136
السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك
الخلاصة
أهتم الكتاب بجهود المماليك في التصدي للمشروع المغولي، وأنصفهم، وترجم لسيف الدين قطز، ترجمة مفصلة اهتمت بفقهه في إدارة الصراع مع المشروع المغولي ووقفت مع أسباب انتصار المسلمين في عين جالوت مع نوع من التحليل، واستخراج السنن، واستلهام العبر، والدروس، والتي كان من أهمها، القيادة الحكيمة، ووضوح الرؤية والهدف ونقاء الهوية والحرص على الشهادة، وعدم موالاة أعداء الأمة وتوسيد الأمر إلى أهله، والجيش القوي، وأحياء روح الجهاد والأخذ بسنة الأسباب، كملازمة التدريب العقائدي مع التدريب القتالي، والتدريب بشكل متواصل وعبقرية التخطيط وبعد نظر سيف الدين وسياسته الحكيمة وتوفر صفات الطائفة المنصورة في الجيش المملوكي وسنة التدرج ووراثة المشروع المقاوم والاستعانة بالعلماء واستشارتهم والزهد في الدنيا وصراعات داخل بيت الحكم المغولي، وسنة الله في أخذ الظالمين والطغاة سنواصل بإذن الله تعالى دراسة عهد المماليك دراسة شاملة وسيلحق هذا الكتاب، بعض الكتاب حتى نغطي عهد المماليك بإذن الله تعالى، فما كان في هذه المباحث من صواب فهو محض فضل الله علي فله الحمد المنة، وما كان فيه من خطأ فاستغفر الله تعالى، وأتوب إليه، والله بريء منه وحسبي أني كانت حريصاً أن لا أقع في الخطأ وعسى أن لا أحرم الأجر، وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب إخواني المسلمين، وأن يذكرني من يقرؤه في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى، وأختم هذا الكتاب بقوله تعالى:* ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم * * الحشر، آية:10 * وبقول الشاعر الذي عاصر عهد المماليك * ابن الوردي * :
واتق الله فتقوى الله ما جاوزت قلبَ إمريء إلاَّ وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً إنما من يتقِ الله البطل
واهجر الخمرة إن كنت فتىً كيف يسعى في جِنون من عقل
صدّقِ الشرع ولا تركن إلى رجل يرصد بالليل زحل
حارت الأفكار في قدرة من قدْ هدانا سُبُلنا عز وجل
كتب الموت على الخلق فكم فلَّ من جمع وأفنى من دول
أين نمرود وكنعان ومن ملك الأمر ووليَّ وعزل
أين عادٌ أين فرعون ومن رفع الأهرام من يسمع يخل
أين من سادوا وشادوا وبنوا هلك الكلُّ ولم تغنى القلل
أين أرباب الحجا أهل النّهى أين أهل العلم والقوم الأُول
سيعيد الله كلاً منهم وسيجزي فاعلا ما قد فعل
أيْ بني اسمع وصايا جمعت حكماً خُصَّت بها خير الملل
أطلب العلم ولا تكسل فما أبعد الخير على أهل الكسل
واحتفل للفقه في الدين ولا تشتغل عنه بمال أو خَوَل
واهجر النومَ وحصِّله فمن يعرف المطلوب يحقر ما بذل
لا تقل قد ذهبت أربابه كل من سار على الدرب وصل
في ازدياد العلم إرغام العِدى وجمال العلم يا صاحِ العمل
أنا لا أختار تقبيلَ يدِ قطعها أجمل من تلك القبل
واترك الدنيا فمن عادتها تخفض العالي وتعلي من سفل
قيمة الإنسان ما يحسنه أكثر الإنسان منه أو أقل
إن نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام هذا إن عدل
قصَّرِ الآمال في الدنيا تفز فدليل العقل تقصير الأمل
غِبْ وزُرْ غبّاً تزد حباً فمن أكثر الترداد أضناه الملل
حبك الأوطان عجز ظاهر فاغترب تلْقَ عن الأهل بدل
فبمكثِ الماء يبقى آسناً وسُرى البدرِ به البدر اكتمل[1]
" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ديوان ابن الوردي صـ277 إلى 280.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق