29
فتوح الشام ( للواقدي )
بطولة النساء
قال الواقدي: قال خالد: لا تعجب يا رافع واعلم أن هؤلاء النسوة لهن الحروب المذكورات والمواقف المشهورات وإن يكن فعلهن ما ذكرت فلقد سدن على نساء العرب إلى آخر الأبد وأزلن عنهن العار فتهللت وجوه الناس فرحًا ووثب ضرار بن الأزور عندما سمع كلام رافع.
فقال خالد: مهلًا يا ضرار ولا تعجل فإنه من تأنى نال ما تمنى فقال ضرار: أيها الأمير لا صبر لي عن نصرة بنت أبي وأمي فقال خالد: قد قرب الفرج إن شاء الله تعالى ثم إن خالدًا وثب ووثب أصحابه وقال: معاشر الناس إذا وصلتم إلى القوم فتفرقوا عليهم وأحدقوا بهم فعسى أن يخلص حريمنا فقالوا: حبًا وكرامة.
ثم تقدم خالد.
قال فبينما القوم في قتال شديد مع النسوة إذ أشرفت عليهم المواكب والكتائب والأعلام والرايات فصاحت خولة: يا بنات التبابعة قد جاءكم الفرج ورب الكعبة.
ونظر بطرس إلى الكتائب المحمدية وقد أشرفت فخفق فؤاده وارتعدت فرائصه وأقبل القوم ينظر بعضهم بعضًا.
قال فصاح بطرس: يا معاشر النسوة إن الشفقة والرحمة قد دخلت في قلبي لأن لنا أخوات وبنات وأمهات وقد وهبتكن للصليب.
فإذا قدم رجالكن فأخبرنهم بذلك.
ثم عطف يريد الهرب إذ نظر إلى فارسين قد خرجا من قلب العسكر أحدهما قد تكمى في سلاحه والآخر عاري الجسد وقد أطلقا عنانهما كأنهما أسدان.
وكانا خالدًا وضرارًا فلما رأت خولة أخاها قالت له: إلى أين يا ابن أمي أقبل.
فصاح بها بطرس: انطلقي إلى أخيك فقد وهبتك له.
ثم ولى يطلب الهرب.
فقالت له خولة وهي تهزأ به: ليس هذا من شيم الكرام تظهر لنا المحبة والقرب.
ثم تظهر الساعة الجفاء والتباعد وخطت نحوه.
فقال: قد زال عني ما كنت أجد من محبتك.
فقالت له خولة: لا بد لي منك على كل حال.
ثم أسرعت إليه وقد قصده ضرار.
فقال له بطوس: خذ أختك عني فهي مباركة عليك وهي هدية مني إليك.
فقال له الأمير ضرار: قد قبلت هديتك وشكرتها وإني لا أجد لك على ذلك إلا سنان رمحي فخذ هذه مني إليك.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق