( مروج الذهب، ومعادن الجوهر ) المسعودي
صفحة : 604
فالكَفُّ يوهن منـهـا كـل أنـمـلةً ما كان من أختها الأخرى من الْوَهَنِ فلما وصل هذا الشعر إليه كفل وخلى إلى الكوفة.
وله أشعار ومراث في أخيه إسماعيل وغيره من أهله، وفي ذم الشيب، قد أتينا على كثير من ذكرها في كتابنا أخبار الزمان عند ذكر أخبار الطالبين، وفي كتاب مزاهر الأخبار، وطرائف الآثار، في أخبار آل النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما رَثَى به علي بن محمد أيضاً أبا الحسين يحيى بن عمر فأجاد فيه وافتخر على غيرهم من قريش قوله:
لعمري لئن سُرت قريش بهُلكِـهِ لما كان وَقَافاً غَدَاةَ التـوقـف
فإن مات تلقاء الرمـاح فـإنـه لمِنْ مَعْشَر يَشْنَوْنَ موت التترف
فلا تشتموا فالقوم من يبق منهـمُ على سنن منهم مقام المخلـف
لهم معكم إما جدعتم أنـوفـكـم مقامات ما بين الصَّفَا وَالمُعَرف
تراث لهم مـن آدم ومـحـمـد إلى الثقلين من وصايا ومصحف وفيه يقول أيضاً في الشيب:
قد كان حين بدا الشباب به يَقَقَ السوالف حالك الشَّعْرِ
وكأنه قمر تَمَنْطَـقَ فـي أفق السماء بدارهَ البـدر
يا ابن الذي جعلت فضائله فَلَكَ العلا وقلائد السـور
من أسرة جعلت مَخَايلهـم للعالمين مخايل النـطـر
تتهيب الأقـدار قـدرهـم فكأنهم قدر علـى قـدر
والموت لا تشوى رميتـه فلك العلا ومواضع الغرر ومن مراثيه المستحسنة فيِ أخيه:
هذا ابن أُمي عديل الروح في جسدي شق الزمان به قلبي إلـى كـبـدي
فاليوم لم يبق شيء أسـتـريح بـه إلا تَفَتُّتُ أعضائي مـن الـكـمـد
أو مقلة بخَـفِـيِّ الـهـم بـاكـية أو بيت مرثية تبقى عـلـى الأبـد
تُرَى أناجيك فيها بـالـدمـوع وقـد نام الخليُّ ولم أهـجـع ولـم أكَـدِ
من لي بمثلك يا نـور الـحـياة ويا يُمْنَى يديَّ التي شَلّتْ من العـضـل
من لي بمثـلـك أدعـوه لـحـادثة يُشْكَى إليه ولا يشكـو إلـى أحـد
قد ذقت أنواع ثُكْلٍ كُنْتَ أبلَـغَـهـا على القلوب وأجناها على كـبـدي
قل للردى لا تغـادر بـعـده أحـداً وللمنية من أحببت فـاعـتـمـدي
إن الزمان تَقَضى بعـد فـرقـتـه والعيش آذن بالتفـريق والـنـكـد وكانت وفاة علي بن محمد العلوي في خلافة المعتمد في سنة ستين ومائتين.
ظهور الحسن بن زيد العلوي
وفي خلافة المستعين- وذلك في سنة خمسين ومائتين- ظهر ببلاد طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللهّ تعالى عنهم، فغلب عليها وعلى جرجان بعد حروب كثيرة وقتال شديد، وما زالت في يده إلى أن مات سنة سبعين ومائتين، وخَلَفَه أخوه محمد بن زيد فيها إلى أن حاربه رافع بن هرثمة، ودخل محمد بن زيد إلى الديلم في سنة سبع وسبعين ومائتين، فصارت في يده، وبايعه بعد ذلك رافع بن هرثمة وصار في جملته، وانقاد لدعوته، والقول بطاعته، وكان الحسن بن زيد ومحمد بن زيد يدعوان إلى الرضا من آل محمد، وكذلك مَنْ طرأ بعدهما ببلاد طبرستان- وهو الحسن بن علي الحسني المعروف بالأطروش ووللده- ثم الداعي الحسن بن القاسم الذي قتله أسفار بطبرستان، وكان الحسن بن القاسم من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب وقد أتينا على خبر سائر آل أبي طالب بطبرستان، ومن ظهر منهم بالمشرق والمغرب وغير ذلك من بقاع الأرض إلى هذا الوقت- وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة- في كتابنا أخبار الزمان وإنما نذكر في هذا الكتاب لمعاً من سائر ما يجب ذكره، لئلا يخلو هذا الكتاب من ذكرهم.
ظهور محمد بن جعفر
وظهر في هذه السنة- وهي سنة خمسين ومائتين- بالري محمد بن جعفر بن الحسن، ودعا للحسن بن زيد صاحب طبرستان، وكانت له حروب بالري مع أهل خراسان من المسودة، فأسر وحمل إلى نيسابور إلى محمد بن عبد اللّه بن طاهر، فمات في محبسه بنيسابور.
ظهور أحمد بن عيسى العلوي
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق