إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

1285 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> الثورة الدينية -> عبقرية الإسلام -> الفن في آسيا الإسلام 7- الفن في آسيا الإسلامية


1285

قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> الإصلاح الديني -> الثورة الدينية -> عبقرية الإسلام -> الفن في آسيا الإسلام

7- الفن في آسيا الإسلامية


في كل البقاع التي وصل إليها الإسلام من غرناطة إلى دلهي وسمرقند، استخدم الملوك والنبلاء العباقرة والعبيد لبناء المساجد والمقابر، والرسم على الآجر وإحراقه، ونسج الحرائر والسجاجيد وصبغها، وطرق المعادن، والحفر على الخشب والعاج، وزخرفة المخطوطات بالألوان المائية والخط، واستمسك الخانات والتيموريون والعثمانيون والمماليك،وحتى الأسرات الصغيرة التي حكمت الأجزاء الضعيفة من العالم الإسلامي، استمسكوا جميعاً بالتقليد الشرقي، وهو تلطيف السلب بالشعر، وتلطيف القتل بالفن.


وفي قرى الريف وفي قصور المدن أخرجت الثروة جمالاً، ونعمت قلة محظوظة بقرب أشياء تغري اليدبلمسها، وتغري العين بالنظر إليها.
وكان المسجد لا يزال مجمع الفن الإسلامي. فالطوب والقرميد أكسبا المئذنة جمالاً شاعرياً، وأبواب الخزف المزخرف جعلت من ضوء الشمس ألواناً براقة، وأبرز المنبر الأشكال المتعرجة المحفورة أو التطعيم المعقد في الخشب، ووجهت فخامة المحراب قلوب المصلين إلى مكة. وقدمت المصبعات والثريات مشبكاتها المعدنية إجلالاً وولاء لله. وجعل السجاد من الأرض البلاط مكاناً ليناً وهيأ لركبتي المصلى سجوداً وثيراً. وغلفت المصاحف المذهبة بالحرير الثمين. وعجب كلافيجو "من المساجد الجميلة المزدانة بالآجر الأزرق والذهبي (43)"، وفي أصفهان أقام أحد وزراء أولجايتو في مسجد الجمعة محراباً بات فيه الجص العادي من مفاتن الزخرفة العربية والنقش. وشيد أولجايتو نفسه في "سلطانية " ضريحاً فخماً (1313) أراد أن ينقل إليه رفات على والحسين (كان الخان أولجايتو شيعيا). ولكن خطته أخفقت إخفاقاً محموداً، فإن عظام الخان ووريت الترب في هذا الضريح المهيب. وتتسم أطلال المسجد في فارامين (1326) بالضخامة والجلال.
وأولع تيمور بالبناء، وسرق أفكار العمارة، كما سرق الفضة والذهب من ضحايا أسلحته. وآثر الضخامة بوصفه فاتحاً، وكأنما هي ترمز إلى إمبراطوريته وإلى إرادته، ومثل محدثي الثراء أغرم باللون وأسرف في الزخرفة،‎. وافتتن بالآجر الأزرق المطلي في هراة، فاستقدم خزافين من فارس إلى سمرقند ليكسوا بالطوب اللامع واجهات المساجد والقصور في عاصمته، وسرعان ما أشرقت المدينة وتألقت بالخزف الفخم. ولحظ في دمشق قبة بصلية الشكل تنبعج فوق القاعدة ثم يستدق طرفها إلى أعلى حتى يصبح مدبباً، فأمر مهندسيه أن يأخذوا تصميمها وأبعادها قبل أن


تسقط في الحريق العام، وتوج سمرقند بمثل هذه القباب، ونشر هذا الطراز بين الهند وروسيا، حتى إنك لتراه سائداً من تاج محل إلى الميدان الأحمر. ولما عاد من الهند أحضر معه الفنانين والصناع المهرة: فأقاموا له في ثلاثة أشهر مسجداً ضخماً هو "مسجد الملك" له بوابة ارتفاعها مائة قدم، وسقف مرفوع على 480 عموداً من الحجر. وشيد لأخته "تشوشوك بيكا" ضريحاً لتدفن فيه، أصبح تحفة العمارة في عصره (44). وعندما أمر ببناء مسجد تخليداً لذكرى زوجته الأثيرة لديه، بيبى خاتون، أشرف على البناء بنفسه، وألقى باللحوم إلى العمال في الحفائر، ونفح الصناع المهرة المجتهدين بالنقود، وحثهم أو أجبرهم على العمل ليل نهار، حتى أقبل الشتاء وتوقف البناء، وأخمدت حماسته.
وأنجز خلفاؤه فناً أكثر نضجاً. ففي "مشهد" على الطريق بين طهران وسمرقند استخدمت "جوهر شاد" زوجة "شاه رخ" المغامرة، المهندس المعماري قوام الدين في بناء المسجد الذي يحمل اسمها (1418)، وهو أروع نتاج الهندسة الإسلامية الفارسية وأغناه بالألوان(45). وفيه تحيط المآذن المزودة بالفوانيس الرائعة بالضريح وكأنها تحرسه، وتؤدي أربعة مداخل فخمة إلى فناء رئيسي، كسبت واجهة كل منها بآجر من الخزف المزخرف، "لا مثيل لها من قبل ومن بعد"(46) - تحفة الزمان - تتحدى اللون في مائة شكل من الزخرفة العربية "الأرابسك" والرسوم الهندسية والحركات الزهرية والخط الكوفي الفخم، وأضفت شمس فارس على هذا مزيداً من البريق والتألق. وفوق الجزء الجنوبي الغربي من الرواق ذي الأعمدة المؤدى إلى حرم المسجد ارتفعت مئذنة من الآجر الأزرق تناطح السماء، وعلى الباب بحروف بيضاء على أرضية زرقاء نقش إهداء الملكة، وهو إهداء يفيض فخراً وتقى:
إن عظمتها العريقة في المجد، شمس سماء الطهارة والعفة....


جوهر شاد، خلد الله عظمتها وأدام طهارتها ! من مالها الخاص،

ولخبر آخرتها، ومن أجل اليوم الذي يحاسب فيه المرء على

ما قدمت يداه، تقرباً إلى الله وشكراً له سبحانه.. ..شيدت

هذا المسجد الجامع العظيم، هذا البيت المقدس، في عهد السلطان

المعظم، سيد الحكام، والد نائب الملك، شاه رخ أدام الله

ملكه وإمبراطوريته ، وزاد على الأرض صلاحه وعدله

وكرمه(47).

ولم يكن مسجد جوهر شاد إلا واحداً من جملة مبان جعلت من مشهد رومه "المذهب الشيعي"، وهناك على مدى ثلاثين جيلاً، شيد أتباع الإمام الرضا مجموعة كبيرة من العمائر فخامتها بالألباب، ذوات مآذن جميلة وقباب فاخرة، ومداخل كسيت واجهاتها بالآجر اللامع أو بصفائح الفضة أو الذهب، وساحات تعكس فسيفساءها الزرقاء والبيضاء أو خزفها المزخرف أشعة الشمس. وهنا في هذا المنظر العريض الخلاب بأشكاله وألوانه، استخدم الفن الفارسي كل سحره ليمجد أحد أولياء الله الصالحين ويرهب الحاج الزائر حتى يعمر قلبه بالتقوى والإيمان.
ومن أذربيجان إلى أفغانستان ارتفع في هذا العصر في أرض الإسلام ألف مسجد ‎: ذلك أن بيوت العبادة لها من القيمة الكبيرة لدى الإنسان ما لفاكهة الأرض، ولكن عندنا أهل الغرب المحصورين في خلايا العقل، لا تعني هذه الأضرحة إلا أسماء جوفاء، بل قد يزعجنا أن نحيها ونكرمها بتلك الانحناءات الجافة المقتضبة. وماذا يعنينا أن جوهر شاد قد حصلت لرفاتها الطاهرة على مقبرة جميلة في هراه، وأن شيراز جددت عمارة مسجدها الجامع في القرن الرابع عشر، وأن يزد وأصفهان قد أضافتا محرابين فاخرين إلى مسجدي الجمعة فيهما؟ الحق أننا بعيدون جداً، من حيث الزمان والمكان والتفكير، إلى حد لا نشعر معه بهذه العظمة والجلال،

كما أن هؤلاء الذين يقيمون الصلاة في تلك المساجد لا يستهويهم كثيراً اجتراءاتنا القوطية أو الصور الحسية في عصر النهضة، على أنه جدير بنا مع ذلك أن نتأثر ونحن وقوف على أطلال الجامع الأزرق في تبريز (1437-1467) ونستعيد في الذاكرة الفخامة التي اشتهر بها يوماً خزفه الأزرق المزخرف وزخرفته العربية الذهبية، كما لا يغيب عن أذهاننا أن محمد الثاني وبايزيد الثاني شيدا في القسطنطينية (1463-1497) مساجد تكاد تنافس عظمة كنيسة أياصوفيا. وقد اقتبس العثمانيون التصميمات البيزنطية والأبواب الفارسية والقباب الأرمينية وأفكار الزخرفة الصينية، ليشكلوا مساجدهم في بروسه ونيقيا ونيقوميديا وقونيه. لقد كان الفن الإسلامي لا يزال في أوجه في هندسة العمارة على الأقل.
وثمة فن واحد فحسب استطاع أن ينهض وبصمد أمام فن العمارة في الإسلام: (كما صمد داود أمام جوليات - التوراة، صموئيل الأول، الإصحاح 17 : 4 ، 49 ). فربما حظي الخطاطون ورسامو المنمنمات الصابرون الذين زخرفوا الكتب بأصغر وأدق زخارف وصور وخطوط رمزية بالفرشاة أو القلم - ربما حظي هؤلاء بنصيب من التكريم والإجلال أكثر مما حظي به بناة المساجد. وقد رسمت صور الأشخاص، ولم يبق منها إلا قليل. وامتثل العثمانيون علانية لتعاليم الكتاب المقدس والقرآن في تحريم نحت الصور الشخصية، ولكن محمد الثاني استقدم جنتيل بلليني من البندقية إلى القسطنطينية (1480) ليرسم صورته، وهي المعلقة الآن في المتحف الوطني في لندن. كما توجد نسخ من صورة زعموا أنها لتيمور. على أن المغول الذين اعتنقوا الإسلام، بصفة عامة، آثروا تقاليد الفن الصيني على المحظورات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية. فأدخلوا من


الصين على الزخرفة الفارسية التنين والعنقاء وأشكال السحاب وهالات القداسة والوجوه الشبيهة بالأقمار، وزاوجوا بينها، بطريقة خلاقة، وبين الأساليب الفارسية في اللون الشفاف والخط الخالص. وكانت الأساليب المختلطة متماثلة إلى حد بعيد، فإن رسامي المنمنمات الصينيين والفرس، على حد سواء، رسموا لطبقة الأرستقراطيين الذين يحتمل أن ذوقهم كان رفيعاً جداً، والأرجح أنهم حاولوا إرضاء الخيال والحواس أكثر من تمثيل الأشكال الموضوعية.
وكانت المراكز العظمى للزخرفة الإسلامية في هذا العصر هي تبريز وشيراز، هراة. ويحتمل أنه قد جاء من تبريز في عهد الأيلخانات، للورقات الخمس والخمسون من كتاب "شاه نامه"، (كتاب الملوك للفردوسي) - وهي من عمل رسامين مختلفين في القرن الرابع عشر. ولكن رسم المنمنمات الفارسية بلغ الذروة في هراة على عهد التيموريين، وقد استخدم شاه رخ طائفة كبيرة من الفنانين، وأسس ابنه بيسنقر ميرزا كلية خاصة بالخط والمنمنمات. ومن مدرسة هراة هذه جاءت الشاهنامة (1429) وهي معجزة اللون البراق والجمال الدافق، وهي الآن محفوظة بعناية في مكتبة قصر جلستان في طهران، وتكاد لا يمسها أحد إلا إجلالاً وتعظيماً. إن رؤيتها لأول مرة أشبه شيء باكتشاف قصائد كيتس (الشاعر الإنجليزي Keats).
وكان كمال الدين بهزاد، هو كيتس الزخرفة الحقيقي أو رافائيل الشرق. لقد عركته تجارب الحياة، وويلات الحرب وتقلباتها، فعكس هذا كله بالفن، ولد بهزاد في هراة حوالي سنة 1440، ودرس في تبريز، ثم عاد إلى هراة ليرسم للسلطان حسين بن بيقرة، ووزيره المتعدد الجوانب (شاعر وموسيقي ومصور) مير على شيرنوائي. وعندما أصبحت هراة مركزاً للأوزبك ولحملات المصورين، قصد بهزاد ثانية إلى تبريز. وكان من بين أوائل المصورين الفرس الذين وقعوا على أعمالهم، ولكن بقايا فنه قليلة فعلاً

ومتباعدة. وثمة منمنمتان في دار الكتب المصرية بالقاهرة تمثلان "بستان سعدي" وتعرضان حلقة لبعض رجال الدين يتدارسون فيها أسراره. وتحمل المخطوطة تاريخ سنة 1489، أما العبارة المكتوبة في نهايتها فتقول "رسمها العبد المذنب بهزاد". ويضم متحف فرير في واشنطن صورة "شاب يرسم"، وهي نسخة منقولة عن جنتيل بلليني وقعها بهزاد، وفيها تكشف الأنامل الرقيقة عن الفنانين الرسام والمرسوم كليهما. وليس من المحقق كثيراً أنه هو الذي رسم المنمنمات الموجودة في المتحف البريطاني؛ وهي نسخة مخطوطة "المنظومات الخمس" للشاعر نظامي، وفي نفس الخزانة توجد مخطوطة "ظفر نامه" أي سجل انتصارات تيمور.
ومن العسير أن تفسير هذه البقايا شهرة بهزاد المنقطعة النظير. إنها تنم على إدراك حسي للأشخاص والأشياء، وعلى حرارة اللون ومداه، وعلى حيوية في التنفيذ تشملها جميعاً دقة رقيقة في التخطيط. ولكنها لا تكاد توازن بالمنمنمات التي رسمت لدوق بري Berry، قبل ذلك بقرن من الزمان تقريباً، ومع ذلك فإن معاصري بهزاد أحسوا بأنه كان قد أحدث انقلاباً في الزخرفة بنماذجه الأصلية في التأليف، ومناظره الطبيعية الزاهية وصور شخوصه المفصلة بعناية والتي تكاد تقفز إلى الحياة. وعنه قال المؤرخ الفارسي خواندمير الذي كان يقارب الخمسين من العمر حين مات بهزاد (حوالي 1523)، ربما بدافع التحيز لصداقته له: "إن براعته في التصوير والتصميم قد طمست ذكرى غيره من مصوري العالم. إن أنامله الموهوبة بمزايا خارقة محت صور سائر الفنانين من بني آدم"(48). وجدير بنا أن يهذب من ثقتنا أن نفكر ملياً في أن هذا قد كتب قبل يرسم ليوناردو دافنسي "العشاء الأخير" ويرسم ميكل أنجيلو "سقف كنيسة سستين"، وقبل أن يرسم رافائيل "غرف الفاتيكان:‎". ومن المحتمل أن خواندمير لم يكن قد سمع بأسمائهم قط.

وانحط فن الخزف في هذه الحقبة عما كان عليه في عهد سلاجقة الري وكاشان. أما مدينة الري فقد تركتها الزلازل وغارات المغول أثراً بعد عين، وأما كاشان فقد خصصت معظم أفرانها لصناعة الطوب. على أن مراكز جديدة للخزف قامت في سلطانية ويزد وتبريز وهراة وأصفهان وشيراز وسمرقند، وكان الخزف المزخرف الفسيفسائي آنذاك هو الإنتاج المفضل: فصنعت بلاطات صغيرة من الخزف، رسمت كل منها بلون معدني واحد، وطليت فأصبحت ذات بريق يتطلب أشد العناية لبقائه. وحين كان حماة الفن في يسر وثراء استخدم البناءون الفرس هذا الخزف المزخرف، لا للمحاريب والزخرفة فحسب، بل استخدموه كذلك في تغطية سطوح كبيرة من أبواب المساجد أو جدرانها، وثمة نموذج أخاذ في محراب مسجد بابا قاسم (حوالي 1354) في متحف متروبوليتان للفن في نيويورك.
واحتفظ صناع المعادن في الإسلام بمهارتهم، فصنعوا الأبواب والثريات البرونزية للمساجد من بخاري إلى المغرب (مراكش)، ولو أن شيئاً منها لم يضارع تماماً "أبواب الجنة" التي صنعها جيبر Ghiberti (1401- 1452) في بيت المعمودية بفلورنسه، وقد صنعوا أحسن أسلحة العصر- الخوذات المخروطية الشكل لكي تجعل الضربات الهاوية تنحرف، والدروع من الحديد البراق مطعمة بالفضة والذهب والسيوف المرصعة بالنقوش الذهبية أو الأزهار المصنوعة من الذهب. كما صنعوا النقود الجميلة، كما صنعوا الرسوم النافرة أو الميداليات الكبيرة مثل تلك التي عليها صورة جانبية لمحمد الفاتح البدين القصير، وشمعدانات برونزية كبيرة حفر عليها الخط الكوفي الفاخر أو الأشكال الزهرية، كما صبر وزينوا المباخر ومحفظة الكتابة والمرايا وعلب الجواهر والمجمرات والقوارير والأباريق والطشوت والصواني، بل حتى المقص والفرجار كانوا يزينونها بالنقوش بطريقة فنية. ومثل هذا التفوق مشهود به للفنانين والصناع المهرة



المسلمين الذين اشتغلوا بقطع الجواهر أو المعادن النفيسة، أو الذين حفروا العاج أو الخشب أو رصعوه. والنسيج الباقي للآن عبارة عن قطع أو أجزاء صغيرة. ولكن المنمنمات تصور لنا تشكيلة واسعة من المنتجات الجميلة من الكتان الرفيع في القاهرة إلى الخيام الحريرية في سمرقند. والحق أن الذي أثار بسرعة حسد أوربا، هم أولئك المزخرفون الذين صمموا الأنماط والطرز المعقدة ولكنها مع ذلك منطقية: القماش المقصب (البروكار) والقطيفة والحرائر، للمغول والتيموريين، بل حتى البسط التركية. وفيما يسمونه الفنون الصغرى قاد الإسلام العالم.

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق