إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

105 مقدمة فتوح الشام أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )


105

مقدمة

فتوح الشام

أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )

فقال‏:‏ ما قصر القعقاع أني لولاه لكنت من الهول على غرر فساد سعد على طريق بشر وقد سلك سبيل توفيقه فلقي القعقاع وهو يفرق الكتائب ويصدم المواكب‏.‏
فقال له‏:‏ لله درك يا ابن عمرو أين فارس الفرس وكيف خلص من يدك‏.‏
فقال‏:‏ أيها الأمير لولا أنه دخل الصفوف لسقيته كأس الحتوف وغاص من وسط الخيل ولم أبلغ منه النيل‏.‏
قال الواقدي‏:‏ ولم يزل القتال بين المسلمين والكفار إلى أن فرق الليل بينهم فرجعت كل طائفة إلى مكانها فلما رجع رستم إلى سرادقه بعث غلمانه إلى مقدمي عسكره فحضروا‏.‏
فقال لهم‏:‏ لقد خذلتم ونزل بكم العار والبوار فما الذي خذلكم وأفي شيء شغلكم ونزل بكم وأنتم أولو البأس الشديد والأمر العتيد وهؤلاء قوم كنا لا نعبأ بهم ولا تحدثنا أنفسنا عنهم بأمر وقد خذلوا فرسانكم وأوردوهم موارد الهلاك وقتلوا منكم الصناديد فبأي وجه ترجعون إلى المدائن وبم تحتجون عند الملك أزدشير وإني أرى دولتكم قد انصرمت وأيامكم قد انقضت‏.‏
فقالوا‏:‏ أيها السيد لقد بلينا بقوم لا يرهبون الموت ولا يجزعون من الفوت وكلما طعنا صدورهم تقدموا وكلما قفلنا جموعهم صدموا‏.‏
فقال رستم‏:‏ ما أرى من الرأي إلا أننا في نصف الليل نكبسهم فلعلنا نظفر بهم ويكون لنا عند الملك اليد البيضاء فاستصوبوا رأيه وافترقوا لأجل أن يصلحوا شأنهم‏.‏
قال الواقدي‏:‏ حدثنا عامر بن سويد‏.‏
قال‏:‏ لما رجعنا من قتال العدو إلى خيمة سعد رأيناه جالسًا على التراب فلما رآنا قال‏:‏ مرحبًا بقوم هجروا الدنيا وطلبوا العقبى كيف كان يومكم‏.‏
قلنا‏:‏ لقد شفينا نفوسنا من الأعداء ونصرنا شرع نبينا المصطفى ولقد رميت منا رجال كثيرة من المسلسلة بنشابهم‏.‏
فقال سعد‏:‏ اجمعوا إلي العسكر جميعه وأمر غلمانكم أن يجمعوا الشيح والقيسوم فإني أريد أمرًا أرجو لكم به النجاة من الله قال ففعل القوم ذلك‏.‏
فقال للموالي‏:‏ اجعلوا ما جئتم به من الشيح والقيسوم على ظهور الإبل ووجهوها نحو المسلسلة‏.‏
فإذا قربتم منها فأضرموا النار في ظهور الإبل والذعوها بأسنة الرماح حتى تدوسهم ونحن من ورائكم بسيوفنا‏.‏
قال ففعلوا ذلك فلما أتى الليل تقدموا أمام العسكر بالأموال والموالي من ورائهم إلى أن قربوا من المسلسلة وأطلقوا النار في الشيح ولذعوها بالأسنة فلما رأت الجمال ما على ظهورها من النار وما حل بها الأسنة داست صفوف المسلسلة دوس الحصيد وحطمتها على وجه الصعيد وركب الأمير سعد مع الجيش ووضعوا السيف فيمن بقي من المسلسلة فبينما هم كذلك وإذا بعساكر الفرس قد أتوا وارتفع الضجيج وعلا العجيج وسميت تلك الليلة بليلة الهديرة ولم يزالوا في القتال إلى الصباح‏.‏
قال وسمعت قائلًا يقول‏:‏ كفيناكم فقلت‏:‏ من أنتم فقالوا‏:‏ نحن من خزيمة النخع ولم يزالوا يقاتلون حتى ما بقي منهم أحد ولا بقي لهم نسل فلما طلعت الشمس وركب رستم بن إسفنديار وركب جيشه عن آخرهم ووقفوا بأجمعهم فاستقبلهم الموحدون وسعد يتخلل الصفوف ويعظهم ويوصيهم أي الأمراء وكان في الليل قد طاف على العسكر فرأى أبا محجن الثقفي يشرب الخمر وقال له‏:‏ عدو نفسه لقد محوت أجر جهادك وعبادتك والله لآخذن منك حق الله وجلده الحد وقيده‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق