إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 659



( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 659


          
  أن كَفِّيْكَ لا تفارق كَفّيْه إلى أن ترى مَلِيكَ السرير
  يا قليل الحياء يا أكذب الأمة يا شاهداً شهادة زور
  ليس هذا فعل القضاة، ولا تُحْسِنُ أمثاله ولاة الجسور
  قد مضى من قتلت في رمضان                      راكـعـاً بـعـد سَـجْـدة الـتـكــبـــير
  أي ذنـب أتَـيْتَ فـي الـجـمـعة الـزهـراء                      في خـير خـير خـير الــشـــهـــور.
  فأعِـدَّ الـجـواب لـلـحَـكَــم الـــعـــا                      دل مـن بـعـد مـنـكــر ونـــكـــير
  يا بـنـىِ يوسـف بـن يعـقـوب أضْـحَـــى                      أهْـلُ بـغـداد مـنـكُـمُ فـــي غـــرور
  شَتَّـتَ الـلّـه شـمـلــكـــم، وأرانـــي                      بكـم الـــذل بـــعـــد ذل الـــوزير
  أنـتـم كـلـكـم فـــداء أبـــي حـــازم                      الـمـسـتـــقـــيم كـــل الأمـــور

 منزلة بدر

 قالوا: وكان بدر حراً، وهو بدر بن خير من موالي المتوكل، وكان بدر في خدمة ناشئ غلام الموفق صاحب ركابه، ثم اتصل بالمعتضد، وقرب من قلبه وخفَّ بين يديه في أيام الموفق، وكان للمعتضد غلام يُقال له فاتك، وكان من أغلى غلمانه، فبعُدَ من قلبه، وانحطت مرتبته، وكان السبب في ذلك أن المعتضد غضب على بعض جواريه فأمر ببيعها، فدسَّ فاتك من ابتاعها له، فكان السبب في إبعاده من قلب المعتضد عند نموِّ ذلك إليه، وزاد أمر بدر، وعَلَتْ مرتبته، حتى كان يلتمس الحوائج به من المعتضد، وكانت الشعراء تقرن مدح بدر بمدح المعتضد، وكذلك من خاطبه فيما عدا المنظوم من الكلام.

 قال المسعودي: وأخبرني أبو بكر محمد بن يحيى الصولي النديم الشطرنجي بمدينة السلام، قال: كان لي وعد على المعتضد، فما ظفرت به حتى عملت قصيدة ذكرت فيها بدراً أولها:         
  أيها الهاجر مَـزْحـاً لا مـجـد                      أجَزَاءُ الود أن يُلْقَـى بـصـد.
  لأمير المؤمنين الـمـعـتـضـد                      بَحْرُ جـودٍ لـيس يعـدوه أحـد
  وأبو النـجـم لـمـن يقـصـده                      جدول منه إلـى الـبـحـر يَرِدْ
  قد مضى الفطر إلى الأضحى وقد                      آن أن يقرب وعـد قـد بـعـد
  ما اقتضائي الوَعْدَ أنْ لَسْتُ عَلَـى                      ثقة مـن أنـه أخْــذٌ بـــيد
  غير أن النفس تهـوى عـاجـلاً                      وسوا أعطـى كـريم أو وَعَـدْ قال: فضَحِكَ وأمر بما وعدنى به.
 وأخبرنا محمد بن النديم بمدينة السلام، قال: سمعت المعتضد يقول: أنا آنَفُ من هبة القليل، ولا أرى الدنيا لو كانت لي أموالها وجمعت عندي تفي بقدر جودي، والناس يزعمون أني بخيل، أتراهم لا يعلمون أني جعلت أبا النجم بيني وبينهم أعرف ما مبلغ ما ينفقه يوماً فيوماً لو كنت بخيلاً ما أطلقت ذلك له.
 واخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الفقيه الوَزَاقُ الأنطاكي بمدينة أنطاكية قال: أخبرني إبراهيم بن محمد الكاتب، عن يحيى بن علي المنجم النديم قال: كنت يوماً بين يدي المعتضد وهو مُقَطِّب، فأقبل بدر، فلما رآه من بعيد ضحك وقال لي: يا يحيى، من الذي يقول من الشعراء:         
  في وجهه شافع يمحو إساءته                      من القلوب وَجِيهٌ حيثما شَفَعا فقلت: يقوله الحكم بن قنبرة المارني البصري، فقال: للّه عرهُ أنشدني هذا الشعر، فأنشدته:         
  وَيْلِي عَلَى مَنْ أطار النوم فامتنعا                      وزاد قلبي على أوجاعه وَجَعـا
  كأنما الشمس في أعطافه لمعت                      حسناً، أو البدر من أزراره طلعا
  مستقبل بالذي يهوى وإن كثـرت                      منه الذُّنُوبُ ومعذور بما صنعـا
  في وجهه شافع يمحو إسـاءتـه                      من القلوب وَجِية حيثما شفـعـا قال: وأخذ قوله:         
  أو البدر من أزراره طلعا أحمد بن يحمى بن العراف الكوفي فقال:         
  بدا وكـأنـــمـــا قـــمـــر                      علــى أزراره طـــلـــعـــا
  يحثُ المسك من عرق الجبين بنانه ولعَا


 ظهور القرمطي بالشام
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق