إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 يونيو 2014

43 فتوح الشام ( للواقدي )


43

فتوح الشام ( للواقدي )


أما بعد فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأوصيكم وآمركم بتقوى الله في السر والعلانية وقد فرحت بما أفاء الله على المسلمين من النصر وهلاك الكافرين وأخبرك أن تنزل إلى دمشق إلى أن يأذن الله بفتحها على يدك فإذا تم لك ذلك فسر إلى حمص وأنطاكية والسلام عليك وعلى من معك من المسلمين ورحمة الله وبركاته وقد تقدم إليك أبطال اليمن وأبطال مكة ويكفيك ابن معد يكرب الزبيدي ومالك بن الأشتر وانزل على المدينة العظمى أنطاكية فإن بها الملك هرقل فإن صالحك فصالحه وإن حاربك فحاربه ولا تدخل الدروب وأقول هذا وإن الأجل قد قرب ثم كتب‏:‏ ‏{‏كل نفس ذائقة الموت‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 185‏]‏‏.‏ ثم ختم الكتاب وطواه ودفعه إلى عبد الرحمن وقال له‏:‏ أنت كنت الرسول من الشام وأنت ترد الجواب فأخذه عبد الرحمن وسار على مطيته يطوي المنازل والمناهل إلى أن وصل إلى دمشق‏.‏

قال‏:‏ حدثني نافع بن عميرة قال‏:‏ لما بعث خالد بن الوليد الكتاب إلى أبي بكر الصديق ارتحل يريد دمشق وكان أهلها قد سمعوا بقتل بطريقهم وأبطالهم وانهزام جيوشهم ومن أرسلهم الملك بأجنادين فخافوا وتحصنوا بدمشق وأعدوا آلة الحصار ورفعوا السيوف والطوارق وعلوا على الأسوار ونشروا الأعلام والصلبان فلما أخذوا على أنفسهم أشرف عليهم الأمير خالد بن الوليد والجيش قد زاد عمرو بن العاص في تسعة آلاف ويزيد بن أبي سفيان في ألفين وشرحبيل بن حسنة وعامر بن ربيعة في ألفين وأقبل السواد من ورائهم معاذ بن جبل في ألفين فلما رأى أهل دمشق عسكر المسلمين مثل البحر الزاخر أيقنوا بالهلاك وأقبل خالد في جيش الزحف فنزل على الدير المعروف به وبينه وبين المدينة أقل من ميل فلما نزل هناك دعا بالأمراء فأحضرهم فقال لأبي عبيدة‏:‏ أنت تعلم ما ظهر لنا من غدر هؤلاء القوم عند انصرافنا عنهم وخروجهم في أثرنا فامض بمن معك من أصحابك وانزل بهم على باب الجابية ولا تسمح للقوم بالأمان فيأخذوك بمكرهم ولتكن متباعدًا عن الباب وابعث إليهم فوجًا بعد فوج واجعل قتال الناس دولًا ولا يضق صدرك من كثرة المقام ولا تبرح من مكانك واحفر من القوم الكافرين‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ حبًا وكرامة ثم إنه خرج حتى نزل بباب الجابية ونصب له بيتًا من الشعر بالبعد من الباب‏.‏

حول دمشق قال الواقدي‏:‏ حدثني مسلمة بن عوف عن سالم بن عبد الله عن حجاج الأنصاري‏.‏

قال‏:‏ قلت لجدي رفاعة بن عاصم وكان ممن قاتل بدمشق وكان في خيل أبي عبيدة فقلت‏:‏ يا جداه ما منع أبا عبيدة أن ينصب له قبة من بعض قبب الروم مما أخذه من أجنادين ومن بصرى فقد كان عندهم ألوف من ذلك فقال‏:‏ يا بني منعهم من ذلك التواضع ولم يتنافسوا في زينة الدنيا وملكها حتى ينظروا الروم أنهم لا يقاتلون طلبًا للملك وإنما يقاتلون رجاء ثواب الله تعالى وطلب الآخرة ونصرة للدين ولقد كنا ننزل فننصب خيامنا وخيام الروم بالبعد‏.‏

قال‏:‏ فلما نزل أبو عبيدة على باب الجابية أمر أصحابه بالقتال‏.‏

ثم إن خالدًا استدعى بيزيد بن أبي سفيان وقال له‏:‏ يا يزيد خذ صاحبك وانزل على الباب الصغير واحفظ قومك وإن خرج إليك أحد لا يكون لك به طاقة فابعث إلي حتى أنجدك إن شاء الله تعالى‏.‏

ثم استدعى بشرحبيل بن حسنة كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له‏:‏ انزل على باب توما‏.‏

ثم توجه بقومه واستدعى بعمرو بن العاص وأمره أن يسير إلى باب الفراديس‏.‏

ثم استدعي بعده بقيس بن هبيرة وقال له‏:‏ أذهب بقومك إلى باب الفرج‏.‏

ثم نزل خالد إلى الباب الشرقي‏.‏

ودعا بضرار بن الأزور رضي الله عنه وضم إليه ألفي فارس وقال له تطوف حول المدينة بعسكرك وإن دهمك أمر أو لاحت لك عيون القوم فأرسل إلينا‏.‏

قال ثم سار ضرار واتبعه قومه وبقي خالد على الباب الشرقي‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق