إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي صفحة : 654


( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي

صفحة : 654


  وفي رجب من هذه السنة، وهي سنة سبع وثمانين ومائتين كان خروج العباس بن عمرو من البصرة في جيش عظيم ومعه خلق من المطوعة نحو هجر، فالتقى هو وأبو سعيد الجنابي، فكانت بينهم وقائع انهزم فيها أصحاب العباس، وأسر وقتل من أصحابه نحو سبعمائة صبراً، دون من هلك من الرمل والعطش، فأحرقت الشمس أجسادهم؛ ثم إن أبا سعيد من علَى العباس بن عمرو بعد ذلك فأطلقه فصار إلى المعتضد فخلع عليه وبعد هذه الوقعة افتتح أبو سعيد مدينة هجر بعد حصار طويل، وقد أتينا على مبسوط هذه الحروب والسبب الذي من أجله كانت تخلية أبي سعيد العباس بن عمرو الغنوي في كتابنا الأوسط، وما كان من أمر العباس عمرو مع مَنْ بالبحرين من قومه وعصبتهم له.

 الداعي العلوي

 وفي هذه السنة- وهي سنة سبع وثمانين ومائتين- كان مسير الداعي العلوي من طبرستان إلى بلد جرجان في جيوش كثيرة من الديلم وغيرهم فلقيته جيوش المسودة من قبل إسماعيل بن أحمد، وعليها محمد هارون، فكانت وقعة لم ير مثلها في ذلك العصر، وصبَرَ الفريقان جميعاً وكانت للمبيضة على المسودة، ثمِ كانت مكيدة من محمد بن هارون لما رأى من ثبوت الديلم على مَصَافها، فلم ينقض صفوفه، وولى فأسرعت الديلم ونقضت صفوفها، فرجعت عليهم المسودة، وأخذ السيف، فقتل منهم بشر كثير وأصاب الداعي ضربات، وذلك أن أصحابه لما نقضوا صفوفهم في الغنيمة ولم يعرجوا عليه ثبت مع من وقف لنصره فكرت عليهم الجيوش، فأسفرت الحرب وقد أثخِنَ يا لكُلُوم، وأسر ولى زيد بن محمد بن زيد وغيره، وبقى محمد الداعي أياماً يسيرة، وتوفى لما ناله، فدفن بباب جرجان وتبره هناك معظم إلى هذه الغاية.

 وقد أتينا على خبره بطبرستان وغيرها وما كان من سيرته، وخبر بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف حين دخل إليه مسنامناً في كتابنا أخبار الزمان وكذلك ذكرنا خبر يحيى بن الحسين الحسني الرسي باليمن، وتظافره هو وأبو سعد بن يعفر على كان من حروبهم باليمن مع القَرَامطة، وما كان من أمرهم مع علي بن الفضل صاحب المذيخرة، وما كان من قصته وخبر وفاته، وقصة شيخ لاعة صاحب قلعة نحل، وحبر وللى إلى هذا الوقت بها- وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة- ونزول يحيى بن الحسين الرسي مدينة صعدة من بلاد اليمن، وخبر ولده أبي القاسم، وخبر ولد ولده إلى هذه الغاية وإنما نذكر في هذا الكتاب لمعاً منبهين على ما قدمنا من تصنيفنا مما بطناه من أخبار من ذكرناه وشرحنا من قصصهم وسيرهم وما كان منهم.

 المعتضد ووصيف الخادم
 



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق