إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 27 يوليو 2015

760 كيف انحرف العالم ؟ فهرس


760

كيف انحرف العالم ؟

فهرس


مقدمة :

·لماذا انحرف العالم كلّه:
·الهدف ليس إحباطك.. هذه عينة للعمل الإيجابي: عمرو خالد وصناع الحياة:

= انحراف الغرب :

اولا - كيفَ تراجعَ دورُ الدينِ في (أوروبّا):

1- نصرانية أم وثنيّة:
2- الثورة على الكنيسة
3- آثارٌ عميقة:
4- لقد تغيّرتْ خريطةُ العالم:
5- المقلّدون على عمى:

ثانيا - سديمُ (جوتنبرج):

·كيفَ غيّرتِ الطباعةُ شكلَ العالم:

·أمثلةٌ على الاتجاهاتِ الهدّامةِ والأدباءِ المنحرفين[2]:

1-  المذهبُ الطبيعيّ:
2-  المذهبُ الرمزيّ:
3-  المذهبُ السريالي:
4-  الوجودية:

ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق:

1- نظريّاتٌ وفلسفاتٌ واكتشافاتٌ خطيرة:

1@ مركزُ الكون:
2@ النشوءُ والارتقاء:
3@ الماركسيّة:
4@ قوانينُ الوراثة:
5@ الفرويديّة:
6@ معادلاتٌ كيميائيّة:
7@ كونٌ شاسع:
8@ موتُ الإله:
9@ البنيويّة وما بعد الحداثة:

2- التشكيكُ في الأديان:

3- إثباتُ الأديانِ بالعلم:
ويشمل على العناصر الاتية

1@  نفيُ الصدفة:
2@  تحجيم العلم:
3@  تحجيم المنطق:
4@  إثباتُ الأديانِ إحصائيّا:
5@  إثباتُ البعث:

رابعا - احتضارُ المجتمعِ الصناعيّ:
ويشمل على العناصر الاتية

1@ موجات الحضارة وكوارث المدنية:
2@ حضارة الاستنزاف:

خامسا - أوهام الليبرالية:
ويشمل على العناصر الاتية

1- ظروف تكوّن الليبرالية:
2- مفهوم الليبرالية:
3- الليبرالية الفكرية:
4- الليبرالية السياسية:
5- الليبرالية الاقتصادية:
6- متناقضات الحرّيّة والديمقراطيّة:
7- وحوش السوق الحرة:
8- تناقض الحرّيّة المطلقة مع القيم والسعادة:
9- الليبرالية الجديدة NEW LIBERALISME:

سادسا - أوهام الديمقراطيّة:
ويشمل على العناصر الاتية

( 1  ) تأملات نقدية في الديمقراطية الغربية:
( 2  ) أثر الدعاية الحكومية على الرأي العام للمجتمع:
( 3  ) حرية التعبير في الغرب بين الواقع والمتخيَّل:
( 4 ) الديمقراطية وبروتوكولات حكماء صهيون:
( 5 ) التسلط الأمريكي:
ويشمل على العناصر الاتية
 
(1 ) سقوط الأقنعة الأمريكيّة:
( 2 ) الإمبراطورية تعلو فوق المملكة:
( 3 ) وجه أمريكي مسكوت عنه:
( 4) التاريخ الدموي للإمبراطورية الأمريكية:
( 5) جرائم أمريكا في القرن العشرين:
( 6) الأطماعُ الأمريكيّةُ في العالمِ الإسلاميّ:
( 7) إمبراطوريّاتُ الظلال:
( 8) الحرّيّة على الطريقة الأمريكيّة!!
ويشمل على العناصر الاتية

a الجريمة The Crime:
b والعقاب And Punishment:

( 9) التدخّل الصهيوني الأمريكيّ في السودان:
 ويشمل على العناصر الاتية

a سقوط الأقنعة الأمريكيّة:
b الإمبراطورية تعلو فوق المملكة:
c وجه أمريكي مسكوت عنه:
d التاريخ الدموي للإمبراطورية الأمريكية:
e جرائم أمريكا في القرن العشرين:
f الأطماعُ الأمريكيّةُ في العالمِ الإسلاميّ:
g إمبراطوريّاتُ الظلال:
h الحرّيّة على الطريقة الأمريكيّة!!
i التدخّل الصهيوني الأمريكيّ في السودان:
ويشمل على العناصر الاتية

1 عشرة آلاف جندي لحفظ السلام:
2 الدافع العَقَدي هو المحرك الأساسي:
3 جذور اليهود المزعومة في السودان؟؟؟
4 وقف زحف الإسلام في اتجاه أفريقيا:
5 أهداف صهيو_أمريكية أخرى في السودان:
6 سلطنة "دارفور".. حصان طرواده لتقسيم السودان!
7 نصيحة من كاتب سوداني:

j لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلاميّ؟
ويشمل على العناصر الاتية

1 تغيير المناهج:
2 لكن ما هو التعليم الإسلامي؟
3 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟
4 دور العلمانيين في القضية:
5 مسألة قديمة وطرق متعددة:
6 التجربة التونسية:
7 نصيحة للأمريكان:


(10 ) لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلاميّ؟
ويشمل على العناصر الاتية

1 تغيير المناهج:
2 لكن ما هو التعليم الإسلامي؟
3 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟
4 دور العلمانيين في القضية:
5 مسألة قديمة وطرق متعددة:
6 التجربة التونسية:
7 نصيحة للأمريكان:

( 6 ) ما البديل إذن؟

سابعا - حرية المرأة الغربية:
ويشمل على العناصر الاتية

1 النسوية الغربية من الاعتدال إلى التطرف:
2  الفيمينزم: التمركز حول الأنثى:
3  حقائق وأرقام تكشف واقع المرأة الغربية:


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انحراف أمريكا:

·ثقافةٌ كاسحة:
·التلفازُ في حياةِ الأمريكيّين:
·تحريرُ المرأةِ الأمريكيّة:
·نحرافُ الشبابِ الأمريكيّ:
·الوجه الحقيقي للمجتمع الأمريكيّ:
·كيفَ انحرفتْ (أمريكا):
·التغلغل اليهودي في (أمريكا):
·التسلّطُ الأمريكيّ:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخطبوط اليهوديّ:

·ديانة عنصريّة محرّفة:
·الجراثيم اليهوديّة:
·حول بروتوكولات حكماء صهيون:
·مختصر بروتوكولات حكماء صهيون:
·أحجار على رقعة الشطرنج:
·التغلغل اليهودي في (أمريكا):
·الاختراق اليهودي للفاتيكان:
·ميكانيكيات وأدوات تنفيذ المخطط الشيطاني:
·إسرائيل:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انحراف الوطن العربيّ:

·التغريب:
·التعليم:
·آليّةُ الفكرِ في (مصرَ) في نصفِ قرن:
·السعوديّة: كيف حل بنا الفقر والبطالة؟
·الإباحية ووسائل تطبيعها:
·تشويه فطرة نسائنا:
·العـولـبــــــة:
·إسرائيل:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انحراف العلاقة بين الرجل والمرأة:

·حريّةُ المرأةِ:
·المساواة بين الرجل والمرأة:
·عمل المرأة:
·المرأة والعولمة الاقتصادية:
·الجمال والموضة والأخلاق:
·الصداقة بين الجنسين:
·الحبّ:
·العنوسة والزواج وتعدد الزوجات والطلاق والخلع:
·الختان:
·هيا.. لتكوني أكثر إيجابية:
·احتملي شكّة الدبوس:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف جعلونا نمسك الجمر:

·هل فعلا لم يعد الإسلام يصلح للتطبيق في مجتمعاتنا؟
·الإعلام:
·التعليم:
·عمل المرأة:
·عداء مستحكم:
·هل يمكن تغيير المؤسسات من داخلها؟
·نحن نعيش أشدّ عصور العبوديّة إظلاما!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

متناقضات الحرّيّة:

·لا توجد حرية!
·الحرية والنظام:
·الفوضى المنظمة:
·الحرية.. والشعور بالحرية:
·الحاجات الأساسيّة للإنسان:
·استغلال متناقضات الحرية:
·المسئولية ضدّ الحرية:
·تزييف الوعي وحرية الإرادة:
·الأسنان الرزقاء:
·عالم جديد رائع:
·خداع الحواس:
·ماتريكس:
·الحرية في الحضارة الغربية:
·نحن نعيش أشدّ عصور العبوديّة إظلاما:
·الحرّيّة في الإسلام:
·الكنز المحرّم:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة:

·تيار النهر الأسود:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

·قائمة بالمراجع المشار إليها في هذا الكتاب:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى نقل كتاب كيف انحرف العالم ؟ واتمنى على الجميع الفائدة منه


( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






759 كيف انحرف العالم ؟ المراجع: قائمة بالمراجع المشار إليها في هذا الكتاب:


759

كيف انحرف العالم ؟
 
المراجع:

 قائمة بالمراجع المشار إليها في هذا الكتاب:

المراجعُ، وكتبٌ تُرجى قراءتُها، ومواقعُ تُرجى زيارتُها:



1.  موسوعة (قصّة الحضارة) للكاتب (ول ديورانت) ترجمة د. (عبد الحميد يونس)، المجلّد الثاني عشر (الإصلاح الديني) الصادر ضمنَ مكتبة الأسرة.

2.    كتابُ (قصف العقول) لكاتبِه (فيليب تايلور)، الصادرُ ضمنَ سلسلةِ "عالم المعرفة" الكويتيّة، ويحمل رقمَ 256 .

3.  كتابُ (الجريمة والجنس: "الآداب القرآنية لنشرِ قصصِ الجريمةِ في الصحافة") لكاتبِه د. (عبد الوهاب كحيل)، الصادرُ عن (مكتبةِ التراثِ الإسلامي).

4.  كتابُ (تخريبُ المسرحِ المصريّ: في السبعينياتِ والثمانينيات) لكاتبِه (فؤاد دواره)، ضمنَ سلسلةِ "كتاب الهلال"، العدد 460 .

5.    كتابُ (أشهرُ المذاهب المسرحية) لكاتبِه (دريني خشبة)، الصادرُ عن (الدار المصريّة اللبنانيّة).

6.  كتابُ (عودةُ الوفاقِ بينَ الإنسانِ والطبيعة) لمؤلّفه (جان ماري بيلت)، الصادرُ ضمنَ سلسلةِ "عالم المعرفة" الكويتيّة، ويحمل رقم 189 .

7.  كتابُ (العالمُ سنةَ 2000) للكاتبِ (راجي عنايت) في سلسلتِه (أغرب من الخيال) الصادرةِ عن (دار الشروق)، والذي يلخّصُ فيه آراءَ كتابي (صدمة المستقبل) و(الموجة الثالثة) للكاتبِ (ألفين توفلر).

8.  كتابُ (تاريخُ الولاياتِ المتّحدةِ منذ 1945)، تأليف (دانيال ف.دافيز) و(نورمان لنجر)، ترجمة (عبد العليم إبراهيم الأبيض)، الصادرُ عن (الدار الدولية للنشرِ والتوزيع).

9.    كتابُ (أحجارٌ على رقعة الشطرنج)، تأليف (وليام جاي كار)، الصادرُ عن (دار النفائس) اللبنانية.

10.كتابُ (بروتوكولاتُ آلِ صهيون).

11.كتابُ (الصهيونيةُ في الاتحاد السوفياتي)، دراسة (هاني مَندَس)، الصادرُ عن (كمبيونشر) اللبنانية.

12.كتابُ (السراب: كيف خرجتِ القوّاتُ متعدّدةُ الجنسيّاتِ من لبنان)، الصادرُ عن (مركزِ الوحدةِ الإسلاميّةِ للدراساتِ والتوثيق).

13.كتابُ (المقالاتُ اليابانيّة) لكاتبِه (محمد حسنين هيكل)، الصادرُ عن (دار الشروق).

14.كتابُ (عودةُ الوعي)، لكاتبِه (توفيق الحكيم)، والذي أعادَ نشرَه داخلَ كتابِ (شجرةُ الحكمِ السياسيّ) بعنوانِ (الثورةُ المباركة).. وهو ينتقدُ في هذا الكتابِ ثورةَ يوليو، ويوضّحُ فداحةَ ما ارتكبتْه من أخطاء ما زلنا ندفعُ ثمنَها حتّى الآن.

15.كتابُ (النموذجُ اليابانيّ في الإدارة) للكاتب الأمريكيّ (وليم ج. أوشي) ترجمة أ. (حسن محمد يس)، معهد الإدارة العامّة 1411 هـ.

16.كتاباتُ د. (مصطفى محمود) السياسيةُ في السنواتِ العشرِ الأخيرة، (ما عدا تلك التي حاد فيها عن الصوابِ بخصوصِ موضوعِ الشفاعة!).

17.بعضُ مقالاتِ الصحفِ والمجلات، أُشيرَ إليها في مواضعِها.

18.مراجع مقال "هل يحم اليهود هوليود:

JEWISH POWER inside the American Jewish Establishment by J.J.Goldeberg

http://www.jewwatch.com/

http://www.stormfront.org/truth_at_last/archieves/Tt2.htm

http://www.eonline.com/Features/Specials

http://www.radioislam.net

19.كتاب (نهاية إسرائيل والولايات المتّحدة) لكاتبه (خالد عبد الواحد)، الفصل المعنون بـ " ل هم في شك يلعبون"، المنشور على شبكة الإنترنت في المواقع التالية:

http://www.geocities.com/kalwid/index.htm

http://kalwid.freeservers.com/index.htm

http://kalwid.jeeran.com/index.htm

http://www.freecoolpages.com/thestrip/kalwid/index.htm

http://kalwid.bravepages.com/index.htm

http://kalwid.0pi.com/index.htm

20.موقع: هدايةِ الحيارى:

www.geocities.com/Athens/Cyprus/6741/history/story-of-vatican.html

21.موقع إسلام أون لاين:

www.islamonline.net





 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

758 كيف انحرف العالم ؟ باقى قصيدة تيار النهر الأسود:


 758

كيف انحرف العالم ؟
  
باقى قصيدة تيار النهر الأسود:




يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

أتلذّذُ في أحضانِ الطميِ وأسعدْ

يسعدْ

..................................

هلْ مَن يُبارزُ (عنترةْ)؟

مَنْ ذا بوجْهي, والحصاةُ الآنَ معيَ ومُشهرةْ؟

لا لا بربّي سوفَ أُلقي باليهودِ إلى ظلامِ المقبرةْ

لستُ أخشى قُنبلةْ

لستُ أخشى طائرةْ

..................................

(مانشيتٌ) يحملُ صورةَ همجيٍّ عربيٍّ وقرودْ

يتشدّقُ بالماضي البائدِ والحاضرُ موئودْ

وأناسٌ تأكلُ (هامبورجرْ)

وأناسٌ تلعقُ في الدودْ

والأحولُ يطعنُ بأخيهِ

يتمنّى النصرَ المنشودْ

يترامى في حِضنِ عدوٍّ

ينتظرُ المجدَ الموعودْ

أشلاءٌ نتمزّقُ أشلاءَا
(يَمنٌ) و(عراقٌ) و(كويتٌ)

(سودانٌ) (صومالٌ) (لِبنانٌ).. ولحودْ

جهلٌ وخبالٌ وحثالةْ

قِطعانٌ نبحثُ عن برسيمٍ

عن أنثى

ونُقبّلُ نعلَ الذّلِّ لنحظى بنقودْ

أشباحٌ

كانَ لنا ماضٍ

كانَ لنا دينٌ

كانَ لنا بطشٌ

والآنَ نُعشّشُ في تلٍّ خَرِبٍ ولحودْ

غربانًا

نتشدّقُ حينًا بالماضي

في لحنٍ حقٍّ لجمودْ

وكلُّ ما قدْ أخذناه عن (أوروبّا)

كيفَ نمسكُ سكّينًا

ونطلي الخبزَ بالمربّى

وعثّةٌ تدعونا بحميّةْ

بحماسٍ قُحٍّ بالنّيّةْ

للعلمانيّةْ

وعهرٌ وفسادٌ ودعاوى حرّيّةْ

وظللْنا نرزحُ تحتَ جبالِ الجهْلْ!

..................................

يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

أتعفّنُ في طميِ اللحظاتِ وأهمدْ

يسعدْ

..................................

انفجارْ

مُنحَ اللحيةَ والجلبابَ وقولَ جهادْ

ثمَّ تعمّدَ نسفي خسفي

الأوغادْ!

ثمَّ ابتسمتْ لي أمريكا والموسادْ

نشرا شَلوي بالتلفازِ وقالا:

"هذا من صنعِ الإسلامِ الإرهابيِّ المعتادْ"

والعالمُ يبصقْ

حقًّا نجحا في الإعدادْ!

..................................

الهياكلُ في الشّوارعِ تحتَ أتربةِ الضّياعْ

مليونُ ألفٍ دونَ معنى من حياةْ

فازَ فينا الجهلُ والزورُ والروتينُ والصمتُ المشينْ

لا تجفُّ لنا دماءٌ أيَّ يومْ

في (البوسنةِ) في (الشيشانِ) في (كشميرَ) في (ليبيا)
والكفرُ وحشٌ توخّى في إباضِ الحمقِ ظبيا
كلُّ مَن في الكونِ يبغي سحقنا

والهياكلُ لا تحُسّ

(هُسّ)!

لا تقلقوا صمتَ المماتْ!

..................................

مدَّ كفًّا للتّصافحِ والمسدّسُ في الظلامْ

قُلْتُ مرحي.. ذا صديقي!

كي أصافحَ باحترامْ

واستباحَ الرشقُ صدري واندرجْتُ مع الحطامْ

ثمَّ ألفى اليومَ نفسي في سجونِ الاتهامْ

مذنبا:

-  دُعّوهُ أصوليّ

-  سفّاحٌ عربيّ

-  إرهابٌ همجيّ

-  محظورٌ أيُّ سلاحٍ نوويّ

-  أيُّ فلاحٍ علميّ

-  أيُّ صلاحٍ دينيّ

-  خطرٌ للأمنِ الإسرائيليّ

-  والعالميّ

إلى آخرِه

إلى آخرِه

..................................

يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

يُفنيني في طميِ اللا وعْيِ وأهمدْ

يأسدْ

..........................................................................................................................

من معاني أحاديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ:
·      لا تشيعُ الفاحشةُ في قومٍ إلا عمّهمُ اللهُ بالبلاء.
·      إذا ضُيّعتِ الأمانةُ فانتظروا السّاعة, وتضييعُها أن يُوكلَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِه.
·      السّاكتُ عنِ الحقِّ شيطانٌ أخرس.
·      مَن لم يهتمَّ بأمرِ المسلمينَ فليسَ منهم.
·      توشكُ أن تتداعى عليكمُ الأممُ كما تتداعى الأكلةُ على قصعتِها, كثرةٌ ولكنّكم كغثاءِ السّيل, وليقذفنَّ اللهُ في قلوبِكم الضعفَ والوهن: حبَّ الدنيا وكراهيةَ الموتْ.

 



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

757 كيف انحرف العالم ؟ قصيدة تيار النهر الأسود:



 757


كيف انحرف العالم ؟
  
قصيدة تيار النهر الأسود:



تيّارُ النهرِ الأ سود

يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

يطمرُني في طميِ الأوهامِ وأهمدْ

يسعدْ

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التِلْفازْ

فتطالعُني الرّوعةُ عاريةً

ترفلُ في الضحكاتِ وتَخطرْ

والكلبُ يقبّلُ شفتيها

ويجرُّ بقايا الثوبِ العاري حتّى حدِّ الخطِّ الأحمرْ

بالكادِ سيعبرْ

والكلُّ يُحملقْ!

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

فيُطالعُني وجْه الشيخِ الكالحِ ينطقُ بالألغازْ

والوقتُ بطيءٌ أتململْ

ليتَ اللهَ وسيرةَ أحمدَ يُرجأُ كلٌّ

حتّى يأتيَ فيلمي توّا!

والكلُّ يُطقطقْ!

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

أغنيةٌ سقطَتْ منها أحرفُ معنى

لكنَّ الراقصةَ ـ حماها اللهُ

بباقي ثوبٍ حجمَ الكفِّ ستُخفي عيبَ الهَلسْ

عفوًا: عيبَ الشعر!

والكلُّ يُصفّق!

..................................
أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

رقصَتْ, مرحتْ

أضنتْ نفْسًا في بهرجةٍ من ألوانْ

كتمَتْ نَفَسي لَهَفًا شَبَقًا, سالَ لُعابي للغزلانْ

ثمُّ أفاجأُ آخرَ أمرٍ أنَّ المُنتجَ في الإعلانْ

بعضُ لبانْ!

ونقولُ تجارةْ:

دعايةْ

أو دعارةْ!

..................................

أضغطُ مِفتاحَ التلفازْ

قالتْ آلةُ قولٍ إنَّ البوسنةَ قد هُدمتْ

واحترقتْ

واغتُصبتْ فيها كلُّ فتاةٍ

وانتُهكتْ حُرمةُ جنسٍ ما ساوى حتّى بعضَ كلابْ

الآلةُ أنهتْ رصَّ كلامٍ وابتسَمَتْ

والتفتتْ تنظرُ ذاتَ يمينٍ آلةَ رصٍّ أخرى فابتسمتْ

تهبطُ موسيقى (التِّتْرْ)!

..................................

قالَ أبي:
"أعطيتُكَ هذا المصحفَ حتّى تحفظَ نفسَكَ حينَ تضلّ".

قلّبْتُ الورقَ الأصفرَ في كفّيَّ ورُحْتُ أملّ

وتذكّرْتُ أنيقَ الرسمِ وعاري الجسمِ، بصوتِ فتورٍ قلتُ:
"أكييييد"!

لكنْ في نفسي

أُضمرُ بيعَ المصحفِ كي أشتريَ رخيصَ مِجلّةْ!

..................................

يتلصّصُ حولي بعضُ أذانْ

هل عادَ بحسِّ الناسِ منَ الآذانْ؟

وأنا ضمنَ الناسِ أجرُّ خطايَ

وأزحفُ نحوَ المسجدِ كالديدانْ

لكنْ تلفتُني كاسيةٌ عاريةٌ تعبرُ قُربي

عشّشَ تخديرُ العطرِ ورقصُ الجسمِ بقلبي

انّصمّتْ أذني

ورميتُ المسجدَ خلفي

وسجدْتُ بحضرةِ إبليس

..................................

مهاويسْ

البقايا والفُتاتْ

والتحطّمُ والتّبعثرُ وانفلاتْ

لحظةُ خَدَرٍ تغمرُ حسّي

أنسى نفسي

تُلهبُ أُنسي رقصةُ (ديسكو)

حقنةُ (ماكسِ)

رشفةُ (ويسكي)

قبلةُ فسقِ

واسْـقِ

..................................

يجرفُني تيّارُ النهرِ الأسودْ

أتمرّغُ في طميِ التغييبِ وأفسدْ

يسعدْ

..................................

(أوُتُوبيسْ)

كتلٌ من لحمٍ البؤسِ ونشّالْ

الوقتُ المقتولُ, العرقُ اللزجُ, الجوُّ الخانقُ كالنّارْ

حسناءٌ تركبُ (شبحًا)

ويجاورُها وغدٌ يعرفُ كيفَ يُطيعُ هواهْ

والحافي العاري فقدَ القرشَ وويلَ تعيسْ

(أوتوبيسْ)

..................................
لماذا تكذِبْ؟

قالَ:
"لأنَّ الكذبَ ـ رخيصًا ـ يكسِبْ!"

ضاقتْ عيني ثمَّ صمتّ
"لا تتعجّبْ"
"إنّكَ أيضًا مثلي تغرَقْ"

"كيفَ تعيشُ بهذا الوهمِ"

"وتأتي تزعمُ"

"أنّكَ بينَ ضميرِكَ تَصدُقْ؟"

أطرقْتْ
"إنّكَ أحمقُ ـ عفوًا صاحْ"
"كيفَ تطيرُ بدونِ جَناحْ؟"

"حولَكَ كلُّ الدنيا غابْ"

"كُنْ مطعونًا أو سفّاحْ"

"هيّا اتبعْني"

"سأعلّمُكَ تَغُشُّ الناسَ لتربحَ أنتْ"

وتعلّمْتْ!

..................................

عربدَ الزمنُ الرخيصْ

وأنا ـ بوحلِ الموتِ حيًّا

كلَّ يومٍ في المغوصْ

نفسي

ثمَّ طوفانُ المنايا لا أبالي أن يجوسْ

المهمُّ إذا سُألتُ:
"ومن تكونُ؟"

أجبْتُ: ألفْ

"ثمَّ مهرُكَ؟"

ألفُ ألفْ!
"والأمانةُ والضميرُ؟"

وألفُ ألفٍ ألفِ ألفْ!

لن أعودَ أَبِيتُ بُسْطي من تُرابْ

لن أقاتلَ في وحوشٍ للرّغيفِ بلونِ فحمْ

لن يُحيلَ الجوعُ جسمي كومَ عظمٍ دونَ لحمْ

لنْ أحطّمَ كلَّ يومٍ نفسَ مذياعي القديمِ

لكي يقولَ بصرصرةْ:
"كانتْ.. (هنا القاهرةْ)!"

لنْ أظلَّ أموتُ وحدي

والكلُّ حولي يسرقونْ

يظلمونْ

يعتلونْ

القطارُ عديمُ خلفْ

ألفُ ألفٍ, ألفُ ألفْ!

..................................
أجلسُ خلفَ المكتبِ

أفتحُ درجَ المكتبِ

وأوقّعْ

ثمَّ يَجنُ الليلُ

أعودُ وكِتْفي ترزحُ تحتَ حصيلةِ يومٍ شاقٍّ

لكنْ مُمتعْ!

أجلسُ طولَ الليلِ أعدُّ نقودي

ثمَّ أفكّرُ كيفَ تزيدُ تزيدُ تزيدْ

تأتي صُحفِ اليومِ التالي

تحملُ نبأَ تسمّمِ طفلٍ أكلَ الحلوى

يا ربُّ السّلوى!

هيه.. دنيا!

لم يغسلْ يَدَه قبلَ الأكلْ!

والنبأُ الآخرُ أنَّ البرجَ انهارَ

و مزّقَ أجنحةَ عصافيرٍ

كانتْ تتغنّى للحُلْمِ الكهْلْ

ما هذا الجهل؟

راقصةُ الدورِ العاشرِ قتلتْهمْ

قلْتُ مرارًا ألا ترقصَ في شقّتِها

أرأيتمْ ناتجَ فِعلتِها؟

ثمَّ سُقيتُ الشّايَ وشمسُ غرورٍ جوفيَ تسطعْ

وذهبْتُ لأجلسَ خلفَ المكتبِ

أفتحَ درجَ المكتبِ

وأوقّعْ!

..................................

ملحوظةْ:

تركبُ الإبِلْ

أم تركبُ (الأوبِلْ)

تلكَ هيَ الأقصوصةْ!

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

756 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: السادس عشر - الكنز المحرّم


756

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
السادس عشر - الكنز المحرّم



والآن إذا كنت ما زلت مؤمنا بتلك الحرّيّة، فدعني أوضّح لك أمرا هامّا:

إنّ كلينا يتحدث عن كنز ثمين، تحرسه قوى خارقة..

أنت تقول: إن الكنز موجود..

وأنا أقول: إنّه فعليّا غير موجود، لأنّ أحدا لم يصل إليه أبدا!

إنّ قولنا إنّ هناك حرّيّة لكنّها مقيدة، لا يختلف في شيء عن أن نقول إنّ هناك قيدا لكنّه متحرّر!

هذا يبدو أشبه بتعليل النفس لاحتمال قدر لا فكاك منه!

المسألة كلّها شبكة متداخلة معقّدة من توازنات القوى بين أطراف عديدة..

ولا يمكن اعتبار كلّ القوى فاعلة ومتساوية في نفس اللحظة.. وإلا وصلنا إلى حالة اتزان تتوقف معها الحياة.. ففكرة الصراع التي بنيت عليها الدنيا، قامت على الدفع والجذب بين هذه القوى.. ترتخي واحدة فتطغى أخرى.. ثمّ تنشأ الرغبة في التخلص من سيطرتها، ليتغيّر اتجاه التوازن... وهكذا.

إنّ الحرّيّة كالخلود.. كلاهما غريزة.. ولكنّهما وهم!

ويظلّ جلّ ما نطمح إليه أن نكون ممن وصفهم الحديث الشريف:

(مَنْ أَصْبَح مِنْكُمْ مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، آمِنَاً فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا(

هل تعتقد أنّ من يتكلّمون عن الحرّيّة، يقصدون بها هذه المطالب الأساسيّة البسيطة فقط؟

هذا هو ما كنت أتحدّث عنه.. وهؤلاء من كنت أخاطبهم.. بالطريقة التي يفضّلونها!

فلا تعتقد أنّنا مختلفان في شيء جوهريّ..

فلم يترتّب على نفيي للحرّيّة أيّ مطالب لاستعباد الشعوب أو الأفراد.. فمن يبحث عن الحقّ والعدل، يرفض الظلم والقهر.. والفوضى أيضا.

***

"نحن إنّما نكون أحرارا، حينما تصدر أفعالنا عن شخصيتنا بأكملها، فتجيء معبّرة عنها، ويكون بينها من التشابه الذي لا سبيل إلى تحديده، مثل ما بين العمل الفنّيّ وصاحبه"

هنري برجسون



"أنا من الخارج لي حدود.. لي سقف ينتهي عند جسدي.. ولكنّني من الداخل بلا سقف ولا قاع.. أنا فوق متناول الجميع.. وفوق متناولي أنا أيضا!.. وفوق متناول القوانين والظواهر!"

د. مصطفى محمود



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

755 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 8 الحرية والحق والعدل في القرآن الكريم:


755

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

8 الحرية والحق والعدل في القرآن الكريم:

أخيرا أحبّ أن أتساءل:

أين كلمة الحرية في القرآن؟

غير موجودة!

كلمة الحُرّ فقط ذكرت في القرآن مرّة واحدة.. كمقابل لكلمة العبد.. وليست كلمة العبد سبّة في القرآن، فالإسلام أقرّ نظام العبوديّة وقنّنه!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

أمّا كلمة العدل فذكرت في القرآن أكثر من 20 مرّة.. وكلمة الحقّ وصيغها المختلفة أكثر من 200 مرّة.. أعتقد أنّ هاتين الكلمتين هو ما نبحث جميعا عنه.






 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

754 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 7 العبيد:


754

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

7 العبيد:

هذا بخلاف إقرار الإسلام للاسترقاق والعبوديّة.. وهو ما يخالف كلّ شعارات حقوق الإنسان ((الزائفة))!

في نقاش دار بيني وبين إحدى الفتيات في أحد المنتديات قلت لها:

إنّ فكرتك عن الحرّيّة في الإسلام وهميّة..

إنّ اسم هذا الدين مأخوذ أساسا من الاستسلام.. فهو دين العبوديّة الخالصة لله.. وهذه هي قمّة الحرّيّة..

لماذا أبادرك بذلك؟؟

لأنّي سأفجّر قنبلة عنيفة حالا!!

إنّ الإسلام لم يأتِ ليحرّر الإنسان بالمفهوم الاجتماعيّ..

ولا يهدم الإسلام عادات المجتمع إلا إذا كانت تخالف عبوديّة الإنسان لله سبحانه..

غير مقتنعة.. صح؟؟

طيّب: أخبريني إذن، وأخبري الغرب بالمرّة، لماذا لم يحرّر الإسلام العبيد تحريما قاطعا نهائيّا، مثلما حرّم الزنا والخمر والربا ووئد البنات وغيرها؟؟

لو لم تفهمي ميزان الحرّيّة في الإسلام، ووزنتِها بميزان الغرب الماديّ، فستصيبك هذه النقطة بشكوك عقيديّة قاتلة!!

ولا داعي للردّ بأنّ الإسلام منح العبيد الكثير من الحرّيّات، ومنحهم كرامتهم الإنسانيّة، وجعل عتقهم كفّارة لكثير من الكبائر في حين جعل استرقاقهم ناتجا عن الحروب فقط..

ولا تقولي أيضا إنّ الإسلام منحهم حقّ المكاتبة، بأنّ يكتب العبد لسيده صكّا بقيمته، فيطلقه سيده ليعمل ويجمع المال فيشتري العبد حرّيته به..

ولا تقولي إنّ الإسلام حضّ على فكّ الرقاب تقرّبا لله وطلبا لفضله..

فما زال السؤال الجوهري:

لماذا لم يحرّم الإسلام كون بعض الناس عبيدا لبعضهم الآخر؟؟؟؟، مع أنّ كلّنا يعرف العبارة التي تقول: لقد جعل الإسلام الناس سواسية كأسنان المشط؟

طبعا هذا ممّا يتعارض مع مفاهيم الحرّيّة في الغرب!!!

وما لا بدّ أنّه سيوقعك في بعض الحيرة..

خاصة أنّ النساء كان لهنّ وضع خاصّ في هذه العبوديّة..

فقد سمح الإسلام لمالكهنّ بجماعهنّ، مهما كان عددهنّ (لا يوجد تقيّد بالعدد 4 مثل الزواج)..

وهو ما سترينه حتما إهانة للزوجات الحرائر والإماء في نفس الوقت!!!

أرجو أن أسمع ردّك حول هذا اللغز ((العجيب)) الذي لا يتّفق مع الحرّيات التي علّمها لنا الغرب!!!

ونصيحة في الختام:

لا تتسرّعي بإلصاق الشعارات الرنّانة بالإسلام، كالحرّيّة والمساواة والإخاء (على فكرة: هذه هي شعارات الثورة الفرنسيّة.. الصهيونيّة!!!!)، فهذه الشعارات لا تتّفق على إطلاقها مع الإسلام.. دين العبوديّة التامّة لله، والامتثال التام للشرع، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها.

****

ثمّ حاولتُ أن أطرح هذه الإجابة:

لماذا لم يحرّم الإسلام العبوديّة:

لكن.. لماذا نفترض حتميّة تحريمها أساسا؟

إنّ دينا ـ سماويّا أو وثنيّا ـ لم يحرّم العبوديّة..

فلماذا كان على الإسلام بالذات أن يحرّمها؟

***

إنّ العبوديّة شكل من أشكال العلاقات في المجتمع..

وهي ليست أسوأ من الفقر، وتدنّي النسَب والطبقة العائليّة..

فهل كان على الإسلام أيضا أن يحرّم الفقر واختلاف مراتب الطبقات؟

واضح تماما أنّ هذا تفكير مختلّ!

فما جاءت الأديان السماويّة لتقدّم حلولا سهلة ترفع الخاملين والضعفاء إلى مراتب لا يستحقونها (وهو ما فعلته ثورة يوليو بأخذ مال الأغنياء وأراضيهم ومنحها للفقراء بدون مجهود منهم، وإلحاق كلّ من هبّ ودبّ بالتعليم والقطاع العام بدون أيّ كفاءة أو تنافس أو إبداع، ممّا عمل على الإخلال بالحراك الاجتماعيّ، وخراب المجتمع المصريّ من جذوره!)

جاءت الأديان السماويّة لترشد الإنسان لعبادة ربّه، وتحرّر فكره وروحه من الوثنيّة وجسده من الرذيلة..

وهذا لا يحتاج أن يكون الإنسان غنيّا أو ملكا أو حتّى.... حرّا!

بالإضافة لهذا فقد منحت الأديان للفقراء والضعفاء والعبيد حقّ الاحترام والرحمة والتكافل، والمساواة أمام الشرع والقضاء (العدل)..

أمّا المساواة الاجتماعيّة والوظيفيّة، فهي لا تعدو نوعا من اليوتوبيا الفلسفيّة التي لا يمكن أن تتحقّق أبدا.. ولا حتّى في الجنّة، فمنازل الأبرار فيها تختلف!

***

إذن فهل حكم الإسلام على العبيد بالبقاء هكذا للأبد؟

مطلقا..

فقد حضّ على إعتاقهم تقرّبا لله، وجعل إعتاقهم كفارة لعدد من الكبائر، وجعل الابن المستولد للحرّ حرّا وحرّم بيع أمّه.... إلخ..

وفوق هذا فقد منحهم الإسلام حقّ المكاتبة، بأن يشترى العبد حرّيّته من سيده نظير دين مؤجل، فيذهب للعمل لجمع المال ثمّ يعود لتسديده لسيّده..

وهذا حافز هامّ للعمل والاجتهاد لنيل الحرّيّة، يساهم في رفعة المجتمع (وليس كما حدث في مصر حينما وجد المعدمون أنفسهم فجأة أصحاب أرض، دون أدنى مجهود منهم، فتدنّى الشريف ولم يرتفع الوضيع!!.. كانت مجرّد رشوة سياسيّة فجّة، ولو اقترف الإسلام مثلها، لظلّ إلى اليوم مدانا بتملّق العبيد.. وكان الأخ الرفيق ماركس سيصرخ في كلّ مكان: الإسلام أفيون العبيد!!!!!)

***

ثمّ فلنتساءل:

وماذا كان يحدث لو حرّر الإسلام كلّ هؤلاء العبيد فجأة؟

لم يكن ليختلف وضعهم في شيء، فسيضطرون للاستمرار في العمل خَدَما نظرا لصعوبة وضعهم الاجتماعيّ.. وربّما ساهم هذا في شيوع الفوضى في المجتمع (ظلّ زنوج أمريكا مضطهدين لأكثر من قرن بعد تحريرهم، ولم يبدأوا في الحصول على حقوقهم إلا في ستينيّات القرن العشرين، وما زالوا حتّى الآن يعانون من التمييز والفقر والجريمة والمرض والعيش في أحياء متدنّية!!!!)

كما أنّ تحرير عدد كبير من الإماء فجأة كان سيؤدّي لانتشار الفاحشة، فقد كان عدد النساء أكثر بكثير من الرجال (بسبب كثرة الحروب).. فإمّا أن يرفع الإسلام الحدّ الأقصى لعدد الزوجات المسموح به إلى أكثر من أربعة بكثير، وهذا سيخلّ ببناء الأسرة، وإمّا أن تظلّ هاته النسوة بدون زواج (خاصة مع تدنّي منزلتهنّ الاجتماعيّة) ممّا سيدفع غالبيتهنّ للفاحشة (النسب الأكبر للأطفال غير الشرعيين كانت دائما من نصيب نساء الزنوج في أمريكا!!!!!)

***

ولكن.. ألا يجب أن نتساءل أولا:

كيف ولماذا نشأ الرقّ؟

إنّ العبيد موجودون منذ أقدم حضارات الأرض..

وأنا أرى أنّ هذا النظام من أفضل ما جادت به قريحة الشعوب!!

فهدفه أساسا ردع الأمم الأخرى ضدّ الاعتداء على الأرض  والعرض..

فبعد كلّ حرب، كان الأسرى يساقون عبيدا لدى المنتصر.. وبهذا يكون الرقّ:

1-   بديلا لقتلهم.

2-   رادعا لغيرهم ضدّ الاعتداء، وهذا حقنٌ لدماء أطراف كثيرة.

أعتقد أنّ هذا يوضّح تماما لماذا لم تسعَ أيّ ديانة سماويّة أو غير سماوية لإلغاء هذا الرادع.. فهو أفضل مليون مرّة من قتل الأسرى (لاحظ أنّ اتفاقيات تبادل الأسرى تنصّ على أنّ من حقّ الدولة قتل الأسير الذي يعاود محاربتها بعد إطلاقه.. فليس من المعقول أن يصرّ على قتل أبنائها والاعتداء على أرضها، ثمّ يطلق معززا مكرّما كلّ مرّة (هذا لو كان يطلق أصلا!!.. وفتشوا عن المقابر الجماعيّة!!).. أعتقد أنّ الكثيرين سيفضّلون العبوديّة على القتل.. لن يتضح هذا إلا ساعة الإعدام!!!!)

***

وربّما تكن هناك أسباب أخرى كثيرة غائبة عن ذهني الآن..

ومن يدري: ربّما يعود من جديد نظام العبوديّة التاريخيّ في المستقبل القريب.. ونحن نشهد الآن بالفعل عودة الاستعمار، ومؤشّرات حروب عقيديّة طاحنة!

هذا إن لم يكن ما نعيشه فعلا على مستوى المؤسسات والنظم، عبوديّة أشدّ وأنكى!

واقرءوا موضوع:

نحن نعيش أشد عصور العبوديّة إظلاما:

***

لماذا لم يحرّم الإسلام كونَ بعض الناس عبيدا لبعضهم الآخر؟

المؤكّد أنّ ما يقرّره الله عزّ وجلّ ليس فقط أبعد ما يكون عن الخطإ، بل هو أحكم ما يمكن أن يُحكم به.

(أليس الله بأحكم الحاكمين)؟

***

ما أريد أن أصل إليه:

إنّ الإسلام لم يأتِ ليساوي بين أقدار الناس في المجتمع، فهذا يخالف النظام الذي بُنيت عليه الحياة: التفاضل الذي يفضي للتكامل.. (ما هذه الرياضيات؟)

الإسلام جاء ليساوى الناس في عدالة الحكم، وكرامة المعاملة، وحرّية الاعتقاد، والحياة في مجتمعات آمنة فاضلة بعيدة عن الفاحشة..

أمّا الادعاء بأنّ الإسلام جاء ليساوي بين العبد والحرّ، الفقير والغنيّ، الصغير والكبير، الخامل والعامل، الجاهل والعالم، المحكوم والحاكم، المرأة والرجل، من وجهة النظر الاجتماعيّة والدور المحدّد في الحياة، فهذا وهم فاسد ومغالطة بيّنة.

أفلا تتفقون معي إذن أنّ شبهات الغرب على الإسلام بسبب عدم تحريمه للرقّ تحريما قاطعا، وعدم مساواته بين الرجل والمرأة، وترسيخه لاحترام السلطات الأعلى سواء في الأسرة أو المجتمع أو نظام الحكم، هي شبهات ساذجة وغبيّة ولا تثير في متلقيها إلا السخرية!

***

وأخيرا أحبّ أن أذكّركم بالسبب الرئيسيّ للصراع بين الخير والشرّ والإيمان والكفر، الذي يشكّل كلّ أركان حياتنا..

بدأ كلّ ذلك لأنّ مخلوقا متكبّرا لم يفهم  كيف يمكن أن يسجد ـ وهو مخلوقٌ من النار ـ لمخلوق من الطين، امتثالا لأمر خالقهما!

ومنذ هذه اللحظة بدأت معركتنا ولم تنتِه بعد..

فحذار أيّتها النساء أن تتمثّلن خطوات الشيطان ويجرفكنّ التكبّر والغرور لنفس هذا الخطإ الغبيّ!

فلتكن المرأة أفضل من الرجل.. ليس هذا ما يعنينا..

ما يعنينا هو امتثالها لأوامر الله ـ التي وضعها لينظّم علاقتها برجلها ممّا يعمل على تكامل الدورين وتسامى الحياة ـ وهو سبحانه أحكم وأعلم بالأصلح لكليهما فهو خالقهما.








 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

753 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 6 حرية الرجل والمرأة:


753

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

6 حرية الرجل والمرأة:

لن نطيل هنا.. فمعلوم ما يقوله الغرب عن وضع المرأة في الإسلام، الذي يخالف الحريات من المنظور الغربي:

قرار ووقار في البيت، وعدم اختلاط، وعدم تولي المناصب العامة، مع قوامة الرجل والسماح له بتعدد الزوجات.. بخلاف أنصبة المواريث!

وطبعا يحاول البعض باستماتة فلسفة الإسلام لإثبات أنّه لا يتعارض مع حريات الغرب المزعومة!!.. وهذه أكبر مغالطة يمكن أن يقع فيها إنسان: محاولة التوفيق بين الأضداد!

لمزيد من التفصيل: انحراف العلاقة بين الرجل والمرأة:

 http://khayma.com/Alhkikh/Women.htm






 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

752 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 5 المسئوليّة والطاعة:


752

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

5 المسئوليّة والطاعة:

كما أنّ الإسلام يرسّخ المسئوليّة:

(كلّكم راع وكلّكم مسئول عن رعيته)..

(الدالّ على الخير كفاعله)

(من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)

ويرسخ الطاعة:

(أنت ومالك لأبيك)..

(لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليه)

وعن طاعة الحاكم:

(اسمع وأطع ولو لحبشي، كأن رأسه زبيبة)

وطبعا هذا الحديث مع الآية الكريمة:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)

 ينفيان فكرة الديمقراطيّة الغربيّة تماما ونهائيّا!

سؤال: هل يتساوى حاكم ظالم لكنّه قويّ يحفظ الأرض والعرض والدين.. بحاكم خائن، يضيع الدين ويفسد الأجيال الجديدة ويوالى أعداء الأمّة ويكرّس أسباب هزيمتنا؟







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

751 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 4 التربية:


751

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

4 التربية:

أباح الإسلام ضرب الأبناء (ضربا تعليميا لا إيذاء فيه)..

هذا أيضا يراه الغرب ضدّ الحرّيّة والإنسانيّة!

ببساطة لأنّهم يريدون تدمير أيّ سلطة للأسرة والمجتمع وجهات الدينيّة، وتسليم كل ّذلك للإعلام والتعليم ودساتير وضعوها وقوانين ألفوها ومؤسسات يتحكمون بها!

بعد هذا يحدثوننا عن الحرّيّة!!!

نقطة أخرى في التربية، هي المؤلفة قلوبهم:

وهم من لم تتثبت قلوبهم نهائيّا على الإيمان.. فقد نص القرآن على جعلهم فئة من الفئات المستحقة للزكاة.. وذلك حتّى لا ينقلبوا على الإسلام أو يزعزعوا استقرار المجتمع.. وهذا يتيح لأجيال جديدة أن تنشأ في مناخ أكثر استقرارا وطمأنينة، بما في ذلك الأجيال التي تخرج من أصلابهم هم.

هذه صورة أخرى تؤكد عناية الإسلام بتوفير الظروف الاجتماعيّة الأكثر ملاءمة، لتخريج أجيال أفضل.







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

750 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 3 الحرّيّة الفرديّة:


750

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

3 الحرّيّة الفرديّة:

حتّى الحرّيّة الفرديّة في الإسلام محدودة..

وموقع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معروف.. ومأمور به كلّ فرد لكن في حدود قدرته.. هذا معناه أنّك لا تستطيع أن تترك شخصا يخطئ أمامك دون أن تنهاه.. بل لا تستطيع أن تتركه خاملا هكذا بدون أن تنصحه بمعروف!

تربية المسلم على هذا تقف ضدّ حرّية الآخرين الفرديّة..

أعترف أنّني أتضايق من "تطفّل" المتدينين علىّ بالنصيحة والتحذير.. فأنا مثل غيري نشأت على أفكار هوليود، التي تجعل الفرد غاية الحياة!.. ولكنّ هذا لا يمنع أنّني مقتنع أنّ هؤلاء الإخوة الأفاضل على حقّ.. وأحاول أن أعيد صياغة نفسي على هذا.











 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

749 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 2 حرّيّة المجاهرة بالخطأ:


749

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

2 حرّيّة المجاهرة بالخطأ:

وضع الإسلام حدودا لاقتراف الآثام، ليحمي نظام المجتمع..

السُكْر مثلا جريمة فرديّة.. ولكن لو ظهر السكر على مرتكبه يقام عليه الحدّ، حماية للمجتمع: من نتائج سكره.. ومن إغرائه للفاسدين بتقليده.

أما حدّ الزنا فهو أبلغ دليل على ما أريد إيصاله..

فيجب أن يكون عليه أربعة شهود.. معنى هذا أنّه تحول من جريمة فرديّة إلى فاحشة علنيّة.. في الحالة الفرديّة يمكن أن يتوب العبد.. لكن لو تحوّل الزنا إلى جريمة علنيّة يجب إقامة الحدّ عليه ليكون ذلك رادعا للمجتمع..

مرّة أخرى نرى أنّ حماية المجتمع أولى من الفرد.. لأنّها تحمي كلّ فرد ضمنا..

(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {34})

إذن فالإسلام لا يعترف بحرّيّة الفرد في إشاعة الفاحشة أو الخروج عن قيم المجتمع.

وهو ما نجحت ((الحضاضة)) الغربيّة في تدميره في مجتمعاتنا.. فالحدود قد عطّلت، والإعلام ينشر الفاحشة، وقيم المجتمعات تراجعت لصالح الفرديّة والفوضى!

حتّى الإعدام فرضت علينا الشراكة إلغاءه (ألغي في تركيا ولبنان وقريبا مصر).. فبدعوى الحفاظ على حياة قاتل، تهدر حياة المقتول وحياة أهله!.. ويهدر الرادع ضدّ تكرّر هذه الجريمة ضد الآخرين!

بل ويريدون إلغاء أيّ عقوبات على الزاني والشاذ والمرتد وساب المقدسات، بدعوى حقوق الإنسان (أقصد عقوق الإنسان!!).

مرارا أؤكد لكم: وراء هذه الأفكار أناس يتعمدون تدمير المجتمعات لصالح مكاسب تعود عليهم من وراء هذه الفوضى المنظمة!

وعلى فكرة: إنّهم يدافعون عن عقوبة السجن مع أنّها ضدّ الحرّيّة التي يتشدّقون بها، وضدّ كلّ حقوق الإنسان..

ولا أعلم أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد عاقب بالحبس.. فالعقوبات تكون فوريّا: بالجلد والضرب وقطع اليد والقتل والرجم..

وهذا أكثر آدميّة من الحبس، كما أنّه أكثر ردعا لمن يشاهده.

فإذا كان الغرب يطالبنا بإلغاء الإعدام، فأنا أطالب بإعادة الحدود الشرعيّة وإلغاء السجون تماما ونهائيّا!

أرجو أن أسمع من رهبان الحرّيّة دفاعا عن هذه الفكرة!

أمّ أنّهم يقصدون بالحرّيّة شيئا آخر لا أفهمه!








 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

748 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام 1 حرّيّة العقيدة:


748

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

1 حرّيّة العقيدة:

أمر الإسلام بقتل المرتدّ.. وهذا ـ ظاهريا ـ يخالف حرّيّة العقيدة!

ولكنّ بنظرة أكثر تأنّيا، سنجد أنّ ذلك يحمي المنظومة.. فهذه رسالة للمرتد بأن يكتم كفره لأنّه لو أعلنه فهو يطعن بهذا في الإسلام ويستفزّ كلّ المؤمنين به، ويحرّض ضعفاء النفوس على إظهار سفاهاتهم، ممّا يشوش على عقول وضمائر الأجيال الجديدة.. ألا يستوجب كلّ هذا قتله!

ولم يُكره الإسلام الناس على الدخول فيه.. ولكن هذه ليست حرّيّة.. هذا اختبار.. لأنّه لو كان حرّيّة لما كان هناك ثواب وعقاب عليها.. ولكن لأنّه اختبار، فهناك تهديد ووعيد لمن يرسب في الاختبار، وهناك ترغيب لمن ينجح فيه:

(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا {29} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا {30})

كما نرى: بدأت الآية بإقرار أنّ الحقّ من الله.. وهذا معناه أنّ المخالف مخطئ.. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ولكنّ هناك ثوابا وعقابا... هذا اختبار كامل: منهج وأسئلة وتقييم.. وليس حرّية.







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

747 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام ويشمل على العناصر الفرعية الاتية لو نظرنا للحرّية في الإسلام، فسنجد ما يلي: 1- حرّيّة العقيدة: 2- حرّيّة المجاهرة بالخطأ: 3- الحرّيّة الفرديّة: 4- التربية: 5- المسئوليّة والطاعة: 6- حرية الرجل والمرأة: 7- العبيد: 8- الحرية والحق والعدل في القرآن الكريم:


747

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الخامس عشر - الحرّيّة في الإسلام

ويشمل على العناصر الفرعية الاتية 

لو نظرنا للحرّية في الإسلام، فسنجد ما يلي:

1-  حرّيّة العقيدة:

2-  حرّيّة المجاهرة بالخطأ:

3-  الحرّيّة الفرديّة:

4-  التربية:

5-  المسئوليّة والطاعة:

6-  حرية الرجل والمرأة:

7-  العبيد:

8-  الحرية والحق والعدل في القرآن الكريم:






 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

746 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الرابع عشر - نحن نعيش أشدّ عصور العبوديّة إظلاما:


746

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:
 
الرابع عشر - نحن نعيش أشدّ عصور العبوديّة إظلاما:

المذهل أنّه بينما يظنّ كلّ منّا أنّه صار أكثر حرّيّةً في هذا العصر مقارنة بالعصور السابقة، فإنّ الحقيقة هي أنّنا نعيش في سجن كبير، وعبوديّةٍ أشدّ وأنكى من تلك التي عاناها العبيد في الإمبراطوريّة الرومانيّة!!

كيف؟.. انظر معي:

-   منذ يوم مولدنا، يتلقّفنا سادة العصر بكلّ وسائل الإعلام، ليقنعونا بما راق لهم من أفكار، وينفّرونا ممّا لا يروقهم.. وبهذا، بينما كان الطغاةُ يُمعنون في تعذيب العبدِ لإكراهه على ما يريدون فلا يقدرون، لا يبذل الطغاة اليومَ أيّ مشقّةٍ في برمجة قطعانِ البشر على مشيئتهم!!.. بل نقبلُ نحنُ على ما يريدونَ بلهفة، وندفع ثمنَه من جيوبِنا!!

-   ومن لم يكفِه الإعلام، يتمّ استيعابه في نظام التعليم الإلزاميّ، الذي ينفقُ فيه أجملَ وأهمّ سنواتِ عمره، ليتشبّع بالمزيد من الأفكار المريضة، ويتمَّ عزله عن دينه وتراثه وواقعه وهدفه في الحياة.. إنّ الجاهل قديما كان أكثر حرّيّة من المتعلّم اليوم، فنظام التعليم الحاليّ عبارة عن سجنٍ ليس أكثر، ليس لك فيه حرّيّة اختيار الزمان ولا المكان ولا المناهج ولا المدرّسين ولا الطلبة الزملاء ولا نظام الإدارة، بالإضافة إلى أنّك لا تعرف إلى أين سينتهي بك، فدخول الكلّيّة معتمد على المجموع النسبيّ، ممّا يعني أنّه لا يختصّ بك وحدك، بل يختصّ بباقي المتعلّمين، وعدد من يتفوّق عليك منهم!!.. ثمّ بعد كلّ هذا، تكتشف أنّ الشهادة التي حصلت عليها ـ إن حصلت عليها ـ لم تؤهّلك إلا للوقوف في طابور البطالة الطويل!!

-   ليس هذا فحسب، بل إنّ تصميم هذا المسار التعليميّ بمثل هذا الطول يفقدك استقلالك وحرّيّتك، فبلوغ السادسة عشرة في العصور السابقة كان يعني الرجولة والاستقلاليّة والزواج والإنجاب لمعظم الرجال، أمّا الآن فهو لا يعني أيّ شيء، فأنت مجرّد طفلٍ ينفق عليه أبواه ليتعلّم، وبالتالي ليس لك أيّ حرّيّة في اختيار ما تريد، سوى أن ترضح لرغبة والديك وتذاكر!.. هل علمت لماذا تتحوّل بيوتنا إلى جحيم، لمجرّد بلوغ أحد أبنائها هذه السن، ومحاولتِه للاستقلالِ واكتشافِ الحياةِ على طريقتِه؟

-   ليس هذا فحسب، بل إنّ إدراكك لتأخّر سنّ الزواجِ الإجباريّ، يدفعك دفعا لتصبح عبدا لشهواتك، ليتدرّج بك الأمر من مشاهدة العاريات في التلفاز والمجلات والإنترنت، إلى مصاحبة الفتيات وممارسة الرذائل، وربّما يفضي بك إلى الزنا.. أمّا لو حاولت أن تتبع ضميرك، فهذا معناه أن تعيش تصارع أقوى غريزة بشريّة عرفها الإنسان ـ بل والحيوان ـ والتي تعتبر الدافع الأوّل لاستمرار الحياة، لفترة لا تقلّ عن 14 عاما بل تزيد، في ظلّ العري والفجور والفحش المنتشر، ممّا يضعك في كبت ومعاناة وضيق مستمرّ.. إنّهم يشاهدوننا ويضحكون، وكلّما ضعف أحدنا وسقط عبدا لشهواته ولهم، قرعوا كئوسهم وكدّسوا ثرواتهم، فهم أكبر المتاجرين بالغرائز، ونجحوا في تحويل المجتمعات إلى ماخور كبير، يكسبون النقود فيه مع كلّ نفس!!.. أزياء.. موضات.. عطور.. أدوات تجميل.. منشّطات جنسيّة.. كتابات إباحيّة.. إعلانات.. أفلام.. دعارة.. إلخ.. إلخ.

-   ولكن عليك أن تحاذرَ حتّى عندما تنجرف لغوايتهم، فهم أيضا واضعو قوانين الأخلاق ومنفّذوها، ولا بدّ من التضحية ببعض الكباش بينَ الحين والآخر، للظهور بمظهر من يدافع عن الفضيلة في المجتمع، وإلصاق الفساد والرذيلة بالشعبِ المنحرف!!

-   وحينما تنجح أخيرا في اجتياز هذه المفرمة، وتحصل على وظيفة بائسة، تجد نفسك مضّطرا للسرقة والغشّ والاختلاس وقبول العمولات والرشاوى.. تقبلها لأنّ راتبك لا يمكن أن يحقّق حلمك بالزواج قبل ألف عام!!.. تقبلها لأنّك لن تكون المغفّل الوحيد الشريف في هذا المجتمع!!.. تقبلها لأنّك لو تمسّكت بشرفك، فستجد ألف لصّ ممّن حولك يتربّصون بك، خوفا من أن تعطّل مصالحهم أو تشيَ بهم، أو حتّى لمجرّد أنّك تمثّل لهم صوت ضمير أحمق يجب إخراسه!!

-   ثمّ تكتشف أنّ كلّ ذلك لا يكفي، وأنّ عليك أن تسافر للعمل في الخارج لاختصار وقت جمع النقود.. وبهذا يضيع المزيد من عمرك في الغربة لصالح أسيادك، فأنت بالنسبة لهم مجرّد سلعة تمّ تصديرها، تعود عليهم بالدولارات لتصحيح العجز في الموازنة.. هل علمت الآن لماذا يزيدون أعداد خرّيجي الجامعات باستمرار رغم فشل التعليم، ولماذا لا يحاولون حلّ مشكلة البطالة؟؟

-   وطبعا تنتهي حرّيّتك في تعدّد الزوجات، فأنت أساسا لا تستطيع تزوّج واحدة إلا بعد ضياع أكثر من نصف عمرك.. بل إنّك تعلم تمام العلم أنّك لن تستطيع الإنفاق على أكثر من طفلين، أو ثلاثة على أقصى تقدير.

-   وليت هذا يكفي، بل إنّك تجد نفسك مضطرّا لتشغيل زوجتك ـ كما كانت الأمة تعمل طوال التاريخ!! ـ حتّى لو كنت معترضا، فلن يمكنك أبدا أن تعول الأسرة بمفردك.. وبهذا تضيف لنفسك تلا جديدا من المشاكل، مثل ازدياد عصبيّة الزوجة مع ازدياد متاعبها، وقلّه متابعة الأطفال وزيادة احتمال انحرافهم، وتطاول الزوجة عليك لشعورها بأنّها تقوم بجزء من دورك بالإضافة لدورها، بجانب ما تمّ حشو رأسها به من المفاهيم التلفزيونيّة المدرسيّة الهدّامة.

-   وطوال الوقت، تحاصرك زوجتك وأولادك بمطالبهم الاستهلاكيّة.. سلع.. كماليّات.. تفاهات.. رسوم وفواتير.. طاحونة أبديّة.

-   وبهذا تكتشف أنّ الزواج لا يحقّق السكن والسكينة، ولا يعدو أن يكون مجرّد حكم مؤبّد بالأشغال الشاقّة، تكدح فيه لمدّة 25 عاما على الأقلّ للإنفاق على أبنائك حتّى يحصلوا على شهاداتهم العقيمة ويعيدوا الكرّة!!.. ألم يكن العبد وزوجته الأمةُ أكثر اتزانا وترابطا ومودّة من ذلك؟؟

-   هذا دون أن تدري أنّ الميزة الوحيدة التي تميّزك عن المقهورين تاريخيّا هي ميزة وهميّة!.. فبينما كان الإقطاعيّون والملوك والطغاة يرسلون أتباعهم ليفتّشوا الديار ويجلدوا الناس حتّى يحصلوا منهم على الضرائب، تجد أنّك تدفع ضرائب على كلّ شيءٍ دون أن تدري، فالضريبة تؤخذ من راتبك، وتضاف ألف مرّة على سعر كلّ منتج تشتريه.. مرّة حين تُستورد الخامات.. ومرّة حين تُصنّع.. ومرّة حين تُنقل.. ومرّات ومرّات عندما تنتقل من كلّ تاجر جملة إلى آخر.. ضرائب على الدخل، والسلع، والنشاط التجاري، والعقارات، والتركات.. ضرائب حتّى على الضرائب نفسها!!.. كلّ هذا وأنت راض قانع.. كلّ هذا وهم آمنون من أن تثور عليهم، مثلما كان يفعل من يجلدون ظهورهم في العصور السابقة!!

-   والأروع والأكثر عبقريّة، هي الطريقة الحديثة التي يمدّون بها أيديهم في جيوبك ليسرقوا نقودَك دون أن تدري.. فمنذ اختراع العملات الورقيّة، صار بإمكانهم التلاعب بسعر العملة، فيقلّلون قيمتها ويطبعون المزيد من الورق.. إنّ الجنيه الذهبيّ المصريّ في يوم من الأيّام كان يباع بـ 98 قرشا، وذلك حتّى يخدعوا الناس لمقايضة الذهب بالورق!!.. الآن بلغ سعر الجنيه الذهبيّ مئات الجنيهات الورقيّة!!.. أين في نظرك ذهبت كلّ هذه النقود؟.. لقد سرقت من جيوبنا على مرّ السنين دون أن ندرى.. ولو استمرّ الحال على ما هو عليه، فسنصل في نهاية المطاف إلى أنّ ورقة الكرّاسة ستصير أغلى من الجنيه الورقي!!.. وكلّما تردّى المجتمع وتضاءل الاقتصاد، قاموا بتقليل سعر الجنيه الورقيّ ورفع الأسعار، وبذلك يستطيعون طباعة المزيد من الأوراق، لتعيين بعض العاطلين في أيّ مهن وهميّة، ودفع هذه الأوراق لهم.. وبهذا مهما اختلف شكل الاقتصاد، فإنّه لا يتجاوز أبدا الشكل الاشتراكيّ، حيث يتمّ أخذ النقود من الجميع، وإعادة توزيعها على العاطلين!!.. وفي النهاية تخرج كلّ هذه النقود من البلد، لتصبّ في جيوب اليهود، كفوائد للديون الفاحشة التي كبّلونا بها.. إنّ هذه أكبر وأنجح عمليّات سرقة في التاريخ!!..ولكن للأسف: لا يتم معاقبة إلا صغار اللصوص، الذين يسرقون مئات أو آلاف الجنيهات، بينما كبار اللصوص في مأمن من القانون، لأنّهم هم مألّفوه ومطبّقوه!!

-   كلّ هذا وأنت تظنّ أنّك حرّ، لمجرّد أنّك تضع صوتك في صناديق الاقتراع.. وبفرض أنّ الانتخابات نزيهة، وأنّ صوتك له قيمة، فإنّك في النهاية لا تختار إلا ما يريدونه.. إنّك ترى بعيونهم وتسمع بآذانهم.. إنّك غارق وسط الفوضى التي اصطنعوها لك حتّى لا ترى الحقيقة.. وفي النهاية يصل للحكم والمناصب من يريدونه هم وليس أنت.. فإذا حدث خطأ ووصل أحد من تريدهم، فإنّهم يسارعون باحتوائه.. إن لم يكن بالقتل فبتلفيق الجرائم والتشهير.. أو بشرائه بالمال والسلطة.. أو بتهميشه وتثبيطه وإعاقته.. وعليك أن تظلّ تحلم إلى ما لا نهاية بأن يصل من يفهمك ويسمع صوتك إلى المكان المناسب.. بلا جدوى!!

-   وبهذا تجد نفسَك غارقا في نفسك.. في أسرتك.. في مجتمعك.. في دولة متخلّفة لا علم فيها ولا اقتصاد ولا ضمير ولا ديمقراطيّة ولا قوّة عسكريّة!!.. فقط عليك أن تتمتّع بالبرود والسلبيّة واللامبالاة، لتموت في هدوء وصمت بمئات الأمراض الناتجة عن كلّ شيء ملوّث تأكله وتشربه وتشمّه.. أو بضربة مطواةٍ من بلطجيّ في شارعٍ جانبيّ.. أو في حادث سيّارةٍ على طريق مهمل.. أو في مبنىً ينهار على رأسك، أو قطارٍ يحترق بك.. أو ربّما تعيش طويلا، خاويا من الروح في زمن ضاع فيه كلّ شيء نبيل وجميل!!

-   وإن استطعت ـ بعد كلّ هذا ـ أن تبرز برأسِك من وسْطِ هذا المستنقع، وكنت ممّن يعرفون ويفهمون ويتمرّدون، فما زالت الوسائل التاريخيّة القديمة باقيةً على حالها.. السجون والمعتقلات والتعذيب الوحشيّ.. إنّك لن تفلت من قبضتهم أبدا!.. إنّهم يعرفون كيف يجعلونك عبرةً لمن لا يعتبر!

-   ولو حاولت أن تهرب من المجتمع الذي يضطهدك أو الذي لا تحقّق فيه ذاتك، فستصطدم بالحدود الجغرافيّة وتصريحات السفر وتأشيرات الدخول ومشاكل الحصول على الجنسيّة.. حتّى حرّيّة السفر والانتقال التي كانت مكفولة للأحرار عبر كلّ التاريخ صارت تاريخا.. إنّنا نعيش في سجون كبيرة بكلّ معنى للكلمة!

-   وأخيرا.. أخيرا بعد كلّ هذه المعاناة، تجد نفسك واقعا تحت الاحتلال العسكريّ لدولة أجنبيّة، مثلما حدث للعراق، ومثلما سيحدث لنا ولغيرنا عند أوّل بادرة نحاول فيها التملّص من قبضة هذه الحياة اللعينة!!

هل علمت الآن لِمَ تزدادُ معدلاتُ الإلحاد والإباحيّة والجريمة والإدمان والجفاء الأسريّ والطلاق والأمراض النفسيّة والعصبيّة والجنون والانتحار في كلّ مكان بالعالم؟

إنّ الحرّيّة الوحيدة المتاحة لنا هي حرّيّة الانحراف.. حرّيّتنا في أن نعصي اللهَ سبحانه.. حرّيّتنا في أن نؤذي أنفسَنا ومن حولنا.. حرّيّتنا في أن نبيع ضمائرَنا وأخلاقَنا وأنفسَنا!!

باختصار: إنّنا نفقدُ الدنيا والآخرة.. نفقد سعادتنا واستقرارنا.. نفقد حتّى آدميّتنا!!

إنّ هذا هو ما قدّمه الغرب للعالم من حرّيّة!.. يا لها من حرّيّة!!

إنّ هذا هو ما يحاربُ المتأمركون والعلمانيّونَ دينَنا من أجله!!.. يا لهم من عباقرة!!

إنّ هذا هو هدفنا الأسمى في الحياة!!.. يا لها من حياة!!

احلُموا ما تشاءون، ما دمتم نائمين!

طيروا لأبعد ما تستطيعون، ما دمتم في أقفاصكم الصدئة!

اشمخوا برءوسكم كيفما تبتغون، فإنّ كلّ ذرّة من كِيانكم راكعةٌ خضوعا ومذلّةً لسادة هذا العصر!!

آهٍ كم أحسد عبيد التاريخ!!







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

745 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 3 حرية المرأة الغربية 3 حقائق وأرقام تكشف واقع المرأة الغربية[1]


745

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
 
3 حرية المرأة الغربية

3 حقائق وأرقام تكشف واقع المرأة الغربية[1]



المرأة في بريطانيا:

-       أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك.

-       ارتفع العنف في البيت بنسبة 46% خلال عام واحد إلى نهاية آذار 1992.

-       25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن.

-   تتلقى الشرطة البريطانية 100 ألف مكالمة سنويًا لتبلغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات، علمًا بأن الكثير منهن لا يبلغن الشرطة إلا بعد تكرار الاعتداءات عليهن عشرات المرات.

-   تشير (جين لويس) إلى أن ما بين ثلث إلى ثلثي حالات الطلاق تعزى إلى العنف في البيت، وبصورة رئيسة إلى تعاطي المسكرات وهبوط المستوى الأخلاقي.

-   في استطلاع شاركت فيه سبعة آلاف امرأة، قالت 28% من المشاركات: إنهن تعرضن لهجوم من أزواجهن, ويفيد تقرير بريطاني آخر أن الزوج يضرب زوجته دون أن يكون هناك سبب يبرر الضرب.. ويشكل هذا 77% من عمليات الضرب.. وذكرت امرأة أن زوجها ضربها ثلاث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها، وقالت: لو قلت له شيئًا إثر ضربي لعاد ثانية، لذا أبقى صامتة، وهو لا يكتفي بنوع واحد من الضرب، بل يمارس جميع أنواع الضرب من اللطمات واللكمات والركلات والرفسات، وضرب الرأس بعرض الحائط ولا يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع حساسة من الجسد.

وأحيانًا قد يصل الأمر ببعضهم إلى حد إطفاء السجائر على جسدها، أو تكبيلها بالسلاسل والأغلال ثم إغلاق الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة.

-   تسعى المنظمات النسوية لتوفير الملاجئ والمساعدات المالية والمعنوية للضحايا، وتقود (جوان جونكلر) حملة من هذا النوع، فخلال اثني عشر عامًا مضت، قامت بتقديم المساعدة لآلاف الأشخاص من الذين تعرضوا لحوادث اعتداء في البيت، وقد جمعت تبرعات بقيمة 70 ألف جنيه إسترليني لإدارة هذه الملاجئ.. وقد أنشئ أول هذه المراكز في مانشستر عام 1971، ثم عمّت جميع بريطانيا حتى بلغ عددها 150 مركزًا.

- 170 شابة في بريطانيا تحمل سفاحا كل أسبوع.

- 50 ألف باحثة بريطانية تقدمت باحتجاجات شديدة على التمييز ضد المرأة في بريطانيا.



المرأة في إسبانيا:

يتحدث الدكتور (سايمونز مور) عن وضع المرأة في الغرب فيؤكد على أن العلاقة الشائنة مع المرأة لم يتولد معها غير الخراب الاجتماعي.

ويقول: تؤكد آخر الإحصائيات عن أحوال المرأة في العالم الغربي بأنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية، رغم البهرجة المحاطة بحياة المرأة الغربية التي يعتقد البعض أنها نالت حريتها، والمقصود من ذلك هو النجاح الذي حققه الرجل في دفعها إلى مهاوي ممارسة الجنس معه دون عقد زواج يتوّج مشاعرها ببناء أسرة فاضلة.

ويضيف أن هناك اعترافا اجتماعيّا عامّا بأن المرأة الغربية ليست هي المرأة النموذجية ولا تصلح أن تكون كذلك، وهي تعيش حالة انفلاتها مع الرجال، ومشاكل المرأة الغربية يمكن إجمالها بالأرقام لتبيّن مدى خصوصية تلك المشاكل التي تعاني منها مع الإقرار أن المرأة غير الغربية تعاني أيضا من مشاكل تكون أحيانا ذات طابع آخر:

- تراجع متوسط الولادات في أسبانيا من (1.36) لكل امرأة سنة 1989م إلى (1.2) سنة 1992م وهي أقل نسبة ولادات في العالم.

- 93% من النساء الإسبانيات يستعملن حبوب منع الحمل وأغلبهن عازبات.

- 130 ألف امرأة سجلن بلاغات رسمية سنة 1990م نتيجة للاعتداءات الجسدية والضرب المبرح ضد النساء إلا أن الشرطة الأسبانية تقول: إن الرقم الحقيقي عشرة أضعاف هذا العدد.

- سجلت الشرطة في أسبانيا أكثر من 500 ألف بلاغ اعتداء جسدي على المرأة في عام واحد وأكثر من حالة قتل واحدة كل يوم.

- ماتت 54 امرأة هذا العام على أيدي شركائهن الرجال.

- هناك ما لا يقل عن بلاغ واحد كل يوم في أسبانيا يُشير إلى قتل امرأة أو أكثر بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه.



المرأة في أمريكا:

- يغتصب يوميا في أمريكا 1900 فتاة ، 20% منهن يغتصبن من قِبَل آبائهن.

- يقتل سنويا في أمريكا مليون طفل ما بين إجهاض متعمد أو قتل فور الولادة.

- بلغت نسبة الطلاق في أمريكا 60% من عدد الزيجات.



كما كشف عدد من مراكز دراسات وبحوث أمريكية تفاصيل للإحصائية المثيرة التالية:

- مليون و553 ألف حالة إجهاض أجريت على النساء الأمريكيات سنة 1980م (30%) منها لفتيات لم يتجاوز عمرهن العشرين عاما. بينما تقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك.

- 80% من المتزوجات منذ 15 عشرة سنة أصبحن مطلقات في سنة 1982م.

- 8 ملايين امرأة في أمريكا يعشن وحيدات مع أطفالهن دون أي مساعدات خارجية في سنة 1984م.

- 27% من الرجال يعيشون على إنفاق النساء في سنة 1986م.

- 65 حالة اغتصاب لكل 10 آلاف امرأة سنة 1982م.

- 82 ألف جريمة اغتصاب منها 80% وقعت في محيط الأسرة والأصدقاء.

- تم اغتصاب امرأة واحد كل 3 ثوان ٍ سنة 1997م ، كما عانت 6 ملايين امرأة أمريكية من سوء المعاملة الجسدية والنفسية من قبل الرجال ، 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح ، 4 آلاف امرأة يقتلن في كل سنة على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن.

- 74% من العجائز النساء فقيرات و85% منهن يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعدة.

- أجريت عمليات تعقيم جنسي للفترة من 1979م إلى 1985م على النساء المنحدرات من أصول الهنود الحمر وذلك دون علمهن.

- مليون امرأة تقريبا عملن في البغاء بأمريكا خلال الفترة من 1980م إلى 1990م.

- 2500 مليون دولار الدخل المالي الذي جنته مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية سنة 1995م.



وكشفت دراسة أمريكية أخرى أن الإحصائيات التي ترد إلى الشرطة تزيد أضعافا مضاعفة على تلك التي تنشرها وسائل الإعلام، بحيث يتم التعتيم على الجزء الأكبر من الإحصائيات حتى لا يفضح واقع المجتمع الأمريكي المختل خاصة في جانب المرأة.. تقول هذه الدراسة:

- في عام 1981م أشار الباحثون إلى أن حوداث العنف الزوجي منتشرة بين 50% إلى 60% من العلاقات الزوجية في أمريكا.. في حين كان التقدير بأنّ هذه النسبة بأنها تراوح بين 25% إلى 35%.

- وبيّن بحث أجريَ في عام 1980م على 620 امرأة أمريكية أن 35% منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل من قبل أزواجهن.

- ومن جهتها أشارت باحثة تدعى "والكر" استنادا إلى بحثها عام 1984م إلى خبرة المرأة الأمريكية الواسعة بالعنف الجسدي، فبيّنت أن 41% من النساء أفدن بأنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن، و44% من جهة آبائهن، كما بيّنت أن 44% منهن كن شاهدات لحوداث الاعتداء الجسدي لآبائهن على أمهاتهن.

- وفي عام 1985م قُتل 2928 شخصا على يد أحد أفراد عائلته.. وإذا أردنا معرفة ضحايا القتل من الإناث وحدهن لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد شريك حياة أو زوج!!.. وكان الأزواج مسؤولين عن قتل 1984، في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في 10% من الحالات!.. أما إحصائيات مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا فتقول إن 3 من بين 4 معتدين هم من الأزواج.

- إحصائية أخرى تبيّن أن الأزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا 69% من الاعتداءات بينما ارتكب الأزواج 21%.

- وقد ثبت أن ضرب المرأة من قبل ما يسمى بـ "شريك لها" هو المصدر الأكثر انتشارا الذي يؤدي إلى جروح للمرأة، وهذا أكثر انتشارا من حوداث السيارات والسلب والاغتصاب كلها مجتمعة.

- وفي دراسة أخرى تبيّن أن امرأة واحدة من بين كل 4 نساء يطلبن العناية الصحية من قبل طبيب العائلة، يبلّغن عن التعرض للاعتداء الجسدي من قبل شركائهن.

- وفي بحث آخر أجريَ على 6 آلاف عائلة على مستوى أمريكا تبيّنَ أن 50% من الرجال الذين يعتدون بشكل مستمر على زوجاتهم، يعتدون أيضا وبشكل مستمر على أطفالهم.

واتضح أن الأطفال الذين شهدوا عنف آبائهم معرضون ليكونوا عنيفين ومعتدين على زوجاتهم، أكثر ثلاثة أضعاف ممن لم يشهدوا العنف في طفولتهم، أما أولياء الأمور العنيفون جدا فأطفالهم معرضون ليكونوا معتدين على زوجاتهم في المستقبل ألف ضعف.



المرأة في الإسلام:

الأرقام السابقة تُظهر بوضوح أن المرأة المهانة ليست امرأة أفغانستان ذات البرقع، ولا امرأة جزيرة العرب التي تعيش في حيز من الصون والحرمة يدعو كل المجتمع ليقدم لها التوقير والاحترام، وإنما الابتذال الحقيقي والإهانة هما في جعل المرأة سلعة كما جميع السلع، والعدوان عليها بشتى أشكال التعسف والاضطهاد!

فهل كان هناك من حرّر المرأة غير الإسلام؟

وهل كانت هناك حرّيّة وكرامة إلا في بلادنا قبل أن يدمرها العلمانيون؟

يقول (مارسيل بوازار ... M.Poizer) ـ وهو مفكر وقانوني فرنسي معاصر، أولى اهتماما كبيرا لمسألة العلاقات الدولية وحقوق الإنسان، وكتب عددا من الأبحاث للمؤتمرات والدوريات المعنية بهاتين المسألتين.. ويعتبر كتابه (إنسانية الإسلام) علامة مضيئة في مجال الدراسات الغربية للإسلام, بما تميز به من موضوعية وعمق, وحرص على اعتماد المراجع التي لا يأسرها التحيز والهوى، فضلا عن الكتابات الإسلامية نفسها ـ يقول:

"كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بأسبانيا, فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية, وكان الرجل يتودد لـ (السيدة) للفوز بالحظوة لديها.. إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحيي أوروبا عبر أسبانيا احترام المرأة.

وقال مشيرا إلى طريقة تعامل الإسلام مع المرأة: إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتماما شديدا بضمانها.

فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف, وقد أدخلا مفهوما أشد خلقية عن الزواج, وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددا من الطموحات القانونية والملكية الخاصة الشخصية, والإرث".

وقال أيضا: "أثبتت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم أنها حامية حمى حقوق المرأة التي لا تكل"[2].

[1] المصدر: لها أون لاين ومصادر أخرى.

[2] لمزيد من التفاصيل، اقرأ مقال "الإسلام هو أوّل من حرّر المرأة".







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

744 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 3 حرية المرأة الغربية 2 الفيمينزم: التمركز حول الأنثى[1]


744

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
 
3 حرية المرأة الغربية

2 الفيمينزم: التمركز حول الأنثى[1]



عندما ظهر مصطلح فيمينزم (Feminism) وتمت ترجمته إلى "النسوية" أو "النسوانية" أو "الأنثوية"، وهي ترجمة حرفيّة لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولا تُفصح عن أي مفهوم كامن وراء المصطلح.

وقد يكون من المفيد أن نحاول أن نحدد البعد الكلي والنهائي لهذا المصطلح، حتى ندرك معناه المركّب والحقيقي.. ولإنجاز هذا لا بد أن نضع المصطلح في سياق أوسع، ألا وهو ما نسميه "نظرية الحقوق الجديدة".

فكثير من الحركات التحررية في الغرب، تختلف عن الحركات التحررية القديمة التي تصدر عن الرؤية Humanist المتمركزة حول الإنسان، في مراحل العلمنة الأولى التي انتقلت فيها القداسة واللمحة الغيبية من الله للإنسان، وكانت لا تزال تحمل آثار الولاء المسيحي الديني.

أما الحركات الجديدة فتؤكد فكرة الصراع بشكل متطرف، فكل شيء ما هو إلا تعبير عن موازين القوى وثمرة الصراع المستمر، والإنسان هو مجرد كائن طبيعي/مادي يمكن رده إلى الطبيعة المادية، ويمكن مساواته بالكائنات الطبيعية.. وبالفعل يتم مساواة الإنسان بالحيوان والنباتات والأشياء، ومن ثَمّ تظهر حالة من عدم التحديد والسيولة والتعددية المفرطة.

وفي هذا الإطار يمكن أن يخضع كلّ شيء للتجريب المستمر خارج أي حدود أو مفاهيم مسبّقة (حتى لو كانت إنسانيتنا المشتركة التي تحققت تاريخيًّا)، ويبدأ البحث عن أشكال جديدة للعلاقات بين البشر لا تهتدي بتجارب الإنسان التاريخية، وكأن عقل الإنسان بالفعل صفحة مادية بيضاء، وكأنه لا يحمل عبء وعيه الإنساني التاريخي، وكأنه آدم قبل لحظة الخلق، قبل أن ينفخ الله فيه من روحه، فهو قطعة من الطين يمكن أن تصاغ بأي شكل، لا فارق بينها وبين أي عنصر طبيعيّ ماديّ آخر.

والحديث المتواتر والمتوتر عن "حقوق الإنسان" مثال على ذلك، فالإنسان الذي يتحدثون عن حقوقه هو وحدة مستقلة بسيطة كمّيّة، أحادية البُعد، غير اجتماعية وغير حضارية، لا علاقة لها بأسرة أو مجتمع أو دولة أو مرجعية تاريخية أو أخلاقية.. هو مجموعة من الحاجات (المادية) البسيطة المجرّدة.

فالفرد إن هو إلا إنسان طبيعي/مادي، وإفراز مباشر لمفهوم العقد الاجتماعي البورجوازي، الذي يرى أسبقية الفرد الطبيعي على المجتمع غير الطبيعي، وهو العقد الذي تحول في منتصف القرن التاسع عشر إلى العقد غير الاجتماعي الدارويني، الذي يفترض حرب الجميع ضد الجميع.. (كما تنبأ فيلسوف البورجوازية الأكبر (توماس هوبز) في عصر النهضة).

هذه الأفكار تشكل الإطار الحقيقي لحركة الفيمينزم التي ظهرت مؤخرًا في المغرب.



من تحرير المرأة.. للنسوية:

لقد ظن البعض أن مصطلح "فيمينزم" هذا مجرد تنويع على مصطلح "Women's Liberation Movement" الذي يُترجم عادةً إلى "حركة تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها".. ولذا حل المصطلح الجديد تدريجيًّا محل المصطلح القديم، وكأنهما مترادفان أو متقاربان في المعنى، وكأن المصطلح الجديد لا يختلف عن القديم إلا في أنه أكثر شمولا أو أكثر راديكالية.

ولكننا لو دققنا النظر لوجدنا أن المصطلح الجديد مختلف تمام الاختلاف عن مدلولات حركة تحرير المرأة.

كان الإنسان من منظور "حركة تحرير المرأة" كيانًا حضاريًّا مستقلا عن عالم المادة، لا يمكنه أن يوجد إلا داخل المجتمع، ولذا لا يمكن مساواته بالظواهر المادية.. ولذا فهي حركة تهدف إلى تحقيق قدر من العدالة داخل المجتمع (لا تحقيق مساواة مستحيلة خارجه) بحيث تنال المرأة ما يطمح إليه أي إنسان (رجلا كان أم امرأة) من تحقيق لذاته والحصول على مكافآت عادلة (مادية أو معنوية) لما يقدم من عمل.

وعادة ما تطالب حركات تحرير المرأة بأن تحصل على حقوقها كاملة:

سياسية: حق المرأة في الانتخابات والمشاركة في السلطة. ((كأنّ هذا حقّا من حقوقها!!!!))

اجتماعية: حق المرأة في الطلاق وفي حضانة الأطفال.

اقتصادية: مساواة المرأة في الأجور مع الرجل. ((إذا سلمنا بحقّ المرأة في العمل المؤسسيّ بعيدا عن بيتها ودورها الأساسيّ أصلا!!!)

ولذا تأخذ حركة تحرير المرأة بكثير من المفاهيم الإنسانية المستقرة الخاصة بأدوار المرأة في المجتمع، وأهمها بطبيعة الحال، دورها كأم.. ولذا يتحرك برنامج حركة تحرير المرأة داخل إطار من المفاهيم الإنسانية المشتركة، التي صاحبت الإنسان عبر تاريخه الإنساني، مثل: مفهوم الأسرة التي يحتمي بها الإنسان ويحقق من خلالها جوهره الإنسانيّ، ويكتسب داخل إطارها هويته الحضارية والأخلاقية.. ومثل: مفهوم المرأة باعتبارها العمود الفقري للأسرة.. ولا تطرح أفكارًا مستحيلة ولا تنزلق في التجريب اللانهائي المستمر الذي لا يستند إلى نقطة بدء ولا تحده أية حدود أو قيود إنسانية أو تاريخية أو أخلاقية.

هذا هو الإطار الحضاري والمعرفيّ "لحركة تحرير المرأة"، وهذه هي بعض ثوابتها.. وقد كان هذا هو أيضًا الإطار الأساسي لحركات التحرّر في الغرب حتى منتصف الستينيات.

ولكنّ الحضارة الغربية دخلت عليها تطورات غيّرت من توجهها وبنيتها، إذ تصاعدت معدلات الترشيد والعلمنة المادية للمجتمع، أي إعادة صياغته وصياغة الإنسان ذاته في ضوء معايير المنفعة المادية والجدوى الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى تزايد هيمنة القيم البرّانيّة المادية مثل:

* الكفاءة في العمل وفي الحياة العامة مع إهمال الحياة الخاصة.

* والاهتمام بدور المرأة العاملة (البرّانية) مع إهمال دور المرأة الأم (الجوّانية).

* والاهتمام بالإنتاجية على حساب القيم الأخلاقية والاجتماعية الأساسية (مثل تماسك الأسرة وضرورة توفير الطمأنينة للأطفال).

* واقتحام الدولة ووسائل الإعلام وقطاع اللذة لمجال الحياة الخاصة.

* وإسقاط أهمية الإحساس بالأمن النفسي الداخلي.

* وإسقاط أهمية فكرة المعنى باعتبارها فكرة ليست كمّية أو مادية.

وقد بلغ الترشيد (في الإطار الماديّ) درجة عالية من الشمول وتغلغل في كل جوانب الحياة العامة والخاصة، حتى أصبح العمل الإنساني labour هو العمل الذي يقوم به المرء نظير أجر نقديّ محسوب (كم محدد) خاضع لقوانين العرض والطلب، على أن يؤديه في رقعة الحياة العامة أو يصب فيه في نهاية الأمر.

وهذا التعريف يستبعد بطبيعة الحال الأمومة وتنشئة الأطفال وغيرها من الأعمال المنزلية.. فمثل هذه الأعمال لا يمكن حسابها بدقة، ولا يمكن أن تنال عليها الأنثى أجرًا نقديًّا ولا يمكن لأحد مراقبتها أثناء أدائها، فهي تؤديها في رقعة الحياة الخاصة، رغم أنها تستوعب جُل أو كلّ حياتها واهتمامها إن أرادت أن تؤديها بأمانة.

وكان من تطرّف المادية محاولة تقويم هذا العمل والمطالبة له بأجر مادي بدلا من سحب قيم العطاء والأمومة والرعاية على العام وجعله أكثر إنسانية.

وهكذا تغلغلت المرجعية المادية (بتركيزها على الكمي والبراني)

وتراجعت المرجعية الإنسانية (بتركيزها على الكيفي والجواني)، وتراجع البُعد الإنساني الاجتماعيّ.. أي أنه تم تفكيك الإنسان تمامًا وتحويله من الإنسان المنفصل عن الطبيعة إلى الإنسان الطبيعي المادي، الذي يتّحد بها ويذوب فيها ويستمد معياريته منها، فيفقد الدالّ ـ الإنسان ـ مدلوله الحقيقي، ويحل الكم محل الكيف والثمن محل القيمة.

ونحن نذهب إلى أن حركة الفيمينزم ـ التي نترجمها بـ "حركة التمركز حول الأنثى" ـ هي تعبير عن هذا التحول ذاته.



"التمركز حول الأنثى":

تؤكد حركة التمركز حول الأنثى في أحد جوانبها، الفوارق العميقة بين الرجل والمرأة، وتصدر عن رؤية واحدية إمبريالية وثنائية الأنا والآخر الصلبة، كأنه لا توجد مرجعية مشتركة بينهما، وكأنه لا توجد إنسانية جوهرية مشتركة تجمع بينهما.. ولذا فدور المرأة كأمّ ليس أمرًا مهمًّا، ومؤسسة الأسرة عبء لا يُطاق!!

فالمرأة متمركزة حول ذاتها، تشير إلى ذاتها، مكتفية بذاتها، تود "اكتشاف" ذاتها و"تحقيقها" خارج أي إطار اجتماعي، في حالة صراع كوني أزلي مع الرجل، وكأنها الشعب المختار في مواجهة الأغيار.. أي أنه بدأت عملية تفكيك تدريجية لمقولة المرأة كما تم تعريفها عبر التاريخ الإنساني وفي إطار المرجعية الإنسانية، لتحل محلها مقولة جديدة تمامًا تسمى "المرأة" أيضًا، ولكنها مختلفة في جوهرها عن سابقتها، ومن ثم تتحول حركة "التمركز حول الأنثى" من حركة تدور حول فكرة الحقوق الاجتماعية والإنسانية للمرأة إلى حركة تدور حول "فكرة الهُويّة"، ومن رؤية خاصة بحقوق المرأة في المجتمع الإنساني إلى رؤية معرفية شاملة تختصّ بقضايا مثل دور المرأة في التاريخ والدلالة الأنثوية للرموز التي يستخدمها الإنسان.

وإذا كانت حركة تحرير المرأة قد دارت حول قضية تحقيق العدالة للمرأة داخل المجتمع، فإن حركة "التمركز حول الأنثى" تقف على النقيض من ذلك، فهي تصدر عن مفهوم صراعيّ للعالم، حيث تتمركز الأنثى على ذاتها، ويصبح تاريخ الحضارة البشرية هو تاريخ الصراع بين الرجل والمرأة وهيمنة الذكر على الأنثى ومحاولتها التحرر من هذه الهيمنة!!

ينادي دعاة (التمركز حول الأنثى) بالتجريب الدائم والمستمر، ويطرحون برنامجًا ثوريًّا يدعو إلى إعادة صياغة كل شيء: التاريخ واللغة والرموز، بل الطبيعة البشرية ذاتها كما تحققت عبر التاريخ، وكما تبدت في مؤسسات تاريخية، وكما تجلت في أعمال فنية.. فهذا التحقق والتجلي إن هو إلا انحراف عن مسار التاريخ الحقيقي!!

بل أعيد تسمية التاريخ.. فهو بالإنجليزية History التي وجد بعض الأذكياء أنها تعني "قصته" his-story فتقرر تغيير اسم التاريخ ليصبح قصتها Her-story!

فلا حب ولا تراحم ولا إنسانية مشتركة، بل صراع شرس لا يختلف ـ إلا من ناحية التفاصيل ـ عن الصراع بين الطبقات عند ماركس، أو الصراع بين الأنواع والأجناس عند داروين، أو الصراع بين الجنس الأبيض والأجناس "المتخلفة" الأخرى حسب التصور العنصري الإمبريالي الغربي.

وتصل هذه الرؤية قمتها (أو هُويّتها) حينما تقرر الأنثى أن تدير ظهرها للآخر ـ الذكر ـ تمامًا، فهي مرجعية ذاتها وموضع الحلول ولا تشير إلا إلى ذاتها، فهي سوبرومان superwoman، ولذا تعلن استقلالها الكامل عنه، وحينئذ يصبح "السحاق" التعبير النهائي عن الواحدية الصلبة، وتسود الواحدية السائلة التي لا تعرف الفرق بين الرجل والمرأة أو بين الإنسان والأشياء!!

ويتم الإشارة إلى الإله في مرحلة الواحدية السائلة هذه لا باعتباره "هو أو هي" إذ يصل الحياد قمته والسيولة منتهاها، فيشار إليه، كما ورد في إحدى ترجمات الإنجيل الأخيرة، باعتباره ذكرًا أو أنثى أو شيئًا. فالإله هو He/She/It!

ومن الصعب على المرء أن يقرّر عما إذا كانت هذه هي نهاية السيولة، أم أن هناك المزيد؟.. فالتجريب المنفتح في اللغة والتاريخ والعلاقات بين البشر مسألة لا سقف ولا حدود ولا نهاية لها.

وليس الهدف من كل هذا هو "توسيع آفاقنا وتحطيم القوالب الذهنية التقليدية أو الدينية التي يتعامل كل جنس مع الآخر من خلالها" كما يقال.. وإنما الهدف هو:

ضرب فكرة الإنسانية في الصميم حتى يتم تسوية الجميع.. وليس مساواتهم!



الهدف النهائي: تدمير الأسرة:

وإذا كانت الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع، فإن الأم هي اللبنة الأساسية في الأسرة (بما لا ينفي دور الرجل الأسري بالطبع).. ومن هنا كان تركيز النظام العالمي الجديد على قضايا الأنثى.. فالخطاب المتمركز حول الأنثى هو خطاب تفكيكي يعلن حتمية الصراع بين الذكر والأنثى، وضرورة وضع نهاية للتاريخ الذكوري الأبوي، وبداية التجريب بلا ذاكرة تاريخية، وهو خطاب يهدف إلى توليد القلق والضيق والملل وعدم الطمأنينة في نفس المرأة عن طريق إعادة تعريفها، بحيث لا يمكن أن تتحقق هويتها إلا خارج إطار الأسرة.

وإذا انسحبت المرأة من الأسرة تآكلت الأسرة وتهاوت، وتهاوى معها أهم الحصون ضد التغلغل الاستعماري والهيمنة الغربية، وأهم المؤسسات التي يحتفظ الإنسان من خلالها بذاكرته التاريخية وهُويته القومية ومنظومته القيمية.. وبذلك يكون قد نجح النظام العالمي الجديد من خلال التفكيك في تحقيق الأهداف التي أخفق في تحقيقها النظام الاستعماريّ القديم من خلال المواجهة المباشرة، وتتحول المجتمعات إلى أفراد مستهلكين.

***

ما الحل..خصوصا أن الجمعيات العربية المختصة بحقوق المراة تولى وجهها شطر الغرب؟ ليسوا أكثر من مقلدين!!!



قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1}) النساء.

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{21}) الروم.

[1] منقول عن مقال لأحد أعضاء المنتديات، استعان فيه بمقال لد. (عبد الوهاب المسيري) بتصرف.








 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

743 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 3 حرية المرأة الغربية 1 النسوية الغربية من الاعتدال إلى التطرف مثنى أمين الكردستاني ـ إسلام أون لاين


743

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
 
3 حرية المرأة الغربية

1 النسوية الغربية من الاعتدال إلى التطرف

مثنى أمين الكردستاني ـ إسلام أون لاين



إن المتابع للحركة النسائية الغربية يجد مفارقة كبيرة بين طرح رائدات الحركة النسائية الأوائل لحقوق المرأة وقضيتها، وبين طرح ناشطات الفمينزم Feminism الحاليات اللاتي أرى أن تسمية الأنثوية أدق مصطلح يعبر عنهن وعن حركتهن وفكرهن، فليس بالمقدور أن نحدد تاريخًا معينًا يكون دقيقًا تمامًا للفصل بين التيار المعتدل والتيار المتطرف واللذين يشار لهما عند مؤرخي حركة تحرير المرأة بالتيار الأول والتيار الثاني.



الخط الفاصل:

ولكن إذا كان لا بد من تاريخ تقريبي كمعلم فاصل لهذا الانتقال الخطير فقد يمكن الإشارة إلى الستينيات عند ظهور "المدرسة السلوكية"، وما عرف بـ"الثورة الجنسية"، و"حركات الشبيبة" الاحتجاجية التي اجتاحت أوروبا، وشاع معها الكثير من الأفكار المتطرفة والمتمردة، ليس في مجال السياسة والاقتصاد فحسب، ولكن في الثقافة والأخلاق أيضًا.. ويؤيد هذا الكثير من الباحثين والباحثات، ومنهن الدكتورة (شذى سلمان) ـ باحثة إسلامية مقيمة في بريطانيا ـ التي تقول: "شهد عام 1968 في أمريكا ظهور فرع نسائي جديد أكثر تطرفًا وراديكالية من رائدات الحركة الأوائل للحركة النسوية، حيث استخدمت أعضاؤه وسائل عنيفة لإبراز القضية".

على كل حال فإن الفروق الموجودة بينهما هي فروق جوهرية ومتعددة، ويمكن أن نحدد مجالات اختلافهما الرئيسية على النحو التالي:

- كيفية تحليل وضعية المرأة في المجتمع، ومصادر الظلم الواقع عليها.

- نوعية المطالبات، وتحديد الأهداف، وسقف الطموح.

- طريقة علاج وضع المرأة، وآلية تحويل حالتها للأحسن.

- المصطلحات والتعابير التي يستخدمها كل فريق للتعبير عن رؤاه.

- موقفهما من قضايا المجتمع وعلاقات الجنسين والفروق النوعية وغيرها.



فروق جوهرية:

على ضوء هذا نشير بإيجاز إلى بعض الفروق الموجودة بينهما، ثم نشير باختصار إلى مبررات هذه الاختلافات أو أسباب نشوئها:

1- التيار الأول دعا إلى ضرورة المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات، والحضور في الوظائف العامة والمواقع الدستورية، ولكن التيار الثاني وسع المفهوم السياسي في الأمور، فرفع شعار personal is political واعتبر كل أمر شخصي وخاص سياسيًّا وعامًّا، ورفض أن ينحصر مفهوم السياسي في التعريف التقليدي، ونادى بتعميم المشاركة النسوية في كل المؤسسات التي تشكل المجتمع، بدءا بمؤسسة الأسرة التي لا بد من تغييرها، وتغيير طبيعة العلاقات التبعية فيها، ومشاركة المرأة في قيادتها أو سيطرتها عليها، حتى رئاسة الجمهورية وقيادة المواقع الدستورية.

2- التيار الأول يركز على ظلم الذكر للأنثى فقط ويتحدث عن ذلك دون النظر إلى التباين بين النساء أنفسهن، واعتبروا قضية المرأة واحدة في العالم، والنظام الرجالي واحدا أيضًا، ولكن الثاني تعمّق أكثر وانتبه إلى تفاوت وضع النساء في البلدان المختلفة، وتحدث عن ظلم الأنثى للأنثى مثل ظلم النساء البيض للسود أو للمنحدرات من آسيا وأفريقيا، ولم يعتبر النظام الرجالي نظامًا واحدًا، ولا الظلم الواقع على المرأة ظلمًا واحدًا بمقدار واحد، وجعل هذا الأمر مدخلا وثغرة لتغيير النظام ككل.

3- التيار الأول نادى بالمساواة كقضية مركزية (المساواة في الفرص والأجور والخدمات والتعليم والتوظيف وغيرها)، ولكن التيار الثاني تجاوز ذلك إلى إدخال مفهوم المساواة المطلقة التي تشمل إلغاء كافة أشكال تمييز الذكر على الأنثى حتى لو اقتضتها الطبيعة البيولوجية والسيكولوجية للجنسين، وأدخلوا المساواة الجنسية في مفهوم المساواة، بمعنى تعدد الأزواج إذا كان هناك تعدد للزوجات أو الخليلات... إلخ.

4- التيار الأول يطلب الحقوق المادية للمرأة أي الحقوق المادية الشخصية والجماعية للمرأة اجتماعيًّا وسياسيًّا، ولكن التيار الثاني أخذ الموضوع بشمول أكثر فهو يهتم بالحقوق المادية والتكافل المعنويّ أيضًا.. وبتعبير آخر فإن التيار الأول ينادي بإصلاحات قانونية محددة يغلب عليها الطابع الماديّ، ويسعى من خلالها إلى تحسين وضع المرأة، ولكن الثاني يطالب بإصلاحات شاملة تتجاوز تحسين وضع المرأة إلى تغييرها.

5- إن الصراعية ووضع الأنثى مقابل الذكر سمة من سمات التيار الثاني، ما كانت موجودة في التيار الأول، الذي كان يؤمن بتكامل الأدوار بين الجنسين.. يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري: "فحركة تحرير المرأة هي حركة اجتماعية، بمعنى أنها تدرك المرأة باعتبارها جزءا من المجتمع (أختا، أما، زوجة، بنتا...)، ومن ثَمّ تحاول أن تدافع عن حقوقها داخل المجتمع".

ويقول عن التيار الثاني: "رؤية معرفية وتكاملية نابعة من الإيمان بأن الأنثى كيان منفصل عن الذكر، متمركزة حول ذاتها، بل في حالة صراع كوني تاريخيّ معه".. ولا شك أن هذه النظرة متأثرة بفلسفة الفردية والصراعية التي طبعت الرؤية الغربية للحياة.

6- التيار الأول كان ينظر إلى المرأة على أنها نوع خاصّ، وهي مختلفة عن الرجل، وأن الرجل شيء والمرأة شيء آخر، وأن ما يصلح للرجل ليس بالضرورة يصلح للمرأة وهكذا، وليس صحيحًا أن تتخذ المرأة الرجل قدوة وتقلّده.. وتأثر بالنظريات الاجتماعية والنفسية الدينية التي كانت سائدة، وكذلك بالمفكرين الذين أكدوا هذا المعنى، ومنهم العالم الاجتماعي النفساني الهولندي (غريمبوس) القائل: "إن مقابلة الأدوار النسائية والرجالية أمر أزلي وحتمي، وإنه ليس باستطاعة أي شيء وأي كائن أن يغير هذا، نظرًا للاختلافات الطبيعية والبيولوجية التي تحدّ وتعزز وجود الجنسين القوي والضعيف، وعلى هذا الأساس تتعارض الأنوثة مع ما هو اجتماعي، وترتبط بما هو بيولوجي فقط".

ولكن التيار الثاني لا ينظر إلى الفروق النوعية للجنسين إلا على أنها ناتجة عن التاريخ والتنشئة الاجتماعية، وأن الرجل والمرأة نوع واحد Gender، وأن الفروق البيولوجية ليست شيئًا يذكر، ولا بد للمرأة أن تدخل جحر الضب إذا دخله الرجل، وأن الأنوثة لا تمنع المرأة من شيء إطلاقًا، وانتقدوا النظريات الاجتماعية والنفسية واعتبروها أحكامًا مسبقة غير نابعة من تجارب النساء.

7- التيار الأول كان ينظر إلى الإنجاب نظرة إيجابية، وكان يعتبر ذلك عنصر تميز للمرأة باعتبارها واهبة الحياة، وكان ينظر إلى الاهتمام بالأسرة والبيت ورعاية الأولاد على أنها واجبات أساسية وذات أولوية بالنسبة للمرأة، وكان يعارض الإجهاض بشدة.

أما التيار الثاني فعلى العكس ينظر إلى الإنجاب نظرة سلبية، ويرى فيه سببًا من أسباب دونية المرأة، وتسميها (سيمون دي بوفوار) عبودية التناسل!!، ويطالب بحرية الأمومة والإجهاض، ويعتبر الاهتمام بالأسرة ورعاية الأولاد وتربيتهم عوامل معيقة لتحرر المرأة وأخذها حقوقها، وأنها مسئولية المجتمع ودور الحضانة، وطالب بتوفيرها لمدة (24) ساعة متواصلة.. ويعتبر هذا التيار الزواج قيدًا للمرأة يمنعها من ممارسة حريتها، وتتخلى المرأة فيه عن حريتها وتصبح خادمة مقابل إطعامها، وهذا كان فرقًا مهمًّا في نوعية مطالبات كل فريق.

8- تميز التيار الثاني بما يمكن وصفه بأنه "استخدام لغة مبتذلة غير معتادة من الجماعة التقليدية المعتدلة" أو التيار الأول.

9- وأخيرًا يرى التيار الثاني أن مشكلة عدم المساواة لا ترجع إلى قيود مؤسسية ظاهرة في المجتمع، بقدر ما ترجع إلى قيود ثقافية غير ظاهرة وغير واضحة، وعليه لا بد من تغيير شامل للمفاهيم الثقافية واللغوية، وطرح قيم جديدة.. يقول المفكر الفرنسي روجيه جارودي: "إذا كان هذا هو النظام الذكوري السائد منذ آلاف السنين، فإن حركة النساء المعارضة لا يمكن أن تكون مجرد مطالبة تؤدي إلى تغيير نظام المرأة فقط، بل إلى تبديل جذري لمجموع العلاقات الاجتماعية، فالمقصود تعدي المطالبة التي لا بد فيها بمساواة المرأة، لأن ذلك سوف يؤدي إلى المساواة ضمن نطاق نظام للسيطرة ركزت بناه بمعرفة الرجال، والرجال وحدهم".

وينقل عن رائدة الحركة النسوية البرتغالية (مارياده لورد بنتاسيلغو) ـ والتي تولت رئاسة الوزراء في بلدها عام 1979م ـ أن الموجة الثانية للحركة النسوية تنطوي على (ضرورة ثورة تأسيسية)، وتقول: "إن النساء تراجع جميع أشكال السيطرة ومن هنا تصبح القدرة الثورية لحركتهن هائلة.. المجتمع موضوع الاتهام.. ليس مجتمع هذا البلد أو ذاك، ولكن الاتهام يتناول المجتمع الذي يطوق منذ الآن جميع المجتمعات الأخرى، والذي يتعذر معه أن يضع المرء لنفسه مصيرًا جديدًا أيًّا كان العائق الوطني".



ولعل هذا الانتقال الجذري يكون له أسباب كثيرة: منها التطور التدريجيّ للأفكار نحو الغلو والإفراط، ومنها التأثر ببعض المدارس الفلسفية المتطرفة، ومنها الموقف من الدين ومدى هيمنته على الفكر والحياة، ومنها اختلاف تقدير وترتيب الأولويات بالنسبة لقضية المرأة... إلخ.



وأخيرًا.. يمكن القول بأن التيار الثاني هو رؤية راديكالية معادية للقيم، وتتبنى مطالبات متطرفة لا علاقة لها بقضية المرأة، بل تشوّهها وتعقّدها، مثل: المساواة المطلقة، هدم الأسرة، رفض الزواج، إباحة مطلقة للإجهاض، الشذوذ الجنسي، والسحاق... إلخ.

***

مثنى أمين الكردستاني - إسلام أون لاين



تعليق لا بدّ منه:

هذه النوعيّة من المقالات تهدف لدفعنا لا شعوريّا لقبول الكثير من الأفكار الفاسدة، بمقارنتها بأفكار أشدّ منها فسادا!

فلا أحد يختلف على أنّ اللون الرمادي أفضل من الأسود، وأنّ الأعور أفضل من الأعمى، والأعرج أفضل من الكسيح.... وهكذا!!

مع أنّ الأفكار الأكثر انحرافا لم تكن لتظهر أصلا لو لم تمهّد لها الطريق بعض الأفكار المنحرفة!

أليس هذا ما قاله المقال:

((ولعل هذا الانتقال الجذري يكون له أسباب كثيرة: منها التطور التدريجي للأفكار نحو الغلو والإفراط))؟

أرى أنّ التسمية الصحيحة لهذا المقال يجب أن تكون:

النسوية الغربية: من الانحراف.. إلى التطرف في الانحراف!!



أخيرا أحبّ أن أقول لكلّ الذين يرددون بلا وعي مصطلح ((المجتمع الذكوري)) إن عليهم أن ينتبهوا إلى مصدر الألفاظ التي يكررونها بلا وعي، لأنّها لا يمكن أن تنفصل عن منبتها وفلسفتها وهدفها!







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

742 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 3 حرية المرأة الغربية ويشمل العناصر الفرعية الانية 1 النسوية الغربية من الاعتدال إلى التطرف: 2 الفيمينزم: التمركز حول الأنثى: 3 حقائق وأرقام تكشف واقع المرأة الغربية:


742

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية
 
3 حرية المرأة الغربية

ويشمل العناصر الفرعية الانية 

1 النسوية الغربية من الاعتدال إلى التطرف:

2 الفيمينزم: التمركز حول الأنثى:

3 حقائق وأرقام تكشف واقع المرأة الغربية:







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

741 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 2 أوهام الديمقراطيّة 6 ما البديل؟


741

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية

2 أوهام الديمقراطيّة

6 ما البديل؟



ما دام أمر الديمقراطية كما رأينا، فالأحرى بنا أن نعودَ إلى الخلافةِ الإسلاميّةِ وحكم الشورى، حيث إنّ مبدأه هو الإسلام، وبرنامجه هو شريعة الله سبحانه.. وفي هذه الحالة سيكون الحكم حقيقةً للشعب، لأنّه يؤمن بهذه الشريعةِ بالفعلِ ويريد تطبيقها.. أمّا شخص من يمسك الحكم فلا يعني الشعبَ في شيء، لأنّه مهما كان النظام الذي جاء عن طريقه، فهو لن يكون معروفا من الشعب كلّه قبل توليه الحكم.. لهذا فإنّ اختياره يجبُ أن يتمّ على مستوى أساتذة الجامعاتِ ورجالِ السياسةِ ورجالِ الدينِ والوزراءِ والصحفيين وصفوةِ المجتمع.. فإذا التزم هذا الشخص بالشريعةِ التي تمّ تعيينه لتطبيقها، وجبت له بيعة الناس، وإذا حاد عنها سقطت البيعة، ولا طاعة له ولا حكم.. لهذا يجب أن يكون هناك مجلس للصفوة ـ وليس مجلسا للشعب ـ لمراقبته، وعزله إذا تطلّب الأمر.. ولن يكون الناس سلبيين في هذا الأمر، فكلّ منهم سيختار من يمثّله في أقرب نطاق يفهمه.. فمثلا، يرشّح أهل القرى العمداء، وأهل المدن رؤساء المحليات والأحياء.. ويرشّح العمد ورؤساء المحلّيات مجلس المحافظة.. ومجلس المحافظة يرشّح المحافظ.. والموظّفون يرشّحون المديرين، والمديرون يرشّحون الوزراء.. وأساتذة الجامعات يرشّحونَ عمداء الكليات، وعمداء الكليات يرشّحون رئيس الجامعة، والصحفيون يرشحون رؤساء التحرير.. والمحافظون والوزراء ورؤساء الجامعات ورؤساء التحرير يرشّحونَ رئيس الوزراء.. وهكذا...

إنّ هذه الدوائر المتصاعدة ستضمنُ حسنَ الاختيار، لأنّ كلّ إنسانٍ يعرفُ من يرشّحه معرفةً مباشرة.. ولن يظلّ الحال كما هو الآن: الناس تختار رئيس الجمهوريّة ـ إن كانت تختاره!! ـ وهم أساسا لا يعرفونَ عنه شيئا، إلا ما يدّعي أنّه سيقوم به!!.. بعد ذلك ينتهي دور الشعب، ويصبح من سلطة رئيس الجمهورية أن يُعيّن المحافظين والوزراء ورئيس الوزراء وعمداء الكليات ورئيس الجامعة ورؤساء تحرير الصحف والمجلات و... و... !!!.. وبهذا يسيطر الرئيس على الجيشِ والشرطةِ والاقتصاد والإعلامِ والتعليمِ وكلّ السلطاتِ السياسيّة والمدنيّة والدينيّة (بالمناسبة: حكومة دولتي العلمانيّة هي التي تعيّن شيخ الأزهر ومفتيي الجمهوريّة.. أليست هذه نكتة؟؟؟)!!!!!.. ولا تحدّثني عن مجلس الشعب، الذي من المفروض أنّه يراقب رئيس الجمهوريّة، في حيّن أن من حقّ رئيس الجمهوريّة حلّه (حلّه يا حلّه!!).. بخلاف أنّ من حقّه اقتراح القوانين، بل وتجاوز القانون تحت ما يسمّى بقانون الطوارئ!!!.. لا أدرى أيّ ديمقراطيّة هذه أساسا، وأيّ حكم للشعب فيها!!!!







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

740 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 2 أوهام الديمقراطيّة 5 التسلّطُ الأمريكيّ 10 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟؟ 7 نصيحة للأمريكان:


740

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية

2 أوهام الديمقراطيّة

5 التسلّطُ الأمريكيّ
 
10 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟؟

7 نصيحة للأمريكان:

يرتكب الأمريكيون حماقة كبيرة في المطالبة بإلغاء آية قرآنية عن الجهاد والدفاع عن المقدسات أو درس في السيرة النبوية، وكأن الطالب الذي سيفتقد هذه الآية من كتاب الدين المدرسي لن يجدها في المصحف، أو أن حادثة السيرة ستحذف من تاريخ الإسلام!

إن الآية القرآنية لن تتزحزح عن موقعها من المصحف الكريم وقصة السيرة النبوية ستبقى في موقعها التاريخي دون أن تتنازل عنه، حتى وإن بلغت المحاولات الأمريكية الصهيونية والعلمانية أقصى جهدها.. وإن الكراهية الشديدة للظلم للنظام الأمريكي أمر تصنعه ظروف القهر والإحباط والظلامات المتتابعة واستباحة الأوطان، والدماء التي تلطخ الساحات وتزرع الكآبة لكل مشاهدي شاشات التلفاز.

وفي هذا يقول بعض الأمريكيون أنفسهم: لا يجوز أن نغفل أن مسألة المناهج التربوية التي يراد تغييرها أو تطويرها ـ كما يسميها البعض ـ هي إحدى مفردات السيادة التي لا يصح التفريط بها.. وفي التقرير الأميركي الشهير "أمة في خطر" الذي صدر في بداية الثمانينيات في عهد الرئيس الأميركي الأسبق (رونالد ريجان) هذا التقرير الذي حلل واقع التعليم في أمريكا، ورد فيه ما يفيد المعنى التالي: "إن التدخل في صناعة مناهج دولة ما أمر يعادل إعلان الحرب عليها".








 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

739 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 2 أوهام الديمقراطيّة 5 التسلّطُ الأمريكيّ 10 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟؟ 6 التجربة التونسية:


739

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية

2 أوهام الديمقراطيّة

5 التسلّطُ الأمريكيّ
 
10 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟؟

6 التجربة التونسية:

والمثال الواضح على إبعاد المناهج الإسلامية عن حقيقتها ودورها الهام في المجتمع، هو التجربة التونسية في محاربة الإسلام.. والحق أن تونس كانت سباقة في خطة القضاء على الإسلاميين عبر القضاء على منابعهم ومنابتهم نفسها، التي هي الفكر الإسلامي والكتاب الإسلامي والتعليم الإسلامي.. فشنت حملة "تفتيش جهنمية" على غرار محاكم التفتيش في أسبانيا وعموم أوروبا في القرون الوسطى، فوضع الحزب الحاكم هناك "التجمع الدستوري الديمقراطي" خطة لمحاربة المد الإسلامي.

ومن ضمن هذه الخطة التونسية، تعيين وزير شيوعي متطرف للتربية هو (عبد المجيد الشرفي)، الذي قام بتغيير مناهج التربية الإسلامية في كافة القطاعات التعليمية وصولا إلى جامعة الزيتونة، التي شهدت قطيعة معرفية ومنهجية حقيقية عن جامعة الزيتونة التاريخية.

وركز التغيير على مادة التربية الإسلامية من عدة جوانب، منها على سبيل المثال:

1- النزعة التي تنحو منحى التشكيك في كل شي‏ء بما في ذلك المعلوم من الدين بالضرورة، مثل الأنبياء والعصمة والملائكة والقرآن والسنّة ونحوها من مسائل غيبية.

2- استبعاد المسائل الشرعية والفكرية الإسلامية التي لها علاقة بالفكر السياسي الإسلامي، مثل الحكم والخلافة وحاكمية الشريعة ونحو ذلك.

3- إظهار التاريخ الإسلامي السياسي بمظهر الصراع اللا نهائي على السلطة والقتل والخداع والمكيافيلية في سبيل "الكرسي" والحفاظ على العرش، حتى ولو سخّر الدين ووظفت آلياته ومخزوناته في سبيل ذلك.





 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

738 كيف انحرف العالم ؟ متناقضات الحرّيّة: الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية 2 أوهام الديمقراطيّة 5 التسلّطُ الأمريكيّ 10 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟؟ 5 مسألة قديمة وطرق متعددة:


738

كيف انحرف العالم ؟
 
متناقضات الحرّيّة:

الثالث عشر - الحرية في الحضارة الغربية

2 أوهام الديمقراطيّة

5 التسلّطُ الأمريكيّ
 
10 لماذا تحارب أمريكا التعليم الإسلامي؟؟

5 مسألة قديمة وطرق متعددة:

مسألة تغيير المناهج التعليمية في المنطقة الإسلامية ليست وليدة الساعة أو ناتجة عن أحداث 11 سبتمبر كما يحاول أن يروج الكثيرون، بل إن الصهاينة ما زالوا منذ معاهدة "كامب ديفيد" مع مصر (1979) مرورا بمؤتمر مدريد واتفاقيات أوسلو يثيرونها باستمرار.

ويستخدم الأمريكان والصهاينة طرقا متعددة لتحقيق أهدافهم في هدم آخر حصوننا "المناهج الإسلامية" التي هي سرّ مناعتنا الذاتية وعدم انقراضنا من الوجود كأمة لها تاريخ وحضارة:

1- الجهات المانحة الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تشترط تغيير المناهج وإصلاح أو استبعاد بعض المقرّرات، مقابل منح المساعدات أو القروض.

2- منظمة "اليونسكو" والشروط أو الإملاءات التي تفرض في هذا المجال.. فقد كانت توصياتها قبل سقوط الاتحاد السوفياتي (1990) عملا غير ملزم للصراع بين القطبين في النظام الدولي.. أما بعد حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي فأصبحت توصياتها شبه ملزمة.

3- مؤتمرات "حوار الأديان" التي تسعى وراءها جهات دولية مشبوهة، وعادة ما توصي بتغيير المناهج في البلدان الإسلامية لإتاحة المجال أمام الحوار والتفاهم بين الأديان.

4- مفاوضات ومباحثات الشراكة الأورو_متوسطية، التي تلزم فيها أوروبا الدول المتوسطية الجنوبية بتغيير المناهج مقابل المنح والشراكة ونحوها.

5- الندوات والمؤتمرات الدولية التي تنظمها جهات دولية مختلفة، وتستعلن حينا وتستخفي أحيانا في الحديث عن (الضرورة الحضارية) لإصلاح مناهج المؤسسات التعليمية الإسلامية.. ومثالها الندوة التي نظمتها في بيروت مؤسسة "كونراد أدناير" الألمانية، في ديسمبر عام 2002.

6- كما لم يعد سرا أن تغيير المناهج وفقا لمنظور التنميط الثقافي الذي تفرضه عولمة الغرب، مدرج ضمن البنود الثقافية لاتفاقية تحرير التجارة العالمية (الجات)، والتي يتم مناقشتها باستمرار في المنتديات الاقتصادية التي أصبحت تعقد بصورة منتظمة مثل منتدى (دافوس).

7- وفي عام 1979 جاء في دستور منظمة عالمية يرعاها "اليونسكو" هي "منظمة الإسلام والغرب"، ويرأسها اللورد كارادون: "إن مؤلفي الكتب المدرسية لا ينبغي لهم أن يصدروا أحكاما على القيم سواء صراحة أو ضمنا، كما لا يصحّ أن يقدموا الدين على أنه معيار أو هدف"!!

وجاء أيضا في ذلك الدستور: "المرغوب فيه أن الأديان يجب عرضها لا ليفهم منها التلميذ أهداف الدين الأساسية، ولكن ما تشترك فيه مع غيرها من الأديان.. ويلزم فحص الكتب الدراسية التي قامت بتقديم الظاهرة الدينية، على أن يقوم بذلك علماء من كافة التخصّصات، وكذلك أعضاء من أصحاب العقائد الأخرى وكذلك اللا دينيون"!!!

إذن، فالمطلوب من الدوائر العالمية ليس مجرّد إزالة الغموض عن بعض المصطلحات التي تجلب الحساسيات أو تستفز أتباع الشرائع الأخرى، بل العلمنة الشاملة لبرامج التعليم، حتى تختزل المعلومات الدينية فيه إلى مجرّد طقوس أقرب إلى الفلكلور أو الثيولوجيا (الأساطير الدينية) منه إلى الرؤية الشاملة المنهجية والعملية للإنسان والكون والحياة، كما هو شأن العقيدة الإسلامية نصا وتنزيلا.







 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ