إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 يونيو 2014

26 فتوح الشام ( للواقدي )


26

فتوح الشام ( للواقدي )


ثم إن من عجبه كتب عليها‏:‏ إن كل من يدعي الشجاعة فليرم بسهمه إلى جانب سهمي وكان قد شاع ذكره بذلك ولم يحضر قتال المسلمين منذ دخلوا دمشق فلما اجتمعوا عليه قال لهم بولص‏:‏ ما الذي حل بكم‏.‏

فأعلموه بما جرى عليهم من المسلمين وقالوا له‏:‏ إن كنت تريد حياة الأبد عند الملك وعند المسيح وعند أهل دين النصرانية فدونك والمسلمين فاخرج إليهم وأخطف كل من تخلف منهم وإن رأيت لنا فيهم مطمعًا قاتلناهم‏.‏

فقال بولص‏:‏ إنما كان سبب تخلفي عن نصرتكم لأنكم قليلو الهمة لقتال عدوكم فتخلفت عنكم والآن لا حاجة لي في قتال العرب‏.‏

فقالوا‏:‏ وحق المسيح والإنجيل الصحيح لئن سرت في مقدمتنا لنثبتن معك وما منا من يولي عنك وقد حكمناك فيمن ينهزم أن تضرب عنقه ولا يعارضك في ذلك أحد‏.‏

قال فلما استوثق منهم دخل إلى منزله ولبس لامته‏.‏

فقالت له زوجته‏:‏ إلى أين عزمت‏.‏

قال‏:‏ أخرج في أثر العرب فقد ولآني أهل دمشق عليهم‏.‏

فقالت‏:‏ لا تفعل والزم بيتك ولا تطلب ما ليس لك به حاجة فإني رأيت لك في المنام رؤيا‏.‏

فقال لها‏:‏ وما الذي رأيت‏.‏

قالت‏:‏ رأيتك كأنك قابض قوسك وأنت ترمي طيورًا وقد سقط بعضها على بعض ثم عادت صاعدة فبينما أنا متعجبة إذ أقبلت نحوك سحابة من الجو فانقضت عليك من الهواء وعلى من معك فجعلت تضرب هاماتهم ثم وتيتم هاربين ورأيتها لا تضرب أحدًا إلا صرعته ثم إني انتبهت وأنا مذعورة باكية العين عليك‏.‏

فقال لها‏:‏ ومع ذلك رأيتني فيمن صرع‏.‏

قالت‏:‏ نعم وقد صرعك فارس عظيم‏.‏

قال‏:‏ فلطم وجهها وقال‏:‏ لا بشرك المسيح بخير لقد دخل رعب العرب في قلبك حتى صرت تحلمين بهم في النوم فلا بد أن اجعل لك أميرهم خادمًا وأجعل أصحابه رعاة الغنم والخنازير‏.‏

فقالت له زوجته‏:‏ افعل ما تريد فقد نصحتك‏.‏

قال فلم يلتفت إلى كلامها وخرج من عندها وركب وسار معه من كان في دمشق من الروم فعرضهم فإذا هم ستة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل من أهل النجدة والحمية وسار يطلب القوم‏.‏

معركة حول دمشق وكان حنا أسد في المقدمة وأبو عبيدة يمشي مع الأموال والأغنام والجمال إذ نظر رجل من أصحابه وهو يتأمل الغبرة من ورائهم فسأله أبو عبيدة عن ذلك فقال‏:‏ أظنها غبرة القوم‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ إن أهل الشام قد طمعوا فينا وهذا العدو قاصد إلينا‏.‏

قال فما استتم كلامه حتى بدت الخيل كأنها السيل وبولص في أوائلهم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق