258
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الجزء الثاني في بداوة سيناء
الفصل الثالث في معارفهم
إن بدو سيناء أميون لا يقرأون ولا يكتبون وليس فيهم طبيب واحد بل الدجال فيهم قليل . وأما المدارس المتقدم ذكرها في مدن الطور ونخل والعريش فندر من يتعلم فيها من أهل البادية . ص 355
وهم يعبرون عن الأعداد بأصابع اليدين فكل أصبع مرفوعة بواحد والعشرة برفع أصابع اليدين كلها وضربها في الهواء مرتين وهكذا إلى التسعين . ويعبرون عن المئة بضم أطراف أصابع اليدين وضرب أطراف أصابع اليد الواحدة بأطراف أصابع اليد أخرى مرة واحدة حاسبين كل أصبع عشرة وعن المئتين بضربها مرتين وهكذا .
وأسماء الجهات الأربع عندهم : الشمال أو البحري . القبلي الشرق الغرب . وأسماء الفصول : الشتاء الربيع الصيف أو القيظ الخريف أو السجيج أو الخوبة , وأوقات النهار : الفجر . طلعة الشمس . الضحى . القايلة أو الظهر . العصر , الغروب .
وأيام الأسبوع معروفة عند الخاصة وأما العامة فأكثرهم لا يعرفونها ولا حاجة لهم بها فإنهم إذا أعطوا ميعادا جعلوا أول القمر أو الهلال مبدأ لميعادهم . وليس عندهم حساب غير القمر ولكن لم أجد أحدا منهم استطاع أن يعد الأشهر القمرية حسب اصطلاحنا . وقد عدها لي بعضهم هكذا :
عاشوراء أي محرم . صفر . ربيع أول . ربيع ثان . جماد أول , جماد ثاني , الغرة أي رجب , القصير أي شعبان , رمضان , الفطر الأول أي شوال , الفطر الثاني أو شهر الحج وهو القعدة . والضحية وهو شهر الحجة .
والأنجم المشهورة عندهم ما عدا الشمس والقمر : الثريا ونجيدح وهو الدبران . والجوزاء أو الميزان . والبر بارة وهي الشعرى . والسما كان والمرزم وهما السماك الرامح والسماك الأعزل , وسهيل والشعالة أي نجمة الصبح أو الزهرة , والعقرب ,
قالوا تطلع الثريا أولا أول الصيف قبل الفجر . وبعد ذلك بأربع عشرة ليلة تطلع ويطلع نجيدج وراءها . فخمس وعشرون ليلة أخرى تطلع الجوزاء فأربع عشرة ليلة أخرى تطلع البربارة فخمس وعشرون ليلة أخرى يطلع السما كان والمرزم : تطلع كلها من الشرق في صف واحد الواحد وراء الآخر . وبعد طلوع البربارة بأربع عشرة ليلة أي في أول الخريف يطلع سهيل من الجنوب . وتدوم هذه الأنجم في الفلك عشرة أشهر قمرية وعشرين يوما إلى أواخر الربيع , ثم تبدأ في الغياب الواحد . ص 356
بعد الآخر فتغيب 40 يوما ثم تعود إلى الظهور الثريا في المقدمة وهكذا .
أما العقرب عندهم فسبعة أقسام تعرف بأسمائها وهي من الغرب إلى الشرق : التربيعة . اليدان . خشم العقرب . القلب , ذيل العقرب , الشولة وهي آخر الذيل محنيا , سعد الذابح .
ففي أثناء سير القمر في فلكه لا بد له من نزول العقرب سبع ليال متوالية في كل شهر أي ينزل ليلة بكل قسم من أقسام العقرب , ويدعى نزوله بالقران . ينزل أول ليلة التربيعة , وثاني ليلة اليدين , وثالث ليلة خشم العقرب , ورابع ليلة القلب , وخامس ليلة ذيل العقرب , وسادس ليلة الشولة , وسابع ليلة سعد الذابح , ثم لا يكون قران إلى الشهر التالي فينزل التربيعة أول ليلة وهكذا , قالوا وفي أول الخريف عند مطلع سهيل ينزل القمر العقرب وهو ابن ليلة فيسمى القران قرين ليلة , وفي الشهر التالي ينزلها وهو ابن ثلاث , فيدعى قرين ثلاث . وفي الشهر الثالث ينزلها وهو ابن خمس فيدعى قرين خمس , وفي الشهر الرابع ينزلها وهو ابن سبع فيدعى قرين سبع وهو أول الشتاء , وفي الشهر الخامس ينزلها وهو ابن تسع فيدعى قرين تسع , وفي الشهر السادس ينزلها وهو ابن اثنتي عشرة ليلة فيدعى قرين 12 . وفي الشهر السابع يعود إلى دوره الأول فينزل العقرب وهو ابن ليلة فيدعى قرين ليلة ويخرج منها وهو ابن ثمان وهكذا . وفي ليالي القران السبع من كل شهر لا يسافر البدو ولا يغزون ولا يباشرون عملا جديدا إلا مضطرين فائها في اعتقادهم ليال شؤم خصوصا الليلة السادسة إذ يكون القمر في الشولة ومن ذلك قول شاعرهم :
" احثك من العقرب وشولتها ولو فاتك من الرزق كل مطلوب
سيفي هرب على عرقوب ناقتي وخلي دماها عـ الحماد كبوب "
وأما الليالي التي لا يكون بها قران فلا بتشاءمون منها ومن ذلك قولهم :
ليالي عشار الصيد وليالي ولاده ليالي سعايد ما بهن قران
ويعنون بالصيد التيتل والغزال فإنه يعشر في أول الخريف بين قرين ليلة ص 357
وقرين ثلاث ويولد بعد ذلك بخمسة أشهر أي بين قرين 12 وقرين ليلة , وذلك في الربيع وهي حكمة طبيعية لوجود الخضر والأعشاب للأمهات في ذلك الفصل .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق