1214
قصة الحضارة ( ول ديورانت )
قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> الثورة الدينية -> لوثر والإصلاح الديني -> الراديكاليون
6- الراديكاليون
كانت فارتبورج في حد ذاتها قطعة من العذاب الكئيب، فقد كانت القلعة القديمة تجثم على قمة جبل على مسيرة ميل من إيزيناخ، وكانت مختفية
عن أنظار العالم وعن أنظار الإمبراطور أيضاً. واقام لوثر هناك مدة تقرب من عشرة شهور (4 مايو سنة 1521 إلى 29 فبراير سنة 1522) في غرفة مظلمة مجهزة بفراش ومنضدة وموقد وجذع شجرة يستخدم كمقعد. وكان يحرس القلعة بضعة جنود، ويعنى بالأراضي حارس، ويقوم بخدمة لوثر صبيان يعملان وصيفين له. ورأى أن من الأوفق، ولعل هذا كان من قبيل التنكر المحلي، أن يخلع مسوح الرهبان، ولبس رداء فارس، وأطلق لحيته، وأصبح وقتذاك يعرف باسم جورج النبيل الألماني الشاب، وخرج للصيد ولكنه لم يستطب قتل الارانب في الوقت الذي لا يزال فيه كثير من المناهضين للمسيحية بنجوة من القتل. وأسقمه الكسل والأرق وكثرة الطعام وشرب الجعة وأصيب بالبدانة وأخذ يسب ويلعن كما يفعل أي نبيل الماني شاب وكتب يقول: "ليتني أُحرق على جمرات ملتهبة فهذا خير لي من أن أتعفن هنا... بودي أن أخوض غمار المعركة"(83). ولكن وزير فردريك نصحه بأن يظل في مخبئه لمدة عام ريثما تهدأ حماسة شارل. ومهما يكن من أمر فإن شارل لم يبذل أي جهد للعثور عليه أو لاعتقاله.
وراودت الشكوك والأوهام لوثر في خلوته الفكرية وتساءل أيمكن أن يكون على حق وأن يكون مثل هؤلاء الأحبار على ضلال؟ وهل كان من الحكمة أن يقوض دعائم عقيدة راسخة؟ وهل مبدأ الاجتهاد الشخصي نذير بنشوب الثورة والقضاء على القانون؟ إذا كنا نصدق القصة التي رواها في أخريات أيامه فإن أصواتاً غريبة كانت تزعجه... أصواتاً لم يستطع تفسيرها إلا بأنها من صنع الشياطين وأكد أنه رأى الشيطان في مناسبات عديدة وقرر أن الشيطان رجمه يوماً بالجوز(84). وتذهب أسطورة مشهورة إلى أن لوثر قذفه يوماً بزجاجة حبر ولكنها أخطأته(85). وكان يسلي نفسه بكتابة خطابات ناصعة العبارة لأصدقائه وأعدائه وبتأليف عجالات في علم اللاهوت وبترجمة العهد الجديد إلى الألمانية وقام في إحدى المرات برحلة خاطفة إلى فيتنبرج ليزكي نار ثورة.
وكان تحديه لرجال الدين في ورمس وبقاؤه على قيد الحياة قد أدارا رؤوس أتباعه وجعلهم يتيهون اعجاباً.
وفي أر فورت هاجم الطلبة وأصحاب الحرف والفلاحون أربعين بيتاً في الأبرشيات وهدموها وأتلفوا مكتبات ومحفوظات وقتلوا عالماً بالإنسانيات (يونيه 1521)، وفي خريف ذلك العام المثير هجر الرهبان الأوغسطينيون في أرفورت الدير وبشروا بالعقيدة اللوثرية ونددوا بالكنيسة باعتبارها "أم الجمود والخيلاء والشح والترف والجهود والهرطقة"(86).
وحينما ألّف ميلانكتون في فيتنبرج كتابه Loci Communes rerum theologicarum (1521)- وهو أول عرض منهجي للاهوت البروتستانتي. طالب زميله الاستاذ كارلستادت، وكان قد أصبح وقت ذاك رئيساً للشمامسة في كنيسة القلعة، بأن يتلى القداس (إذا كان لابد منه) باللغة الوطنية وأن يتناول القربان المقدس بالنبيذ والخبز دون أن يسبقه اعتراف أو صوم، كما يجب أن تُرفع الصور الدينية من الكنائس وأن يتزوج رجال الدين- من رهبان وقساوسة علمانيين- وأن ينجبوا. واتخذ كارلشتادت خطوة بالزواج من فتاة في ربيعها الخمس عشر (19 يناير سنة 1522) وكان هو في الأربعين من عمره.
ولم يستنكر لوثر هذا الزواج ولكنه كتب يقول: "يا للسماء! أيقبل أهالي فيتنبرج أن يقدموا زوجات للرهبان؟"(87) ومع ذلك فإنه وجد في الفكرة ما يجذبه لأنه بعث إلى سبالاتان (21 نوفمبر سنة 1521) برسالة عن "عهود الرهبنة" دافع فيها عن نبذهم لهذه العهود. فتباطأ سبالاتان في نشره لأنه كان صريحاً بصورة تخالف التقاليد إذ كان يسلم بأن الغريزة الجنسية أمر طبيعي لا يمكن قمعه ويعلن أن عهود الرهبنة من غوايات الشيطان وأنها تضاعف الآثام. وكان لابد من مرور أربع سنوات قبل أن يتزوج لوثر نفسه إذ يبدو أن تقديره المتأخر للمرأة لم يلعب دوراً في افتتاح عهد الاصلاح الديني.
ومضت الثورة قدماً ففي اليوم الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1521 ناول ميلانكتون القربان المقدس بكلا الطريقتين وهنا ظفر الأواكويستيون في بوهيميا بنصر جاءهم على مهل، وتوقفت تلاوة القداس في دير لوثر يوم 23 أكتوبر وخرج ثلاثة عشر راهباً من الدير يوم 12 نوفمبر وتقدموا للزواج، وسرعان ما خلت نصف أديرة ألمانيا على إثر خروج مماثل. وفي الثالث من ديسمبر دخل بعض الطلبة وسكان المدينة وهم مسلحون بالمدى كنيسة الأبرشية في فيتنبرج وطردوا القساوسة من المذابح ورجموا بعض المصلين الذين كانوا يؤدون الصلاة أمام تمثال العذراء. وفي الرابع من ديسمبر هدم أربعون طالباً مذابح دير الفرنشيسكان في فيتنبرج وفي اليوم نفسه زار لوثر، وكان لا يزال متنكراً في زي نبيل ألماني شاب، المدينة خفية وأقر زواج الرهبان ولكنه حذر رجال الدين والعلمانيين من الالتجاء إلى العنف وقال: "إن الإكراه ليس حقاً مطلقاً للجميع ولكنه يجب أن تمارسه السلطات الشرعية"(88). وفي اليوم التالي عاد إلى فارتبورج وبعد ذلك بقليل أرسل إلى سبالاتان لنشر كتاب: "تحذير" جاد لكل المسيحيين يحذرهم من العصيان والثورة فقد خشي إذا انتشرت الثورة الدينية بسرعة أو إذا أصبحت ثورة اجتماعية أن تنفر منها طبقة النبلاء وتقضي على نفسها، غير أن صفحاته الأولى ذاتها كانت موضع انتقاد لأنها كانت تحض على العنف.
"يخيل إليَّ أن المحتمل أن يكون هناك خطر من الثورة، وأن القساوسة والرهبان والأساقفة والطبقة الروحية بأسرها يمكن أن تتعرض للقتل أو الابعاد إلى المنفى ما لم يصلحوا من أنفسهم تماماً وبصورة حادة، ذلك لأن الرجل العادي كان يتذكر دائماً في فزع الضرر الذي حاق به في المال والجسد والروح وأصبح هدفاً للاستفزاز. لقد أمعنوا في اختباره إلى حد بعيد وحمّلوه ما لا طاقه له به بلا وازع من ضمير. ولم يكن في وسعه، هذا ولم يشأ، أن يتحمله بعد ذلك واستطاع أن يتعلل بحجة قوية لكي يضرب
في كل اتجاه بمدقات الحنطة والهراوات كما يهدد الفلاحون بالقيام بهذا العمل. وأنا الآن لست مستاء أن أسمع أن رجال الدين قد وصلوا إلى مثل هذه الحالة من الخوف والقلق. ولعلهم عادوا إلى رشدهم وخففوا من استبدادهم الجنوني... بل إني سوف أمضي إلى أبعد من هذا. لو أن لي عشرة أجساد واستطعت أن أنال من الله منة فيقتص منهم (أي من رجال الدين) بالوسائل الرفيقة (ذيل الثعلب غزير الشعر) التي تؤدي إلى الوفاة أو العصيان فإني أهب أجسادي العشرة كلها للموت وأنا مغتبط "في سبيل الفلاحين الفقراء"(89). وأردف يقول: "ومع ذلك فإن على الأفراد أن يتحاشوا الالتجاء إلى القوة فالله منتقم جبار".
"إن العصيان أمر غير معقول وهو بصفة عامة يضر الأبرياء أكثر مما يضر الآثمين. ولذلك فإن العصيان ليس من الصواب، في شيء، مهما كان الدافع لأصحاب المصلحة فيه، ذلك لأن الضرر الذي ينجم عنه يتجاوز دائما قدر ما يتم من الاصلاح... عندما يتخلص السيد فلان (أي سيد) من قيده فإنه لا يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب ويضرب خبط عشواء وعندئذ لا مناص من وقوع ظلم فظيع... إن عواطفي ستكون دائماً، ولسوف تظل، مع أولئك الذين يوجه التمرد ضدهم"(90).
واستمرت الصورة سليمة إلى حد ما. وفي يوم عيد الميلاد منذ عام 521 أقام كارلستادت القداس باللغة الألمانيّة، وهو يرتدي ملابس مدنية ودعا الجميع إلى تناول القربان المقدس بأخذ الخبز في أيديهم والشرب من كأس القداس.
وفي ذلك الوقت تقريباً دعا جابرييل تسفيلينج، وهو أحد زعماء الطائفة الأوغسطينية، مستمعيه إلى إحراق الصور الدينية وهدم المذابح حيثما وجدت.
وفي السابع والعشرين من ديسمبر صب "الأنبياء" الذين وصلوا من تسفيكا الزيت على النار. وكانت هذه المدينة من أعظم المُدن الصناعية
في ألمانيا، وفيها عدد كبير من السكان يشتغلون بالنسيج في ظل بلدية أعضاؤها من السادة التجار، وشجعت حركة اجتماعية من العمال بأصداء وذكريات تجربة التابورية التي قمعت وأثارت بوهيميا القريبة، وأصبح توماس مينتسر راعي كنيسة سانت كاترين للنساجين الناطق بلسانهم والمعبر عن آمالهم وأصبح في الوقت نفسه نصيراً متحمساً للإصلاح الديني، وعندما أدرك أن تعظيم لوثر للإنجيل باعتباره القاعدة الوحيدة قد أثار التساؤل عمّن يفسر النص أعلن منتسر وإثنان من رفاقه- وهما نيكولاس ستورك النساج وماركوس شتيبنز العالم- أنهم وحدهم مؤهلون ليكونوا مفسرين للكتاب المقدس فقد أحسوا بأنهم يوحى إليهم من الروح القدس. وصرحوا بأن هذه الروح المقدسة أمرتهم بأن يؤجلوا العماد إلى حين بلوغ سن الرشد لأن القربان المقدس لا يكون له أثر إلا بالإيمان وهو أمر لا ينتظر من الأطفال. وتنبئوا بأن العالم سيتعرض قريباً لخراب شامل يهلك فيه كل الفجار- بما فيهم جميع القساوسة الجامدين بصفة خاصة، وتبدأ بعد ذلك على الأرض مملكة الرب الشيوعية(91) وفي عام 1521 سحق تمرد قام به النساجون وأقصى ثلاثة من "رسل تسفياكو" وانطلق منتسر إلى براغ فأخرج منها وحصل على أبرشية في الشتد في ساكسونيا". وذهب ستور إلى وشتينز إلى بيتنبرج وكان لهما أثر طيب على ميلانكتون وكارلشتادت أثناء غياب لوثر.
وفي يوم 6 يناير سنة 1522 تبدد جميع الأوغسطينيين في فيتنبرج، وفي يوم 22 يناير كان انصار كارلشتادت قد بلغوا حظاً كبيراً من القوة في المجلس البلدي إلى حد أنهم عملوا على إصدار مرسوم يقضي برفع كل الصور من كنائس فيتنبرج، وتحريم القداس إلا إذا أقيم بالشكل المبسط الذي ينادي به كارلشتاد. وأدخل كارلشتاد صورة لصلب المسيح ضمن الصور الممنوعة وحرم مثل المسيحيين الأوائل عزف الموسيقى في
العبادات وقال: "إن ألحان الأرغن الفاجرة تدعو إلى التفكير في أمور الدنيا، ففي الوقت الذي ينبغي فيه أن نتأمل في آلام المسيح التي تذكرنا باسطورة بيراموس Byramus Thibes... ابعدوا آلات الأرغن والأبواق والناي إلى المسرح"(92).
وعندما أرجأ مندوبو إزالة الصور قاد كارلشتاد اتباعه إلى داخل الكنائس، ومزقت الصور والصلبان من فوق الجدران ورجم القساوسة الذين قاوموهم ايضاً بالأحجار(93). وقبل كارلشتاد رأي أنبياء تسيفاكاو- أن الله يخاطب الناس مباشرة كما يخاطبهم من خلال الاسفار المقدسة، بل ويتكلم مع بسطاء العقول والقلوب أكثر مما يتكلم مع المتبحرين في اللغات والكتب- ولما كان هو نفسه علامة فإنه أعلن أن المدارس والدراسات تصرف الناس عن التقوى وأن المسيحيين حقاً سوف يعرضون عن كل الآداب والعلوم والفنون وعن التعليم ويصبحون فلاحين أميين أو حرفيين. وصرف أحد أتباعه وهو جورج مور طلبة المدرسة الذين يدرس لهم وحرض الآباء على أن يحافظوا على براءة أطفالهم من التأثر بالآداب والعلوم والفنون وترك عدد كبير من الطلاب الجامعة وانكفأوا إلى بيوتهم ليتعلموا حرفة يدوية وقالوا إنه لا حاجة بهم بعد هذا إلى الدراسة.
وعندما سمع لوثر بهذا خشي أن يجد نقاده المحافظون ما يؤيد نبوءاتهم التي رددها بأن رفضه التسليم بالسلطة الكنسية سوف يفصم عرى النظام الاجتماعي بأكمله. وتحدى لوثر أمر الإمبراطور وضرب عرض الحائط بالحماية التي أسبغها عليه الأمير المختار إذا سعى شارل للقبض عليه. فغادر قلعته وعاد إلى ارتداء مسوح الرهبان وحلق شعر رأسه وسارع بالعودة إلى فيتنبرج، وفي يوم 9 مارس عام 1522 بدأ سلسلة مؤلفة من ثماني عظات تدعو بشدة الجامعة والكنائس والمواطنين إلى مراعاة النظام، ذلك لأنه لم يكن يحبذ وقتذاك أي التجاء إلى العنف، ولمَ لا؟ ألم يحرر الملايين من الناس من
عسف الكنيسة دون أن يرفع شيئاً أكثر من القلم؟ وقال: "اتبعوني فأنا أول مَن اختصه الله بهذا الأمر والرجل الذي كشف له سبحانه وتعالى عن كلمته التي لابد أن أبشركم بها. ولذلك أقول إنكم قد ارتكبتم خطأ بشروعكم في القيام بهذا العمل دون... تستشيروني أولاً(94)... امهلوني بعض الوقت... ولا تظنوا أن المظالم تمحى بتدمير الهدف الذي يساء التصرف فيه. إن الناس يمكن أن يضلوا بالنبيذ والنساء فهل نحرم شرب النبيذ ونقضي على النساء؟ لقد عبد الناس الشمس والقمر والنجوم فهل ننتزعهما من السماء(95)؟" إن الذين يريدون الاحتفاظ بالصور والتماثيل والصلبان وسماع الموسيقى أو ترتيل القداس يجب ألا يتدخل أحد في شئونهم فهو نفسه قد اقر الصور الدينية(96). واتفق على ضرورة إقامة القداس وفقاً للشريعة التقليدية في إحدى كنائس فيتنبرج وعلى تناول القربان المقدس في كنيسة أخرى بالخبز وحده في المذبح العالي وبالخبز والنبيذ في مذبح جانبي... وقال لوثر إن الشكل لا يهم إلا قليلاً والمهم هو الروح التي يتناول بها القربان المقدس.
كان في أحسن حالاته وأعظم الناس استمساكاً بالمسيحية في تلك العظات الثمانية التي القاها في ثمانية أيام. ولقد خاطر بكل شيء لكي يتمكن من كسب فيتنبرج والعودة بها إلى حظيرة الاعتدال، ونجح في ذلك، وسعى أنبياء تسفيكا لتحويله إلى آرائهم وعرضوا أن يقرءوا أفكاره كدليل على أنهم يتلقون الوحي من الله فقبل التحدي وأجابوا بأنه يضمر لأفكارهم عطفاً خفياً فرد جلاءهم البصري إلى الشيطان، وامرهم بمغادرة فيتنبرج وعندما فصل كارلشتادت من وظائفه بقرار من مجلس مدينة أُعيد تكوينه، أخذ أبرشية في أورلامينديه، وندد من فوق منبرها لوثر ووصفه بأنه: "كاهن نهم... وبابا فيتنبرج الجديد"(97). ولقد سبق كارلشتاد جماعة الكويكر فتخلى عن كل الثياب الكهنوتية وارتدى معطفاً رمادياً بسيطاً
واستغنى عن الالقاب وطلب أن يدعى "الأخ أندرياس" ورفض قبول مرتب عن قيامه بالخدمة الدينية، وعمل على كسب عيشه بالمحراث ورفض كل استخدام للعقاقير وفضّل الصلاة على الدواء ودافع عن تعدد الزوجات باعتباره أمراً لم يحرمه الإنجيل، وتبنى وجهة نظر رمزية محضة فيما يختص بالقربان المقدس، وذهب لوثر بناء على طلب الأمير المختار إلى أورلاميندية ليعظ ضد كارلشتادت ولكنه أخرج من المدينة ورُجم بالحجارة والطين(98). وعندما انهارت ثورة الفلاحين خشي كارلشتادت أن يُقبض عليه بتهمة التحريض فسعى إلى مكان أمين مع لوثر وحصل عليه. وبعد جولة طويلة وجد الراديكالي ملجأه الأمين بالعمل أستاذاً في بازيل حيث قضى نحبه في هدوء على 1541 في جو مدرسي.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق