إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

1311 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> ماوراء الستار -> الأدب في عصر رابليه -> ربة الشعر الأيبيرية 9- ربه الشعر الإيبيرية 1515-55


1311

قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> ماوراء الستار -> الأدب في عصر رابليه -> ربة الشعر الأيبيرية

9- ربه الشعر الإيبيرية


1515-55


كانت هذه فترة مفعمة بالنشاط والحيوية في أدب البرتغال. ذلك أن حافز الاكتشاف المثير، والثروة المنتشرة بفضل التوسع في التجارة، والتأثير الإيطالي، والأدباء الإنسانيين في كويمبرا ولشبونة، والرعاية التي بسطها بلاط مثقف-كل هذا تضافر لإحداث ازدهار سيبلغ ذروته في "لوزيادات" كاموينز (1572). ونشبت معركة مرحة بين "المدرسة القديمة"-مدرسة جل فيتشنتي الذي تعلق بالموضوعات والقوالب القومية، ومدرسة أبناء القرن الخامس عشر (ويقابله عندنا السادس عشر) الذين اتبعوا صادي مراندا في تحمسه للنماذج والأساليب الإيطالية والكلاسيكية. قد ظل فيتشنتي-وهو "شكسبير البرتغالي"- طوال أربعة وثلاثين عاماً مهيمناً على المسرح بفصوله التمثيلية البسيطة... ورضى البلاط عنه، وتوقع منه إحياء كل حدث ملكي بمسرحية، وحين دب الشقاق بين الملك والبابا، سمح لجل بأن يهجو البابوية في غير تحرج حتى قال الياندر بعد أن شاهد إحدى هذه التمثيليات في بروكسل "ظنتني في قلب سكسونيا استمع إلى لوثر"(51). وكان هذا الكاتب المسرحي الخصب يكتب تارة بالإسبانية، وتارة بالبرتغالية، وتارة بكلتيهما، متخللاً كتاباته بنتف من الإيطالية والفرنسية واللاتينية الكنسية والعامية الريفية. وكثيراً ما كان يقطع حركة المسرحية- كشكسبير- بأشعار غنائية تتسلل إلى قلوب الشعب. وكان جل كشكسبير ممثلاً كما كان كاتب تمثيليات ومديراً للمسرح ومشرفاً على تنظيم مكان وزمان المشاهد المسرحية، وكان إلى ذلك من خيرة صاغة الذهب في جيله.
وفي 1524 عاد فرانشسكو صادي مراندا من إيطاليا بعد أن قضى فيها ست سنوات وجلب معه الحمى الكلاسيكية التي أتت بها النهضة. وكما

فعل رونسار وجماعة البلياد في فرنسا، وسبنسر وسدني في إنجلترا، رأى مراندا أن يضفي الكرامة والوقار على الأدب القومي بصوغ موضوعاته وبحوره وأسلوبه على غرار القوالب الكلاسيكية. وقد سلك بترارك في عداد الكلاسيكيين- شأنه في ذلك شأن يواكيم دبلليه- وقدم السونيت لمواطنيه. وكما فعل جوديل، كتب مراندا أول مأساة كلاسيكية بلغته القومية (1550)، وكان من قبل (1527) قد ألف أول ملهاة نثرية برتغالية ذات شكل كلاسيكي. أما صديقه برنارديم ربيرو فنظم شعراً ريفياً بأسلوب فرجيل، وعاش مأساة على طريقة تاسو، فقد أثار بغرامه بإحدى نساء البلاط ضجيجاً عالياً انتهى بنفيه من وطنه، ثم عفا عنه ورضى عنه مليكه، وأخيراً مات مجنوناً (1552).
وقد سجلت مدرسة من المؤرخين تنبض كتبهم بالحياة الانتصارات التي أحرزها المستكشفون. ومن هؤلاء المؤرخين كاسبار كوريا الذي ارتحل إلى الهند وارتقى في السلم الوظيفي حتى أصبح أحد سكرتيري ألبوكيرك، وندد بفساد الموظفين الحكوميين، ثم قتل في ملقا في 1565. وقد ألف إبان هذه الحياة النشيطة، في خمسة مجلدات، كتاباً سماه "خلاصة موجزة" للفتح البرتغالي للهند، مفعماً بالأوصاف البهية التي اتسم بها عصر التوسع هذا. أما فرناو لوبيس دي كاستانهيدا فقد قضى نصف حياته في الشرق، وأنفق جهداً امتد عشرين عاماً في كتابة "تاريخ لكشف البرتغال وفتحها للهند". أما جواو دي باروس فقد شغل عدة وظائف إدارية في "بيت الهند" بلشبونة على مدى أربعين عاماً، وأخجل سلفه بزهده في جمع المال. وكانت المحفوظات والسجلات جميعها في متناوله، فألف بينها في تاريخ اكتفى بتسميته "آسيا" ولكن الكتاب اكتسب اسماً آخر هو "العقود" لأن ثلاثة من مجلداته الأربعة الضخمة تناول كل منها فترة عشر سنوات تقريباً، والكتاب في ترتيبه ودقته


ووضوحه بثبت للمقارنة بأي مؤلف تاريخي معاصر له باستثناء أعمال مكيافللي وجويتشارديني. ولو أخذ رأي أمته الفخورة لأنكرت هذين الاستثنائيين، فقد خلعت على باروس لقب "ليفي البرتغالي".
كانت اللغة القشتالية قد أصبحت اللغة الأدبية لأسبانيا. وعاشت اللهجات الجليقية والبلنسية والكتلونية والأندلسية في الحديث الدارج، وأصبحت اللهجة الجليقية اللغة البرتغالية، ولكن استخدام القشتالية لغة للدولة والكنيسة أيام فرديناند وإييزابيللا وكسيمينيس ارتفع بهذه اللهجة إلى مقام لا يضارع، ومنذ ذلك العهد إلى يومنا هذا كان رنينها القوى الأداة المعبرة عن أدب أسبانيا. وقد أبدى بعض كتاب هذا العصر ولعاً باللغة. فضرب أنطونيو دي جيفارا المثل في البحوث اللغوية والمحسنات البلاغية. وقد أعانت ترجمة اللورد بيرنرز لكتاب جيفارا "مزولة الأمراء" (1529) على صياغة ذلك التأنق اللفظي الذي يتسم به كتاب جون لابلي Euphues واللعب السخيف بالألفاظ الذي نلحظه في كوميديات شكسبير الأولى.
وتغنى الأدب الأسباني بالدين والحب والحرب. وبلغ الولع بروايات الفروسية مبلغاً حمل مجلس النواب الأسباني في 1555 على أن يوصي بحظرها قانوناً، وقد صدر هذا المرسوم فعلاً في أمريكا الإسبانية، ولو أنه نفذ في أسبانيا لكان من الجائز أن نحرم من دون كخوته". ومن بين الروايات التي أبقى عليها الكاهن أثناء تنقيته لمكتبة "الفارس" رواية ألفها جورجي دي مونتيمايور تدعى Diana enamorata (1542)، وهي تقليد لرواية "أركاديا" التي كتبها الشاعر الأسباني الإيطالي ساناتزارو (1504)، وقد قلدها هي الأخرى السر فليب سدني في قصة أركاديا (1590). ورواية موننيمايور النثرية الشعرية مثال من مئات الأمثلة على تغلغل النفوذ الإيطالي في الأدب الأسباني، وهنا أيضاً نرى المغلوب



وقد غلب غالبيه. وترجم جوان بوسكان "Cortigiano" لكاستليوني نثراً لا يقل روعة عن الأصل، ووافق على اقتراح الشاعر البندقي نافاجيرو بتعميم شكل السونيت في أسبانيا.
وللتو تقريباً التقى صديقه جاركيلازو دي لافيجا بالسونيت إلى مرتبة الكمال في اللغة القشتالية. وكان ككثيرين من كتاب هذه الفترة الأسبان سليل أسرة عريقة، إذ أن أباه كان سفيراً لفرديناند وإيزابللا في روما. وقد ولد جاركيلازو بطليطلة عام 1503، ونذر للجندية مثل صباه. وفي 1532 أبلى أحسن البلاء في رد الترك عن فينا، وفي 1535 جرح مرتين جراحاً خطيرة في حصار تونس، وبعد ذلك بشهور شارك في حملة شارل الخامس الفاشلة على بروفانس. وفي فريجي تطوع بأن يقود هجوماً على قلعة تعرقل تقدم الجيش، وكان أول المتسلقين لسور القلعة، فتلقى ضربة على رأسه قضت عليه بعد أيام وهو في الثالثة والثلاثين. وفي إحدى قصائده السبعة والثلاثين التي تركها لصديقه بوسكان تسمع نغمة تتردد في كل الحروب: يقول "والآن أصابت اللعنة أشد ما أصابت جيلنا هذا، وكل ما مضى يتغير من سيئ إلى أسوأ، وأحس كل منا وطأة الحرب-حرب تتلوها حرب، ونفي وأخطار ورعب-وكلنا سئم في صميم نفسه من رؤية دمه مراقاً على رمح وهو حي لأن الرمح لم يصب هدفه. وقد فقد بعض القوم بضاعتهم وكل متاعهم، وذهب كل شيء، حتى اسم المنزل والأسرة والزوجة والذكرى. وما جدوى هذا كله؟ أبعض الشهرة؟ أم شكران الأمة؟ أم مكان في التاريخ؟ سيكتبون يوماً كتاباً، وعندها سنرى"(52).
ولم يعش ليره، ولكن مئات الكتب خلدت ذكراه في إعزاز كبير. وسجل المؤرخون موته باعتباره أحد أحداث عصره الكبرى. وطبعت أشعاره في مجلدات سهلة التداول حملها الجنود الأسبان في جيوبهم

إلى عديد من الأقطار. ولحن الموسيقيون الأسبان شعره قصائد غنائية، وأحال كتاب المسرحيات حوار قصائده الرعوية تمثيليات.
أما المسرحية الأسبانية فتوقفت عن الحركة، ولم تدر أنها عما قليل ستكون قريعاً للمسرحية الإليزابيثية. وكانت الملهاة ذات الفصل الواحد، والهزليات الناقدة، والفصول المأخوذة من الروايات الشعبية، يمثلها الممثلون الجوالون في الميادين العامة أو في أفنية الفنادق الصغيرة، وأحياناً في مقر أمير أو بلاط ملك. وقد حقق لوبي دي رويدا، الذي خلف جل فيتشنتي باعتباره أهم مورد للفصول التمثيلية لهذه الفرق، لنفسه الشهرة، وأعطانا لفظاً جديداً، بمهرجيه (البوبو).
وكثر عدد المؤرخون. وعين شارل الخامس جونزالو فرنانديز دي أوفيدو مؤخراً رسمياً للدنيا الجديدة، وأنجز عملاً متوسط الجودة هو تأليف كتاب ضخم سيئ الترتيب سماه "التاريخ العام والطبيعي لجزر الهند الغربية" (1535)، وقد أثرى خلال الأعوام الأربعين التي قضاها في أمريكا اللاتينية بفضل التنقيب عن الذهب، وساءه كتاب "قصة خراب جزر الهند" (1539 وما بعدها) الذي فضح فيه بارتلمي دلاس كازاس الاستغلال القاسي للعمال الوطنيين المستعبدين في المناجم الأمريكية. وكان لاس كازاس قد أبحر مع كولمبوس في 1502، وأصبح أسقفاً لكيابا بالمكسيك، وكرس حياته كلها تقريباً للدفاع عن قضية الهنود الحمر. وقد وصف في "مذكراته" التي وجهها للحكومة الإسبانية السرعة التي يموت بها الوطنيون في ظروف العمل الشاقة التي فرضها عليهم المستعمرون. فقال إن الهنود لم يألفوا غير العمل الخفيف بسبب حرارة مناخهم وبساطة طعامهم، ولم يستخرجوا الذهب من مناجمهم بل قنعوا بأخذه من سطح الأرض أو من قيعان


الجداول الضحلة، ولم يستعملوه إلا حيلة. وقد قدر لاس كازاس أن السكان الوطنيين لجزر الهند تناقصوا من 12.000.000 (وهو رقم مغالي فيه ولا ريب) إلى 14.000 في ثمانية وثلاثين عاماً(53). وانضم المرسلون الدومنيكان والجزويت إلى لاس كازاس في الاحتجاج على هذا الرق الهندي(54)، وكانت إيزابللا لا تفتأ تندد به(55). ووضع فريداند وكسيمينيس شروطاً رحيمة بعض الشيء لتجنيد العمال الهنود(56)، ولكن تعليمات هؤلاء السادة بشأن معاملة الوطنيين كانت تلقي الإهمال في أغلب الأحيان أثناء استغراقهم الشديد في شئون السياسة الأوربية.
وقام جدل صغير حول فتح المكسيك. ذلك أن فرانشسكو لوييز دجومارا كتب يروي قصة هذا السطو الظالم في انحياز شديد لكورتيز. واحتج برنال دياز ديل كاستيللو على الرواية بأن ألف في 1568 "التاريخ الحقيقي لفتح إسبانيا الجديدة" وفيه دان كورتيز على اختصاصه نفسه بكل مفاخر الفتح ومكاسبه دون أن يترك إلا أقل القليل للجنود البواسل من أمثال برنال، هذا مع ثنائه على كورتيز مما يستحقه. والكتاب يستهوي القارئ لأنه يزخر بشهوة الحركة وبهجة الانتصار والدهشة البريئة مما كانت ترفل فيه مكسيك الأزاتكة من ثراء وترف. يقول "حين شاهدت ما أحاط بي من مناظر قلت لنفسي هذه جنة الدنيا" ثم يضيف "وهذا كله دمر"(57).
وقد نسبت أنضج المؤلفات في تاريخ إسبانيا، وأشهر رواية إسبانية كتبت في هذه الفترة، إلى كاتب واحد، اسمه ديجو أورتادو دي مندوزا ولد بغرناطة بعد أن فتحها فرديناند بنحو أحد عشر عاماً. وكان أبوه قد ظفر بالمجد لحسن بلائه في حصارها، فعين حاكماً للمدينة بعد سقوطها. وتلقى الفتى علومه في سلمنقة، وبولونيا، وبادوا، فحصل ثقافة عريضة في اللاتينية واليونانية والعربية، وفي الفلسفة والقانون، وراح


يجمع النصوص الكلاسيكية بحماسة أمير من أمراء النهضة، وحين أراده سليمان القانوني أن يحدد المكافأة التي يختارها جزاء خدمات معينة أداها للباب العالي، لم يطلب سوى بعض المخطوطات اليونانية. وقد حظي بمكانة مرموقة خلال خدمته الدبلوماسية لشارل الخامس في البندقية وروما ومجمع ترنت، ولما وبخه البابا بولس الثالث على حملة رسالة جافة من شارل إلى البابا، أجاب بكل كبرياء النبيل الأسباني: "إنني فارس، وكان أبي فارساً قبلي، وبهذا الوصف أرى أن واجبي يقتضيني أن أصدع بأوامر سيدي الملك، دون أن يساورني أي خوف من قداستكم، ما دمت أراعي واجب التبجيل لنائب المسيح. إنني خادم لملك أسبانيا.. وما دمت ممثلاً له فأنا في مأمن حتى من سخط قداستكم"(58).
وتتشكك الأبحاث الحديثة في صحة نسبة أول رواية بطلها متشرد (Picaresque) في الأدب الأوربي لمندوزا، واسم الرواية "حياة ومغامرات لازاريللو دي تورميس". ومع أنها لم تطيع إلا عام 1553 فالراجح أنها كتبت قبل ذلك بأعوام كثيرة. ومما يثير الغرابة أن سليلاً لأسرة لا تفوقها في النبالة إلا الأسرة المالكة يختار لصاً ليكون بطلاً للقصة، وأشد غرابة أن رجلاً ربي في صباه ليكون قسيساً يهجو رجال الدين هجواً لاذعاً خمل محكمة التفتيش على حظر أي طبعات جديدة من الكتاب قبل تنقيته من جميع الشوائب المؤذية(59). ولازاريللو هذا صبي متشرد يتعلم حيل السرقات الصغيرة أثناء اشتغاله قائداً لمتسول مكفوف، ثم يرتقي إلى جرائم أكبر حين يعمل خادماً لكاهن، ثم لراهب، ثم لقسيس كنيسة خاصة، ثم لناظر زراعة، ثم لبائع متجول لصكوك


الغفران. ولكن حتى هذا اللص الشاب، المتمرس بشئون هذه الدنيا، تروعه بعض الغرائب التي لجأ إليها بائع صكوك الغفران المتجول ترويجاً لبضاعته. يقول "يجب أن أعترف أنني-ككثيرين غيري-كنت مخدوعاً وقتها فحسبت سيدي آية في القداسة"(60). وقد أدخلت هذه الرواية المرحة "أسلوب المتشرد" gusto picaresco في القصص، وابتعثت عدداً لا يحصى من الروايات المقلدة لها، والتي بلغت الذروة في أشهر قصص التشرد، وهي جيل بلا (1715-35) لمؤلفها ألان لساج Lesage.
واعتكف مندوزا في غرناطة بعد أن نفي من بلاط فيليب الثاني لأنه جرد سيفه في جدل بينه وبين غريم، وهناك نظم أشعاراً خفيفة فيها من التحرر ما حال دون طبعها وهو حي، ثم روى قصة ثورة المغاربة في 1568-70 في "تاريخ حرب غرناطة" في نزاهة وإنصاف للمغاربة حبسا هذا الكتاب أيضاً عن النشر، فلم يتيسر طبعه إلا في 1610، ولم يطبع منه وقتها غير جزء واحد، واتخذ مندوزا من صالوست مثلاً يحتذيه ولكنه تفوق عليه، وسرق من تاسيتوس موضوعاً أو اثنين، ولكن يمكن القول على الجملة أن كتابه كان أول مؤلف أسباني تجاوز مجرد السرد الإخباري أو الدعاية إلى التاريخ الواقعي المفسر بإدراك فلسفي، والمعروض بمهارة أدبية. ومات مندوزا عام 1575 وهو في الثانية والسبعين، وكان من أكثر الشخصيات تكاملاً في عصر حفل بالرجال المتكاملين.
في هذه الصفحات العجلى يدخل الضمير دائماً في سباق مع الزمن، وينبه القلم المستعجل إلى أنه، كالمسافر المسرع، إنما يمس السطح فقط. فكم من ناشرين ومعلمين وعلماء وأدباء ورعاة للعلم وشعراء وروائيين وثوار متهورين جاهدوا نصف قرن لينتجوا هذا الأدب الذي ضغطناه


في هذه الصفحات. كم من روائع أغفلنا اسمها، وأمم ضربنا صفحاً عن ذكرها، وأشخاص كانوا يوماً في عداد العباقرة الخالدين أهملناهم إلا من كلمات معدودات! ولكن لا حيلة لنا في هذا. فالمداد ينضب، ويجب قبل نضوبه أن نقنع بما يسفر عنه رشاشة وخطوطه من صورة غائمة لرجال ونساء يتخففون برهة من عناء اللاهوت والحرب، ويحبون أشكال الجمال كما يحبون سراب الحقيقة والقوة، يبنون الألفاظ وينحتونها ويصورونها-إلى أن يجد الفكر فناً يكسوه، وتمتزج الحكمة بالموسيقى، وينهض الأدب ليتيح لأمة أن تتكلم، ولعصر أن يصب روحه في قالب شكل في شغف كبير ليصونه الزمن نفسه وينقله خلال مئات الكوارث تراثاً للبشرية.

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق