إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أبريل 2013

92 السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك


92

السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك

رابعاً اليوم الفصل

 3 ـ معركة غزة

تحركت طلائع الجيش المملوكي بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري نحو فلسطين، فسار حتى نزل غزة في شعبان 658هـ /يولية 1260م واستطاع ركن الدين بيبرس أن يحقق انتصاراً ساحقاً على الحامية المغولية في غزة وكانت هزيمة قاسية لهم، واكتشف المغول أن هناك من المسلمين من يتحرك من خلال خطط عسكرية، وأبعاد استراتيجية، وأنه لا زال من المسلمين من يحمل السيوف للدفاع عن دينه وأرضه وشرفه وكرامته، وكانت هذه المعركة من أهم المعارك بالنسبة للمسلمين، فقد رأى المسلمون بأعينهم أن التتار يفرون، وسقطت المقولة التي انتشرت في تلك الآونة التي كانت تقول: من قال لك أن التتار يهُزمون فلا تصدقه، وكان لهذه الموقعة أثر ايجابي على جيش المسلمين وكان لها أثر سلبي هائل على جيش التتار[6]. واصبحت غزة ملكاً للمسلمين وبهذا تعتبر معركة غزة هذه أولى المعارك التي انتصر فيها المسلمون على المغول كما يمكن القول أن هذا الانتصار الذي تحقق للمسلمين كان دافعاً قوياً لهم للتقدم إلى الشمال باتجاه عين جالوت للقاء المغول في موقع أفضل خاصة وأن تلك الهزيمة التي مني بها جيش الأمير المغولي بأيدر لم تقابل بأي اهتمام من القائد المغولي كيتوبوقا الذي بقي على جموده إلى أن وصلت الجيوش الإسلامية عين جالوت وكان هذا الانتصار من الأسباب التي جعلت الصليبيين تحرص على خطب ود المسلمين بتقديم العون والمساعدة لهم والسماح لجيوش المماليك بعبور أراضيهم إلى داخل فلسطين[7]، ولما رحل سيف الدين قطز من غزة سلك طريق الساحل فاجتاز مدينة عكا وهي يومئذ بيد الفرنج، فلما عاينوه، وأرسلوا له الهدايا والتحف والضيافات، وألتقاه ملوكها فأعرضوا عليه أن يأخذ معه نجدة فلاطفهم السلطان وأخلع عليهم واستحلفهم أن يكونوا لا له ولا عليه، وما له حاجة بنصرتهم وقال لهم: والله العظيم متى تبعهم منهم فارس أو راجل ـ يريد أذى عسكر المسلمين ـ قتلتكم قبل ملتقاي التتار وقد عرفتكم ذلك، عند ذلك كتب الملوك إلى اتباعهم بما سمعوه[8]،ورفض السلطان قطز تلك المساعدة التي عرضها الصليبيون عليه، فقد كان حريصاً كل الحرص على صبغ حروبه ضد المغول والصليبيين معاً بصبغة إسلامية خالصة، كما أن هذا يشير إلى رغبة قطز ومشروعه الجهادي يستهدف دحر العدوان المغولي ومن ثم التوجه إلى الساحل الشامي لتطهيره من نير الاحتلال الصليبي، وحرص في الوقت نفسه على أن لا تكون للصليبيين عليه منة عند مهاجمتهم[9].

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق