275
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الباب الثاني في أخلاق البدو وعاداتهم وخرافاتهم
الفصل الثالث في عاداتهم
10 – أمراضهم وأطباؤهم
تقدم أن جفاف هواء سيناء ونقاوته يمنعان تفشي الأمراض بين أهلها وهم أنفسهم يتحصنون من الأمراض بمحافظتهم على العرض واهتمامهم بالزواج الباكر . ولو راعوا النظافة وسائر شرائط الصحة لعاشوا بلا مرض وعمروا طويلا .
وفيهم آل خبرة في الطب من النساء والرجال . ورأس الدواء عندهم الكي . قالوا " لما غضب لقمان الحكيم من الدواء رماه في النار " . فهم يستعملون الكي لوجع الرأس والمعدة والظهر وسائر الأمراض الباطنية . وعندهم عدد ليس بقليل من الأعشاب الطبية يداوون بها مرضاهم وقد تقدم ذكرها .
وفيهم الجراحون يعالجون الجراح التي كثيرا ما يصابون بها في غزواتهم . فهم يخيطونها ويغسلونها كل يوم بمستحلب بعر الحمير أربعة أيام . ويغلون البصل بالماء ويصفونه ويغسلون به الجرح ويسقون العليل منه لمنع تعفن الجرح ودفع أذى ص 394
الرائحة . ثم يغلون المر بالسمن ويجعلونه دهانا فيدهنون به الجرح أربعين يوما حتى يبرأ
ومن الأمراض التي تنتابهم بالعدوى من الحضر : الجدري والحمى " الوخم " . وهم لا يعرفون لهما علاجا ولكن يبخرون المصاب بهما بشعر الضبع أو بجلد القنفذ . وأما الكوليرا فغير معروفة في سيناء , وقد أصيب بها السواركة مرة في شرق العريش جاءتهم من بر الشام ففتكت بهم حينا ثم فارقتهم .
وجرت عادة النساء أن يحرقن صغار العقارب ويسحنها بهاون ويرششن منها على حلمات أثديتهن عند إرضاع أطفالهن تطعيما لهم حتى لا يؤذيهم لسع العقارب .
ويعتني بالمريض أمه وأخته وزوجته وعمته وخالته ويعوده أهل قبيلته فيقولون " عساك طيب . يزول الشر " فيجيب " يزول إن شاء الله " .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق