( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 686
كافرٌ باللّه جهراً والمـثـانـي كلُّ من قال: له في الخلق ثان
وإذا ما أسبـغ الـدرع عـلـيه وانكفت يمناه بالسيف الـيمـان
بعثَتْ سطوته في الموت رُعْبـاً أيقن الموت بأنَّ المـوت فـان
يحدقُ الأبطالَ بالألحاظ حـتـى يترك المقدام في شخص الجبان
مَلَكُ الموت ينـاديه أجـرنـي منك كم تغزو بضرب وطعان.
لاتكلفنيَ فوقَ الوُسـع وارفـق فلقد مَلَّكـك الـلّـه عِـنَـان
يا شقيق القدَرِ المحتوم كـم قـد رُضْتُ بالصَّيْلم عمداً ذا حِرَان
لك يومـان فـيوم مـن لـيان يقـتـفـي يوم أرون أرونـانُ
أنْجَزَتْ كفـاك وعـداً ووعـيداً وأحاطت لك بالـدنـيا الـيدان
فإذا ما أروت اليمنـى حِـبَـاء هَصَّتِ اليسرى بإرواء السنـان
جَدَّتَا في النفع وَالضـرّ ِبـداراً فهما في كل حالٍ ضـرتـان
أرَّخَتْ كفاك في الآفاق حتـى ما تلاقى بسواك الشـفـتـان
قدّمتك المدَحُ الغُرُّ وصـالـت لك أيضاً في أعاديك الهجـان
أنت لا تَحْوِي بمعقولٍ كـتـاب لك شأن خارج عن كك شـان
لك أثـقـال أيادٍ مـثـقـلات عجزت عن حملهنَّ الثـقـلان
إنما مـدحـك وَحْـيٌ وزَبُـورٌ والذي ضمت عليه الدفـتـان
هاكها جوهـرة تـبـرية تـو لي وجوه الموت تكفين الحنان
يا إمام الدين خُذْهَـا مـن إمـامٍ ملكَتْ أشعاره سَبْقَ الـرهـام
واستمع للرمَـل الأول مـمـن كشف المحنة من غير امتحان
فاعلاتن فاعلاتن فـاعـلاتـن ستة أجزاؤها عـنـد الـوزان
كرة الآفـاق لا تَـطْـلُـعُ إلا صارت الريح لها كالصَّوْلجان
جليت في صنعة الألفاظ مـمـا يرتجيه كل ذي عفـو وجـان
أنت تحكي جَنَّةَ الخلد طبـاعـاً والقوافي فيك كالحور الحسان
فَابْقَ للشعر بقاء الشعر والشـك ر مع الدهر فنعم الـبـاقـيان
عُمْرُ رَضْوى بل ثَبـير وشـآم وأرَام وشـمـاريخ أبـــان
شهد اللّه على ما في ضمـيري فاستمع لفظيَ تـرجـيع أذان
حسناتِ لـيس فـيهـا سـيآت مدحه الداعي اكتبا يا كاتـبـان
فلم يزل المتقي كلما مر به بيت استعاده، ثم أمر الغلام بالجلوس، فلما كان في اليوم الذي لقيه فيه ابن شير زاد الكاتب سمعه ينشد هذا البيت:
لا تقل بشرى وقل لي بشرتان فقال له الغلام، وقد كان أنس به: يا أمير المؤمنين:
دَامَتِ البشرى فقل لي بشرتان وقد كان أنشده أولاً القصيدة لا تقل بشرىَ وأنشده ثانياً هذا الوجه دامت البشر فقل لي بشريان وذكر له خبر أبي المقاتل مع الداعي، فواللّه ما زال المتقي يقول لا تقل بُشْرَى ولا يختار في ذلك الوجه غير ذلك؛ فقال له الرقي والغلام: والله لتطيَّرْنا لأمير المؤمنين اختباره إنشاد هذا البيت على هذا الوجه، فكان من أمره ما ذكرنا.
ومن صفات الخيل
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق