276
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الباب الثاني في أخلاق البدو وعاداتهم وخرافاتهم
الفصل الثالث في عاداتهم
11 - مآتمهم
يبكي الميت أمه وأخته وزوجته وعمته وخالته وبنت عمه . وهن يحللن شعورهن ويحثين التراب على رؤوسهن ويندبنه بقولهن : " يا ويلي ياحزني يا ولدي يا سبع "
وأما الرجال فلا يبكون الميت ولا يندبونه إلا نادرا ويقولون " الميت لما مات عشاك أفيد منه " . ويقولون في التعزية " الله يرحمه والله سوى اللي عليه أبو حمده " أي قرى الضيف وأنجد الرفيق , وهم يغسلون الميت ويكفنونه ويصلون عليه قبل دفنه .
ولكل قبيلة تربة أو ترب خاصة بهم . وغالب تربهم قرب الماء وذلك لأجل غسل الميت قبل دفنه . وإذا مات أحدهم بعيدا عن الماء جعلوه في غرارة وحملوه على جمل في الجنب الواحد وجعلوا ما يوازنه حجارة في الجنب الآخر وأتوا به إلى الماء وغسلوه وكفنوه , وإذا تعذر عليهم جلب الماء والمصلى دفنوه بلا غسيل ولا صلاة . وهم يفضلون دفن موتاهم في الترب المدفونة فيها أولياؤهم كما مر .
والقبر عندهم حفرة واسعة في أحد جانبيها حفرة ضيقة . يضعون الميت في الحفرة الضيقةعلى جنبه الأيمن متجها نحو الكعبة ويسدونها بالحجارة , ثم يردمون الحفرة الواسعة ردما محدبا كسنام البعير . ويدل على القبر حجر فوق رأس الميت وحجر فوق قدميه أو فرشة من الحصى فوق القبر كله
ص 395
وهم يجعلو بدلة من ثياب الميت فوق قبره فتبقى حتى تبلى أو يأخذها عابر سبيل , وفي بلاد الطور يعلقون بدلة من ثياب الميت في شجرة أو يضعونها على صخرة قرب التربة . ويقولون عند الدفن : " يارحيم يا رحيم ارحم القبر المقيم " يكررون ذلك مرارا . ويقفون عند رأس الميت ويقولون : " شجرة الدر عمتك وأمك النخلة " .
أما " الحداد " على الميت فالرجال لا نصيب لهم فيه . وأما النساء فيحددن من أربعين يوما إلى سنة كاملة لا يلبسن فيها الحلي ولا جديد الثياب . ويخلعن البراقع فيتلثمن بخرقة سوداء أو يغشين البرقع كله بالسواد وينقطعن عن الأفراح والمآدب . ثم في ليلة جمعة من شهر رمضان يذهب أهل الميت نساء ورجالا إلى القبر ويذبحون ذبيحة جملا أو رأس معز تصدقا عن نفس الميت . يجعلون اللحم عند القبر ويقولون: " هذا عشاك ودع فلان " من الذين ماتوا قبله أو بعده " يأكل معك " . وكذلك يقدمون في نهاية السنة ذبيحة ناقة أو رأس معز ويتصدقون بها على الفقراء .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق