إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

120 مقدمة فتوح الشام أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )


120

مقدمة

فتوح الشام

أبو عبدالله بن عمر الواقدي (الواقدي )

قال الراوي‏:‏ ثم إن عمرًا استدعى بأصحاب الرايات فكان أول من تقدم بعد خالد الزبير بن العوام رضي الله عنه وهو راكب على جواده الأغر شاك سلاحه فسلمه الراية وأمره على خمسمائة فلما خرج بعسكره هز الراية وأنشد يقول‏:‏ أنا الزبير ولد العوام ليث شجاع فارس الإسلام وإنني يوم الوغى صدام وناصر في حانها الإسلام قال‏:‏ ثم استدعى بالفضل بن العباس وأقره على خمسمائة فارس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسلم الراية بيده وتوجه وهو يقول‏:‏ إني أنا الفضل أبي العباس وفارس منازل حواس معي حسام قاطع للرأس وفالق الهامات والأضراس أفني به الأعدا بلا الباس وما علي فيهم من باس قال‏:‏ ثم استدعى بزياد بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وسلمه الراية وكان رضي الله عنه فارسًا عظيمًا وبطلًا صنديدًا فتسلم الراية وتوجه وهو ينشد‏:‏ أنا الفارس المشهور يوم الوقائع بحد حسام في الجماجم قاطع ورمحي على الأعداء ما زال طائلًا إذا التحم الأعداء للضد قاطع وعزمي في الهيجاء ما زال ماضيًا برأي سديد للمحاسن جامع أصول على الأعداء صولة قادر وأشبعهم ضربًا ببعض لوامع إمام الوغى من آل ذروة هاشم حماة البرايا كالبدور الطوالع قال‏:‏ ثم استدعى من بعده عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتوجه وهو يقول‏:‏ أسير إلى الأعادي باهتمام بقلب صادق حصن الذمام بأبطال جحاجحة أسود سراة في الوغى قوم كرام أبيد بهم عداة الدين جمعًا ولا أخشى من القوم اللئام إذا ما جلت في الهيجا برمحي أصول به وفي أيدي حسامي قال‏:‏ ثم استدعى من بعده عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأقره على خمسمائة فارس فتسلم الراية وتوجه وهو يقول‏:‏ وحق من أنزل الآيات في السور وأرسل المصطفى المبعوث من مضر لا أنثني عن لقا الأعدا ولو جمعت حماة أبطالهم يوماص كما الدبر حتى أبيدهم ضربًا وأتركهم فوق الثرى خمشًا مخدوشة الصدر بكل قوم همام ماجد نجد إلى الوقائع يوم الحرب مبتدر نحن الكرام الذي للدين أرسلنا إمام دين الورى غيث الندا عمر أنا ابن عقيل من لؤي وغالب همام شجاع للأعادي غالب حماة الوغى أهل الوفا معدن الصفا إلى جود يمنانا مسير الركائب ولا يعرف المعروف إلا بعرفنا ولا الجود إلا جودنا كالمواهب علا مجدنا فوق الثنا وسناؤنا علا شرفًا فوق كل الكتائب فيا ويل أهل البغي منا إذا التقت فوارسنا فيهم بحد القواضب قال‏:‏ ثم استدعى من بعده أخاه الفضل وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتسلمها وتوجه وهو يقول‏:‏ إني أنا الفضل أبي عقيل أسير للحرب بلا تمهيل بحد سيف قاطع صقيل به أبيد الكافر الجهول أنا ابن عم أحمد الرسول المرسل المبعوث في التنزيل قال‏:‏ ثم استدعى من بعده المقداد بن الأسود الكندي وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتوجه وهو يقول‏:‏ أنا المقداد في يوم النزال أبيد الضد بالسمر العوالي فيا ويل العدا والروم منا إذا التحم الفوارس في القتال وهم صرعى كأعجاز نخل بقعها الفوارس بالنصال قال‏:‏ ثم استدعى من بعده عمار بن ياسر وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتوجه وهو يقول‏:‏ أنا الهمام الفارس الكرار أفني بسيفي غضبة الكفار إن جالت الخيل بلا إنكار وقام سوق الحرب من عمار حمى لدين المصطفى المختار صلى عليه الواحد القفار وأله وصحبه الأخيار ما بان ليل وأضا نهار قال‏:‏ ثم استدعى من بعده العباس بن مرداس السلمي وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتوجه وهو يقول‏:‏ أنا العباس ذو رأي قويم معي سادات آل بني سليم أدل بهم حماة البغي لما ترى الهيجاء كالليل البهيم وسيفي ماضي الحدين أضحى لأهل الشرك والموت العميم قال‏:‏ ثم استدعى من بعده أبا دجانة الأنصاري رضي الله عنه وسلمه الراية فتوجه وهو يقول‏:‏ أسير باسم الواحد المنان جهرًا لأهل الكفر والطغيان أذيقهم ضربًا على الأبدان بكل هندي مبيد الجان أنصر دين مصطفى العدناني صلى عليه الملك الديان وآله والصحب والإخوان ما ناح قمري على الأغصان قال‏:‏ ثم استدعى من بعده غانم بن عياض الأشعري رضي الله عنه وسلمه الراية وتوجه وهو يقول‏:‏ إني إذا انتسب الفوارس أشعري قرم همام في المعامع عنتري بحماة أبطال الأعادي نزدري وبراحتي من القواضب أبتري يوم التلاطم للفوارس مسكر وأحوم حومات الغزال الجؤذري فلأقتلن فوارسًا وعوابسًا وأذيقهم مني العذاب الأكبر قال‏:‏ ثم استدعى من بعده أبا ذر الغفاري وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتوجه وهو يقول‏:‏ سأمضي للعداة بلا اكتتاب وقلبي للقا والحرب صابي وإن صال الجميع بيوم حرب لكان الكل عندي كالكلاب أذلهم بأبيض جوهري طليق الحد فيهم غير آبي قال‏:‏ ثم استدعى من بعده القعقاع بن عمرو التميمي والمغيرة بن شعبة الثقفي وميسرة بن مسروق العبسي ومالكًا الأشتر النخعي وذا الكلاع الحميري والوليد وعقبة بن عامر الجهني وجابر بن عبد الله الأنصاري وربيعة بن زهير المحاربي وعدي بن حاتم الطائي ومثل هؤلاء السادات رضي الله عنهم وقد اقتصرنا في أشعارهم خوف الإطالة وكل واحد يسلمه راية ويؤمره على خمسمائة فارس قال‏:‏ فلما تكاملوا وتجهزوا خرج عمرو وأصحابه فودعهم وسارت الكتائب وتتابعت المواكب يطلب بعضها وخلفهم الذراري والصبيان حتى أتوا الجيزة ونزلوا بمكان يعرف بالمرج الكبير قريب من تلك المدائن والقرى والرساتيق وتقدمت الطلائع يتجسسون الأخبار وقد كان بدهشور بطريق عظيم من قبل مارنوس صاحب أهناس وكان فارسًا مكينًا وكلبًا لعينًا قاتله الله وكان يقول في نفسه أنه يناظر البطليوس في ولايته لكن البطليوس صاحب البهنسا لعنه الله كان أشد بأسًا وأعظم مراسًا وكثر عددًا وأقوى مددًا وأوسع بلادًا فكاتبه في ذلك وكاتب روسال صاحب الأشمونين وكاتب أقراقيس صاحب قفط وكان يحكم على أخميم وكاتب الكيكلاج وكان يحكم إلى عدن والبحر المالح إلى بلاد البجاوة والنوبة وحد السودان وتسامع الناس بمسير العرب إلى الصعيد وكاتبت الملوك بعضها بعضًا وماج الصعيد بأهله إلى حد الواحات ووقع الرعب في قلوبهم فعند ذلك وثبت مكسوج ملك البجاوة وحليف ملك النوبة وجمعوا ما حولهم من أرض النوبة والبجاوة والبربر وأتوا إلى أسوان‏.‏
وكان مع ملك البجاوة ألف وثلثمائة فيل عليها قباب الجلد بصفايح الفولاذ في كل قبة عشرة من السودان طوال القامة عراة الأجساد على أوساطهم وأكتافهم جلود النمور وغيرها ومعهم الحرق والحراب والكرابيج والقسي والمقاليع والأعمدة الحديد والطبول والقرون وكانت عدتهم عشرين ألفًا فلما وصلوا أسوان خرجوا إلى لقائهم بعسكرهم وأعلموهم بأمرهم وساروا إليهم بالملاقاة من الذرة والشعير والقصب ولحوم الخنازير والضباع وغيرها من الوحوش فأنزلوهم وضيوفهم ثلاثة أيام ثم خرج بطريق أسوان ومعه جيش حتى وصلوا إلى ملك قفط صاحب القرية القريبة من قوص وعمل معهم مثل ذلك وسير معهم جيشًا وساروا حتى وصلوا إلى أنصنا وكان بها بطريق عظيم وبطل جسيم وكان منجمًا وكان يحكم شرقًا وغربًا وكانت مدينته عظيمة على شاطئ البحر وبها جند كثير وعجائب عظيمة ولها حصن عظيم من الحجر علوه ثلاثون ذراعًا ومن داخلها قصور ومقاصير وكنائس وقلاع على أعمدة الرخام وغيرها في المدينة فلما نزلت تلك العساكر على أنصنا خرج إليهم بطريقها جرجيس بن قابوس وتلقاهم وأرسل معهم ابن عم له يسمى قيطارس وكان فارسًا شديدًا في أربعة آلاف فارس ولم يزالوا سائرين حتى نزلوا بواد البهنسا عند بطريق يسمى قلوصا من بطارقة البطليوس فلما سمع بهم البطليوس خرج إلى لقائهم في عسكر عظيم زهاء من خمسين ألف فارس من البطارقة وعليهم الدروع المذهبة وأقبية الديباج المرقومة بالذهب الوهاج وعلى رؤوسهم التيجان المكللة باللآلئ والجواهر راكبين على خيول وبراذين مسرجة عليها سروج الذهب والجنائب مغطاة بأغشية من الحرير الملون المرقوم بالذهب والفضة والخز وكان معه خمسون صليبًا طول كل صليب أربعة أشبار من الذهب تحت كل صليب ألف فارس على كل صليب رمانة من الذهب المنقوش وهم في زي عظيم عجيب وقد أكثروا من الطبول والزمور وضرب القرون والمعازف حتى ارتخت الأرض ومعهم الجمال والبغال والجاموس فلما التقوا ترجلت الملوك والبطارقة للقائهم وسلم بعضهم على بعض وتكلموا فيما بينهم بسبب العرب فقال لهم البطليوس‏:‏ لا تطمعوا العرب فيكم ولا في بلادكم فإنما مثل العرب كمثل الذباب إن تركته كل وإن منعته فر وهلك فاثبتوا واصدقوا العزم فلقد كاتبت لكم سنجاريب ملك برقة وكاتبت ملك الواح وكأنكم بهم قد أتوا إليكم ولولا أنني أخشى أن الحرب يأتون إلى بلادي لما يسمعون أني خرجت إليهم فيشتغل جماعة بقتالكم وجماعة يأتون إلى بلادي فيملكونها وليس فيها من يذب عنها إذا خرجت معكم لكنت في خدمتكم فإنا نجد في الكتب القديمة أنهم إذا ملكوا البهنسا ونواحيها فلا تقوم لأهل الصعيد قائمة‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق