إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 يونيو 2014

253 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها الجزء الثاني في بداوة سيناء الفصل الثاني في ديانتهم " الأولياء الصالحون "



253


 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

الجزء الثاني في بداوة سيناء
  
الفصل الثاني في ديانتهم

" الأولياء الصالحون "

ولكن لهم في باديتهم قبور أولياء يعدون بالعشرات يحترمونهم الإحترام الديني ويحلفون بهم وينذرون لهم النذور ويزورونهم كل سنة في المواسم وعند زيارتهم ينيرون قبورهم ويذبحون للأنبياء منهم جملا ولسائر الأولياء رأس ضان أو ماعز . أما الأولياء الأنبياء فهم : النبي هارون والنبي صالح والنبي أبو طالب ومناجاة النبي موسى وكلهم في وسط بلاد الطور .

ومن الغريب أن بدو سيناء مع شدة اعتقادهم بأوليائهم تراهم لا يعرفون لهم أصلا ولا فصلا إلا القليل منهم الذين دفنوا في هذا الجيل والذي قبله فإن أصولهم معروفة لأن بدو سيناء ما زالوا كلما مات لهم شيخ يعتقدون صلاحه بنوا له ضريحا وبنوا فوق الضريح قبة أو مقاما وجعلوا للضريح قفصا من الخشب مجللا بنسيج قطني ملون وجعلوا للقفص رأسا معمما أو تركوا الضريح عطلا من البناء والقفص . وقد مر ذكر الأولياء جميعا في الفصول السابقة وستأتي سردا في فهرس المواضيع في آخر الكتاب فلا داع لذكرها هنا

ص  352

وقد عرفنا ضريح الولي الذي فوقه قبة بالقبة . والذي فوقه كوخ بالمقام . والذي ليس فوقه شئ بالقبر .

  وهم يدفنون موتاهم بجانب أوليائهم ويزورونهم في المواسم عند زيارة الأولياء ويذبحون الذبائح فداء عنهم ويقولون عند الذبح : " الله أكبر منك وإليك وثوابها لفلان المتوفي " وأكثر مدافنهم أو كلها بقرب الماء .

وترى بجانب أضرحة أكثر الأولياء " عريشة " فيها حلة للطبخ . وبكرج للقهوة . وجرة للماء . " وباطية " لعجن الدقيق . وأخرى لوضع الطعام فيها . وغير ذلك من الآنية التي تلزم الزوار لتحضير الطعام والشراب عند قدومهم لتقديم الذبيحة .

" الشيخ الفالوجي " ولا يقتصر بدو سيناء على تكريم أوليائهم بل يكرمون أولياء جيرانهم . ففي اعتقاد بدو العريش أن الشيخ الفالوجي المدفون على نصف يوم شرقي غزة من الأولياء الكبار أصحاب الكرامات وأن من يحلف به زورا لابد أن يلقى مغبة كذبه في نفسه أو ماله أو عياله .

وفي مدة إقامتي برفح سنة 1906 حضر بدويان يتقاضيان في مبلغ من الدراهم ادعى ِأحدخما أنه نقده لوالد الآخر المتوفى ولم يأخذ فيه وصلا . فطلب المدعي عليه اليمين من المدعي على الفالوجي ولم يرض بالشيخ زويد ولا بالحلف المعتاد عند البدو . ولكن توفقت إلى فض الخلاف بينهما بطريق الصلح فأخذ المدعي قسما من المبلغ المدعى به وسامح بالباقي

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق