19
السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك
ثانياً نظام التدريب والتربية والتعليم للمماليك
12 ـ عصر الأفذاذ
هذه التسمية انفرد بها على حسب علمي الشيخ محمد محمد حسن شُرَّاب حيث قال: لا أدري من الذي أضاف هذا العصر إلى لفظ * المماليك * ولا أعرف من أول من أعطاهم هذا اللقب، إن كان الذين وضعوا هذا الوصف * المملوكي * هم العرب، فإنهم والله أساءوا إلى من أحسن إلى بلادهم، وإن كان الذين وضعوا هذا الوصف هم الغربيين الأوربيين كان علينا أن نعرف أن الأعداء لا يصفون عهودنا التاريخية إلا بأحسن الصفات إليهم، وأبغض الصفات إلينا، فما كان لنا أن نقلدهم ونسير على هديهم، فالغربيون الصليبيون يحقدون على عصر صلاح الدين، وعلى عصر * الأفذاذ * ، وقولهم * المماليك * إنما هو لقب * ذم * ، هم يحقدون على هؤلاء الأفذاذ، لأنهم حرموا الصليبيين من تحقيق أطماعهم في العودة إلى القدس، ذلك أن الحملات الصليبية لم تفتر بعد صلاح الدين وذكرنا قول هذا أنهم دخلوا القدس مرتين بعد أن حرره صلاح الدين، وكانت بقيت لهم ممالك وحصون كثيرة على الساحل وهؤلاء الذين نلقبهم * المماليك * هم الذين نظفوا البلاد من الصليبيين وأزالوا آخر مملكة صليبية سنة 690هـ/1291م أي: بعد فتح القدس بمائة سنة.. وهؤلاء الذين نصفهم بالمماليك، هم الذين هزموا أكبر غزو وحشي على البلاد الإسلامية، بعد الغزو الصليبي ألا وهو الغزو المغولي، ومعركة عين جالوت تتحدث عنها الركبان، وتعد رمزاً لقوة الإسلام.. وعهد هؤلاء الأفذاذ العلمي من العهود الزاهرة وآثارهم العلمية والعمرانية شاهدة لتاريخهم المجيد، فقد عددت لهم في القدس وحدها خمس وثلاثين مدرسة لتعليم العلوم النافعة، وعشرات المساجد، والبنايات والأوقاف والأربطة والإصلاحات[28]، إنهم إذا كانوا مماليك، فإنهم في رأيي مماليك الإحسان عل معنى قول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
فأولئك أحسوا في قرارة نفسوهم إن الله أحسن إليهم عندما جلعهم مسلمين وحكاماً، فامتلك قلوبهم هذا الإحسان، لم يفخروا بنسب ينتمون إليه، وإنما فخروا بأعمالهم التي خلدتهم، ومن حقهم علينا، أن نلقبهم بأحب الألقاب إليهم في حياتهم، ومن حقهم علينا أن نذكرهم في التاريخ بالصفة التي تدل على الوفاء لهم جزاء ما قدموا للعرب والمسلمين، ومن الأوصاف المناسبة لعصرهم أن نقول: عصر الأفذاذ[29].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] قصة التتار من البداية إلى عين جالوت صـ214.
[2] الحملات الصليبية للصلابي صـ338.
[3] المصدر نفسه صـ340.
[4] أباطيل يجب أن تمحى صـ339، خطط المقريزي (3 ـ 346).
[5] منهج الرسول في غرس الروح الجهادية للدكتور سيد نوح صـ10 ـ 16.
[6] منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في غرس الروح الجهادية صـ19 ـ 34.
[7] منهج الرسول في غرس الروح الجهادية صـ37.
[8] أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ صـ340.
[9] الخطط (2/213 ـ 214)، في التاريخ الأيوبي والمملوكي صـ84.
[10] مصر في عهد بناة القاهرة صـ 169 وما بعدها إبراهيم شعوط.
[11] تاريخ الشعوب الإسلامية نقلاً عن أباطيل يجب أن تمحى صـ 341.
[12] الخطط (3/348) دولة المماليك، سمير فراج صـ32.
[13] دولة المماليك، سمير فراج صـ32.
[14] المصدر نفسه صـ32.
[15] أي زميل الخدمة.
[16] المصدر نفسه صـ33.
[17] المصدر نفسه صـ33.
[18] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ47، د. قاسم عبده.
[19] الطباق: الثكنات العسكرية.
[20] الخطط (2 ـ 213)، السلطان المظفر صـ47.
[21] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ48.
[22] المصدر نفسه صـ52.
[23] المصدر نفسه صـ51.
[24] أباطيل يجب أن تصحح صـ341.
[25] صفحات مطوية من حياة سلطان العلماء صـ31.
[26] المصدر نفسه.
[27] العز بن عبد السلام صـ182 للزحيلي.
[28] بيت المقدس والمسجد الأقصى صـ424 ـ 425.
[29] المصدر نفسه صـ426.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق