إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

77 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك



77


السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

ثانياً السلطان الناصر بين المقاومة والاستسلام

الملك الناصر يوسف الايوبي صاحب حلب

 5 ـ نهاية السلطان الناصر الأيوبي

أصبح الملك الناصر مسلوب الإرادة مرعوباً، ليس له رأي، وعندما شاهد جنده ومماليكه هذه الحال، قرروا تنحيته باغتياله أو القبض عليه، وسلطنة أخيه الملك الظاهر غازي بن العزيز لشهامته[33]، وعلم الناصر بالأمر، فترك المعسكر هارباً بالليل إلى قلعة دمشق، فأسقط بيد مماليكه الناصرية، وأعوانهم، فهربوا ومعهم الظاهر غازي إلى غزة[34]، وكان تسارع الأحداث في الشام أكبر من أن يترك صدى أو ذيولاً لهذه المحاولة الفاشلة، فالتتار لا يهدؤون وقد انضم إليهم ـ علناً ـ الأشرف بن المجاهد، فأعادوا له حمص وأعمالها وكذلك الملك السعيد بن عبد العزيز، حيث أطلقه هولاكو من سجن البيرة، وأعاد له ولايته على بانياس، وقلعتها التي تعرف بالصبيبة[35]، فقرر الملك الناصر الانسحاب جنوباً نحو مصر، وقد تضلَّلت العسكر، وتصرمة، وقلت الحرمة، وطمع كل أحد، ولم يبق عند الناصر إلا قوم قلائل، وسار الملك الناصر عن دمشق على أمل جمع الكلمة مع المظفر قطز للقاء التتار، وأخذ ما بقي معه من الجيش، وترك دمشق خالية من العسكر، وأهلها على الاسوار يشتمونهم ويدعون عليهم ويقولون: تركتمونا طعمة للتتار، لا كتب الله عليكم السلامة[36]، وعبر الزين الحافظي إلى دمشق وأغلق أبوابها وسيّر الناصر طلبه، ليجتمع به، فامتنع عن الخروج إليه وجمع أكابر دمشق، واتفق معهم على تسليم دمشق لنواب هولاكو[37]، وسار الناصر ومعه المنصور محمد صاحب حماه، فوصل نابلس، حيث ترك بها حامية، ولما وصل غزة، انضم إليه مماليكه الفارون وتصالح مع أخيه غازي، وعلم الناصر في غزة أن التتار قد احتلوا نابلسن فقصد العريش، وأرسل يخبر قطز ويسأله الاجتماع لمواجهة التتار، ويبدو ان جواباً شافياً مطمئناً لم يصل من قطز إلى الناصر*  فاستراب الناصر باهل مصر * [38]، وكان قد بلغ قطية*  فخاف الناصر دخول مصر فيُقبض عليه * [39]، فسمح الناصر لمن يريد من مرافقيه دخول مصر، فحزم المنصور محمد أمره ودخل المنصور والعسكر مصر، فالتقاهم قطز، واحسن للمنصور، وأعطاه سنجقاً ودخلوا القاهرة[40]، وأما الملك الناصر، فقد أعمته الحيرة فيما يفعل؟ واين يتوجه؟وأخذ يفكر بالتوجه نحو الحجاز، ثم عدل إلى ناحية الكرك، فتحصن به، ولكنه قلق، فركب نحو البرية، واستجار ببعض أمراء الأعراب[41].وربما بسبب الطمع، أو نيل الخطوة لدى التتار، قام واحد من مرافقيه وخدمه هو حسين الطبردار الكردي[42]، بالتوجه إلى إحدى سرايا التتار التي أخذت تنتشر جنوب الأردن وفلسطين وأعلمهم بمكان وجود الملك الناصر * فقصدته التتار وأتلفوا ما هنالك من الأموال، وخرّبوا الديار، وقتلوا الكبار والصغار، وهجموا على الأعراب التي بتلك النواحي وقتلوا منهم خلقاً وسبوا نسلهم ونساءهم وقبضوا على الملك الناصر وأرسلوه مع أخيه الظاهر غازي بن محمد وابنه العزيز محمد بن يوسف وإسماعيل بن شيركوه إلى كتبغا نوين الذي سيّره بدوره إلى هولاكو وأقام الناصر عند هولاكو حتى بلغهم أخبار هزيمة التتار في عين جالوت، فقام هولاكو بقتل الناصر ثم قتلوا بقية من كان معه ولم ينج من نقمة هولاكو إلا العزيز محمد بن الناصريوسف لصغر سنه حيث بقي عند التتار حتى مات[43].





--------------------------------------------------------------------------------

[1] السلوك نقلاً عن جهاد المماليك صـ69.

[2] جهاد المماليك صـ69.

[3] كان هذا هو الإسم التتاري لمصر.

[4] السلوك (1 ـ 506).

[5] المصدر نفسه (1 ـ 506).

[6] سيف الدين قطز صـ86 قاسم عبده.

[7] جهاد المماليك صـ70.

[8] المختصر في أخبار البشر (3 ـ 201)، جهاد المماليك صـ89.

[9] النجوم الزاهرة (3 ـ 201)، جهاد المماليك صـ89.

[10] جهاد المماليك صـ89.

[11] النجوم الزاهرة (7 ـ 75 ـ 77)، جهاد المماليك صـ90.

[12] السلوك للمقريزي نقلاً عن جهاد المماليك صـ90.

[13] المختصر في أخبار البشر صـ201، جهاد المماليك صـ91.

[14] المقريزي السلوك نقلاً عن جهاد المماليك صـ91.

[15] السلوك نقلاً عن جهاد المماليك صـ91.

[16] تاريخ الدولة المغولية في إيران صـ141 عبد السلام فهمي.

[17] جهاد المماليك صـ92.

[18] المصدر نفسه صـ92.

[19] المصدر نفسه صـ93.

[20] المصدر نفسه صـ94.

[21] جهاد المماليك صـ95.

[22] جمع التواريخ (2 ـ 307 ـ 308)، جهاد المماليك صـ96.

[23] دول الإسلام للذهبي نقلاً عن جهاد المماليك صـ97.

[24] المختصر (3 ـ 201)، جهاد المماليك صـ97.

[25] جهاد المماليك صـ97.

[26] أخبار البشر (3 ـ 202)، جهاد المماليك صـ98.

[27] المغول للعريني صـ248.

[28] المغول صـ248 للعريني.

[29] المصدر نفسه صـ248.

[30] المصدر نفسه صـ242.

[31] جهاد المماليك صـ 102، البداية والنهاية (17 ـ 398).

[32] جهاد المماليك صـ 102.

[33] السلوك للمقريزي (1 ـ 512)، جهاد المماليك صـ 74.

[34] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (2 ـ 74).

[35] المصدر نفسه (2 ـ 74).

[36] المصدر نفسه (2 ـ 74).

[37] اخبار الأيوبيين ابن العميد صـ 51، العلاقات الدولية (2 ـ 74).

[38] العلاقات الدولية (2 ـ 75)ن نقلاً عن تاريخ ابن خلدون.

[39] المختصر (3 ـ 201)، العلاقات الدولية (2 ـ 75).

[40] عقدة الجمان للعيني (1 ـ 232)، العلاقات الدولية (2 ـ 75).

[41] البداية والنهاية (13 ـ 233)، العلاقات الدولية (2 ـ 75).

[42] هو الحارس الشخصي للسلطان.

[43] العلاقات الدولية (2 ـ 76)، شفاء القلوب صـ 420.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق