إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

81 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


81

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

المبحث الثاني مقدمات معركة عين جالوت وسير أحداثها

من نتائج سقوط بلاد الشام في ايدي المغول

 اتخذ سيف الدين قطز الخطوات التالية:

الخطوة الأولى:

جمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر وتناقشوا في أمر القيادة التي تتصدى للمغول وأجمع الحاضرون على أن الملك المنصور علي بن المعز أيبك الذي كان صغير السن ضعيف الشخصية لم يكن لديه من الطاقة والقدرة ما يستطيع به مواجهة الاخطار والتحديات التي باتت تهدد دولة المماليك في مصر، لذا قرروا عزل السلطان الصغير[4]، وقال للحاضرين: إني ما قصدت* أي من السيطرة على الحكم *  إلا نجتمع على قتال التتار، ولا يتأتى ذلك بغير ملك فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالامر لكم، اقيموا في السلطة من شئتم[5]. فاستطاع قطز أن يجمع الناس على فكرة الجهاد والتصدي للغزاة وفوق ذلك أعلن بوضوح أنه سيجعل الأمر في الناس، يختارون من يشاءون دون التقيد بعائلة معينة أو مماليك بذاتهم[6]، وسيرة الرجل تدل على أنه صادق فيما قال وأن الانتصار لهذا الدين ورغبته في قتال التتار إعلى بكثير من رغبته في الملك وقد جعل الله نصر الامة على يديه، وليس من سنة الله ـ عز وجل ـ أن يكتب نصر الامة على يد المنافقين، والفاسدين قال تعالى:"إن الله لا يصلح عمل المفسدين" * يونس:آية:81 * .ومع أن قطز ـ رحمه الله ـ قد استخدم الاخلاق الرفيعة، والاهداف النبيلة في تجميع القادة والعلماء حوله، إلا أنه لم يتخل عن حزمه في الادارة وعن أخذه بأسباب النصر واختيار الفريق المساعد له وابعاد من يراه مناسباًفعزل الوزير*  ابن بنت الاعز *  المعروف بولائه الشديد لشجرة الدر، وولىّ بدلاً منه وزيراً آخر يثق في ولائه وقدراته وهو* زين الدين يعقوب بن عبد الرفيع *  وحفظ الامانة ووسد الأمور إلى أهلها، وأقر قائد الجيش في مكانه وهو * فارس الدين أقطاي الصغير الصالح *  مع أنه من المماليك البحرية الصالحية، إلا أنه وجد فيه كفاءة عسكرية وقدرة قيادية وأمانة وصدق وهي مؤهلات ضرورية لأي إمارة، وهذا ذكاء سياسي من قطز فهو بذلك يستميل المماليك البحرية الذين فروا في أنحاء الشام وتركيا، ويبث الإطمئنان في نفوسهم، وهذا ـ ولا شك ـ سيؤدي إلى إستقرار الأوضاع في مصر، كما أنه سيجعل للمسلمين تستفيد من الخبرات العسكرية النادرة للماليك البحرية، كما قام قطز بالقبض على بعض رؤوس الفتنة الذين حاولوا أن يخرجوا علىسلطته وحكمه، وبذلك هدأت الأمور نسبياً في مصر، وعلم قطز أن الناس إن لم يشغلوا بالجهاد شغلوا بأنفسهم، ولذلك فبمجرد أن إعتلى على عرش مصر أمر وزيره زين الدين، وكذلك قائد الجيش فارس الدين أقطاي الصغير أن يجهزا الجيش، ويعدا العدة وينظما الصفوف، فانشغل الناس بالإعداد لمواجهة العدو، لقد ساهمت هذه الخطوة في تقوية الوضع الداخلي، وإنشغل الناس بالجهاد، وقام السلطان بإقامة الشرع والدفاع عن البلاد، والقيام بشئون الرعية وحماية مصالح الناس، فاستقرت الأحوال المحلية، وتوحد الصف الداخلي، وهذه خطوة في تحقيق النصر[7].

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق