إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 يونيو 2014

15 فتوح الشام ( للواقدي )


15

فتوح الشام ( للواقدي )


فإذا فتح الله على يديك قال الواقدي‏:‏ حدثني معمر بن سالم عن جده قال‏:‏ كان روماس يجاهد معنا جهادًا حسنًا حتى فتح الله على أيدينا الشام فكان أبو عبيدة يكاتب به عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أيامه فولاه على بصرى فلم يلبث إلا يسيرًا حتى توفي رحمه الله وخلف عقبًا يذكر به قال‏:‏ وأمر خالد رجالًا يعينونه على إخراج رحله وماله من المدينة ففعلوا ذلك وإذا بزوجته تخاصمه وتطلب فراقه‏.‏

فقال لها المسلمون‏:‏ ما الذي تريدين قالت‏:‏ أريد أمير جيشكم يحكم بيننا فجاءوا بها إلى خالد فقالت له‏:‏ أنا أستغيث بك من روماس‏.‏

فقال لها خالد‏:‏ وكيف ذلك فقالت‏:‏ إني كنت البارحة نائمة إذ رأيت شخصًا ما رأيت منه أحسن منه وجهًا كأن البدر يطلع من بين عينيه وكأنه يقول‏:‏ إن المدينة فتحت على يد هؤلاء القوم والشام والعراق‏.‏

فقلت له‏:‏ ومن أنت يا سيدي‏.‏

قال‏:‏ محمد رسول الله ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت ثم علمني سورتين من القرآن‏.‏

قال‏:‏ فحدث الترجمان خالد بما كان منها‏.‏

فقال‏:‏ إن هذا لعجيب ثم قال خالد للترجمان‏:‏ قل لها أن تقرأ السورتين فقرأت الفاتحة وقل هو الله أحد ثم جددت إسلامها على يد خالد بن الوليد وقالت‏:‏ يا أيها الأمير إما أن يسلم روماس وإلا يتركني أعيش بين المسلمين‏.‏

قال‏:‏ فضحك خالد من قولها وقال‏:‏ سبحان الله الذي وفقهما جميعًا‏.‏

ثم قال للترجمان‏:‏ قل لها إن روماس أسلم قبلها ففرحت بذلك‏.‏

ثم إن خالدًا أحضر أهل بصرى وقررهم على أداء الجزية وولى عليهم من اتفق رأيه عليه‏.‏

ثم كتب إلى أبي عبيدة كتابًا يبشره بالفتح ويقول له‏:‏ يا صاحب رسول الله قد ارتحلنا إلى دمشق فألحقنا إليها‏.‏

ثم كتب كتابًا آخر إلى أبي بكر الصديق يخبره برحيله ويقول له‏:‏ يوم كتبت إليك هذا الكتاب ارتحلت إلى دمشق فادع لنا بالنصر والسلام عليك ومن معك ورحمة الله وبركاته‏.‏

ثم بعث الكتابين كلاهما ثم ارتحل خالد إلى نحو دمشق حتى أشرف على موضع يقال له الثنية فوقف هناك وركز راية العقاب فسميت بذلك ثنية العقاب‏.‏

ثم ارتحل منها إلى الدير المعروف الآن بدير خالد وكان أهل السواد قد التجئوا إلى دمشق وقد اجتمعت خلائق وأمم لا تحصى من الرجال‏.‏

وأما أصحاب الخيل فكانوا اثني عشر ألفًا وقد زينوا أسوارهم بالطوارق والبيارق والصلبان وأقام خالد على الدير ينتظر قدوم المسلمين‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ووصلت الأخبار إلى الملك هرقل وما فتح خالد من الشام وكيف قدم على دمشق فغضب وجمع البطارقة وقال‏:‏ يا بني الأصفر لقد قلت لكم وحذرتكم فأبيتم وهؤلاء العرب قد فتحوا أركة وتدمر والسخنة وبصرى وقد توجهوا إلى الربوة ففتحوها فواكرباه لأن دمشق جنة الشام وقد سارت إليها الجيوش وهم أضعاف العرب ثم قال‏:‏ أيكم يتوجه إلى قتال العرب ويكفيني أمرهم فإن هزمهم أعطيته ما فتحوه ملكًا‏.‏

فقال بطريق من البطارقة اسمه كلوس بن حنا وكان من فرسانهم وقد عرفت شجاعته في عساكر الروم والفرس‏:‏ أيها الملك أنا أكفيك وأردهم على أعقابهم منهزمين‏.‏

قال‏:‏ فلما سمع الملك قوله سلم إليه صليبا من الذهب وقدمه على خمسة آلاف فارس وقال له‏:‏ قدم صليبك أمامك فإنه ينصرك‏.‏

قال‏:‏ فأخذه كلوس وسار من يومه من أنطاكية إلى أن وصل حمص فوجدها مزينة بالسلاح فلما بلغ أهلها قدومه خرجوا إلى لقائه وقد خرجت القسس والرهبان واستقبلوه ودعوا له بالنصر وأقام بحمص يومًا وليلة ثم أرتحل إلى مدينة بعلبك فخرج إليه النساء لاطمات الخدود وقلن‏:‏ أيها السيد إن العرب فتحوا أركة وحوران وبصرى فقال لهن‏:‏ كيف قدرت العرب على حوران وبصرى‏.‏

فقلن‏:‏ أيها السيد إن الذين ذكرتهم لم يبرحوا من أماكنهم وإن هذا الرجل قد أقبل من العراق وهو الذي فتح أركة‏.‏

فقال‏:‏ وما اسمه‏.‏

قلن‏:‏ خالد بن الوليد‏.‏

قال‏:‏ في كم يكون من العساكر‏.‏

قلن‏:‏ في ألف وخمسمائة فارس‏.‏

فقال‏:‏ وحق المسيح لأجعلن رأسه على رأس سناني‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق