62
السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك
ثانياً سلطنة عز الدين آيبك
9 ـ ترتيب سيف الدين قطز للأمور الداخلية
لم يكن جلوس قطز على عرش السلطنة نهاية لرحلة المملوك إلى عرش السلطان، إذ كان على السلطان المظفر سيف الدين قطز أن يوطد دعائم حكمه في الداخل قبل أن يتوجه للقاء عدوه في الخارج، فبدأ بتغيير الوزير ابن بنت الأعز، وولى بدلاً منه زين الدين يعقوب عبد الرفيع بن يزيد بن الزبير، ثم كان عليه أن يواجه معارضة كبار الأمراء الذين قدموا إلى قلعة الجبل، وأنكروا ما كان من قبض قطز على الملك المنصور، ووثوبه على المك، فخافهم واعتذر إليهم بحركة التتار إلى جهة مصر[83] والشام، وقال سيف الدين قطز في سياق تبريره لما حدث: وإني ما قصدت إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يتأتى ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم، أقيموا في السلطنة من شئتم[84]، وأخذ يرضي أمراء المماليك حتى تمكن على حد تعبير المقريزي، وما أن شعر أن سلطته قد رسخت حتى أخذ يتخلص من كل من يمكن أن يشكل تهديداً على عرشه، فأرسل المنصور علي وأخاه وأمه إلى دمياط، واعتقلهم في برج بناه هناك وأطلق عليه أسم برج السلسلة، ثم نفاهم جميعاً إلى القسطنطنية، بعد ذلك قبض السلطان سيف الدين قطز على الأمير علم الدين سنجر الغتمي، والأمير عز الدين أيدمر النجيبـي الصغير، والأمير شرف الدين قيران المعزي، والأمير سيف الدين بهادر، والأمير شمس الدين قراسنقر، والأمير عز الدين أيبك النجمي الصغير، والأمير سيف الدين الدود خال الملك المنصور علي بن المعز والطواش شبل الدولة كافور لا لا الملك المنصور، والطواشي حسام الدين بلال المغيثي الجمدار، واعتقلهم، وهكذا تمكن من التخلص من رؤوس المعارضة، ومن ناحية أخرى، بدأ السلطان المظفر سيف الدين قطز يختار أركان دولته ويوطد دعائم حكمه، فحلف الأمراء والعسكر لنفسه، واستوزر الصاحب زين الدين يعقوب بن عبد الرفيع، وأقر الأمير فارس الدين أقطاي الصغير الصالحي المعروف بالمستغرب أتابكاً وفوض إليه وإلى الصاحب زين الدين تدبير العساكر واستخدام الأجناد، وسائر أمور الجهاد والاستعداد للحرب ضد التتار، لقد ضمن سيف الدين قطز هدوء الأحوال داخل دولته، بيد أنه كان ما يزال متوجساً من ملوك الأيوبيين في بلاد الشام، خاصة الناصر يوسف صلاح الدين صاحب دمشق وحلب، وعندما علم بخبر قدوم نجدة من عند هولاكو إلى الملك الناصر بدمشق، خاف من عاقبة ذلك وكتب إليه خطاباً رقيقاً يحاول فيه تجنب المواجهة وأقسم قطز بالإيمان أنه لا ينازع الملك الناصر في الملك ولا يقاومه، وأكد له أنه نائب عنه بديار مصر، ومتى حل بها أقعده على الكرسي وقال قطز أيضاً: … وأن أخترتني خدمتك، وإن إخترت قدمت ومن معي من العسكر نجدة لك عل القادم عليك، فإن كنت لا تأمن حضوري سيرت لك العساكر صحبة من تختاره[85]. وهكذا ظهرت من قطز معاني من التضحية والتواضع والحرص على وحدة الصف ساعدته للتصدي للمشروع المغولي وكسره في عين جالوت يأتي الحديث عنه مفصلاً بإذن الله في الفصل القادم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] قيام دولة المماليك الأولى للعبادي صـ124.
[2] المصدر نفسه صـ124.
[3] العدوان الصليبي على بلاد الشام د.جوزيف صـ144.
[4] المصدر نفسه صـ145.
[5] العدوان الصليبي على بلاد الشام صـ145.
[6] المصدر نفسه صـ145.
[7] المصدر نفسه صـ146.
[8] المصدر نفسه صـ 146.
[9] المصدر نفسه صـ146.
[10] المصدر نفسه صـ146.
[11] المصدر نفسه صـ146.
[12] العدوان الصليبي على بلاد الشام صـ147.
[13] المصدر نفسه صـ147.
[14] المصدر نفسه صـ148.
[15] المصدر نفسه صـ149.
[16] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة صـ396
[17] مذكرات جوانفيل صـ200،208.
[18] السلوك (1/466) تاريخ الأيوبيين صـ398.
[19] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام صـ398.
[20] تاريخ الأيوبيين طقوش صـ398.
[21] المصدر نفسه صـ398.
[22] المصدر نفسه صـ398.
[23] المصدر نفسه صـ398.
[24] المصدر نفسه صـ399.
[25] المصدر نفسه صـ399.
[26] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام صـ399.
[27] المصدر نفسه صـ399.
[28] المصدر نفسه صـ399.
[29] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (1 ـ 400).
[30] تاريخ الأيوبيين في مصر والشام صـ400.
[31] العدوان الصليبي على بلاد الشام صـ192.
[32] المصدر نفسه صـ200.
[33] معاهدات الصلح والسلام بين المسلمين والفرنج صـ78.
[34] قيام دولة المماليك الأولى صـ129.
[35] صبح الأعشى نقلاً عن تاريخ القبائل العربية، محمود السيد صـ124.
[36] المصدر نفسه صـ125.
[37] تاريخ القبائل العربية، د. محمود السيد صـ 125، 126.
[38] السلوك (1 ـ 280)، النجوم الزاهرة (7 ـ 9)، قيام المماليك صـ 130.
[39] تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء صـ 180.
[40] النجوم الزاهرة (7 ـ 13).
[41] القبائل العربية صـ 131.
[42] التعريف بالمصطلح الشريف صـ 188.
[43] السلوك(1/387).
[44] التعريف بالمصطلح الشريف صـ188 قيام دولة المماليك صـ132.
[45] قيام دولة المماليك صـ132.
[46] تاريخ القبائل العربية صـ133.
[47] قيام دولة المماليك الأولى صـ133.
[48] المصدر نفسه صـ133.
[49] الجبهة الإسلامية في مواجهة المخططات الصليبية صـ412.
[50] النجوم الزاهرة(7/10،11).
[51] قيام دولة المماليك الأولى صـ133.
[52] سير أعلام النبلاء(23/197).
[53] خداشيته: الزميل في الخدمة.
[54] نزهة الأنام في تاريخ الإسلام صـ220.
[55] نزهة الأنام في تاريخ الإسلام صـ220.
[56] المصدر نفسه صـ220 دراسات في تاريخ مصر سحر عبد العزيز صـ239.
[57] المصدر نفسه صـ221.
[58] التحفة الملوكية في الدولة التركية، بيبرس المنصوري صـ360.
[59] الخوند: السيد أو الأمير ويخاطب به الذكور أو الإناث.
[60] السلوك(1/401 ـ 402).
[61] قيام دولة المماليك الأولى للعبادي صـ139.
[62] المصدر نفسه صـ139.
[63] سير أعلام النبلاء(23/198).
[64] شجرة الدرُّ قاهرة الملوك ومنقذة مصر صـ85.
[65] شجرة الدُّر قاهرة الملوك ومنقذة مصر صـ86.
[66] وسير أعلام النبلاء (23/199).
[67] السلوك (1/494).
[68] سير أعلام النبلاء (23/200).
[69] شذرات الذهب (7/464).
[70] شجرة الدر، قاهرة الملوك ومنقذة مصر صـ87.
[71] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ80.
[72] المصدر نفسه صـ81، السلوك (1 ـ 405).
[73] المصدر نفسه صـ81.
[74] النجوم الزاهرة (7 ـ 43).
[75] السلوك (1 ـ 411)، السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ83.
[76] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ83.
[77] المصدر نفسه صـ83.
[78] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ84.
[79] المصدر نفسه صـ88.
[80] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ89، النجوم الزاهرة (7 ـ 55).
[81] السلوك (1 ـ 417)، النجوم (7 ـ 55).
[82] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ90.
[83] السلوك (1 ـ 417 ، 418)، السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ92.
[84] السلوك (1 ـ 418)، السلطان المظفر صـ92.
[85] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ92 ، 93 ، 94.
يتبع
[IMG]http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif[/IMG]
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق