيرة من الجبل والديلم ومعه ماكان بن كاكي الديلمي أحد فتاك الديلم ووجوهها فأخرج عساكر نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحبه عنها، فكتب المقتدر إلى نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان يُنْكر عليه ذلك ويقول: إني ضمَّنْتُكَ المال والدم، فأهملت أمر الرعية؛ وأضعفتها، وأهملت البلد، حتى دخلته المبيضة، وألزمه إخراجهم عنه، فوقع اختيار نصر صاحب خراسان على إنقاذ رجل من أصحابه من الجبل، يقال له أسفار بن شيرويه، وأخرج معه ابن المحتاج، وهو أمير من أمراء خراسان، في جيش كثير ليحارب مَنْ مع الداعي وماكان بن كاكي من الديلم لما كان بين الجبل والديلم من الضغائن والتنافر، فسار أسفار بن شيرويه الجبلي فيمن معه من الجيوش إلى حدود الري، فكانت الوقعة بين أسفار بن شيرويه الجبلي وبين ما كان بن كاكي الديلمي، فاستأمن أكثر أصحاب ماكان بن كاكي الديلمي وقواده، مثل مشير وتلْجين وسليمان بن شركلة الأشكري ومرد الأشكري وهشونه بن أومكر في آخرين من قواد الجبل، فحمل عليهم ماكان في نفر يسير من غلمانه سبع عشرة حملة، وصبرت له عساكر خراسان ومن معه من الأتراك، فولّى ماكان ودخل بلاد طبرستان، وانهزم الداعي بين يديه، وماكان على حاميته؛ فلحقته خيول خراسان والجبل والديلم والأتراك، فيهم أسفار بن شيرويه، ومضى ماكان لكثرة الخيول وانحاز الداعي وقد لحق بقرب آمل قصبة بلاد طبرستان إلى طاحونة هنالك وقد تخلى عنه من كان معه من الأنصار، فقتل هنالك، ولحق ماكان بالديلم، واستولى أسفار بن شيرويه على بلاد طبرستان، والري، وجرجان، وقزوين، وزنجان، وأبره، وقم، وهمذان، والكرخ، ودعا لصاحب خراسان واستوثقت له الأُمور، وعظمت جيوشه وكثرت عُدَّته، فتجبر وطغى، وكان لا يدين بملة الإسلام، وعصى صاحب خراسان وخالف عليه، وأراد أن يعقد التاج على رأسه، وينصب بالري سريراً من ذهب للملك، ويتملك على ما في يديه مما قد ذكرنا من البلاد ويحارب السلطان وصاحب خراسان.
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق