إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 يونيو 2014

267 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الباب الثاني في أخلاق البدو وعاداتهم وخرافاتهم الفصل الثالث في عاداتهم


267

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الباب الثاني في أخلاق البدو وعاداتهم وخرافاتهم

الفصل الثالث في عاداتهم

3 – لبستهم وسلاحهم

" لبس الرجال " ولبس البدو قميص قصيرة فوقها قميص طويلة من الخام أو البفتا تدعى " اليوب أبو اردان " . سميت بذلك لطول ردنيها فإن لابسها لو وقف وألقى يديه إلى جنبيه يكاد ردنا ثوبه يمسان الأرض ولكنهما في الغالب يعقدان وراء الظهر .

  وقد يلبسون فوق الثوب أبواردان " الكير " وهو ثوب من البفتا كالقفطان . ويلبسون فوق الكل عباءة سوداء تدعى " دفية "  وهم يستعملونها لأغراض شتى . وفي الشتاء يتردون " بالفري " او " الجعدان فمفردها الجاعد وهو جلد من الضأن غير مدبوغ يلبس فوق الثوب مقلوبا حتى يكون صوفه لجهة الظهر .

ص   375

ويؤتى بطرف منه فوق الكتف الأيمن والطرف الآخر من تحت الإبط الأيسر ويعقد الطرفان فوق الصدر . وأما الفري فهي الجعدان مفصلة تفصيل السترة الافرنجية باكمام وأزرار .

ثم إن أكثر الطورة يلبسون السراويل وأما سائر بدو الجزيرة فلبسهم للسراويل نادر . وكلهم يلبسو في أرجلهم " النعال " من جلد الحيوان ويلبس كبارهم الجزم أو البلغ المصرية يشترونها من غزة أو السويس . ويلبسون على رؤوسهم العمامة والمريرة فوق عراقية من وبر الإبل . إلا بدو الطورة وأهل مدينة العريش فإنهم يلبسون الطربوش المغربي فوق العراقية وعلى الطربوش عمامة من الشاش أو الحرير الملون . غير أن كثير من بادية العليقات ومزينة يلبسون العمامة والمريرة كبادية التيه والعريش أما العمامة فهي منديل أبيض من قطن . وأما المريرة فهي العقال من صوف الضأن أو وبر الإبل . وقد يلبسون فوق العمامة " كوفية " من حرير ملون أو " شال " من الصوف الأبيض ويعقدون الإثنين بالمريرة .

  " سلاحهم " وكلهم يتحزمون بكمر يجعلون فيها نقودهم . أو بسيور من جلد ومنهم من يعلق بحزامه سكينة محدبة ذات حدين تدعى " الشبرية " يخيط قرابها بالحزام .

  " سيوفهم " ولا بد لكل منهم من سيف يحمله تحت ابطه الأيشر . وأكثر سيوفهم محدبة محلاة أغمادها بالفضة , وهي أنواع :

  " العجمية " وهي سيوف مستقيمة ذات حدين كسيوف عرب السودان وهي من صنع العجم . وقد رأيت سيفا من هذا النوع مع الحاج حمدان الزيت من القرارشة عليه كتابة هذا نصها : " لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . نصر من الله وفتح قريب "

  " الدمشقية أو الشاكرية " وهي سيوف محدبة ذات حدين تأتي من الشام . وهي أجود الأنواع .

  " والسليمية " وأكثر سيوف بدو سيناء من هذا النوع وهي سيوف مستقيمة محنية من رأسها وهي أردأ الأنواع وأكثر سيوف بدو سيناء منها , قيل وتنسب إلى السلطان سليم الفاتح العثماني .   ص  376

  " بنادقهم " ثم إن أكثر بدو سيناء يحملون البنادق مع السيوف . وبنادقهم أنواع :

" بنادق بالفتيلة" وهي أقدم الأنواع يولعون الفتيلة قبل إرادة إطلاقها بقليل ويستخدمونها لصيد التيتل والنمر وغيره من الحيوانات الكاسرة .

  " وبنادق بالشطفة " أي بالقداحة والصوانة , وهي تلي البنادق بالفتيلة قدمية .

" وبنادق بالكبسول " مفردة أو متومة ويقال للمتومة " بنادق بروحين "

" وبنادق ومنتون " ويقال إن في الجزيرة نحو ألف بندقية منها . التقطها البدو من أرض مصر بعد الثورة العرابية ولكنهم لا يحملونها في النادر .

  وبعضهم يحمل " طبنجات " بالشطفة من الطرز القديم . أو السدسات المعروفة " بالريفلفر " وهم يعلقون " الذخيرة " على الكتف اليسرى مدلاة من تحت الإبط الأيمن . " والصفن " على الكتف اليسرى مدلى من تحت الإبط الأيسر . أما الذخيرة فهي سير من جلد يشدون إليه مكاحل من قصب الغاب ملأى بالبارود وقرنا فيه المستحفظ من البارود . وأما الصفن فهو كيس مربع من جلد يجعلون فيه الدراهم والموسى والسكين والزناد والقداحة ورصاص البنادق وغيرها , وقد يحملون للرصاص صفنا خاصا . وإذا ساروا حملوا " الغلايين " بأيديهم " والمجارب " أو أكياس الدخان في أرساغهم , وإذا ركبوا الإبل حملوا " المحاجن " " م . محجن " وهو قضيب معقوف الرأس . وإذا ركبوا الخيل حملوا " الرماح " الطويلة كما مر . ويحمل رعاة الإبل " الدبوس " وهو عصاة قصيرة في رأسها كتلة .

  هذا في لبس أهل البادية وسلاحهم . وأما الحضر في مدنهم الثلاث فيلبسون القفاطين القطنية والحريرية والستر الافرنجية والطرابيش المغربية أو الاسلامبولية والأحذية الحمراء والسوداء كعامة مدن مصر .

وكلهم من عرب وحضر يحلقون شعور رؤوسهم ويدورون لحاهم ويهذبون شواربهم . وبعضهم يتركون خصلة في قمة الرأس فيضفرونها ضفيرة واحدة أو أكثر تتدلى تحت العراقي , وأكثر الطورة يحفون شواربهم من تحت الأنف .

  وكلهم يتختمون بخواتم من الفضة بفصوص من العقيق أو الفيروز أو حجر .  ص   377

الدم وفضلون العقيق على الفيروز لأنهم يعتقدون أنه مانع للرعاف . وقد يتختمون بمحابس من النحاس . ولبسهم للذهب نادر .

  " لبس النساء " هذا في لبس الرجال . وأما النساء فإنهن لا يلبسن إلا الثوب أبو اردان يشترونه مصبوغا أزرق ثم يغمقون لونه بصبغة من جزور النبات . ويتحزمن بجزام من شعر أسود أبيض يلففنه حول الخصر ثلاث لفات ويحكنه في البادية . وقد يلبسن فوقه حزاما أحمر يسمى " السفيفة " تتدلى منه شراريب عن الجنب الأيمن إلى حد الركبة . ويلبسن في أرجلهن النعال أو الأحذية الحمراء ولبسهن للأحذية قليل . ونساء بادية التيه والعريش يضفرن شعورهن ضفائر يرخينها على الكتفين .

وأما نساء الطورة فإنهن يضفرن شعور رؤوسهن ضفيرة واحدة بارزة فوق جباههن . وتدعى عندهم ب " القبلة " " . وقد يعلقن في راس القبلة خرزة زرقاء لرد العين الشريرة ويرخين على الصدر ضفيرة من كل صدغ وفي ذلك تغنى شاعرهم فقال :

حبة عشيري ســــكر    ومنقعـــــــــه بالدله

والجدلة حوف الراية    على النهــــد منهلة

قبلة عشيري سمرا      بين الحـواجب ظله

  " البرقع " وهن يتبرقعن ببرقع كثيف يغطي الوجه كله فلا يبقى ظاهرا منه إلا العينان . وهو مؤلف من "  1- الوقاة " وهي قطعة من نسيج قطني أسود اللون مطرزة بخيوط حريرية مختلفة الألوان تغطي الرأس والأذنين وتعقد بشريطتين تحت الذقن . " 2- البرقع بالذات " وهو قطعة مربعة مستطيلة من كريشة حمراء أو صفراء أو بيضاء مطرزة بخيوط حريرية ومزينة بقطع صغيرة من النحاس أو الفضة أو الذهب مرصوصة صفوفا عن جانبيه وأسفله . يغطي الوجه من الأنف إلى ما تحت الذقن وقد يصل إلى الحزام . " 3- والجبهة " وهي قطعة من نسيج البرقع تلبس على الجبهة فتغطيها وقد جعل لها حلقتان من الجنبين في كل جنب حلقة يتدلى منهما على الصدغين والكتف سلاسل من كقطع النقود القديمة أو الودع تدعى الواحدة منها " شكة " ز ثم يعقد بكل حلقة شريطتان شريطة تتدلى إلى أسفل تربطها بالبرقع وشريطة ترد إلى       ص   378

الوراء وتشد برفيقتها في مؤخر الرأس فتثبت البرقع والرقاة معا . ويتدلى من وسط الجبهة شريطة أخرى تجئ فوق الأنف فتشد البرقع من الوسط . وبذلك أشبه برقع البدويات الشجرة التي تعلق بها الخرق تبركا . ولعله أقبح لبس للرأس استنبطه البشر إلى اليوم . والظاهر أن القصد الأول من اختياره على هذا الشكل هو وقاية الوجه من لذع الشمس . ثم أضيفت إليه سلاسل الخرز والنقود للزينة .

  " القنعة " وتلبس النساء فوق البرقع وشاحا أسود اللون يدعى " القنعة " يغطي الرأس والظهر و ويتلثمن به عند مقابلة الرجال .

  " الحلي " وهن يعلقن في أعناقهن عقودا من الخرز والسوميت والفضة . ويتختمن كالرجال بخواتم ضخمة من الفضة أو القصدير , ويلبسن أساور الفضة في أرساغهن وأساور الزجاج في زنودهن وحجول الفضة في أرجلهن , وهن لا يثقبن أذانهن بل يثقبن أنوفهن من جهة واحدة ويلبسن فيها الأشناف من فضة أو ذهب . أما نساء المدن فإنهن يثقبن آذانهن ويلبسن فيها الأشناف من فضة أو ذهب , أما نساء المدن فإنهن يثقبن آذانهن ويلبسن فيها الأقراط كنساء الحضر .

   " الوشم " وجميع نساء سيناء مغرمات بالوشم فيشمن الشفة السفلى وظاهر اليدين من ظهر الكف إلى المعصم إلى الكوع وقد يشمن الخد بدقة كرجل الطير . ورجال البادية تحب الوشم وتتغزل به . التقى فارس بدوي ببدوية فعلق بها قلبه فانشدته :

ولد ياراعي الشقرا   بتتلفت عـــــــــــــــلامك

إن كان تريد الضيفة أرع العـــــــــــرب قدامك

فأجابها : والله ما أريد الضيفة    ودي خضار وشامك

   " لبس الأولاد " أما الأولاد فإنهم يلبسونهم قميصا مفتوح الصدر ويكحلون أعينهم ويتركونهم حفى عراة الرأس إلى أن يبلغوا سن الرشد .

ومما يستحق الذكر أن لبس الرجال في بادية سيناء أبيض ما عدا العباءة . ولبس النساء مصبوغ أزرق . وأن لبس الأحجبة غير معروف عندهم , وهم يغسلون الثياب ببلها بالماء وضربها على حجر ملس أو يعسلونها بالقلو . وكثيرا ما يغسلون أيديهم بورق القلو أو ورق الطرفاء , ولكن بدو سيناء في الغالب لا يعتنون بالنظافة وقد     ص   379

يلبس البدوي الثوب جديدا فلا يغسله بل قد لا يخلعه حتى يتهرأ . ومن أمثال النساء :

" جبت سبع صبيان وبنية     والمي ما طاحت علي " ولكن هذا القول قد يصدق على الذين يعز الماء في بلادهم .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق