40
فتوح الشام ( للواقدي )
معركة أجنادين
قال الواقدي: فلما أصبح الصباح صلى خالد بالناس ورتب أصحابه لأهبة الحرب فبينما هم كذلك إذ خرج من القلب فارس وقال: يا معاشر العرب أريد أميركم ليخرج إلى صاحبنا وردان لننظر ما يتفقان عليه من أمر الجيشين وحقق الدماء بينهما.
قال فخرج إليه خالد بن الوليد.
فقال له الفارس: إن وردان يريد أن تنتظره حتى تتكلم معه.
فقال خالد: السمع والطاعة ارجع وأخبره فعند ذلك خرج وردان وقد تزين بقلادة جوهر وعلى رأسه تاج.
فقال خالد عندما رآه: هذه غنيمة للمسلمين إن شاء الله تعالى.
قال فلما نظر عدو الله إلى خالد ترجل عن جواده وكذلك خالد وجلس كلاهما وقد جعل عدو الله سيفه على فخذه فقال له خالد: قل ما تشاء واستعمل الصدق والزم طريق الحق وأعلم أنكجالس بين يدي رجل لا يعرف الحيل.
فقل: ما تريد.
فقال وردان: يا خالد اذكر لي ما الذي تريدون وقرب الأمر بيني وبينكم فإن كنت تطلب منا شيئًا فلا نبخل به عليك صدقة منا عليكم لأننا ليس عندنا أمة أضعف منكم وقد علما أنكم كنتم في بلاد قحط وجوع تموتون جوعًا فاقنع منا بالقليل وارحل عنا.
فلما سمع منه خالد هذا الكلام قال له: يا كلب الروم إن الله عز وجل أغنانا عن صدقاتكم وأموالكم وجعل أموالكم نتقاسمهما بيننا وأحل لنا نساءكم وأولادكم إلا أن تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وإن أبيتم فالحرب بيننا وبينكم أو الجزية عند يد وأنتم صاغرون وبالله أقسم إن الحرب أشهى لنا من الصلح.
وأما قولك يا عدو الله لم لكن أمة أضعف منا عندكم فأنتم عندنا بمنزلة الكلاب وإن الواحد منا يلقي ألفًا منكم بعون الله تعالى وما هذا خطاب من يطلب الصلح فإن كنت ترجو أن تصل إلي بانفرادي عن قومي وقومك فدونك وما تريد.
قال: فلما سمع وردان مقالات خالد وثب من مكانه من غير أن يجرد سيفه وتشابكا وتقابضا وتعانقا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق