إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 31 مارس 2015

[ 500 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 500 ]

تاريخ الطبري ج 3



طيئ عديا فقالوا ماذا ترى وماذا تأمر فقال ننتظر ما يصنع الناس فأخبر بقيام الحسن وكلام من تكلم فقال قد بايعنا هذا الرجل وقد دعانا إلى جميل وإلى هذا الحدث العظيم لننظر فيه ونحن سائرون وناظرون وقام هند بن عمرو فقال إن أمير المؤمنين قد دعانا وأرسل الينا رسله حتى جاءنا ابنه فاسمعوا إلى قوله وانتهوا إلى أمره وانفروا إلى أميركم فانظروا معه في هذا الامر وأعينوه برأيكم وقام حجر بن عدي فقال أيها الناس أجيبوا أمير المؤمنين وانفروا خفافا وثقالا مروا أنا أولكم وقام الاشتر فذكر الجاهلية وشدتها والاسلام ورخاءه وذكر عثمان رضى الله عنه فقام إليه المقطع بن الهيثم بن فجيع العامري ثم البكائي فقال اسكت قبحك الله كلب خلى والنباح فثار الناس فاجلسوه وقام المقطع فقال إنا والله لا نحتمل بعدها أن يبوء أحد بذكر أحد من أئمتنا وإن علينا عندنا لمقنع والله لئن يكن هذا الضرب لا يرضى بعلي فعض امرؤ على لسانه في مشاهدنا فاقبلوا على ما أحثاكم فقال الحسن صدق الشيخ وقال الحسن أيها الناس إني غاد فمن شاء منكم أن يخرج معي على الظهر ومن شاء فليخرج في الماء فنفر معه تسعة آلاف فأخذ بعضهم البر وأخذ بعضهم الماء وعلى كل سبع رجل أخذ البر ستة آلاف ومائتان وأخذ الماء ألفان وثمانمائة (وفيما) ذكر نصر بن مزاحم العطار عن عمر بن سعيد عن أسد ابن عبدالله عمن أدرك من أهل العلم أن عبد خير الخيواني قام إلى أبي موسى فقال يا أبا موسى هل كان هذان الرجلان يعني طلحة والزبير ممن بايع عليا قال نعم قال هل أحدث حدثا يحل به نقض بيعته قال لا أدرى قال لا دريت فانا تاركوك حتى تدرى يا أبا موسى هل تعلم أحدا خارجا من هذه الفتنة التي تزعم أنها هي فتنة إنما بقى أربع قرون علي بظهر الكوفة وطلحة والزبير بالبصرة ومعاوية بالشأم وفرقة أخرى بالحجاز لا يجبى بها فئ ولا يقاتل بها عدو فقال له أبو موسى أولئك خير الناس وهي فتنة فقال له عبد خير يا أبا موسى غلب عليك غشك قال وقد كان الاشتر قام إلى علي فقال يا أمير المؤمنين إني قد بعثت إلى أهل الكوفة رجلا قبل هذين فلم أره أحكم شيئا ولا قدر عليه وهذان أخلق من بعثت أن ينشب بهم الامر على


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 499 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 499 ]

تاريخ الطبري ج 3



خلوا قريشا إذا أبوا إلا الخروج من دار الهجرة وفراق أهل العلم بالامرة ترتق فتقها وتشعب صدعها فإن فعلت فلانفسها سعت وإن أبت فعلى أنفسها منت سمنها تهريق في أديمها استنصحوني ولا تستغشوني وأطيعوني يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقى بحر هذه الفتنة من جناها ففام زيد فشال يده المقطوعة فقال يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن دراجه اردده من حيث يجئ حتى يعود كما بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ " آلم أحسب الناس أن يتركوا " إلى آخر الآيتين سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق فقام القعقاع بن عمرو فقال إني لكم ناصح وعليكم شفيق أحب أن ترشدوا ولاقولن لكم قولا هو الحق أما ما قال الامير فهو الامر لو أن إليه سبيلا وأما ما قال زيد فزيد في هذا الامر فلا تستنصحوه فانه لا يتنزع أحد من الفتنة طعن فيها وجرى إليها والقول الذي هو القول أنه لابد من إمارة تنظم الناس وتزع الظالم وتعز المظلوم وهذا علي يلي بما ولى وقد أنصف في الدعاء وإنما يدعو إلى الاصلاح فانفروا وكونوا من هذا الامر بمرأى ومسمع وقال سيحان أيها الناس إنه لابد لهذا الامر وهؤلاء الناس من وال يدفع الظالم ويعز المظلوم ويجمع الناس وهذا واليكم يدعوكم لينظر فيما بينه وبين صاحبيه وهو المأمون على الامة الفقيه في الدين فمن نهض إليه فإنا سائرون معه ولان عمار بعد نزوته الاولى فلما فرغ سيحان من خطبته تكلم عمار فقال هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنفركم إلى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى طلحة والزبير وإني أشهد أنها زوجته في الدنيا والآخرة فانظروا ثم انظروا في الحق فقاتلوا معه فقال رجل يا أبا اليقظان لهو مع من شهدت له بالجنة على من لم تشهد له فقال الحسن اكفف عنا يا عمار فإن للاصلاح أهلا وقام الحسن بن علي فقال يا أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم فانه سيوجد لهذا الامر من ينفر إليه والله لان يليه أولوا النهى أمثل في العاجلة وخير في العاقبة فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم فسامح الناس وأجابوا ورضوا به وأتى قوم من


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 498 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 498 ]

تاريخ الطبري ج 3



إلا الاصلاح ولا مثل أمير المؤمنين يخاف على شئ فقال صدقت بأبي أنت وأمي ولكن المستشار مؤتمن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب وقد جعلنا الله عزوجل إخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا وقال (يا أيها الذين آمنوا الا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل.. ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وقال عزوجل (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهينم الآية فغضب عمار وساءه وقام وقال يا أيها الناس إنما قال له خاصة أنت فيها قاعدا خير منك قائما وقام رجل من بني تميم فقال لعمار اسكت أيها العبد أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا وثار زيد بن صوحان وطبقته وثار الناس وجعل أبو موسى يكفكف الناس ثم انطلق حتى أتى المنبر وسكن الناس وأقبل زيد على حمار حتى وقف باب المسجد ومعه الكتابان من عائشة رضى الله عنها إليه وإلى أهل الكوفة وقد كان طلب الكتاب العامة فضمه إلى كتابه فأقبل بهما معه كتاب الخاصة وكتاب العامة أما بعد فثبطوا أيها الناس واجلسوا في بيوتكم إلا عن قتلة عثمان بن عفان رضى الله عنه فلما فرغ من الكتاب قال أمرت بأمر وأمرنا بأمر: أمرت أن تقر في بيتها فأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة فأمرتنا بما أمرت به وركبت ما أمرنا به فقام إليه شبث بن ربعي فقال يا عماني وزيد من عبدالقيس عمان وليس من أهل البحرين سرقت بجلولاء فقطعك الله وعصيت أم المؤمنين فقتلك الله ما أمرت إلا بما أمر الله عزوجل به بالاصلاح بين الناس فقلت ورب الكعبة وتهاوى الناس وقام أبو موسى فقال أيها الناس أطيعوني تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوى اليكم المظلوم ويأمن فيكم الخائف إنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعلم بما سمعنا إن الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت بينت وإن هذه الفتنة باقرة كداء البطن تجرى بها الشمال والجنوب والصبا والدبور فتسكن أحيانا فلا يدرى من أين تؤتي تذر الحليم كابن أمس شيموا سيوفكم وقصدوا رماحكم وأرسلوا سهامكم واقطعوا أوتاركم والزموا بيوتكم


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 497 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 497 ]

تاريخ الطبري ج 3



لابي موسى فقال أبو موسى والله ان بيعة عثمان رضى الله عنه لفي عنقي وعنق صاحبكما فإن لم يكن بد من قتال لا نقاتل أحدا حتى يفرغ من قتلة عثمان حيث كانوا فانطلقا إلى علي فوافياه بذي قار وأخبراه الخبر وقد خرج مع الاشتر وقد كان يعجل إلى الكوفه فقال علي يا أشتر أنت صاحبنا في أبي موسى والمعترض في كل شئ اذهب أنت وعبد الله بن عباس فأصلح ما أفسدت فخرج عبدالله بن عباس ومعه الاشتر فقدما الكوفة وكلما أبا موسى واستعانا عليه بأناس من الكوفة فقال للكوفيين أنا صاحبكم يوم الجرعة وأنا صاحبكم اليوم فجمع الناس فخطبهم وقال يا أيها الناس إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه في المواطن أعلم بالله عزوجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم ممن لم يصحبه وإن لكم علينا حقا فأنا مؤديه اليكم كان الرأي ألا تستخفوا بسلطان الله عزوجل ولا تجترئوا على الله عزوجل وكان الرأي الثاني أن تأخذوا من قدم عليكم من المدينة فتردوهم إليها حتى يجتمعوا وهم أعلم بمن تصلح له الامامة منكم ولا تكلفوا الدخول في هذا فأما إذ كان ما كان فإنها فتنة صماء النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الراكب فكونوا جرثومة من جراثيم العرب فأغمدوا السيوف وانصلوا الاسنة واقطعوا الاوتار وآووا المظلوم المضطهد حتى يلتئم هذا الامر وتنجلي هذه الفتنة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا ولما رجع ابن عباس إلى علي بالخبر دعا الحسن بن علي فأرسله فأرسل معه عمار بن ياسر فقال له انطلق فأصلح ما أفسدت فأقبلا حتى دخلا المسجد فكان أول من أتاهما مسروق بن الاجدع فسلم عليهما وأقبل على عمار فقال يا أبا اليقظان علام قتلتم عثمان رضى الله عنه قال على شتم أعراضنا وضرب أبشارنا فقال والله ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لكان خيرا للصابرين فخرج أبو موسى فلقى الحسن فضمه إليه وأقبل على عمار فقال يا أبا اليقظان أعدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار فقال لم أفعل ولم تسوؤني وقطع عليهما الحسن فأقبل على أبي موسى فقال يا أبا موسى لم تثبط الناس عنا فوالله ما أردنا


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 496 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 496 ]

تاريخ الطبري ج 3



وفعلوا ثم بايعوني وبايعني طلحة والزبير ثم نكثا بيعتي وألبا الناس علي ومن العجب انقيادهما لابي بكر وعمر رضى الله عنهما وخلافهما علي والله إنهما ليعلمان أنى لست بدون رجل ممن قد مضى اللهم فاحلل ما عقدا ولا تبرم ما قد أحكما في أنفسهما وارهما المساءة فيما قد عملا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا ولما نزل علي الثعلبية أتاه الذي لقى عثمان بن حنيف وحرسه فقام وأخبر القوم الخبر وقال اللهم عافني مما ابتليت به طلحة والزبير من قتل المسلمين وسلمنا منهم أجمعين ولما انتهى إلى الاساد أتاه ما لقى حكيم بن جبلة وقتلة عثمان ابن عفان رضى الله عنه فقال الله أكبر ما ينجيني من طلحة والزبير إذ أصابا تأرهما أو ينجيهما وقرأ (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) وقال دعا حكيم دعوة الزماع * حل بها منزلة النزاع ولما انتهوا إلى ذي قار انتهى إليه فيها عثمان بن حنيف وليس في وجهه شعر فلما رآه علي نظر إلى أصحابه فقال انطلق هذا من عندنا وهو شيخ فرجع الينا وهو شاب فلم يزل بذي قار يتلوم محمدا ومحمدا وأتاه الخبر بما لقيت ربيعة وخروج عبدالقيس ونزولهم بالطريق فقال عبدالقيس خير ربيعة في كل ربيعة خير وقال يا لهف نفسي على ربيعه * ربيعة السامعة المطيعة قد سبقتني فيهم الوقيعة * دعا علي دعوة سميعه حلوا بها المنزلة الرفيعه قال وعرضت عليه بكر بن وائل فقال لهم مثل ما قال لطيئ وأسد ولما قدم محمد ومحمد على الكوفة وأتيا أبا موسى بكتاب أمير المؤمنين وقاما في الناس بأمره فلم يجابا إلى شئ فلما أمسوا دخل ناس من أهل الحجى على أبي موسى فقالوا ما ترى في الخروج فقال كان الرأى بالامس ليس باليوم ان الذي تهاونتم به فيما مضى هو الذي جر عليكم ما ترون وما بقى إنما هما أمران العقود سبيل الآخرة والخروج سبيل الدنيا فاختاروا فلم ينفر إليه أحد فغضب الرجلان وأغلظا


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 495 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 495 ]

تاريخ الطبري ج 3



قال ندعهم بعذرهم ونعطيهم الحق ونصبر قال فإن لم يرضوا قال ندعهم ما تركونا قال فإن لم يتركونا قال امتنعنا منهم قال فنعم إذا وقام الحجاج بن غزية الانصاري فقال لارضينك بالفعل كما أرضيتني بالقول وقال دراكها دراكها قبل الفوت * وانفر بنا واسم بنا نحو الصوت لا وألت نفسي إن هبت الموت والله لانصرن الله عزوجل كما سمانا أنصارا فخرج أمير المؤمنين وعلى مقدمته أبو ليلى بن عمر بن الجراح والراية مع محمد بن الحنفية وعلى الميمنة عبدالله بن عباس وعلى الميسرة عمر بن أبي سلمة أو عمرو بن سفيان بن عبد الاسد وخرج علي وهو في سبعمائة وستين وراجز علي يرجز به سيروا أباييل وحثوا السيرا * إذ عزم السير وقولوا خيرا حتى يلاقوا وتلاقوا خيرا * نغزو بها طلحة والزبيرا وهو أمام أمير المؤمنين وأمير المؤمنين علي على ناقة له حمراء يقود فرسا كميتا قتلقاهم بفيد غلام من بني سعد ين ثعلبة بن عامر يدعى مرة فقال من هؤلاء فقيل أمير المؤمنين فقال سفرة فانية فيها دماء من نفوس فانية فسمعها علي فدعاه فقال ما اسمك قال مرة قال أمر الله عيشك كاهن سائر القوم قال بل عائف فلما نزل بفيد أتته أسد وطيئ فعرضوا عليه أنفسهم فقال الزموا قراركم في المهاجرين كفاية وقدم رجل من أهل الكوفة فيد قبل خروج علي فقال من الرجل قال عامر بن مطر قال الليثي قال قال الشيباني أخبرني عما وراءك قال فأخبره حتى سأله عن أبي موسى فقال إن أردت الصلح فأبو موسى صاحب ذلك وإن أردت القتال فأبو موسى ليس بصاحب ذلك قال والله ما أريد إلا الاصلاح حتى يرد علينا قال قد أخبرتك الخبر وسكت وسكت علي * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن أبي محمد عن عبدالله بن عمير عن محمد بن الحنفية قال قدم عثمان بن حنيف على علي بالربذة وقد نتفوا شعر رأسه ولحيته وحاجبيه فقال يا أمير المؤمنين بعثتني ذا لحية وجئتك أمرد قال أصبت أجرا وخيرا إن الناس وليهم قبلي رجلان فعملا بالكتاب ثم وليهم ثالث فقالوا


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 494 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 494 ]

تاريخ الطبري ج 3



بصدقاتكم المسلمين فنهض سعيد بن عبيد الطائي فقال يا أمير المؤمنين ان من الناس من يعبر لسانه عما في قلبه وإنى والله ما كل ما أجد في قلبي يعبر عنه لساني وسأجهد وبالله التوفيق أما أنا فسأنصح لك في السر والعلانية وأقاتل عدوك في كل موطن وأرى لك من الحق ما لا أراه لاحد من أهل زمانك لفضلك وقرابتك قال رحمك الله قد أدى لسانك عما يجن ضميرك فقتل معه بصفين رحمه الله (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قال لما قدم علي الربذة أقام بها وسرح منها إلى الكوفة محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر وكتب إليهم إني اخترتكم على الامصار وفزعت اليكم لما حدث فكونوا لدين الله أعوانا وأنصارا وأيدونا وانهضوا الينا فالاصلاح ما نريد لتعود الامة إخوانا ومن أحب ذلك وآثره فقد أحب الحق وآثره ومن أبغض ذلك فقد أبغض الحق وغمصه فمضى الرجلان وبقى علي بالربذة يتهيأ وأرسل إلى المدينة فلحقه ما أراد من دابة وسلاح وأمر أمره وقام في الناس فخطبهم وقال إن الله عزوجل أعزنا بالاسلام ورفعنا به وجعلنا به إخوانا بعد ذلة وقلة وتباغض وتباعد فجرى الناس على ذلك ما شاء الله الاسلام دينهم والحق فيهم والكتاب إمامهم حتى أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان لينزغ بين هذه الامة ألا إن بين هذه الامة لابد مفترقة كما افترقت الامم قبلهم فنعوذ بالله من شر ما هو كائن ثم عاد ثانية فقال إنه لابد مما هو كائن أن يكون ألا وإن هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة شرها فرقة تنتحلني ولا تعمل بعملي فقد أدركتم ورأيتم فالزموا دينكم واهدوا بهدى نبيكم صلى الله عليه وسلم واتبعوا سنته واعرضوا ما أشكل عليكم على القرآن فما عرفه القرآن فالزموه وما أنكره فردوه وارضوا بالله عزوجل ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن حكما وإماما (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا لما أراد علي الخروج من الربذة إلى البصرة قام إليه ابن لرفاعة بن رافع فقال يا أمير المؤمنين أي شئ تريد والى أين تذهب بنا فقال أما الذي نريد وننوى فالاصلاح إن قبلوا منا وأجابونا إليه قال فان لم يجيبونا إليه


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 493 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 493 ]

تاريخ الطبري ج 3



عن يزيد الضخم قال لما أتى عليا الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير إنهم قد توجهوا نحو العراق خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم فلما انتهى إلى الربذة أتاه عنهم إنهم قد أمعنوا فأقام بالربذة أياما وأتاه عن القوم أنهم يريدون البصرة فسرى بذلك عنه وقال إن أهل الكوفة أشد إلي حبا وفيهم رؤس العرب وأعلامهم فكتب إليهم اني قد اخترتكم على الامصار وإني بالاثرة * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن بشير بن عاصم عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال كتب علي إلى أهل الكوفة بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاني اخترتكم والنزول بين أظهركم لما أعرف من مودتكم وحبكم لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق وقضى الذي عليه * حدثني عمر قال حدثتا أبو الحسن قال حدثنا حباب بن موسى عن طلحة بن الاعلم وبشير بن عاصم عن ابن أبي ليلى عن أبيه قالا بعث محمد بن أبي بكر إلى الكوفة ومحمد بن عون فجاء الناس إلى أبي موسى يستشيرونه في الخروج فقال أبو موسى أما سبيل الآخرة فان تقيموا وأما سبيل الدنيا فأن تخرجوا وأنتم أعلم وبلغ المحمدين قول أبي موسى فبايناه وأغلظا له فقال أما والله إن بيعة عثمان رضى الله عنه في عنقي وعنق صاحبكما الذي أرسلكما ان أردنا أن نقاتل لا نقاتل حتى لا يبقى أحد من قتلة عثمان إلا قتل حيث كان وخرج علي من المدينة في آخر شهر ربيع الآخر سنة 36 فقالت أخت علي بن عدي من بني عبدالعزى بن عبد شمس لاهم فأعقر بعلي جمله * ولا تبارك في بعير حمله ألا علي بن عدي ليس له * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن أبي محنف عن نمير بن وعلة عن الشعبي قال لما نزل علي بالربذة أتته جماعة من طيئ فقيل لعلي هذه جماعة من طيئ قد أتتك منهم من يريد الخروج معك ومنهم من يريد التسليم عليك قال جزى الله كلا خيرا وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ثم دخلوا عليه فقال علي ما شهدتمونا به قالوا شهدناك بكل ما تحب قال جزاكم الله خيرا فقد أسلمتم طائعين وقاتلتم المرتدين ووافيتم


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 492 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 492 ]

تاريخ الطبري ج 3



لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها فقال له مولاه أتسميها فتنة وتقاتل فيها قال ويحك إنا نبصر ولا نبصر ما كان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه غير هذا الامر فإني لا أدرى أمقبل أنا فيه أم مدبر * حدثني أحمد بن منصور قال حدثني يحيى بن معين قال حدثنا هشام بن يوسف قاضي صنعاء عن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير عن موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص الليثي قال لما خرج طلحة والزبير وعائشة رضى الله عنهم رأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوره فقلت يا أبا محمد أرى أحب المجالس اليك أخلاها وأنت ضارب بلحيتك على زورك أن كرهت شيئا فاجلس قال فقال لي يا علقمة بن وقاص بينا نحن يد واحدة على من سوانا إذ صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضا إنه كان مني في عثمان شئ ليس توبتي إلا أن يسفك دمي في طلب دمه قال قلت فرد محمد بن طلحة فإن لك ضيعة وعيالا فإن يك شئ يخلفك فقال ما أحب أن أرى أحدا يخلف في هذا الامر فأمنعه قال فأتيت محمد بن طلحة فقلت له لو أقمت فإن حدث به حدث كنت تخلفه في عياله وضيعته قال ما أحب أن أسأل الرجال عن أمره * حدثني عمر بن شبة قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو محنف عن مجالد ابن سعيد قال لما قدمت عائشة رضى الله عنها البصرة كتبت إلى زيد بن صوحان من عائشة ابنة أبي بكر أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم فانصرنا على أمرنا هذا فإن لم تفعل فخذل الناس عن علي فكتب إليها من زيد بن صوحان إلى عائشة ابنة أبي بكر الصديق رضى الله عنه حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فأنا ابنك الخالص ان اعتزلت هذا الامر ورجعت إلى بيتك وإلا فأنا أول من نابذك قال زيد بن صوحان رحم الله أم المؤمنين امرت أن تلزم بيتها وأمرنا أن نقاتل فتركت ما أمرت به وأمرتنا به وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه ذكر الخبر عن مسير علي بن أبي طالب نحو البصرة (مما كتب به إلي السري) أن شعيبا حدثه قال حدثنا سيف غن عبيدة بن معتب


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 491 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 491 ]

تاريخ الطبري ج 3



الرزق طعام يرتزقه الناس فأراد عبدالله أن يرزقه أصحابه وبلغ حكيم بن جبلة ما صنع بعثمان فقال لست أخاف الله إن لم أنصره فجاء في جماعة من عبدالقيس وبكر ابن وائل وأكثرهم عبدالقيس فأتى ابن الزبير مدينة الرزق فقال مالك يا حكيم قال نريد أن نرتزق من هذا الطعام وأن تخلوا عثمان فيقيم في دار الامارة على ما كتبتم بينكم حتى يقدم علي والله لو أجد أعوانا عليكم أخبطكم بهم ما رضيت بهذه منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم ولقد أصبحتم وإن دماءكم لنا حلال بمن قتلتم من إخواننا أما تخافون الله عزوجل بم تستحلون سفك الدماء قال بدم عثمان ابن عفان رضى الله عنه قال فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان أما تخافون مقت الله فقال له عبدالله بن الزبير لا نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلى سبيل عثمان بن حنيف حتى يخلع عليا قال حكيم اللهم إنك حكم عدل فاشهد وقال لاصحابه إني لست في شك من قتال هؤلاء فمن كان في شك فلينصرف وقاتلهم فاقتتلوا قتالا شديدا وضرب رجل ساق حكيم فقطعها فأخذ حكيم ساقه فرماه بها فأصاب عنقه فصرعه ووقذه ثم حبا إليه فقتله واتكأ عليه فمر به رجل فقال من قتلك قال وسادتي وقتل سبعون رجلا من عبدالقيس قال الهذلي قال حكيم حين قطعت رجله أقول لما جد بي زماعي * للرجل يا رجلي لن تراعي إن معي من نجدة ذراعي قال عامر ومسلمة قتل مع حكيم ابنه الاشرف وأخوه الرعل بن جبلة * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا المثنى بن عبدالله عن عوف الاعرابي قال جاء رجل إلى طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة فقال نشدتكما بالله في مسيركما أعهد اليكما فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقام طلحة ولم يجبه فناشد الزبير فقال لا ولكن بلغنا أن عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا سليمان بن أرقم عن قتادة عن أبي عمرة مولى الزبير قال لما بايع أهل البصرة الزبير وطلحة قال الزبير ألا ألف فارس أسير بهم إلى علي فإما بيته وإما صبحته لعلي أقتله قبل أن يصل الينا فلم يجبه أحد فقال إن هذه


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 490 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 490 ]

تاريخ الطبري ج 3



بالكفر وقالوا لنا المنكر فأنكر ذلك الصالحون وعظموا ما قالوا وقالوا ما رضيتم أن قتلتم الامام حتى خرجتم على زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم أن أمرتكم بالحق لتقتلوها وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين فعزموا وعثمان بن خنيف معهم على من أطاعهم من جهال الناس وغوغائهم على زطهم وسيابجهم فلذنا منهم بطائفة من الفسطاط فكان ذلك الدأب ستة وعشرين يوما ندعوهم إلى الحق وألا يحولوا بيننا وبين الحق فغدروا وخانوا فلم نقايسهم واحتجوا ببيعة طلحة والزبير فأبردوا بريدا فجاءهم بالحجة فلم يعرفوا الحق ولم يصبروا عليه فغادوني في الغلس ليقتلوني والذي يحاربهم غيري فلم يبرحوا حتى بلغوا سدة بيتي ومعهم هاد يديهم إلي فوجدوا نفرا على باب بيتي منهم عمير بن مرثد ومرثد بن قيس ويزيد بن عبدالله بن مرثد ونفر من قيس ونفر من الرباب والازد فدارت عليهم الرحى فأطاف بهم المسلمون فقتلوهم وجمع الله عزوجل كلمة أهل البصرة على ما أجمع عليه الزبير وطلحة فإذا قتلنا بثأرنا وسعنا العذر وكانت الوقعة لخمس ليال بقين من ربيع الآخر سنة 36 وكتب عبيد بن كعب في جمادي * حدثنا عمر ابن شبة قال حدثنا أبو الحسن عن عامر بن حفص عن أشياخه قال ضرب عنق حكيم بن جبلة رجل من الحدان يقال له ضخيم فمال رأسه فتعلق بجلده فصار وجهه في قفاه * قال ابن المثنى الحداني الذي قتل حكيما يزيد بن الاسحم الحداني وجد حكيم قتيلا بين يزيد بن الاسحم وكعب بن الاسحم وهما مقتولان * حدثني عمر قال حدثني أبو الحسن قال حدثنا أبو بكر الهذلي عن أبي المليح قال لما قتل حكيم بن جبلة أرادوا أن يقتلوا عثمان بن حنيف فقال ما شئتم أما إن سهل بن حنيف وال على المدينة وإن قتلتموني انتصر فخلوا سبيله واختلفوا في الصلاة فأمرت عائشة رضى الله عنها عبدالله بن الزبير فصلى بالناس وأراد الزبير أن يعطى الناس أرزاقهم ويقسم ما في بيت المال فقال عبدالله ابنه إن ارتزق الناس تفرقوا واصطلحوا على عبدالرحمن بن أبي بكر فصيروه على بيت المال * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن علي عن أبي بكر الهذلي عن الجارود ابن أبي سبرة قال لما كان الليلة التي أخذ فيها عثمان بن حنيف وفي رحبة مدينة


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 489 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 489 ]

تاريخ الطبري ج 3



منهم مخبر إلا حرقوص بن زهير والله سبحانه مقيده إن شاء الله وكانوا كما وصف الله عزوجل وإنا نناشدكم الله في أنفسكم إلا نهضتم بمثل ما نهضنا به فنلقى الله عزوجل وتلقونه وقد أعذرنا وقضينا الذي علينا وبعثوا به مع سيار العجلي وكتبوا إلى أهل الكوفة بمثله مع رجل من بني عمرو بن أسد يدعى مظفر بن معرض وكتبوا إلى أهل اليمامة وعليها سبرة بن عمرو العنبري مع الحارث السدوسى وكتبوا إلى أهل المدينة مع ابن قدامة القشيري فدسه إلى أهل المدينة وكتبت عائشة رضى الله عنها إلى أهل الكوفة مع رسولهم أما بعد فإني أذكركم الله عزوجل والاسلام أقيموا كتاب الله بإقامة ما فيه اتقوا الله واعتصموا بحبله وكونوا مع كتابه فانا قدمنا البصرة فدعوناهم إلى إقامة كتاب الله بإقامة حدوده فأجابنا الصالحون إلى ذلك واستقبلنا من لا خير فيه بالسلاح وقالوا لنتبعنكم عثمان ليرتدوا الحدود تعطيلا فعاندوا فشهدوا علينا بالكفر وقالوا لنا المنكر فقرأنا عليهم ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فأذعن لي بعضهم واختلفوا بينهم فتركناهم وذلك فلم يمنع ذلك من كان منهم على رأيه الاول من وضع السلاح في أصحابي وعزم عليهم عثمان بن حنيف إلا قاتلوني حتى منعني الله عزوجل بالصالحين فرد كيدهم في نحورهم فمكثنا ستا وعشرين ليلة ندعوهم إلى كتاب الله وإقامة حدوده وهو حقن الدماء أن تهراق دون من قد حل دمه فأبوا واحتجوا بأشياء فاصطلحنا عليها فخافوا وغدروا وخانوا وحشروا فجمع الله عزوجل لعثمان رضى الله عنه ثأرهم فأقادهم فلم يفلت منهم إلا رجل وأردأنا الله ومنعنا منهم بعمير بن مرثد ومرثد بن قيس ونفر من قيس ونفر من الرباب والازد فالزموا الرضى إلا عن قتلة عثمان بن عفان حتى يأخذ الله حقه ولا تخاصموا عن الخائنين ولا تمنعوهم ولا ترضوا بذوى حدود الله فتكونوا من الظالمين فكتبت إلى رجال بأسمائهم فثبطوا الناس عن منع هؤلاء القوم ونصرتهم واجلسوا في بيوتكم فان هؤلاء القوم لم يرضوا بما صنعوا بعثمان بن عفان رضى الله عنه وفرقوا بين جماعة الامة وخالفوا الكتاب والسنة حتى شهدوا علينا فيما أمرناهم به وحثثناهم عليه من إقامة كتاب الله وإقامة حدوده


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 488 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 488 ]

تاريخ الطبري ج 3



فأتى عليه رجل وهو رثيث رأسه على آخر فقال مالك يا حكيم قال قتلت من قتلك قال وسادتي فاحتمله فضمه في سبعين من أصحابه فتكلم يومئذ حكيم وإنه لقائم على رجل وإن السيوف لتأخذهم فما يتعتع ويقول إنا خلفنا هذين وقد بايعا عليا وأعطياه الطاعة ثم أقبلا محالفين محاربين يطلبان بدم عثمان بن عفان ففرقا بيننا ونحن أهل دار وجوار اللهم إنهما لم يريدا عثمان فنادى مناد يا خبيث جزعت حين عضك نكال الله عزوجل إلى كلام من نصبك وأصحابك بما ركبتم من الامام المظلوم وفرقتم من الجماعة وأصبتم من الدماء ونلتم من الدنيا فذق وبال الله عزوجل وانتقامه وأقيموا فيمن أنتم وقتل ذريح ومن معه وأفلت حرقوص بن زهير في نفر من أصحابه فلجأوا إلى قومهم ونادى منادى الزبير وطلحة بالبصرة ألا من كان فيهم من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأتنا بهم فجئ بهم كما يجاء بالكلاب فقتلوا فما أفلت منهم من أهل البصرة جميعا إلا حرقوص بن زهير فإن بني سعد منعوه وكان من بني سعد فمسهم في ذلك أمر شديد وضربوا لهم فيه أجلا وخشنوا صدور بني سعد وإنهم لعثمانية حتى قالوا نعتزل وغضبت عبدالقيس حين غضبت سعد لمن قتل منهم بعد الوقعة ومن كان هرب إليهم إلى ما هم عليه من لزوم وطاعة علي فأمر الناس بأعطياتهم وأرزاقهم وحقوقهم وفضلا بالفضل أهل السمع والطاعة فخرجت عبدالقيس وكثير من بكر بن وائل حين زووا عنهم الفضول فبادروا إلى بيت المال وأكب عليهم الناس فأصابوا منهم وخرج القوم حتى نزلوا على طريق علي وأقام طلحة والزبير ليس معهما بالبصرة ثأر إلا حرقوص وكتبوا إلى أهل الشأم بما صنعوا وصاروا إليه إنا خرجنا لوضع الحرب وإقامة كتاب الله عزوجل بإقامة حدوده في الشريف والوضيع والكثير والقليل حتى يكون الله عزوجل هو الذي يردنا عن ذلك فبايعنا خيار أهل البصرة ونجباؤهم وخالفنا شرارهم ونزاعهم فردونا بالسلاح وقالوا فيما قالوا نأخذ أم المؤمنين رهينة أن أمرتهم بالخق وحثثتهم عليه فأعطاهم الله عزوجل سنة المسلمين مرة بعد مرة حتى إذا لم يبق حجة ولا عذر استبسل قتلة أمير المؤمنين فخرجوا إلى مضاجعهم فلم يفلت


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 487 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 487 ]

تاريخ الطبري ج 3



بأن حكيما في الجمع فبعثت لا تحبسا عثمان ودعاه ففعلا فخرج عثمان فمضى لطلبته وأصبح حكيم بن جبلة في خيله على رجل فيمن تبعه من عبدالقيس ومن نزع إليهم من أفناء ربيعة ثم وجهوا نحو دار الرزق وهو يقول لست بأخيه إن لم أنصره وجعل يشتم عائشة رضى الله عنها فسمعته امرأة من قومه فقالت يا ابن الخبيثة أنت أولى بذلك فطعنها فقتلها فغضبت عبدالقيس إلا من كان اغتمر منهم فقالوا فعلت بالامس وعدت لمثل ذلك اليوم والله لندعنك حتى يقيدك الله فرجعوا وتركوه والضى عثمان بن حنيف فيمن غزا معه عثمان بن عفان وحصروه من نزاع القبائل كلها وعرفوا أن لا مقام لهم بالبصرة فاجتمعوا إليه فانتهى بهم إلى الزابوقة عند دار الرزق وقالت عائشة لا تقتلوا إلا من قاتلكم ونادوا من لم يكن من قتلة عثمان رضى الله عنه فيكفف عنا فإنا لا نريد إلا قتلة عثمان ولا نبدأ أحدا فأنشب حكيم القتال ولم يرع للمنادى فقال طلحة والزبير الحمد لله الذي جمع لنا ثأرنا من أهل البصرة اللهم لا تبق منهم أحدا وأقد منهم اليوم فاقتلهم فجادوهم القتال فاقتتلوا أشد القتال ومعه أربعة قواد فكان حكيم بحيال طلحة وذريح بحيال الزبير وابن المحرش بحيال عبدالرحمن بن عتاب وحرقوص بن زهير بحيال عبدالرحمن بن الحارث بن هشام فزحف طلحة لحكيم وهو في ثلثمائة رجل وجعل حكيم يضرب بالسيف ويقول أضربهم باليابس * ضرب غلام عابس من الحياة آيس * في الغرفات نافس فضرب رجل رجله فقطعها فحبا حتى أخذها فرمى بها صاحبه فأصاب جسده فصرعه فأتاه حتى قتله ثم اتكأ عليه وقال يافخذ لن تراعى * إن معي ذراعي * أحمى بها كراعي وقال وهو يرتجز ليس علي أن أموت عار * والعار في الناس هو الفرا والمجد لا يفضحه الدمار


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 486 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 486 ]

تاريخ الطبري ج 3



أيتكن تنبحها كلاب الحوأب فارادت الرجوع فأتاها عبدالله بن الزبير فزعم أنه قال كذب من قال إن هذا الحوأب ولم يزل حتى مضت فقدموا البصرة وعليها عثمان ابن حنيف فقال لهم عثمان ما نقمتم على صاحبكم فقالوا لم نره أولى بها منا وقد صنع ما صنع قال فإن الرجل أمرني فأكتب إليه فأعلمه ما جئتم له على أن أصلى بالناس حتى يأتينا كتابه فوقفوا عليه وكتب فلما يلبث إلا يومين حتى وثبوا عليه فقاتلوه بالزابوقه عند مدينة الرزق فظهروا وأخذوا عثمان فأرادوا قتله ثم خشوا غضب الانصار فنالوه في شعره وجسده فقام طلحة والزبير خطيبين فقالا يا أهل البصرة توبة بحوبة إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان ولم نرد قتله فغلب سفهاء الناس الحلماء حتى قتلوه فقال الناس لطلحة يا أبا محمد قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا فقال الزبير فهل جاءكم مني كتاب في شأنه ثم ذكر قتل عثمان رضى الله عنه وما أتى إليه وأظهر عيب علي فقال إليه رجل من عبدالقيس فقال أيها الرحل أنصت حتى نتكلم فقال عبدالله بن الزبير ومالك وللكلام فقال العبدي يا معشر المهاجرين أنتم أول من أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لكم بذلك فضل ثم دخل الناس في الاسلام كما دخلتم فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعتم رجلا منكم والله ما استأمرتمونا في شئ من ذلك فرضينا واتبعناكم فجعل الله عزوحل للمسلمين في إمارته بركة ثم مات رضى الله عنه واستخلف عليكم رجلا منكم فلم تشاورونا في ذلك فرضينا وسلمنا فلما توفى الامير جعل الامر إلى ستة نفر فاخترتم عثمان وبايعتموه عن غير مشورة منا ثم أنكرتم من ذلك الرجل شيئا فقتلتموه عن غير مشورة منا ثم بايعتم عليا عن غير مشورة منا فما الذي نقمتم عليه فنقاتله هل استأثر بفئ أو عمل بغير الحق أو عمل شيئا تنكرونه فنكون معكم عليه وإلا فما هذا فهموا بقتل ذلك الرجل فقام من دونه عشيرته فلما كان الغد وثبوا عليه وعلى من كان معه فقتلوا سبعين رجلا (رجع الحديث) إلى حديث سيف عن محمد وطلحة * وقالا فأصبح طلحة والزبير وبين المال والحرس في أيديهما والناس معهما ومن لم يكن معهما مغمور مستسر وبعثا حين أصبحا


يتبع

  [IMG]http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif[/IMG]

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 485 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 485 ]

تاريخ الطبري ج 3



إلا كرها على فرقة ولقد أكرها على جماعة وفضل فان كانا يريدان الخلع فلا عذر لهما وإن كانا يريدان غير ذلك نظرنا ونظرا فقدم الكتاب على عثمان بن حنيف وقدم كعب فارسلوا إلى عثمان أن اخرج عنا فاحتج عثمان بالكتاب وقال هذا أمر آخر غير ما كنا فيه فجمع طلحة والزبير الرجال في ليلة مظلمة باردة ذات رياح وندى ثم قصد المسجد فوافقا صلاة العشاء وكانوا يؤخرونها فأبطأ عثمان بن حنيف فقدما عبدالرحمن بن عتاب فشهر الزط والسيابجة السلاح ثم وضعوه فيهم فأقبلوا عليهم فاقتتلوا في المسجد وصبروا لهم فأناموهم وهم أربعون وأدخلوا الرجال على عثمان ليخرجوه اليهما فلما وصل اليهما توطؤوه وما بقيت في وجهه شعرة فاستعظما ذلك وأرسلا إلى عائشة بالذي كان واستلطعا رأيها فأرسلت اليهما أن خلوا سبيله فليذهب حيث شاء ولا تحبسوه فاخرجوا الحرس الذين كانوا مع عثمان في القصر ودخلوه وقد كانوا يعتقبون حرس عثمان في كل يوم وفي كل ليلة أربعون فصلى عبدالرحمن بن عتاب بالناس العشاء والفجر وكان الرسول فيما بين عائشة وطلحة والزبير هو أتاها بالخبر وهو رجع اليهما بالجواب فكان رسول القوم * حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو الحسن عن أبي محنف عن يوسف بن يزيد عن سهل بن سعد قال لما أخذوا عثمان بن حنيف أرسلوا أبان بن عثمان إلى عائشة يستشيرونها في أمره قالت اقتلوه فقالت لها امرأة نشدتك بالله يا أم المؤمنين في عثمان وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ردوا أبانا فردوه فقالت احبسوه ولا تقتلوه قال لو علمت أنك تدعينني لهذا لم أرجع فقال لهم مجاشع بن مسعود اضربوه وانتفوا شعر لحيته فضربوه أربعين سوطا ونتفوا شعر لحيته ورأسه وحاجبيه وأشفار عينيه وحبسوه * حدثني احمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثني وهب بن جرير ابن حازم قال سمعت يونس بن يزيد الايلي عن الزهري قال بلغني انه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي بذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر فسمعت عائشة رضى الله عنها نباح الكلاب فقالت أي ماء هذا فقالوا الحوأب فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون اني لهيه قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه ليت شعرى


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 484 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 484 ]

تاريخ الطبري ج 3



من المدينة فان كانا أكرها خرج عثمان عنهما وأخلى لهما البصرة وإن لم يكونا أكرها خرج طلحة والزبير * بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اصطلح عليه طلحة والزبير ومن معهما من المؤمنين والمسلمين وعثمان بن حنيف ومن معه من المؤمنين والمسلمين أن عثمان يقيم حيث أدركه الصلح على ما في يده وأن طلحة والزبير يقيمان حيث أدركهما الصلح على ما في أيديهما حتى يرجع أمين الفريقين ورسولهم كعب بن سور من المدينة ولا يضار واحد من الفريقين الآخر في مسجد ولا سوق ولا طريق ولا فرصة بينهم عيبة مفتوحة حتى يرجع كعب بالخبر فان رجع بأن القوم أكرهوا طلحة والزبير فالامر أمرهما وإن شاء عثمان خرج حتى يلحق بطيته وإن شاء دخل معهما وإن رجع بأنهما لم يكرها فالامر أمر عثمان فان شاء طلحة والزبير أقاما على طاعة علي وإن شاء خرجا حتى يلحقا بطيتهما والمؤمنون أعوان الفالح منهما فخرج كعب حتى يقدم المدينة فاجتمع الناس لقدومه وكان قدومه يوم جمعة فقام كعب فقال يا أهل المدينة إني رسول أهل البصرة اليكم أأكره هؤلاء القوم هذين الرجلين على بيعة علي أم أتياها طائعين فلم يجبه أحد من القوم إلا ما كان من أسامة بن زيد فانه قام فقال اللهم إنهم لم يبايعا إلا وهما كارهان فأمر به تمام فواثبه سهل بن حنيف والناس وثار صهيب بن سنان وأبو أيوب بن زيد في عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم محمد ابن مسلمة حين خافوا أن يقتل أسامة فقال اللهم نعم فانفرجوا عن الرجل فانفرجوا عنه وأخذ صهيب بيده حتى أخرجه فأدخله منزله وقال قد علمت أن أم عامر حامقة أما وسعك ما وسعنا من السكوت قال لا والله ما كنت أرى أن الامر يترامى إلى ما رأيت وقد أبسلنا العظيم فرجع كعب وقد اعتد طلحة والزبير فيما بين ذلك بأشياء كلها كانت مما يعتد به منها أن محمد بن طلحة وكان صاحب صلاة قام مقاما قريبا من عثمان بن حنيف فخشى بعض الزط والسيابجة أن يكون جاء لغير ما جاء له فنحياه فبعثا إلى عثمان هذه واحدة وبلغ عليا الخبر الذي كان بالمدينة من ذلك فبادر بالكتاب إلى عثمان يعجزه ويقول والله ما أكرها


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

--------------------------------------------------------------------------------

[ 483 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 483 ]

تاريخ الطبري ج 3



وثلث على ابن أبي طالب * ونحن بدوية قرقر فقلت صدقت على الاولين * وأخطأت في الثالث الازهر (رجع الحديث إلى حديث سيف عن محمد وطلحة) قال فخرج أبو الأسود وعمران وأقبل حكيم بن جبلة وقد خرج وهو على الخيل فانشب القتال وأشرع أصحاب عائشة رضى الله عنها رماحهم وأمسكوا ليمسكوا فلم ينته ولم يثن فقاتلهم وأصحاب عائشة كافون إلا ما دافعوا عن أنفسهم وحكيم يذمر خيله ويركبهم بها ويقول إنها قريش ليردينها جبنها والطيش واقتتلوا على فم السكة وأشراف أهل الدور ممن كان له في واحد من الفريقين هوى فرموا باقي الآخرين بالحجارة وأمرت عائشة أصحابها فتيامنوا حتى انتهوا إلى مقبرة بني مازن فوقفوا بها مليا وثار إليهم الناس فحجز الليل بينهم فرجع عثمان إلى القصر ورجع الناس إلى قبائلهم وجاء أبو الجرباء أحد بني عثمان بن مالك بن عمرو بن تميم إلى عائشة وطلحة والزبير فاشار عليهم بأمثل من مكانهم فاستنصحوه وتابعوا رأيه فساروا من مقبرة بني مازن فأخذوا على مسناة البصرة من قبل الجبانة حتى انتهوا إلى الزابوقة ثم أتوا مقبرة بني حصن وهي متنحية إلى دار الرزق فباتوا يتأهبون وبات الناس يسيرون إليهم وأصبحوا وهم على رجل في ساحة دار الرزق وأصبح عثمان بن حنيف فغاداهم وغدا حكيم بن جبلة وهو يبربر وفي يده الرمح فقال له رجل من عبد القديس من هذا الذي تسب وتقول له ما أسمع قال عائشة قال يا ابن الخبيثة ألام المؤمنين تقول هذا فوضع حكيم السنان بين ثدييه فقتله ثم مر بامرأة وهو يسبها يعني عائشة فقالت من هذا الذي ألجأك إلى هذا قال عائشة قالت يا ابن الخبيثة ألام المؤمنين تقول هذا فطعنها بين ثدييها فقتلها ثم سار فلما اجتمعوا واقفوهم فاقتتلوا بدار الرزق قتالا شديدا من حين بزغت الشمس إلى أن زال النهار وقد كثر القتلى في أصحاب ابن حنيف وفشت الجراحة في الفريقين ومنادى عائشة يناشدهم ويدعوهم إلى الكف فيأبون حتى إذا مسهم الشر وعضهم نادوا أصحاب عائشة إلى الصلح والمتات فأجابوهم وتوعدوا وكتبوا بينهم كتابا على أن يبعثوا رسولا إلى المدينة وحتى يرجع الرسول 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 482 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 482 ]

تاريخ الطبري ج 3



ذلك عائشة انحدرت وانحدر أهل الميمنة مفارقين لعثمان حتى وقفوا في المربد في موضع الدباغين وبقى أصحاب عثمان على حالهم يتدافعون حتى تحاجزوا ومال بعضهم إلى عائشة وبقى بعضهم مع عثمان على فم السكة وأتى عثمان بن حنيف فيمن معه حتى إذا كانوا على فم السكة سكة المسجد عن يمين الدباغين استقبلوا الناس فأخذوا عليهم بفمها (وفيها) ذكر نصر بن مزاحم عن سيف عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال وأقبل جارية بن قدامة السعدي فقال يا أم المؤمنين والله لقتل عثمان بن عفان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح إنه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك وأبحت حرمتك إنه من رأى قتالك فانه يرى قتلك إن كنت أتيتينا طائعة فارجعي إلى منزلك وإن كنت أتيتينا مستكرهة فاستعيني بالناس قال فخرج غلام شاب من بني سعد إلى طلحة والزبير فقال أما أنت يا زبير فحواري رسول الله صلى الله عليه وآله وأما أنت يا طلحة فوقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدك وأرى أمكما معكما فهل جئتما بنسائكما قالا لا قال فما أنا منكما في شئ واعتزل وقال السعدي في ذلك صنتم حلائلكم وقدتم أمكم * هذا لعمرك قلة الانصاف أمرت بجر ذيولها في بيتها * فهوت تشق البيد بالايجاف غرضا يقاتل دونها أبناؤها * بالنبل والخطي والاسياف هتكت بطلحة والزبير ستورها * هذا المخبر عنهم والكافي وأقبل غلام من جهينة على محمد بن طلحة وكان محمد رجلا عابدا فقال أخبرني عن قتلة عثمان فقال نعم دم عثمان ثلاث أثلاث ثلث على صاحبة الهودج يعني عائشة وثلث على صاحب الجمل الاحمر يعنى طلحة وثلث على علي بن أبي طالب وضحك الغلام وقال ألا أراني على ضلال ولحق بعلي وقال في ذلك شعرا سألت ابن طلحة عن هالك * بجوف المدينة لم يقبر فقال ثلاثة رهط هم * أماتوا ابن عفان واستعبر فثلث على تلك في خدرها * وثلث على راكب الاحمر 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 481 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 481 ]

تاريخ الطبري ج 3



أنا قتلة عثمان رضى الله عنه فانما فزعوا إلينا يستعينوا بنا على قتلة عثمان منا ومن غيرنا فإن كان القوم أخرجوا من ديارهم كما زعمت فمن يمنعهم من إخراجهم الرجال أو البلدان فحصبه الناس فعرف عثمان إن لهم بالبصرة ناصرا ممن يقوم معهم فكسره ذلك وأقبلت عائشة رضى الله عنها فيمن معها حتى إذا انتهوا إلى المربد ودخلوا من أعلاه أمسكوا ووقفوا حتى خرج عثمان فيمن معه وخرج إليها من أهل البصرة من أراد أن يخرج إليها ويكون معها فاجتمعوا بالمربد وجعلوا يثوبون حتى غص بالناس فتكلم طلحة وهو في ميمنة المربد ومعه الزبير وعثمان في ميسرته فأنصتوا له فحمد الله وأثنى عليه وذكر عثمان رضى الله عنه وفضله والبلد وما استحل منه وعظم ما أتى إليه ودعا إلى الطلب بدمه وقال إن في ذلك إعزاز دين الله عزوجل وسلطانه وأما الطلب بدم الخليفة المظلوم فانه حد من حدود الله وإنكم إن فعلتم أصبتم وعاد أمركم إليكم وإن تركتم لم يقم لكم سلطان ولم يكن لكم نظام فتكلم الزبير بمثل ذلك فقال من في ميمنة المربد صدقا وبرا وقالا الحق وأمرا بالحق وقال من في مسيرته فجرا وغدرا وقالا الباطل وأمرا به قد بايعا ثم جاآ يقولان ما يقولان وتحاثى الناس وتحاصبوا وأرهجوا فتكلمت عائشة وكانت جهورية يعلو صوتها كثرة كأنه صوت امرأة جليلة فحمدت الله عزوجل وأثنت عليه وقالت كان الناس يجتنون على عثمان رضى الله عنه ويزرون على عماله ويأتوننا بالمدينة فيستشيروننا فيما يخبروننا عنهم ويرون حسنا من كلامنا في صلاح بينهم فننظر في ذلك فنجده بريا تقيا وفيا ونجدهم فجرة كذبة يحاولون غير ما يظهرون فلما قووا على المكاثرة كاثروه فاقتحموا عليه داره واستحلوا الدم الحرام والمال الحرام والبلد الحرام بلا ترة ولا عذر ألا إن مما ينبغي لا ينبغي لكم غيره أخذ قتلة عثمان رضى الله عنه وإقامة كتاب الله عزوجل (ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم - الآية) فافترق أصحاب عثمان ابن حنيف فرقتين فقالت فرقة صدقت والله وبرت وجاءت والله بالمعروف وقال الآخرون كذبتم والله ما نعرف ما تقولون فتحاثوا وتحاصبوا وأرهجوا فلما رأت 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 480 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 480 ]

تاريخ الطبري ج 3



الي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا فخرج أبو الأسود وعمران من عندها فأتيا طلحة فقالا ما أقدمك قال الطلب بدم عثمان رضى الله عنه قالا ألم تبايع عليا قال بلى واللج على عنقي وما أستقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان ثم أتيا الزبير فقالا ما أقدمك قال الطلب بدم عثمان رضى الله عنه قالا ألم تبايع عليا قال بلى واللج على عنقي وما أستقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان فرجعا إلى أم المؤمنين فودعاها فودعت عمران وقالت يا أبا الاسود إياك أن يقودك الهوى إلى النار " كونوا قوامين لله شهداء بالقسط " الآية فسرحتهما ونادى مناديها بالرحيل ومضى الرجلان حنى دخلا على عثمان بن حنيف فبدر أبو الأسود عمران فقال يا ابن حنيف قد أتيت فانفر * وطاعن القوم وجالد واصبر وابرز لهم مستلئما وشمر فقال عثمان إنا لله وإنا إليه راجعون دارت رحى الاسلام ورب الكعبة فانظروا بأي زيفان تزيف فقال عمران إي والله لتعركنكم عركا طويلا ثم لا يساوى ما بقى منكم كثير شئ قال فأشر علي يا عمران قال إني قاعد فاقعد فقال عثمان بل امنعهم حتى يأتي أمير المؤمنين علي قال عمران بل يحكم الله ما يريد فانصرف إلى بيته وقام عثمان في أمره فأتاه هشام بن عامر فقال يا عثمان إن هذا الامر الذي تروم يسلم إلى شر مما تكره إن هذا فتق لا يرتق وصدع لا يجبر فسامحهم حتى يأتي أمر علي ولا تحادهم فأبى ونادى عثمان في الناس وأمرهم بالتهيؤ ولبسوا السلاح واجتمعوا إلى المسجد الجامع وأقبل عثمان على الكيد فكاد الناس لينظر ما عندهم وأمرهم بالتهيؤ وأمر رجلا ودسه إلى الناس خدعا كوفيا قيسيا فقام فقال يا أيها الناس أنا قيس بن العقدية الحميسى إن هؤلاء القوم الذين جاؤكم إن كانوا جاؤكم خائفين فقد جاءوا من المكان الذي يأمن فيه الطير وإن كانوا جاءوا يطلبون بدم عثمان رضى الله عنه فما نحن بقتلة عثمان أطيعوني في هؤلاء القوم فردوهم من حيث جاءوا فقام الاسود بن سريع السعدي فقال أو زعموا 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 479 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 479 ]

تاريخ الطبري ج 3



دخولهم البصرة والحرب بينهم وبين عثمان بن حنيف (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا ومضى الناس حتى إذا عاجوا عن الطريق وكانوا بفناء البصرة لقيهم عمير بن عبدالله التميمي فقال يا أم المؤمنين أنشدك بالله أن تقدمي اليوم على قوم تراسلي منهم أحدا فيكفيكهم فقالت جئتني بالرأى وأنت امرؤ صالح قال فعجلي ابن عامر فليدخل فإن له صنائع فليذهب إلى صنائعه فليلقوا الناس حتى تقدمي ويسمعوا ما جئتم فيه فأرسلته فاندس إلى البصرة فأتى القوم وكتبت عائشة رضى الله عنها إلى رجال من أهل البصرة وكتبت إلى الاحنف بن قيس وصبرة بن شيمان وأمثالهم من الوجوه ومضت حتى إذا كانت بالحفير انتظرت الجواب بالخبر ولما بلغ ذلك أهل البصرة دعا عثمان بن حنيف عمران بن حصين وكان رجل عامة والزه بأبي الاسود الدؤلي وكان رجل خاصة فقال انطلقا إلى هذه المرأة فاعلمها علمها وعلم من معها فخرجا فانتهيا إليها وإلى الناس وهم بالحفير فاستأذنا فأذنت لهما فسلما وقالا إن أميرنا بعثنا اليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا فقالت والله ما مثلي يسير بالامر المكتوم ولا يغطى لبنيه الخبر إن الغوغاء من أهل الامصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثوا فيه الاحداث وآووا فيه المحدثين واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه وانتهبوا المال الحرام وأحلوا البلد الحرام والشهر الحرام ومزقوا الاعراض والجلود وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم إن يأتوا في إصلاح هذا وقرأت " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " ننهض في الاصلاح ممن أمر الله عزوجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصغير والكبير والذكر والانثى فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره (كتب 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 478 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 478 ]

تاريخ الطبري ج 3



وطلحة قالا لما اجتمع الرأى من طلحة والزبير وأم المؤمنين ومن بمكة من المسلمين على السير إلى البصرة والانتصار من قتلة عثمان رضى الله عنه خرج الزبير وطلحة حتى لقيا ابن عمر ودعواه إلى الخفوف فقال إني امرؤ من أهل المدينة فإن يجتمعوا على النهوض أنهض وإن يجتمعوا على القعود أقعد فتركاه ورجعا (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن سعيد بن عبدالله عن ابن أبي مليكة قال جمع الزبير بنيه حين أراد الرحيل فودع بعضهم وأخرج بعضهم وأخرج ابني أسماء جميعا فقال يا فلان أقم يا عمرو أقم فلما رأى ذلك عبدالله بن الزبير قال يا عروة أقم ويا منذر أقم فقال الزبير ويحك أستصحب ابني وأستمتع منهما فقال إن خرجت بهم جميعا فاخرج وإن خلفت منهم أحدا فخلفهما ولا تعرض أسماء للثكل من بين نسائك فبكى وتركهما فخرجوا حتى إذا انتهوا إلى جبال أوطاس تيامنوا وسلكوا طريقا نحو البصرة وتركوا طريقها يسارا حتى إذا دنوا منها فدخلوها ركبوا المنكدر (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن ابن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال خرج الزبير وطلحة ففصلا ثم خرجت عائشة فتبعها أمهات المؤمنين إلى ذات عرق فلم ير يوم كان أكثر باكيا على الاسلام أو باكيا له من ذلك اليوم كان يسمى يوم النحيب وأمرت عبدالرحمن بن عتاب فكان يصلى بالناس وكان عدلا بينهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن عبدالله عن يزيد بن معن السلمي قال لما تيامن عسكرها عن أوطاس أتوا على مليح بن عوف السلمي وهو مطلع ماله فسلم على الزبير وقال يا أبا عبدالله ما هذا قال عدى على أمير المؤمنين رضى الله عنه فقتل بلا ترة ولا عذر قال ومن قال الغوغاء من الامصار ونزاع القبائل وظاهرهم الاعراب والعبيد قال فتريدون ماذا قال ننهض الناس فيدرك بهذا الدم لئلا يبطل فإن في إبطاله توهين سلطان الله بيننا أبدا إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إلا قتله هذا الضرب قال والله إن ترك هذا لشديد ولا تدرون إلى أين ذلك يسير فودع كل واحد منهما صاحبه وافترقا ومضى الناس 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 477 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 477 ]

تاريخ الطبري ج 3



المدينة بالاجتماع فجازت بهم الامور إلى خير مجاز اجتمعوا على علي بن أبي طالب فقالت والله ليت ان هذه انطبقت على هذه إن تم الامر لصاحبك ردوني ردوني فانصرفت إلى مكة وهي تقول قتل والله عثمان مظلوما والله لاطلبن بدمه فقال لها ابن أم كلاب ولم فوالله إن أول من أمال حرفه لانت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الاخير خير من قولي الاول فقال لها ابن أم كلاب: منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الامام * وقلت لنا إنه قد كفر فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر وقد بايع التاس ذا تدرإ * يزيل الشبا ويقيم الصعر ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت واجتمع إليها الناس فقالت يا أيها الناس إن عثمان رضى الله عنه قتل مظلوما ووالله لاطلبن بدمه (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا كان علي في هم من توجه القوم لا يدري إلى أين يأخذون وكان أن يأتوا البصرة أحب إليه فلما تيقن أن القوم يعارضون طريق البصرة سر بذلك وقال الكوفة فيها رجال العرب وبيوتاتهم فقال له ابن عباس إن الذي يسرك من ذلك ليسوؤني إن الكوفة فسطاط فيه أعلام من أعلام العرب ولا يحملهم عدة القوم ولا يزال فيهم من يسمو إلى أمر لا يناله فإذا كان كذلك شغب على الذي قد نال حتى يفثأه فيفسد بعضهم على بعض فقال علي ان الامر ليشبه ما تقول ولكن الاثرة لاهل الطاعة وألحق بأحسنهم سابقة وقدمة فإن استووا أعفيناهم واجتبرناهم فان أقنعهم ذلك كان خيرا لهم وإن لم يقنعهم كلفونا إقامتهم وكان شرا على من هو شر له فقال ابن عباس ان ذلك لامر لا يدرك إلا بالقنوع (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 476 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 476 ]

تاريخ الطبري ج 3



فسر معنا حتى نزلنا ذاقار فأمر علي بن أبي طالب بحوالقين فضم أحدهما إلى صاحبه ثم جئ برجل فوضع عليهما ثم جاء يمشي حتى صعد عليه وسدل رجليه من جانب واحد ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال قد رأيتم ما صنع هؤلاء القوم وهذه المرأة فقام إليه الحسن فبكى فقال له علي قد جئت تحن حنين الجارية فقال أجل أمرتك فعصيتني فأنت اليوم تقتل بمصبعة لا ناصر لك قال حدث القوم بما أمرتني به قال أمرتك حين سار الناس إلى عثمان رضى الله عنه ألا تبسط يدك ببيعة حتى تجول جائلة العرب فانهم لن يقطعوا أمرا دونك فأبيت علي وأمرتك حتى سارت هذه المرأة وصنع هؤلاء القوم ما صنعوا أن تلزم المدينة وترسل إلى من استجاب لك من شيعتك قال علي صدق والله ولكن والله يا بني ما كنت لاكون كالضبع وتستمع للدم إن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وما أرى أحدا أحق بهذا الامر مني فبايع الناس أبا بكر فبايعت كما بايعوا ثم إن أبا بكر رضى الله عنه هلك وما أرى أحدا أحق بهذا الامر مني فبايع الناس عمر بن الخطاب فبايعت كما بايعوا ثم إن عمر رضى الله عنه هلك وأما أرى أحدا أحق بهذا الامر مني فجعلني سهما من ستة أسهم فبايع الناس عثمان فبايعت كما بايعوا ثم سار الناس إلى عثمان رضى الله عنه فقتلوه ثم أتوني فبايعرني طائعين غير مكرهين فأنا مقاتل من خالفني بمن اتبعني حتى يحكم الله بيني وبينهم وهو خير الحاكمين قول عائشة رضى الله عنها والله لاطلبن بدم عثمان وخروجها وطلحة والزبير فيمن تبعهم إلى البصرة (كتب إلي علي بن أحمد بن الحسن العجلي) ان الحسين بن نصر العطار قال حدثنا أبي نصر بن مزاحم العطار قال حدثنا سيف بن عمر عن محمد بن نويرة وطلحة بن الاعلم الحنفي قال وحدثنا عمر بن سعد عن أسد بن عبدالله عمن أدرك من أهل العلم أن عائشة رضى الله عنها لما انتهت إلى سرف راجعة في طريقها إلى مكة لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له مهيم قال قتلوا عثمان رضى الله عنه فمكثوا ثمانيا قالت ثم صنعوا ماذا قال أخذها أهل 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 475 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 475 ]

تاريخ الطبري ج 3



ويقال دباب دباب ليست ههنا حتى يحل عرقوباها ثم تخرج وإذا لم أنظر فيما لزمني من هذا الامر ويعنيني فمن ينظر فيه فكف عنك أي بني شراء الجمل لعائشة رضى الله عنها وخبر كلاب الحوأب * حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري قال أخبرنا علي بن عابس الازرق قال حدثنا أبو الخطاب الهجري عن صفوان بن قبيصة الاحمسي قال حدثني العرني صاحب الجمل قال بينما أنا أسير على جمل إذ عرض لي راكب فقال يا صاحب الجمل تبيع جملك قلت نعم قال بكم قلت بألف درهم قال مجنون أنت جمل يباع بألف درهم قال قلت نعم جملي هذا قال ومم ذلك قلت ما طلبت عليه أحدا قط إلا أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قط إلا فته قال لو تعلم لمن نريده لاحسنت بيعنا قال قلت ولمن تريده قال لامك قلت لقد تركت أمي في بيتها قاعدة ما تريد براحا قال إنما أريده لام المؤمنين عائشة قلت فهو لك فخذه بغير ثمن قال لا ولكن ارجع معنا إلى الرحل فلنعطك ناقة مهرية ونزيدك دراهم قال فرجعت فأعطوني ناقة لها مهرية وزادوني أربعمائة أو ستمائة درهم فقال لي يا أخا عرينة هل لك دلالة بالطريق قال قلت نعم أنا من أدرك الناس قال فسر معنا فسرت معهم فلا أمر على واد ولا ماء إلا سألوني عنه حتى طرقنا ماء الحوأب فنبحتنا كلابها قالوا أي ماء هذا قلت ماء الحوأب قال فصرخت عائشة بأعلى صوتها ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ثم قالت أنا والله صاحبة كلاب الحوأب طروقا ردوني تقول ذلك ثلاثا فأناخت وأناخوا حولها وهم على ذلك وهي تأبى حتى كانت الساعة التي أناخوا فيها من الغد فجاءها ابن الزبير فقال النجاء النجاء فقد أدرككم والله علي بن أبي طاب قال فارتحلوا وشتموني فانصرفت فما سرت إلا قليلا وإذا أنا بعلي وركب معه نحو من ثلثمائة فقال لي علي يا أيها الراكب فأتيته فقال أين أتيت الظعينة قلت في مكان كذا وكذا وهذه ناقتها وبعتهم جملي قال وقد ركبته قلت نعم وسرت معهم حتى أتينا ماء الحوأب فنبحت عليها كلابها فقالت كذا وكذا فلما رأيت اختلاط أمرهم انفتلت وارتحلوا فقال علي هل لك دلالة بذي قار قلت لعلي أدل الناس قال 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 474 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 474 ]

تاريخ الطبري ج 3



في تعبيته التي كان تعبي بها إلى الشأم وخرج معه من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل وهو يرجو أن يدركهم فيحول بينهم وبين الخروج فلقيه عبدالله بن سلام فأخذ بعنانه وقال يا أمير المؤمنين لا تخرج منها فوالله لئن خرجت منها لا ترجع إليها ولا يعود إليها سلطان المسلمين أبدا فسبوه فقال دعوا الرجل فنعم الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وسار حتى انتهى إلى الربذة فبلغه ممرهم فأقام حين فاتوه يأتمر بالربذة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن خالد بن مهران البجلي عن مروان بن عبدالرحمن الحميسى عن طارق ابن شهاب قال خرجنا من الكوفة معتمرين حين أتانا قتل عثمان رضى الله عنه فلما انتهينا إلى الربذة وذلك في وجه الصبح إذا الرفاق وإذا بعضهم يتلو بعضا فقلت ما هذا فقالوا أمير المؤمنين فقلت ما له قالوا غلبه طلحة والزبير فخرج يعترض لهما ليردهما فبلغه أنهما قد فاتاه فهو يريد أن يخرج في آثارهما فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون آتى عليا فأقاتل معه هذين الرجلين وأم المؤمنين أو أخالفه إن هذا لشديد فخرجت فأتيته فأقيمت الصلاة بغلس فتقدم فصلى فلما انصرف أتاه ابنه الحسن فقال قد أمرتك فعصيتني فتقتل غدا بمصبعة لا ناصر لك فقال علي إنك لا تزال تحن حنين الجارية وما الذي أمرتني فعصيتك قال أمرتك يوم أحيط بعثمان رضى الله عنه أن تخرج من المدينة فيقتل ولست بها ثم أمرتك يوم قتل ألا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الامصار والعرب وبيعة كل مصر ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فان كان الفساد كان على يدى غيرك فعصيتني في ذلك كله قال أي بني أما قولك لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به وأما قولك لا تبايع حتى يأتي بيعة الامصار فإن الامر أمر أهل المدينة وكرهنا أن يضيع هذا الامر وأما قولك حين خرج طلحة والزبير فان ذلك كان وهنا على أهل الاسلام ووالله ما زلت مقهورا مذ وليت منقوصا لا أصل إلى شئ مما ينبغي وأما قولك اجلس في بيتك فكيف لي بما قد لزمني أو من تريدني أتريد أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 473 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 473 ]

تاريخ الطبري ج 3



ابن عتاب بن أسيد فكان يصلى بهم في الطريق وبالبصرة حتى قتل وخرج معها مروان وسائر بني أمية إلا من خشع وتيامنت عن أوطاس وهم ستمائة راكب سوى من كانت له مطية فتركت الطريق ليلة وتيامنت عنها كأنهم سيارة ونجعة مساحلين لم يدن من المنكدر ولا واسط ولا فلج منهم أحد حتى أتوا البصرة في عام خصيب وتمثلت دعى بلاد جموع الظلم إذ صلحت * فيها المياه وسيرى سير مذعور تخيري النبت فارعي ثم ظاهرة * وبطن واد من الضمار ممطور * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن عمر بن راشد اليمامي عن أبي كثير السحيمي عن ابن عباس قال خرج أصحاب الجمل في ستمائة معهم عبدالرحمن بن أبي بكرة وعبد الله بن صفوان الجمحي فلما جازوا بئر ميمون إذا هم بجزور قد نحرت ونحرها ينثعب فتطيروا وأذن مروان حين فصل من مكة ثم جاء حتى وقف عليهما فقال أيكما أسلم بالامرة وأؤذن بالصلاة فقال عبدالله بن الزبير على أبي عبدالله وقال محمد بن طلحة على أبي محمد فأرسلت عائشة رضى الله عنها إلى مروان فقالت مالك أتريد أن تفرق أمرنا ليصل ابن أختي فكان يصلي بهم عبدالله بن الزبير حتى قدم البصرة فكان معاذ بن عبيدالله يقول والله لو ظفرنا لافتتنا ما خلى الزبير بين طلحة والامر ولا خلى طلحة بين الزبير والامر خروج علي إلى الربذة يريد البصرة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن سهل بن يوسف عن القاسم ابن محمد قال جاء عليا الخبر عن طلحة والزبير وأم المؤمنين فأمر على المدينة تمام ابن العباس وبعث إلى مكة قثم بن العباس وخرج وهو يرجو أن يأخذهم بالطريق وأراد أن يعترضهم فاستبان له بالربذة أن قد فاتوه وجاءه بالخبر عطاء بن رئاب مولى الحارث بن حزن (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا بلغ عليا الخبر وهو بالمدينة باجتماعهم على الخروج إلى البصرة وبالذي اجتمع عليه ملؤهم طلحة والزبير وعائشة ومن تبعهم وبلغه قول عائشة وخرج علي يبادرهم 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 472 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 472 ]

تاريخ الطبري ج 3



رضى الله عنهم عرضوا الناس بذات عرق واستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فردوهما * حدثني عمر بن شبة قال حدثنا أبو الحسن قال أخبرنا أبو عمرو عن عتبة بن المغيرة بن الاخنس قال لقى سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فقال أين تذهبون وثأركم على أعجاز الابل اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم لا تقتلوا أنفسكم قالوا بل نسير فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا فخلا سعيد بطلحة والزبير فقال ان ظفرتما لمن تجعلان الامر أصدقاني قالا لاحدنا أينا اختاره الناس قال بل اجعلوه لولد عثمان فانكم خرجتم تطلبون بدمه قالا ندع شيوخ المهاجرين ونجعلها لابنائهم قال أفلا أراني أسعى لاخرجها من بني عبد مناف فرجع ورجع عبدالله بن خالد بن أسيد فقال المغيرة بن شعبة الرأي ما رأى سعيد من كان ههنا من ثقيف فليرجع فرجع ومضى القوم معهم أبان بن عثمان والوليد بن عثمان فاختلفوا في الطريق فقالوا من ندعو لهذا الامر فخلا الزبير بابنه عبدالله وخلا طلحة بعلقمة بن وقاص الليثي وكان يؤثره على ولده فقال أحدهما أئت الشأم وقال الآخر ائت العراق وحاور كل واحد منهما صاحبه ثم اتفقا على البصرة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن قيس عن الاغر قال لما اجتمع إلى مكة بنو أمية ويعلى بن منية وطلحة والزبير ائتمروا أمرهم وأجمع ملؤهم على الطلب بدم عثمان وقتال السبائية حتى يثأروا وينتقموا فأمرتهم عائشة رضى الله تعالى عنها بالخروج إلى المدينة واجتمع القوم على البصرة وردوها عن رأيها وقال لها طلحة والزبير إنا نأتي أرضا قد أضيعت وصارت إلى علي وقد أجبرنا علي على بيعته وهم محتجون علينا بذلك وتاركو أمرنا إلا أن تخرجي فتأمري بمثل ما أمرت بمكة ثم ترجعي فنادى المنادى ان عائشة تريد البصرة وليس في ستمائة بعير ما تعنون به غوغاء وجالية الاعراب وعبيدا قد انتشروا وافترشوا أذرعهم مسعدين لاول واعية وبعثت إلى حفصة فأرادت الخروج فعزم عليها ابن عمر فأقامت فخرجت عائشة ومعها طلحة والزبير وأمرت على الصلاة عبدالرحمن 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 471 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 471 ]

تاريخ الطبري ج 3



لا تقبله مني لخرجت معك وهذا ابني عمر والله لهو أعز علي من نفسي يخرج معك فيشهد مشاهدك فخرج فلم يزل معه واستعمله على البحرين ثم عزله واستعمل النعمان بن عجلان الزرقي * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا مسلمة عن عوف قال أعان يعلى بن أمية الزبير بأربعمائة ألف وحمل سبعين رجلا من قريش وحمل عائشة رضى الله عنها على جمل يقال له عسكر أخذه بثمانين دينارا وخرجوا فنظر عبدالله بن الزبير إلى البيت فقال ما رأيت مثلك بركة طالب خير ولا هارب من شر (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا خرج المغيرة وسعيد بن العاص معهم مرحلة من مكة فقال سعيد للمغيرة ما الرأى قال الرأى والله الاعتزال فإنهم ما يفلح أمرهم فإن أظفره الله أتيناه فقلنا كان هوانا وصغونا معك فاعتزلا فجلسا فجاء سعيد مكة فاقام بها ورجع معهما عبدالله بن خالد بن أسيد * حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال سمعت أبي قال سمعت يونس ابن يزيد الايلي عن الزهري قال ثم ظهرا يعني طلحة والزبير إلى مكة بعد قتل عثمان رضى الله عنه بأربعة أشهر وابن عامر بها يجر الدنيا وقدم يعلى بن أمية معه بمال كثير وزيادة على أربعمائة بعير فاجتمعوا في بيت عائشة رضى الله عنها فارادوا الرأى فقالوا نسير إلى علي فنقاتله فقال بعضهم ليس لكم طاقة بأهل المدينة ولكنا نسير حتى ندخل البصرة والكوفة ولطلحة بالكوفة شيعة وهوى وللزبير بالبصرة هوى ومعونة فاجتمع رأيهم على أن يسيروا إلى البصرة وإلى الكوفة فأعطاهم عبدالله بن عامر مالا كثيرا وإبلا فخرجوا في سبعمائة رجل من أهل المدينة ومكة ولحقهم الناس حتى كانوا ثلاثة آلاف رجل فبلغ عليا مسيرهم فأمر على المدينة سهل بن حنيف الانصاري وخرج فسار حتى نزل ذاقار وكان مسيره إليها ثمان ليال ومعه جماعة من أهل المدينة * حدثني أحمد بن منصور قال حدثني يحيى بن معين قال حدثنا هشام بن وسف قاضى صنعاء عن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير عن موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص الليثي قال لما خرج طلحة والزبير وعائشة 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 470 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 470 ]

تاريخ الطبري ج 3



في طلحة هوى قالوا قبحك الله فوالله ما كنت بالمسالم ولا بالمحارب فهلا أقمت كما أقام معاوية فنكتفي بك ونأتي الكوفة فنسد على هؤلاء القوم المذاهب فلم يجدوا عنده جوابا مقبولا حتى إذا استقام لهم الرأي على البصرة قالوا يا أم المؤمنين دعى المدينة فإن من معنا لا يقرنون لتلك الغوغاء التي بها وأشخصى معنا إلى البصرة فأنا نأتي بلدا مضيعا وسيحتجون علينا فيه ببيعة علي بن أبي طالب فتنهضينهم كما أنهضت أهل مكة ثم تقعدين فإن أصلح الله الامر كان الذي تريدين وإلا احتسبنا ودفعنا عن هذا الامر بجهدنا حتى يقضى الله ما أراد فلما قالوا ذلك لها ولم يكن ذلك مستقيما إلا بها قالت نعم وقد كان أزواج النبي صلى الله عيه وسلم معها على قصد المدينة فلما تحول رأيها إلى البصرة تركن ذلك وانطلق القوم بعدها إلى حفصة فقالت رأيي تبع لرأي عائشة حتى إذا لم يبق إلا الخروج قالوا كيف نستقل وليس معنا مال نجهز به الناس فقال يعلى بن أمية معي ستمائة ألف وستمائة بعير فاركبوها وقال ابن عامر معي كذا وكذا فتجهزوا به فنادى المنادى إن أم المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة فمن كان يريد إعزاز الاسلام وقتال المحلين والطلب بثأر عثمان ولم يكن عنده مركب ولم يكن له جهاز فهذا جهاز وهذه نفقة فحملوا ستمائة رجل على ستمائة ناقة سوى من كان له مركب وكانوا جميعا ألفا وتجهزوا بالمال ونادوا بالرحيل واستقلوا ذاهبين وأرادت حفصة الخروج فأتاها عبدالله بن عمر فطلب إليها أن تقعد فقعدت وبعثت إلى عائشة أن عبدالله حال بيني وبين الخروج فقالت يغفر الله لعبد الله وبعثت أم الفضل بنت الحارث رجلا من جهينة يدعى ظفرا فاستأجرته على أن يطوى ويأتي عليا بكتابها فقدم على علي بكتاب أم الفضل بالخبر * حدثني عمر بن شبة قال حدثنا علي عن أبي مخنف قال حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن أبيه قال قال أبو قتادة لعلي يا أمير المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلدني هذا السيف وقد شمته فطال شيمه وقد أنى تجريده على هؤلاء القوم الظالمين الذين لم يألوا الامة غشا فإن أحببت أن تقدمني فقدمني وقامت أم سلمة فقالت يا أمير المؤمنين لولا أن أعصى الله عزوجل وأنك 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 469 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 469 ]

تاريخ الطبري ج 3



ما صنع الناس قال قتل المصريون عثمان قالت العجب لاخضر زعم أن المقتول هو القاتل فكان يضرب به المثل أكذب من أخضر (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد عن الشعبي قال خرجت عائشة رضى الله عنها نحو المدينة من مكة بعد مقتل عثمان فلقيها رجل من أخوالها فقالت ما وراءك قال قتل عثمان واجتمع الناس على علي والامر أمر الغوغاء فقالت ما أظن ذلك تاما ردوني فانصرفت راجعة إلى مكة حتى إذا دخلتها أتاها عبدالله بن عامر الحضرمي وكان أمير عثمان عليها فقال ما ردك يا أم المؤمنين قالت ردني أن عثمان قتل مظلوما وأن الامر لا يستقيم ولهذه الغوغاء أمر فاطلبوا بدم عثمان تعزوا الاسلام فكان أول من أجابها عبدالله بن عامر الحضرمي وذلك أول ما تكلمت بنو أمية بالحجاز ورفعوا رؤسهم وقام معهم سعيد بن العاص والوليد بن عقبة وسائر بني أمية وقد قدم عليهم عبدالله بن عامر من البصرة ويعلى بن أمية من اليمن وطلحة والزبير من المدينة واجتمع ملؤهم بعد نظر طويل في أمرهم على البصرة وقالت أيها الناس إن هذا حدث عظيم وأمر منكر فانهضوا فيه إلى إخوانكم من أهل البصرة فأنكروه فقد كفاكم أهل الشأم ما عندهم لعل الله عزوجل يدرك لعثمان وللمسلمين بثأرهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا كان أول من أجاب إلى ذلك عبدالله بن عامر وبنو أمية وقد كانوا سقطوا إليها بعد مقتل عثمان ثم قدم عبدالله بن عامر ثم قدم يعلى بن أمية فاتفقا بمكة ومع يعلى ستمائة بعير وستمائة ألف فأناخ بالابطح معسكرا وقدم معهما طلحة والزبير فلقيا عائشا رضى الله عنها فقالت ما وراءكما فقالا وراءنا أنا تحملنا بقليتنا هرابا من المدينة من غوغاء وأعراب وفارقنا قوما حيارى لا يعرفون حقا ولا ينكرون باطلا ولا يمنعون أنفسهم قالت فائتمروا أمرا ثم انهضوا إلى هذه الغوغاء وتمثلت لو أن قومي طاوعتني سراتهم * لانقذتهم من الحبال أو الخبل وقال القوم فيما ائتمروا به الشأم فقال عبدالله بن عامر قد كفاكم الشأم من يستمر في حوزته فقال له طلحة والزبير فأين قال البصرة فان لي بها صنائع ولهم 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 468 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 468 ]

تاريخ الطبري ج 3



بمكة وبويع علي لخمس بقين من ذي الحجة يوم الجمعة وتساقط الهراب إلى مكة وعائشة مقيمة بمكة تريد عمرة المحرم فلما تساقط إليها الهراب استخبرتهم فأخبروها أن قد قتل عثمان رضى الله عنه ولم يجبهم إلى التأمير أحد فقالت عائشة رضى الله عنها ولكن أكياس هذا غب ما كان يدور بينكم من عتاب الاستصلاح حتى إذا قضت عمرتها وخرجت فانتهت إلى سرف لقيها رجل من أخوالها من بني ليث وكانت واصلة لهم رفيقة عليهم يقال له عبيد بن أبي سلمة يعرف بأمه أم كلاب فقالت مهيم فأصم ودمدم فقالت ويحك علينا أو لنا فقال لا تدري قتل عثمان وبقوا ثمانيا قالت ثم صنعوا ماذا فقال أخذوا أهل المدينة بالاجتماع على علي والقوم الغالبون على المدينة فرجت إلى مكة وهي لا تقول شيئا ولا يخرج منها شئ حتى نزلت على باب المسجد وقصدت للحجر فسترت فيه واجتمع الناس إليها فقالت يا أيها الناس إن الغوغاء من أهل الامصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا أن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالامس الارب واستعمال من حدثت سنه وقد استعمل أسنانهم قبله ومواضع من مواضع الحمى حماها لهم وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحا لهم فلما لم يجدوا حجة ولا عذرا خلجوا وبادوا بالعدوان ونبا فعلهم عن قولهم فسفكوا الدم الحرام واستحلوا البلد الحرام وأخذوا المال الحرام واستحلوا الشهر الحرام والله لاصبع عثمان خير من طباق الارض أمثالهم فنجاة من اجتماعكم عليهم حتى ينكل بهم غيرهم ويشرد من بعدهم ووالله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من دونه إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء فقال عبدالله بن عامر الحضرمي هاأنا ذا لها أول طالب وكان أول مجيب ومنتدب * حدثني عمر بن شعبة قال حدثنا أبو الحسن المدائني قال حدثنا سحيم مولى وبرة التميمي عن عبيد بن عمرو القرشي قال خرجت عائشة رضى الله عنها وعثمان محصور فقدم عليها مكة رجل يقال له أخضر فقالت ما صنع الناس فقال قتل عثمان المصريين قالت إنا لله وإنا إليه راجعون أيقتل قوما جاءوا يطلبون الحق وينكرون الظلم والله لا نرضى بهذا ثم قدم آخر فقالت 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------

[ 467 ] تاريخ الطبري ج 3


[ 467 ]

تاريخ الطبري ج 3



عن سيف عن محمد وطلحة قالا ولما رأى من أهل المدينة ما لم يرض طاعتهم حتى يكون معها نصرته قام فيهم وجمع إليه وجوه أهل المدينة وقال إن آخر هذا الامر لا يصلح إلا بما صلح أوله فقد رأيتم عواقب قضاء الله عزوجل على من مضى منكم فانصروا الله ينصركم ويصلح لكم أمركم فأجابه رجلان من أعلام الانصار أبو الهيثم بن التيهان وهو بدري وخزيمة بن ثابت وليس بذي الشهادتين مات ذو الشهاديتن في زمن عثمان رضى الله عنه (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد عن عبيدالله عن الحكم قال قيل له أشهد خزيمة ابن ثابت ذو الشهادتين الجمل فقال ليس به ولكنه غيره من الانصار مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان رضى الله عنه (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن مجالد عن الشعبي قال بالله الذي لا إله إلا هو ما نهض في تلك الفتنة إلا ستة بدريين مالهم سابع أو سبعة ما لهم ثامن (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد عن الشعبي قال بالله الذي لا إله إلا هو ما نهض في ذلك الامر إلا ستة بدريين ما لهم سابع فقلت اختلفتما قال لم نختلف إن الشعبي شك في أبي أيوب أخرج حيث أرسلته أم سلمة إلى علي بعد صفين أو لم يخرج إلا أنه قدم عليه فمضى إليه وعلي يومئذ بالنهروان (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عبدالله ابن سعيد بن ثابت عن رجل عن سعيد بن زيد قال ما اجتمع أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ففازوا على الناس بخير يحوزونه إلا وعلي بن أبي طالب أحدهم ثم إن زياد بن حنظلة لما رأى تثاقل الناس عن علي ابتدر إليه وقال من تثاقل عنك فإنا نخف معك ونقاتل دونك وبينما علي يمشى في المدينة إذ سمع زينب ابنة أبي سفيان وهو تقول ظلامتنا عند مدمم وعند مكحلة فقال إنها لتعلم ما هما لها بثأر (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة أن عثمان قتل في ذي الحجة لثمان عشرة خلت منه وكان على مكة عبدالله بن عامر الحضرمي وعلى الموسم يومئذ عبدالله عباس بعثه عثمان وهو محصور فتعجل أناس في يومين فأدركوا مع ابن عباس فقدموا المدينة بعد ما قتل وقبل أن يبايع علي وهرب بنو أمية فلحقوا 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

--------------------------------------------------------------------------------