[ 259 ]
تاريخ الطبري ج 5
أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق هم والله عش النفاق وبيضته التى تفلقت عنه والله ما جربت عراقيا قط إلا وجدت أفضلهم عند نفسه الذى يقول في آل أبى طالب ما يقول وما هم لهم بشيعة وإنهم لا عداء لهم ولغيرهم ولكن لما يريد الله من سفك دمائهم فإنى والله لا أوتى بأحد آوى أحدا منهم أو أكراه منزلا ولا أنزله إلا هدمت منزله وأنزلت به ما هو أهله ثم إن البلدان لما مصرها عمر بن الخطاب وهو مجتهد على ما يصلح رعيته جعل يمر عليه من يريد الجهاد فيستشيره الشأم أحب إليك أم العراق فيقول الشأم أحب إلى إنى رأيت العراق داء عضالا وبها فرخ الشيطان والله لقد أعضلوا بى وإنى لارانى سأفرقهم في البلدان ثم أقول لو فرقتهم لافسدوا من دخلوا عليه بجدل وحجاج وكيف ولم وسرعة وجيف في الفتنة فإذا خبروا عند السيوف لم يخبر منهم طائل لم يصلحوا على عثمان فلقى منهم الامرين وكانوا أول الناس فتق هذا الفتق العظيم ونقضوا عرى الاسلام عروة عروة وأنغلوا البلدان والله إنى لاتقرب إلى الله بكل ما أفعل بهم لما أعرف من رأيهم ومذاهبهم ثم وليهم أمير المؤمنين معاوية فدامجهم فلم يصلحوا عليه ووليهم رجل الناس جلدا فبسط عليهم السيف وأخافهم فاستقاموا له أحبوا أو كرهوا وذلك أنه خبرهم وعرفهم أيها الناس إنا والله ما رأينا شعارا قط مثل الامن ولا رأينا حلسا قط شرا من الخوف فالزموا الطاعة فإن عندي يا أهل المدينة خبرة من الخلاف والله ما أنتم بأصحاب قتال فكونوا من أحلاس بيوتكم وعضوا على النواجذ فإنى قد بعثت في مجالسكم من يسمع فيبلغني عنكم انكم في فضول كلام غيره ألزم لكم فدعوا عيب الولاة فإن الامر إنما ينقض شيئا شيئا حتى تكون الفتنة وإن الفتنة من البلاء والفتن تذهب بالدين وبالمال والولد قال يقول القاسم بن محمد صدق في كلامه هذا الاخير إن الفتنة لهكذا * قال محمد بن عمر وحدثني خالد بن القاسم عن سعيد بن عمرو الانصاري قال رأيت منادى عثمان بن حيان ينادى عندنا يا بنى أمية بن زيد برئت ذمة الله ممن آوى عراقيا وكان عندنا رجل من أهل البصرة له فضل يقال له أبو سوادة من العباد فقال والله ما أحب أن أدخل عليكم
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق