37
السّلطان سيْف الدّين قطز ومَعْركة عَيْن جالوت في عهد المماليك
رابعاً أسباب سقوط الدولة الأيوبية
6 ـ مولاة النصارى
من لوازم الإيمان الصحيح الولاء والبراء، فكانت الدولة في عصر صلاح الدين عاملة بقول الله تعالى: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير"* آل عمران ، آية : 28 * . وقول الله تعالى: "يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارىأولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن لا يهدي القوم الظالمين" * المادة ، آية : 51 * ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عري الإيمان، الموالاة في الله، والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله[24]، أما في عصر الملك الكامل فضعف الولاء والبراء ويظهر ذلك في تسليم القدس للإمبراطور فريدريك الثاني على طبق من ذهب وبدون إراقة للدماء، وقد استعظم المسلمون ذلك وأكبروه ووجدوا له من الغم والهم والتألم ما لا يمكن وصفه وكان الملك الكامل لديه إستعداد للتحالف مع النصارى لقتال أخيه المعظم الذي تحالف مع الخوارزميين، كما أن الملك الصالح نجم الدين إسماعيل الذي دخل في صلح مع الصليبيين وسلّم لهم أحد الحصون وتصدى الشيخ عز الدين بن عبد السلام وابن الحاجب فاعتقلهما مدة ثم أطلقهما وألزمهما منازلهما وتحالف الصالح إسماعيل مع الصليبيين لقتال الملك الصالح نجم الدين أيوب في مقابل تسليم القدس وإعادة مملكة بيت المقدس الصليبية إلى ما كانت عليه قديماً بما فيها الأردن، ولكي يبرهن صاحب دمشق على صدق نيته تجاه الصليبيين بادر فوراً بتسليم القدس وطبرية وعسقلان، فضلاً عن قلعة الشقيف وأرنون وأعمالها، وقلعة صفد وبلادها ومناصفة صيدا وطبرية وأعمالهم وجبل عاملة وسائر بلاد الساحل، وأمام هذا السخاء العجيب ثار الرأي العام الإسلامي في مصر والشام على الصالح إسماعيل، حتى إن حاميات بعض القلاع رفضت طاعة الأوامر الصادرة إليها من الصالح إسماعيل في تلك الأثناء أسرع الصليبيون إلى تسلم بيت المقدس وأعادوا تعمير قلعتي طبرية وعسقلان، ثم رابطوا بعد ذلك بين يافا وعسقلان استعداداً للخطوة التالية وهنا وعدهم الصالح إسماعيل بأنه إذا ملك مصر أعطاهم جزءاً منها، فسال لعابهم لذلك، واتجهوا صوب غزة عازمين على غزو مصر[25]، وسار الصالح إسماعيل صاحب دمشق، والملك المنصور إبراهيم الأيوبي صاحب حمص على رأس جيوشهما في مهمة غزو مصر[26].
ولكن قادة القوات الشامية رفضوا طعن إخوانهم المصريين فما كانوا يلتقون بجيش الملك الصالح أيوب قرب غزة حتى تخلوا عن الصالح إسماعيل والمنصور إبراهيم وساقت عساكر الشام إلى عسكر مصر طائعة ومالوا جميعاً على الفرنج فهزموهم وأسروا منهم خلقاً لا يحصون[27]، وهكذا تحالف الملك الصالح إسماعيل مع الصليبيين وتنازل لهم على مدن المسلمين من أجل الحكم والسلطان، إن بعض ملوك بني أيوب أمنعوا في موالاة النصارى الصليبين وألقوا إليهم بالمودة وركنوا إليهم واتخذوهم بطانة من دون المؤمنين وعملوا على اضعاف عقيدة الولاء والبراء في الأمة وأصابوها وفقدت أبرز مقوماتها وسهل بعد ذلك زوالها من الوجود.
يتبع
[IMG]http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif[/IMG]
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق