إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

82 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


82

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

المبحث الثاني مقدمات معركة عين جالوت وسير أحداثها

من نتائج سقوط بلاد الشام في ايدي المغول

الخطوة الثانية: العفو الحقيقي:

أصدر السلطان قطز قراراً بالعفو العام * الحقيقي *  عن كل المماليك البحرية، لقد مر بنا كيف أنه قد حدثت فتنة بين المماليك البحرية وبين المماليك المعزية، وكانت بدايات الفتنة من ست سنوات * 652هـ * ، عندما قتل فارس الدين أقطاي زعيم المماليك البحرية، ثم بدأت الفتنة تتفاقم تدريجياً إلى أن وصلت إلى الذروة بعد مقتل الملك المعز عز الدين آيبك، ثم شجرة الدر، ووصل الأمر إلى أن معظم المماليك البحرية ـ وعلى رأسهم ركن الدين بيبرس ـ فروا من مصر إلى مختلف إمارات الشام، ومنهم من شجع أمرا الشام على غزو مصر، ووصل الأمر إلى حدٍ خطير، فلما إعتلى قطز عرش مصر أصدر قراره الحكيم بالعفو عن المماليك البحرية وبدعوتهم إلى العودة إلى دولتهم[8]، وإستطاع قطز أن يقنع خصومه من أمراء المماليك البحرية الذين كانوا قد هربوا إلى بلاد الشام، وعلى رأسهم بيبرس البندقداري بالعودة إلى الأراضي المصرية والانضواء تحت لوائه متناسين ما بينهم من الخلافات، بعد أن ثبت لهم عجز أمراء الشام من البيت الأيوبي عن مقاومة المغول[9]، وكان سيف الدين قطز قد أدرك أهمية كسب ركن الدين بيبرس لصف المقاومة لأمور منها:

أ ـ الكفاءة القتالية العالية جداً، والمهارة القيادية رفيعة المستوى لركن الدين بيبرس، والحمية الإسلامية لهذا القاد الفذ.

ب ـ الذكاء الحاد الذي يتميز به بيبرس، والذي سيحاول قطز أن يوظفه لصالح معركة التتار بدلاً من أن يوظف في معارك داخلية ضد المماليك المعزية.

جـ ـ ولاء المماليك البحرية لركن الدين بيبرس، وأنه إن ظل هارباً فلا يأمن أحد أن ينقلب عليه المماليك البحرية في أي وقت، لذلك فمن الأحكم سياسياً أن يستقطب بيبرس في صفه، ويعظم قدره ويستغل قدراته وإمكانياته، وبذلك يضمن إستقرار النفوس وتجميع الطاقات لحرب التتار بدلاً من الدخول في معارك جانبية لا معنى لها.

لذلك لما قدم بيبرس إلى مصر بعد إستقدام قطز له، عظم قطز من شأنه جداً وأنزله دار الوزارة وعرف له قدره وقيمته وأقطعه * قليوب *  وما حولها من القرى، وعامله كأمير من الأمراء المقدمين وجعله على مقدمة جيوشه فيما بعد، فنلاحظ من صفات قطز القيادية، العفو عند المقدرة وإنزال الناس منازلهم، والفقه السياسي الحكيم، والحرص على الوحدة، وقد إستطاع سيف الدين قطز أن يستفيد من طاقات المماليك البحرية وإمكانياتهم وتقوية الجيش بهم[10]. وفتح أبواب مصر أمام فلول المماليك الإسلامية في الشرق الإسلامي التي تعرضت للغزو المغولي، فدخل جموع الخوارزمية الفارة من وجه المغول لمصر، ورحب بهم سيف الدين قطز، وكذلك جموع الشام، ومعه الملك المنصور صاحب حماه[11] وغيرهم.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق